منتديات التصفية و التربية السلفية  
     

Left Nav الرئيسية التعليمـــات قائمة الأعضاء التقويم البحث مشاركات اليوم اجعل كافة الأقسام مقروءة Right Nav

Left Container Right Container
 
  #1  
قديم 22 Jul 2017, 12:05 PM
أبوعبد الله مهدي حميدان السلفي أبوعبد الله مهدي حميدان السلفي غير متواجد حالياً
موقوف
 
تاريخ التسجيل: Dec 2012
الدولة: الجزائر /باتنة /قيقبة
المشاركات: 590
افتراضي جواز الانتساب إلى السلفية والرد على من جعلها حزباً! للشيخ خالد الردادي

بسم الله الرحمن الرحيم

جواز الانتساب إلى السلفية والرد على من جعلها حزباً!

حوار مع الدكتور عبد القادر طاش *

(1ـ 2)


الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين

وبعد :

فقد كتب الدكتور عبد القادر طاش ضمن زاويته اليومية في جريدة المدينة المنورة "نقطة ضوء" عن "سيئات التحزب الديني "! فألفيته قد خلّط في الأمر وألقى بالكلام على عواهنه حينما جعل السلفية صنواً للحزبية المقيتة ! وأن الخلاف بينها وبين الجماعات الحزبية خلاف في الاجتهاد والأراء !
وهذا بلا ريب جناية عظيمة على السلفية ودعاتها ،فالسلفية ليست حزباً من الأحزاب أوجماعةً من الجماعة .

إن السلفية يادكتور تطلق ويراد بها أحد معنيين:

الأول : حقبة تاريخية معيّنة تختص بأهل القرون الثلاثة المتقدمة؛كمافي حديث :"خير الناس قرني، ثم الذين يلونهم ،ثم الذين يلونهم " متفق عليه.

والثاني :الطريقة والمنهج والمسلك الذي كان عليه الصحابة والتابعون ومن تبعهم بإحسان ؛من التمسك بالكتاب والسنة ولزومهما وتقديمهما على ماسواهما ،والعمل بهما على مقتضى فهم الصحابة والسلف .
فالسلفية بالاطلاق الأول تكون مرحلة مرحلة تاريخية زمنية ،قد انتهت بموت رجالها .
وبالإطلاق الثاني تكون منهاجاً باقياً إلى قيام الساعة ، يصح الانتساب إليه ، فيقال: "فلان سلفي " متى التزمت شروطه وقواعده ،لحديث :" لاتزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق ، لايضرهم من خذلهم ،حتى يأتي أمر الله وهم كذلك " رواه مسلم .
وعليه فكل متأخر عن زمن السلف ، ولكنه على مذهبهم في الاعتقاد والعمل يكون سلفياً بالاطلاق الثاني لا الأول .[ ينظر :منهج الاستدلال عند أهل السنة والجماعة 1/35ـ36]
وإذا علمنا أن الدعوة إلى اتباع السلف ،أوالدعوة إلى السلفية كما يعبر البعض عنها إنما هي دعوة إلى الإسلام الحق وإلى السنة المحضة ؛دعوة إلى العودة إلى الإسلام كما أنزل على الرسول صلى الله عليه وسلم وتلقاه عنه أصحابه الكرام رضوان الله عليهم ، فلا ريب أن هذه الدعوة دعوة حق ،والانتساب إليها حق ، فلا ضير في الانتساب إلى السلف والاعتزاء إليهم حينئذ .
كماقال شيخ الاسلام ابن تيمية ـ رحمه الله ـ ونقل الاتفاق عليه :
"لاعيب على من أظهر مذهب السلف وانتسب إليه ؛واعتزى إليه ،بل يجب قبول ذلك منه بالاتفاق ، فإن مذهب السلف لايكون إلا حقاً "[ مجموع الفتاوى 4/149].
وقد جاء في "الأنساب " للسمعاني(3/273)المتوفى سنة 562هـ :
"السلفي ـ بفتح السين واللام وفي آخرها الفاء ـ هذه النسبة إلى السلف ، وانتحال مذاهبهم على ماسمعت منهم " .
وقال ابن الأثير (ت630هـ) عقب كلام السمعاني السابق في "اللباب في تهذيب الأنساب ": "وقد عُرف به جماعة ".
وهذا يعني أن التلقب بالسلفية والانتساب إليها أمر عرف في عصر الإمام السمعاني أو قبله .
وقد أطلق الإمام ابن تيمية ـ رحمه الله ـ لقب السلفية على جماعة من العلماء في بعض مصنفاته كما في "بيان تلبيس الجهمية "(1/122) ،وكذلك الحافظ الذهبي ـ رحمه الله ـ في عدد من مصنفاته :
فقال في "سير أعلام النبلاء" (6/21)في ترجمة الحافظ السِلَفي :
"فالسلفي مستفاد مع السَلَفي ـ بفتحتين ـ وهو ماكان على مذهب السلف ".
وقال أيضاً في المصدر السابق (13/380):
"الأمانة جزء من الدين ،والضبط داخل في الحذق ،فالذي يحتاج إليه الحافظ:أن يكون تقياً ذكياً ،نحوياً ،لغوياً ،زكياً حيياً، سلفيـــــاً ..".
وقال في المصدر السابق (16/457)في ترجمة الحافظ الدارقطني (385هـ) :
"وصح عن الدارقطني أنه قال :ماشيء أبغض إلي من علم الكلام .
قلت ـ الذهبي ـ :لم يدخل الرجل أبداً في علم الكلام ولاالجدال ،ولاخاض في ذلك ، بل كان سلفيـــــــاً...".
وقال أيضاً في "تذكرة الحفاظ "(4/1431)في ترجمة الحافظ ابن الصلاح(ت643هـ):
"..وكان سلفيــــــاً حسن الاعتقاد ..".
وقال أيضاً في "معجم شيوخه الكبير"(2/280)في ترجمة شيخه محمد بن المفضل البهراني (ت699هـ):
"..وكان ديناً خيراً سلفيــــاً مهيباً ..".
وقال أيضاً في المصدر السابق (2/368 ـ 369)في ترجمة شيخه يحى بن اسحاق الشيباني (ت724هـ):
" ..وكان عارفاً بالمذهب خيراً متواضعاً سلفيــــاً حميد الأحكام..".

