منتديات التصفية و التربية السلفية  
     

Left Nav الرئيسية التعليمـــات قائمة الأعضاء التقويم البحث مشاركات اليوم اجعل كافة الأقسام مقروءة Right Nav

Left Container Right Container
 

العودة   منتديات التصفية و التربية السلفية » القــــــــسم العــــــــام » الــمــــنــــــــتـــــــدى الـــــــــعــــــــام

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 31 Dec 2015, 09:58 PM
أبوعبدالرحمن عبدالله بادي
زائر
 
المشاركات: n/a
افتراضي قال العلامة ربيع المدخلي حفظه الله حزينا: أنا تعبت وعجزت ولو كانت لي طاقة لدرست ليل نهار ورحم الله امرئ عرف قدر نفسه وأنا أخاف أن أخطئ أو أنسى لكبري.


الحمدلله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده أما بعد:

فهذا نقل محقق و خبر مصدق لأحد إخواننا عن جبل من جبال السنة والسلفية شعبة هذا العصر الشيخ العلامة والمحقق الفهامة أبو محمد ربيع بن هادي بن عمير المدخلي متعه الله بالصحة والعافية إنه ولي ذلك والقادر عليه.

قال الأخ عبدالرحمن بن علي الجزائري وفقه الله:


سألت شيخنا العلامة ربيع بن هادي المدخلي - حفظه الله - ليلة البارحة ليلة السبت 14 ربيع الأول 1437 عن درسه الذي افتتحه السنة الماضية وأن كثيرا من طلبة العلم يسألون عنه وأنهم في حماس وشوق له واستفسرت عن موعد رجوعه فقال متعنا الله به متأسفا حزينا : أنا تعبت وعجزت ولو كانت لدي طاقة لدرست ليل نهار !

ثم قال نفع الله به رحم الله امرئ عرف قدر نفسه وأنا أخاف أن اخطئ أو أنسى لكبري ..

قلت : ما أعظم همته وتواضعه وهضمه لقدر نفسه وهذه سيما العلماء لا يرون لأنفسهم حقا ولا لأنفسهم قدرا رغم ما بذلوا ويبذلون من أعمال عظيمة جليلة لنفع الأمة وانظر رحمني الله وإياك لشدة حرصه على ألا ينسب خطأ للعلم وما ذاك إلا لخوفه وخشيته جزاه الله خيرا وتعظيمه لحق العلم رغم شهادة الأكابر له بالضبط والاتقان والسبق في بيان كثير من الأمور ..

ولو رأى أحدنا مكان الشيخ وكثرة الكتب حوله والدفاتر والكراريس والأوراق مما يدل دلالة واضحة على استغلال الشيخ وقته في نفع الناس وبث الخير والنصح وإيصاله للخلق وهذا الغير ما يخصصه الشيخ من وقت للقاء الزوار وطلبة العلم رغم مرضه وتعبه وكبر سنه لاستحقر أحدنا نفسه وضعف انشغاله بالعلم طلبا وبثا رغم الشباب والصحة والفتوة والتفرغ ،

حفظ الله الشيخ ربيعا وشافاه وعافاه ومتعنا به ونفعنا بعلمه ورزقنا الله وإياه الإخلاص فيما نأتي ونذر .. إنه جواد كريم

آمين .. آمين .

عبدالرحمن بن علي الجزائري


المصدر: مجموعة طلاب المدينة على الواتساب.


التعديل الأخير تم بواسطة أبوعبدالرحمن عبدالله بادي ; 31 Dec 2015 الساعة 10:10 PM
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 31 Dec 2015, 11:31 PM
أبو ربيع زبير مبخوتي أبو ربيع زبير مبخوتي غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Oct 2015
المشاركات: 103
افتراضي

● قال الإمام الآجري -رحمه الله تعالى-:

"هم غيظ الشيطان، بهم تحيا قلوب أهل الحق، وتموت قلوب أهل الزيغ، مثلهم في الأرض كمثل النجوم في السماء، يهتدى بها في ظلمات البر والبحر، إذا انطمست النجوم تحيّروا، وإذا أسفر عنها الظلام أبصروا".

