منتديات التصفية و التربية السلفية

منتديات التصفية و التربية السلفية (http://www.tasfiatarbia.org/vb/index.php)
-   الــمــــنــــــــتـــــــدى الـــــــــعــــــــام (http://www.tasfiatarbia.org/vb/forumdisplay.php?f=2)
-   -   حديث: "خَلَقَ اللهُ آدَمَ عَلَى صُورَتِهِ" (http://www.tasfiatarbia.org/vb/showthread.php?t=6585)

هشام بن حسن 07 Mar 2011 03:41 PM

حديث: "خَلَقَ اللهُ آدَمَ عَلَى صُورَتِهِ"
 
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده وعلى آله وصحبه وسلّم أما بعد :
فهذا البحث المصغّر عبارة عن جمع وتحرير لمسألة من مسائل العقيدة وهي مسألة صورة الله جل وعلا وعود الضمير في الحديث :" خلق الله آدم على صورته " ، أحببت أن أذكره تعليقا على ما أثاره أخونا الفاضل مهدي بن الحسين ـ وفقه الله ـ ( مقاله منشور في هذا المنتدى ورابطه : http://www.tasfiatarbia.net/vb/showthread.php?t=6170)
وسأقوم بتقسيم هذه الدراسة إلى مباحث أربع :

المبحث الأول : تحرير محل النزاع
مما ينبغي أن يعلم ابتداء أنّ علماء أهل السنة والجماعة ( بما فيهم الإمام ابن خزيمة والشيخ الألباني ـ رحمة الله على الجميع ـ ممن قالا بعود الضمير إلى المضروب لا إلى الله جل جلاله ) متفقون على إثبات الصورة لله عز وجل إثباتا بلا تمثيل أو تكييف كما جاء بذلك الحديث من رواية أبي هريرة رضي الله عنه وفيه :"... فيأتيهم الله في غير الصورة التي يعرفون فيقول : أنا ربكم، فيقولون نعوذ بالله منك هذا مكاننا حتى يأتينا ربُّنا، فإذا أتانا ربنا عرفناه، فيأتيهم الله في الصورة التي يعرفون فيقول أنا ربكم، فيقولون أنت ربنا فيتبعونه ... "
( رواه البخاري في كتاب الرقاق باب الصراط جسر جهنّم برقم 6088 )

وقد بوّب الإمام ابن خزيمة في كتاب التوحيد 1/56 : باب ذكر صورة ربّنا جل وعلا
* وإنّما وقع النزاع في عود الضمير في الحديث ( خلق الله آدم على صورته ) فبعضهم يرجعه إلى آدم وبعضهم إلى المضروب وبعضهم إلى الله عز وجل .
ولعلّ أشهر من أوّله ( من أهل السنة ) الإمام ابن خزيمة حيث قال في كتاب التوحيد 1/95 :" الهاء في هذا الموضع كناية عن اسم المضروب والمشتوم " ، ثم تبعه على ذلك الشيخ الألباني رحمة الله على الجميع .
* وأبرز سببٍ لخلافهم تصحيح الحديث الذي ورد بلفظ صريح أو تضعيفه ، لهذا سأسوق نص الحديث في هذه المسألة .

