منتديات التصفية و التربية السلفية  
     

Left Nav الرئيسية التعليمـــات قائمة الأعضاء التقويم مشاركات اليوم Right Nav

Left Container Right Container
 

العودة   منتديات التصفية و التربية السلفية » القــــــــسم العــــــــام » الــمــــنــــــــتـــــــدى الـــــــــعــــــــام

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 15 Aug 2010, 02:17 PM
أبو معاذ محمد مرابط
زائر
 
المشاركات: n/a
افتراضي القاعدة الحرّانية في الذبّ عن صحابة خير البريّة

بسم الله الرحمن الرحيم





القاعدة الحرّانية في الذبّ عن أصحاب خير البريّة



و كفى بالعبد عمى وخذلانا أن يرى عساكر الإيمان و جنود السنة و القرآن و قد لبسوا للحرب لأمته
و أعدوا له عدته
و أخذوا مصافهم ووقفوا مواقفهم , وقد حمي الوطيس
ودارت رحى الحرب , واشتدَ القتال , و تنادت الأقران : نزال نزال
وهو في الملجإ و المغارات و المدَخل مع الخوالف كمين
و إذا ساعد القدر قعد فوق التلَ مع الناظرين

الإمام ابن القيم - رحمه الله -








- المقدمة :
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين وعلى آله الأطهار وجميع صحابته الأخيار وبعد :
فهذه تحفة لطيفة , وقاعدة شريفة , جادت بها قريحة الإمام الهمام والمجاهد المقدام شيخ الإسلام و علم الأنام أحمد عبد الحليم بن تيمة الحراني طيّب الله ثراه
وهي واحدة من الكلمات التي تصلح كقاعدة عظيمة تنفع الأمة في موضع يعتبر كبير القدر كبير الخطر
ولكن للأسف أنها غريبة مع شهرتها , مجهولة مع جلائها ووضوحها
كتبت ورقمت حروفها في كتاب من أشهر تصانيف الإسلام , قد عرفه أهل العلم و طلبته , وكثير من العوام ولكن " ربّ حامل فقه ليس بفقيه " !!
إنه كتاب " الواسطية " الذي كثر تداوله بين أهل السنة و وضعت عليه الشروح الكثيرة و التعليقات العديدة وهذا دليل واضح على عظيم شأنه
ومن عجائبه التي قصدت التنبيه عليها تلكم القاعدة الثمينة و الدرّة الأصيلة التي أبهج بها المصنف كتابه و زيّن بها صفحاته
فرحم الله عبدا سلفيا أمعن النظر فيها ودرس كلماتها وحفظها عن ظهر قلب وجعلها كالحسام على رؤوس أجهل الخلق وأعداء الحق
قال شيخ الإسلام رحمه الله - : ( لابدّ أن يكون مع الإنسان أصول كليّة يردّ إليها الجزئيات ليتكلم بعلم و عدل , ثم يعرف الجزئيات كيف وقعت , وإلا فيبقى في كذب وجهل في الجزئيات و جهل وظلم في الكليات فيتولّد فساد عظيم) (1)
وإن كلام شيخ الإسلام هذا لينطبق تطابقا كليّا مع ما رسمه في كتابه الواسطية من تأصيل أصيل و تقعيد جليل لا يصدر إلا من أمثال هذا الإمام
ويحظرني هنا كلام من النفاسة بمكان بيّنه حسنة شيخ الإسلام الإمام ابن القيم رحمه الله حيث قال وهو يتحدّث عن علاقة العبد مع ربّه و إلى ما يؤول إليه بعد التقرب إلى الله بأصناف الطاعات , حيث تكون الملائكة عونا له في الدنيا والآخرة
قال رحمه الله - : ( وَإِذَا اشْتَدَّ قُرْبُ الْمَلَكِ مِنَ الْعَبْدِ تَكَلَّمَ عَلَى لِسَانِهِ ، وَأَلْقَى عَلَى لِسَانِهِ الْقَوْلَ السَّدِيدَ ) (2)
- فوالله الذي أكرم الصحابة إن الناظر إلى قاعدة شيخ الإسلام ليتيقن و يتحقق أن كلاما كهذا لا يكاد يصدر إلا عن مؤيد من الله , ولله في خلقه شؤون !!
وحتى لا ندّعي في شيخ الإسلام ما ليس فيه أنقل لكم عن أحد تلاميذه وهو يصف عبادة هذا الحبر الهمام
حتّي يعلم الجاهل أن هذا الإمام ما نصره الله على أعدائه بردوده إلا بإخلاص عظيم و تنسّك شديد و عبادات جليلة
يقول ابن عبد الهادي رحمه الله - : ( نشأ في تصوّن تامّ , وعفاف وتألّه , واقتصاد في الملبس و المأكل , ولم يزل على ذلك خلفا صالحا سلفيّا , برّا بوالدية , تقيا , ورعا , عابدا , ناسكا , صوّاما قوّاما , ذاكرا لله تعالى في كل أمر وعلى كل حال , رجّاعا إلى الله تعالى في سائر الأحوال و القضايا , وقافا عند حدود الله تعالى , وأوامره ونواهيه , آمرا بالمعروف ناهيا عن المنكر ) (3)
فلا عجب حالتئذ !!
وليُعلم كذلك أن من نتحدّث عنه هو من قال فيه الحافظ الإمام الذهبي رحمه الله -:
( شيخنا وشيخ الإسلام ، وفريد العصر علماً ومعرفة وشجاعة ، وذكاء وتنويراً إلهياً ، وكرماً ونصحاً للأمة ، وأمراً بالمعروف ونهيا عن المنكر . سمع الحديث وأكثر بنفسه من طلبه وكتابته ، وخرج ونظر في الرجال والطبقات ، وحصّل مالم يحصل غيره .
وبرع في تفسير القرآن ، وغاص في دقائق معانيه بطبع سيال ، وخاطر وقاد إلى مواضع الإشكال ميّال ، واستنبط منه أشياء لم يسبق إليها .
وبرع في الحديث وحفظه فقلّ من يحفظ ما يحفظه من الحديث ، مع شدة استحضاره له وقت الدليل
وفاق الناس في معرفة الفقه واختلاف المذاهب وفتاوى الصحابة والتابعين . وأتقن العربية أصولاً وفروعاً ونظر في العقليات ، وعرف أفعال المتكلمين ، ورد عليهم ونبه على خطئهم ، وحذر منهم ، ونصر السنة بأوضح حجج وأبهر براهين .
وأوذي في ذات الله تعالى من المخالفين ، وأُخيف في نصرالسنة المحفوظة حتى أعلى الله تعالى مناره ، وجمع قلوب أهل التقوى على محبته والدعاء له ، وكبت أعداءه ، وهدى به رجالاً كثيرة من أهل الملل والنحل ، وجبل قلوب الملوك والأمراء على الانقياد له غالباً وعلى طاعته ، وأحيا به الشام بل الإسلام بعد أن كاد ينثلم ، خصوصاً في كائنة التتار .
وهو أكبر من أن ينبّه على سيرته مثلي ، فلو حلفت بين الركن والمقام : إني ما رأيت بعيني مثله ، وإنه ما رأى مثل نفسه لما حنثت ) (4)
نعم وأنت الصادق والله
وإن المتمعن في كلام شيخ الإسلام - ومنه هذه القاعدة السلفية - ليظهر له جليا أنه مبني على دين الإسلام الحنيف وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء
يقول الإمام الواسطي رحمه الله - : ( ما رأينا في عصرنا هذا من تستجلى النبوة المحمدية وسننها من أقواله وأفعاله إلا هذا الرجل ، يشهد القلب الصحيح أن هذا هو الاتباع حقيقة ) (5)
وحتى لا نضيع الأوقات , بتكثير الكلمات , أذكر ما رمت بيانه


