21 Nov 2013, 06:27 PM
|
عضو
|
|
تاريخ التسجيل: Oct 2011
المشاركات: 509
|
|
جزى اللهُ خيرًا الشّيخ لزهَر وبارك فيهِ وفي عِلْمِهِ
وباركَ الله فيك شيخ حسَن على الانتقاء الطيِّب، وحبّذا لو يُنقل الموضوع للمنبر العام
تفضّل التّفريغ:
بعض النّاس إذا سَمِع أنّ بعض أهل العِلم يُكثِر من التّحذير من المُبتدِعة وبيان شرِّهم وفضحهم يقول: الشّيخ هذا مُبالِغ! الشّيخ هذا عنده مُبالغات! عنده غُلوّ في التّحذير من .. حتّى قال أحدهم: الشّيخ هذا حارّ! أنّه مُبالغ! جعل همّهُ إلاّ الذي يضلّ! نسأل الله عزّ وجلّ أن يُجيرنا مِن الضّلال.
عِوَض أن نحمدَ الله -عزّ وجلّ- على هذه النِّعمة؛ وواللهِ يا إخوان: إنّها لمِن أعظمِ نِعَمِ اللهِ علينا أن جعَلَ في هذهِ الأُمّة في هذا الزّمان زَمنَ الفِتَن والضّلالات والأهواء من سخّره الله -جلّ وعلا- قائمًا للهِ بالحقِّ يُدافِع عن سُنّة النّبيّ –عليهِ الصّلاة والسّلام-، لا يهدأ لهُ بال ولا ترتاح له نفسٌ ولِمُبتدعٍ من المُبتدعة منبرٌ يدعُو من خلالِهِ إلى بدعته إلاّ وبَيَّنَ حالَهُ وفَضَحَهُ، ونحسبُهُ مِمّن لا تأخُذُهُم في اللهِ لومة لائمٍ وهُوَ كذلكَ.
عِوَض أن نحمد الله على هذه النِّعمة لأنّنا نحنُ ضعافٌ في علمنا ضعافٌ في إيمانِنا، وفي هذهِ الأُمّة فينا الأقوياء وفينا الكِبار؛ وكبارُنا هُم علماؤنا ليس عندنَا غيرُهُم، كبارُنَا هُم عُلَماؤنا لا أصحاب الجاه ولا أصحاب المناصب ولا أصحاب التّكنولوجيا ولا أصحاب هذه الأمور ولا الأدباء ولا الشّعراء ولا الفنّانين ولا المُعفّنين، كبارُنَا هُم عُلَماؤنا هُم بصر هذه الأُمّة.
فإذا وُجِد من هؤلاء العُلَماء الذينَ سخّروا جُهدَهُم ووقتَهُم ودعوتَهُم في هذا الأمر الجَلَل وهُوَ من أعظم أنواع الجهاد كما سُئل عن هذا الإمام أحمد –عليهِ رحمةُ اللهِ-: الرّجل يتقرّب إلى الله -جلّ وعلا- بالصّلاة والصّوم أو في التّكلّم في الرِّجال يعني في الجرح والتّعديل يُحذِّر منهُم؟ فقال: (صلاتُهُ وصومُهُ لنفسِهِ؛ أمّا كلامُهُ في هؤلاء فلِسُنّة النّبيّ –عليهِ الصّلاةُ والسّلام- ولِأُمّتِهِ) هذا رجُلٌ قائمٌ للهِ بالحقِّ.
هؤلاء يُطبِّلون أو يُزمِّرونَ أو يتكلّمون بما شاؤوا عنهُ فَهُو مُحتسِب، لأنّه ما سأل يومًا في حياتِهِ أجرًا ولا ثوابًا على عملٍ من أعمالِهِ؛ واللهِ ما نعلَمُ عنهُ هذَا، وما كان يرجُو من جمعيّةٍ أو من جهاتٍ ماليّة تُغدِق عليه بالأموال؛ بل أصحاب الأموال يُحذِّر منهُم، هؤلاء أصحاب الجمعيّات الذين أفسدُوا العبادَ؛ وفرّقُوا الجماعات بأموالهم، كُلَّما دخلوا قرية أفسدوا فيها؛ جمعيّة الإحياء وجمعيّة البُرّ وجمعية الشّعير!
الشّاهد يا إخوان: أنّ هذا من أعظمِ الجهاد، وبيان حال هؤلاء المُبتدِعَة صيانةٌ لدين الله –جلّ وعلا-، وحفاظٌ على سُنّة رسولِ اللهِ وحفاظٌ على هذِهِ الأُمّة من هذهِ المهالك التي تُحيطُ بها.اهـ (1)
فرّغه:/ أبو عبد الرحمن أسامة
17 / مُحرّم / 1435هـ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــ
(1) من شرح فضيلة الشّيخ: لزهر سنيقرة -حَفِظَهُ اللهُ- لـ: "حائيّة ابن أبي داود" / الدّرس السّابع.
|