4)- الشيخ الألباني –رحمه الله- :
... وأقول هذه المصطلحات كالحاكمية يكفي لهؤلاء الشباب أن ينتبهوا لتلك الفروق بين العلماء في السن ، في العلم، في الصلاح و العمل ؛ و بالطبع يدخل في هذا أن لا يكون العالم يقصد الظهور يقصد الشهرة إلى آخره ؛ هذا ينافي أن يكونوا من العلماء الصالحين ؛ فإذا لاحظنا هذه الأقسام المذكورة وتذكرنا أن مثل هذا المصطلح ومثله كثير مثل فقه الواقع –مثلاً- الذي كنا كتبنا رسالة صغيرة -كما تعلمون- حول فقه الواقع ؛ كل هذه المصطلحات هي في اعتقادي بدع سياسية ليست بدع سياسية شرعية ، وإنما هي بدع عصرية لتجميع الناس وتكتيلهم.
هذا التجميع والتكتيل الذي هو من طبيعة بعض الجماعات المعروفة ، ولا نفشي سراً إذا قلنا هم الأخوان المسلمون ، مثلاً هؤلاء من منهجهم قول "اجمع ثم ثقف" ، فعلاً اجمع ثم دع كل على ضلاله ،كل على مذهبه ؛ لأنكم تعلمون أنهم لا يتحاشون إطلاقاً أن يجمعوا بين الخلفي والسلفي ، بين الصوفي والمحارب للتصوف، بين السني وبين الشيعي ؛ هذا على أساس "اجمع ثم ثقف" لا شيء من الثقافة ؛ ودليل على هذا أنه كاد يمضي على دعوتهم التي يسمونها أيضا تسميه سياسية بـ "الدعوة الحركية" ؛ أما نحن دعوتنا فهي جامدة ؛ وأنا أتشرف بأنني رجعي رقم واحد ؛ واقتداء بعبد الله بن مسعود "عليكم بالأمر العتيق" ، فنحن نرجع إلى الأمر العتيق .
الشاهد ، هذه المصطلحات هي بدع سياسية، ليس المقصود بها كواقع ؛ أما النوايا فنحن ندعهم إلى الله -عز وجل- ؛ أما كواقع لم نرَ قرابة هذا القرن –تقريبا-ً كما قلنا من هذه الجماعة علماً ؛ بل لم نرَ فيهم عالم فرد ؛ وكان من المفروض أنهم لو كانوا صادقين في قولهم "اجمع ثم ثقف" أن يوجدوا لنا -إذا صح التعبير هذا والمجاز واسع- أن يوجدوا لنا علماء في الحديث ،في الأصول ، في الفقه ؛ هذا الزمن كله كان أكمل مساعد ؛لكنهم يدندنون ويتحركون على النظام العسكري مكانك راوح يعني في حركة لكنما في تقدم مكانك راوح .
إذن أقول لشبابنا هؤلاء بل لعامة المسلمين: يكفيكم البيان السابق إن هؤلاء- أولا- أحداث وليسوا علماء قدامى عرفوا بالعلم عرفوا بالصلاح ، ثم أحدثوا مصطلحات جديدة يمكننا أن نطلق عليها عموم قوله -عليه السلام- : (( وكل محدثه بدعه وكل بدعة ضلاله وكل ضلاله في النار)) ، لمَ ؟! لأنها بدعة تخالف السنة ، بدليل أنهم كانوا من قبل معنا يدعون إلى الكتاب والسنة ، ويدعون للتوحيد بأقسامه الثلاثة ، ويدعون إلى تمييز الصحيح من الضعيف من الحديث ؛وإذا بهم ،وإذا بأحسنهم علماً -إن كان فيهم حسن علماً- إذا بأحسنهم علما وأحسنهم صلاحاً وتقوى ، إذا به يدع كل هذا الجهد وكل هذا الاهتمام ، وأنا أعترف بأن كان لهم فضل كبير جدا .
…واختلفوا في عموم الحديث السابق وكل ضلالة في النار ؛ فمنهم من قال أن الحديث ليس على عمومه ؛ لكن الشاهد أن هؤلاء الذين قالوا ليس الحديث على عمومه ، وإنما البدعة تجري عليها الأحكام الخمسة ، هؤلاء أنفسهم ؛ ولسنا بحاجة إلى أن نستدل بمذهب عموم الحديث فهو واضح الحجة به ، لكن هؤلاء الذين قالوا بأن البدعة تجري عليها الأحكام الخمسة ،قالوا إذا كانت البدعة تعارض السنة فهي بدعة ضلالة .
فإذن أي ضلالة أكبر من أن يكون جماعة وليس فرد ، أن يكون جماعة قد سلكوا الطريق المستقيم كما قال رب العالمين : (( وأن هذا صراطي مستقيم فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله )) وإذا بهم بعد ذلك الاستمرار على الخط المستقيم يحيدون يمينا ويسارا بأهداف هذه المسميات ، فصرفتهم ليس عن سنة بل عن الصراط المستقيم .
لكني أريد أن أقول شيئا إنصافا للحق :كلمة "الحاكمية لله" من حيث المقصود هي تدخل في قسم من الأقسام الثلاثة المصطلحة بين العلماء ؛ لكن مما يدل على أنهم استعملوا هذا الاسم المبتدع لغرض سياسي مادي وليس بديني ، أنهم لا يهتمون بجماهير الأمة التي أكثرها كما قال رب المسلمين قي القرآن الكريم : (( وما يؤمن أكثرهم بالله إلا وهم مشركون)) ، (( وما يؤمن أكثرهم بالله إلا وهم مشركون ))( كررها الشيخ)
نحن نجد المسلمين اليوم مع الأسف- لا أعني غير المسلمين من اليهود والنصارى والوثنيين - وإنما نجد المسلمين الذين يشهدون معنا ويقولون معنا "لا إله إلا الله محمد رسول الله" يصدق -مع الأسف الشديد- على الكثير منهم تلك الآية السابقة (( وما يؤمن أكثرهم بالله إلا وهم مشركون ))
ماذا فعل هؤلاء الذين أحدثوا بدعة الحاكمية؟!!
تركوا هؤلاء الجماهير في ضلالهم يعمهون واهتموا بحاكم واحد ،خمسة ،عشرة ،عشرين يكون مِيَّه (مائة)
يكون ميه ؛تركتم الملايين المملينة في ضلالهم يعمهون ما عدتم تهتمون بهم ، وهم الذين يذكرون الحديث الضعيف روايةً والصحيح معنى : " من لم يهتم بأي من المسلمين فليس منهم " هم يذكرون هذا الحديث أين الاهتمام بأمر المسلمين ؟
يهتمون بأفراد قليلين ، نحن نقول أنهم من المسلمين أما حسابهم عند رب العالمين .
فهذه الكلمة إذن خطيرة جدا، لأنها صرفت ليس هؤلاء الدعاة فقط الذين كانوا من قبل على الصراط المستقيم كما ذكرنا آنفا ، بل وجرفوا معهم جماهير من الشباب المسلم الذين كانوا سالكين الطريق المستقيم أو كانوا على الأقل على وشك السلوك في هذا الطريق المستقيم...
من شريط " لقاء مع شباب صباح السالم من الكويت"
تم بتاريخ 14 سفر 1418الموافق 19/6/1997 .
التعديل الأخير تم بواسطة أبو نعيم إحسان ; 28 Dec 2009 الساعة 12:25 PM
|