منتديات التصفية و التربية السلفية  
     

Left Nav الرئيسية التعليمـــات قائمة الأعضاء التقويم مشاركات اليوم Right Nav

Left Container Right Container
 

العودة   منتديات التصفية و التربية السلفية » القــــــــسم العــــــــام » الــمــــنــــــــتـــــــدى الـــــــــعــــــــام

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 01 Oct 2010, 09:30 AM
أبو الفضل لقمان الجزائري
زائر
 
المشاركات: n/a
افتراضي ** البيانُ لبعض المعاني في قصيدةِ حسانَ "حَصَانٌ رزانٌ" **

بسم الله الرحمن الرحيم

** البيانُ لبعض المعاني في قصيدةِ حسانَ "حَصَانٌ رزانٌ" **

الحمد لله مسهل ما صعب من الأمور الكائنات،مالك الأرض والسموات، المتقدس عن الحدث والنقصان والآفات،المستحق لكمال النعوت والصفات،المسبح بصنوف اللغات،المحمود على جميع الأفعال والحالات، أحمده على ترادف نعمه السابغات وترافد مننه السائغات، حمدا دائما على ممر الأوقات والساعات.
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له شهادة منزهة عن الشك والشبهات، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله _صلى الله عليه و سلم_ استخرجه من أشرف الأباء والأمهات، وابتعثه بالمعجزات البالغات، والآيات والحجج الواضحات، وختم به النبوة والرسالات، وخصه بأفضل النساء والزوجات، وشرفه بتحريمهن على المؤمنين بعد الوفاة، فأضاء بنور رسالته حنادس الظلم والظلمات، وانجلى بشمس مقالته سحاب الكفر والغوايات، وأعز دينه بأصحابه وأهله الذين هم لأمته كالنجوم السائرات, فصلى الله عليه وعليهم أفضل الصلوات وعلى أزواجه الطيبات الطاهرات، المنزهات عن قول أهل الإفك المبرآت، وسلم تسليما كثيرا إلى يوم الدين ونشر العظام الباليات.أما بعد,
فهذا جمع لما تيسر من أقوال الشراح على قصيدة شاعر الإسلام حسان بن ثابت رضي الله عنه , وقد قدمت لها بتقدمة تبين مقام حسان عند رسول الله صلى الله عليه وسلم وماله من الفضائل والمحاسن وتزيل بعض ما علق به مما يضر قائله ولا يضره هو , فرضي الله عنه وأرضاه , و نسأل الله الكريم أن يحشرنا معه يوم القيامة إنه سميع مجيب.

حسان بن ثابت شاعر الإسلام, شاعر رسول الله صلى الله عليه وسلم.
قال في الإصابة (2/62_64):
هو:"حسان بن ثابت بن المنذر بن حرام بن عمرو بن زيد مناة بن عدي بنعمرو بن مالك بن النجار الأنصاري الخزرجي ثم النجاري شاعر رسول الله صلى الله عليه وسلم وأمه الفريعة بالفاء والعين المهملة مصغرا بنت خالد بن حبيش بن لوذان خزرجية أيضا أدركت الإسلام فأسلمت وبايعت وقيل هي أخت خالد لا ابنته يكنى أبا الوليد وهي الأشهر وأبا المضرب وأبا الحسام وأبا عبد الرحمن روى عن النبي صلى الله عليه وسلم أحاديث روى عنه سعيد بن المسيب وأبو سلمة بن عبد الرحمن وعروة بن الزبير وآخرون.
مات حسان قبل الأربعين في قول خليفة, وقيل: سنة أربعين ,وقيل: خمسين, وقيل: أربع وخمسين وهو قول بن هشام حكاه عنه بن البرقي وزاد: وهو بن عشرين ومائة سنة أو نحوها.
وذكر بن إسحاق أن النبي صلى الله عليه وسلم قدم المدينة ولحسان ستون سنة.
قلت: فلعل هذا يكون على قول من قال إنه مات سنة أربعين بلغ مائة أو دونها أو في سنة خمسين مائة وعشرة أو سنة أربع وخمسين مائة وأربع عشرة والجمهور أنه عاش مائة وعشرين سنة , وقيل : عاش مائة وأربع سنين جزم به بن أبي خيثمة عن المدائني وقال: بن سعد عاش في الجاهلية ستين وفي الإسلام ستين ومات وهو بن عشرين ومائة ."اهـ بتصرف