القاعدة التيميّة في الذبّ عن صحابة خير البريّة


قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله - في كتبه " الواسطية " :
( وَيُمْسِكُونَ عَمَّا شَجَرَ بَيْنَ الصَّحَابَةِ
وَيَقُولُونَ : إنَّ هَذِهِ الآثَارَ الْمَرْوِيَّةَ فِي مساويهم مِنْهَا :
1 - مَا هُوَ كَذِبٌ
وَمِنْهَا :
2 - مَا قَدْ زِيدَ فِيهِ
3 - وَنُقِصَ وَغُيِّرَ عَنْ وَجْهِهِ
4 - وَالصَّحِيحِ مِنْهُ : هُمْ فِيهِ مَعْذُورُونَ
أ - إمَّا مُجْتَهِدُونَ مُصِيبُونَ
ب - وَإِمَّا مُجْتَهِدُونَ مُخْطِئُونَ
وَهُمْ مَعَ ذَلِكَ لا يَعْتَقِدُونَ أَنَّ كُلَّ وَاحِدٍ مِنْ الصَّحَابَةِ مَعْصُومٌ عَنْ كَبَائِرِ الإثْمِ وَصَغَائِرِهِ ؛ بَلْ تَجُوزُ عَلَيْهِمْ الذُّنُوبُ فِي الْجُمْلَةِ
وَلَهُمْ مِنْ :
1 - السَّوَابِقِ
2 - وَالْفَضَائِلِ
مَا يُوجِبُ مَغْفِرَةَ مَا يَصْدُرُ مِنْهُمْ إنْ صَدَرَ
حَتَّى إنَّهُ يُغْفَرُ لَهُمْ مِنْ السَّيِّئَاتِ مَا لا يُغْفَرُ لِمَنْ بَعْدَهُمْ
لأنَّ لَهُمْ مِنْ الْحَسَنَاتِ الَّتِي تَمْحُو السَّيِّئَاتِ مَا لَيْسَ لِمَنْ بَعْدَهُمْ
وَقَدْ ثَبَتَ بِقَوْلِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " إنَّهُمْ خَيْرُ الْقُرُونِ " " وَإِنَّ الْمُدَّ مِنْ أَحَدِهِمْ إذَا تَصَدَّقَ بِهِ كَانَ أَفْضَلَ مِنْ جَبَلِ أُحُدٍ ذَهَبًا مِمَّنْ بَعْدَهُمْ "
ثُمَّ إذَا كَانَ قَدْ صَدَرَ مِنْ أَحَدِهِمْ ذَنْبٌ :
1 - فَيَكُونُ قَدْ تَابَ مِنْهُ
2 - أَوْ أَتَى بِحَسَنَاتِ تَمْحُوهُ
3 - أَوْ غُفِرَ لَهُ بِفَضْلِ سَابِقَتِهِ
4 - أَوْ بِشَفَاعَةِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الَّذِي هُمْ أَحَقُّ النَّاسِ بِشَفَاعَتِهِ
5 - أَوْ اُبْتُلِيَ بِبَلاءِ فِي الدُّنْيَا كَفَّرَ بِهِ عَنْهُ .
فَإِذَا كَانَ هَذَا فِي الذُّنُوبِ الْمُحَقَّقَةِ فَكَيْفَ بِالأمُورِ الَّتِي كَانُوا فِيهَا مُجْتَهِدِينَ :
1 - إنْ أَصَابُوا فَلَهُمْ أَجْرَانِ
2 - وَإِنْ أَخْطَئُوا فَلَهُمْ أَجْرٌ وَاحِدٌ
وَالْخَطَأُ مَغْفُورٌ لَهُمْ
ثُمَّ الْقَدْرُ الَّذِي يُنْكَرُ مِنْ فِعْلِ بَعْضِهِمْ قَلِيلٌ نَزْرٌ مَغْمُورٌ فِي جَنْبِ فَضَائِلِ الْقَوْمِ وَمَحَاسِنِهِمْ مِنْ :
1- الإيمَانِ بِاَللَّهِ
2 - وَرَسُولِهِ
3 - وَالْجِهَادِ فِي سَبِيلِهِ
4 - وَالْهِجْرَةِ
5 - وَالنُّصْرَةِ
6 - وَالْعِلْمِ النَّافِعِ
7 - وَالْعَمَلِ الصَّالِحِ
وَمَنْ نَظَرَ فِي سِيرَةِ الْقَوْمِ بِعِلْمِ وَبَصِيرَةٍ وَمَا مَنَّ اللَّهُ بِهِ عَلَيْهِمْ مِنْ الْفَضَائِلِ عَلِمَ يَقِينًا أَنَّهُمْ خَيْرُ الْخَلْقِ بَعْدَ الْأَنْبِيَاءِ
1 - لا كَانَ
2 - وَلا يَكُونُ مِثْلُهُمْ
وَأَنَّهُمْ هُمْ الصَّفْوَةُ مِنْ قُرُونِ هَذِهِ الأمَّةِ الَّتِي هِيَ خَيْرُ الأمَمِ وَأَكْرَمُهَا عَلَى اللَّهِ تَعَالَى )

إن من مفاتيح التوفيق أن يضبط الطالب القواعد المهمّة و الأصول الملمّة قبل الفروع , حتّى تستنير له الطريق , و يتّضح دونه سبيل أهل التوفيق
فهاي هي دونكم يا معشر أهل السنة كلمات راقية وفوائد عالية , نَسجت بمجموعها سيفا مسلولا , لا يبقي أمامه عنق شبهة حِيكت حول الصحابة إلا قطعه ,فياسعادة من أحكمها وضبطها
يقول الشيخ العلامة السعديّ رحمه الله عن أهمية هذه الكلمات التي نسجت هذه القاعدة :
( وهذا الكلام نفيس في غاية النفاسة ولا زيادة عليه في التحقيق وإقامة البرهان على كمال فضل الصحابة رضي الله عنهم لا يحتاج إلى شرح و بيان ) (6)
ولولا أن الجهل و أهله سادوا في هذه الأزمان لما احتجنا حقيقة , لتجلية وشرح هذه القاعدة ولكن ما الحيلة في زمن جهِل الناس فضل أسلافهم وقبلوا كل فرية ألصقت بالصحب الكرام إلا من رحم ربك وقليل ما هم
فهذا بيان آخذه بأطراف الأنامل , عساني أقرّب به معاني هذه القاعدة الجليلة لعامة الناس , فأما أشياخي وطلبة العلم الصغار منهم والكبار فلا يحتاجون لمثل هذا البيان الذي لا يصلح إلا كذكرى لعامة الناس
ولولا ضرورة البيان وواجب ردّ الظلم والبهتان , لما كان لمثلي أن يكتب كلمة في موضوع كهذا ولكن الله قادر على المغفرة و التجاوز والله المستعان
1 - قال رحمه الله - : ( وَيُمْسِكُونَ عَمَّا شَجَرَ بَيْنَ الصَّحَابَةِ )