[أخلاق العلماء (15)]

•‏قال ابن القيم : ‏فذهاب العلم إنما بذهاب العلماء.
‏قال ابن مسعود يوم مات عمر: إني لأحسب تسعة أعشار العلم اليوم قد ذهب. [مفتاح دار السعادة ٤٤٩/١]

حفظ الله شيخنا العلامة ربيع بن هادي المدخلي وشفاه وأمد في عمره على العمل الصالح
وجزاه عنا خير الجزاء
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 01 Jan 2016, 10:45 AM
أبوعبدالرحمن عبدالله بادي
زائر
 
المشاركات: n/a
افتراضي

الصور المصغرة للصور المرفقة
اضغط على الصورة لعرض أكبر

الاســـم:	FB_IMG_1451669681801.jpg‏
المشاهدات:	3918
الحجـــم:	40.0 كيلوبايت
الرقم:	2022  
رد مع اقتباس
  #4  
قديم 01 Jan 2016, 02:17 PM
طه صدّيق طه صدّيق غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Jul 2013
المشاركات: 312
افتراضي

جزاكم الله خيرًا
و تجد الواحد من علماء السوء لا يدري ما يخرج من رأسه

قال أبو صالح الفَرَّاء: قلتُ لأبي إسحاق الفَزَاري: اكتبُ عن إسماعيل بن عياش؟ قال: لا، ذاك رجلٌ لا يَدري ما يَخرج من رأسه.
سير أعلام النبلاء
رد مع اقتباس
  #5  
قديم 01 Jan 2016, 02:35 PM
أبو أمين مختار أبو أمين مختار غير متواجد حالياً
موقوف
 
تاريخ التسجيل: Dec 2007
الدولة: الجزائر - ولاية سعيدة
المشاركات: 139
إرسال رسالة عبر MSN إلى أبو أمين مختار
افتراضي

إمام النقاد، وأمير المؤمنين في الحديث
أبو بسطام الواسطي، ثم البصري
(82-160هـ)


الحمد لله، وأصلي واسلم على رسول الله وعلى إخوانه من النبيين، وعلى أصحابه والتابعين.

التعريف بالإمام شعبة، اسماً ونسباً ونشأة وموطناًً
هو – كما قال الخطيب في أول ترجمته من (تاريخه) - شعبة بن الحجاج بن الورد أبو بسطام العتكي مولاهم واسطي الأصل بصري الدار.

وقال ابن أبي حاتم في (الجرح والتعديل) (1/126): (ومن العلماء الجهابذه النقاد بالبصره شعبة بن الحجاج أبو بسطام العتكي، هو ابن الحجاج بن الورد مولى العتيك، بصري، أصله واسطي).
قال الخطيب: (قدم شعبة بغداد مرتين وحدث بها وكان قدومه إحدى المرتين بسبب أخ له حبس في دين كان عليه).
وأخرج الخطيب عن قعنب بن المحرر الباهلي قال: (شعبة بن الحجاج مولى للجهضم بن العتيك).
وأخرج عن القاضي إسماعيل بن إسحاق قال: (كان [أي شعبة] مولى للعتيك، وأصله بصري، ونشأ بواسط، وولد بواسط، وانتقل إلى البصرة).
وأخرج عن صالح بن سليمان قال: (كان شعبة بصرياً، مولى الأزد، ومولده ومنشؤه واسط، وعلمه كوفي).

وأما بداية طلبه للحديث، فقد روى الخطيب عن الأصمعي عن شعبة قال: (كنت ألزم الطرماح، أسأله عن الشعر، فمررت يوماً بالحكم بن عتيبة وهو يقول: حدثنا يحيى بن الجزار، وقال: حدثنا زيد بن وهب، وقال: حدثنا مقسم؛ فأعجبني، وقلت: هذا أحسن من الذي أطلب، أعني الشعر؛ قال: فمن يومئذ طلبت الحديث).