وقال في التهذيب (2/ 248):" قال عمرو بن العلاء : أشعر أهل الحضر حسان بن ثابت, و قال الحطيئة : أبلغوا الأنصار أن شاعرهم أشعر العرب ." اهـ

قال أبو نعيم في كتابه معرفة الصحابة(2/ 845):
"شاعر رسول الله صلى الله عليه وسلم المنافح عنه، والمناضل المؤيد بروح القدوس، يكنى: أبا عبد الرحمن، وقيل: أبا الوليد، وكان يكنى أيضا بأبي الحسام لمناضلته عن رسول الله صلى الله عليه وسلم بلسانه الغازي به أعراض المشركين، عاش مائة وعشرين سنة، ستين في الجاهلية وستين في الإسلام، وكذلك عاش أبوه وأبو أبيه: جده وأبو جده حرام، لا يعرف في العرب أربعة تناسلوا من صلب واحد اتفقت مدة تعميرهم مائة وعشرين سنة غيرهم."اهـ

وترجم له الزِرِكلي(1) في الأعلام(2/ 845) فقال:
"حسان بن ثابت بن المنذر الخزرجي الأنصاري، أبو الوليد: الصحابي، شاعر النبي صلى الله عليه وسلم وأحد المخضرمين الذين أدركوا الجاهلية والإسلام. عاش ستين سنة في الجاهلية، ومثلها في الإسلام. وكان من سكان المدينة. واشتهرت مدائحه في الغسانيين، وملوك الحيرة، قبل الإسلام، وعمي قبيل وفاته....قال أبو عبيدة:فضل حسان الشعراء بثلاثة: كان شاعر الأنصار في الجاهلية، وشاعر النبي في النبوة، وشاعر اليمانيين في الإسلام. وكان شديد الهجاء، فحل الشعر."اهـ

هل كان رضي الله عنه جبانا كما يوصف في السير!!!.

سئل الشيخ المحقق والعلامة المدقق صالح بن عبد العزيز آل الشيخ_حفظه الله تعالى ورعاه_في شرح لمعة الاعتقاد:
هل يصح أن يقال إن حسان بن ثابت جبان او نحو ذلك كما ذكر ذلك ابن حجر في الإصابة، علما أن وصف الجبان وصف ليس عامًّا وإنما هو لحادثة أو نحوه؟
فكان الجواب:
ليس كذلك، ليس كذلك؛ بل حسان بن ثابت من الشّجعان لأنه كان يهجو المشركين، قد قال عَلَيْهِ الصَّلاَةُ والسَّلاَمُ لحسان «أهجهم حسان وروح القدس معك» وقال أيضا له في وصفه هجائه للمشركين «لهو أشد عليهم من وقع النبل»، والعرب كانت من تثأر ممن يهجو وتكيد له بالسوء، فحسان كان مقداما لكنه كان كبير السن جدا، فكان تقدم قبل النبوة قبل أن يسلم عليه ستون سنة، فأسلم وهو ابن ستين سنة، ولما جاءت المغازي كان كبيرا فربما تأخر لضعفه لا لأجل شيء في نفسه(2).
فوصفه بهذا لا يجوز لأنه تأخر في بعض الوقعات لا لأجل ما ذكره هنا؛ ولكن لأسباب أخر، وله له في ذلك مقام الصدق وأرضاه.اهـ

قال الذهبي في السير(3/452):
"قِيْلَ لابْنِ عَبَّاسٍ: قَدِمَ حَسَّانُ اللَّعِيْنُ! فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: مَا هُوَ بِلَعِيْنٍ، قَدْ جَاهَدَ مَعَ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بِنَفْسِهِ، وَلِسَانِهِ.
قُلْتُ(الذهبي): هَذَا دَالٌّ عَلَى أَنَّهُ غَزَا.اهـ

من فضائل حسان بن ثابت رضوان الله عليه.

لكون حسان بن ثابت من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم بل من المدافعين عنه فلا تكاد الأقلام والألسن تحيط بفضله وسابقته وجهاده ولكن لنذكر غيضا من فيض وقليلا من كثير مما له من الفضائل رضي الله عنه.