فهذا مما أجمع عليه أهل الإسلام سلفا وخلفا إلى أن يأتي أمر الله , وهو من صميم عقيدة أهل السنة التي من خالفها فقد جانب الصراط السويّ
يقول الإمام ابن أبي زمنين المالكي رحمه الله - :
( ومن قول أهل السنة أن يعتقد المرء المحبّة لأصحاب النبي صلى الله عليه و سلم و أن ينشر محاسنهم و يمسك عن الخوض فيما دار بينهم ) (7)
قال الإمام المزني الشافعي رحمه الله - :
( ويقال بفضلهم و يذكرون بمحاسن أفعالهم و نمسك عن الخوض فيما شجر بينهم ) ( 7 )
قال الإمام موفق الدين بن قدامة المقدسي الحنبلي رحمه الله - :
( ومن السنة تولّي أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ومحبتهم وذكر محاسنهم والتّرحم عليهم والاستغفار لهم والكفّ عن ذكر مساوئهم وما شجر بينهم ) (8)
و أما نوع الخوض المحرم فهو كما قال ابن حمدان الحنبلي رحمه الله -:
( يجب حب كل الصحابة و الكفّ عما جرى بينهم كتابة وقراءة وإقراء و اسماعا وإسماعا ويجب ذكر محاسنهم والترضي عنهم والمحبة لهم وترك التحامل عليهم واعتقاد العذر لهم ) (9)
و يقول الشيخ صالح آل الشخ حفظه الله - : ( قوله : يمسكون هذا يعمّ عند أهل السنة الإمساك باللفظ وبالقول وبما يدور في القلب وبالعمل والكتابة والحكاية والإسماع والإقرار كل ما كان من قبيل القول أو العمل في جميع التصرفات كلاماً أو كتابة أو عملاً من الأعمال كل هذا يمسك أهل السنة عن الخوض في الصحابة فيه) (10)
فعلى من أقحم نفسه في مثل هذه المهالك أن يعلم أنه خالف الأمة بأكملها و نقض أصلا من أصول دينها الحنيف , فكفى بذلك إثما مبينا و الله المستعان
ومن واجب القول و التنبيه أن يقال بأن هذه الحرمة ليست مقيدة بما لم يصح من الأخبار الواردة فيما شجر بينهم فقط, بل هي أعظم من ذلك
فلو أن رجلا جاء بالأحاديث الصحاح من البخاري و مسلم- على فرض وجودها - المتعلقة بمسألتنا وأراد الخوض فيها لكان مجانبا لمنهج أهل الحديث مصادما لإجماعهم المنصوص على تحريم الخوض في تلكم الفتنة
و أما التنبيه الثاني : هو أن رجلا تكلم و خاض في فتنة الصحابة بنية صادقة وقصد طيب لاستوجب العقاب , ولاستحق شديد الخطاب !!
فكيف بمن تكلم عن هوى و سوء طويّة ؟!
يقول شيخ الإسلام رحمه الله - : ( وهذا حرام لولم يكن فيه هوى ومعارضة الحق المعلوم فكيف إذا كان كلاما لهوى يطلب فيه دفع الحق المعلوم ) (11)
2 - قال رحمه الله - : ( وَيَقُولُونَ: إِنَّ هَذِهِ الآثَارَ الْمَرْوِيَّةَ فِي مَسَاوِيهِمْ مِنْهَا مَا هُوَ كَذِبٌ وَمَنْهَا مَا قَدْ زِيدَ فِيهِ وَنُقِصَ وَغُيِّرَ عَنْ وَجْهِهِ ) :
يعني رحمه الله أن أهل السنة يقولون بأن الآثار المروية في مثالب الصحابة منها ما هو كذب , وقد بين رحمه الله في موطن آخر أن أكثر ما نقل فمن هذا النوع
قال رحمه الله : ( وأكثر المنقول من المطاعن الصريحة هو من هذا الباب يرويها الكذابون المعروفون بالكذب ) (12)
فيا عبد الله كن على ذكر بأن دين الله القويم مبني على النصوص الثابتة من الكتاب و السنة
و إن من شديد الخذلان أن نغفل هذا في حديثنا عن الصحابة الكرام و سيرتهم العطرة , فلا يجوز البتة قبول شيء من المرويات في حقهم إلا بعد تطبيق قواعد أهل لحديث عليها
يقول شيخ الإسلام رحمه الله - : ( من احتجّ في مسألة فرعية بحديث فلا بدّ له أن يسنده , فكيف في مسائل أصول الدين ؟ ) (13)
وأما الرافضة لا يفرقون بين حديث وقصة , وبين المسند و المنقطع ,و بين ماروي في الصحاح والمسانيد وبين ما ذكر في التواريخ وكتاب كل أديب !!
فأيّا كان مصدر الأثر الذي يطعن بمضمونه في الصحابة فهو مفتقر لتصحيح أهل الحديث
ولقد درج على طريقة الرافضة أهل الجهل من المفكرين و الأدباء كمصطفى العقاد و أحمد أمين و غيرهم فنالوا من أعراض الصحابة الشيء الكثير بل فاقوا في مواطن كثيرة - الشيعة الرافضة , و أعلنوا لأهل السنة عظيم المناقضة , و الله المستعان
ونوع من الأخبار ذكره المصنف رحمه الله - هو صحيح الأصل ثابت السند لكن قد زيد في أو نقص منه
يقول الشيخ صالح آل الشيخ حفظه الله - موضّحا معنى الزيادة و النقصان :
( يعني منها أشياء صحيحة حصلت منهم لكن زيد فيها أشياء :
1 - إما من جهة فهم الرواي
2 - أو من جهة ظنه
3 - أو من جهة إيضاحه للحال وأخطأ في ذلك
أو منها ما نقِص منه ما يفسَّر به الذي حصل , فإذا كان كذلك فالزيادة والنقصان تغيير لتلك المرويات عن وجهها , فبدل أن تكون تلك المرويات فيها عذر لهم صار بالزيادة والنقصان فيها ذكر شيء يُفْهَم على أنه من مساوئ الصحابة رضوان الله عليهم.) (14)
3 - قال رحمه الله - : ( وَالصَّحِيحُ مِنْهُ هُمْ فِيهِ مَعْذُورُونَ ) :
فكل خبر ثبت بالسند الصحيح المتصل , يظهر شيئا من أخطاء الصحابة فيحمل بلا شك و لا مرية على الاجتهاد
قال شيخ الإسلام رحمه الله - : ( النوع الثاني : ما هو صدق , وأكثر هذه الأمور لهم فيها معاذير تخرجها عن أن تكون ذنوبا , وتجعلها من موارد الاجتهاد ) (15)
و من المزالق المهلكة في هذا الباب أن يُعتذر للصحابة في شيء لم يثبت عنهم أصلا
لأن من مكر أهل الباطل أنك تجد أحدهم يلزم أهل الحق بأخبار واهية فينجرّ وراء كلامه بعض الجهلة من المتكلمين فيكثر الكلام في إيجاد الأعذار للصحب الأفاضل في قضايا معينة و هذا عين الباطل
يقول الإمام أبو بكر بن العربي المالكي رحمه الله - في قضية من مثل هذه القضايا : ( وقد اعتذر عن ذلك العلماء بوجوه لا ينبغي أن يشتغل بها , لأنها مبنية على باطل , ولا يبنى حق على باطل ,ولا نُذهب الزمان في مماشات الجهال , فإن ذلك لا آخر له ) ( 16)
4- قال رحمه الله - (إِمَّا مُجْتَهِدُونَ مُصِيبُونَ,وَإِمَّا مُجْتَهِدُونَ مُخْطِئُونَ) :
فمن طيّب الله سريرته وأصلح قلبه يقول بهذا القول و يجعله نبراسا بين يديه
فالصحابة بين الخير و الفضل مدارهم , و بين الأجر و الأجريين ثوابهم
وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء وسيأتي زيادة بيان عن اجتهاد القوم
5 - قال رحمه الله - :( وهُم مَّعَ ذَلِكَ لاَ يَعْتَقِدُونَ أَنَّ كُلَّ وَاحِدٍ مِنَ الصَّحَابَةِ مَعْصُومٌ عَنْ كَبَائِرِ الإِثْمِ وَصَغَائِرِهِ بَلْ تجوزُعَلَيْهِمُ الذُّنُوبُ فِي الْجُمْلَةِ)
وحتى و لو قال المغرضون أن بعض الصحابة لم ينل درجة الاجتهاد أو أن المجتهد فيهم لم يكن قصده الحق في بعض القضايا !
فيقال له حالتئذ ما ذكره الشيخ هنا استئصالا لدابر فتنتهم .
فأهل السنة بلاخلاف لا يعتقدون العصمة في أصحاب النبي صلى الله عليه و سلم
وهذا مما أجمع عليه الأئمة على مرّ الأزمان و مختلف الأوطان
ومن ضبط هذه المسألة العظيمة و أحكم زمامها و أصّلها في نفسه تهاوت أمامه كل الشبهات التي أقيمت على الصحابة الكرام
وعلم يقينا أن الصحابة بشر لم يكتب الله لهم العصمة , فالمعاصي صغيرها و كبيرها تقع منهم رضي الله عنهم
فلا تشغيب حالتئذ على واحد من الصحابة
ومن هنا برز الفرق الجلي بين عقيدة أهل السنة الغراء و بين عقيدة الرافضة الجهلاء التي تنصّ على أن أئمتهم كتبت لهم العصمة من كل آفة بله حتى النسيان و السهو !!!
يقول إماممهم المفيد متحدثا عن أوصاف أئمتهم وأنهم :
( معصومون كعصمة الأنبياء وإنه لا يجوز منهم سهو في شيء في الدين ولا ينسون شيئا من الأحكام وعلى هذا المذهب سائر الإمامية ) ( 17)
وبهذا اتضح جليا زندقة القوم حيث تباينت عقائدهم في قوم عاشوا في زمن واحد مع نبي واحد صلى الله عليه و سلم
