منتديات التصفية و التربية السلفية  
     

Left Nav الرئيسية التعليمـــات قائمة الأعضاء التقويم مشاركات اليوم Right Nav

Left Container Right Container
 

العودة   منتديات التصفية و التربية السلفية » القــــــــسم العــــــــام » الــمــــنــــــــتـــــــدى الـــــــــعــــــــام

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 11 Apr 2015, 10:16 AM
مراد براهيمي مراد براهيمي غير متواجد حالياً
موقوف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2013
الدولة: الدولة الجزائر/برج بوعريريج
المشاركات: 355
افتراضي حَزُّ الغَلْصَمَة في الذَّبِّ عن عكرمَة...

بسم الله الرَّحمن الرَّحيم



حَزُّ الغَلْصَمَة في الذَّبِّ عن عكرمَة

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله, صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا.
أمَّا بعدُ:


لما كان "مسيلمة البحيري" - أهلكه الله- قد تعرّض للتَّابعي الجليل عكرمة مولى ابن عباس – رضي الله عنهما – أثناء تضعيفه لحديث البخاري في عقوبة المرتد : "من بدّل دينه فاقتلوه " ...
أخرجه البخاري في " صحيحه " ( 4 / 329 ) و الترمذي في جامعه ( 1 / 275 ) و النسائي في سننه ( 2 / 170 ) و أحمد في مسنده ( 1 / 217 ، 282 ) و عنه أبو داود في سننه ( 4351 ) والدارقطني في سننه ( 334 ) من طرق أخرى عن أيوب عن عكرمة : " أن عليا حرق قوما ارتدوا عن الإسلام ، فبلغ ذلك ابن عباس ، فقال : لو كنت أنا لقتلتهم ، لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم : من بدل دينه فاقتلوه . و لم أكن لأحرقهم لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم : لا تعذبوا بعذاب الله .

فبلغ ذلك عليا فقال : صدق ابن عباس .
و السياق للترمذي و قال : " حديث حسن صحيح " .
و ليس عند البخاري قوله " لا تعذبوا بعذاب الله " و إنما لفظه : " ... لو كنت أنا لم أحرقهم لنهي رسول الله صلى الله عليه وسلم . ولقتلتهم ...



كان من المناسب أن أذكر شيئا من فضائل ذلكم التابعي الجليل، والإمام العظيم .
حيث إن هذا الجاهل الجهول، والضّالّ المضلّ "البحيري" أخذ يلبس على عوام النَّاس، ويُدلس بجهل مركب ، ويزعم أن الإمام البخاري قد روى الضعيف، وأن "حد الردة" لا يُروى إلا من طريق عكرمة عن ابن عباس، ثم أخذ يطعن في عكرمة - رحمه الله – ويُضعفه.
حيث قال – خيّبه الله- : " فقد اتجهت أغلب الدراسات المعاصرة لتضعيف الحديث وهم على حق فيما ذهبوا, حيث إن تضعيف السند فى ذلك الحديث لا يتطلب كثير جهد ولا احتمال عناء, فهو حديث آحاد يدور على راو واحد وهو (عكرمة) مولى الصحابى (عبد الله بن عباس) ويعرف كل باحث ومتخصص أن (عكرمة) راوٍ متهم فى عقيدته أولا، ثم فى حفظه وضبطه بالكذب الصراح، وقد نعجز عن نقل الأقوال فى تضعيفه وتوهينه من كثرتها وطولها ...- ثم ذكر أقوال بعض الأئمة في الطعن في عكرمة - " .

والعجب من هذا الخبيث كيف يناقض نفسه، ويرد على نفسه بنفسه ؟!! ألم ينقل هذه الأقوال من كتب التراث التي يطعن فيها ويسخر منها ؟!! أليست هذه الأقوال هي أقوال أئمة الحديث ، وعلماء الجرح والتعديل تلك العلوم التي يصفها بأنها تافهة ؟! فكيف يرد على التراث من التراث ؟!

وياليت هذا الجهول لما نقل هذه الأقوال التي تطعن في عكرمة كان عنده ذرة من إنصاف ونقل لنا بقية أقوال الأئمة في تفنيد هذه الطعون والرد عليها ؛ فذات المصادر التي ذكرت الطعون هي ذاتها التي تولت الرد عليها، ونقلت الثناء العاطر من جمهور الأئمة على عكرمة وفضله وعلمه .. لكنه الحقد، والافتراء ، والكذب، والتدليس !!

وبنظرة سريعة في ترجمة عكرمة في كتب التراجم تندهش من الكثرة الكاثرة من أقوال الأئمة في الثناء عليه، والإشادة بحفظه وضبطه، بل هيّأ الله – عز وجل – رجالا نصبوا أنفسهم للدفاع عن عكرمة، وأفردوا له مصنفات خاصة في الذَّبِّ عنه ، ومن أحسن الذين كتبوا في هذا الشأن، وجمع خلاصة هذه الكتب ، هو الحافظ ابن حجر – رحمه الله – وذلك في "مقدمة فتح الباري" حيث ذكر ابن حجر "عكرمة" في فصل الرواة الذين طُعن فيهم من رجال البخاري ، فأطال فيه النفس، وأجاد، وأفاد، وأحسن الذب والدفاع عن عكرمة حيث قال:
"
وقد تعقب جماعة من الأئمة ذلك وصنّفوا في الذبّ عن عكرمة منهم: أبو جعفر بن جرير الطبري، ومحمد بن نصر المروزي، وأبو عبد الله بن منده، وأبو حاتم بن حبان، وأبو عمر بن عبد البر، وغيرهم، وقد رأيت أن ألخص ما قيل فيه هنا - وإن كنت قد استوفيت ذلك في ترجمته من مختصري لتهذيب الكمال-


