منتديات التصفية و التربية السلفية  
     

Left Nav الرئيسية التعليمـــات قائمة الأعضاء التقويم مشاركات اليوم Right Nav

Left Container Right Container
 

العودة   منتديات التصفية و التربية السلفية » القــــــــسم العــــــــام » الــمــــنــــــــتـــــــدى الـــــــــعــــــــام

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 30 Apr 2012, 02:23 PM
أبو زيد رياض الجزائري أبو زيد رياض الجزائري غير متواجد حالياً
موقوف
 
تاريخ التسجيل: Sep 2010
الدولة: تنس
المشاركات: 221
افتراضي مسلك النصيحة وقيود الالتزام التربوي للشيخ الفاضل محمد علي فركوس

مسلك النصيحة وقيود الالتزام التربوي


الحمدُ لله ربِّ العالمين، والصلاة والسلام على من أرسله اللهُ رحمةً للعالمين، وعلى آله وصحبه وإخوانه إلى يوم الدِّين، أمَّا بعد:
فلا يخفى عظمُ شأنِ النصيحةِ، فهي أساسُ الدِّينِ وعمادُه، والدينُ كما يقعُ على القولِ يقعُ على العملِ؛ لأنَّ النبيَّ صلَّى الله عليه وآله وسلَّم سمَّى النصيحةَ دِينًا، لكونها قِوَامَهُ، إذ تَشْمَل الإسلامَ والإيمانَ والإحسانَ، وكلُّها من الدِّينِ كما ثبتَ في حديثِ جبريلَ عليه السلامُ قولُه صلَّى الله عليه وآله وسلَّم: «هَذَا جِبْرِيلُ جَاءَ يُعَلِّمُ النَّاسَ دِينَهمْ»(٢) مدارُ الإسلام، فقد جمعَ الشريعةَ أصلاً وفرعًا وعملاً واعتقادًا.
والنصيحةُ من حيث ذاتُها فرضُ كفاية –في الجملة– يُجْزَى فيه من قام به ويسقط عن الآخرين، غير أنَّ النصح في الإسلام ينبغي أن يكون محتواه لصيقًا بالعلم بالحقِّ ومصطبغًا بالعدلِ، سواء كان مضمونُ النصيحةِ واجبًا أو مندوبًا أو دائرًا في جوازهِ بين الندبِ والأحرويةِ. هذا، وبغضِّ النظرِ عن مذهب الناصح وتوَجُّهِه العقدِي فلا يُعَدُّ من قبيلِ النصيحةِ –أصلاً– تلكَ المضامينُ المفرغةُ من العلم أو ما ينافي شرعَ الإسلام ومبادئَه وأحكامَه؛ أو كانت عُشًّا للباطلِ؛ أو حملت حُكمًا مردودًا بالنصوصِ الشرعية أو معارضًا بإجماعِ الأمَّة أو بالقياس الجلي؛ أو أظهرت تلك المضامينُ حكمًا منسوخًا أو مرجوحًا ونحو ذلك.
فصار -والحالُ هذِه– واضحًا لكلِّ ذي لبٍّ أن قَبُولَ النصيحةِ والعملَ بمقتضاها يختلفُ باختلافِ حكمِ محتواها ومضمونها، ولا يجحدُ هذِه الحقيقةَ إلاَّ مُسْتَعْلٍ مغمورٌ قلبُه بالجهلِ أو بالحقدِ والحسدِ.
ومن تفاريعِ النصيحةِ التي أريدُ أن أُركِّز عليها هي: القالبُ الأدبي الذي ينبغي أن تُؤَدَّى فيه النصيحة، فإنَّ الناصح ينبغي أن يعملَ على إيصال نصيحته لأخيه المسلمِ بألينِ الطُّرُقِ وأرقِّ الأساليبِ وأرفقِ العباراتِ، بعدَ التأكُّدِ من صحةِ التوجيهِ وصوابِ الإرشادِ، دونَ أيِّ تفريطٍ في مضمونِ النصيحةِ. وذلك لأنَّ مرارةَ العلاجِ بالنصيحةِ ينبغي أن يصحبَه شيءٌ من رطبِ الكلامِ وحلوه ليكونَ أدعى لقبولها، والإحساسِ بصدقِ التعاونِ والإخلاصِ؛ ويكونَ المنصوحُ شاكرًا لعلاجِ الناصحِ وحسنِ تعاونه، ويسعف هذا المعنى قولُ يحيى بنِ معاذٍ: «أحسنُ شيءٍ كلامٌ صحيحٌ، من لسانِ رجلٍ فصيحٍ، في وجهِ رجلٍ صبيحٍ، كلامٌ رقيق، يُسْتَخْرَجُ من بحرٍ عميقٍ، على لسانِ رجلٍ رفيقٍ»(٤).