يقول شيخ الإسلام رحمه الله - : ( فإن الرافضة تعمد إلى أقوام متقاربين في الفضيلة تريد أن تجعل أحدهم معصوما من الذنوب و الخطايا , والآخر مأثوما فاسقا أو كافرا , فيظهر جهلهم و تناقضهم كاليهودي و النصراني إذا أراد ان يثبت نبوة موسى أو عيسى مع قدحه في نبوة محمد صلى الله عليه و سلم فإنه يظهر عجزه وجهله و تناقضه ) ( 18)
فبهذا يظهر الفرق جليا بين عقيدتنا في الصحابة الكرام و بين عقيدة القوم في أئمتهم
فيا عبد الله عليك أن تستحضر هذا في مواطن الردّ و المناظرة و في مواقف التعليم و البيان , فلا تنزعج و لا تتردد في دفع كل ما يثار عن الصحابة بهذا التأصيل الأصيل
فإذا جاءك المغرض بروايات عن مثالب الصحابة فقل جازما :
إن الصحابة الكرام عندنا ليسوا بمعصومين و الخطأ واقع منهم في عقيدتنا و الفرق بينهم وبين سائر الأمة أن خطأهم مغفور و توبتهم مقبولة
كما سيأتي بيانه
وهذا على فرض ثبوت هذه الروايات
وهناك تنبيه مهمّ نبّه عليه الشيخ صالح آل الشيخ حفظه الله في شرحه لمعنى قول المصنف " في الجملة " :
( " في الجملة " يعني لا يحدد جواز ذلك على واحد منهم , لكن هذا من جهة التجويز على جملة الصحابة, لكن لا يقال الصحابي فلان قد يقع منه كبيرة أو الصحابي فلان يمكن أن يفعل كبيرة بعينه وإنما نقول: في الجملة و لا نقول إن الصحابة معصومون من الكبائر أوالصغائر بل ممكن أن تقع منهم الكبائر والصغائر لكن ما لم نعرف أنه وقعت منه الكبيرة فلا نقول إنه ممكن أنه عمل كبيرة لأن هذا ينافي محبتهم وتوليهم واعتقاد أنهم خير هذه الأمة.) ( 19)
وهنا لفتة مهمّة وهي :
أن الله تعالى بحكمته البالغة كتب الرفعة و عظيم الدرجة لخلّص عباده وهذا بابتلائهم ببعض الذنوب و الخطايا حتى يحققوا هذه العبادة الجليلة و هي التوبة
فلولا الذنوب و المعاصي لما كان التضرع و الاستغفار لله تعالى و قد أراد الله بالصحابة خيرا أن وفقهم لمثل هذه العبادة العظيمة
عن أنس رضي الله عنه - أن النبي صلى الله عليه و سلم قال : " لله أفرح بتوبة عبده، من أحدكم يسقط على بعيره، وقد أضله في أرض فلاة" ( 20)
فكيف يطمع أغرق الناس في المعاصي بمثل هذه النصوص , في وقت سُلب الصحابة الأحقية الأولى بهذه الأحاديث ؟!!
{ فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَ اللَّهِ وَآيَاتِهِ يُؤْمِنُونَ}( 21)
عن أبي موسى رضي الله عنه - أن النبي صلى الله عليه و سلم قال : ( إن الله تعالى يبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار ويبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل ) (22)
فأصحاب النبي صلى الله عليه و سلم أولى الناس بهذا الفضل العظيم !!
ولو أن الكلام كان في سائر الناس لما جاز أن يحُرم هذا الفضل العظيم و لحرُم على المتكلم التألّي على الله سبحانه , فكيف بالمصطفين الأخيار من المهاجرين و الأنصار ؟!!
6- قال رحمه الله - : ( وَلَهُم مِنَ السَّوَابِقِ وَالْفَضَائِلِ مَا يُوجِبُ مَغْفِرَةَ مَا يَصْدُرُ مِنْهُمْ -إِنْ صَدَرَ- )
فهذا هو مكن الفضل و ذروة سنام المناقب
وإن من عجائب الأزمان أنك تجد الناس في كل الفرق يعظمون أشياخهم حتى بلغ أكثرهم بتعظيمهم ذاك إلى حدّ الغلوّ المحرّم
وكلّ ذلك من باب التعظيم لبركتهم المزعومة وسابقتهم المعلومة
وحتى من أصحاب التعصب المذهبي
فلا يقبلون كلمة حق في ساداتهم وهذا كله تعظيما لجنابهم المزعوم
فكيف يغفل هؤلاء عن فضائل الصحابة و سابقتهم المشهودة في كتاب الله
و كيف يجترئ الضالون و ينتهك المبطلون أعراض القوم و كأنهم على غير الإسلام كانوا فاللهم رحماك
و إن من عظيم فضائلهم و جليل مناقبهم ذلكم الإسلام العظيم الذي دخلوه في أوجّ الفتنة و صميم المحنة
فإذا كان الإسلام يجُبّ ما كان قبله عند عموم الناس فكيف بأصحاب النبي صلى الله عليه و سلم ؟!
لأن بعض الجهلة يأتي بمرويات لو صحت لكانت قبل إسلام بعض الصحابة و ليس غرضهم في ذلك إلا الإمعان في الطعن الحاقد في أعراض الشرفاء , فكن على ذكر يا عبد الله
7- قال رحمه الله - : ( حَتَّى إنَّهُمْ يُغْفَرُ لَهُم مِنَ السَّيِّئَاتِ مَا لاَ يُغْفَرُ لِمَنْ بَعْدَهُمْ ) :
فهذا هدى الله الذي لم يفهمه أكثر القائلين و جلّ الخائضين !!
أن القوم ميّزهم الله بميزة لطالما بكى من أجل تحصيلها أهل التقوى و أهل الصلاح
ولطالما رفع أكفّ الضراعة من أجلها أهل الإخلاص
ألا وهي مغفرة الذنوب
أفلم يأن لهم أن يعرفوا فضل القوم ؟!
فلو طلع علينا اليوم رجل وعلمنا أن الله قد غفر له ذنبه كيف سيُعامل من طرف أهل الإسلام و كيف سيُقابل من طرف هؤلاء الجهلة من الطاعنين في الصحابة
و إن هذا الذي قرّره أهل السنة قاطبة لم يكن صنيع العواطف بل هو المنصوص عليه في الكتاب و السنة ومن دلائله الواضحة
قوله تعالى : { إِنَّ الَّذِينَ تَوَلَّوْاْ مِنكُمْ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ إِنَّمَا اسْتَزَلَّهُمُ الشَّيْطَانُ بِبَعْضِ مَا كَسَبُواْ وَلَقَدْ عَفَا اللّهُ عَنْهُمْ إِنَّ اللّهَ غَفُورٌ حَلِيمٌ } (23)
فهذه الآية نزلت في حق بعض الصحبة يوم أحد عندما خالفوا أمر النبي صلى الله عليه وسلم عن اجتهاد منهم رضي الله عنهم فبينت الآية عقيدة أهل السنة في الأصحاب من وجهين :
1 - أنهم ليسوا بمعصومين من الذنوب
2 وأن الله قد عفا عنهم و تجاوز عن خطئهم
فلا بارك الله في قوم ما قنعوا بمثل هذه النصوص الواضحة و ذهبوا جاهدين يفتشون في أخطاء الكرام البررة
{ وَيْلٌ لِّكُلِّ أفاك أَثِيم يَسْمَعُ آيَاتِ اللَّهِ تُتْلَى عَلَيْهِ ثُمَّ يُصِرُّ مُسْتَكْبِرًا كَأَن لَّمْ يَسْمَعْهَا فَبَشِّرْهُ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ } (24)
8- قال رحمه الله - : ( لأَنَّ لَهُم مِنَ الْحَسَنَاتِ الَّتِي تَمْحُو السَّيِّئَاتِ ما لا يغفر لمن بعدهم )
يقول الله عزوجل - : {ومن تاب وأمن وعمل صالحاً فإن الله يبدل سيئاتهم حسنات وكان الله غفوراً رحيما } (25)
فإن الصحابة أولى الأمة بهذه الآية فقد تابوا و آمنوا و عملوا صالحا مع النبي صلى الله عليه و سلم
ولئن تحقق هذا الموعود في غيرهم من الصالحين فهو أشد تحققا فيهم رضي الله عنهم ونفعنا بحبهم
قال العلامة عبد العزيز الرشيد رحمه الله - :
( و الحسنات تتفاضل بحسب ما في القلوب من الإيمان و التقوى , وحينئذ فيعرف أن من هو دون الصحابة قد تكون له حسنات تمحو ما يذمّ من أحدهم , فكيف بالصحابة رضي الله عنهم ) (26)
وكلما عظم ثواب الحسنة عظم سبب المغفرة و كبر محو السيّئة و هذا في آحاد الأمة فكيف بحسنات القوم ؟!!
9- قال رحمه الله - : ( وَقَدْ ثَبَتَ بِقَوْلِ رَسُولِ اللهِ صَلَّىْ اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمْ أَنَّهُمْ خَيْرُ الْقُرُونِ، وَأَنَّ الْمُدَّ مِنْ أَحَدِهِمْ إذَا تَصَدَّقَ بِهِ كَانَ أَفْضَلَ مِنْ جَبَلِ أُحُدٍ ذَهَبًا مِمَّن بَعْدَهُمْ )
إن كل من رزقه الله زيارة المدينة النبوية ثم وقف أمام جبل أحد ليستشعر معنى هذا الحديث العظيم الذي قاله النبي صلى الله عليه و سلم في الصحابة
مدّ من صحابي يساوي جبل أحد من ذهب من غيره !! يعني حتى من أفضل التابعين و أكبر العابدين فكيف بالجهلة الطاعنين
وإن من عظيم الظلم و شنيع البهتان ما يلهج به أهل البدع و الضلال من الرافضة و أتباعهم من المفكرين الجاهلين من تلكم المرويات المنكرة و الأخبار الموضوعة المتعلقة بسير الصحب الكرام
فتجدهم يعرضون عن نصوص الوحي القرآني وما تواتر من الأخبار واتفقت عليه الأمة كما هو مبثوث في الصحيحين و يجلبون على الأمة بالواهيات و الموضوعات
