منتديات التصفية و التربية السلفية  
     

Left Nav الرئيسية التعليمـــات قائمة الأعضاء التقويم البحث مشاركات اليوم اجعل كافة الأقسام مقروءة Right Nav

Left Container Right Container
 
  #1  
قديم 15 Oct 2016, 07:46 PM
عز الدين بن سالم أبو زخار عز الدين بن سالم أبو زخار غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Nov 2015
الدولة: ليبيا
المشاركات: 548
افتراضي الجمع المبرور فيما سوده الحلبي في قديم المسطور

بسم الله الرحمن الرحيم
إنَّ الحمدَ لله نحمدُه، ونستعينُه، ونستغفرُه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له، واشهد أن لا اله إلا الله، وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله.
{ يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون } [آل عمران: 102].
{ يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالا كثيرا ونساء واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام إن الله كان عليكم رقيبا } [النساء:1].
{ يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديدا يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزا عظيما } [الأحزاب: 70-71].
أما بعدُ: فإن أحسن الكلام كلام الله، وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار.
فهذا جمع مبارك – إن شاء الله - لمجموعة مقالات بلغ عددها سبعة، نشرتها منذ فترة في مجموعة من المواقع السلفية، انتقدت فيها علي حسن عبد الحميد الحلبي هداه الله، فيما كتبه منذ بدء نشأته في مسوداته القديمة، وكان الباعث على كتابتها – والبال مشغول والقلب محزون - هو أن بلدي وموطن إقامتي – طرابلس الغرب - كانت تمر بها فتنة عظيمة، وذلك في أواسط شهر رمضان من سنة 1435 هـ، حدث فيها اقتتال، واستمر هذا القتال لأسابيع، حتى إن صاروخين سقطا في الشارع الذي فيه بيتي ومحل إقامتي، أحدهما سقط على بعد أقل من خمسين متر والآخر سقط على بعد خمسين ومائة متر تقريبًا – فالحمد لله لم يكن هناك قتلي -، فأحببت أن أشغل نفسي هربًا من هذه الفتنة، وعملًا بالحديث الذي أخرجه مسلم رحمه الله في ((صحيحه)) عن معقل بن يسار رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم: ((العبادة في الهرج كهجرة إلي))، ولأنأى بنفسي عن القيل والقال، ولتكون تنبيه لمن كان يحسن بالحلبي الظن، ويغض الطرف عما يكتبه.
وقد كنت أحدث نفسي أن أقوم بالرد على الحلبي في رسالته (عودة إلى السنة) منذ زمن طويل، فاستغللت ذلك الوقت بكتابة نقد عليه، ثم أخرجت بعض مسوداته القديمة التي لم أر أحدًا من أهل العلم رد عليه فيها، فكتبت هذه المقالات، فجمعتها هنا في موضع واحد ليسهل الوصول إليها، وليتبين لمن كان له بصيرة أن الحلبي عنده مزالق خطيرة، ينبغي الحذر والتحذير منه ومن كتاباته، ورتبتها حسب الترتيب الزمني، وهي:
نقد رسالة (عودة إلى السنة) لعلي الحلبي، كان في 7 شوال سنة 1435 هـ الموافق لـ: 3 أغسطس سنة 2014 م.
نظرات فيما سوده الحلبي في تعليقاته على (جزء فيه عقيدة ابن عربي وحياته)، كان في 15 شوال سنة 1435 هـ الموافق لـ: 11 أغسطس سنة 2014 م.
التعقيبات على تسودات الحلبي على (الاستئناس لتصحيح أنكحة الناس)، كان في 16 شوال سنة 1435 هـ الموافق لـ: 12 أغسطس سنة 2014 م.
الحلبي يقول بقول المرجئة قبل 27 عام في تعليقه على (الاعتقاد الخالص من الشك والانتقاد)، كان في 17 شوال سنة 1435 هـ الموافق لـ: 13 أغسطس سنة 2014 م.
خلل كبير في (منتقي فضائل الصلاة وآدابها) للحلبي، كان في 20 شوال سنة 1435 هـ الموافق لـ: 16 أغسطس سنة 2014 م.
جناية الحلبي على شرط المتابعة في (الفوائد المختصرة في أحكام العمرة)، كان في 22 شوال سنة 1435 هـ الموافق لـ: 18 أغسطس سنة 2014 م.
الحلبي يشيّخ مجموعة من المخالفين، كان في 28 ذي الحجة سنة 1435 هـ الموافق لـ: 21 أكتوبر سنة 2014 م.
ثم ختمت بموضوع ذي صلة.
ليس دفاعًا عن الحلبي ولكن عادل آل حمدان يفتري، 26 شوال سنة 1435 هـ الموافق لـ: 22 أغسطس سنة 2014 م.
وسميت مجموع هذه المقالات بـ
((الجمع المبرور فيما سوده الحلبي في قديم المسطور))
هذا وأسأل الله عز وجل أن أكون قد وفقت فيما كتبت، كما أسأله سبحانه أن يوفقنا للعلم النافع والعمل الصالح، فهو سبحانه وتعالى خير مسؤل وأكرم مأمول وهو حسبي ونعم الوكيل ونعم الدليل، والله أعلم، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين .
كتبه
عزالدين بن سالم بن الصادق أبوزخار
طرابلس الغرب: يوم الأربعاء 12 جمادى الثاني سنة 1436 هـ
الموافق لـ: 1 أبريل سنة 2015 م
Izeddinsalem@gmail.com




