منتديات التصفية و التربية السلفية  
     

Left Nav الرئيسية التعليمـــات قائمة الأعضاء التقويم مشاركات اليوم Right Nav

Left Container Right Container
 

العودة   منتديات التصفية و التربية السلفية » القــــــــسم العــــــــام » الــمــــنــــــــتـــــــدى الـــــــــعــــــــام

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 14 Dec 2016, 11:12 AM
فتحي إدريس
زائر
 
المشاركات: n/a
افتراضي خزانة تحف العناية بكتاب "البداية والنهاية" (15)

بسم الله الرَّحمن الرَّحيم
الحمد لله وحده، والصَّلاة والسَّلام على من لا نبيَّ بعده.
أمَّا بعد:
فهذه هي الحلقة الخَامسة عشرة من «خزانة تُحف العناية بكتاب "البداية والنِّهاية"» وأوَّلها:

· الرَّدُّ على أهل الكتاب من كتبهم صورة ومعنى! وكون المعنى لا يدركه إلَّا كلُّ نبيه نبيل وليسوا بذاك!

قال الحافظُ –رحمه الله-: «وقد كان للخليل بنون كما ذكرنا، ولكنَّ أشهرَهم الأخوان النَّبيَّان العظيمان الرَّسولان أسنُّهما وأجلُّهما الَّذي هو الذَّبيح على الصَّحيح إسماعيل بكر إبراهيم الخليل من هاجر القبطية المصرية عليها السَّلام من العظَّيم الجليل؛ ومن قال: إنَّ الذَّبيح هو إسحاق فإنَّما تلقَّاه من نقلة بني إسرائيل الَّذين بدَّلوا وحرَّفوا وأوَّلوا التَّوراة والإنجيل وخالفوا بأيديهم في هذا من التَّنزيل؛ فإنَّ إبراهيم أمر بذبح ولده البِكر، وفي رواية الوحيد.
وأيًّا ما كان فهو إسماعيل بنصِّ الدَّليل ففي نصِّ كتابهم: إن إسماعيل ولد ولإبراهيم من العمر ست وثمانون سنة، وإنما ولد إسحاق بعد مضي مائة سنة من عمر الخليل، فإسماعيل هو البكر لا محالة، وهو الوحيد صورة ومعنى على كل حالة.
- أمَّا في الصُّورة: فلأنه كان وحده ولده أزيد من ثلاث عشرة سنة.
- وأمَّا أنَّه وحيد في المعنى: فإنَّه هو الَّذي هاجر به أبوه ومعه أمه هاجر وكان صغيرا رضيعا فيما قيل فوضعهما في وهاد جبال فاران، وهي الجبال التي حول مكة، نعم المقيل، وتركهما هنالك ليس معهما من الزاد والماء إلا القليل، وذلك ثقة بالله وتوكلا عليه، فحاطهما الله تعالى بعنايته وكفايته فنعم الحسيب والكافي والوكيل والكفيل.
فهذا هو الولد الوحيدفي الصورة، والمعنى، ولكن أين من يتفطَّن لهذا السِّرِّ؟! وأين من يحل بهذا المحل؟!والمعنى لا يدركه، ويحيط بعلمه إلا كل نبيه نبيل».(م1/ ص442-443).

قلت: ولما كان المعنى أشرفَ من الصُّورة، وكانت أمَّتنا أفضلَ الأممِ، جعل الله سبحانه وتعالى أعظم آياتها القرآن وهو متعلِّق بالمعنى، وأمَّا غيرها من الأمم كبني إسرائيل مثلًا فلمَّا كانت فيهم بلادةٌ جعل الله آياتهم حسِّيَّة، وكان قد حدثني بهذه الفائدة أخي الحبيب الطيِّب لصوان –وفقه الله- قبل زمنٍ وعزاها لشيخ الإسلام ابن تيمية –رحمه الله- وقد بحثت عنها ما تيسَّر ولم أقف عليهَا، فيسَّر الله الوقوف عليها، والله المستعان.

· إثبات النَّسخ الذي ينكره أهل الكتاب من كتبهم

قال الحافظ –رحمه الله-: «...قالوا: فلمَّا قدم يعقوب على خاله أرض حران إذا له ابنتان اسم الكبرى ليا، واسم الصغرى راحيل، فخطب إليه راحيل، وكانت أحسنهما، وأجملهما فأجابه إلى ذلك بشرط أن يرعى على غنمه سبع سنين، فلما مضت المدة عمل خاله لابان طعاما، وجمع الناس عليه، وزف إليه ليلا ابنته الكبرى ليا، وكانت ضعيفة العينين قبيحة المنظر، فلما أصبح يعقوب إذا هي ليا، فقال لخاله: لم غدرت بي، وأنت إنما خطبت إليك راحيل. فقال: إنه ليس من سنتنا أن نزوج الصغرى قبل الكبرى فإن أحببت أختها فاعمل سبع سنين أخرى وأزوجكها. فعمل سبع سنين، وأدخلها عليه مع أختها، وكان ذلك سائغا في ملتهم، ثم نسخ في شريعة التوراة.
وهذا وحده دليل كاف على وقوع النسخ؛ لأن فعل يعقوب عليه السلام دليل على جواز هذا وإباحته؛ لأنه معصوم».(م1/ ص449).