يقول شيخ الإسلام رحمه الله - : ( فهم دائما يعمدون إلى الأمور المعلومة المتاوترة ينكرونها و إلى الأمور المعدومة التي لا حقيقة لها يثبتونها ) (27)
10 - قال رحمه الله - : ( ثَّم إِذَا كَانَ قَدْ صَدَرَ مِنْ أَحَدِهِمْ ذَنْبٌ؛ فَيَكُونُ قَدْ تَابَ مِنْه أَوْ أَتَى بَحَسَنَاتٍ تَمْحُوهُ أَو غُفِرَ لَهُ؛ بِفَضْلِ سَابِقَتِهِ) :
وهذا من حسن الظن بالمؤمن فكيف بالصحابة الكرام ؟!!
وللأسف أنك تجد الناس يرجون الخير و المغفرة لأقاربهم و معارفهم سواء كان طائعا أو عاصيا و إذا جاء الحديث عن أهل الشرف من الصحابة ترفع الرؤوس و تطال الأعناق لمساوئهم و كأن الله لا يغفر لمن لم يتب من ذنبه
و الصحابة يقينا هم رؤوس التائبين و سادات المستغفرين
11 - قال رحمه الله - : ( أَوْ بِشَفَاعَةِ مُحَمَّدٍ صَلَّىْ اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمْ , الَّذِي هُمْ أَحَقُّ النَّاسِ بِشَفَاعَتِهِ )
هي والله ألوية النصر قد رفعت بكلام شيخ الإسلام , فلم يترك لمجادل شبهة ولا هذيان
فقد نبّه - رحمه الله - على مسألة عظيمة القدر , و هي أن الشفاعة التي أجمع عليها أهل السنة و التي يلهج بنصوصها العلماء منهم و الطلبة , و التي يدرُسها الدارسون و يدرّسها المدرّسون هي أعظم الفضائل التي لحقت بالصحابة , فهم كما قال الشيخ من أحق الناس بها و ياليتنا نستحضر ذلك عند ذركنا لنصوص الشفاعة ومنها :
قال تعالى:{ يومئذ لا تنفع الشفاعة إلا من أذن له الرحمن ورضي له قولا } (28)
فهم والله من ألصق الأمة بهذه الآية لأنناعلمنا يقينا من نصوص الوحيين أن الله تعالى قدر رضي عنهم و عن أعمالهم و أقوالهم فأي حرمان أعظم من تجريدهم من هذه الفضائل التي هم أحق الناس بها
عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال :
" أسعد الناس بشفاعتي من قال لا إله إلا الله خالصا من قلبه " (29)
فعقيدتنا أن الصحابة أوفر الأمة نصيبا و أسعدها مآلا بهذه الفضيلة العظيمة و هي الشفاعة
فكيف يطمع أضعف الناس إيمانا بهذه الشفاعة و نغفل عن إثباتها للمهاجرين و الأنصار فاللهم رحماك
و حديث أبي هريرة رضي الله عنه - أيضا أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
" لكل نبي دعوة مستجابة و إني اختبأت دعوتي شفاعة لأمتي يوم القيامة فهي نائلة إن شاء الله " (30)
هي والله نائلة لأصحاب النبي صلى الله عليه وسلم بالدرجة الأولى كيف لا وهم أصحاب صاحب الشفاعة
فهذه لفتة عزيزة من هذا الإمام فضعها نصب عينيك يا من رُمت شفاعة النبي صلى الله عليه و سلم
12 - قال رحمه الله - : ( أَوْ ابْتُلِيَ بِبَلاَءٍ فِي الدُّنْيَا كُفِّرَ بِهِ عَنْهُ )
اعلم رعاك الله أن البلاء الذي وقع على الصحابة لا يوازيه بلاء إلا ما كان من بلاء الأنبياء , وهذا هو المنصوص عليه وهاك برهانه :
عن فاطمة رضي الله عنها قالت : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : ( أشدّ الناس بلاء الأنبياء , ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم ) (31)
وإن بلاء تأتي شدّته بعد شدّة بلاء الأنبياء , لحقيق به أن يكفّر السيئات العظام و الموبقات الجسام فكيف بمن سيئاته مغمورة بين حسناته المشهورة ؟!
يقول العلامة عبد العزيز الرشيد رحمه الله - موضّحا : ( ذكر المصنف هنا بعض الأسباب المسقطة للعقوبة وقد استوفاها في المنهاج وشرحها شرحا وافيا ثم قال :
فهذه الأسباب لا تفوت كلها من المؤمنين إلا القيل فكيف بالصحابة رضوان الله عليهم هم خير قرون هذه الأمة فإذا كان الذنب المحقق تسقط عقوبته بعدة أسباب في حق آحاد الناس فكيف في أصحاب رسول الله صلى الله عليه و سلم فما من ذنب يسقط به الذم و العقاب عن أحد من الأمة إلا والصحابة أحق بذلك فهم أحق بكل مدح و نفي كل ذم ممن بعدهم من الأمة ) (32)
13 - قال رحمه الله - : ( فَإِذَا كَانَ هَذَا فِي الذُّنُوبِ الْمُحَقَّقَةِ؛ فَكَيْفَ الأُمُورُ الَّتِي كَانُوا فِيهَا مُجْتَهِدِينَ إنْ أَصَابُوا؛ فَلَهُمْ أَجْرَانِ وَإِنْ أَخْطَؤُوا؛ فَلَهُمْ أَجْرٌ وَاحِدٌ، وَالْخَطَأُ مغْفُورٌ )
يقصد رحمه الله حديث النبي صلى الله عليه وسلم : " إذا حكم الحاكم فاجتهد ثم أصاب فله أجران , وإذا حكم فاجتهد ثم أخطأ فله أجر " (33)
فهم أحق الناس بهذا النص الواضح الصريح الذي يغفل عن تطبيقه عليهم أكثر الجهلة من الخائضين في فتنة الصحابة
وما أجود كلام الإمام ابن حزم رحمه الله في هذا الباب حيث قال :
( ولا عجب أعجب ممن يجيز الإجتهاد في الدماء وفي الفروج والأنساب والأموال والشرائع التي يدان الله بها من تحريم و إيجاب ويعذر المخطئين في ذلك ويرى لك مباحا لليث والبتي أبي حنيفة والثوري ومالك والشافعي وأحمد وداود وإسحاق وأبي ثور وغيرهم كزفر وأبي يوسف ومحمد بن الحسن والحسن بن زياد وابن القاسم وأشهب وابن الماجشون والمزني وغيرهم فواحد من هؤلاء يبيح دم هذا الإنسان وآخر منهم يحرمه كمن حارب ولم يقتل أو عمل عمل قوم لوط وغير هذا كثير وواحد منهم يبيح هذا الفرج وآخر منهم يحرمه كبكرا نكحها أبوها وهي بالغة عاقلة بغير إذنها ولا رضاها وغير هذا كثير وكذلك في الشرائع والأوامر والأنساب وهكذا فعلت المعتزلة بشيوخهم كواصل وعمرو وسائر شيوخهم وفقهائهم وهكذا فعلت الخوارج بفقهائهم ومفتيهم ثم يضيقون ذلك على من له الصحبة والفضل والعلم والتقدم والإجتهاد كمعاوية وعمروا ومن معهما من الصحابة رضي الله عنه وإنما اجتهد في مسائل دماء كالتي اجتهد فيها المفتون وفي المفتين من يرى قتل الساحر وفيهم من لا يراه وفيهم من يرى قتل الحر بالعبد وفيهم من يرى قتل المؤمن بالكافر وفيهم من لا يراه فأي فرق بين هذه الاجتهادات واجتهاد معاوية وعمرو وغيرهما لولا الجهل والعمى والتخليط بغير علم ) (34)
وهنا فائدة عظيمة الشأن : وهي أن مواطن الإجتهاد التي صدرت من الصحابة الكرام ليس من الضروري أن يظهر وجهها لجميع الناس فقد يعجز جمهور الأمة عن معرفة سبب اجتهاد الصحابي
يقول الشيخ الإسلام رحمه الله - : ( ولكن لا يعرف كثير من الناس وجه اجتهادهم ) ( 35)
14 - قال رحمه الله - : ( ثُمَّ الْقَدْرَ الَّذِي يُنْكَرُ مِنْ فِعْلِ بَعْضِهِمْ قَلِيلٌ نَزْرٌ مَغْفُورٌ فِي جَنْبِ فَضَائِلِ الْقَوْمِ وَمَحَاسِنِهِمْ )
إن لسان العدل ناطق بهذا , و ساق الإنصاق قائمة عليه , فلا كان من ذهب ينقر في تاريخ الأطهار للنيل من أعراضهم الشريفة بأشاء قد ظهر بكلام شيخ الإسلام حقيقة العمل فيها
يقول العلامة عبد العزيز الرشيد رحمه الله : ( أي إن ما أتوا به من الحسنات وما لهم من الفضائل و السوابق غمر ما وقع منهم وغطّاه وجعله كلا شيء , أو كقطرة نجاسة وقعت في بحر , هذا على فرض ثبوت ذلك عنهم ووقوعهم منهم) (36)
و العجب لا ينقضي من فئة باغية تظهر بين الفينة و الأخرى تقلب فضائل القوم و تجعلها رذائل و تعكس مناقبهم و تردّها مثالب
فيا هوان النفوس الخسيسة على أصحابها
15- قال رحمه الله - : ( مِنَ الإِيمَانِ بِاللهِ، وَرَسُولِهِ، وَالْجِهَادِ فِي سَبِيلِهِ، وَالْهِجْرَةِ، وَالنُّصْرَةِ، وَالْعِلْمِ النَّافِعِ، وَالْعَمَلِ الصَّالِحِ )
آه على زمن كانوا فيه !!!
كانوا مع أفضل الأنبياء وسيد الأصفياء
كانوا مع من يتشرف أفضل الناس بعد عصره برؤيته في المنام ! فكيف بشرف من لقيه , و أعظم من ذلك جهاده معه و دفع سيوف الشرك و الكفر عنه
ندّعي أننا نحب النبي صلى الله عليه و سلم فكيف رضينا بهذه الحرب القذرة التي قامت على من نصره و جاهد معه فنسأل الله العافية