نقد رسالة (عودة إلى السنة) لعلي الحلبي
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وأصحابه ومن والاه.
فقد سود علي الحلبي رسالة بعنوان (عودة إلى السنة)!! وحري أن تسمى (القدوم إلى البدعة) وذلك في عام 1404 هـ وأعاد طباعتها سنة 1413 هـ بمقدمة جديدة، وبين يدي الطبعة الثالثة لسنة 1415 هـ، وهي طبعة جديدة، منقحة ومزيدة!!
قال الحلبي في (ص 19): ربنا جل وعلا لم يتركنا هملا بل تفضل علينا بهذا القرآن المجيد، وضمن لنا حفظه من التبديل والتحريف، وقال في شأنه:  وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ .
فما المخرج ... الخ.
أقول: كلام صحيح لكن فيه خلل كبير ونقص خطير؛ فكما إن الله سبحانه تفضل علينا بهذا القرآن المجيد، وضمن لنا حفظه من التبديل والتحريف؛ كذلك أكرمنا بالسنة المبينة والموضحة لهذا القرآن العظيم، وكذلك حفظها لنا قال الله تعالى:  إِنَّا نَحْنُ نزلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ .
قال الحلبي في (ص 20): أن العلم النافع هو الذي يصحح الفكر ويصقله، والفكر إذا صح ظهر في السلوك القويم، والعلم والتعليم.
أقول: العلم النافع يصحح الفكر ومن قبله الاعتقاد؛ والفكر إذ صح قد يظهر في السلوك وقد لا يظهر؛ والصحيح أن الاعتقاد السليم الصحيح هو الذي يهذب السلوك ويقوم المسيرة العلمية والتعليمية بل وسائر شؤون الحياة؛ كما أخبر بذلك رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم ((ألا وإن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله وإذا فسدت فسد الجسد كله ألا وهي القلب)) والحديث متفق عليه من حديث النعمان بن بشير رضي الله عنهما.
فأهل العلم من هذا الحديث يستدلون أن صلاح الباطن له أثر في صلاح الظاهر؛ وكثيرًا ما كان الإمام الألباني رحمه الله - الذي أكثر الحلبي من التمسح به - يدندن حول هذا الأمر؛ فليتك تعلمت فبينت.
قال الحلبي في (ص 21): أن أصحاب الدعوات الإسلامية لن يستطيعوا القيام على أقدامهم إلا إذا تسلحوا بالإخلاص والعلم والعمل والالتزام الفعلي بما يمليه عليهم هذا العلم من التغير في أفراد دعوتهم ونظمها وأفكارها، ثم الدعوة ... الخ.
أقول: الإخلاص لابد فيه من متابعة، والإخلاص وحده لا يكفي؛ وقول الحلبي: (والالتزام الفعلي بما يمليه عليهم هذا العلم) لعله فيه إشارة للمتابعة إن قصدها، ولكن ليس الكل يحسن أن يقرأ ما بين السطور.
قال الحلبي في (ص 21): أن توحيد الفهم هو أول خطوات توحيد الصف المسلم وأنفعها، ولن يتصور فكر وفهم أصح وأقوم من فهم الصحابة رضي الله عنهم، ومن تبعهم بإحسان ... الخ.
أقول: بل إن توحيد الاعتقاد هو الأساس واللبنة الأولى والخطوة الرئيسية في توحيد الصف؛ ولنفرض جدلاً إن الفهم توافق، فهل يلزم منه توحيد الصف فضلا عن توحيد الاعتقاد؟!
قال الحلبي في (ص 22): أنه متى تجانست الأفكار والغايات والسبل، وجدت ثمرة المحبة والمودة ... الخ.
أقول: إن تجانس الأفكار لا يلزم منه المحبة والمودة؛ ولعل الأفكار تتفق والهوى يفرق، ولعل الأفكار تتلاقح ولكن لكل وجهة هو موليها، والإيمان الصادق والاعتقاد الصحيح هو الذي يجلب المودة ويلزم المحبة كما في الحديث الذي أخرجه البخاري ومسلم عن أنس عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال: ((لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه))، فالإيمان هو الركن الأساسي لجلب المودة، قال الله عز وجل:  لا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ أُولَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الإيمَانَ وَأَيَّدَهُمْ بِرُوحٍ مِنْهُ وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ أُولَئِكَ حِزْبُ اللَّهِ أَلا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ  .
قال الحلبي في (ص 22): هذه الرسالة التي بين يديك هي محاولة عملية من كاتبها وناشرها والمقدم لها لتوحيد الصف الإسلامي على منهج شامل وثيق، كخطوة أولى لتوحيد الفكر الإسلامي على فهم السلف الصالح للكتاب والسنة.
أقول: لعلك أخي الكريم لاحظت معي في هذه الفقرات الخمس الأخيرة - التي ما بين الصفحة 20 إلى الصفحة 22 من مسودته -، كيف ركز الحلبي على كلمة الفكر والأفكار والفكر الإسلامي، ما الذي يريد أن يصل إليه؟!
أخي العزيز سأعطي القوس باريها وأنقل لك كلام العلامة ابن عثيمين رحمه الله حول كلمة فكر إسلامي حيث قال: كلمة ((فكر إسلامي)) من الألفاظ التي يحذر عنها، إذ مقتضاها أننا جعلنا الإسلام عبارة عن أفكار قابلة للأخذ والرد، وهذا خطر عظيم أدخله علينا أعداء الإسلام من حيث لا نشعر انتهى.
قال الحلبي في الحاشية (ص 62-63) وهو يترجم للزمخشري: هو أبو القاسم محمود بن عمر ابن محمد له مصنفات عديدة، ولد بزمخشر من خوارزم سنة (538 هـ)، له ترجمة في النجوم الزاهرة (5/274) والمنتظم (1/112) والبداية والنهاية (12/219) ولسان الميزان (6/4).
أقول: هل هذا من الأمانة العلمية أن تخفي حقيقة هذا المبتدع الضال؟ فالزمخشري معتزلي المذهب، لماذا لم تذكره بوصف البدعة وتكتفي فقط بالإشارة إلى بعض مصادر ترجمته؟!
فهل تتوقع أن صغار طلاب العلم فضلاً عن عوام المسلمين لهم همة عاليه للرجوع إلى المصادر التي ذكرتها ليتبين لهم بدعته؟!
بل يقول ابن تغري في كتابه النجوم الزاهرة ((النحوي اللغوي الحنفي المتكلم المفسر صاحب الكشاف في التفسير والمفضل في النحو)) اهـ.
لم يُوصف بالبدعة ولا بالاعتزال وإنما أكتاف بقوله: (المتكلم)؛ فهل متكلم يفهم منها عند صغار طلاب العلم فضلاً عن العوام؛ مبتدع؟!
فهل من النصيحة الإشارة إلى مثل هذا المرجع؟!
وسطر الحلبي في الحاشية (ص 57): فمن وصل إلى العلم بإتقان وجوده من طريق الكتب والمصنفات فقد أجزأه، وانظر ما سيأتي (ص 87) ... الخ.
وفي (ص 87) يوجد فصل (مع طلبة العلم في تحصيلهم) أرشد إلى جملة من الكتب وقسمها إلى ثلاث مراحل، خلط وخبط ودس السم في العسل في إرشاده ونصحه.
ذكر من المؤلفين:
فتحي يكن وهو: أحد أبرز قادة حركة الإخوان المسلمين في لبنان.
ومصطفي السباعي وهو: مرشد الإخوان المسلمين في سوريا.
ومحمد قطب وهو: المشرف على نشر كتب شقيقه سيد التي فيها جل أفكار المذاهب المنحرفة، وهو يسير على خطي الأخوان بل من أبرز منظريهم.
ومحمد سليمان الأشقر وهو: من المنتمين لفكر الإخوان المسلمين وقصة طعنه في الصحابي الجليل أبي بكرة معروفه، ورد العلامة عبد المحسن العباد مطبوع ومشهور.
وعمر سليمان الأشقر وهو: مثل شقيقه محمد.
ومراد شكري والمنهج الباطل الذي يسير عليه معلوم وكتابه ((إحكام التقرير لأحكام التكفير)) وما فيه من مخالفة للمنهج السلفي ورد اللجنة الدائمة عليه مشهور.
وسفر الحوالي وهو: معلوم بسيره على الفكر القطبي.
ومحمد نعيم ياسين وهو: أخواني جلد.
والقائمة تطول ذكر عبد الكريم زيدان وحسين العوايشة ومحمد إبراهيم شفرة وسليم الهلالي ومحمود الطحان وغيرهم؛ فهل هؤلاء الآن معرفون بالسلفية؟!
وقال الحلبي في (ص 96): الإمام السيوطي وهو يرشد إلى أحد كتبه وكرر ذلك في (ص 98).
أقول: فهل السيوطي الذي بعض كتبه تنضح بالخرافات والبدع والضلالات وتحريف صفات الله يكون عندك إمامًا؟!
لعل قائلا يقول: يوجد من ذكرت من قد رد عليه الحلبي منذ سنوات؟
أقول: فهل بيَّن أنه كان يشيد بهم في هذه الرسالة؟ وهل أعاد نشرها وقد حذف منها هذه الأخطاء ووضحها؟ أو سطر مقالا يبين ويحذر مما سودته يداه؟
أذكر الحلبي بقول الله عز وجل:  فَمَنْ تَابَ مِنْ بَعْدِ ظُلْمِهِ وَأَصْلَحَ فَإِنَّ اللَّهَ يَتُوبُ عَلَيْهِ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ ، وقوله سبحانه وتعالى:  إن الذين يكتمون ما أنزلنا من البينات والهدى من بعد ما بيناه للناس في الكتاب أولئك يلعنهم الله ويلعنهم اللاعنون * إلا الذين تابوا وأصلحوا وبينوا فأولئك أتوب عليهم وأنا التواب الرحيم ، وقوله عز وجل:  والذين يرمون المحصنات ثم لم يأتوا بأربعة شهداء فاجلدوهم ثمانين جلدة ولا تقبلوا لهم شهادة أبدا وأولئك هم الفاسقون * إلا الذين تابوا من بعد ذلك وأصلحوا فإن الله غفور رحيم .
فالإصلاح شرط في توبة من أفسد.
أقول: في هذه المراحل مع هذا اللفيف من المخلطين والمخبطين؛ نجد العلامة الحلبي! قبل نحو ثلاثين عامًا ينصح طلاب العلم بستة عناوين مما سودته يداه، من أصل ست ومائة كتاب، بينما ذكر لشيخ المحدثين في هذا العصر العلامة الألباني رحمه الله أربع كتب، وللعلامة الأصولي الفقيه المفسر ابن سعدي رحمه الله كتاب واحد، وكتاب يتيم أيضًا لعلامة اليمن ومحدثها مقبل الوادعي رحمه الله، وذكر كتابًا لكل من شيخ الإسلام ابن تيمية والإمام محمد عبد الوهاب وذكر كتابين للعلامة محمد أمان الجامي رحمه الله، بينما نجده لأكثر من واحد ممن خلط ذكر له كتابين!! ومع هذا القائمة من الكتب لم نجد كتابًا واحدًا للعلامة ابن باز ولا للعلامة ابن عثيمين وكذلك العلامة تقي الدين الهلالي والعلامة حافظ حكمي والعلامة النجمي والعلامة زيد المدخلي رحمهم الله، كما لم يذكر كتابًا واحدًا للعلامة الفوزان ولا العلامة عبد المحسن العباد ولا للعلامة ربيع المدخلي ولا للعلامة علي الفقيهي حفظهم الله، وغير هذه الثلة المباركة من أهل العلم والفضل المعاصرين؛ أترك لك أخي المنصف الإجابة على سؤالي، على ماذا يدل هذا الأمر؟!!
أخي القاري أرشدني الله وإياك للحق، إن هذا السفر! الذي سطره الحلبي يقع في (111) صفحة من الحجم الصغير، بها سبع صفحات بيض، بداية الكتيب الصفحة (5) وبها أبيات شعرية لمحمد بن إبراهيم الوزير ثم إلى الصفحة (14) يشتمل على المقدمة الثانية ومقدمة المراجع والمقدم له: محمد إبراهيم شقرة، ثم من الصفحة (29) إلى الصفحة (67) نقل كلام للإمام الشوكاني رحمه الله من كتابه ((البدر الطالع بمحاسن من بعد القرن السابع)) في أثناء ترجمته للعلامة محمد بن إبراهيم الوزير رحمه الله، وعنون له (لما يجب على طالب العلم معرفته)، تخلله بعض التعليقات للحلبي في الحاشية تطول وتقصر، ومن الصفحة (69) إلى الصفحة (84) فصل (مع العلماء في صبرهم وجهادهم) كله نقول، ليس له فيها إلا صفحة واحدة كاملة وسطر واحد وكلمة، تخلل ذلك بعض العناوين وبعض التعليقات في الحاشية؛ ثم من الصفحة (87) إلى الصفحة (104) فصل (مع طلبة العلم في تحصيلهم)، ثم من الصفحة (105) إلى النهاية فصل (مع المتعلمين في مجلسهم)، أيضًا في هذا الفصل ليس له إلا صفحة واحدة بها تسعة أسطر والباقي كلام منقول لابن حزم رحمه الله، وختم رسالته بصفحة واحدة؛ فالذي أحب أن أوضحه أن خلاصة هذا الرسالة ورقات قليله تخبط فيها الحلبي كل هذا التخبط؛ وبعد هذا التردي، يأتي الحلبي في فاتحة هذه الطبعة فيقول: طبعة جديدة، منقحة ومزيدة، نعم بعد عشر سنوات تقريبًا تجديد لانحرافه ومزيد من ضلاله.
وفي ختام هذا الكلام أحب أن أبين أن الحلبي منذ نعومة أظفاره وهو يتخبط؛ وأن الشيخ الألباني رحمه الله كانت له محاولات في توجيهه ورده، وبعد وفاة الشيخ لم يأخذ بتوجهات أهل العلم الذين لم يدخروا جهدًا في نصحه وإرشاده، فركب الحلبي رأسه لأن الهوى قد أعماه وأصمه وصده عن الصراط المستقيم فأظهره على حقيقته.
هذا والله أعلم، وأسأل الله أن يرحم ضعفنا ويجبر كسرنا وأن يرينا الحق حقا ويرزقنا أتباعه وأن يرينا الباطل باطلا ويرزقنا اجتنابه، وأن يردنا للحق ردًا جميلا، ويجنبنا وجميع المسلمين كيد الفجار وشر الأشرار، والحمد لله رب العالمين.