المبحث الثاني : إيراد الحديث بلفظه الصريح
عن ابن عمر رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :" لا تقبّحوا الوجوه فإنّ ابن آدم خُلق على صورة الرحمن "
رواه ابن أبي عاصم في السنة برقم 529 (1/ 362 طبعة الجوابرة ) ورواه برقم 533 ( 1/364 ) من حديث أبي هريرة، و ممن رواه عبد الله بن أحمد في السنة برقم 498 ( 1/ 268 طبعة القحطاني ) وبرقم 1076 ( 2/ 472) والدارقطني في كتاب الصفات برقم 48 و 49 ( طبعة الفقيهي ) والآجري في الشريعة برقم 725 (3/ 1152 ) وابن بطة في الإبانة كما في المختار منه برقم 185 (3/244 تتمة الرد على الجهمي ) والبيهقي في الأسماء والصفات برقم 640
وهذا الحديث مختلف في تصحيحه وتضعيفه
فممّن ضعّفه الإمام ابن خزيمة رحمه الله كما في كتابه التوحيد 1/96، ثم الشيخ الألباني رحمه الله وزاد على ابن خزيمة في إعلال الحديث ( الضعيفة 3/316 برقم 1176 ) .
وممّن صحّحه :
الإمامان : أحمد بن حنبل وإسحاق بن راهوية رحمهما الله ( وقد نقل تصحيحهما : الحافظ الذهبي كما في ميزان الاعتدال 2/420 والحافظ ابن حجر كما في فتح الباري 5/183 ( طبعة دار المعرفة ) .
الشيخ الإمام ابن باز كما في تقريظه لرسالة العلامة التويجري رحمة الله على الجميع .
الشيخ العلامة المحدث حماد الأنصاري رحمه الله في رسالة بعنوان : تعريف أهل الإيمان بصحة حديث إن آدم خلق على صورة الرحمن ، طبعت ضمن ثلاث رسائل للشيخ مكتبة الفرقان 1424 هـ ص 169
الشيخ العلامة حمود التويجري في رسالة بعنوان : عقيدة أهل الإيمان في خلق آدم على صورة الرحمن، قرظه الإمام ابن باز رحمه الله ، طبعت بدار اللواء 1409 هـ
وقد قال الهيثمي في مجمع الزوائد ( 3/417 ) "رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح غير إسحاق بن اسماعيل الطالقاني وهو ثقة وفيه ضعف "

يتبع إن شاء الله تعالى


مراد العزوني 07 Mar 2011 05:07 PM

واصل أخي هشام .....نحن في الانتظار

أبو بشير مسعود عبد الهادي 07 Mar 2011 08:16 PM

إستزادة
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخي هشام بن حسن هناك كتاب عنوانه أحاديث العقيدة المتوهم إشكالها في الصحيحين لسليمان الدبيخي
تعرض إلى هذا الحديث بالدراسة

حكيم بن منصور 07 Mar 2011 10:10 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة هشام بن حسن (المشاركة 23538)
بسم الله الرحمن الرحيم
ولعلّ أشهر من أوّله ( من أهل السنة ) الإمام ابن خزيمة حيث قال في كتاب التوحيد 1/95 :" الهاء في هذا الموضع كناية عن اسم المضروب والمشتوم " ، ثم تبعه على ذلك الشيخ الألباني رحمة الله على الجميع .

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

لو استعملت لفظة أخرى غير لفظة التأويل، لأن التأويل مذموم في باب الصفات، وإمام الأئمة ابن خزيمة رحمه الله من أول المنكرين للتأويل في باب الصفات، فالأولى أن تستعمل لفظة أخرى كالتفسير والشرح ونحوها، وهذا عند هؤلاء ليس تأويلا بل شرحا دل عليه ظاهر الحديث.

ونحن نتابع طرحك وبحثك، وفقك الله ، فواصل جزاك الله خيرا

حسن بوقليل 08 Mar 2011 10:55 AM

جزاك الله خيرا أخي حكيم على التنبيه.
وأرجو من هشام أن ينتبه عند طرح مثل هذه المسائل، وأن يحرص على نقل كلام العلماء.

