منتديات التصفية و التربية السلفية  
     

Left Nav الرئيسية التعليمـــات قائمة الأعضاء التقويم البحث مشاركات اليوم اجعل كافة الأقسام مقروءة Right Nav

Left Container Right Container
 
  #1  
قديم 03 Jul 2017, 05:01 AM
أبو همام عبد القادر حري أبو همام عبد القادر حري غير متواجد حالياً
موقوف
 
تاريخ التسجيل: Feb 2013
المشاركات: 102
افتراضي دفع اعتداء البوروبي على أقوال العلماء وبيان تلاعب أهل الأهواء


بسم الله الرحمن الرحيم
دفع اعتداء البوروبي

على أقوال العلماء

وبيان تلاعب أهل الأهواء

«أَمِرُّوهَا كَمَا جَاءَتْ, بِلَا كَيْفَ ولا كيفية, ولا تأويلات الجهمية
دفع اعتداء البوروبي

على أقوال العلماء

وبيان تلاعب أهل الأهواء

«أَمِرُّوهَا كَمَا جَاءَتْ, بِلَا كَيْفَ ولا كيفية, ولا تأويلات الجهمية »


الحمد لله الواحد الأحد الفرد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفؤا أحد, أعطى كل شيء خلقه ثم هدى ,له الأسماء الحسنى والصفات العلى , هو ربنا كما وصف نفسه في كتابه الكريم , وكما حدث عنه نبينا محمد عليه من ربنا أفضل الصلاة وأزكى التسليم ,نؤمن بأسمائه القدسية و بصفاته العلية لا نجاوز الوحيين متبعين لا مبتدعين ,متمسكين بهدي السلف لا معطلين ولا ممثلين ,كما قال أئمة الدين:
أَمِرُّوهَا كَمَا جَاءَتْ بِلَا تَفْسِيرٍ» «أَمِرُّوهَا كَمَا جَاءَتْ بِلَا كَيْفَ» «أَمِرُّوهَا كَمَا جَاءَتْ بِلَا كَيْفية ».
ولننظر إلى البوروبي مايقول في هذا الأصل العظيم والأثر المتين وأسأل الله أن يمدنا بعونه وأن لا يكلنا إلى أنفسنا طرفة عين .

قال في مسودة جذور البلاء 19:
صح عن الوليد بن مسلم قال: "سألت مالكا، والثوري، والأوزاعي، والليث بن سعد عن الأخبار في الصفات؛ فقالوا: أمرّوها كما جاءت"