نظرات فيما سوده الحلبي في تعليقاته على (جزء فيه عقيدة ابن عربي وحياته)
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده وعلى آله وصحبهِ ومن سار على نهجه وهَدْيِه واقتفى سنته وأثره.
أما بعدُ:
فالناظر في باكورة ما سودته يدا الحلبي يستيقن أن هذا الغر لم يتأصل، وأن اهتمامه منصب على إخراج الكتب كمًا لا كيفًا، فلهذا هو في تخبط وترنح حتى آل به الأمر إلى الميل بل السقوط في البدع والضلال.
فقد مر معك أخي الكريم في مقال سابق بعنوان (نقد رسالة (عودة إلى السنة) لعلي الحلبي) كيف لم يبين حال الزمخشري المبتدع وجعل السيوطي إمامًا على ما في بعض كتبه من خرافات وبدع وضلال، بل الحلبي الخلفي يعيد هذا ويكرره في أكثر من مكان ففي حاشية على ((الاستئناس لتصحيح أنكحة الناس)) للقاسمي طباعته سنة 1406 هـ (ص 16) قال: وللحافظ الإمام جلال الدين السيوطي رسالة ... الخ؛ بل جعله بالخط العريض في طرة كتاب ((المصابيح في صلاة التراويح)) أيضًا طباعته سنة 1406 هـ عند تحقيقه.
والآن مع ما استله الحلبي من كتاب ((العقد الثمين في تاريخ البلد الأمين)) لتقي الدين الفاسي لترجمة الضال المبتدع مميت الدين ابن عربي النكرة.
الحلبي كتب على غلاف الكتاب: جزء فيه عقيدة إبن [كذا] عربي وحياته وما قاله المؤرخون والعلماء فيه، كتبه الإمام الشيخ تقي الدين الفاسي رحمه الله المتوفى سنة 832 هـ، ضبط نصه وعلق عليه علي حسن علي عبد الحميد.
هكذا بدون أي إشارة إلى أنه جزء من كتاب ((العقد الثمين)) واكتفي بالبيان في المقدمة؛ ولا يخفي ما في هذا الأمر من تدليس.
ثم تفاجأت وأنا أقرأ قول الحلبي في الصفحة الأولى من المقدمة (ص 3) أما بعد: فهذه ترجمة الشيخ محيي الدين ابن عربي، مستله من كتاب ((العقد الثمين في تاريخ البلد الأمين)).
وفي (ص 9) جاء: فهذا جزء في حياة الشيخ محيي الدين ابن عربي ... الخ
انظر أخي القاري كيف يشيخ هذا المبتدع، ويغش فيما يسوده؛ فالقلم يعجز أن يسطر كلمة تبين ما كان عليه هذا المجرم الأثيم المنحرف اللئيم من ضلال عميم.
ثم زاد في التأكيد فقال في (ص 4): وهي ترجمه مفيدة جدًّا في بابها، فيها كلام أئمة العلم والدين عن الشيخ الذي ... الخ.
أقول: قوله (عن الشيخ) يفهم منه أن في الترجمة من يزكي ابن عربي الملحد ويثني عليه بالجميل، والحقيقة كل من ذكرهم الفاسي قد جرحه بل كثير منهم كفره؛ فالتدقيق في التعبير مهم عند أهل التحقيق.
أقول: انظر إلى هذه الركاكة في قوله: كلام أئمة العلم والدين عن الشيخ.
قال تقي الدين الفاسي رحمه الله كما في (11-12): وكان جاور بمكة مدة سنتين، وألَّف فيها كتابه الذي سماه بـ ((الفتوحات المكية)).
اكتفي الحلبي معلقًا في الحاشية (ص 12): وهو مطبوع متداول.
أقول: أهذه هي النصيحة يا خلفي، بقي أن تشير إلى دار النشر والمكتبات التي توزعه!!
أليس في ((الفتوحات المكية)) الكفر الصراح ودعوة إلى وحدة الوجود؛ فيقول هذا الزنديق في مغلقاته:
لا تراقب، فليس في الكون إلا واحد العين، فهو عين الوجود
ويســمي في حــالة بإلـه ويكــنى في حــالة بالعبــيد
أقول: إذا لم يكن هذا كفرًا فليس في الوجود كفر؛ كيف يجعل الخالق والمخلوق عين واحدة؟ ثم أكده في البيت الثاني بأن العبد رب والرب عبد وهو ما صرح به في بعض أشعاره.
ثم قال تقي الدين الفاسي رحمه الله كما في (12): وله تواليف أخر، منها ((فصوص الحكم)).
قال الحلبي معلقًا في الحاشية (ص 12): وهو مطبوع أيضا، ولشيخ الإسلام ابن تيمية نقد عليه، طبع ضمن مجموع الفتاوى (2/134-135) له.
أقول: هكذا قال فض الله فاه، مكتفيًا بقوله: نقد عليه، فما هو هذا النقد حديثي أم فقهي أم عقدي؟!!
قال شيخ الإسلام ابن تيمية في ((مجموع الفتاوى)): ((مَا تَضَمَّنَهُ كِتَابُ ((فُصُوصِ الحكم)) وَمَا شَاكَلَهُ مِنْ الْكَلَامِ: فَإِنَّهُ كُفْرٌ بَاطِنًا وَظَاهِرًا؛ وَبَاطِنُهُ أَقْبَحُ مِنْ ظَاهِرِهِ. وَهَذَا يُسَمَّى مَذْهَبَ أَهْلِ الْوَحْدَةِ وَأَهْلِ الْحُلُولِ وَأَهْلِ الِاتِّحَادِ ...)) الخ
ثم قال تقي الدين الفاسي رحمه الله كما في (12): وشعر كثير جيد من حيث الفصاحة، إلا أنه شانه بتصريحه فيه بالوحدة المطلقة.
قال الحلبي معلقًا في الحاشية (ص 12): له ديوان شعر مطبوع أيضا، قديمًا جدًا في مصر.
أقول: لماذا هذا التسويق والتزويق والتدقيق والإغفال عن التحقيق؛ فقول الفاسي: جيد من حيث الفصاحة، تحتاج إلى وقفه بل وقفات.
أولا: هذا الكلام فيه غش للقاري وتغرير؛ فما تنفع الفصاحة إذا كانت فيها كفر صراح.
ثانيًا: كما أن فيه تسويقًا للكفر.
ثالثًا: وفيه ثناء مفصل ورد مجمل.
وهذا الجزء طبع الطبعة الأولى سنة 1408 ه وبين يدي الطبعة الثانية 1413 ه؛ بقي على ما هو عليه من هذه الانحرافات.
وفي الختام أحب أن أبين الحقيقة التي أصبحت ظاهرة للعيان، أن الحلبي نسبًا الخلفي منهجًا منذ باكورة أعماله وهو يسير على خطي الخلفيين من أهل البدع القدامي، وأنه يريد أن يطير ولما يريش، وهذا يؤكد أن الحلبي يتخبط من قديم.
وهذا وأسأل الله أن يصلح حلنا اللهم ردنا إليك ردًا جميلا وهدنا لأحسن الأقوال والأعمال لا يهدي لأحسنها إلا أنت واصرف عني سيئها لا يصرف عني سيئها إلا أنت، كما نسأل الله أن يولي علينا خيارنا ولا يولي علينا شرارنا وأن يجنبنا الفتن ما ظهر منها وما بطن وأن يكفينا وسائر المسلمين كيد الفجار وشر الأشرار وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.

