الخطوة السادسة عشرة : رمضان شهرٌ لله .
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : « كُلُّ عَمَلِ ابْنِ آدَمَ يُضَاعَفُ الْحَسَنَةُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا إِلَى سَبْعمِائَة ضِعْفٍ ، قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ : إِلا الصَّوْمَ فَإِنَّهُ لِي وَأَنَا أَجْزِي بِهِ ، يَدَعُ شَهْوَتَهُ وَطَعَامَهُ مِنْ أَجْلِي ، لِلصَّائِمِ فَرْحَتَانِ : فَرْحَةٌ عِنْدَ فِطْرِهِ ، وَفَرْحَةٌ عِنْدَ لِقَاءِ رَبِّهِ ، وَلَخُلُوفُ فِيهِ أَطْيَبُ عِنْدَ اللَّهِ مِنْ رِيحِ الْمِسْكِ ». رواه مسلم.
فوائد الحديث
1) في هذا الحديث دليل على رحمة الله بعباده حيث ضاعف لهم الحسنة إلى عشر أمثالها، وأما السيئات فلا يضاعفها، وإنما السيئة بسيئة واحدة.
2) فيه اختصاص الله بالصيام وإضافته إليه تشريفاً له، دون سائر العبادات ( إلا الصوم فإنه لي) ، وذلك لأن الصوم سرّ بين العبد والمعبود، لا يطلع عليه أحد إلا الواحد الأحد؛
3) فيه أن الصيام جزاءه غير محدد بعدد معين، وإنما يوفى الصائم أجره بغير حساب، بخلاف بقية العبادات، ( وأنا أجزي به)؛
4) فيه أن للصائم فرحتين، فرحةٌ عند فطره، وذلك لقيامه بطاعة خالقه، وإكمال صوم يومه، وتناوله ما أباحه الله له من الطعام والشراب، وهذا الذي ينبغي أن يفرح به، قال تعالى:{قُلْ بِفَضْلِ اللّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُواْ هُوَ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ}[يونس: 58]. وفرحة عند لقاء ربه، وذلك بما يجد من الأجر الوفير، والثواب العظيم الذي لا حد له، بالفوز بدخول الجنة من الباب الذي اختص به الصائمون (الريان)، وأعظم منه لقاء رب العالمين، والنظر إلى وجهه الكريم ؛
5) أن خلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك.. فهذا التغير لما كان ناشئاً عن طاعة الله كان عند الله كذلك، وإن كان ذلك مكروهاً عند الناس.
يتبع...
التعديل الأخير تم بواسطة أبو عبد الرحمن محمد الجزائري ; 12 May 2017 الساعة 10:05 PM
|