هشام بن حسن 08 Mar 2011 12:36 PM

بارك الله في الجميع ، وههنا ثلاث نقاط :
1- استعمالي للفظة التأويل عند الكلام حول الإمام ابن خزيمة رحمه الله إنّما هو على المعنى المشهور عند المتأخرين ، وليس على معنى التفسير أو الامتثال أو الرجوع كما هو معهود في النصوص وموجود في كلام المتقدمين .
2- سبقني إلى هذا الاستعمال في حق الإمام ابن خزيمة بعض العلماء منهم الإمام الذهبي رحمه الله حيث قال كما في السير ( 14/ 374 ) :" وكتابه في التوحيد مجلد كبير وقد تأول في ذلك حديث الصورة فليُعذر من تأول بعض الصفات ، وأما السلف فما خاضوا في التأويل بل آمنوا وكفّوا وفوّضوا علم ذلك إلى الله ورسوله ، ولو أنّ كلّ من أخطأ في اجتهاده مع صحّة إيمانه وتوخّيه لاتباع الحق أهدرناه وبدّعناه لقلّ من يسلم من الأئمة معنا رحم الله الجميع بمنّه وكرمه "
وقال العلامة الهراس
تعليقا على كلام ابن خزيمة كما في كتاب التوحيد
( 1/100 ) ( إضافة الصورة إلى الرحمن إنما هو من إضافة الخلق إليه ) :" هذا تأويل بعيد جدا ..."
3- مما لا شك فيه أنّ التعرّض للمسائل الخلافية الشائكة يكون بإيراد النصوص أولا ثم بذكر كلام أهل العلم ثانيا ( وسيأتي هذا لاحقا إن شاء الله تعالى ) .


حكيم بن منصور 09 Mar 2011 06:39 AM

بارك الله فيك على هذه النقاط الثلاثة وإفادتنا بها،
وخاصة نقلك عن الذهبي والهراس رحمهما الله تعالى،
ولكن اسمح لي أن أخالفك الرأي في استعمالك لفظة التأويل،
وكانت مخالفتي لك أولا لأجل أن لفظ التأويل يحمل معنى التفسير والشرح، وهذا الذي حسبت أنك تريده، وهو صحيح.
ويحمل معنى مذموم وهو تأويل أهل البدع والأهواء، وهو ، الذي بمعنى صرف اللفظ عن معناه الظاهر إلى معناه البعيد، فإن كان بدليل فهو سائغ لازم، وإن كان لغير دليل، فهذا ممنوع وباطل، وسماه الشيخ محمد الأمين الشنقيطي رحمه الله تلاعبا وهذا هو المذموم في باب الصفات .


والآن رأيتكم تفصحون عن معنى التأويل وأنه ليس بمعنى الشرح والتفسير، وإنما هو بالمعنى المذموم، وهنا أخالفكم الرأي لما قدمته لكم أن الإمام إمام الأئمة ابن خزيمة رحمه الله من أشد المنكرين على أهل التأويل، وكتابه التوحيد أكبر دليل على هذا، وكذلك الشيخ الألباني رحمه الله من أشد الناس ردا على أهل التأويل.
فكيف ننسبهم إلى التأويل المذموم وهم له كارهون؟
فكان الأقرب استعمال لفظ الشرح والتفسير -والله أعلم-لأسباب:
منها أن الخلاف في هاء الضمير إلى أي شيء يرجع، وهذا يبينه السياق. فلم يكن فيه تأويل ولم يصرف اللفظ عن ظاهره المتبادر إلى معنى آخر بعيد.
ومنها أن حديث "إن الله خلق آدم على صورة الرحمن" ضعيف عندهم لا يصح، فأين التأويل، نعم هو تأويل إذا صححوا الحديث لظهور معناه من لفظه، ولكن ما دام الحديث عندهم ضعيفا، فأين التأويل؟
ومنها أنهم -كما تفضلتم- يثبتون صفة الصورة لله العظيم من أحاديث أخرى صحيحة. فكيف ينسب ابن خزيمة ومن اتبعه إلى التأويل في هذا الحديث "إن الله خلق آدم على صورته"!

هذا والله أعلم
واصلوا بارك الله فيكم فنحن نقرأ بحثكم باهتمام ونستفيد.

أبو حـــاتم البُلَيْـــدِي 11 Mar 2011 10:20 PM

جزى الله الأخوين الكريمين هشاماً وحكيماًَ خيراً

بحث مهم.. واصل أخي هشام وصلك الله بحبل مودته


الساعة الآن 11:44 PM.

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
Salafi Tasfia & Tarbia Forums 2007-2013