التعقيبات على تسودات الحلبي على (الاستئناس لتصحيح أنكحة الناس)
الحمد لله الواحد المنان والصلاة والسلام على نبينا محمد خير من جهد باللسان والسنان وعلى آله وصحبهِ ومن سار على سنته من الثقلين الإنس والجان.
أما بعدُ:
فمازلنا فيما سوده الحلبي من باكورات أعماله وقد مر معنا أخي الكريم في مقال سابق بعنوان (نقد رسالة (عودة إلى السنة) لعلي الحلبي) كيف أعمى حال الزمخشري المبتدع وجعل السيوطي إمامًا على ما في كتبه من خرافات وبدع وضلال.
ثم في المقال الثاني (نظرات فيما سوده الحلبي في تعليقاته على (جزء فيه عقيدة ابن عربي وحياته)) كيف يشيخ ابن عربي النكرة المبتدع الذي كفره جمع من أهل العلم، وغير ذلك مما وقع فيه الحلبي من انحراف على طريق السلف.
وفي هذا المقال نحن مع ما جنته يدا الحلبي الخلفي في حاشية على ((الاستئناس لتصحيح أنكحة الناس)) للقاسمي، وبيان مع عليه من زلات.
قال القاسمي في ((الاستئناس لتصحيح أنكحة الناس)) (ص 18): أما قرأت الميزان المعارف الشعراني قدس الله روحه.
علق الحلبي على هذا الكلام في حاشية فقال: هو عبد الواهب بن أحمد، المتوفى سنة (973 ه)، ترجمته في ((شذرات الذهب)) (8/372).
أقول: الشعراني من كبار الصوفية مبتدع ضال وهو: صاحب كتاب ((الطبقات الكبرى)) وقد ملئه بالخرافات والشطحات ولا تنتقدها ويجعل أصحاب الفسقيات أولياء وذكر أن لهم شريعتهم الخاصة بل لا يخلوا كتابه من الكفريات؛ وفي ((شذرات الذهب)) من بيان حال الشعراني مما كان عليه من خرافات ومخالفات لسنة نبينا عليه أفضل الصلوات والتسليمات؛ ومع هذا فيه إشادة به وتزكية له.
قال ابن العماد صاحب ((شذرات الذهب)): قال الشيخ عبد الرؤوف المناوي في طبقاته: هو شيخنا الإمام العامل العابد الزاهد الفقيه المحدث الأصولي الصوفي المربي المسلك ...
ثم بعد بيان شيء مما قرأه قال المناوي: وكان ينهى عن الحط على الفلاسفة وتنقيصهم وينفر ممن يذمهم ويقول هؤلاء عقلاء ثم أقبل على الاشتغال بالطريق فجاهد نفسه مدة وقطع العلائق الدنيوية ومكث سنين لا يضطجع على الأرض ليلا ولا نهارا بل اتخذ له حبلا بسقف خلوته يجعله في عنقه ليلا حتى لا يسقط وكان يطوي الأيام المتوالية ويديم الصوم ويفطر على أوقية من الخبز ويجمع الخروق من الكيمان فيجعلها مرقعة يستتر بها وكانت عمامته من شراميط الكيمان وقصاصة الجلود واستمر كذلك حتى قويت روحانيته فصار يطير من صحن الجامع الغمري إلى سطحه وكان يفتتح مجلس الذكر عقب العشاء فلا يختمه إلا عند الفجر ثم أخذ عن مشايخ الطريق فصحب الخواص والمرصفي والشناوي فتسلك بهم ثم تصدى للتصنيف ...
ثم قال المناوي: وكان مواظبا على السنة مبالغا في الورع مؤثرا ذوي الفاقة على نفسه حتى بملبوسه متحملا للأذى موزعا أوقاته على العبادة ما بين تصنيف وتسليك وافادة واجتمع بزاويته من العميان وغيرهم نحو مائة فكان يقوم بهم نفقة وكسوة وكان عظيم الهيبة وافر الجاه والحرمة تأتي إلى بابه الأمراء وكان يسمع لزاويته دوي كدوي النخل ليلا ونهارا وكان يحيى ليلة الجمعة بالصلاة على المصطفى صلى الله عليه وسلم ... الخ هذا الهذيان.
أقول: لماذا لم يشر الحلبي ولو بقصير عبارة إلى حال الشعراني؟! فهل يا تري صغار طلاب العلم فضلا عن العوام لهم جد في التحصيل والنظر في كتب التراجم؟ وهل لهم تميز بين الثناء عليه بالقول إمام وما هو فيه من ضلال؟
وهذا الأمر تكرر من الحلبي فهل هذه طريق أهل العلم السلفيين الذي كان ولا يزال الحلبي يتكئ عليهم؟!!
وقال القاسمي في ((الاستئناس لتصحيح أنكحة الناس)) (ص 20): وهذا الشيخ محيي الدين ابن عربي الأندلسي دفين صالحية دمشق شيخ الصوفية في عصره كان على مذهب الظاهرية – أي داود وابن حزم الظاهريين – وقد ملأ فقه ((فتوحات المكية)) من مذهب الظاهرية ... الخ
علق الحلبي في الحاشية مكتفيًا بقوله: انظر تعليقي على ((التذكرة والاعتبار والانتصار للأبرار)) (ص 10 ، 13) لابن شيخ الحزاميين انتهى.
أقول: انظر أخي القاري كيف ينصح الحلبي قرائه؛ وقد مر في مقال سابق ما قاله ابن عربي النكرة الزنديق من كلام كفري، وأن جمع من أهل العلم قد كفره، منهم شيخ الإسلام ابن تيمية؛ بل لحلبي يشيخه انظر: (نظرات فيما سوده الحلبي في تعليقاته على (جزء فيه عقيدة ابن عربي وحياته))!!
قال الحلبي تحت عنوان (قيمة هذه الرسالة) (ص 12): إذا عرفت ذلك – أخي القاري – فيجب علك قراءتها بتدبر واهتمام، ثم تبليغ هذا العلم النافع لمن يليك من الأهل والأصحاب.
أقول: الواجب ما أوجبه الله عز وجل ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وسلم، أما ما أوجبه الحلبي فهذا نوع من كذب على الله ورسوله وأفتيات على الشرع.
وكتاب الاستئناس قام الحلبي بنشره 1406 هـ.
أذكر نفسي وأخواني وهذا الحلبي بقول لابن رجب الحنبلي في كتابه ((الفرق بين النصيحة والتعبير)) (10-11): ((فرد المقالات الضعيفة، وتبيين الحق في خلافها بالأدلة الشرعية ليس هو مما يكرهه أولئك العلماء، بل مما يحبونه ويمدحون فاعله، ويثنون عليه.
فلا يكون داخلا في باب الغيبة بالكلية فلو فرض أن أحدًا يكره إظهار خطئه المخالف للحق، فلا عبرة بكراهته لذلك، فإن كراهة إظهار الحق إذا كان مخالفًا لقول الرجل ليس من الخصال المحمودة، بل الواجب على المسلم أن يحب ظهور الحق ومعرفة المسلمين له، سواء كان ذلك في موافقته أو مخالفته)) انتهى.
علق الحلبي في الحاشية فقال: وهذا كلام يكتب بماء الذهب، فتأمله!!
ولكن ولأسف لم يعمل الحلبي بهذه النصيحة من كلام الحافظ ابن رجب بل ظل يتخبط والله الهدي.
هذا والله أعلم، وأسأل الله أن يوفقنا لما يحبه ويرضاه وأن يرينا الحق حقا ويرزقنا أتباعه وأن يرينا الباطل باطلا ويرزقنا اجتنابه، وأن يردنا للحق ردًا جميلا، ويجنبنا وجميع المسلمين كيد الفجار وشر الأشرار، وأن يدفع عن بلادنا وسائر بلاد المسلمين كل سوء ومكروه، والحمد لله رب العالمين.