16 - قال رحمه الله - : ( و مَن نَظَرَ فِي سِيرَةِ الْقَوْمِ بِعِلْمٍ وَبَصِيرَةٍ ) :
يعني رحمه الله أن من تحقق فيه هذا القيد عرف فضل الصحابة الكرام وهذا القيد متضمن لشرطين هما :
النظر في سيرة القوم : و هذا راجع إلى مطالعة سيرهم و تواريخهم و دراسة فضائلهم و مناقبهم و قيده أن يكون :
بعلم و بصيرة : لا بجهل و سوء قصد كما يفعله الجهال و الزنادقة من الرافضة المارقين حيث تجدهم يفتشون في مناقب القوم حتى يقلبونها إلى مثالب و مساوئ
فالله الله يا أهل السنة في دراسة تاريخ الصحب الكرام و نشر ذلك في أوساط الأمة التي هي في أمس الحاجة إلى ذلك
يقول الحافظ ابن عبد البرّ رحمه الله : ( ولا خلاف علمته بين العلماء أن الوقوف على معرفة أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم من أوكد علم الخاصة وأرفع علم أهل الخبر وبه ساد أهل السير وما أظن أهل الدين من الأديان إلا وعلماؤهم معنيون بمعرفة أصحاب أنبيائهم لأنهم الواسطة بين النبي وبين أمته.)( 37)
فهذا الإمام ابن عبد البر يقول بأنه لم يعرف خلافا بين العلماء في أن دراسة أحوال الصحابة من أوكد علم الخاصة !!
فمتى نستفيق من نومتنا التي طال زمانها ؟! فرحماك ربي !
17 - قال رحمه الله - : ( وَمَا مَنَّ اللهُ عَلَيْهِم بِهِ مِنَ الْفَضَائِلِ؛ عَلِمَ يَقِينًا أَنَّهُمْ خِيْرُ الْخَلْقِ بَعْدَ الأَنْبِيَاءِ , لاَ كَانَ وَلا يَكُونُ مِثْلُهُمْ رضي الله عنهم وَأَنَّهُمُ الصَّفْوَةُ مِنْ قُرُونِ هَذِهِ الأُمَّةِ الَّتِي هِيَ خَيْرُ الأُمَمِ وَأَكْرَمُهَا عَلَى اللهِ.)
وهنا لطيفة من اللطائف قد يُغفلها القارئ و هي :
أن الصحابة خير الناس بعد الأنبياء جميعا من آدم عليه السلام إلى نبينا محمد صلى الله عليه وسلم
وأكثر الناس يظن أنهم أفضل الناس بعد النبي صلى الله عليه و سلم فقط و مع التحقيق يظهر أنهم أفضل خلق الله بعد الأنبياء
يقول الشيخ العلامة ابن العثيمين رحمه الله - :
( فإذا نظرت بعلم وبصيرة وإنصاف في محاسن القوم وما أعطاهم الله من الفضائل علمت يقينا أنهم خير الخلق بعد الأنبياء , فهم خير من الحواريين وأصحاب عيسى وخير من النقباء أصحاب موسى وخير من الذين آمنوا من نوح ومع هود وغيرهم لايوجد أحد من أتباع الأنبياء أفضل من الصحابة رضي الله عنهم والأمر في هذا ظاهر معلوم لقوله تعالى كنتم خير أمة أخرجت للناس " وخيرنا الصحابة ولأن النبي صلى الله عليه وسلم خير الخلق فأصحابه خير الأصحاب ) ( 38)


