إنّ "لامية الأفعال" لجمال الدّين ابن مالك رحمه الله تعالى من أمّهات متون الصّرف التي داوم على دراستها أغلب طلاّب هذا الفنّ ولم يستغن عنها كلّ عالم ومتقن ، وقد وضعها مؤلفها ابتداء لباب الأفعال غير أنّه أودع فيها من مباحث الأسماء ما يربوا على مقصده منها ، ولأنّه لم يرد فيها استيعاب جميع مسائل الصّرف فقد جاءت منقوصة من كثير المباحث والمسائل ، التي أودعها رحمه الله ألفيته المشهورة .
وقد حاول الكثير من العلماء جبر نقصها وإتمام نظمها فزادوا عليها زيادات عدّة لعلّ أهمّا ما يعرف عند طلبة العلم من المغاربة خاصّة بـ "الاحمرار والاخضرار" لابن زين الشنقيطي وبحرق اليمني رحمهما الله تعالى ، غير أنّها جاءت في مجملها استدراكات على ما كتبه ابن مالك رحمه الله من مسائل دون التّطرّق لما أهمله منها .
و قد جمعت العزم على أن أظمّ إليها أهمّ المسائل التي اغفلتها ، عسى أن تكون مغنية لي عن غيرها في أثناء الدّرس والمراجعة وقد أسميتها بـ"حسن المقال تتمة لامية الأفعال"
ثم بدا لي أن أشاركها إخواني في هذا المنتدى المبارك ، عسى أن يمنّوا علينا ببعض الملاحظات والاستدراكات التي تجبر نقصها وتستر عورها ، ولعلّه أن ينتفع بها من هو في حاجة إلى مثلهاوالله الموفّق