الحلبي يقول بقول المرجئة قبل 27 عام في تعليقه على (الاعتقاد الخالص من الشك والانتقاد)
الحمد لله الواحد القهار والصلاة والسلام على النبي المختار وعلى آله وصحبه الأطهار.
أما بعدُ:
فنحن في هذا المقال مع مسألة من مسائل الإيمان، التي أشتط فيها الحلبي، وهي حصر الكفر في الجحود والتكذيب هذا منذ عام 1408 هـ في تحقيقه لـ (الاعتقاد الخالص من الشك والانتقاد) لابن العطار، يعني: قبل 27 سنة.
والذي يقتصر على حصر الكفر في الجحود والتكذيب والاستكبار؛ لازم من كلامه أن الذي يترك الأعمال ويعرض عنها ليس كفرًا، وهذا قول المرجئة، حصر الإيمان في قول اللسان واعتقاد الجنان، وهم بهذا يخرجون الأعمال من الإيمان.
وأهل السنة يعرفون الإيمان: بأنه اعتقاد بالجنان وقول باللسان وعمل بالأركان؛ يزيد بطاعة الرحمن وينقص بالعصيان.
فلهذا تكون أنواع الكفر اعتقاديه وقوليه وعمليه.
وأنواع الكفر يذكر أهل العلم منها كفر الجحود والتكذيب والاستكبار والإعراض والنفاق والشك.
قال العلامة ابن القيم رحمه الله في ((الصلاة وحكم تاركها)): ((فصل في نوعي الكفر وها هنا أصل آخر وهو أن الكفر نوعان: كفر عمل وكفر جحود وعناد.
الجحود أن يكفر بما علم أن الرسول جاء به من عند الله جحودا وعنادا من أسماء الرب وصفاته وأفعاله وأحكامه وهذا الكفر يضاد الإيمان من كل وجه.
وأما كفر العمل: فينقسم إلى ما يضاد الإيمان وإلى ما لا يضاده، فالسجود للصنم والاستهانة بالمصحف وقتل النبي وسبه يضاد الإيمان وأما الحكم بغير ما أنزل الله وترك الصلاة فهو من الكفر العملي قطعا ولا يمكن أن ينفي عنه اسم الكفر بعد أن أطلقه الله ورسوله عليه فالحاكم بغير ما انزل الله كافر وتارك الصلاة كافر بنص رسول الله ولكن هو كفر عمل لا كفر اعتقاد ...)) الخ كلام ابن القيم.
فلذلك الذي يرمي المصحف عالما به متعمدًا له في القاذورات يعتبر كافر كفرًا عمليًا مخرجًا له من الملة، ولا يلزم أن يكون مكذبًا أو جاحدًا.
قال الحلبي في حاشية (الاعتقاد الخالص من الشك والانتقاد) (ص 45): إذ هو الجحود والإنكار.
فأنا لم أر من أشار إلى هذا الخطأ الجسيم في هذا الموضع فأحببت أن أبينه ليحذر؛ كما أن هذا الخطأ مما تربي عليه الحلبي منذ زمن طويل؛ وشاب عليه ثم أكده في غير ما مؤلف.
ومن مسودة الحلبي ((التحذير من فتنه التكفير)) طباعة سنة 1417 هـ، حصر الكفر في الجحود والتكذيب والاستحلال، وأهل العلم يجعلون حصر الكفر في التكذيب والجحود من قول المرجئة حيث عرف المرجئة الأيمان: أنه تصديق القلب وبعضهم يزيد القول باللسان؛ وقد صدرت فتوى في الرد على هذا الكتاب مع كتاب (صيحة ندير) من اللجنة الدائمة للإفتاء رقم 21517 بتاريخ 14/6/1421هـ؛ فقام الحلبي بالرد على اللجنة الدائمة بكتابه ((الأجوبة المتلائمة على فتوى اللجنة الدائمة)) وغيره.
ثم يخرج علينا الحلبي فيقول في حاشية (ص 42) من كتاب ((التحرير لمسألة التكفير)): وما صرح به الشيخ [ابن عثيمين] من تعليله تكفيره – هنا – بالتكذيب: واضح.
ولا يفهم أحد - بالباطل – أن هذا حصر للكفر بالتكذيب! فهذا جهل وتجاهل.
فالكفر له أنواعه – تكذيبًا واستكبارًا وإعراضًا وشكًا ونفاقًا؛ وأسبابه قولًا وعملًا واعتقادًا.
أقول: بعد الصياح والإنذار والتحذير وما تبعه من الأجوبة، يخرج علينا الحلبي في عام 1428 هـ بهذا التأصيل الذي به يوافق كلام أهل العلم - مثل اللجنة الدائمة - من أهل السنة في الرد عليه، وكأن الحلبي يرد على الحلبي.
أختم كلامي بنص السؤال الموجه للجنة الدائمة حول كتابي الحلبي والجواب.
السؤال: يسأل بعض السائلين عن كتابي ( التحذير من فتنة التكفير ) و ( صيحة نذير ) لجامعهما: علي حسن الحلبي، وأنهما يدعوان إلى مذهب الإرجاء من أن العمل ليس شرط صحة في الإيمان، وينسب ذلك إلى أهل السنة والجماعة، ويبنى هذين الكتابين على نقول محرفة عن شيخ الإسلام ابن تيمية، والحافظ ابن كثير وغيرهما رحم الله الجميع، ورغبة الناصحين بيان ما في هذين الكتابين ليعرف القراء الحق من الباطل . . . إلخ .
الجواب: بعد دراسة اللجنة للكتابين المذكورين ، تبين للجنة أن كتاب ( التحذير من فتنة التكفير ) جمع علي حسن الحلبي فيما أضافه إلى كلام العلماء في مقدمته وحواشيه يحتوي على ما يأتي :
1- بناه مؤلفه على مذهب المرجئة البدعي الباطل الذين يحصرون الكفر بكفر الجحود والتكذيب والاستحلال القلبي ، كما في ( ص 6 حاشية 2 ص 22 ) ، وهذا خلاف ما عليه أهل السنة والجماعة من أن الكفر يكون بالاعتقاد وبالقول وبالفعل وبالشك .
2- تحريفه في النقل عن ابن كثير - رحمه الله تعالى- في ( البداية والنهاية 13\ 118 ) ، حيث ذكر في حاشية ص 15 نقلا عن ابن كثير : ( أن جنكز خان ادعى في الياسق أنه من عند الله ، وأن هذا هو سبب كفرهم ) وعند الرجوع إلى الموضع المذكور لم يوجد فيه ما نسبه إلى ابن كثير - رحمه الله تعالى- .
3- تقوله على شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله تعالى- في ص 17 - 18 إذ نسب إليه جامع الكتاب المذكور أن الحكم المبدل لا يكون عند شيخ الإسلام كفرا إلا إذا كان عن معرفة واعتقاد واستحلال. وهذا محض تقول على شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله- فهو ناشر مذهب السلف أهل السنة والجماعة، ومذهبهم كما تقدم وهذا إنما هو مذهب المرجئة.
4- تحريفه لمراد سماحة العلامة الشيخ محمد بن إبراهيم - رحمه الله- في رسالته: ( تحكيم القوانين الوضعية )، إذ زعم جامع الكتاب المذكور أن الشيخ يشترط الاستحلال القلبي مع أن كلام الشيخ واضح وضوح الشمس في رسالته المذكورة على جادة أهل السنة والجماعة.
5- تعليقه على كلام من ذكر من أهل العلم بتحميل كلامهم ما لا يحتمله كما في الصفحات ( 108 حاشية 1، 109 حاشية 21، 110 حاشية 2 ).
6- كما أن في الكتاب التهوين من الحكم بغير ما أنزل الله ، وبخاصة في ( ص5 ح1 )، بدعوى أن العناية بتحقيق التوحيد في هذه المسألة فيه مشابهة للشيعة- الرافضة - وهذا غلط شنيع.
7- وبالاطلاع على الرسالة الثانية ( صيحة نذير ) وجد أنها كمساند لما في الكتاب المذكور- وحاله كما ذكر-. لهذا فإن اللجنة الدائمة ترى أن هذين الكتابين لا يجوز طبعهما ولا نشرهما ولا تداولهما؛ لما فيهما من الباطل والتحريف، وننصح كاتبهما أن يتقي الله في نفسه وفي المسلمين ، وبخاصة شبابهم، وأن يجتهد في تحصيل العلم الشرعي على أيدي العلماء الموثوق بعلمهم وحسن معتقدهم، وأن العلم أمانة لا يجوز نشره إلا على وفق الكتاب والسنة، وأن يقلع عن مثل هذه الآراء والمسلك المزري في تحريف كلام أهل العلم، ومعلوم أن الرجوع إلى الحق فضيلة وشرف للمسلم.
وبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء: عضوية كل من الشيخ بكر أبو زيد والشيخ صالح الفوزان والشيخ عبد الله بن غديان ورئاسة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ.

خلل كبير في (منتقي فضائل الصلاة وآدابها) للحلبي
الحمد لله حمد الشاكرين والصلاة والسلام على نبينا الأمين وعلى آله وصحبهِ الطبيين ومن سار على نهجه واقتفى سنته إلى يوم الدين.
أما بعدُ:
فقد سود المسود الخلفي منهجًا الحلبي نسبًا في كتيبه ((منتقي فضائل الصلاة وآدابها)) في (ص 9) عنوانًا (الصلاة أساس الأعمال) وليس هذا من باكورة أعماله فقد كانت طباعته الطبعة الأول: سنة 1423 هـ، ولعل الحلبي يرى نفسه قد اشتد عوده وترسخت جذوره؛ ولا يخفي عمن له أذني فهم وأقل فقه ما لهذا العنوان من خطأ كبير وخلل جسيم.
فالخلل في اختيار الكلمات يؤدي إلى تغير المعنى، بل تحريف حرف يفسد المبني والمعنى، والرسوخ في اللغة العربية يؤدي لعلو الكعب في الشريعة.
يقول الشاطبي رحمه الله في كتابه ((الموافقات)): ((الشريعة عربية، وإذا كانت عربية؛ فلا يفهمها حق الفهم إلا من فهم اللغة العربية حق الفهم؛ لأنهما سيان في النمط ما عدا وجوه الإعجاز، فإذا فرضنا مبتدئًا في فهم العربية فهو مبتدئ في فهم الشريعة، أو متوسطا؛ فهو متوسط في فهم الشريعة والمتوسط لم يبلغ درجة النهاية، فإن انتهى إلى درجة الغاية في العربية كان كذلك في الشريعة؛ فكان فهمه فيها حجة كما كان فهم الصحابة وغيرهم من الفصحاء الذين فهموا القرآن حجة، فمن لم يبلغ شأوهم؛ فقد نقصه من فهم الشريعة بمقدار التقصير عنهم، وكل من قصر فهمه لم يعد حجة، ولا كان قوله فيها مقبولًا)) انتهى.
أقول: لا يخفي ما للصلاة من أهمية في حياة المسلم، وشأنها عظيم في الدين، بل هي ركن من أركان الإسلام وعموده، وهي أول ما يحاسب عليه المسلم من أعماله.
والصلاة من أهم الأسس والأعمال، لكن أهم الأعمال وأساس الأعمال توحيد الله، والشهادتان هما الركن الأول والأس الأعظم للإسلام، فلهذا كانت العقيدة أول ما يدعوا إليه الأنبياء والمرسلون، وهي وصية نبينا عليه الصلاة والسلام عندما أرسل معاذًا لليمن فقال له: ((إنك تقدم على قوم من أهل الكتاب، فليكن أول ما تدعوهم إلى أن يوحدوا الله تعالى)) والحديث في الصحيح؛ فلهذا يقول أهل العلم: التوحيد أولًا يا دعاة الإسلام والسلام.
وعلى هذا فيكون العنوان الذي عنونه الحلبي فيه خطأ كبير وخلل خطير.
إذا كانت الصلاة عند الحلبي هي أساس الأعمال فماذا يكون الاعتقاد الصحيح بالله رب العالمين وتوحيده وافرده عز وجل بالعبادة وإخلاص الأعمال له سبحانه؟!!
فعلى هذا العنوان يكون الحلبي قد أخرج الأعمال من الاعتقاد أو أنه جعل الصلاة أعلى شأنًا وأرفع مكانًا من التوحيد والاعتقاد، وأحلاهما مر وكلاهما شر.
أخي الكريم فهل هذا الخلفي مؤصل فضلا على أن يكون محققًا ومدققًا؟!!
فلعل قائلًا يقول: هذا الكتيب من ألفه إلى يائه لم تجذ فيه إلا ثلاث كلمات، والذباب لا يقع إلا على الجرح.
أقول: أهل الحق يقبلون الحق ولو جاءهم ممن خالفهم وناوئهم؛ وكذلك يردون الباطل ولو كان ممن أحبهم وصادقهم؛ والباطل لا يقبلونه ولا يقرونه، بل يصدونه ويردونه.
والكلمة الواحدة قد تهوي بصاحبها في جهنم سبعين خريفا كما جاء في الحديث، فكيف بمن زاد.
وهذا وأسأل الله أن يفقهنا في ديننا وأن يردنا إليه ردًا جميلا وأن يهدينا لأحسن الأقوال والأعمال وأن يصرف عني سيئها كما نسأل الله أن يولي علينا خيرنا ولا يولي علينا شرارنا وأن يجنبنا الفتن ما ظهر منها وما بطن وأن يكفينا وسائر المسلمين كيد الفجار وشر الأشرار وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين .

