حديث و تراجم

دفاع عن أبي بكر الصديق رضي الله عنه

المؤلف: 
فضيلة الشيخ عمر الحاج مسعود حفظه الله

الفَوَائِدُ الحِسَان المنتَقَاة مِن مَجالِسِ شَيخِنا عبد الغنيِّ عوسات (الحَلقَةُ الأُولَى)

المؤلف: 
إبراهيم بويران

هذه دررٌ من الفوائدِ والنَّصائِح الغوالي انتقيتها من مجالسِ شيخِنا الهُمام الفاضل المِفضال عبد الغني عوسات حفظه الله وسدَّد خُطاه وثبَّته على الحقِّ حتى يلقاه.

اقتبستها من معينٍ صافٍ ونهرٍ عذبٍ زلال، جادت بها قريحة هذا الشَّيخ المُربِّي، والعالم السَّلفي، الذي بالله يصول وبه يجول، وفي دينه ومنهجه بإذن الله ثابتٌ لا يتزعزع عنه و لا يحول.

ولستُ هنا في سياق الترجمة لشيخنا و إلا لأجريت حبر القلم بسرد جميل مناقبه، ومحاسن أفعاله، وعظيم جهوده في نشر التوحيد و العلم والسنة، و ذِكر تزكيات مشايخ العلم لشخصه، ولكني إنما أردت بما اقتبسته من كلماتٍ مُختصرةٍ من بحر معارفه، إفادةَ نفسي وإخواني، عسانا نستضيء بنور توجيهاته السَّديدة، ونصائِحه الرَّشيدة فننتفِعُ جميعًا بذلك في ديننا ودنيانا وآخرتنا.

ولي أسوةٌ في عملي هذا بنُخبةٍ من نُجباءِ طلبة العلم ممَّن لا زموا بعض المشايخ والعلماء حرصًا على الاقتباس من علومهم وأدبهم، فاستفادوا خيرًا كثيرًا ونشروه في الناس في مقالات، بل في رسائل بل في كتب ومؤلفات، فعمَّ النفع، وانتشر الخير، وكانوا بذلك دلائل على الهدى مفاتيح للخير.

أخرج ابن عبد البر في « جامع بيان العلم و فضله »(2/34) بسنده عن سليمان بن موسى قال : « يجلس إلى العالم ثلاثة: رجل يأخذ كل ما يسمع فذلك حاطب ليل، ورجلٌ لا يكتب و يسمع فيقال له جليس العالم، ورجل ينتقي وهو خيرهم »انتهى.

فطمعًا مني في أن أنضويَ في سلكِ الصِّنف الثالث عزمت أمري على نشر ما اجتمع لديَّ من الفوائد الجياد، والفرائد الحسان، من جوامع كلِم شيخنا الهمام، عبر حلقاتٍ متتالية في صفحات هذا المنتدى المبارك، وقد انتقيت مما اجتمع عندي في بطون دفاتري من الفرائِد، ما له تعلقٌ بالمسائل المنهجية و الدَّعوية خاصة، (ولا ينبِّئك مثلُ خبير)، و قد ألحقتها بتعليقاتٍ مختصرةً كاشِفةٍ للمقصود، مُوضِّحةً للمراد، فإلى المقصود، والله المستعان وعليه التكلان، لا إله غيره ولا رب سواه، وهو حسبي ونعم الوكيل.

كشف الغمة في بيان ضعف ما نسب لهند بنت عتبة من أكلها لكبد حمزة

المؤلف: 
بلال بريغت

إن كثيرا من الناس يظن ظن السوء بالصحابية الجليلة هند بنت عتبة رضي الله عنها، وذلك من خلال ما شاهدوه عن طريق الأفلام كفلم الرسالة الذي صورها في أبشع صورة، وقد وجدت في مجتمعنا هذا من لا يعرف أن هندا رضي الله عنها قد أسلمت وحسن إسلامها، إذ المتبادر إلى أذهان الناس أنها كانت محاربة للرسول صلى الله عليه وسلم، آكلة لكبد عمه، آمرة وحشيا بقتله، لهذا أحببت أن أنبه إلى ضعف قصة أكل كبد حمزة لأنها أخذت القسط الوافر من حديث الناس، مع ذكر ترجمة مختصرة لهذه الصحابية وبعض مناقبها فنسأل الله تبارك وتعالى أن يوفقنا لهذا العمل.