* فمن فضائله رضي الله عنه ما قاله النبي صلى الله عليه وسلم لحسان بن ثابت : " إن روح القدس معك ما هاجيتهم " .صحيح و انظر حديث رقم: 2084 في صحيح الجامع.‌
* وقال عليه الصلاة والسلام: " أهجهم أو هاجهم وجبريل معك ".أخرجه البخاري ومسلم

قال العيني في عمدة القاري:" أي يؤيدك ويعينك عليه."اهـ

* وقال عليه السلام : " يا حسان أجب عن رسول الله اللهم أيده بروح القدس".صحيح انظر حديث رقم: 7908 في صحيح الجامع
* وقال صلى الله عليه وسلم عن هجائه لهم: " والذي نفسي بيده لهو أشد فيهم من النبل ".
* وعن البراء قال قال النبي صلى الله عليه وسلم يوم قريظة لحسان بن ثابت :"أهج المشركين فإن جبريل معك", وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لحسان :"أجب عني اللهم أيده بروح القدس." متفق عليه.
لهذا أوردها مسلم تحت باب فضائل حسان بن ثابت رضى الله عنه, فكفاه فضيلة أن كان مدافعا عن رسول الله بلسانه ونفسه.

قال ابن بطال في شرحه على صحيح الإمام البخاري (9/326) :
"والانتصار منهم (المشركين ) بذمهم وذكر كفرهم وقبيح أفعالهم من أفضل الأعمال عند الله تعالى ألا ترى قوله عليه السلام لحسان : ( أهجهم وجبريل معك ) وقوله : ( اللهم أيده بروح القدس ) وكفى بهذا فضلاً وشرفًا للعمل والعامل به."اهـ

وقال ابن القيم – رحمه الله – في بيان أنواع الأقلام في كتابه التبيان في أقسام القرآن (1/379):
" القلم الثاني عشر : القلم الجامع , وهو قلم الرد على المبطلين .... وهذا القلم في الأقلام نظير الملوك في الأنام, وأصحابه أهل الحجة الناصرون لما جاءت به الرسل المحاربون لأعدائهم , وأصحاب هذا القلم حرب لكل مبطل , وعدو لكل مخالف للرسل."اهـ

فكان حال هذا حسان رضي الله عنه مع أعداء رسول الله من المشركين وأذنابهم فرضي الله عنه وأرضاه ما تتابع الليل والنهار.

وقال ابن رجب في فتح الباري:"في الحديث ذكر مدح حسان على أجابته عن النبي - صلى الله عليه وسلم - والدعاء له على ذلك ، وكفى بذلك على فضل شعره المتضمن للمنافحة عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، والرد على أعدائه والطاعنين عليه."اهـ بتصرف.

وقال علامة الجنوب أحمد بن يحيى النجمي رحمه الله في كتابه القيم "تنـزيه الشريعة عن إباحة الأغاني الخليعة" :
" فإن كان الكلام المتغنى به في وصف الحرب، وكانت الحرب في نصرة الحق ودحض الباطل كان التغني به حقًّا، ومن هذا القبيل أشعار حسان بن ثابت."اهـ

ومن تأثير شعره العجيب رضي الله عنه ما رواه الترمذي في جامعه ولنسق موضع الشاهد منه:
"قال قتادة: لما أتيت عمي بالسلاح وكان شيخًا، قد عشا أو عسا -الشك من أبي عيسى -في الجاهلية وكنت أرى إسلامه مدخولا فلما أتيته بالسلاح قال: يا ابن أخي، هو في سبيل الله. فعرفت أن إسلامه كان صحيحًا، فلما نزل القرآن لحق بُشَيرٌ بالمشركين، فنزل على سُلافةَ بنت سعد بن سُمَية، فأنزل الله تعالى: { وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيرًا. إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلالا بَعِيدًا } فلما نزل على سلافة رماها حسان بن ثابت بأبيات من شعره، فأخذت رَحْلَهُ فوضعته على رأسها، ثم خرجت به فَرَمَتْ به في الأبطح، ثم قالت: أهديتَ لي شِعْر حسان؟ ما كنتَ تأتيني بخير."اهـ
وانظر تفسير الطبري (9/177) وانظر: حاشية الشيخ أحمد شاكر في كلامه على هذا الحديث (9/181) والحديث حسنه العلامة الألباني في تخريجه لجامع الترمذي .

هل حسان هو الذي تولى كبره في حادثة الإفك!!!! أم هو أبي بن سلول رأس المنافقين لعنه الله.