أخرج الخطيب عن يحيى بن سعيد قال: (شعبة أكبر من سفيان الثوري بعشر سنين، والثوري أكبر من ابن عيينة بعشر سنين).
أشهر من روى عنهم ورووا عنه
رأى الحسن ومحمد بن سيرين؛ وسمع قتادة ويونس بن عبيد وأيوب وخالد الحذاء وعبد الملك بن عمير وأبا إسحاق السبيعي وطلحة بن مصرف وعمرو بن مرة ومنصور بن المعتمر وسلمة بن كهيل وإسماعيل بن أبي خالد وسليمان الأعمش وحبيب بن أبي ثابت والحكم بن عتيبة وعمرو بن دينار وسعد بن إبراهيم وسعيد المقبري ويحيى بن أبي كثير، وخلقاً كثيراً من طبقتهم.
روى عنه أيوب السختياني والأعمش ومحمد بن إسحاق وإبراهيم بن سعد وسفيان الثوري وشريك بن عبد الله وسفيان بن عيينة ويحيى بن سعيد وعبد الرحمن بن مهدى ومحمد بن جعفر غندر وعبد الله بن المبارك ويزيد بن زريع وخالد بن الحارث ومحمد بن أبي عدي وابن علية وبشر بن المفضل ومعاذ بن معاذ ووهب بن جرير ووكيع، وأبو داود وأبو الوليد الطيالسيان، ويزيد بن هارون وروح بن عبادة وبهز بن أسد وعفان وحجاج الأعور وآدم بن أبي إياس وشبابة بن سوار وأبو النضر والحسن بن موسى الأشيب وعلي بن الجعد وغيرهم.
هذا ما ذكره الخطيب في (تاريخ بغداد)؛ ومن استزاد فليرجع إلى ترجمة شعبة من (تهذيب الكمال) للمزي، و(تاريخ الاسلام) لتلميذه الذهبي؛ قال الذهبي في (السير) في ترجمة شعبة: (ذكر شيخنا أبو الحجاج [هو المزي] في (تهذيبه) لشعبة ثلاث مئة شيخ، سماهم).
إجمال أظهر وأهم خصائصه ومناقبه
أهم فضائل هذا الإمام – بعد الإيمان والورع - أنه أمير المؤمنين في الحديث، ورأس علماء الرجال والعلل؛ وأول من توسع في نقد الرواة؛ وعنه أخذ الناس هذا العلم الشريف، فهو الذي شيد أركان مدرسة الجرح والتعديل، في العراق، بل في العالم كله؛ بعد أن استبانت له أصولها التي فهمها جيداً وأتقنها إتقاناً، واتضحت له أسسها التي ثبَّتها أسلافُه؛ فقام - بعزم وجد وثبات واحتياط - يشيّد من فن النقد أركانه، ويقيم على أسسه بنيانه، يفعل ذلك حسبة وديانة، وأداء لحق النصيحة والأمانة.
أخرج الخطيب عن أبي زرعة قال: حدثنا مقاتل بن محمد قال سمعت وكيعاً يقول: إني لأرجو أن يرفع الله لشعبة في الجنة درجات بذبه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وقال (1/126): في أول (باب ما ذكر من علم شعبة بن الحجاج رحمه الله وما فتح الله عز وجل عليه من المعرفة بصحيح الآثار وسقيمها وبناقلتها):
(نا محمد بن مسلم قال سمعت أبا زياد حماد بن زاذان قال سمعت عبد الرحمن بن مهدي يقول شعبة إمام في الحديث).
وقال (1/126): (نا أبي نا أبو بكر بن أبى الأسود نا عبد الرحمن بن مهدى قال كان سفيان يقول شعبة أمير المؤمنين في الحديث)؛ قال أبو محمد [ابن أبي حاتم]: (يعنى فوق العلماء في زمانه).