قلت: وليسَ المقصودُ إثباتَ تفاصيلِ ما وردَ، وإنَّما المقصودُ محاجَّة أهل الكتاب -الَّذين أنكروا النَّسخ لكونه يستلزم البداءَ على الله تعالى- من كتبهم الَّتي فيها إثباته!.
وقد ذكر ابن كثيرٍ –رحمه الله- موضعًا آخرَ من كتبهم فيه إثبات النَّسخ كذلك، قال –رحمه الله-: «...قالوا: ونزل بنو إسرائيل حول طور سيناء، وصعد موسى الجبل، فكلمه ربه، وأمره أن يذكر بني إسرائيل ما أنعم الله به عليهم من إنجائه إياهم من فرعون وقومه، وكيف حملهم على مثل جناحي نسر من يده وقبضته، وأمره أن يأمر بني إسرائيل بأن يتطهروا ويغتسلوا ويغسلوا ثيابهم وليستعدوا إلى اليوم الثالث، فإذا كان في اليوم الثالث فليجتمعوا حول الجبل، ولا يقتربن أحد منهم إليه، فمن دنا منه قتل، حتى ولا شيء من البهائم، ما داموا يسمعون صوت القرن، فإذا سكن القرن فقد حل لكم أن ترتقوه، فسمع بنو إسرائيل ذلك، وأطاعوا، واغتسلوا، وتنظفوا، وتطيبوا، فلما كان اليوم الثالث ركب الجبل غمامة عظيمة، وفيها أصوات وبروق، وصوت الصور شديد جدا، ففزع بنو إسرائيل من ذلك فزعا شديدا، وخرجوا فقاموا في سفح الجبل، وغشي الجبل دخان عظيم في وسطه عمود نور، وتزلزل الجبل كله زلزلة شديدة، واستمر صوت الصور، وهو البوق، واشتد، وموسى، عليه السلام، فوق الجبل، والله يكلمه ويناجيه، وأمر الرب، عز وجل، موسى أن ينزل، فيأمر بني إسرائيل أن يقتربوا من الجبل; ليسمعوا وصية الله، ويأمر الأحبار، وهم علماؤهم، أن يدنوا فيصعدوا الجبل; ليتقدموا بالقرب -وهذا نصٌّ في كتابهم على وقوع النسخ لا محالة- فقال موسى: يا رب إنهم لا يستطيعون أن يصعدوه، وقد نهيتهم عن ذلك فأمره الله تعالى أن يذهب، فيأتي معه بأخيه هارون، وليكن الكهنة، وهم العلماء، والشعب، وهم بقية بني إسرائيل، غير بعيد. ففعل موسى، وكلمه ربه عز وجل، فأمره حينئذ بالعشر كلمات».(م2/ ص132-133).

وهذَا ومثلُه فيه عناية الحافظ ابن كثيرٍ –رحمه الله- بالرَّدِّ على أهل الكتاب في كتابه العظيم «البداية والنِّهاية» وهو موضوعٌ مهمٌّ ونافعٌ لمن رام جمعه من كتب الحافظ ابن كثيرٍ –رجمه الله-، فإنَّه يردُّ باطلهم ويبيِّن تحريفهم، وأمَّا الرَّدُّ على شبهتهم في إنكار النَّسخ فيطلب من كتب أصول الفقه.

· بيان غلطِ أهل الكتاب ووصفهم بالثيران!

«...فقال لقومه وللملك: ﴿أنا أنبئكم بتأويله فأرسلون﴾[يوسف: 45] أي: فأرسلوني إلى يوسف، فجاءه فقال: ﴿يوسف أيها الصديق أفتنا في سبع بقرات سمان يأكلهن سبع عجاف وسبع سنبلات خضر وأخر يابسات لعلي أرجع إلى الناس لعلهم يعلمون﴾ [يوسف: 46]؛ وعند أهل الكتاب أن الملك لما ذكرَه له النَّاجي استدعاه إلى حضرته، وقصَّ عليه ما رآه ففسره له.
وهذا غلطٌ، والصَّواب ما قصَّه الله في كتابه القرآن لا ما عربه هؤلاء الجهلة الثيران من قرائيوربان».(م1/ ص480)

قلت: وهذا جانبٌ آخرُ متعلِّق بالرَّدِّ على أهل الكتاب، إذ قد تقدَّم ذكر ما يتعلَّق بإثبات ما أنكروه وإدانتهم به من كتبهم، فهذا متعلِّق ببيانِ غلطهم في التَّعريب وما جاء القرآن بخلافه وله نظائر في كتاب الحافظ –رحمه الله-؛ وكل هذا ممَّا يوضِّح جهود الحافظ –رحمه الله- وعنايته بالرَّدِّ على أهل الكتاب كما مرَّ الإشارة إليه.