ﭧ ﭨ ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖﭗ ﭘ ﭙ ﭚ ﭛﭜ ﭝ ﭞ ﭟ ﭠﭡ ﭢ ﭣ ﭤ ﭥ ﭦ ﭧ ﭨﭩ ﭪ ﭫ ﭬ ﭭ ﭮ ﭯ ﭰالنور: ١١.

قال ابن جرير الطبري في تفسيره(17/197) بعدما ذكر إختلاف المفسرين في معنى الآية:
"وأولى القولين في ذلك بالصواب قول من قال:الذي تولى كِبره من عصبة الإفك،كان عبد الله بن أبيّ.وذلك أنه لا خلاف بين أهل العلم بالسير،أن الذي بدأ بذكر بالإفك،وكان يجمع أهله ويحدثهم، عبد الله بن أبيٍّ بن سلول،وفعلهُ ذلك على ما وصفت،كان تولِّيه كِبْرَ ذلك الأمر."اهـ المقصود

وقال ابن كثير في تفسيره (3/332_333):
وقوله تعالى: {لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ مَا اكْتَسَبَ مِنَ الْأِثْمِ} أي لكل من تكلم في هذه القضية ورمى أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها بشيء من الفاحشة نصيب عظيم من العذاب {وَالَّذِي تَوَلَّى كِبْرَهُ مِنْهُمْ}
قيل: ابتدأ به.
وقيل: الذي كان يجمعه ويستوشيه ويذيعه ويشيعه {لَهُ عَذَابٌ عَظِيمٌ} أي على ذلك, ثم الأكثرون على أن المراد بذلك إنما هو عبد الله بن أبي ابن سلول قبحه الله تعالى ولعنه, وهو الذي تقدم النص عليه في الحديث, وقال ذلك مجاهد وغير واحد."اهـ
وقيل المراد به : حسان بن ثابت, وهو قول غريب, ولولا أنه وقع في صحيح البخاري ما قد يدل على ذلك, لما كان لإيراده كبير فائدة, فإنه من الصحابة الذين لهم فضائل ومناقب ومآثر, وأحسن مآثره أنه كان يذب عن رسول الله صلى الله عليه وسلم بشعره, وهو الذي قال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أهجهم وجبريل معك".

وقال الحافظ في الفتح بعد كلام(8/485_486):
"وقد تقدم قبل هذا أنه عبد الله بن أبي وهو المعتمد"اهـ

قال ابن سعدي رحمه الله تعالى(563) في تفسير الآية: أي: "معظم الإفك، وهو المنافق الخبيث، عبد الله بن أبي بن سلول -لعنه الله-ا"هـ

نــــــص القصـــــيدة

حَصَانٌ رَزَانٌ مَا تُزَنّ بِرِيبَةٍ ... وَتُصْبِحُ غَرْثَى مِنْ لُحُومِ الْغَوَافِــلِ
عَقِيلَةُ حَيّ مِنْ لُؤَيّ بْنِ غَالِبٍ ... كِرَامِ الْمَسَاعِي مَجْدُهُمْ غَيْرُ زَائِلِ
مُهَذّبَةٌ قَدْ طَيّبَ اللّهُ خِيمَهَا ... وَطَهّرَهَا مِنْ كُلّ سُوءٍ وَبَاطِــــلِ
فَإِنْ كُنْتُ قَدْ قُلْت الّذِي قَدْ زَعَمْتُمْ ... فَلَا رَفَعَتْ سَوْطِي إلَيّ أَنَامِلِي
وَكَيْفَ وَوُدّي مَا حَيِيتُ وَنُصْرَتِي ... لِآلِ رَسُولِ اللّهِ زَيْنُ الْمَـحَافِلِ
لَهُ رَتَبٌ عَالٍ عَلَى النّاسِ كُلّهِمْ ... تَقَاصَرَ عَنْهُ سَوْرَةُ الْمُتَـــطَاوِلِ
فَإِنّ الّذِي قَدْ قِيلَ لَيْسَ بِلَائِطٍ ... وَلَكِنّهُ قَوْلُ امْرِئٍ بِي مَاحِــــلِ

مــن ذكــرها مــن أهل العلم

أخرج البخاري في صحيحه(4/1523) و مسلم (7/163)أصلها.
وأوردها ابن هشام في سيرته (4/270)،وذكرها العسكري في كتابه الأوائل(1/124) وكذا الحافظ بن عبد البر في الاستيعاب في معرفة الأصحاب (4/1883_1884),كما ذكرها الحافظ الذهبي في سير أعلام النبلاء(3/143) , و أبو الوليد سليمان بن خلف الباجي في كتابه الفريد سُنن الصالحين وسَنن العابدين (1/177) والسيرافي في شرح أبيات الإيضاح والسهيلي في الروض الأنف(6/419) وغيرهم.
وذكر بعضها الهيثمي في مجمع الزوائد(8/349 ) وابن الأثير في أسد الغابة (2/10), و أنظر ديوان حسان بن ثابت (34) .