وفي عصرناالحاضر أطلق هذه النسبة وهذا اللقب جماعة من أفاضل العلماء
الذين عرفوا بالسنة والذب عنها :
كالشيخ العلامة عبد الرحمن المعلمي ـ رحمه الله ـ ت1386هـ
في كتابه "القائد في تصحيح العقائد"(ص47،51،55،199) ،والشيخ عبد الرحمن بن قاسم ـ رحمه الله ـ (ت1392هـ) في "حاشية الدرة المضية "(ص72)،والشيخ العلامة الإمام مفتي الديار السعودية عبد العزيز بن باز ـ رحمه الله ـ في رسالته "تنبيهات هامة على ماكتبه محمد علي الصابوني في صفات الله عزوجل "(ص37)،والشيخ المحدث العلامة محمد ناصر الدين الألباني ـ رحمه الله ـ في عددمن كتبه وأشرطته ؛منها في كتابه "مختصر العلو"(ص122)، ومقدمته لشرح "العقيدة الطحاوية"(ص57)،و"التوسل "(ص14)، والشيخ العلامة محمد بن صالح العثيمين ـ رحمه الله ـ في "شرح العقيدة الواسطية"(1/53)حيث قال :"...فأهل السنة والجماعة هم السلف معتقداً، حتى المتأخر إلى يوم القيامة إذا كان على طريقة النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه فإنه سلفي "،والشيخ الدكتور صالح الفوزان ـ حفظه الله ـ في كتابه "البيان لأخطاء بعض الكتاب " عند رده على البوطي(ص87،88،89،90،93).
وجاء في فتاوى اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والافتاء في المملكة العربية السعودية ـ حرسها الله ـ (2/165ـ 166):
" س: ماهي السلفية ،وما رأيكم فيها؟
الحمد لله وحده والصلاة على رسوله وآله وصحبه..
وبعد:
السلفية نسبة إلى السلف ،والسلف :هم صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم وأئمة الهدى من أهل القرون الثلاثة الأولى ..رضي الله عنهم ..
والسلفيون جمع سلفي نسبة إلى السلف ،وقد تقدم معناه وهم الذين ساروا على منهاج السلف من اتباع الكتاب والسنة والجماعة ..".
وغير هؤلاء كثير من أهل العلم المعاصرين ،وجميعهم لايرون بأساً في اطلاق لقب (سلفي) أو (السلفيين) مشيرين به إلى أولائك السائرين على منهاج السلف وطريقتهم .
فهل يحسن بعد هذا أن نجعل السلفية والسلفيين في خندق واحد مع الحزبية والحزبيين ؟
أيجعل من يدعوإلى الكتاب والسنة وماكان عليه سلف الأمة مع من يدعو إلى فكر الخوارج والمتصوفة وأهل الكلام والأهواء؟ اللهم لا!
فشتان بين النور والظلمة ،والحق والباطل .

إن الجواهر في التراب جواهر .. والأسد في قفص الحديد أســــود

وقول الآخر:
وليس يصح في الأفهـــام شيء .. إذا احتاج النهار إلى دليــــل

وإذا كانت السلفية قديماً وحديثاً قد ناصبها خصوم لا يتقون الله العداوة ، أما من كبر ، وأما من عجز عن ادراك شرف منهجها ،وأما من جهل بها ، وأما بمكر سيء لإثارة الفتن وإيقاد نار العداوة ،فؤلائك جميعاً حسيبهم الله ؛وعلى رأسهم أشباه العامة ممن يدعون العلم ، وأصحاب الطرق ،والمتذهبون المتعصبون ،الذين نأوا بأنفسهم عن تقوى الله عزوجل ،فراحوا يلقبون الدعاة السلفيين بألقاب منفرة باطلة منكرة لإبعادهم عن ساحة العلم والدعوة خشية أن ينغصوا عليهم أفكارهم أو يكشفوا انحرافاتهم وزيغهم أو يظهر زيوفهم [ينظر :"لادفاعاً عن السلفية "ص28].
ولقد تصدى السلفيون في جميع أصقاع الأرض للحزبية ودعاتها فبينوا عوارها وخطرها على وحدة الأمة الإسلامية ،وأنها تقود إلى التفرق والتشتت وإلى البدع والأهواء ،وحثوهم على لزوم الوحيين وماكان عليه السلف الصالح فبهما يكون الفلاح والنجاح والنصر والتمكين، فلايجوز أبداً أن تقرن دعوتهم بدعاوى الحزبيين كما تقدم ..
نسأل الله أن يوفقنا للزوم منهج السلف وأن يميتنا على الإسلام والسنة ،والحمد لله رب العلمين .

وكتب/ خالد بن قاسم الردادي
المدرس بالجامعة الإسلامية
بالمدينة النبوية

-------------------------------
* نشر في جريدة المدينة المنورة ،العدد(12140) في 20/2/1417هـ .
المصدر : مدونة الشيخ الدكتور خالد بن قاسم الردادي_ حفظه الله تعالى_

رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
منهج, مسائل منهجية

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


Powered by vBulletin, Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd
Salafi Tasfia & Tarbia Forums 2007-2013