· نفائس متعلِّقة بالدُّعاء بالوفاة على الإسلام ومتى يجوز تمنِّي الموت وبعض من تمناه

قال الله سبحانه وتعالى عن عبده يوسف عليه السَّلام: ﴿رب قد ءاتيتني من الملك وعلمتني من تأويل الأحاديث فاطر السماوات والأرض أنت وليي في الدنيا والآخرة توفني مسلما وألحقني بالصالحين﴾[يوسف: 101].
قال الحافظ –رحمه الله-: «لما رأى يوسف عليه السَّلام نعمته قد تمَّت، وشمله قد اجتمع عرف أنَّ هذه الدار لا يقر بها من قرار، وأن كل شيء فيها ومن عليها فان، وما بعد التمام إلا النقصان فعند ذلك أثنى على ربه بما هو أهله، واعترف له بعظيم إحسانه وفضله، وسأل منه وهو خير المسئولين أن يتوفَّاه
1. أي: حين يتوفَّاه على الإسلام، وأن يلحقه بعباده الصالحين، وهكذا كما يقال في الدعاء: "اللهم أحينا مسلمين، وتوفنا مسلمين" أي: حين تتوفانا.
2. ويحتمل أنَّه سأل ذلك عند احتضاره عليه السَّلام، كما سأل النَّبي صلى الله عليه وسلم عند احتضاره أن يرفع روحه إلى الملأ الأعلى، والرفقاء الصالحين من النبيين والمرسلين، كما قال: «اللهم في الرفيق الأعلى» . ثلاثا. ثم قضى.
3. ويحتمل أنَّ يوسف عليه السلام سأل الوفاة على الإسلام منجزا في صحة منه وسلامة، وأنَّ ذلك كان سائغا في ملتهم وشرعتهم، كما روي عن ابن عباس أنه قال: "ما تمنى نبي قط الموت قبل يوسف" فأما في شريعتنا فقد نهي عن الدعاء بالموت إلا عند الفتن، كما في حديث معاذ في الدعاء الذي رواه أحمد «وإذا أردت بقوم فتنة فتوفنا إليك غير مفتونين». وفي الحديث الآخر «ابن آدم الموت خير لك من الفتنة». وقالت مريم عليها السلام: ﴿يا ليتني مت قبل هذا وكنت نسيا منسيا﴾ [مريم: 23]، وتمنى الموت علي بن أبي طالب لما تفاقمت الأموروعظمت الفتن واشتد القتال وكثر القيل والقال، وتمنى ذلك البخاري أبو عبد الله صاحب " الصحيح " لما اشتد عليه الحال، ولقي من مخالفيه الأهوال.
فأمَّا في حال الرَّفاهية فقد روى البخاري، ومسلم في صحيحيهما من حديث أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا يتمنى أحدكم الموت لضر نزل به إما محسنا فيزداد، وإما مسيئا فلعله يستعتب، ولكن ليقل: اللهم أحيني ما كانت الحياة خيرا لي، وتوفني إذا كانت الوفاة خيرا لي» والمراد بالضر هاهنا ما يخص العبد في بدنه من مرض ونحوه، لا في دينه.
والظَّاهر أنَّ نبي الله يوسف عليه السلام سأل ذلك إمَّا عند احتضاره أو إذا كان ذلك أن يكون كذلك».(م1/ ص502-503).

· لا تلقى المؤمن إلَّا ناصحا (نصح قومه في حياته وبعد مماته)

قال الحافظ –رحمه الله-: «...قال ابن عباس: نصح قومه في حياته ﴿يا قوم اتبعوا المرسلين﴾[يس: 20] وبعد مماته ﴿يا ليت قومي يعلمون بما غفر لي ربي وجعلني من المكرمين﴾[يس: 26] رواه ابن أبي حاتم. وكذلك قال قتادة: لا تلقى المؤمن إلا ناصحا، لا تلقاه غاشا، لما عاين ما عاين من كرامة الله قال: ﴿يا ليت قومي يعلمون بما غفر لي ربي وجعلني من المكرمين﴾[يس: 26] تمنى على الله أن يعلم قومه بما عاين من كرامة الله وما هجم عليه. قال قتادة: فلا والله، ما عاتب الله قومه بعد قتله ﴿إن كانت إلا صيحة واحدة فإذا هم خامدون﴾[يس: 29]».(م2/ ص14)

قلت: وقد سألتُ شيخَنا نور الدين يطو –حفظه الله- هل يمكن بلوغ هذه المرتبة؟، فكان مما أجاب به –حفظه الله-: يمكنُ مثلُ ذلك، بنشر العلم النَّافع في النَّاس وبثِّ الخيرِ فيهم، فيكون ناصحًا لقومه ولو بعد مماته.

