هديّتي إلى أبي عائشة (قصيدة)

[أبو ميمونة منور عشيش]

بسم الله الرّحمن الرّحيم

الحمد لله ربِّ العالمين، وأصلِّي وأسلِّم على المبعوث بالحقِّ المبين، وعلى آله الطّيِّبين الطَّاهرين، وزوجاته أمَّهات المؤمنين، وعلى جميع الصَّحابة الأكرمين، والتَّابعين وتابعيهم بإحسان إلى يوم الدِّين، وبعد..

فهذه أبياتٌ متواضعاتٌ، نظمتها بفضل الله وعونه، مهنِّئًا ومبارِكًا لأحد إخواني في الله، بعد أن أكرمه الله تعالى، ورزقه ببنت بهيَّةٍ، زادها بهاءً ما اختاره لها من اسم، فقد سمَّاها "عائشة" تيمُّنًا بأمِّ المؤمنين، وزوج النَّبيِّ الأمين، وإغاظةً للرَّوافض المجرمين، فأسأل الله تعالى أن يبارك له فيها، وأن يرزقه برَّها، وأن يُقرَّ عينه بها، آمين..

أضعها اليوم بين يدي إخواني في هذا المنتدى المبارك، هديَّةً منِّي إليه، ولكلِّ من أكرمه الله ببنتٍ فسمَّاها "عائشة"، سائلاً الله تعالى أن يصلح لنا ذريَّاتنا ذُكرانًا وإناثًا، وأن يوفِّقنا جميعا لتربيتهم وتنشئتهم على منهج السَّلف الصَّالح وطريقهم، آمين..

نُبَارِكُ عَائِشَةً مِنْ صَبِيَّهْ ... وَقَاهَا الإِلَهُ صُنُوفَ الأَذِيَّهْ
هَدِيَّةُ رَبٍّ لِعَبْدِ الغَنِيْ ... وَأَهْلِهِ أَكْرِمْ بِهَا مِنْ هَدِيَّهْ
سُرِرْنَا بِعَائِشَةٍ وَاسْمِهَا ... أَغَظْنَا الرَّوَافِضَ بِاسْمِ البُنَيَّهْ
نُهنِّئُ عَبْدَ الغَنِيِّ بِهَا ... وَنَرْجُوا لَهَا أَنْ تَشُبَّ تَقِيَّهْ
وَصَالِحَةً لِلْإِلَهِ مُطِيعَهْ ... كَزَوْجِ النَّبِيِّ الحَصَانِ الزَّكِيَّهْ
وَأَنْ تُشْبِهَ السَّالِفَاتِ اللَّوَاتِي ... نَصَرْنَ شَرِيعَةَ خَيْرِ البَرِيَّهْ
فَتِلْكَ خَدِيجَةُ قَامَتْ تُوَاسِي ... نَبِيَّ الهُدَى فِي سِنِينَ عَصِيَّهْ
وَتَنْصُرُ دِينَهُ لَمْ تَأْلُ جُهْدًا ... وَتَكْفِيهِ بِالمَالِ كَانَتْ سَخِيَّهْ
وَأَيْضًا بَنَاتٌ لَهَا بَعْدَهَا ... كَفَاطِمَةٍ، زَيْنَبٍ أَوْ رُقَيَّهْ
وَمَنْ مِثْلُ عَائِشَةٍ قَدْ رَوَتْ ... لَهُ سُنَنًا وَاضِحَاتٍ جَلِيَّهْ؟
لَهَا الصَّحْبُ كَانُوا يُقِرُّونَ دَوْمًا ... بِعِلْمٍ غَزِيرٍ وَكَانَتْ فَتِيَّهْ
إِذَا اسْتَشْكَلَ الصَّحْبُ أَمْرًا أَتَوْهَا ... فَتَكْشِفُ عَائِشُ كُنْهَ القَضِيَّهْ
وَأُمُّ عُمَارَةَ فِي بَيْعَةٍ ... تَسَلَّلُ مِثْلَ قَطَاةٍ خَفِيَّهْ
تُبَايِعُ أَحْمَدَ فِي لَيْلَةٍ ... بِمَكَّةَ مَعْ ثُلَّةٍ خَزْرَجِيَّهْ
وَلاَ تُغْفِلَنْ عَمَّةَ المُصْطَفَى ... عَلَى الحِصْنِ قَامَتْ وَكَانَتْ قَوِيَّهْ
فَتَقْتُلُ عِلْجًا أَتَى نِسْوَةً ... يُمَنِّي الفُؤَادَ بِأَحْلَى سَبِيَّهْ
وَتَرْمِي اليَهُودَ بِرَأْسٍ لَهُ ... فَلَيْتَ الرِّجَالَ كَمِثْلِ صَفِيَّهْ
وَمَنْ بَذَلَتْ نَفْسَهَا لَمْ تَكُنْ ... لِتَرْضَى المَذَلَّةَ رُغْمَ الأَذِيَّهْ
فَكَانَتْ شَهِيدَةَ طُهْرٍ وَعِزٍّ ... أَلاَ فَاذْكُرَنْ فِي النِّسَاءِ سُمَيَّهْ
وَهِنْدٌ تَقُولُ وَقَدْ أَنْكَرَتْ ... أَتَزْنِي الحَرَائِرُ يَا لِلرَّزِيَّهْ!
تُخَاطِبُ أَحْمَدَ فِي بَيْعَةٍ ... فَأَكْرِمْ بِهِنْدِ الرِّضَى مِنْ حَيِيَّهْ
وَأُمَّ سُلَيْمٍ فَلاَ تَنْسَهَا ... لِتَذْكُرْ أَخِي صَبْرَهَا فِي البَلِيَّهْ
وَقِصَّتَهَا مَعْ أَبِي طَلْحَةٍ ... تُلاَقِي القَضَاءَ بِنَفْسٍ رَضِيَّهْ
أَعَبْدَ الغَنِيِّ عَلَى مِثْلِ مَنْ ... ذَكَرْتُ إِذَنْ فَلْتُرَبِّ الصَّبِيَّهْ
فَهُنَّ لَهَا قُدْوَةٌ يَا أَخِي ... أَلاَ فَاعْمَلَنْ جَاهِدًا بِالوَصِيَّهْ

أخوكم المحبّ: منوّر