خلاصة القاعدة وضبط الفائدة


و نستخلص من هذه الدرّة العظيمة أربعة أشاء :
1 - أن الأمة أجمعت على أن الصحابة أفضل الناس بعد الأنبياء
2 و أنها أجمعت على أنهم ليسوا بمعصومين
3 و أنها أجمعت على تحريم ذكر أخطائهم
4- و أنها أجمعت على أن خطأهم مغفور و متجاوز عنه
فما بقي متمسك لأهل الضلال , إلا وقد نُسف بكلام هذا الإمام فرحمه الله وغفر له
الخاتمة :
و في ختام هذا التنبيه فإني أهيب بكل سلفي أن يحفظ هذه القاعدة وأن يجعلها حصنا منيعا يردّ به كيد الأعادي و حملة أهل النفاق على الصفوة المختارة من الأمة
فهي قاعدة سلفية ربّانية سعد بها من أحكمها وارتاح بثمارها من أعملها
وسيظهر له خيرها وبركتها مع مرور الأزمان
فرحم الله عبدا ضبط هذه القاعدة و رفع يده بخالص الدعاء لراقمها الإمام الكبير و المجاهد العظيم شيخ الإسلام ابن تيمية بأن يغفر له و أن يرحمه و أن يجازيه خير الجزاء
و الحمد لله رب العالمين
أبو معاذ محمد مرابط الجزائري
كان تبيضه يوم الأحد
5 / رمضان / 1431 هجرية








- الحاشية :

