الحلبي يوقّع مرة أخرى على رسالة مليئة بالضلالات
الحمد لله والصَّلاة والسَّلام على رسول الله، وعلى آله و صحبه و سلم، وبعد:
فقد و قفت على رسالة عنوانها: "رسالة مفتوحة إلى الدكتور إبراهيم عواد البدري الملقب بـ"أبو بكر البغدادي" وقّع عليها جمع من الدكاترة والدعاة، ومن بين هؤلاء "الدعاة" علي الحلبي، وإليك أخي القارئ الرابط: http://lettertobaghdadi.com/pdf/Booklet-Arabic.pdf
و قد حوت هذه الرسالة أمورا منكرة يستنكرها "كل سلفي" من بينها:
1ـ قولهم في (ص/6): "وحينما يوجد اختلاف بين الأئمة المعتبرين فينبغي الأخذ بالأرحم"، و بطلان هذه القاعدة يغني عن إبطالها، فالرحمة في التحاكم إلى الشريعة و الرضا و التسليم لأحكامها لا إلى استحسانات البشر؛ كما أن لازمها باطل، وهو أنه قد يؤخذ بقول والحق في غيره فيلزم منه أن الباطل أرحم من الحق.
2ـ و جاء في (ص/ 10): "ب ـ سبب الجهاد: هو أن يقاتل المسلمون من يقاتلهم و لا يقاتلوا أحدا لم يقاتلهم و لا يعتدوا على أحد لم يعتد عليهم... فالجهاد مرتبط بالأمن، و بحرية الديانات، و بظلم سابق وقع في الأرض...فلا جهاد هجوميا عدوانيا بسبب إختلاف في الرأي أو الدين".إهـ
فهل الفتوحات تعدُّ عدوانا؟ نعوذ بالله من الخذلان و من القول عليه بغير علم.
3ـ و جاء في (ص13): "9ـ التكفير: إن بعض مشكلات الفهم المغلوط في التكفير ناتجة عن غلو بعض علماء السلفية في قضايا التكفير و تجاوزهم لما قاله ابن تيمية و ابن القيم في أمور هامة".اهـ إلى قولهم في (ص/15): "و سبب الإطالة في هذا الموضوع أنكم وزعتم على الناس كتب الشيخ محمد بن عبد الوهاب أول ما و صلتم إلى الموصل و كذلك في حلب".
هل الشيخ محمد بن عبد الوهاب هو المقصود بأنه من غلاة علماء السلفية في قضايا التكفير؟ و هل هناك عالم سلفي عنده غلو في قضايا التكفير؟ قل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين؛ فما لنا إلا أن نقول سبحانك اللهم هذا بهتان عظيم.
4ـ وفي (ص/16) تحت نفس العنوان أي "التكفير" : "و على أية حال فموضوع الشرك هنا غير وارد عند العرب، فقد قال رسول الله صلى الله عليه و سلم: "إنَّ الشيطان أيس أن يعبده المصلون في جزيرة العرب و لكن في التحريش بينهم"، فانظر رحمك الله إلى هذا التَّهوين من الشرك، و احكم بنفسك أيها القارئ الكريم.
5ـ و في (ص/ 21): "تدمير قبور الأنبياء و الصحابة و مقاماتهم: لقد فجرتم و دمرتم قبور الأنبياء و الصحابة، و موضوع القبور موضوع خلاف بين العلماء". قلت: إذن وجب إعمال القاعدة العظيمة وهي "ينبغي الأخذ بالأرحم".
و في نفس السِّياق جاء في الفقرة الموالية :" أما بالنسبة لقول البغدادي: "نرى وجوب هدم و إزالة كل مظاهر الشرك و تحريم وسائله لما روى مسلم في "صحيحه" عن أبي الهياج الأسدي قال: قال لي علي بن أبي طالب رضي الله عنه: ألا أنبئك على ما بعثني به صلى الله عليه و سلم: "ألا تدع تمثالا إلا طمسته و لا قبرا مشرفا إلا سويته"، فنقول: إن كان كلامكم صحيحا فهو لا يعني قبور الأنبياء والصحابة بدليل أن الصحابة أجمعوا على دفن رسول الله صلى الله عليه و سلم في بنيان ملاصق للمسجد، و كذلك صاحبيه أبي بكر وعمر رضي الله عنهما." اهـ
فانظر إلى قولهم "إن كان كلامكم صحيحا فهو لا يعني قبور الأنبياء و الصحابة" إنهم يردون حديثا صحيحا لأنه لم يوافق أهواءهم ثم يمعنون في التلبيس و يدعون أن الصحابة أجمعوا على دفن النبي صلى الله عليه وسلم في بنيان ملاصق للمسجد.
وكلُّ هذه الأباطيل يوقّع عليها الحلبي و لا ينكرها، هل من أراد أن ينصح الخوارج يقع في هذه الهوة السحيقة، كمن أراد أن يبني قصرا فهدم مصرا.
هذا ولعلَّ من إخواننا ممن هو أعلم و أفصح مني أن يرد برد مفصل على هذه الرِّسالة.
وإلى "كل السَّلفيين": إلى أين سينحدر شيخكم و تنحدرون معه؟!
وصلَّى الله على محمد وآله وصحبه و سلم.
التعديل الأخير تم بواسطة حميد جبار ; 29 Nov 2014 الساعة 11:14 AM
|