جناية الحلبي على شرط المتابعة في (الفوائد المختصرة في أحكام العمرة)
الحمد لله الذي أنزل علينا أفضل كتبه، وأرسل إلينا خير رسله، والصلاة والسلام على من أُمرنا بتباع سنته، وعلى آله وصحبه ومن أقتدي بهم وسار على أثره.
أما بعدُ:
فمازلنا مع ما يسوده الحلبي نسبًا الخلفي منهجًا، ففي كتيبه ((الفوائد المختصرة في أحكام العمرة)) الذي كانت طباعته الطبعة الأول سنة 1423 هـ، من الخلل ما يعجز عن وصفه اللسان وعن تسطيره ببنان.
قال الحلبي في (ص 5): أولًا: احرص – أخي المسلم – على أن تكون مخلصًا لله – تبارك وتعالى – في عباداتك كلها ... الخ
ثم ذكر ثانيًا ...
وثالثًا ...
إلى أن وصل للنقطة الثانية عشرة: قال: اقتن كتابًا – أو كتيبًا – من كتب التي جمعت الأذكار النبوية الصحيحة؛ ككتاب ((صحيح الكلم الطيب)) لشيخنا الألباني ...الخ ، ولم يذكر المتابعة في كل ما ذكر من هذه النقاط.
ففي بدء الأمر توقعت أن يجعل خاتمة هذه النقاط مسك الختام كما يقال، فيذكر المتابعة، فعندما قرأت (اقتن كتابًا – أو كتيبًا – من كتب) كان توقعي أن يرشد إلى كتيب يتعلق بأحكام العمرة مدعمًا بالأدلة.
والحلبي يحفظ حديث جابر الذي أخرجه مسلم في صحيحه قال: رأيت النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم يرمي على راحلته يوم النحر، ويقول: ((لتأخذوا مناسككم، فإني لا أدري لعلي لا أحج بعد حجتي هذه))، فشيخه!! الألباني رحمه الله كما يدعي له عليه جزء بعنوان (حجة النبي صلى الله عليه وسلم كما رواها عنه جابر رضي الله عنه).
والرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم متابعته شرط شامل في كل العبادات القولية والفعلية وقد خص المناسك بالمتابعة كما خص الصلاة.
فهل يَنسي مثل هذا شيخ يُعد من كبار طلاب العلم! وهذه النقاط جعلها تحت عنوان (نصائح وتوجيهات)!!
فمتابعة الرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم في مناسك العمرة شرط في قبولها، بل شرط في كل العبادات؛ فهل الغفلة أو لعله التغافل عن هذا الشرط – المتابعة – من النصائح؟!!
فليست هذه المرة الأولي التي يغفل الحلبي فيها عن ذكر متابعة سنة الرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم، فقد مر معنا في (نقد رسالة (عودة إلى السنة) لعلي الحلبي).
قال الحلبي في (ص 19): ربنا جل وعلا لم يتركنا هملا بل تفضل علينا بهذا القرآن المجيد، وضمن لنا حفظه من التبديل والتحريف، وقال في شأنه:  وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ .
فما المخرج ... الخ.
كذا سطر ببنانه وقاله بلسانه؛ فعليك يا حلبي أن تلزم غرز العلماء وتثني ركابك وتجالس أهل العلم الراسخين، فلا يزال عودك رطبًا بل ومعوجًا.
واعوج عودك من لحوو من قدم لا ينعم العود حتى ينعم الورق
وقال الحلبي في (ص 18): وليس من السنة القراءة على المقابر بشيء من القرآن؛ لا الفاتحة، ولا غيرها، وإنما الدعاء فقط.
أقول: لماذا اللف والدوران؟!
(ليس من السنة) صحيح؛ وله عدة احتمالات مباح أو مكروه أو بدعة.
أنا على يقين أن الحلبي أعلم مني ومن كثير من السلفيين بما سطره العلامة الألباني رحمه الله من بدع الجنائز في أخر كتابه الرائع الماتع ((أحكام الجنائز))، فلقد قام الحلبي بتلخيصه في رسالة بعنوان ((أحكام الموت)).
قال العلامة الألباني رحمه الله في (بدع الجنائز): الصياح بلفظ (الفاتحة) عند المرور بقبر أحد الصالحين، وبمفارق الطرق.
وقال: قراءة السبع سور: الفاتحة والمعوذتان والإخلاص وإذا جاء نصر الله وقل يا أيها الكافرون وإنا أنزلناه: وهذا الدعاء: اللهم إني أسألك باسمك العظيم، وأسألك باسمك الذي هو قوام الدين، وأسألك...وأسألك...وأسألك...وأسألك باسمك الذي إذا سئلت به أعطيت وإذا دعيت به أجبت، رب جبرائيل وميكائيل واسرافيل وعزرائيل...الخ.
كل ذلك عند دفن الميت.
قراءة فاتحة الكتاب عند رأس الميت، وفاتحة البقرة عند رجليه.
قراءة القرآن عند إهالة التراب على الميت.
وقال: القراءة للأموات وعليهم.
وقال: قراءة القرآن له وختمه عند قبره.
قول الحلبي: (ليس من السنة) قول مجمل والأولي بل الواجب التصريح ببدعية هذا العمل، وفيه مراوغة وتلاعب وتدليس على قرائه، ولعل ممزوج بالجبن، فالسؤال المطروح لماذا الحلبي لم يصرح ببدعية قرأت القرآن في المقابر؟
أما قول الحلبي: (وإنما الدعاء فقط)!!، فلم يبين هكذا على الإطلاق، فهل هو الدعاء له؟ أم دعاء الميت؟! وأنا أنزه الحلبي عن هذا – الدعوة إلى الشرك-، ولكن كلامه يحتمل هذا وذاك، وهذا ناشي عن خطأ في التعبير، فالخلل في تركيب المبني، يؤدي إلى تحريف المعنى، فضعف التحصيل في اللغة العربية يؤدي إلى تحريف في الشريعة، والعكس بالعكس.
يقول الشاطبي رحمه الله في كتابه ((الموافقات)): ((الشريعة عربية، وإذا كانت عربية؛ فلا يفهمها حق الفهم إلا من فهم اللغة العربية حق الفهم؛ لأنهما سيان في النمط ما عدا وجوه الإعجاز، فإذا فرضنا مبتدئًا في فهم العربية فهو مبتدئ في فهم الشريعة، أو متوسطا؛ فهو متوسط في فهم الشريعة والمتوسط لم يبلغ درجة النهاية، فإن انتهى إلى درجة الغاية في العربية كان كذلك في الشريعة؛ فكان فهمه فيها حجة كما كان فهم الصحابة وغيرهم من الفصحاء الذين فهموا القرآن حجة، فمن لم يبلغ شأوهم؛ فقد نقصه من فهم الشريعة بمقدار التقصير عنهم، وكل من قصر فهمه لم يعد حجة، ولا كان قوله فيها مقبولًا)) انتهى.
فعلى هذا أنصح نفسي وأخواني السلفيين أن يعرض ما يكتبون على أخوانهم خاصة طلاب العلم، فأنت المستفيد أولا، كما أوصي نفسي وأخواني الأفاضل بعد تقوي الله بالجد والاجتهاد والتحصيل ومجالسة طلاب العلم وحضور دروس المشايخ وكذلك بالحرص على الوقت.
هذا وأسأل الله أن يفقهنا في ديننا وأن يردنا إليه ردًا جميلا وأن يهدينا لأحسن الأقوال والأعمال وأن يصرف عني سيئها كما نسأل الله أن يولي علينا خيرنا ولا يولي علينا شرارنا وأن يجنبنا الفتن ما ظهر منها وما بطن وأن يكفينا وسائر المسلمين كيد الفجار وشر الأشرار وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين .

