منتديات التصفية و التربية السلفية  
     

Left Nav الرئيسية التعليمـــات قائمة الأعضاء التقويم مشاركات اليوم Right Nav

Left Container Right Container
 

العودة   منتديات التصفية و التربية السلفية » القــــــــسم العــــــــام » مــــنـــتــدى أسمار المطبوع والمخطوط

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 02 Nov 2013, 12:37 PM
مراد براهيمي مراد براهيمي غير متواجد حالياً
موقوف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2013
الدولة: الدولة الجزائر/برج بوعريريج
المشاركات: 355
افتراضي


وأضرب على ذلك بمثال رواه الإمام مسلم في "صحيحه"([1])قال : حدَّثنا أبو بكر بن أبي شيبة وأبو كريب وإسحاق ، قال إسحاق أخبرنا وقال الآخران حدَّثنا أبو معاوية، عن الأعمش عن إبراهيم عن الأسود عن عائشة رضي الله عنها قالت: "ما رأيتُ رسول الله ﷺ صَائِماً العَشْرَ([2])قَطُّ".
وحدّثني أبو بكر بن نافع العبدي ، حدَّثنا عبد الرّحمن ، حدَّثنا سفيان ، عن الأعمش ، عن إبراهيم ، عن الأسود ، عن عائشة أنَّ النَّبيَّ ﷺ لم يَصُمِ العَشْر.
قال الإمام الدَّارقطني رحمه الله في "التَّتبُّع"([3]): "وأخرج مسلم حديث الأعمش ، عن إبراهيم ، عن الأسود ، عن عائشة :"ما صام رسول الله ﷺ العشر".
قال أبو الحسن – يعني الدَّارقطني-: "وخالفه منصور رواه عن إبراهيم مرسلا" .
قلت: ذكر الدَّارقطني اختلاف منصور والأعمش على إبراهيم ، فالأعمش روى الحديث عن إبراهيم ، عن الأسود ، عن عائشةَ عن النَّبيّ ﷺ متَّصلاً ، بينما رواه منصور ، عن إبراهيم مرسلا .
وكأنَّ الدَّارقطني يميلُ إلى ترجيحِ رِواية الإرسال على الوصل ، يُوَضِّحُهُ ما جاء في كتابه "العلل الواردة في الأحاديث النَّبويَّة"([4]) لمَّا سُئل عن هذا الحديث : قال : "يرويه إبراهيمُ النَّخعيُّ واختُلف عنه ، فرواه الأعمش ، عن إبراهيم ، عن الأسود ، عن عائشة ، ولم يختلف عن الأعمش فيما حَدَّثَ به عنه أبو معاوية ، وحفص بن غياث ، وزائدة بن قدامة ، وعبدة بن سليمان ، والقاسم بن معن ، وأبو عوانة .
واخْتُلِفَ عن الثَّوري فرواه ابن مهدي ، عن الثَّوري ، عن الأعمش كذلك. وتابعه يزيد بن زُريع واختُلِف عنه . فرواه حُميد المروزي ، عن يزيد بن زُريع ، عن الثَّوري ، عن الأعمش ، مثل قول عبد الرحمن بن مهدي .
وحدَّثَ به شيخٌ من أهل أصبهان : يُعرف بعبد الله بن محمد بن النُّعمان ، عن محمد بن منهال الضَّرير عن يزيد ، عن الثَّوري ، عن منصور ، عن إبراهيم ، عن الأسود ، عن عائشة .
وتابعه معمر بنُ سهل الأهوازي ، عن أبي أحمد الزُّبَيْري عن الثَّوري .
والصَّحيح عن الثَّوري ، عن منصور ، عن إبراهيم قال : حدِّثتُ أنَّ رسول الله ﷺ .
وكذلك رواه أصحاب منصور ، عن منصور مرسلا . منهم : فضيل بن عياض وجرير".
وقال ابن أبي حاتم([5]) : "سألت أبي و أبا زرعة عن حديث رواه أبو عوانة، عن الأعمش عن إبراهيم ، عن الأسود ، عن عائشة قالت : ما رأيت رسول الله ﷺ صام العشر من ذي الحِجَّة قَط . ورواه أبو الأحوص فقال : عن منصور ، عن إبراهيم ، عن عائشة .
فقالا : "هذا خطأ . ورواه الثَّوري ، عن الأعمش ومنصور ، عن إبراهيم قال : (حديث)([6]) !! عن النَّبيِّ ﷺ " .
قلت : لتجلية المثال السَّابق يجدرُ بنا البحث في منزلة كُلٍّ من الأعمش ومنصور ، ومعرفة من هو الأرجح و المُقدَّم في الرِّوايةِ عن إبراهيم :
- من الأحفظ لإسناد إبراهيم ، الأعمش أو منصور ؟
لمعرفة ذلك لا بدَّ من الرُّجوع إلى طبقات أصحاب إبراهيم ومرتبةِ كُلٍّ من الأعمش ومنصور فيه .
قال أبو عيسى التِّرمذي رحمه الله بعد روايته للحديث في "جامعه"([7]) : "هكذا روى غير واحد عن الأعمش ، عن إبراهيم ، عن الأسود ، عن عائشة . ورَوَى الثَّوريُّ وغيره هذا الحديث عن منصور ، عن إبراهيم ، أنَّ النبيَّ ﷺ لَمْ يُرَ صَائِماً فِي العَشْرِ .
وروى أبو الأحوص ، عن منصور ، عن إبراهيم ، عن عائشة . ولم يذكر فيه عن الأسود .وقد اختلفوا على منصور في هذا الحديث . ورواية الأعمش أَصَحُّ وَأَوْصَلُ إِسْنَاداً . وسمعت محمد بن أبان يقول : سمعت وكيعاً يقول : "الأعمش أحفظ لإسناد إبراهيم من منصور".
قلت: وبهذا المثال يتبيَّن لنا مدى أهميَّة معرفة الطَّبقات للتَّرجيحِ بين الرُّواة عند الاختلاف ، و رأينا كيف استخدم الإمام التِّرمذي ما ثبت لديه من تَقَدُّمِ الأعمش في حفظ إسناد إبراهيم لترجيح روايته على رواية منصور المرسلة مع أنَّ كليهما ثقة .