· سؤال الأنبياء على قدر الحاجة

«قال الله عز وجلَّ: ﴿اذهب إلى فرعون إنه طغى (24) قال رب اشرح لي صدري (25) ويسر لي أمري (26) واحلل عقدة من لساني (27) يفقهوا قولي﴾[طه: 24 - 28]
قيل: إنه أصابه في لسانه لثغة; بسبب تلك الجمرة التي وضعها على لسانه، الَّتي كان فرعون أراد اختبار عقله، حينأخذ بلحيته وهو صغير، فهم بقتله، فخافت عليه آسية، وقالت: إنه طفل. فاختبره بوضع تمرة وجمرة بين يديه، فهم بأخذ التمرة، فصرف الملك يده إلى الجمرة، فأخذها، فوضعها على لسانه، فأصابه لثغة بسببها، فسأل زوال بعضها بمقدار ما يفهمون قوله، ولم يسأل زوالها بالكلية. قال الحسن البصري: "والرسل إنما يسألون بحسب الحاجة". ولهذا بقيت في لسانه بقية، ولهذا قال فرعون، قبحه الله، فيما زعم إنه يعيب به الكليم: ﴿ولا يكاد يبين﴾[الزخرف: 52] أي; يفصح عن مراده، ويعبر عما في ضميره وفؤاده».(م2/ ص59-60).

· صار فرعون مذكِّرا!

«﴿وقال فرعون ذروني أقتل موسى وليدع ربه إني أخاف أن يبدل دينكم أو أن يظهر في الأرض الفساد﴾[غافر: 26]. ولهذا يقول الناس على سبيل التهكم: "صار فرعون مذكرا" وهذا منه، فإنَّ فرعون في زعمه يخاف على النَّاس أن يضلهم موسى عليه السلام!».(م2/ ص83).

قلت: وأمَّا اليومَ فيقال: "صار البوروبيُّ ناصحًا" لكلِّ من زعم النُّصح وهو يعيث في الأرض فسادًا، كفانا الله شرَّه وشرَّ أمثاله.

· تسلُّط نساء مصر على رجالها وسببه! (ليعذرنا إخواننا من مصر)

قال الحافظ –رحمه الله-: «...يذكر تعالى ما كان من أمر فرعون وجنوده، في غرقهم، وكيف سلبهم عزهم، ومالهم، وأنفسهم، وأورث بني إسرائيل جميع أموالهم وأملاكهم، كما قال: ﴿كذلك وأورثناها بني إسرائيل﴾[الشعراء: 59]. وقال: ﴿ونريد أن نمن على الذين استضعفوا في الأرض ونجعلهم أئمة ونجعلهم الوارثين﴾[القصص: 5].وقال هاهنا: ﴿وأورثنا القوم الذين كانوا يستضعفون مشارق الأرض ومغاربها التي باركنا فيها وتمت كلمة ربك الحسنى على بني إسرائيل بما صبروا ودمرنا ما كان يصنع فرعون وقومه وما كانوا يعرشون﴾[الأعراف: 137] أي: أهلك ذلك جميعه، وسلبهم عزهم العزيز العريض في الدنيا، وهلك الملك وحاشيته، وأمراؤه، وجنوده، ولم يبق ببلد مصر سوى العامة والرعايا. فذكر ابن عبد الحكم، في " تاريخ مصر "، أنه من ذلك الزمان تسلط نساء مصر على رجالها; بسبب أن نساء الأمراء والكبراء تزوجن بمن دونهن من العامة فكانت لهن السطوة عليهم واستمرت هذه سنة نساء مصر إلى يومك هذا».(م2/ ص117-118).

· مشروعية الضَّرب بالدُّفِّ لمن قبلنا وجوازه للنِّساء عندنا وشيء من مواضعه

«...قالوا: "وأخذت مريم النَّبية، أخت هارون دفا بيدها، وخرج النساء في أثرها، كلهن بدفوف وطبول، وجعلت مريم ترتل لهن وتقول: سبحان الرب القهار، الذي قهر الخيول وركبانها، إلقاء في البحر". هكذا رأيته في كتابهم...
وقولهم: النبية، كما يقال للمرأة من بيت الملك: ملكة، ومن بيت الإمرة: أميرة، وإن لم تكن مباشرة شيئا من ذلك، فكذا هذه استعارة لها، لا أنها نبية حقيقة يوحى إليها.
وضربها بالدف في مثل هذا اليوم -الذي هو أعظم الأعياد عندهم- دليلٌ على أنه قد كان شرع من قبلنا ضرب الدف في العيد.
وهذا مشروع لنا أيضا في حقِّ النِّساء; لحديث الجاريتين اللتين كانتا عند عائشة تضربان بالدف في أيام منى، ورسول الله صلى الله عليه وسلم مضطجع، مول ظهره إليهم، ووجهه إلى الحائط، فلما دخل أبو بكر زجرهن، وقال: أبمزمور الشيطان في بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فقال: «دعهن يا أبا بكر، فإن لكل قوم عيدا، وهذا عيدنا» وهكذا يشرع عندنا في الأعراس، ولقدوم الغياب، كما هو مقرر في موضعه. والله أعلم».(م2/ ص121).

