منتديات التصفية و التربية السلفية  
     

Left Nav الرئيسية التعليمـــات قائمة الأعضاء التقويم مشاركات اليوم Right Nav

Left Container Right Container
 

العودة   منتديات التصفية و التربية السلفية » القــــــــسم العــــــــام » الــمــــنــــــــتـــــــدى الـــــــــعــــــــام

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 17 May 2014, 12:37 PM
ابومارية عباس البسكري ابومارية عباس البسكري غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Apr 2013
الدولة: الجزائر بسكرة
المشاركات: 703
إرسال رسالة عبر Yahoo إلى ابومارية عباس البسكري
افتراضي ذم العجلة بقلم : الشَّيخ توفيق عمروني -حفظه الله-

ذم العجلة
بقلم : الشَّيخ توفيق عمروني -حفظه الله تعالى-
مدير مجلَّة الإصلاح



بسم الله الرحمن الرحيم


إنَّ من الصِّفات الذَّميمة المعيبة ، العجلة ، قال الله سُبحانه : {خُلِقَ الْإِنْسَانُ مِنْ عَجَلٍ ۚ سَأُرِيكُمْ آيَاتِي فَلَا تَسْتَعْجِلُونِ} [سورة الأنبياء] ، وقال : {وَكَانَ الْإِنْسَانُ عَجُولًا} [سورة الإسراء] ، أي : خُلق عجولاً يُبَادر الأُمور ، ويستَعجل حصولَها قبلَ أوانِها ، ويطلبُ أخذَ الأشياء قبلَ وقتها
والعَجُول كثيرُ الخَطأ ، قليل التَّثبُّت والتَّدبُّر ، ولا يقدِّر للأمور عواقبَها ، وهو ما يدفعُه إلى وضع الأشياء في غير مواضِعها ، فلا يجني مِن تعجُّله سوى الحرمان والفَوت ، فيجلب على نفسه أنواعًا منَ الشُّرور ، ويحرمها أصنافًا من الخَير فصدقَ من كنَّى العَجلة بأمِّ النَّدامة ، لأنَّه قلَّ من استَعجل إلاَّ ندمَ ، وما سَلِمَ ، وآلَت أمورُه إلى فَرط وشَطَط .
فلا تقُل ولا تكتُب قبلَ أن تعلَم ، ولا تُجب قبلَ أن تفهَم ، ولا تعزمَ قَبل أن تُفكِّر ، ولا تقطع قبلَ أن تقدِّر ، ولا تحمد قبلَ أن تجرِّب ، ولا تُذع شيئًا قبلَ أن تتثَّبت ، فالحليمُ المتأنِّي لا تُثيره بداياتُ الأمور ، ولا يستفزُّه أهْلُ الطَّيْشِ والخفَّةِ ، ولا يستَخفُّهُ أهلُ التَّشويش والإثارة منَ الَّذين لا يَعْلَمُونَ ، ولا يهيِّجه أهلُ العَواطف والحماسَة ، بل يملكُ نفسَه عند دوَاعي الغَضب والسَّخط ، وعواطفُه منقادةٌ للشَّرع ، جاريةٌ على مقتضَى الحكمَة والعَقل .
وإذا كانَ الاستعجَالُ قبيحًا ، فهو في المنتَسِب إلى العلم والدَّعوة أقبح ، فحريٌّ به ألاَّ يتعجَّل في الفتوى والتَّصدُّر ، ولا في حرق مراحل التَّعلُّم والتَّدرُّج ، ففي "شعب الإيمان" (1803) عن الإمام مَالك رحمه الله أنَّه عَابَ يومًا العَجَلَةَ في الأمُور ، ثُمَّ قالَ : " قَرَأَ ابْنُ عُمَرَ رضي الله عنهما البَقَرَةَ في ثَمَانِ سنِينَ " ، والله تعالى رفيقٌ يحبُّ الرِّفق والتَّأنِّي في الأعمال والأمور ، والمتَّئد من النَّاس محمودُ العاقبة مخطئًا ومصيبًا قال صلَّى الله عليه وسلَّم : " التَّأنِّي منَ الله ، والعَجَلَةُ منَ الشَّيطَانِ " .
والرَّشيد من النَّاس هو مَن قَدَّ منَ العَجلة معنًى حميدًا ،وهو المبادر إلى الخيرات ، والمسارعَة إلى المرضيات ، ومعناه انتهاز الفُرص في وقتها ، قال تعالى عن موسى عليه السلام : {وَعَجِلْتُ إِلَيْكَ رَبِّ لِتَرْضَى} [سورة طه] ، فرضَى الرَّبِّ في العَجلة إلى أوامره ، وبهذا احتجُّوا على أنَّ الصَّلاةَ في أوَّل الوقت أَفضَل .
فليسَ منَ التَّأنِّي تضييع الفُرص وتفويتها ، بل هو تهاونٌ وتماوتٌ ، لأنَّ الكسَلَ قرينُ الفَوْت والإضاعة ، فلابد إذًا من سلوك الحليم الواثق الَّذي يصدرُ عن علم وبصيرة ، وحزم وعزيمة ، ليكونَ على طريق الرُّشد والثَّبات ، مفرقًا بين العجلة والمبادرة .
وتأكَّد أنَّ العَجلَةَ لا تقدِّم نصرًا آتيًا ، والأناة لا تُؤخِّره ، وإن الله قَد جعل لكلِّ شيء قدرًا ، وقد أحسن مَن قال :
لـــكلٍّ شـــيءٍ في الحياة وقتُهُ *** وغايةُ الــمستَعجلين فوتُه!


مجلَّة الإصلاح السنة الثَّامنة ،العدد الأربعون رجب/شعبان 1435هــ الموافق لــ : ماي/جوان 2014م

رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


Powered by vBulletin, Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd
Salafi Tasfia & Tarbia Forums 2007-2013