منتديات التصفية و التربية السلفية  
     

Left Nav الرئيسية التعليمـــات قائمة الأعضاء التقويم البحث مشاركات اليوم اجعل كافة الأقسام مقروءة Right Nav

Left Container Right Container
 

العودة   منتديات التصفية و التربية السلفية » القــــــــسم العــــــــام » الــمــــنــــــــتـــــــدى الـــــــــعــــــــام

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 19 Oct 2016, 07:06 PM
أمين البجائي أمين البجائي غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Mar 2014
المشاركات: 77
افتراضي الرحلة في طلب العلم بين المُوَفََّق إليها والمحروم منها {تذكير لإخواننا طلاب العلم الجدد المقيمين بالإقامات الجامعية}

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وكفى والصلاة والسلام على النبي المصطفى و على آله وصحبه ومن اقتفى, أما بعد :

فهذه وصية نافعة بإذن الله تبارك وتعالى أقدمها لإخواني حملة العلم الشرعي وطلاّبه تذكيرا مني لهم بأمر مهم غفل عنه البعض وتجاهله وتغافل عنه البعض الآخر إلا من شاء الله سبحانه, قال الله تبارك وتعالى:{ وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنْفَعُ المُؤْمِنِينَ} [سورة الذاريات: 55] , وهذا التذكير أخّص به الطلاب الجدد والذين يقيمون في الإقامات الجامعية, ولا ضير أن يطالع عليها ويستفيد منها غيرهم.

اعلم وفقني الله وإيّاك للخير أنّك - أيها الطالب- ما قطعت المسافات الطوال وما هجرت الأهل والخلان إلا لتشهد منافع دنياك وأخراك وتذكر اسم ربّك وتتدارس كتاب خالقك وتتذاكر سنة نبيّك صلى الله عليه وسلم مع إخوانك, فاجعل دائما نصب عينيك أن هذا من توفيق الله لك , والله إذا أراد بعبد خيرا فقهه في الدين. فعليك -يا رعاك الله -بالحفاظ على هذه النعمة, والدوام على شكر من تفضل بها عليك فالنعم إذا شُكِرت قرّت وإذا كُفِرت فرّت, يقول المولى سبحانه :{وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِن شَكَرْتُمْ لأَزِيدَنَّكُمْ} سورة إبراهيم: 7 .

بعض الطلاب أيام دراسته في المرحلة الثانوية { خصصت المرحلة الثانوية بالذكر دون غيرها لأنها قريبة عهد بمرحلة التفرغ للعلم الشرعي - أعني المرحلة الجامعية -} تكون له رغبة أكيدة وهمّة عالية شديدة في طلب العلم وتحصيله فتجد كتاب الله تعالى أنيسَه والمسجدَ بيتَه و مجالسَ العلم راحتَه وطمأنينتَه, همّة عالية إرادة قوية بل تجده لا يفكر بالرحلة في طلب العلم إلى بلاد الحجاز أو غيرها من البلاد, إلا بعد تحصيل قدر من العلم في بلده ومجالسة علماء وطنه, ثم بعد ذلك شدّ رحال المطيّ إلى العلماء الكبار كما هو صنيع سلفنا الصالح.

وبعد الانتقال إلى المرحلة الجامعية يتعرف على طلاب علم كثر منهم من حصّل ومنهم تأصّل ومنهم غير ذلك, فتعلو همته للتحصيل ناهيك عن سماعه بأن أحد الطلاب اعتمر أو زار بلد الحجاز وجالس بعض المشايخ والعلماء أو درس فيها أو في غيرها من البلاد توقد وَكَدُه{ همّه وإرادته} واشتعل كبدُه للرحلة إلى بيت الله الحرام ويا ليت كان هذا وحسب بل هذه الحرقة تجعله يزهد من مشايخ البلد ويتضجر ويتذمر من حال طلبه للعلم وطلابه فيثير الفتن بين حملة العلم ويطعن في المشايخ, ناسيا أو بالأحرى متناسيا بأن الجامعة{ ووالله إني لأعلم علم يقين أنه من أراد تحصيل العلم فعليه بمجالسة العلماء ومزاحمتهم بالركب لا الجامعات لكن كل ميسر لما خُلق له } كانت بعد فضل الله عز وجل هي السبب لتعرفه على كثير من العلماء والمشايخ داخل وخارج الوطن, وقد رأينا بعض الطلاب الذين جاءوا إلى الجامعة لا يعرف حتى معنى لا إله إلا الله أعظم أركان الإسلام ومبانيه العظام, وبعد الانتساب للعلم يستعجل الثمرة فيجد نفسه لا شيء فيبدأ بعد ذلك بتزهيد الناس بطلب العلم في البلد والتنقص من حملة العلم.

إعلم أخي الطالب رعاك الله أنّ من الأماني الجميلة التي تشدّ الاهتمام وتتمكن في الخلد ويتوقد لها الكبد وتشتعل لها الهمة والإرادة الرحلة في طلب العلم ولقاء المشيخة ومباشرة الرجال والجلوس عند العلماء للأخذ عنهم والاستفادة منهم وتلك هي أمنية السلف الصالح، فبالعلم تحيا القلوب وتزكو النفوس وتتهذب الأخلاق لكن كما يقال: تجري الرياح بما لا يشتهي الملاّح، وقال الشاعر:
ما كل ما يتمنى المرء يدركه *** تجري الرياح بما لا تشتهي السفن
فربنا تبارك وتعالى أدرى وأعلم بما يَصْلُح للناس في دنياهم وأخراهم من أنفسهم, فكم من موّفق للعلم وطلَبِه والرحلة إليه ظاهرا لكنّ الأماني غرّته وتمنى على الله فهو يقول بلسان حاله إن لم يقله بلسان مقاله: إنما أوتيته على علم من عندي وجهدي ومالي ، وكم من مخذول ظاهرا موّفق للاستسلام لأمر الله وقدره, خيره وشره حلوه ومُرِّه، وهذا الثاني صبر ولم يجزع, رضي ولم يسخط ومع كل هذا مازال ولا يزال يسأل الله تبارك وتعالى أن يحقق أمنيته ويستجيب رغبته وهذا حقا موفّق ظاهرا وباطنا وإن كانت صورته بادية للعيان على غير ما هي عليه .