الأثر أخرجه علماء أهل السنة كما هو معلوم, الذين كان يسميهم المتصوفة علماء الرسوم ,وعلماء الشريعة الذين لا نصيب لهم من علم الحقيقة ,أو علماء الورق أمَّا هم فعلماء الخرق.كما قال قائلهم (إذا برزوا لي بعلم الورق جادلتهم بعلم الخرق )
أخرجه[الآجُرِّيُّ في الشريعة (3/1146) ت: الدميجي: دار الوطن]
في بَابُ الْإِيمَانِ وَالتَّصْدِيقِ بِأَنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يَنْزِلُ إِلَى سَمَاءِ الدُّنْيَا كُلَّ لَيْلَةٍ
- حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ قَالَ: أنبانا أَبُو حَفْصٍ عُمَرُ بْنُ مُدْرِكٍ الْقَاصُّ قَالَ: حَدَّثَنَا الْهَيْثَمُ بْنُ خَارِجَةَ قَالَ: أنبأنا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: سَأَلْتُ الْأَوْزَاعِيَّ , وَالثَّوْرِيَّ , وَمَالِكَ بْنَ أَنَسٍ , وَاللَّيْثَ بْنَ سَعْدٍ: عَنِ الْأَحَادِيثِ الَّتِي فِيهَا الصِّفَاتُ؟ فَكُلُّهُمْ قَالَ: «أَمِرُّوهَا كَمَا جَاءَتْ بِلَا تَفْسِيرٍ»
---وأخرجه بهذا اللفظ بن بطة العكبري [الإبانة الكبرى (7/240-241) ت: رضا معطي –دار الراية]
وقال قبله مباشرة وجاء الكلام متَّصِلا في سياقٍ واحدٍ :
قَالَ شَرِيكٌ: إِنَّمَا جَاءَ بِهَذِهِ الْأَحَادِيثِ مَنْ جَاءَ بِالسُّنَنِ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الصَّلَاةِ وَالصِّيَامِ وَالزَّكَاةِ وَالْحَجِّ وَإِنَّمَا عَرَفْنَا اللَّهَ وَعَبَدْنَاهُ بِهَذِهِ الْأَحَادِيثِ.
أَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ أَبِي سَعِيدٍ الْجَصَّاصِ، قَالَ: حدثنا الرَّبِيعُ بْنُ سُلَيْمَانَ، قَالَ: قَالَ الشَّافِعِيُّ:
«وَلَيْسَ فِي سُنَّةِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَّا اتِّبَاعُهَا بِفَرْضِ اللَّهِ، وَالْمَسْأَلَةُ فِي شَيْءٍ قَدْ ثَبَتَتْ فِيهِ السُّنَّةُ لَا يَسَعُ عَالِمًا وَاللَّهُ أَعْلَمُ».
---والأثر أخرجه اللَّالَكائي [شرح أصول اعتقاد أهل السنة (3/581) ت: الغامدي دار طيبة]
تحت باب سِيَاقُ مَا رُوِيَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي النَّهْيِ عَنِ التَّفَكُّرِ فِي ذَاتِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ [ص:580] وَعَنْ عُمَرَ: «تَفَكَّرُوا فِي خَلْقِ اللَّهِ وَلَا تَفَكَّرُوا فِي اللَّهِ» .
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عُبَيْدٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ، قَالَ: ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ أَبِي خَيْثَمَةَ، قَالَ: ثَنَا الْهَيْثَمُ بْنُ خَارِجَةَ، قَالَ: حدثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، يَقُولُ: سَأَلْتُ الْأَوْزَاعِيَّ وَسُفْيَانَ الثَّوْرِيَّ، وَمَالِكَ بْنَ أَنَسٍ عَنْ هَذِهِ الْأَحَادِيثِ الَّتِي فِيهَا ذِكْرُ الرُّؤْيَةِ , فَقَالُوا: «أَمِرُّوهَا كَمَا جَاءَتْ بِلَا كَيْفَ»
وأخرجه بهذا اللفظ الصابوني[عقيدة السلف أصحاب الحديث (ص70، برقم90)] وابن عبد البر في التمهيد في موضعين (7/149، 158) .
أخرجه البيهقي[ الأسماء والصفات(2/377) ت:عبدالله الحاشدي .تقديم :مقبل الوادعي]بَابُ مَا جَاءَ فِي قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ: {هَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا أَنْ يَأْتِيَهُمُ اللَّهُ فِي ظُلَلٍ مِنَ الْغَمَامِ وَالْمَلَائِكَةُ} [البقرة: 210] :وساق أحاديث النزول ثم أردفها بهذا الأثر .
وَأَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ بَالَوَيْهِ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ بِشْرِ بْنِ مَطَرٍ، ثنا الْهَيْثَمُ بْنُ خَارِجَةَ، ثنا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، قَالَ: سُئِلَ الْأَوْزَاعِيُّ وَمَالِكٌ وَسُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ وَاللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ عَنْ هَذِهِ الْأَحَادِيثِ الَّتِي جَاءَتْ فِي التَّشْبِيهِ فَقَالُوا: أَمِرُّوهَا كَمَا جَاءَتْ بِلَا كَيْفِيَّةٍ"
وأورده أبو يعلى في إبطال التأويلات (1/47، برقم16) .
والكتاب كله في إبطال التأويل واثبات ظاهر الصفات اللائق بالمولى عزوجل
وأورده الذهبي في العلو (ص104، و105) ، بسنده من طريق الدارقطني، وأورده في سير أعلام النبلاء (8/105) ، وتذكرة الحفاظ (1/304) ، وأورده في الأربعين في صفات رب العالمين (ص82، برقم82) .
وأورده السيوطي في الأمر بالإتباع والنهي عن الإبتداع (ص206، برقم326)

قال في مسودة جذور البلاء 19:
صح عن الوليد بن مسلم قال: "سألت مالكا، والثوري، والأوزاعي، والليث بن سعد عن الأخبار في الصفات؛ فقالوا: أمرّوها كما جاءت"