وقال (1/126-127): (ذكره أبى نا محمد بن يحيى الذهلي النيسابوري نا أبو قتيبة سلم بن قتيبة قال: (قدمت الكوفة فأتيت سفيان الثوري فقال لي: من أين أنت؟ قلت: من أهل البصرة؛ قال: ما فعل أستاذنا شعبة).
وقال (1/127): (نا صالح بن أحمد بن حنبل نا علي، يعني ابن المديني، قال سمعت يحيى بن سعيد يقول: كان شعبة أعلم الناس بالرجال، وكان سفيان صاحب أبواب).
وقال (1/127): (نا صالح بن احمد بن حنبل نا على بن المديني قال سمعت بهز بن أسد قال حدثني عبد الله بن المبارك قال حدثني معمر أن قتادة كان يسأل شعبة عن حديثه يعنى حديث نفسه).
قال أبو محمد: (وكان قتادة بارع العلم نسيج وحده في الحفظ في زمانه لا يتقدمه كبير أحد، فحلَّ شعبة من نفسه محلا يرجع إليه في حديث نفسه).
وقال (1/128): (نا على بن الحسن ثنا أحمد، يعني ابن حنبل، ثنا أبو داود قال قال شعبة: كنت أعرف إذا جاء، يعني إذا حدث، قتادة ما سمع مما لم يسمع).
وقال (1/128): (نا محمد بن حمويه بن الحسن قال: سمعت أبا طالب يعني أحمد بن حميد قال: قال أحمد بن حنبل: شعبة أعلم بحديث الحكم، ولولا شعبة ذهب حديث الحكم، ولم يكن في زمن شعبة مثله في الحديث، ولا أحسن حديثاً منه؛ كان قسم له من هذا حظ؛ وروى عن ثلاثين رجلاً من أهل الكوفة لم يرو عنهم سفيان).
وقال (1/175): (ذكره عبد الله بن بشر البكري الطالقاني سمعت عبد الملك بن عبد الحميد الميموني قال سمعت أبا عبد الله أحمد بن حنبل يقول سمعت عفان يقول سمعت يحيى بن سعيد، يعني القطان، يقول: ما لقيت أحداً أحسن حديثاً من شعبة؛ وقال أحمد بن حنبل: روى شعبة عن نحو من ثلاثين شيخاً لا يروى عنهم سفيان الثوري؛ لو لم يكن إلا الحكم بن عتيبة؛ ولولا شعبة من كان يروي عن الحكم؛ وشعبة حسن الحديث عن أبي إسحاق، وعن كل من يحدث عنه).
[قلت: كلمة حسن هنا تؤدي معناها اللغوي لا الاصطلاحي؛ إلا إذا أريد بالحسن التفرد بالحديث أو بإتقانه، فهذا بعض المعاني الاصطلاحية لحسن الحديث].
وقال (1/128): (سمعت أبى يقول إذا رأيت شعبة يحدث عن رجل فاعلم أنه ثقة إلا نفراً بأعيانهم قيل لأبي: ألم يكن للثوري بصر بالحديث كبصر شعبة؟ قال: كان الثوري قد غلب عليه شهوة الحديث وحفظه؛ وكان شعبة أبصر بالحديث وبالرجال؛ وكان الثوري أحفظ؛ وكان شعبة بصيراً بالحديث جداً، فهماً له، كأنه خُلق لهذا الشأن).
وقال (1/128): (نا محمد بن أحمد بن البراء قال: قال علي، يعني ابن المديني: نظرت فإذا الإسناد يدور على ستة: الزهري وعمرو بن دينار وقتادة ويحيى بن أبى كثير وأبي إسحاق والأعمش؛ ثم صار علم هؤلاء الستة إلى أصحاب الأصناف ممن صنف؛ فمن أهل البصرة شعبة بن الحجاج وابن أبي عروبة وحماد بن سلمة ومعمر وأبو عوانة).