وقال شيخ الإسلام في مجموع الفتاوى(32/122):
"قال حسان بن ثابت‏:‏
حصان رزان ما تزن بريبة ** وتصبح غرثي من لحوم الغوافل."اهـ

بيان لــبــعض مــعانيــها
قال الحافظ ابن حجر في فتح الباري(8/485_486):
" قوله: حصان بفتح المهملة قال السهيلي هذا الوزن يكثر في أوصاف المؤنث وفي الإعلام منها كأنهم قصدوا بتوالي الفتحات مشاكلة خفة اللفظ لخفة المعنى حصان من الحصين والتحصين يراد به الامتناع على الرجال ومن نظرهم إليها .
وقوله: رزان من الرزانة يراد قلة الحركة وتزن بضم أوله ثم زاي ثم نون ثقيلة أي ترمي.
وقوله: غرثى بفتح المعجمة وسكون الراء ثم مثلثة أي خميصة البطن أي لا تغتاب أحدا وهي استعارة فيها تلميح بقوله تعالى في المغتاب أيحب أحدكم أن يأكل."اهـ بتصرف.

قال عبد الرحمن السهيلي في الروض الأنف والمنهل الروي في ذكر ما حدث عن رسول الله ورُوي(3):
" والرزان والثقال بمعنى واحد وهي :قليلة الحركة.
وقوله:" وتصبح غرثى من لحوم الغوافل" أي خميصة البطن من لحوم الناس أي اغتيابهم وضرب الغرث مثلا ، وهو عدم الطعم وخلو الجوف وفي التنزيل { أيحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتا } [ الحجرات 12 ] ضرب المثل لأخذه في العرض بأكل اللحم لأن اللحم ستر على العظم والشاتم لأخيه كأنه يقشر ويكشف ما عليه من ستر . وقال ميتا ، لأن الميت لا يحس ، وكذلك الغائب لا يسمع ما يقول فيه المغتاب ثم هو في التحريم كأكل لحم الميت . وقوله:" من لحوم الغوافل" يريد العفائف الغافلة قلوبهن عن الشر كما قال سبحانه { إن الذين يرمون المحصنات الغافلات المؤمنات } [ النور 23 ] جعلهن غافلات لأن الذي (....بياض في الأصل...) قطُّ ولا خطر على قلوبهن فهن في غفلة عنه وهذا أبلغ ما يكون من الوصف بالعفاف .
وقوله :"له رتب عال على الناس كلهم" الرتب ما ارتفع من الأرض وعلا ، والرتب أيضا : قوة في الشيء وغلظ فيه والسورة رتبة رفيعة من الشرف مأخوذة اللفظ من سور البناء .
وقوله:" فإن الذي قد قيل ليس بلائط".أي بلاصق يقال ما يليط ذلك بفلان أي ما يلصق به ومنه سمي الربا : لياطا ، لأنه ألصق بالبيع وليس ببيع . وفي الكتاب الذي كتب لثقيف وما كان من دين ليس فيه رهن فإنه لياط مبرأ من الله.
وقوله:" في الشعر فلا رفعت سوطي إلي أناملي". دعاء على نفسه وفيه تصديق لمن قال إن حسان لم يجلد في الإفك."اهـ بتصرف.