وأضاف ابنُ رجبٍ على قولِ ابنِ الصلاح -رحمهما الله- ما نصُّه: «ومِن أنواعِ نصحهم: يدفع الأذى والمكروه عنهم، وإيثارُ فقيرهم وتعليمُ جاهلهم، وردُّ مَن زاغ منهم عن الحقِّ في قول أو عمل بالتلطُّف في ردِّهم إلى الحق، والرفقُ بهم في الأمر بالمعروف والنهيِ عن المنكر، ومحبةُ إزالة فسادهم ولو بحصول ضرر له في دنياه... وكان السلف إذا أرادوا نصيحة أحد وعظوه سِرًّا حتى قال بعضهم: من وعظ أخاه فيما بينه وبينه فهي نصيحة، ومن وعظه على رؤوس الناس فإنما وبَّخه، وقال الفضيل بن عياض -رحمه الله-: المؤمن يستر وينصح، والفاجر يهتك ويُعيِّر، وقال عبد العزيز بن أبي رواد: كان مَن كان قبلكم إذا رأى الرجلُ مِن أخيه شيئًا يأمره في رِفق فَيُؤْجَرُ في أمره ونهيه، وإنَّ أحد هؤلاء يخرق بصاحبه فيستغضب أخاه ويهتك سِتره»(٦).
وأسلوب الناصحِ الخطابي ينبغي أن يكون بعيدًا عن الخشونة والفظاظة، إذ لا تَلاَزُمَ بين الصراحة في الحقِّ والغلظة في الأسلوب، وقد أوصى الله تعالى موسى وهارون عليهما السلام بالرِّفق في القول مع فرعون الطاغية حيث قال عز وجل: ﴿اذْهَبَا إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى، فَقُولاَ لَهُ قَوْلاً لَيِّنًا لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى﴾ [طه: 43-44]، وقد كان هديُ النبي صلى الله عليه وآله وسلم في دعوته وعمومِ تعامله: الرفق المنافي للعنف، والرحمة الرافضة للقسوة، واللين الآبي للفظاظة؛ ذلك لأنَّ العنفَ والقسوةَ والفظاظةَ معانٍ مذمومةٌ شرعًا إلاّ ما استثناه الدليل(٨)، وقوله صلى الله عليه وآله وسلم: «إِنَّ الرِّفْقَ لاَ يَكُونُ فِي شَيْءٍ إِلاَّ زَانَهُ، وَلاَ يُنْزَعُ مِنْ شَيْءٍ إِلاَّ شَانَهُ»(١٠).
إنَّ أدعياءَ النصيحة لا يجعلون منها سبيلاً لكسبِ قلوب المؤمنين ولا لإنارة عقولهم، وأنَّى لهم ذلك؟! إذ فاقدُ الشيء لا يُعطيه، وإنما يجعلونها سبيلاً لكسب المواقفِ واحتلال المناصب على الساحةِ الدعويةِ، يتصيَّدون العَوْرَاتِ وَالسَّقَطَاتِ وَالثَّغَرَاتِ وَالعَثَرَاتِ، فيحرِّرون لها الكلماتِ الساقطةَ المُوَرِّثَةَ للأحقادِ والعداواتِ، فيحصدون الأخضر واليابس، والأحياء والأموات، بُغيةَ انفكاكِ العُرى وتلاشي التعاونِ الأخوي المبني على البِرِّ والتقوى، موظِّفين أقلامَهم بالأسلوبِ الأغلظِ والتعبيرِ الفَظِّ لِيَصُبُّوهُ في قوالبَ من التعييرِ والتشهيرِ والتنكيلِ والفضيحةِ باسم النصيحةِ، وتدفعهم شهواتُ الانتقامِ وتحرِّكهم عواملُ الحسدِ والاستعلاءِ والرغبةِ الملحَّة في دفنِ كلِّ فضلٍ عظيمٍ وطمسِ كلِّ خيرٍ عميمٍ جريًا على ما قال الشاعر:




صُمٌّ إِذَا سَمِعُوا خَيْرًا ذُكِرْتُ بِهِ
وَإِنْ ذُكِرْتُ بِسُوءٍ عِنْدَهُمْ أَذِنُوا
فَطَانَةٌ فَطِنُوهَا لَوْ تَكُونُ لَهُمْ مُرُوءَةٌ أَوْ تُقًى للهِ مَا فَطِنُوا
إِنْ يَسْمَعُوا سَيِّئًا طَارُوا بِهِ فَرَحًا مِنِّي وَمَا سَمِعُوا مِنْ صَالِحٍ دَفَنُوا(١٢).