وأخرج الخطيب عن أحمد بن خلف أخبرنا محمد بن القاسم قال ذكر شعبة بن الحجاج عند أبي زيد سعيد بن أوس الأنصاري فقال أبو زيد هل العلماء الا شعبة من شعبة.
وأخرج عن ابن المبارك قال: كنت عند سفيان فأتاه موت شعبة فقال: اليوم مات الحديث.
وروى الخطيب وغيره تلقيبه بأمير المؤمنين من قِبل سفيان الثوري وسفيان بن عيينة وعبد الرحمن بن مهدي وغيرهم.
وعند ابن أبي حاتم في (تقدمة الجرح والتعديل) (1/175) باب عنوانه (باب ما ذكر من تبجيل العلماء لشعبة)؛ وذكر الذهبي في (السير) وغيره من كتبه، طائفة من ذلك التبجيل.
روى ابن أبي حاتم عن أبي داود [الطيالسي] عن شعبة قال: كان أيوب، يعنى بن أبى تميمة السختياني، يمشي معي إلى مسجد بني ضبيعة يسألني عن الحديث).
وروى عن يحيى قال: (رأيت عبد الوارث عند شعبة بين يديه جالساً ذليلاً).
وروى عن بقية قال: سمعت شعبة يقول: (ما شفاني من الحديث إلا الأعمش)؛ قلت: إنما ساق ابن أبي حاتم هذا الأثر في هذا الباب، لأن الأعمش كان عسراً في الرواية، ومع ذلك كان يتساهل على شعبة استثناء لمثله من بين الرواة.
وثناء العلماء على شعبة كثير جداً، ولا حاجة لاستيفائه هنا، أو لمزيد من التطويل بها، لأن مناقب هذا الإمام شهيرة، ولا خلاف فيها بحمد الله.
تثبته وتحريه
قال ابن أبي حاتم في (تقدمة الجرح والتعديل) (1/161): (حدثني أبي رضي الله عنه نا علي بن محمد الطنافسي نا وكيع نا شعبة، وكان معنياً بالحديث، قال: (أتيت يعلى بن عطاء فقال لي: يا هذا خذ حديثي واذهب، فقلت: لا، حتى أحفظه من فيك؛ فاختلفت إليه حتى قرع رأسي).
قال ابن أبي حاتم في (تقدمة الجرح والتعديل) (1/162): (نا محمد بن يحيى قال أخبرني يوسف بن موسى يعنى التستري قال سمعت أبا داود يقول سمعت شعبة يقول: ليس شيء أحدثكموه الا شيئاً حفظته أنا، لم يعنّي عليه أحد).
وقال (1/161): (نا أبي قال: سمعت أبا الوليد الطيالسي قال: سمعت حماد بن زيد يقول: إذا خالفني شعبة في شيء تركته، لأنه كان يكرر؛ ما أبالي من خالفني إذا وافقني شعبة، لأن شعبة كان لا يرضى أن يسمع الحديث مرة).
وأخرج الخطيب عن محمد بن أحمد بن يعقوب حدثنا جدي قال: يقال إن شعبة كان إذا لم يسمع الحديث مرتين لم يعتد به ضبطا منه له وإتقانا وصحة أخذ.
قال: وحدثنا جدي قال سمعت أحمد بن أبي الطيب أو غيره قال: قال سفيان الثوري: ما رأيت أحداً أورع في الحديث من شعبة يشك في الحديث الجيد فيتركه.
