حديث: "خَلَقَ اللهُ آدَمَ عَلَى صُورَتِهِ"
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده وعلى آله وصحبه وسلّم أما بعد :
فهذا البحث المصغّر عبارة عن جمع وتحرير لمسألة من مسائل العقيدة وهي مسألة صورة الله جل وعلا وعود الضمير في الحديث :" خلق الله آدم على صورته " ، أحببت أن أذكره تعليقا على ما أثاره أخونا الفاضل مهدي بن الحسين ـ وفقه الله ـ ( مقاله منشور في هذا المنتدى ورابطه : http://www.tasfiatarbia.net/vb/showthread.php?t=6170)
وسأقوم بتقسيم هذه الدراسة إلى مباحث أربع :
المبحث الأول : تحرير محل النزاع
مما ينبغي أن يعلم ابتداء أنّ علماء أهل السنة والجماعة ( بما فيهم الإمام ابن خزيمة والشيخ الألباني ـ رحمة الله على الجميع ـ ممن قالا بعود الضمير إلى المضروب لا إلى الله جل جلاله ) متفقون على إثبات الصورة لله عز وجل إثباتا بلا تمثيل أو تكييف كما جاء بذلك الحديث من رواية أبي هريرة رضي الله عنه وفيه :"... فيأتيهم الله في غير الصورة التي يعرفون فيقول : أنا ربكم، فيقولون نعوذ بالله منك هذا مكاننا حتى يأتينا ربُّنا، فإذا أتانا ربنا عرفناه، فيأتيهم الله في الصورة التي يعرفون فيقول أنا ربكم، فيقولون أنت ربنا فيتبعونه ... "
( رواه البخاري في كتاب الرقاق باب الصراط جسر جهنّم برقم 6088 )
وقد بوّب الإمام ابن خزيمة في كتاب التوحيد 1/56 : باب ذكر صورة ربّنا جل وعلا
* وإنّما وقع النزاع في عود الضمير في الحديث ( خلق الله آدم على صورته ) فبعضهم يرجعه إلى آدم وبعضهم إلى المضروب وبعضهم إلى الله عز وجل .
ولعلّ أشهر من أوّله ( من أهل السنة ) الإمام ابن خزيمة حيث قال في كتاب التوحيد 1/95 :" الهاء في هذا الموضع كناية عن اسم المضروب والمشتوم " ، ثم تبعه على ذلك الشيخ الألباني رحمة الله على الجميع .
* وأبرز سببٍ لخلافهم تصحيح الحديث الذي ورد بلفظ صريح أو تضعيفه ، لهذا سأسوق نص الحديث في هذه المسألة .
المبحث الثاني : إيراد الحديث بلفظه الصريح
عن ابن عمر رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :" لا تقبّحوا الوجوه فإنّ ابن آدم خُلق على صورة الرحمن "
رواه ابن أبي عاصم في السنة برقم 529 (1/ 362 طبعة الجوابرة ) ورواه برقم 533 ( 1/364 ) من حديث أبي هريرة، و ممن رواه عبد الله بن أحمد في السنة برقم 498 ( 1/ 268 طبعة القحطاني ) وبرقم 1076 ( 2/ 472) والدارقطني في كتاب الصفات برقم 48 و 49 ( طبعة الفقيهي ) والآجري في الشريعة برقم 725 (3/ 1152 ) وابن بطة في الإبانة كما في المختار منه برقم 185 (3/244 تتمة الرد على الجهمي ) والبيهقي في الأسماء والصفات برقم 640
وهذا الحديث مختلف في تصحيحه وتضعيفه
فممّن ضعّفه الإمام ابن خزيمة رحمه الله كما في كتابه التوحيد 1/96، ثم الشيخ الألباني رحمه الله وزاد على ابن خزيمة في إعلال الحديث ( الضعيفة 3/316 برقم 1176 ) .
وممّن صحّحه :
الإمامان : أحمد بن حنبل وإسحاق بن راهوية رحمهما الله ( وقد نقل تصحيحهما : الحافظ الذهبي كما في ميزان الاعتدال 2/420 والحافظ ابن حجر كما في فتح الباري 5/183 ( طبعة دار المعرفة ) .
الشيخ الإمام ابن باز كما في تقريظه لرسالة العلامة التويجري رحمة الله على الجميع .
الشيخ العلامة المحدث حماد الأنصاري رحمه الله في رسالة بعنوان : تعريف أهل الإيمان بصحة حديث إن آدم خلق على صورة الرحمن ، طبعت ضمن ثلاث رسائل للشيخ مكتبة الفرقان 1424 هـ ص 169
الشيخ العلامة حمود التويجري في رسالة بعنوان : عقيدة أهل الإيمان في خلق آدم على صورة الرحمن، قرظه الإمام ابن باز رحمه الله ، طبعت بدار اللواء 1409 هـ
وقد قال الهيثمي في مجمع الزوائد ( 3/417 ) "رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح غير إسحاق بن اسماعيل الطالقاني وهو ثقة وفيه ضعف "
يتبع إن شاء الله تعالى
التعديل الأخير تم بواسطة هشام بن حسن ; 07 Mar 2011 الساعة 03:47 PM
|