إنَّ من نصَّب نفسه لوظيفةِ نصيحةِ الخلق ودعوةِ الناسِ إلى الخير يجب أن يكون من أقومِهم صفاءً واستقامةً، ومِن أحرصِهم على الخير وأكملِهم على العملِ، وأبعدهم عن التصنُّع والتشبُّع بما لم يُعْطَ، لكن ما يحاكيه زمانُنا عن شبابٍ لا يُنصفون ولا يَعدلون، ويقولون ما لا يفعلون، ويعظون ولا يتَّعِظُونَ، ويُرْشِدُونَ ولا يسْترشِدون وينصحونَ ولا يستنصحون، نسأل الله الحماية والسلامة.
وكما قال أبو العتاهية:



وَصَفْتَ التُّقَى حَتَّى كَأَنَّكَ ذُو تُقًى وَرِيحُ الْخَطَايَا مِنْ ثِيَابِكَ تَسْطَعُ(١٤)


فهذا النموذجُ التربوي الذي استقَى نزعاتِه من التعصُّب لآراءِ أنصافِ الرجال، واتبع سبيلَ الهوى لقلَّة الحكمةِ والفقهِ في الدِّين وضَآلةِ الزادِ في معرفةِ قواعدِه ومقاصدِه، فطغَى عليه الجهلُ بمنزلة العلماءِ والدُّعاةِ وسماتهم، فإنَّه لا يمثِّل النموذجَ الحيَّ الذي تشغلُه المسؤوليةُ تجاه نفسه بالتزوّد العلمي الصحيح وإصلاح النفس وتزكيتها بالخُلق القويم والأدب الرفيع أوَّلاً، ذلك لعظم ضرر العلم المجرد عن التربية وإصلاح السلوك وضمن هذا المنظور يقول الشيخ محمد البشير الإبراهيمي-رحمه الله-: «العلم الخالي من التربية ضرره أكثر من نفعه، وما أصيب المسلمون في عزّتهم إلاّ يوم فارقت التربية الصالحة العلمَ، وكم شقيَ أصحاب العلم المجرّد بالعلم وأشقوا أممهم، والسعادة غايةٌ لا يُسلك إليها طريقُ العلم وحده من غير أن تصاحبه التربية، وأنّ الجمع بين التربية والتعليم هو وظيفة النبوّة التي بيّنها الوحي في آية ﴿وَيُزَكِّيكُمْ وَيُعَلِّمُكُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُعَلِّمُكُم مَّا لَمْ تَكُونُواْ تَعْلَمُونَ﴾ [البقرة : 151]» (١٦)، وقال الشافعي: -وهو يُوصِي وينصح مؤدّب أولاد هارون الرشيد-: «ليكن أول ما تبدأ به من إصلاح أولاد أمير المؤمنين إصلاحك نفسك، فإنَّ أعِنَّتَهم معقودةٌ بِفِيكَ، فالحُسن -عندهم- ما تستحسنه، والقبيح -عندهم- ما تركته»(١٨)


وأخيرًا، فالإسلامُ في منطلقه الإصلاحي والبِنائي والتوجيهي يقوم على وسائلَ تربويَّةٍ من تقويم المسلم سلوكيًّا، وتكوينِه نفسيًّا، وإعدادِه اجتماعيًّا، ليصير عُضوًا صالِحًا في مجتمعه يتحلَّى باستقامةٍ صادقة وأخلاقٍ فاضلةٍ، ويلتزم بالأدب الاجتماعي الرفيع وبالتعامل الأخوي المبني على البرِّ والتقوى، فيصير تديُّنه مصطبغًا بالفضائل، مترفِّعًا عن الرذائل، مستقيمًا على الشرع، يتولّد منه التصرف الإسلامي الرشيد والاتِّزان العقلي الحكيم، فتنسكب من صلاحه وتقواه النصيحة الصادقة كأبلغ خطبة في دعوة الناس وهدايتهم إلى الحقِّ وإرشادهم إلى الخير.
وحتى لا تزيغ الأفهام وتنحرف عن المقصود، فلست أعني بهذه الكلمة سوى إعطاء الوصف الواقعي للنموذج التربوي الحالي من غير تعرُّضٍ إلى الذوات والأشخاص لا في الداخل ولا في الخارج، وأختم كلامي بما قاله الإمام الرباني ابن القيم -رحمه الله-: «عادتنا في مسائل الدِّين كلِّها: دِقِّها وجِلِّهَا أن نقولَ بموجَبِها، ولا نضربَ بعضها ببعض، ولا نتعصَّبَ لطائفة على طائفة، بل نوافق كلَّ طائفة على ما معها من الحق، ونخالفها فيما معها من خلاف الحقِّ، لا نستثني من ذلك طائفةً ولا مقالةً، ونرجو من الله أن نحيا على ذلك، ونموت عليه، ونلقى الله به، ولا حول ولا قوة إلاَّ بالله»(١٩).
وآخرُ دعوانا أنِ الحمد لله ربِّ العالمين، وصَلَّى اللهُ على نبيِّنا محمَّدٍ وعلى آله وصحبه وإخوانه إلى يوم الدِّين، وسَلَّم تسليمًا.