الحلبي يشيّخ مجموعة من المخالفين
الحمد لله الواحد القهار والصلاة والسلام على النبي المختار وعلى آله وصحبه الأطهار.
أما بعدُ:
فالناظر في تسويدات الحلبي القديمة يجد بها كثيرًا من الأمور التي تخالف المنهج السلفي، ومن هذه المخالفات تشيخ بعض أهل الزيغ والبدع، ومن هؤلاء الذين شيّخهم:
منهم: عبد الله الغماري.
قال الحلبي في ((كشف المتواري من تلبيسات الغماري ورد عدوانه على أهل السنة)) (ص 7-8): ((فقد أرسل إلى بعض أفاضل أهل العلم نسخة من أحدى عشرة صفحة كتبها الشيخ عبد الله الغماري بعنوان: ((إرغام المبتدع الغبي بجواز التوسل بالنبي في الرد على الألباني الوبي))!
ثم قال: فلما قرأت الرسالة بموضوعيها قراءة تأن وتأمل وتدبر أيقنت – أكثر مما كنت أتصور – بحال هذا الرجل الغماري وانحرافه وابتداعه وتمويهه وتلبيسه)) انتهي.
أقول: انظر إلى الحلبي كيف يشيّخ الغماري ثم يقول: أيقنت – أكثر مما كنت أتصور – بحال هذا الرجل الغماري وانحرافه وابتداعه وتمويهه وتلبيسه.
أليس في هذا الكلام نوعًا من الموازنة؟ أليس هذا من الضعف في الرد على أهل الأهواء والبدع؟!!
بل قد جعله بعض أهل العلم منهم، وعلى رأسهم ربيع العصر.
ومنهم: حسن البنا.
قال الحلبي في تحقيق ((مفتاح الحنة لا إله إلا الله)) في حاشية (ص 16): ((وممن تأثر بذلك من المعاصرين الشيخ حسن البنا، كما في: ((مجموع رسائله)) اهـ.
أقول: انظر ليس الغماري فقط شيخ بل إمام الأخوان ومؤسس هذا الحزب المنحرف، وعقله المدبر المدمر حسن البنا، ومن رؤؤس البلاء والشقاء في هذا العصر على هذه الأمة الإسلامية، هو أيضًا شيخ!
بل يؤكده فيقول الحلبي: وتأثر بذلك أيضًا الشيخ حسن البنا، كما في: ((مجموع رسائله))، (274)، ولقد شرح كلامه في ذلك الشيخ سعيد حوى في ((التربية الروحية)) اهـ.
فزاد الطين بلة!!!
قال العلامة ربيع بن هادي عمير المدخلي حفظه الله: ((أما حسن البنا فلم يُخرج سلفيًّا واحدًا، ومن دخل في تنظيمه من الروافض والخوارج وسائر المذاهب كالصوفية الغلاة لا يتغير أبدًا؛ لأنه اشترط على نفسه أنه ما يتدخل في عقائد من ينضوي تحت رايته، يؤمن بتنظيمه فقط وبالأفكار التي وضعها وبأصوله التي وضعها، ولا شأن له في عقيدة هذا الإنسان، فلم يُصلح أحدًا ممن دخل في تنظيمه ودعوته، بل من دخل من السلفيين في تنظيمه فسد مع الأسف)) اهـ ( ).
ومنهم: سعيد حوى.
أقول: مع حسن البنا شيخ سعيد حوى الصوفي المنحرف الضال، وهذا ليس من باب زلة قلم، أو اشتطاط بنان، بل هو تأكيد على تشيخ حسن البنا ثم هو أيضًا يؤكد على تشيخ سعيد حوى؛ فيقول الحلبي في حاشية (ص 40): ((فيه رد على من يجيز الذكر بالاسم المفرد ((الله، الله)) مثل الشيخ سعيد حوى في كتابه: ((التربية الروحية)) (ص 114) )) اهـ.
سعيد حوى قال فيه العلامة ربيع بن هادي المدخلي حفظه الله: ((أهذه صوفية سعيد حوى الذي أشاد بأهل الطريقة الرفاعية الذين يدخلون النار ولا تؤثر فيهم، ويطعن أحدهم نفسه بالسيخ في صدره حتى يخرج من ظهره فلا يضره، وقال عن هذه الأساطير: إنها تذكر بحادثة دخول إبراهيم النار ولم تضره، وتذكر بحادثة شق الصدر لرسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم)) اهـ ( ).
فأين الثرى من الثريا.
ومنهم: السيوطي .
قال الحلبي في ((التحذيرات من الفتن العاصفات)) (ص 55): أصل كتاب كنز العمال هو كتاب جمع الجوامع للعلامة السيوطي)) اهـ.
وقال في حاشية (ص 6): ((أقدم الطبعة الثانية من هذا الكتاب – لما فيه من ضوابط مهمة، وقواعد دقيقة – وذلك بعد طبعته الأولى بأكثر من خمس عشرة سنة)) اهـ.
وقال الحلبي في (عودة إلى السنة) (ص 96): الإمام السيوطي وهو يرشد إلى أحد كتبه وكرر ذلك في (ص 98))) اهـ.
بل الحلبي الخلفي يعيد هذا ويكرره في أكثر من مكان ففي حاشيته على ((الاستئناس لتصحيح أنكحة الناس)) للقاسمي طباعته سنة 1406 هـ (ص 16) قال: وللحافظ الإمام جلال الدين السيوطي رسالة ... الخ))؛ بل جعله بالخط العريض في طرة كتاب ((المصابيح في صلاة التراويح)) أيضًا طباعته سنة 1406 هـ عند تحقيقه.
أقول: فهل السيوطي الذي تنضح بعض كتبه بالخرافات والبدع والضلالات وتحريف صفات الله يكون عندك إمامًا؟!
وسطر الحلبي في (عودة إلى السنة) الحاشية (ص 57) ((فمن وصل إلى العلم بإتقان وجوده من طريق الكتب والمصنفات فقد أجزأه، وانظر ما سيأتي (ص 87) ... )) الخ.
وذكر مجموعة من المخالفين لمنهج السلف الصالح:
وقال في (ص 87): يوجد فصل (مع طلبة العلم في تحصيلهم) أرشد إلى جملة من الكتب وقسمها إلى ثلاث مراحل، خلط وخبط ودس السم في العسل في إرشاده ونصحه.
ذكر من المؤلفين:
فتحي يكن وهو: أحد أبرز قادة حركة الإخوان المسلمين في لبنان.
ومصطفي السباعي وهو: مرشد الإخوان المسلمين في سوريا.
ومحمد قطب وهو: المشرف على نشر كتب شقيقه سيد التي فيها جل أفكار المذاهب المنحرفة، وهو يسير على خطي الأخوان بل من أبرز منظريهم.
ومحمد سليمان الأشقر وهو: من المنتمين لفكر الإخوان المسلمين وقصة طعنه في الصحابي الجليل أبي بكرة معروفه، ورد العلامة عبد المحسن العباد مطبوع ومشهور.
وعمر سليمان الأشقر وهو: مثل شقيقه محمد.
ومراد شكري والمنهج الباطل الذي يسير عليه معلوم وكتابه ((إحكام التقرير لأحكام التكفير)) وما فيه من مخالفة للمنهج السلفي ورد اللجنة الدائمة عليه مشهور.
وسفر الحوالي وهو: معلوم بسيره على الفكر القطبي.
ومحمد نعيم ياسين وهو: أخواني جلد.
والقائمة تطول ذكر عبد الكريم زيدان وحسين العوايشة ومحمد إبراهيم شفرة وسليم الهلالي ومحمود الطحان وغيرهم؛ فهل هؤلاء الآن معرفون بالسلفية؟!
لعل قائلا يقول: يوجد في من ذكرت من قد رد عليه الحلبي منذ سنوات؟
أقول: فهل بيَّن أنه كان يشيد بهم في هذه الرسالة؟ وهل أعاد نشرها وقد حذف منها هذه الأخطاء ووضحها؟ أو سطر مقالا يبين ويحذر مما سودته يداه؟
أذكر الحلبي بقول الله عز وجل:  فَمَنْ تَابَ مِنْ بَعْدِ ظُلْمِهِ وَأَصْلَحَ فَإِنَّ اللَّهَ يَتُوبُ عَلَيْهِ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ ، وقوله سبحانه وتعالى:  إن الذين يكتمون ما أنزلنا من البينات والهدى من بعد ما بيناه للناس في الكتاب أولئك يلعنهم الله ويلعنهم اللاعنون * إلا الذين تابوا وأصلحوا وبينوا فأولئك أتوب عليهم وأنا التواب الرحيم ، وقوله عز وجل:  والذين يرمون المحصنات ثم لم يأتوا بأربعة شهداء فاجلدوهم ثمانين جلدة ولا تقبلوا لهم شهادة أبدا وأولئك هم الفاسقون * إلا الذين تابوا من بعد ذلك وأصلحوا فإن الله غفور رحيم .
فالإصلاح شرط في توبة من أفسد.
أقول: في هذه المراحل مع هذا اللفيف من المخلطين والمخبطين؛ نجد العلامة الحلبي! قبل نحو ثلاثين عامًا ينصح طلاب العلم بستة كتب مما سودته يداه، من أصل ست ومائة كتاب، بينما ذكر لشيخ المحدثين في هذا العصر العلامة الألباني رحمه الله أربع كتب، وللعلامة الأصولي الفقيه المفسر ابن سعدي رحمه الله كتابًا واحدًا، وكتاب يتيم أيضًا لعلامة اليمن ومحدثها مقبل الوادعي رحمه الله، وذكر كتابًا لكل من شيخ الإسلام ابن تيمية والإمام محمد عبد الوهاب وذكر كتابين للعلامة محمد أمان الجامي رحمه الله، بينما نجده لأكثر من واحد ممن خلط ذكر له كتابين!! ومع هذا القائمة من الكتب لم نجد كتابًا واحدًا للعلامة ابن باز ولا للعلامة ابن عثيمين وكذلك العلامة تقي الدين الهلالي والعلامة حافظ حكمي والعلامة النجمي والعلامة زيد المدخلي رحمهم الله، كما لم يذكر كتابًا واحدًا للعلامة الفوزان ولا العلامة عبد المحسن العباد ولا للعلامة ربيع المدخلي ولا للعلامة علي الفقيهي حفظهم الله، وغير هذه الثلة المباركة من أهل العلم والفضل المعاصرين؛ أترك لك أخي المنصف الإجابة على سؤالي، على ماذا يدل هذا الأمر؟!!
ومنها: ابن عربي الطائي.
والآن مع ما استله الحلبي من كتاب ((العقد الثمين في تاريخ البلد الأمين)) لتقي الدين الفاسي لترجمة الضال المبتدع مميت الدين ابن عربي النكرة.
تفاجأت وأنا أقرأ قول الحلبي في الصفحة الأولى من المقدمة (ص 3) أما بعد: فهذه ترجمة الشيخ محيي الدين ابن عربي، مستله من كتاب ((العقد الثمين في تاريخ البلد الأمين)).
وفي (ص 9) جاء: ((فهذا جزء في حياة الشيخ محيي الدين ابن عربي ... )) الخ.
انظر أخي القاري كيف يشيّخ هذا المبتدع، ويغش فيما يسوده؛ فالقلم يعجز أن يسطر كلمة تبين ما كان عليه هذا المجرم الأثيم المنحرف اللئيم من ضلال عميم.
ثم زاد في التأكيد فقال في (ص 4): ((وهي ترجمه مفيدة جدًّا في بابها، فيها كلام أئمة العلم والدين عن الشيخ الذي ... )) الخ.
أقول: قوله (عن الشيخ) يفهم منه أن في الترجمة من يزكي ابن عربي الملحد ويثني عليه بالجميل، والحقيقة كل من ذكرهم الفاسي قد جرحه بل كثير منهم كفره؛ فالتدقيق في التعبير مهم عند أهل التحقيق.
أقول: انظر إلى هذه الركاكة في قوله: كلام أئمة العلم والدين عن الشيخ.


