جزاك الله خيرا أخانا "محمد" ورفع قدرك في الدنيا والآخرة، هذه ذكرى "والذكرى تنفع المؤمنين"
قال ابن القيم - رحمه الله - في كتابه "إغاثة اللهفان من مصائد الشيطان" ( ج 1 / 120 – 121) تحقيق: محمد حامد الفقي: "فصل: ومن مكايده أنَّه يأمرك بإعزاز نفسك وصونِها حيث يكون رضى الربِّ تعالى في إذلالها وابتذالها كجهاد الكفار والمنافقين وأمر الفجار والظَّلمة بالمعروف ونهيهم عن المنكر، فيُخيَّل إليك أنَّ ذلك تعريضٌ لنفسك إلى مواطن الذُّلِّ وتسليط الأعداء وطعنهم فيك، فيزول جاهك فلا يُقبل منك بعد ذلك ولا يُسمَع منك، ويأمرك بإذلالها وامتهانها حيث تكون مصلحتها في إعزازها وصيانتها، كما يأمرك بالتبذُّل لذوي الرياسات وإهانة نفسك لهم ويخيَّل إليك أنَّك تُعزُّها بهم وترفع قدرها بالذلِّ لهم ويذكِّرك قول الشاعر : (من الطويل)
أهِينُ لهم نَفْسي لأرفَعَهَا بهِم ... ولن تُكرَم النَّفسُ التي لا تُهينُها
وغلط هذا القائل : فإنَّ ذلك لا يصلح إلَّا لله وحده، فإنَّه كلَّما أهان العبدُ نفسه له أكرمه وأعزَّه بخلاف المخلوق، فإنَّك كلَّما أهنت نفسك له ذلَلْتَ عند الله وعند أوليائه وهُنْتَ عليه" اهـ.
وهذا نظم الفائدة:
إذا كنتَ حقًّا قد دعوتَ إلى الهُدَى *** بعِلمٍ وإخلاصٍ فنجمك، قد بَدَا
فتأملوا كيف خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم للمتخاصمين وكيف نادى عليهما، وهي المبادرة التي ينبغي أن يأخذها كل مخلص في دعوته، وكل مشفق من الوقوف بين يدي الله سبحانه!
فوا حسرتاه! كم سمعنا من أصوات وصيحات للإخواننا وهم يتعاركون من أجل فتات المال، ويتقاتلون من أجل حطام الدنيا، وقد بلغت بهم النزاعات إلى مراحل لا تخطر على بال، ومع ذلك نخالف الهدي النبوي الذي ندّعي اتباعه في مواطن غير هذه المواطن، ونسهم في إشعال نار الفتنة بصمتنا وسكوتنا، ونحن جالسون على كراسي الشرف والرئاسة ننتظر رفع الخصومات لنا، ولا نهرول لها كما كان يفعل رسول الله صلى الله عليه وسلم.*"
إيه ..يا أخي أبا معاذ لله درك ، فما سطرته في هذا المقال لكأنه غوص في أغوار النفوس ونظر ثاقب في ثنايا وزوايا الواقع ..شد الله عضدك بالحق وثبتني الله وإياك .