[والعاقلُ لا يواخِي إلا....!]..مقتطف
بسم الله الرحمن الرحيم
انتقيتُه من كتابِ: روضة العقلاء ونزهة الفضلاء.
قال أَبُو حاتم -رحمه الله-:
"والعاقلُ!! لا يوَاخِي إلا من خالفَهُ على الهوى! وأعانه على الرأي! ووافق سره علانيته!
لأنَّ خير الإخوانِ من لم يناقش، كما أن خير الثناء مَا كان على أفواه الأخيار!
والمستوخم لا يُؤْلَف؛ كما أن غير الثقة لا يُوَدُّ
فمتى مَا آخَى المرءُ من لم يصافِه بالوفاء؛ يجب الاستظهار عَلَيْهِ بمن يسليه عنه؛ لأن التودد ممن لا يودُّ؛ يُعَدُّ ملقًا!
،،،،
وصيانة الأخوَّةِ ليست إلا في الاستغناء عَن الإخوان!
ولقد أحسن العباسُ بن عُبَيْد بن يعيش؛ حيثُ يقول:
كـــــــــــــم من أخ لك لم يلده أبوكَا ... وأخٌ أبــــــــوهُ أبوكَ قــــــــد يجفــــــوكَا
صافِ الكرام إذا أردت إخاءهم ... واعلم بأن أخا الحفاظ أخوكا
كـــــــــــــم إخوة لك لم يلدْكَ أبوهمُ ... وكأنمــــــــــا آباءهــــــــــــــــــــم ولَـــــــــدوكا!!
لو كنتَ تحملهم على مكروهةٍ ... تخشى الحتوف بها لما خذلوكا
وأقارب لــــــــــــــــــــو أبصروك معلقًا ... بنيـــــــــــاط قلبـــــــــــك ثَمَّ مَا نصروكا!!!
الناس ما استغنيتَ كنت أخًا لهم ... وإذا افتقرتَ إليهم فضحوكا!
،،،،
العاقلُ لا يُوَاخِي إلا ذا فضلٍ في الرّأي والدين والعلم والأخلاق الحسنة، ذا عقل! نشأ مع الصالحين!
لأنَّ صحبة بليدٍ نشأ مع العقلاء؛ خيرٌ من صحبة لبيب نشأ مع الجهال!!
،،،،
والعاقلُ يستخِبرُ أمورَ إخوانهِ قبل أن يؤاخيهم!
ومن أصحِّ الخبرةِ للمرءِ؛ وجود حالته بعد هيجان الغضب!
،،،،
إذا كــــــــــــان ودُّ المــــــــــــرء ليس بزائـــــد ... على: مرحبًا أو كيف أنت وحالكا!
أو القول: إني وامــــــــــقٌ لك حافظ ... وأفعـــــــــالُه تُبـــــــــــــدي لنــــــــــا غير ذلكا!
ولـــــــــــــم يــــــــــكُ إلا كـــــــاشِرًا أو محدِّثًا ... فــــأُفٍّ لِـــــــــــــــــــوُدٍّ ليس إلا كـــــــــذلكا!
ولكنْ إخاءُ المرءِ من كـــــــــــان دائمًا ... لذي الوُدِّ منه حيثُما كانَ سالكا!".
انتهى.
التعديل الأخير تم بواسطة ابنة السلف ; 17 Jun 2013 الساعة 10:40 PM
|