فأما أقوال من وهّاه فمدارها على ثلاثة أشياء: على رميه بالكذب، وعلى الطعن فيه بأنه كان يرى رأي الخوارج، وعلى القدح فيه بأنه كان يقبل جوائز الأمراء، فهذه الأوجه الثلاثة يدور عليها جميع ما طعن به فيه.
فأما البدعة فإن ثبتت عليه فلا تضر حديثه لأنه لم يكن داعية مع أنها لم تثبت عليه، وأما قبول الجوائز فلا يقدح أيضا إلا عند أهل التشديد وجمهور أهل العلم على الجواز كما صنف في ذلك ابن عبد البر، وأما التكذيب فسنبين وجوه رده بعد حكاية أقوالهم وأنه لا يلزم من شيء منه قدح في روايته ... _ ثم ساق الحافظ تلك الأقوال وأخذ يفندها واحدا واحدا
– ".
وبين الحافظ أن تلك الأقوال في تكذيب عكرمة لا يخلو حالها من أمرين :
1- إما أنها لا تثبت عن أصحابها لوجود ضعيف أو متروك في أسانيدها .
2- أو المراد بالكذب في تلك الأقوال : الخطأ، أي أنه أخطأ في مسألة بعينها، وهو واقع في كلام العرب، وأهل الحجاز يطلقون كذب في موضع أخطأ ، فيقولون: كذب فلان أي أخطأ ...
ولا يتسع المقام هنا لذكر هذه الأقوال والرد عليها، بل يرجع إليها في موضعها في "مقدمة الفتح"


ولكن لا أخلي المقام هنا من ذكر طرف يسير من فضائله، وثناء الأئمة على علمه وحفظه :
قال الشعبي: " ما بقي أحد أعلم بكتاب الله من عكرمة " .
وقال سفيان الثوري: "خذوا التفسير من أربعة.. فبدأ به".
وقال علي بن المديني: كان عكرمة من أهل العلم ولم يكن في موالي ابن عباس أغزر علما منه"
وقال أبو بكـر المروزي: "قلت لأحمد : يحتج بحديـث عكرمة ؟ قال: نعم يحتج به"
قال يحيى بن معين: " إذا رأيت إنسانا يقع في عكرمة، وفي حماد بن سلمة فاتهمه على الإسلام"
وقال البخاري : "ليس أحد من أصحابنا إلا احتج بعكرمة".
وقال ابن أبي حاتم: سألت أبي عن عكرمة مولى ابن عباس ، فقال: "هو ثقة، فقلت: يحتج بحديثه ؟ قال: نعم، إذا روي عنه الثقات ".
وقال أبو حاتم أيضا: " أصحاب ابن عباس عيال على عكرمة ".
وقال أبو عبد الله المروزي: " قد أجمع عامة أهل العلم على الاحتجاج بحديث عكرمة، واتفق على ذلك رؤساء أهل العلم بالحديث من أهل عصرنا منهم: أحمد بن حنبل، وإسحاق بن راهويه، وأبو ثور، ويحيى بن معين. ولقد سألت إسحاق عن الاحتجاج بحديثه، فقال لي: عكرمة عندنا إمام الدنيا، وتعجب من سؤالي إياه".
وقال ابن منده: " أما حال عكرمة في نفسه، فقد عدَّله أمة من التابعين، منهم زيادة على السبعين رجلاً من خيار التابعين ورفعائهم، وهذه منزلة لا تكاد توجد منهم لكبير أحد من التابعين، على أن من جرحه من الأئمة لم يمسك عن الرواية عنه، ولم يستغن عن حديثه، وكان حديثه متلقى بالقبول قرنا بعد قرن إلى زمن الأئمة الذين أخرجوا الصحيح، على أن مسلما كان أسوأهم رأيا فيه، وقد أخرج له مع ذلك مقروناً".
وقال ابن عبد البر: "عكرمة مولى ابن عباس من جلة العلماء ، لا يقدح فيه كلام من تكلم فيه ، لأنه لا حجة مع أحد تكلم فيه ".

هذا طرف يسير، وغيض من فيض من فضائله، وفيه كفاية للرد على تلك الفرية من هذا العلماني الخبيث حول تضعيفه لذلكم التابعي الجليل، والإمام العلم الكبير، والحافظ المفسر العظيم ، أبي عبد الله عكرمة مولى ابن عباس - رضي الله عنهما-


والحمد لله رب العالمين !!
أبو مسلم مراد براهيمي
22 جمادى الآخرة 1436هجري

رد مع اقتباس
 

الكلمات الدلالية (Tags)
منهج, مميز, ردود


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


Powered by vBulletin, Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd
Salafi Tasfia & Tarbia Forums 2007-2013