التعقيب:
يستدل البوروبي بهذا الأثر السلفي الذي أجمع عليه العلماء سلفا وخلفا , على التفويض
وهذا لن يقبل منه حتى يلج الجمل في سم الخياط, قد يستدل على تفويضه( والتفويض هو صرف اللفظ عن ظاهره مع عدم التعرض لبيان المعنى المراد منه, وذلك بأن يكل المفوض علم معاني الصفات إلى الله فلا يدري معنى للاستواء ولا للمجيء ولا للنزول ونحوها) قد يستدل بكلام الرازي أو الآمدي أوالغزالي أو السيوطي أو بن الجوزي ونحوهم ممن نسبوا مذهب التفويض إلى السلف ,وليقولوا في ذلك ما شاؤوا ,كلامهم ليس حجة في دين الله .
أما كلام السلف فلا ,دون ذلك خرط القتاد ,لن يقبل من البوروبي ولا من غيره أن يجعله حجة له وهو عليه .
ولنجعل بيننا وبين البوروبي خطة يظهر فيها المحق من المبطل ,اذ كل منا يدعي أنه على الحق وصاحبه على الباطل ,وهي أن نتفق على تحرير موضع الاتفاق وموضع النزاع في إمرار الصفات.
فأقول :البوروبي يقول الأثر دليل على التفويض بعنوان خطَّه بالخط العريض في ص18:
الفرق الثاني الذي يميز العقيدة السلفية الصحيحة عن عقائد المتمسلفة الحشوية –التفويض-
ونحن معاشر أهل السنة نقول: الأثر دليل على إجراء نصوص الصفات على ظاهرها اللائق بالله تعالى.
موضع الاتفاق الأول : الأثر حجة وقاعدة عامة في جميع الصفات .نحن وهو كلنا يستدل به .
وموضع الاتفاق الثاني:إمرار الصفات بألفاظها كما جاءت.
فأهل السنة لا يقبلون تحريف النص بزيادة أونقصان حفاظا على معانيها.

(أما البوروبي يتشدد في الألفاظ أحيانا لا تمسكا بإثباتها ولكن ليتمكن من تعطيل معانيها كما سيأتي في لفظ "الذات " وإنكاره لها وعلى من قال "استوى بذاته".
موضع النزاع : في معاني الصفات:
- البوروبي يقول لا نحدد لها معنى ,
- ونحن نقول معناها معلوم وإمرارها يكون بألفاظها ومعانيها
.هذا تحرير موضع النزاع .
نأتي إلى مرحلة أخرى , حاسمة قاطعة للنزاع وذلك بقاعدة تحل الاشكال وهي :
[فهم السلف مقدم على فهم الخلف ] ومما يعرفه صغار الطلبة متن جوهرة التوحيد في العقيدة الأشعرية , ومما جاء فيها قول اللُّقاني:
وكل خير في اتباع من سلف وكل شر في ابتداع من خلف
و[الراوي أدرى بمرويه , والقائل أدرى بمقوله ] فإذا اختلفنا في فهم قول الأئمة مالك والثوري والاوزاعي والليث "أمروها كما جاءت " هل هذا إثبات لمعناها أو تفويض, نظرنا في ما بين أيدينا من أقوالهم في الصفات هل هو من باب التفويض أو الإثبات .حينها يظهر الجواب ويعلم الصواب .
ولا أظن المنصفين من أصحابه إلا يقبلون هذه الخطة المتمثلة في تحكيم الأئمة في حسم هذا الخلاف , فإذا أثبتنا أن نصوص الصفات معناها معلوم بطُل القول بالتفويض .
الذين قالوا "أمروها كما جاءت "مالك والثوري والأوزاعي والليث .
-مالك في وقته إمام أهل المدينة، والثوري إمام أهل الكوفة، والأوزاعي إمام أهل دمشق، والليث إمام أهل مصر، وهم من كبار أتباع التابعين, كما قال الذهبي رحمه الله.
وقد نص ابن العربي -مع أنه يوافق الاشعرية -على أن مالك رحمه الله يثبت معاني نصوص الصفات :
(( ومذهب مالك رحمه الله أن كل حديث منها معلوم المعنى ولذلك قال للذي سأله الاستواء معلوم والكيفية مجهولة )) عارضة الاحوذي (3/166)
فهل لك يا بوروبي أن تأتي بما يثبت خلاف هذا, عمن يعتدّ بقوله من العلماء .
وهل لك أن تثبت التفويض بالكلام المفصل( لا بالمجمل ) عن الأئمة, وتسنده إلى من قال به , هذا إن كانت المسودة من تأليفك .
-الثابت عن الإمام مالك: "الاستواء معلوم، والكيف مجهول، والإيمان به واجب، والسؤال عنه بدعة".
(1) الرد على الجهمية للدارمي ص 66، وشرح أصول اعتقاد أهل السنة 3/ 441 - 442، وعقيدة السلف أصحاب الحديث ص 37 - 40، والأسماء والصفات ص 379، وشرح حديث النزول ص 132، وانظر: «الأثر المشهور عن الإمام مالك في صفة الاستواء» لعبد الرزاق البدر .
قال الذهبي:( العرش 1/117): وقد أخذ العلماء من قول الإمام مالك: "الاستواء معلوم، والكيف مجهول، والإيمان به واجب، والسؤال عنه بدعة" قاعدة ساروا عليها في هذا الباب.
ومعنى قوله : الاستواء معلوم أي معلوم في اللغة .
قال الشيخ عبد الرزاق البدر [الأثر المشهور عن الإمام مالك – ص30 وما بعدها]
ومعنى الاستواء عندهم العلوّ والارتفاع، ولا خلاف بينهم في ذلك.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله -: "وكلام السلف والأئمة ومن نقل مذهبهم في هذا الأصل كثير يوجد في كتب التفسير والأصول.
قال إسحاق بن راهويه: حدّثنا بشر بن عمر: سمعت غير واحد من المفسّرين يقولون: " {الرَّحْمَنُ عَلَى العَرْشِ اسْتَوَى} : أي ارتفع".
وقال البخاري في صحيحه: قال أبو العالية: "استوى إلى السماء: ارتفع"، قال: وقال مجاهد: "استوى: علا على العرش .
وقال الحسين بن مسعود البغوي في تفسيره المشهور: "وقال ابن عباس وأكثر مفسري السلف: استوى إلى السماء: ارتفع إلى السماء، وكذلك قال الخليل بن أحمد.
وروى البيهقي في كتاب الصفات قال: قال الفرّاء: "ثم استوى، أي صعد، قاله ابن عباس، وهو كقولك للرجل: كان قاعداً فاستوى قائماً.
وروى الشافعي في مسنده عن أنس رضي الله عنه أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم قال عن يوم الجمعة: "وهو اليوم الذي استوى فيه ربّكم على العرش.