· كلام الله لموسى عليه السَّلام يوم النَّحر وفي مثله أكمل لنبيِّنا صلى الله عليه وسلم الدِّين

«قال الله تعالى: ﴿وواعدنا موسى ثلاثين ليلة وأتممناها بعشر فتم ميقات ربه أربعين ليلة وقال موسى لأخيه هارون اخلفني في قومي وأصلح ولا تتبع سبيل المفسدين ولما جاء موسى لميقاتنا وكلمه ربه﴾ الآية [الأعراف: 142].
قال جماعة من السلف; منهم ابن عباس، ومسروق، ومجاهد: الثلاثون ليلة هي; شهر ذي القعدة بكماله، وأتمت أربعين ليلة بعشر ذي الحجة، فعلى هذا يكون كلام الله له يوم عيد النحر، وفي مثله أكمل الله عز وجل لمحمد صلى الله عليه وسلم دينه، وأقام حجته وبراهينه».(م2/ ص138-139).

· حكمه على حديث الفتون ونقله عن شيخه المزي رحمه الله

قال الحافظ –رحمه الله- بعد سياقه حديث الفتون: «والأشبه والله أعلم أنَّه موقوف، وكونه مرفوعًا فيه نظر، وغالبه متلقى من الإسرائيليات، وفيه شيء يسير مصرح برفعه في أثناء الكلام، وفي بعض ما فيه نظر ونكارة، والأغلب أنه من كلام كعب الأحبار، وقد سمعت شيخنا الحافظ أبا الحجاج المزي يقول ذلك، والله سبحانه وتعالى أعلم».(م2/ ص196).

· تشريف أمتنا وتكريمها بعدم تزيين مساجدها جمعا للهم في الصَّلاة

«...وقد كان هذا مشروعا لهم في زمانهم، أعني: استعمال الذهب والحرير المصبغ واللآلئ في معبدهم، وعند مصلاهم، فأمَّا في شريعتنا فلا، بل قد نهينا عن زخرفة المساجد وتزيينها; لئلا تشغل المصلين، كما قال عمر بن الخطاب، رضي الله عنه، لما وسع في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال للذي وكله على عمارته: "ابن للناس ما يكنهم وإياك أن تحمر أو تصفر فتفتن الناس". وقال ابن عباس: "لتزخرفنها كما زخرفت اليهود والنصارى كنائسهم".
وهذا من باب التشريف والتكريم والتنزيه، فهذه الأمة غير مشابهة من كان قبلهم من الأمم; إذ جمع الله همهم في صلاتهم على التوجه إليه، والإقبال عليه، وصان أبصارهم وخواطرهم عن الاشتغال والتفكر في غير ما هم بصدده من العبادة العظيمة، فلله الحمد والمنة».(م2/ ص198-199).

· تعليق ابن حبان –رحمه الله- على حديث فقئ موسى عليه السَّلام عين ملك الموت وتعقُّب ابن كثير –رحمه الله- له في موضع

قال الحافظ –رحمه الله- بعد إيراده الحديث: «وقد رواه ابن حبان في "صحيحه" من طريق معمر، عن ابن طاوس، عن أبيه، عن أبي هريرة، قال معمر: وأخبرني من سمع الحسن، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، فذكره ثم استشكله ابن حبَّان، وأجاب عنه بما حاصله:
أنَّ ملك الموت، لما قال له هذا لم يعرفه; لمجيئه له على غير صورة يعرفها موسى، عليه السلام، كما جاء جبريل، عليه السلام، في صورة أعرابي، وكما وردت الملائكة على إبراهيم ولو في صورة شباب، فلم يعرفهم إبراهيم ولا لوط أوَّلا، وكذلك موسى لعلَّه لم يعرفه لذلك ولطمه ففقأ عينه; لأنه دخل داره بغير إذنه، وهذا موافق لشريعتنا في جواز فقئ عين مننظر إليك في دارك بغير إذن.
ثم أورد الحديث من طريق عبد الرزاق، عن معمر، عن همام، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «جاء ملك الموت إلى موسى ليقبض روحه، قال له: أجب ربك. فلطم موسى عين ملك الموت، ففقأ عينه» وذكر تمام الحديث -كما أشار إليه البخاري- ثم تأوَّله على أنَّه لما رفع يده ليلطمه قال له: أجب ربك.
وهذا التَّأويل لا يتمشَّى على ما ورد به الَّلفظ، من تعقيب قوله: أجب ربك. بلطمه، ولو استمرَّ على الجواب الأوَّل، لتمشَّى له؛ وكأنَّه لم يعرفه في تلك الصُّورة، ولم يحمل قوله هذا على أنَّه مطابق; إذا لم يتحقق في السَّاعة الراهنة أنه ملك كريم; لأنه كان يرجو أمورا كثيرة كان يحب وقوعها في حياته; من خروجه من التيه، ودخولهم الأرض المقدسة، وكان قد سبق في قدر الله، أنه، عليه السلام، يموت في التيه، بعد هارون أخيه...».(م2/ ص222-223).