(1) منهاج السنة 3 / 251 ط : مؤسسة الريان
(2) الداء و الدواء صفحة : 167 ط: ابن الجوزي
(3) طبقات علماء الحديث رقم : 1156 ط: مؤسسة الرسالة
(4) جلاء العينين للإمام الآلوسي رحمه الله - ص : 19 20 ط : دار المدني
(5) نفس المصدر ص : 23
(6) التنبيهات اللطيفة ص : 125 ط : أضواء السلف
(7) أصول السنة ص : 195 ط: دار الفرقان
( 7 ) شرح السنة ص : 88 ط : دار المنهاج
(8) لمعة الإعتقاد فقرة : 86 ط: دار المنهاج /مع شرح الشيخ العثيمين رحمه الله -
(9) التنبيهات السنية للشيخ الرشيد رحمه الله ص : 300 301 ط : دار الرشيد
(10) اللآلئ البهيّة في شرح العقيدة الواسطية 2 / 475 ط: دار العاصمة
(11) بواسطة الروضة الندية شرح العقيدة الواسطية للعلامة زيد الفياض ص : 507
(12) منهاج السنة 3 / 249
(13) نفس المصدر 3 / 19
(14) اللآلئ البهيّة في شرح العقيدة الواسطية 2 / 478
(15) منهاج السنة 3 / 250
( 16) العواصم من القواصم ص : 51 ط : دار الكتب العلمية
( 17) الانتصار للصحب و الآل بتصرف ص : 51 ط : دار الإمام أحمد
( 18) منهاج السنة 3 / 49
( 19) اللآلئ البهيّة في شرح العقيد الواسطية 2 / 483 484 بتصرف يسير
( 20) رواه البخاري 6308 و مسلم 2747
( 21) الْجَاثِيَةِ الآية : 6
( 22) مسلم 2760
( 23) آل عمران آية : 155
( 24) الجاثية آية 7 8
( 25) الفرقان آية : 70.
( 26) التنبيهات السنية على العقيدة الواسطية للشيخ الرشيد رحمه الله ص : 306
( 27) منهاج السنة 3 / 139
( 28) آية 109 سورة طه
( 29) البخاري 4714
( 30) مسلم 199
( 31) السلسلة الصحيحة 1165
( 32) التنبيهات السنية على العقيدة الواسطية للشيخ الرشيد رحمه الله ص : 307
(33) رواه البخاري 7352 ومسلم 1716
(34) الفصل في الملل و النحل 2 / 276 277 ط : دار الهيثم
(35) منهاج السنة 3 / 33
(36) التنبيهات السنية ص: 308
(37) الإستيعاب ص : 23 ط : دار الأعلام
( 38) شرح العقيدة الواسطية 2 /293 ط: دار ابن الجوزي


التعديل الأخير تم بواسطة أبو معاذ محمد مرابط ; 07 Jun 2011 الساعة 03:56 PM
  #2  
قديم 15 Aug 2010, 08:49 PM
أبو أحمد ضياء التبسي أبو أحمد ضياء التبسي غير متواجد حالياً
.:. أصلحه الله .:.
 
تاريخ التسجيل: Oct 2007
المشاركات: 325
إرسال رسالة عبر MSN إلى أبو أحمد ضياء التبسي
افتراضي

لله درُّك أخي الحبيب؛ نفع اللهُ بك وبما تنشره من خير
  #3  
قديم 15 Aug 2010, 11:44 PM
وسيم قاسيمي وسيم قاسيمي غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Mar 2010
الدولة: الجزائر
المشاركات: 209
إرسال رسالة عبر Skype إلى وسيم قاسيمي
افتراضي

جزاك الله خيرا وزادك علما ، ونفع بعلمك وبارك الله فيك أخي
  #4  
قديم 16 Aug 2010, 12:35 AM
مهدي بن الحسين
زائر
 
المشاركات: n/a
افتراضي

غفر الله لشيخ الاسلام احمد بن تيمية و رحمه و حشره مع اصحاب رسول الله صلى الله عليه و سلم
جزاك الله خيرا اخي ابا معاذ على هذا المقال الطيب و اسال الله لي و لك و لجميع من هم على هذا المعتقد الجليل المغفرة و الرحمة و ان يحشرنا الله مع هؤلاء الافذاذ اصحاب محمد بن عبد الله صلى الله عليه و سلم

قال أبو زرعة رحمه الله :

«إذ رأيت الرَّجلَ يَنْتَقِصُ أحدًا منْ أصحابِ رسولِ الله صلى الله عليه وسلَّم؛ فاعْلَمْ أنَّه زِنْدِيقٌ، وذلك أنَّ الرَّسولَ صلى الله عليه وسلَّم عندن حقٌّ، والقرآنُ حقٌّ، وإنَّما أدَّى إلينا هذا القرآنَ والسُّنَنَ أصحابُ رسولِ الله صلى الله عليه وسلَّم، وإنَّما يريدون أن يُجَرِّحُوا شهودَنا لِيُبْطِلُو الكتابَ والسُّنَّةَ، والجَرحُ بهم أَوْلَى وهم زَنادِقَة»./[«الكفاية في علم الرواية» (ص97)]

التعديل الأخير تم بواسطة مهدي بن الحسين ; 16 Aug 2010 الساعة 11:05 AM
  #5  
قديم 22 Aug 2010, 02:46 PM
أبو معاذ محمد مرابط
زائر
 
المشاركات: n/a
افتراضي

حفظكم الله
  #6  
قديم 22 Aug 2010, 02:59 PM
أبو إبراهيم خليل الجزائري أبو إبراهيم خليل الجزائري غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Dec 2009
المشاركات: 379
افتراضي

يرفع

التعديل الأخير تم بواسطة أبو معاذ محمد مرابط ; 22 Aug 2010 الساعة 03:14 PM
  #7  
قديم 25 Aug 2010, 12:29 AM
أبو معاذ محمد مرابط
زائر
 
المشاركات: n/a
افتراضي

بارك الله فيك
  #8  
قديم 25 Aug 2010, 09:14 AM
أبو إبراهيم خليل الجزائري أبو إبراهيم خليل الجزائري غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Dec 2009
المشاركات: 379
افتراضي

و فيك بارك الله
  #9  
قديم 06 Sep 2010, 03:57 PM
أبو معاذ محمد مرابط
زائر
 
المشاركات: n/a
افتراضي

يرفع
  #10  
قديم 04 Oct 2010, 11:52 PM
أبو معاذ محمد مرابط
زائر
 
المشاركات: n/a
افتراضي

يرفع
  #11  
قديم 05 Oct 2010, 09:31 AM
محمد رحيل
زائر
 
المشاركات: n/a
افتراضي

بارك الله فيكم أبامعاذ,وزادكم هدى وتوفيقا وسدادا
  #12  
قديم 05 Oct 2010, 11:23 AM
مصطفى قالية
زائر
 
المشاركات: n/a
افتراضي

بارك الله فيك يا أخي أبا معاذ وجزاك خيرا على هذا النقل الطيب والكلمات النافعة بإذن الله.
  #13  
قديم 05 Oct 2010, 03:12 PM
أبو معاذ محمد مرابط
زائر
 
المشاركات: n/a
افتراضي

الشيخ رحيل بارك الله فيك و جزاك الله خيرا على مرورك الطيب

الشيخ مصطفى حفظك الله و بارك في كلماتك و جهودك و شكرا على المرور
  #14  
قديم 15 Oct 2010, 09:34 PM
مهدي بن الحسين
زائر
 
المشاركات: n/a
افتراضي

قاعدة ذهبية تكتب بماء من ذهب...للرفع...
  #15  
قديم 19 Oct 2010, 03:50 PM
أبو معاذ محمد مرابط
زائر
 
المشاركات: n/a
افتراضي

صحيح أخي
موضوع مغلق


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


Powered by vBulletin, Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd
Salafi Tasfia & Tarbia Forums 2007-2013