([1])مسلم ، الجامع الصَّحيح ، كتاب الإعتكاف ، باب صوم عشر ذي الحِجَّةِ ، رقم : 1776 .

([2])يعني العشر من ذي الحِجَّةِ.

([3])الدَّارقطني ، التَّتبُّع ، ص 353 ، رقم : 194 .

([4])الدَّارقطني ، العلل الواردة في الأحاديث النَّبَوِيَّةِ ، القسم المخطوط الغير مطبوع ، النُّسخة المصريَّة ، (5/ل130/ب) .

([5]) ابن أبي حاتم ، علل الحديث ، 1/264 .

([6]) الذي يَظْهَرُ والله أعلم أنَّ هذه اللَّفظة تَصَحَّفَت لِمُحقِّقِ كتاب عِلَلِ الحديث لابن أبي حاتم من : "حُدِّثتُ" إلى "الحديث" ، لأنَّ هذا الحديث لا يُعرف عن إبراهيم إلا مرسلاً . وقد جاء بلفظ " حُدِّثتُ" كما تقدَّم في "العلل الواردة في الأحاديث النبوية"، للدَّارقطني ، (5/ل131/ب) .

([7]) التِّرمذي ، الجامع ، كتاب الصِّيام ، باب : ما جاء في صيام العشر ، (756) .

التعديل الأخير تم بواسطة مراد براهيمي ; 02 Nov 2013 الساعة 12:40 PM
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 02 Nov 2013, 02:04 PM
مهدي بن صالح البجائي مهدي بن صالح البجائي غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Aug 2013
المشاركات: 591
افتراضي

جزاكما الله خيرا،

وأحب أن أورد تنبيها:

وهو أن ما نقله الأستاذ براهيمي عن الحاكم وابن الصلاح والنووي وابن حجر يتعلق بطبقات الرواة كما هو واضح من

كلام ابن حجر وبالرجوع إلى مقدمة ابن الصلاح، وأما كلام ابن رجب فإنما فيتعلق بمراتب الثقات، وبينهما فرق كما أشار

الفاضل حمودة، لكن كتاب النسائي إنما يتعلق بمراتب الثقات وطبقاتهم بالنسبة لشيوخهم، كما يظهر من كتابه

الطبقات، ولعل الإيراد جاء من حيث التسمية.



ولمزيد فائدة جاء في كتاب الروض الباسم لابن الوزير اليماني رحمه الله (208/1 الشاملة)، فيما يتعلق بمراتب الثقات

قوله : "وكذلك المجتهد يحتاج عند تعارض الأحاديث إلى معرفة الرّاجح بكثرة الرّواة أو زيادة معدّليهم أو كون بعضهم

مجمعاً عليه وبعضهم مختلفاً فيه, وهذا يحتاج إلى معرفة فنّين عظيمين:

أحدهما: معرفة طرق الحديث, وهو فنّ واسع لا نعرف للزّيديّة فيه تأليفاً, وقد تعرّض لذلك جماعة من أهل المسانيد

والصّحاح والسّنن من المحدّثين, وجمع الحافظ الماسرجسي في ذلك ((المسند الكبير)) الذي فرغ في قدر ثلاث مئة

مجلّد كبار, واختصر الحفّاظ منهم أحاديث الأحكام وجرّدوها من هذه المؤلّفات الواسعة, وذكروا ما يجب معرفته من وجوه

التّرجيح على أخصر ما يمكن تسهيلاً على الأمّة وتمهيداً لقواعد الملّة.

الفنّ الثّاني: علم الجرح والتّعديل, وما فيه من تعريف مراتب الثّقات والضّعفاء الذين لا يتم ترجيح حديث بعضهم على

بعض إلا بعد معرفته, وهو علم واسع صنّف الحفّاظ فيه الكتب الواسعة الحافلة. حتّى جمع الفلكيّ فيه كتاباً فرغ في ألف

جزء , ثمّ لم يزل الحفّاظ يهذّبونه ويختصرون ما لابدّ من معرفته حتّى انضبط ذلك بعد الانتشار الكثير في مقدار الخمسة

المجلدات أو ما يقاربها, وليس للزّيديّة في هذا الفنّ تأليف البتّة.

وهذه علوم جليلة لابدّ من معرفتها عند من يعتقد وجوب معرفتها من أهل الاجتهاد".

التعديل الأخير تم بواسطة مهدي بن صالح البجائي ; 02 Nov 2013 الساعة 02:06 PM
رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


Powered by vBulletin, Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd
Salafi Tasfia & Tarbia Forums 2007-2013