وثالث ضاعت منه أمنيته ظاهرا ففقد الأمل وأوصد الأبواب وألقى بالمفاتيح والأقفال في يمّ قعير{ بعيد القعر} لأن الوقت قد فات في زعمه ووقت التحصيل نفد ، وهذا الثالث تمنى ثم تمنى أنه لو لم يتمن فخذل نفسه باطنا وظاهرا ومن أعرض عن الله أعرض الله عنه، وعليه يا إخواني فلنكن في الثاني الذي يسعى ولو بعد فوات الأمنية، ألم يقل الرجل الذي دعا قومه فلم يستجيبوا لله :{ يَا لَيْتَ قَوْمِي يَعْلَمُونَ بِمَا غَفَرَ لِي رَبِّي وَجَعَلَنِي مِنَ الْمُكْرَمِينَ } سورة يس 26 - 27 , حتى بعد أن دخل الجنّة لم يزل ناصحا لقومه راغبا في تحقق أمنيته راجيا الوصول إلى بغيته .

وعليه إخواني فيكفينا – ونحن في هذه الحال إلى أن يمن الله تعالى علينا بالرحلة في طلب العلم - الاستماع لأشرطة العلماء وتفريغها وتقييد المسائل وتحريرها وإذا أشكل علينا أمر فعلينا أن لا ننسى أمانينا ولنسأل أهل العلم ولنرجع إليهم لعلنا نحظى بمجالستهم وننهل من معين علمهم وأدبهم وسمتهم .
ونصيحتي لي ولكم أن نقبل على كتاب الله فنحفظه ونتقن تلاوته ونتدبر معانيه ونعمل بما فيه فأخذه بركة وتلاوته من خير القربات إلى الله وبقدر الاشتغال بكتاب الله بقدر ما يفتح الله لنا من العلم وييسر لنا طلبه وتحصيله، وعلينا بالدعاء فهو السلاح وهو المفتاح لكل خير في الدنيا وفي دار الفلاح وإنما ابن عباس رضي الله عنهما بلغ تلك المنزلة العالية في الدين والرسوخ في العلم بعد فضل الله تعالى بدعاء النبي عليه الصلاة والسلام ,فالدعاء هو العبادة .

هذا آخر المراد, فما كان من صواب فمن الله وحده وما كان من خطأ وتقصير فمن نفسي ومن الشيطان والله ورسوله منه بريئان, وسبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك
والله الموفق وهو الهادي إلى سواء السبيل .


تنبيه: فيه قسم رابع وهم من الذين وفقهم الله تعالى ظاهرا وباطنا, الذين رحلوا إلى العلماء والمشايخ ليأخذوا العلم عنهم ومع هذا فهم مخلصون عاملون متواضعون مقرّون بنعمة الله عليهم وأن الفضل بيد الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم, فاللهم إنّا نسألك من فضلك العظيم .

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 19 Oct 2016, 07:26 PM
مراد قرازة مراد قرازة غير متواجد حالياً
موقوف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2014
الدولة: الجزائر ولاية أم البواقي
المشاركات: 438
افتراضي

جزاك الله خيرا وأحسن إليك ؛أصبت وأجدت ووفقت للبيان أيما بيان
ولعل من الواجب هنا أن نذكر إخواننا بما سمعوه وعقلوه وحفظوه عن شيخ هذه البلاد العلامة محمد علي فركوس - حفظه الله - من أن الرحلة في طلب العلم إنما تكون لمن جمع علم أهل بلده ، لا أن يسافر غضا فيضيع جهدا ووقتا ومالا في تحصيل مبادئ العلوم التي يمكنه تحصيلها في بلده
زيادة على ما خبرناه في بلدنا من الاثر السيء للرحلة المبكرة ، فكم عاد إلينا من الناس بغير المنهج الذي ذهبوا به ، والسبب هو قوة المخالف في بلد الرحلة وضعف الطالب المسافر - والله المستعان -
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 20 Oct 2016, 12:26 PM
أبو عبد الباري أحمد صغير أبو عبد الباري أحمد صغير غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Jul 2014
المشاركات: 191
افتراضي

جزاك الله خيرا أيها الأمين، لقد تكلمت بكلام وجيز أتيت فيه على معان عظيمة لا ينبغي الإعراض عنها .
رد مع اقتباس
  #4  
قديم 22 Oct 2016, 06:58 AM
أمين البجائي أمين البجائي غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Mar 2014
المشاركات: 77
افتراضي

بورك فيكما أخواي الفاضلان مراد وأحمد على مروركما الطيب، والله نسأل أن يرزقنا من فضله العظيم
رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
منهج, مميز, الرحلةفي الطلب, دعوة

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


Powered by vBulletin, Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd
Salafi Tasfia & Tarbia Forums 2007-2013