ختاما

هذا ما أقدرنا الله على جمعه نسأل الله أن يغفر لنا ذنوبنا وخطأنا وزللنا وأن يرزقنا الإخلاص في الأقوال والأعمال والتواضع لله ولعباده وأن يحشرنا في زمرة النبيين والصديقين والشهداء والصالحين إن ربنا لسميع الدعاء.
والذي أطلبه من كل قارئ أن ينبهني على الأخطاء إن وجدت, وأن يدعو لي بظهر الغيب _إن سمح_ دعوة تنفعني ولا تضره.
لي مطلب من كل قارئ قرأ** أن يستر العيب الذي فيها يرى
من خطاءٍ في الجــمع والتعبير** فكلنا مظنة التقصـــير
وليس يخلو أحد من عَيْبِ** ثُمَّ الدعاء لي بظهر الغـــيب

وفرغ منه يوم الجمعة 23 شوال 1431هـ
أخوكم /أبو الفضل لقمان الجزائري
_عفا الله عنه_
الهوامش
_________________________
(1)وضبطه بالزاي المعجمة والراء المهملة المكسورتين فليتنبه!!!!.
(2)وقال الزِرِكلي في الأعلام(2/ 845):
"لم يشهد مع النبي صلى الله عليه وسلم مشهدا، لعلة أصابته."اهـ
(3) في اللسان روضة أُنُفٌ:لم يرعها أحد،أو لم توطأ،وكأس أُنُف:لم يشرب بها قبل ذلك.
يريد السهيلي بهذه التسمية أن يؤكد أن كتابه هذا لم يؤلف أحد مثله قبله.


التعديل الأخير تم بواسطة أبو الفضل لقمان الجزائري ; 03 Oct 2010 الساعة 10:36 AM
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 01 Oct 2010, 10:49 AM
أبو عبد الباري ياسين الإليثني أبو عبد الباري ياسين الإليثني غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Sep 2010
الدولة: الجزائر
المشاركات: 24
إرسال رسالة عبر Skype إلى أبو عبد الباري ياسين الإليثني
افتراضي

بارك الله فيك يأخي أبو الفضـــل لقـــــــمان الجزائــــري وجزاك خيرا
من يريد أن يستمع للقصيدة من هنا
http://www.tasfiatarbia.net/vb/showt...?t=5497&page=2
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 02 Oct 2010, 02:06 PM
أبو الفضل لقمان الجزائري
زائر
 
المشاركات: n/a
افتراضي

فيكم بارك الله.
رد مع اقتباس
  #4  
قديم 02 Oct 2010, 04:20 PM
محمد رحيل
زائر
 
المشاركات: n/a
افتراضي

بارك الله فيك أخي أبا الفضل وجعل ذلك في ميزان حسناتك
رد مع اقتباس
  #5  
قديم 03 Oct 2010, 10:24 AM
أبو الحارث وليد الجزائري أبو الحارث وليد الجزائري غير متواجد حالياً
وفقه الله وغفر له
 
تاريخ التسجيل: Feb 2008
الدولة: الجزائر
المشاركات: 473
إرسال رسالة عبر Skype إلى أبو الحارث وليد الجزائري
افتراضي

تبارك الله
جزاك الله خيرا أخي لقمان
استمتعت حقا بقراءة المقال والاستفادة منه

لا جفّ قلمك وفّقك الله
رد مع اقتباس
  #6  
قديم 04 Oct 2010, 08:38 AM
أبو الفضل لقمان الجزائري
زائر
 
المشاركات: n/a
افتراضي

جزاكم الله خيرا.
رد مع اقتباس
  #7  
قديم 10 Oct 2010, 01:37 PM
أبو الفضل لقمان الجزائري
زائر
 
المشاركات: n/a
افتراضي

للفائدة
رد مع اقتباس
  #8  
قديم 10 Oct 2010, 02:15 PM
أبو عبد الله مزيان المشدالي أبو عبد الله مزيان المشدالي غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Nov 2007
الدولة: الجزائر
المشاركات: 41
افتراضي

أرجو إعادة كتابة الآية الكريمة من سورة النّور
يا أبا الفضـل جزَاك ربّي خيْرَا.
( إنَّ الذِّين جآؤوا بالإفك عصبةٌ مِّنكم لا تحسبوه شرَّا لكم بل هو خير لَّكم لكلِّ امرئ منهم ما اكتسب من الإثم والذِّي تولَّى كبره منهم له عذاب عظيم ) النور: ١١.
رد مع اقتباس
  #9  
قديم 12 Oct 2010, 01:41 PM
أبو الفضل لقمان الجزائري
زائر
 
المشاركات: n/a
افتراضي

بارك الله فيك يا أبا عبد الله.
رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
حصان


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


Powered by vBulletin, Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd
Salafi Tasfia & Tarbia Forums 2007-2013