· سبب التلقيب بالخضر وحسن جمع الحافظ –رحمه الله- وترجيحه

قال الحافظ –رحمه الله-: «والأشبه - والله أعلم - أن الخضر لقب غلب عليه.
قال البخاري رحمه الله: حدثنا محمد بن سعيد الأصبهاني، حدثنا ابن المبارك، عن معمر، عن همام، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إنما سمي الخضر لأنه جلس على فروة بيضاء، فإذا هي تهتز من خلفه خضراء» تفرد به البخاري، وكذلك رواه عبد الرزاق، عن معمر به. ثم قال عبد الرزاق: الفروة; الحشيش الأبيض وما أشبهه، يعني الهشيم اليابس.
وقال الخطابي: وقال أبو عمر: الفروة; الأرض البيضاء، التي لا نبات فيها، وقال غيره: هو الهشيم اليابس، شبهه بالفروة، ومنه قيل فروة الرأس، وهي جلدته بما عليها من الشعر كما قال الراعي:
ولقد ترى الحبشي حول بيوتنا ... جذلا إذا ما نال يوما مأكلا
جعدا أسك كأن فروة رأسه ... بذرت فأنبت جانباه فلفلا
وقال الخطابي: إنما سمي الخضر خضرا; لحسنه وإشراق وجهه.
قلت: هذا لا ينافي ما ثبت في " الصحيح "، فإن كان ولا بد من التعليل بأحدهما، فما ثبت في "الصَّحيح" أولى وأقوى، بل لا يلتفت إلى ما عداه».(م2/ ص246-247).

· مقارنةٌ بديعةٌ عجيبةٌ بين ما حصل مع موسى وما حصل مع نبينا صلى الله عليهما وسلَّم

«وقد ذكروا في السفر الثالث: أنَّ الله أمر موسى وهارون أن يعدَّا بني إسرائيل على أسباطهم، وأن يجعلا على كل سبط من الاثني عشر أميرا، وهو النقيب، وما ذاك إلا ليتأهبوا للقتال; قتال الجبارين عند الخروج من التيه، وكان هذا عند اقتراب انقضاء الأربعين سنة.
ولهذا قال بعضهم: إنما فقأ موسى، عليه السلام، عين ملك الموت; لأنه لم يعرفه في صورته تلك ولأنه كان قد أمر بأمر كان يرتجي وقوعه في زمانه، ولم يكن في قدر الله أن يقع ذلك في زمانه بل في زمان فتاه يوشع بن نون، عليه السلام.
كما أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم كان قد أراد غزو الرُّوم بالشام، فوصل إلى تبوك، ثم رجع عامه ذلك في سنة تسع، ثم حج في سنة عشر، ثم رجع فجهز جيش أسامة إلى الشام، طليعة بين يديه ثم كان على عزم الخروج إليهم; امتثالا لقوله تعالى: ﴿قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر ولا يحرمون ما حرم الله ورسوله ولا يدينون دين الحق من الذين أوتوا الكتاب حتى يعطوا الجزية عن يد وهم صاغرون﴾[التوبة: 29]، ولما جهز رسول الله جيش أسامة، توفي، عليه الصلاة والسلام، وأسامة مخيم بالجرف فنفذه صديقه وخليفته أبو بكر الصديق، رضي الله عنه، ثم لما لم شعث جزيرة العرب، وما كان وهى من أمر أهلها، وعاد الحق إلى نصابه، جهز الجيوش يمنة ويسرة، إلى العراق، أصحاب كسرى ملك الفرس، وإلى الشام، أصحاب قيصر ملك الروم، ففتح الله لهم، ومكن لهم وبهم، وملكهم نواصي أعدائهم، كما سنورده في موضعه، إذا انتهينا إليه مفصلا، إن شاء الله بعونه وتوفيقه وحسن إرشاده.
وهكذا موسى، عليه السلام; كان الله قد أمره أن يجند بني إسرائيل، وأن يجعل عليهم نقباء، كما قال تعالى: ﴿ولقد أخذ الله ميثاق بني إسرائيل وبعثنا منهم اثني عشر نقيبا وقال الله إني معكم لئن أقمتم الصلاة وآتيتم الزكاة وآمنتم برسلي وعزرتموهم وأقرضتم الله قرضا حسنا لأكفرن عنكم سيئاتكم ولأدخلنكم جنات تجري من تحتها الأنهار فمن كفر بعد ذلك منكم فقد ضل سواء السبيل﴾[المائدة: 12].يقول لهم: لئن قمتم بما أوجبت عليكم، ولم تنكلوا عن القتال، كما نكلتم أول مرة، لأجعلن ثواب هذه مكفرة لما وقع عليكم من عقاب تلك، كما قال تعالى لمن تخلف من الأعراب عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في عمرة الحديبية ﴿قل للمخلفين من الأعراب ستدعون إلى قوم أولي بأس شديد تقاتلونهم أو يسلمون فإن تطيعوا يؤتكم الله أجرا حسنا وإن تتولوا كما توليتم من قبل يعذبكم عذابا أليما﴾[الفتح: 16].
وهكذا قال تعالى لبني إسرائيل: ﴿فمن كفر بعد ذلك منكم فقد ضل سواء السبيل﴾[المائدة: 12] ثم ذمهم الله تعالى على سوء صنيعهم، ونقضهم مواثيقهم، كما ذم من بعدهم من النصارى على اختلافهم في دينهم وأديانهم».(م2/ ص228-230).