وقال الترمذي في (علله) (ص748): (حدثنا عبد بن حميد حدثنا أبو داود قال شعبة ما رويت عن رجل حديثا واحدا إلا أتيته أكثر من مرة والذي رويت عنه عشرة أحاديث أتيته أكثر من عشر مرار، والذي رويت عنه خمسين حديثا أتيته أكثر من خمسين مرة والذي رويت عنه مئة أتيته أكثر من مئة مرة إلا حيان البارقي فإني سمعت منه هذه الأحاديث ثم عدت إليه فوجدته قد مات).
وقال ابن حجر في ترجمة شعبة من (تهذيب التهذيب) (وفي تاريخ بن أبي خيثمة: قال شعبة: ما رويت عن رجل حديثا إلا أتيته أكثر من مرة والذي رويت عنه عشرة أتيته أكثر من عشر مرار).
قلت: هذه الحكاية – ولا سيما في روايتها التي أخرجها الترمذي - لا تخلو من غرابة، ولا أدري الآن أتصح أو لا.
وقد عقد ابن أبي حاتم في (تقدمة الجرح والتعديل) (1/163-170) باباً بإسم (باب ما ذكر من مراجعة شعبة لناقلة الحديث وإيقافهم على ما يتخالج في نفسه):
ومما أورده فيه ما يلي:
(نا يونس بن حبيب نا أبو داود نا شعبة قال: سألت طلحة بن مصرف عن هذا الحديث أكثر من عشرين مرة؛ ولو كان غيري قال: ثلاثين مرة. (1/164).
نا على بن الحسين بن الجنيد قال: قال على بن المديني نا بشر بن المفضل قال: قدم علينا إسرائيل، فحدثنا عن أبى إسحاق عن عبد الله بن عطاء عن عقبة بن عامر بحديثين؛ فذهبت إلى شعبة، فقلت: ما تصنع شيئاً! حدثنا إسرائيل عن أبى إسحاق عن عبد الله بن عطاء عن عقبة، بكذا؛ فقال: يا مجنون هذا حدثنا به أبو إسحاق، فقلت لأبي إسحاق: من عبد الله بن عطاء؟ قال: شاب من أهل البصرة قدم علينا؛ فقدمتُ البصرة فسألت عنه فإذا هو جليس فلان، وإذا هو غائب في موضع؛ فقدم فسألته فحدثني به؛ فقلت: من حدثك؟ قال: حدثني زياد بن مخراق؛ فأحالنى على صاحب حديث؛ فلقيت زياد بن مخراق فسألته، فحدثني به؛ قال: حدثني بعض أصحابنا عن شهر بن حوشب).
كونه أول من تكلم في الرجال
قال صالح بن محمد الحافظ كما في (شرح علل الترمذي) لابن رجب (1/172-173): (أول من تكلم في الرجال شعبة بن الحجاج ثم تبعه يحيى بن سعيد القطان ثم تبعه احمد بن حنبل ويحيى بن معين).
قال ابن الصلاح (ص350): (يعني أنه أول من تصدى لذلك وعني به؛ وإلا فالكلام فيه [فيهم] جرحاً وتعديلاً متقدم ثابت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم عن كثير من الصحابة والتابعين فمن بعدهم).
وقال أبو بكر بن مَنْجويه: (وكان من سادات أهل زمانه حفظاً وإتقاناً وورعاً وفَضلاً، وهو أول من فتش بالعراق عن أمْرِ المحدّثين، وجانبَ الضّعفاء والمتروكين، وصارَ عَلَماً يُقْتَدَى به، وتَبِعَهُ عليه بعدَهُ أهلُ العراق).
تنبيه: قال ابن حجر عقبه: (قلت: هذا بعينه كلام ابن حبان في «الثقات» نقله ابن منجويه منه ولم يعزه إليه، لكن عند ابن حبان أن مولده سنة (38)---).