والتفاسير المأثورة عن النبي صلى الله عليه وسلم والصحابة والتابعين مثل تفسير محمد بن جرير الطبري، وتفسير عبد الرحمن بن إبراهيم المعروف بدُحيم، وتفسير عبد الرحمن بن أبي حاتم، وتفسير أبي بكر بن المنذر، وتفسير أبي بكر عبد العزيز، وتفسير أبي الشيخ الأصبهاني، وتفسير أبي بكر بن مردويه، وما قبل هؤلاء من التفاسير مثل تفسير أحمد بن حنبل وإسحاق بن إبراهيم، وبقي بن مخلد وغيرهم، ومن قبلهم مثل تفسير عبد بن حميد، وتفسير سُنيد، وتفسير عبد الرزاق، ووكيع بن الجراح فيها من هذا الباب الموافق لقول المثبتين ما لا يكاد يُحصى، وكذلك الكتب المصنّفة في السنة التي فيها آثار النبي صلى الله عليه وسلم والصحابة والتابعين .
[درء تعارض العقل والنقل (2/20 22) ، وانظر أيضاً: مجموع الفتاوى (5/518 وما بعدها) ].

وقد حكى ابن القيم - رحمه الله - إجماع السلف على ذلك [مختصر الصواعق (ص:320)] .
وعلى هذا ابن أبي زيد القيرواني ,الطبري , والبغوي ,الصابوني, البربهاري , اللالكائي, والآجري ,وبن بطة, والطلمنكي, بن عبد البر,ابن تيمية ,ابن القيم, الذهبي, الشاطبي
وبن العربي , وقد نص ابن العربي على ذلك مع انه يوافق الاشعرية :
(( وذهب مالك رحمه الله أن كل حديث منها - اي أحاديث الصفات - معلوم المعنى ولذلك قال للذي سأله الاستواء معلوم والكيفية مجهولة )) كما مر من قبل .

الاستواء عند أهل السنة غير مجهول وعند المفوضة مجهول:

كلام الإمام مالك رحمه الله واضح في الإثبات على طريقة أئمة السلف، ومع ذلك فـ"قد حرّف بعضهم كلام هؤلاء الأئمة على عادته فقال:
معناه الاستواء معلوم لله، فنسبوا السائل إلى أنَّه كان يشكّ هل يعلم الله استواء نفسه أو لا يعلمه، ولما رأى بعضهم فساد هذا التأويل قال: إنّما أراد به أنَّ ورود لفظه في القرآن معلوم، فنسبوا السائل والمجيب إلى الغفلة، فكأنَّ السائل لم يكن يعلم أنّ هذا اللفظ في القرآن وقد قال يا أبا عبد الله: {الرَّحْمَنُ عَلَى العَرْشِ اسْتَوَى} كيف استوى؟ فلم يقل: هل هذا اللفظ في القرآن أم لا، ونسبوا المجيب إلى أنَّه أجابه بما يعلمه الصبيان في المكاتب ولا يجهله أحد، ولا هو مما يحتاج إلى السؤال عنه، ولا استشكله السائل، ولا خطر بقلب المجيب أنَّه يسأل عنه" .
وقد أجاب عن هذا التحريف شيخُ الإسلام ابن تيمية رحمه الله بقوله: "فإن قيل:
معنى قوله "الاستواء معلوم" أنَّ ورود هذا اللفظ في القرآن معلوم، كما قاله بعض أصحابنا الذين يجعلون معرفة معانيها من التأويل الذي استأثر الله بعلمه.
قيل: هذا ضعيف، فإنَّ هذا من باب تحصيل الحاصل، فإنَّ السائل قد علم أنَّ هذا موجود في القرآن وقد تلا الآية، وأيضاً فلم يقل: ذكر الاستواء في القرآن، ولا إخبار الله بالاستواء، وإنَّما قال: الاستواء معلوم، فأخبر عن الاسم المفرد أنَّه معلوم، لم يخبر عن الجملة.
وأيضاً فإنَّه قال: "والكيف مجهول"، ولو أراد ذلك لقال: معنى الاستواء
مجهول، أو تفسير الاستواء مجهول، أو بيان الاستواء غير معلوم، فلم ينف إلاَّ العلم بكيفية الاستواء، لا العلم بنفس الاستواء، وهذا شأن جميع ما وصف الله به نفسه
[الأثر المشهور عن الإمام مالك - لعبد الرزاق البدر ص50 ط: الجامعة الإسلامية]

(الاستواء غير مجهول) فالمراد به أنَّ الاستواء معلوم المعنى؛ لأنَّ الله قد خاطبنا في القرآن الكريم بكلام عربيٍّ مبين، قال الله تعالى: {نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الأَمِينُ عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ المُنذِرِينَ بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ} ، وقال تعالى: {إِنَّا أَنزَلْنَاهُ قُرْآناً عَرَبِيًّا لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ} ، وقال تعالى: {كِتَابٌ فُصِّلَتْ آيَاتُهُ قُرْآناً عَرَبِيًّا لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ} ، وقال تعالى: {وَهَذَا كِتَابٌ مُصَدِّقٌ لِسَاناً عَرَبِيًّا} 4، وقال تعالى: {قُرْآناً عَرَبِيًّا غَيْرَ ذِي عِوَجٍ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ
[الأثر المشهور عن الإمام مالك - لعبد الرزاق البدر ص51 ط: الجامعة الإسلامية]
وفي مصنفات أهل السنة ما يكفي ويشفي , وقد آثرت الاختصار قدر الإمكان مراعاة للحال , فأكثرنا اليوم لا يحبذ المقالات الطوال ,وصاحب الحق يكفيه ما بلغه من ذلك ,
أما صاحب الهوى فلا تزده كثرة الكتب الا ضلالا.وصدق الله إذ يقول في كتابه الكريم
"وَإِذَا مَا أُنْزِلَتْ سُورَةٌ فَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ أَيُّكُمْ زَادَتْهُ هَذِهِ إِيمَانًا فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا فَزَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَهُمْ يَسْتَبْشِرُونَ, وَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ فَزَادَتْهُمْ رِجْسًا إِلَى رِجْسِهِمْ وَمَاتُوا وَهُمْ كَافِرُونَ" التوبة (124-125)

ومختصر الرد على التفويض بكلمات وردت عن السلف , تجمع في جملة واحدة
[ الإمرار، والإقرار، والإيمان والإثبات لما ورد من الصفات ]

وسُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ، اشهد لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ، أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتُوبُ إِلَيْكَ


كتبه
أبو همام عبد القادر حري

السبت 09شعبان 1438
06ماي 2017 »

الملفات المرفقة
نوع الملف: pdf دغع اعتداء البوروبي على أقوال العلماء الجزء الثاني.pdf‏ (285.7 كيلوبايت, المشاهدات 885)

التعديل الأخير تم بواسطة أبو همام عبد القادر حري ; 03 Jul 2017 الساعة 06:02 AM
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 03 Jul 2017, 02:46 PM
محمد بن شريف التلمساني محمد بن شريف التلمساني غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Apr 2017
المشاركات: 63
افتراضي

شكرا لك شيخنا على هذا المقال الطيب المشفي لما في قلوب أهل الأهواء
رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
منهج, مميز, اعتداءالبوروبي, ردود

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


Powered by vBulletin, Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd
Salafi Tasfia & Tarbia Forums 2007-2013