قلت: والمقارنةُ بين حال نبيِّنا صلى الله عليه وسلَّم وحال موسى عليه السَّلام موضوعٌ جيِّد لمن وفِّق لجمع أطرافه ولمِّ شمله واستفاد من ذلك الفوائد والعبر، وقد ألمح لهذا الشَّيخ محمَّد بن صالح العثيمين –رحمه الله- في "تفسير جزء عم" (ص 50) فقال: «فمن كان عنده خشية من الله وتدبَّر ما حصل لموسى مع فرعون والنَّتيجة التي كانت لهذا ولهذا فإنه يعتبر ويأخذ من ذلك عبرة، والعبر في قصة موسى كثيرة ولو أن أحدًا انتدب لجمع القصة من الآيات في كل سورة ثم يستنتج ما حصل في هذه القصَّة من العبر لكان جيداً، وذلك بأن يأتي بالقصة كلها في كل الآيات، لأنَّ السور في بعضها شيء ليس في البعض الآخر، فإذا جمعها وقال مثلًا يؤخذ من هذه القصة العظيمة العبر التالية ثم يسردها...وكيف كان موسى عليه الصَّلاة والسلام، خرج من مصر خائفاً على نفسه يترقب كما خرج الرسول عليه الصلاة والسلام من مكة يترقب، وصارت العاقبة للرَّسول عليه الصلاة والسلام ولموسى عليه الصلاة والسلام، لكن العاقبة للرسول صلى الله عليه وسلّم بفعله وأصحابه، عذَّب الله أعداءهم بأيديهم، وعاقبة موسى بفعل الله عز وجل، فهي عبر يعتبر بها الإنسان يصلح بها نفسه وقلبه حتى يتبين الأمر» وفي كلامِه –رحمه الله- إشارةٌ إلى موضوع آخرَ، فهما موضوعان:
1. استنباط الفوائد والعبر من قصَّة موسى عليه السَّلام بجمع الآيات في ذلك واستنباط العبر.
2. مقارنة بين حال موسى عليه السلام وحال نبينا صلى الله عليه وسلَّم.
وقد ذُكِرَ في كلام العلامة ابن كثير –رحمه الله- هذا أمران، وسبقَ واحدٌ وهو ما يتعلَّق بتكليم الله تعالى موسى عليه السلام وإكماله الدِّين لنبينا صلى الله عليه وسلَّم في يوم النَّحر، وفي كلام ابن عثيمين –رحمه الله- واحدٌ مع تفريقٍ دقيقٍ، فيكون مجموعها أربعةً.
والله الموفِّق.
فتحي إدريس
15/ربيع الأوَّل/1438

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 14 Dec 2016, 09:25 PM
أبو عمر محمد أبو عمر محمد غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Mar 2015
المشاركات: 176
افتراضي

جزاك الله خيرا أبا حذيفة
إنّي لأعد هذه الحلقة من أحسن حلقات سلسلة تُحف العناية
فبارك الله في مجهودك
و رحم الله علمائنا و أئمتنا.
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 15 Dec 2016, 08:59 AM
أبو البراء
زائر
 
المشاركات: n/a
افتراضي

جزاك الله أخي فتحي على هذا الجمع الطيِّب والاختيار الحسن الصَّائب.
فيه والله معانٍ شريفة ونِكاتٌ حسنة لطيفة، فبارك الله فيك، ووفقك للمواصلة ودرء عنك أسباب الانقطاع.
رد مع اقتباس
  #4  
قديم 16 Dec 2016, 10:10 AM
أبوعبدالرحمن عبدالله بادي
زائر
 
المشاركات: n/a
افتراضي

جزاك الله خيرا على الخزانة و رزقك الله لاكمال ملئها الاعانة ويسر الله لك فيها البسط والشرح والابانة.