كما أن الحلبي أخفي حال الزمخشري.
قال الحلبي في (عودة إلى السنة) الحاشية (ص 62-63) وهو يترجم للزمخشري: ((هو أبو القاسم محمود بن عمر ابن محمد له مصنفات عديدة، ولد بزمخشر من خوارزم سنة (538 هـ)، له ترجمة في النجوم الزاهرة (5/274) والمنتظم (1/112) والبداية والنهاية (12/219) ولسان الميزان (6/4) )) اهـ.
أقول: هل هذا من الأمانة العلمية أن تخفي حقيقة هذا المبتدع الضال؟! فالزمخشري معتزلي المذهب، لماذا لم تذكره بوصف البدعة وتكتفي فقط بالإشارة إلى بعض مصادر ترجمته؟
فهل تتوقع أن صغار طلاب العلم فضلاً عن عوام المسلمين لهم همة عاليه للرجوع إلى المصادر التي ذكرتها ليتبين لهم بدعته؟!
بل يقول ابن تغري في كتابه ((النجوم الزاهرة)): ((النحوي اللغوي الحنفي المتكلم المفسر صاحب الكشاف في التفسير والمفضل في النحو)) اهـ.
أقول: لم يصفه بالبدعة ولا بالاعتزال وإنما أكتفى بقوله: (المتكلم)؛ فهل كلمة المتكلم يفهم منها عند صغار طلاب العلم فضلاً عن العوام؛ أنه مبتدع؟!
فهل من النصيحة الإشارة إلى مثل هذا المرجع؟!
فعلى ما تدل هذه القائمة الطويل التي يزكيها الحلبي؟!!!
اللهم ردنا إليك ردًا جميلا، وثبت قلونا على دينك يا مقلب القلوب، هذا والله أعلم وبالله التوفيق وآخر دعوانا الحمد لله رب العالمين.

ليس دفاعًا عن الحلبي ولكن عادل آل حمدان يفتري
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده.
أما بعد:
فيقول الله عز وجل: { يا أيها الذين آمنوا كونوا قوامين لله شهداء بالقسط ولا يجرمنكم شنآن قوم على ألا تعدلوا اعدلوا هو أقرب للتقوى واتقوا الله إن الله خبير بما تعملون }.
وقفت على كتاب للإمام ابن بطه العكبري وهو ((الشرح والأبانة على أصول السنة والديانة)) المعروف بالأبانة الصغرى تحقيق: عادل بن عبد الله آل حمدان، طبعة دار الأمر الأول الطبعة: الثانية 1433 هـ.
والحمدان في مقدمته تعرض لنقد طبعة الحلبي – الدار الأثرية - وقد لمست منه المبالغة في نقده، وأن في نقده تعدٍ وتجاوز للحد والظلم.
قال عادل الحمدان في (ص 11): ((وصف المخطوط: لم أقف لهذا الكتاب إلا على نسخة واحدة من محفوظات دار الكتب الظاهرية بدمشق)) اهـ.
قال الحلبي في الحاشية (ص 12): ((دفع إلي ... صورة من مخطوطة المكتبة الظاهرية)) اهـ.
أقول: كل منهما أستخدم مخطوطة الظاهرية.
ثم قال عادل الحمدان في (ص 13): ((سبب إعادة تحقيق الكتاب.
كان لرضا نعسان فضل السبق في إخراج هذا الكتاب.
علق في الحاشية: ... ثم وقفت على طبعة الدار الأثرية وقد اعتنى بإخراجها وضبط نصها: علي الحلبي. وهي عبارة عن متن مجرد عن التخريج، وقد اعتمد فيها على النسخة الظاهرية، ولهذا كانت من أجود ما نشر من طبعات هذا الكتاب، ومع ذلك لم تخلو من الزيادة والنقصان والتصحيف !! ومن ذلك: )) اهـ.
أقول: قوله: (ومع ذلك لم تخلو من الزيادة)، غير صحيح والأمثلة التي ذكرها كلها ليس بها زيادة.
ثم قال عادل الحمدان (ص181) (شعيب الحجام)، والصواب: (أبو شعيب).
أقول: هذا خطأ من الحمدان، في الطبعة الأثرية (ص 191): (أبو شعيب) ولم يذكر (شعيب) كما قال الحمدان.
قال عادل الحمدان ومنها: (ص177) (من أهل الجنة أو النار)، والصواب: (أنه في الجنة أو النار).
أقول: في الطبعة الأثرية (ص 187): كما قال الحمدان.
قال عادل الحمدان ومنها: (ص144) (حملت جريا)، والصواب: (حملت سمكا جريا).
أقول: هذا خطأ، في الطبعة الأثرية (ص 158): (حملت سمكا جريا) ولم يذكر (حملت جريا) كما قال الحمدان.
قال عادل الحمدان ومنها: (ص156) (لا يصلى محلول الإزار)، والصواب: (محلول الأزرار).
أقول: في الطبعة الأثرية (ص 169): (وأن يصلى محلول) كما عند الحمدان (ص 238) ولم يذكر (لا يصلى محلول) ؛ أما (محلول الإزار) كما قال الحمدان، والصواب والله أعلم (محلول الأزرار) كما عند الحمدان.
قال عادل الحمدان ومنها: (ص147) (ولا يبدأ بيساره)، والصواب: (ويبدأ في الخلع بيساره).
أقول: هذا خطأ، في الطبعة الأثرية (ص 161): (ويبدأ في الخلع بيساره) ولم يذكر (ولا يبدأ بيساره) كما قال الحمدان.
قال عادل الحمدان ومنها: (ص55) (منحرفة)، والصواب: (منخرقة).
أقول: في الطبعة الأثرية (ص 66): كما قال الحمدان.
قال عادل الحمدان ومنها: (ص73) (حبان بن سدير)، والصواب: (حنان بن سدير).
أقول: في الطبعة الأثرية (ص 87): كما قال الحمدان.
صوابه (حنان) قاله الإمام الألباني رحمه الله في كتابه الماتع ((سلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة وأثرها السيئ في الأمة)) تحت الحديث رقم (5203)، وكذلك العلامة مقبل الوادعي رحمه الله في تعليقه على ((المستدرك على الصحيحين)) للحاكم تحت الحديث رقم (8500).
وقال عادل الحمدان ومنها: (ص76) (إذ أحياة)، والصواب: (أدنى حياة).
أقول: في الطبعة الأثرية (ص 90): كما قال الحمدان.
قال عادل الحمدان ومنها: (ص102) (خلق الخلق)، والصواب: (خلق الجن).
أقول: هذا خطأ، في الطبعة الأثرية (ص 115): لم يذكر (خلق الخلق) كما قال الحمدان، وجاء (خلق الجن).
أقول: هذه أربع أخطاء مؤكدة وقع فيها عادل الحمدان من أصل تسعة مع المبالغة في كلامه.
ثم قال عادل الحمدان: ((وغيرها مما لا يمكن حصره ها هنا.
وقد أخرج متن هذا الكتاب على اختصاره في (188 صفحة) !! وكان نصيب أوراق البياض منها (20 صفحة) والأوراق التي لم يكتب فيها إلا أسطر يسيره (20 صفحة) !!. والله أعلم)) اهـ.
وأما قول الحمدان: وقد أخرج متن هذا الكتاب على اختصاره في (188 صفحة).
أقول: ما أدري ما هي الطبعة التي بين يدي الحمدان، والطبعة الأثرية التي عندي الطبعة الأولي سنة 1428 هـ؛ والكتاب في (195 صفحة) ومع الفهارس تصل إلى (200 صفحة).
وقول الحمدان: وكان نصيب أوراق البياض منها (20 صفحة).
أقول: أوراق البياض (7 صفحة) فقط.
ويغلب على ظني أن كلام الحمدان إن صح أن الطبعة التي عنده عدد صفحاتها 188 والبيضاء 20 غير صحيح؛ لآن التي عندي أكثر والأوراق البيضاء أقل، وإن كان غير مستبعد.
أقول: هذا ليس دفاعًا عن الحلبي الذي حكم عليه بعض أهل العلم بالبدعة، فقد كتبت أكثر من مقال في بيان ما في تسويداته من انحراف ومازال عندي غيرها أخرجها أن شاء الله قريبًا، ولكن هذا مني بيان لما عليه الحمدان من التجني وعدم المصداقية العلمية ولعلها تصل إلى الكذب والافتراء، أختم بقول الإمام عبد الرحمن بن مهدي رحمه الله: (أهل العلم يكتبون ما لهم وما عليهم، وأهل الأهواء لا يكتبون إلا ما لهم)، فالذي يريد أن ينتقد يشترط فيه بعد الإخلاص أن يتحلي بالصدق والعدل والدقة في النقل وترك حظوظ النفس والكذب والافتراء، وعلى المسلم أن يجعل نصب عينيه قول الله سبحانه وتعالى: }مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلاَّ لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ{.
أسأل الله عز وجل أن ينفعني بما كتبت وما قرأت عزيزي القاري، وأن يجنبنا مضلات الفتن وأن يحفظنا وجميع المسلمين وأن لا يكلنا إلى أنفسنا وأن يدفع عنا الغلاء والوباء والزنا والزلازل والفتن، وأن يكفينا وسائر المسلمين كيد الفجار وشر الأشرار أنه سبحانه سميع الدعاء، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.

رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
منهج, الحلبي, ردود

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


Powered by vBulletin, Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd
Salafi Tasfia & Tarbia Forums 2007-2013