فتح الرحمن فيما صح من جلد عمر لابنه عبد الرحمن

المؤلف: 
بلال بريغت

إن الله تعالى امتن على هذه الأمة المحمدية بأن جعل لها حُفَّاظاً عارفين، وجهابذةً عالمين، وصيارفةً ناقدين، ينفون عن سنة نبيه صلى الله عليه وسلم تحريف الغالين، وانتحال المُبْطلين، وتأويل الجاهلين، فحرسوا كلامه صلى الله عليه وسلم من أن يصيبه شين أو عيب، لتقرأ كلامه صلى الله عليه وسلم وأنت على ثقة تامة أنه قال هذا الكلام، فجزاهم اللهُ عن الإسلامِ والمسلمينَ خيرَ الجزاءِ.
ومما عني به في هذا المقام الأحاديث الموضوعة المفتراة عليه صلى الله عليه وسلم من الحاسدين الحاقدين، حتى لا تشيع بين الناس فتلقى في قلوب الجهال فتصدق لكثرة وسرعة انتشارها، هذا وكما اهتم الحفاظ بأحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم لم يتركوا آثار أصحابه رضوان الله عليهم، فدافعوا عنها وأظهروا الحق وأزهقوا الباطل، وبينوا المشين والمعيب فيها، فهي كذلك لها حظ وافر من وضع القصاص، فكم من قصة من القصص المأثورة عنهم حرفت وزيد فيها وأنقص كما فعل بقصة عمر لما جلد ابنا له، فقد أخذت قسما كبيرا من هذه التحريفات، فأتوا بكل قبيح وما لا يليق، ونسبوه إلى عمر، بل أصبحت له شروحات وتقعيدات وتأصيلات حزبية يستغلها الخوارج في مخططاتهم الخبيثة، إذ المعروف عن الحزبيين وأضرابهم التشدق بأقوال عمر وتحميلها ما لا تحتمل، ومن بين ما زادوه أنه جلده حد الزنا، وهذا من الكذب الصريح نسأل الله السلامة والعافية، قال ابن الجوزي في الموضوعات (3/269 .ت عبد الرحمن محمد عثمان) بعد أن ساقها: «هذا حديث موضوع، وضعه القصاص، وقد أبدوا فيه وأعادوا، وقد شرحوا وأطالوا».
لهذا استعنت بالله العظيم أن أبين الحق في هذه القصة حتى لا يغتر بها الناس فيظنون بالصحابة ظن السوء والله من وراء القصد وهو يهدي السبيل.

العلامة السلفي: ابن العُنَّابي الحنفي/ هشام بن حسن

المؤلف: 
هشام بن حسن

هذه سيرة مقتضبة لعلم من أعلام بلادنا الجزائر، ورائد من روّاد الإصلاح على نهج السلف الصالح، كثير منّا لا يعرف عن هذا العلم شيئا، فأحببت أن أسهم بالتعريف بهذا الإمام، رأيت من الأهمية بمكان المشاركة في ذلك لتقريب سيرته وإبراز جوانب مهمّة منها، خصوصا وأنّ هذا العلم من الغرب الإسلامي وبالتحديد من بلادنا الجزائر، حيث إنّنا نشكو من قلّة اشتهار أعلامنا مقارنة بأهل المشرق، وبالإضافة إلى ذلك فصاحب هذه الترجمة حنفي المذهب سلفيّ المعتقد، وهذا شيء عزيز.