الجزائر في: 11 المحرم 1431ﻫ
الموافق ﻟ: 28 ديسمبر 2009م


١- أخرجه البخاري كتاب «الإيمان»، باب سؤال جبريل النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم عن الإيمان والإسلام والإحسان وعلم الساعة: (1/ 19)، ومسلم كتاب «الإيمان»: (1/ 25)، رقم: (5)، من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.

٢- أخرجه مسلم كتاب «الإيمان»: (1/ 44)، رقم: (95)، من حديث تميم الداري رضي الله عنه.

٣- «تاريخ بغداد» للخطيب البغدادي: (14/ 209) «وفيات الأعيان» لابن خلكان: (3/ 285).

٤- «صيانة صحيح مسلم» لابن الصلاح: (224).

٥- «جامع العلوم والحكم» لابن رجب: (76-77).

٦- انظر المصدر السابق (77).

٧- تشرع الغِلظة والشدة عند لقاء الأعداء في قلب المعركة، فالصلابة عند المواجهة مطلوبة شرعًا حتى تضع الحرب أوزارها لقوله تعالى: ﴿قَاتِلُواْ الَّذِينَ يَلُونَكُم مِّنَ الْكُفَّارِ وَلْيَجِدُواْ فِيكُمْ غِلْظَةً﴾ [التوبة: 123]، وكذلك عند تنفيذ العقوبات الشرعية على مستحقيها لقوله تعالى: ﴿وَلاَ تَأْخُذْكُم بِهِمَا رَأْفَةٌ فِي دِينِ اللهِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ﴾ [النور: 2]، والتغليظ -أيضًا- عند الظلم والتعدي، كما في قوله تعالى: ﴿وَلاَ تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلاَّ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِلاَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ﴾ [العنكبوت: 46]، وعليه فلا مجال لعواطف الرحمة ومشاعر اللِّين والرأفة في هذه المواضع استثناءً لقيام الدليل عليها، فدلَّ ذلك على أنَّ الأصل في عموم المعاملات على خلاف الاستثناء.

٨- أخرجه البخاري كتاب «الأدب»، باب الرفق في الأمر كله: (1/ 220)، ومسلم كتاب: «البر والصلة والآداب»: (2/ 1203)، رقم: (2593)، واللفظ له، من حديث عائشة رضي الله عنه.

٩- أخرجه مسلم كتاب: «البر والصلة والآداب»: (2/ 1203)، رقم: (2594)، من حديث عائشة رضي الله عنه.

١٠- «مجموع الفتاوى» لابن تيمية: (2/ 729-730).

١١- البيت لقعنب بن أم صاحب يهجو بني ضبة حي من غطفان. [انظر: «بهجة المجالس» لابن عبد البر (337)].

١٢- أخرجه أحمد في «مسنده»: (3/ 198)، من حديث أنس بن مالك رضي الله عنه. والحديث حسّنه الألباني في «السلسلة الصحيحة»: (6/ 822).

١٣- «تفسير القرطبي»: (1/ 366).

١٤- المصدر السابق: (1/ 367).

١٥- «الآثار»محمد البشير الإبراهيمي: ( 4/ 173)

١٦- انظر: «تاريخ الأمم والملوك» للطبري: (2/ 68)، «الكامل» لابن الأثير: (3/ 31)، «نهاية الأرب» للنويري: (6/ 221).

١٧- «تاريخ بغداد» للخطيب البغدادي: (3/ 187).

١٨- «الأدب الإسلامي وتاريخه» عابد الهاشمي: (2/ 17).

١٩- «طريق الهجرتين» لابن القيم: (582).

رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
منهج, مسائل, النصيحةوقيودها, فركوس


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


Powered by vBulletin, Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd
Salafi Tasfia & Tarbia Forums 2007-2013