وتعليقا على فائدتك النفيسة المتعلقة بالصورة والمعنى في قولك:


قلت: ولما كان المعنى أشرفَ من الصُّورة، وكانت أمَّتنا أفضلَ الأممِ، جعل الله سبحانه وتعالى أعظم آياتها القرآن وهو متعلِّق بالمعنى، وأمَّا غيرها من الأمم كبني إسرائيل مثلًا فلمَّا كانت فيهم بلادةٌ جعل الله آياتهم حسِّيَّة، وكان قد حدثني بهذه الفائدة أخي الحبيب الطيِّب لصوان –وفقه الله- قبل زمنٍ وعزاها لشيخ الإسلام ابن تيمية –رحمه الله- وقد بحثت عنها ما تيسَّر ولم أقف عليهَا، فيسَّر الله الوقوف عليها، والله المستعان.انتهى.

وكذلك فعلت وقد مرت بي فائدة نحوها وبحثت عنها فلم أجدها ولعل الله ييسر الوقوف عليها وذلك في أن الله فضل أمة النبي صلى الله عليه وسلم على بني اسرائيل لقوة ايمانهم وصحة اسلامهم وكمال استسلامهم فكان يكفيهم الخبر القرآني والقول النبوي في تمام الانقياد و رسوخ الاعتقاد ولو خالف العادات و الاعراف وطريقة الآباء والاشراف على عكس بني اسرائيل فلبلادتهم ومكرهم و احتيالهم على ربهم و رغم الآيات الباهرات المحسوسات والمعجزات النيرات الملموسات الا انهم بغوا وعتوا وتمردوا واستثقلوا النعم فاستحقوا بذلك الحمم وفي نحو هذا المعنى وجدت كلاما لابن كثير رحمه الله قد يسقي الضمآن شربة ماء ويكسي العريان ثوب السناء حيث قال في تفسير قوله تعالى:

وَظَلَّلْنَا عَلَيْكُمُ الْغَمَامَ وَأَنزَلْنَا عَلَيْكُمُ الْمَنَّ وَالسَّلْوَىٰ ۖ كُلُوا مِن طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ ۖ وَمَا ظَلَمُونَا وَلَٰكِن كَانُوا أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ*[البقرة : 57]

وقوله تعالى :*( كلوا من طيبات ما رزقناكم )*أمر إباحة وإرشاد وامتنان . وقوله :*( وما ظلمونا ولكن كانوا أنفسهم يظلمون )*[ البقرة : 57 ]*، أي أمرناهم بالأكل مما رزقناهم وأن يعبدوا ، كما قال :*( كلوا من رزق ربكم واشكروا له )*[ سبأ : 15 ]*فخالفوا وكفروا فظلموا أنفسهم ، هذا مع ما شاهدوه من الآيات البينات والمعجزات القاطعات ، وخوارق العادات ، ومن هاهنا تتبين فضيلة أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم ورضي عنهم ، على سائر أصحاب الأنبياء في صبرهم وثباتهم وعدم تعنتهم ، كما كانوا معه في أسفاره وغزواته ، منها عام تبوك ، في ذلك القيظ والحر الشديد والجهد ، لم يسألوا خرق عادة ، ولا إيجاد أمر ، مع أن ذلك كان سهلا على الرسول صلى الله عليه وسلم ، ولكن لما أجهدهم الجوع سألوه في تكثير طعامهم فجمعوا ما معهم ، فجاء قدر مبرك الشاة ، فدعا*[ الله ]*فيه ، وأمرهم فملئوا كل وعاء معهم ، وكذا لما احتاجوا إلى الماء سأل الله تعالى ، فجاءت سحابة فأمطرتهم ، فشربوا وسقوا الإبل وملئوا أسقيتهم . ثم نظروا فإذا هي لم تجاوز العسكر . فهذا هو الأكمل في الاتباع : المشي مع قدر الله ، مع متابعة الرسول صلى الله عليه وسلم.
رد مع اقتباس
  #5  
قديم 18 Dec 2016, 02:11 PM
فتحي إدريس
زائر
 
المشاركات: n/a
افتراضي

جزاكم الله خيرًا وبارك فيكم إخواني الأحبة (محمَّد وعبد الله) على حسن المتابعة والإضافة، وشكرا لكما على التشجيع.
أحسن الله إليك شيخنا الحبيب أبا البراء، وبارك فيك على هذه الكلمات النَّيرات التي تبعث في النفس الهمَّة للمضي في إخراج الفوائد، وحفظك الله على الدعوات الطيبات، دمت مفيدًا لإخوانك ومحبيك.
رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


Powered by vBulletin, Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd
Salafi Tasfia & Tarbia Forums 2007-2013