تكميل وتذييل:
قال الذهبي في (ذكر من يعتمد قوله في الجرح والتعديل) (ص159-162): (فأول من زكى وجرح عند انقراض عصر الصحابة وابن سيرين ونحوهما، حفظ عنهم توثيق أناس وتضعيف آخرين، وسبب قلة الضعفاء في ذلك الزمان قلة متبوعيهم من الضعفاء، إذ أكثر المتبوعين صحابة عدول، وأكثرهم من غير الصحابة، بل عامتهم ثقات صادقون يعون ما يروون وهم كبار التابعين، فيوجد فيهم الواحد بعد الواحد فيه مقال، كالحارث الأعور وعاصم بن ضمرة ونحوهما، نعم فيهم عدة من رؤوس أهل البدع من الخوارج والشيعة والقدرية، نسأل الله العافية كعبد الرحمن بن ملجم والمختار بن أبي عبيد الكذاب ومعبد الجهني؛ ثم كان في المئة الثانية في أوائلها جماعة من الضعفاء من أوساط التابعين وصغارهم ممن تكلم فيهم من قبل حفظهم أو لبدعة فيهم، كعطية العوفي وفرقد السبخي وجابر الجعفي وأبي هارون العبدي، فلما كان عند انقراض عامة التابعين في حدود الخمسين ومئة تكلم طائفة من الجهابذة في التوثيق والتضعيف، فقال أبو حنيفة: ما رأيت أكذب من جابر الجعفي، وضعف الاعمش جماعة ووثق آخرين وانتقد الرجال شعبة ومالك----). انتهى.
هذا، وقد عقد ابن أبي حاتم في (تقدمة الجرح والتعديل) (1/132-156) باباً أسماه (ما ذكر من علم شعبة بناقلة الآثار وكلامه فيهم على حروف الهجاء)؛ فأورد فيه جملة طيبة من كلام هذا الإمام في الرواة؛ وهو دال على ما اشتهر من إمامته في هذا الفن، وسبقِه العلماء إلى التبحر فيه.
اشتهاره بأنه لا يروي إلا عن ثقة
كان شعبة عالماً بالحديث وكان ينتقي الرجال، وكان متفوقاً بهذه المسألة على الإمام الكبير سفيان الثوري رحمه الله تعالى.
قال الخطيب: قرأت في أصل كتاب محمد بن أحمد بن رزق حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن أخبرنا عبد الله بن أحمد بن حنبل إجازة قال سمعت أبي يقول كان شعبة امة وحده في هذا الشأن، يعني في الرجال، وبصره بالحديث، وتثبته، وتنقيته للرجال.
وأخرج الخطيب من طريق يعقوب بن سفيان: حدثنا الفضل يعنى بن زياد قال: سئل أحمد بن محمد بن حنبل شعبة أحب إليك حديثاً أو سفيان؟ فقال: شعبة أنبل رجالاً وأنسق حديثاً.
وأخرج الخطيب عن حماد بن مسعدة قال: قيل لابن عون: مالك لا تحدث عن فلان؟ قال: لأن أبا بسطام شعبة تركه.
وقال المزي في ترجمته من (تهذيب الكمال): (قال أبو طالب، عن أحمد بن حنبل: شُعبة أثبتُ في الحَكَم من الأعمش وأعلم بحديث الحَكَم، ولولا شُعبة ذَهب حديث الحَكَم، وشُعبةُ أحسنُ حديثاً من الثّوريّ، لم يكن في زمن شُعبة مثله في الحديث، ولا أحسنَ حديثاً منه قُسِمَ له من هذا حظٌ؛ وروَى عن ثلاثين رجلاً من أهل الكوفةِ لم يرو عنهم سُفيان).
قال المزي: (قال عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه: كان شُعبة أُمةً وحده في هذا الشأن، يعني في الرّجال وبصره بالحديث وتَثَبّته وتنقيته للرجال).
وقال ابن أبي حاتم (1/172): (نا صالح بن أحمد بن حنبل نا علي، يعنى بن المديني، قال: سمعت يحيى، يعني ابن سعيد القطان، يقول: أتى شعبةُ المنهالَ بن عمرو فسمع صوتاً فتركه؛ سمعت أبى يقول: يعني قراءة بألحان، فترك الكتابة عنه لأجل ذلك).
محاولته منع الضعفاء من الرواة من التحديث
لم يكن شعبة رحمه الله ليقنع بالنقد النظري للرواة وأحاديثهم، وحده، ولا بالاقتصار على الرواية عن الثقات عنده، [أو بالاقتصار على رواية ما صح عنده من أحاديث الثقات ومن قاربهم]، وحده، ولا بمجموع هذين الأمرين وحدهما؛ بل كان ناقداً يباشر النقد عملياً، كان يجيءُ إلى الرجلِ الذي لا يصلح للتحديث، فيمنعه، ويقول له: لا تحدّث وإلا استعديتُ عليك السلطانَ.
قال ابن أبي حاتم في (الجرح والتعديل) (1/127): (حدثني أبي نا حرملة بن يحيى قال سمعت الشافعي يقول: لولا شعبة ما عرف الحديث بالعراق كان يجئ إلى الرجل [قال الذهبي في "السير" موضحاً المراد: (يعني الذي ليس أهلاً للحديث) ] فيقول: لا تحدث، وإلا استعديت عليك السلطان).
قلت: كان السلطان فيه بقية من خير؛ ولو تم هذا الأمر لشعبة ومُنع أكثر الضعفاء عن التحديث لحصل خير كثير وقطع شر مستطير......إلخ
منقول

رد مع اقتباس
  #6  
قديم 01 Jan 2016, 06:35 PM
أبو حـــاتم البُلَيْـــدِي
زائر
 
المشاركات: n/a
افتراضي

سبحان الله!!

أمسِ فقط، كنا نتحدث في إحدى الولائم عن هذا الموضوع، بل عن الشيخ ربيع -حفظه الله- بالذات!، وكيف أنه في آخر عمره توجه إلى النصح والإرشاد على الوجه العام إلا في نادر الأحيان..

جزاكم الله خيراً وحفظ الله أسد السنة..
رد مع اقتباس
  #7  
قديم 30 Jan 2016, 03:12 PM
أبوعبدالرحمن عبدالله بادي
زائر
 
المشاركات: n/a
افتراضي

الأخوان أبو حاتم ،طه

أحسن الله إليكما.
رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


Powered by vBulletin, Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd
Salafi Tasfia & Tarbia Forums 2007-2013