منتديات التصفية و التربية السلفية  
     

Left Nav الرئيسية التعليمـــات قائمة الأعضاء التقويم البحث مشاركات اليوم اجعل كافة الأقسام مقروءة Right Nav

Left Container Right Container
 
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 18 Oct 2020, 08:47 PM
منصور بوشايب منصور بوشايب غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Aug 2018
المشاركات: 88
افتراضي الرئيس فركوس!



الرئيس فركوس!

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
فمّما لفت انتباهي في #فاجعة_فركوس16 قوله "ودورك يتكلموا عن أبي العباس الونشريسي ويقولك هذاك تاعنا،هذاك أنتوما حاوزتوه".

وأقول تعليقا عليه:
لا أدري ماذا يقال عن هذا؟
أهو من الغرائب؟!
أو من العجائب؟!
أو من الإثنين معا؟!
ولعل هذا الأخير هو الأقرب.

الرجل يلوم-بلا حياء- الجيل الحالي على افتخاره بالونشريسي بأنّه ابن بلدهم، والسبب أنهم حاوزوه =طردوه! فلم يكتف بتحميلهم أوزار من ماتوا منذ أكثر من خمسة قرون (الونشريسي توفى سنة: 914هـ)، بل جعلهم هم من فعلوا ذلك، وكأن الرجل لم يسمع بقول الله عزوجل {وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى}.

وللقارئ أن يتساءل:
لماذا فركوس حاقد على أهالي هذا الجيل حتى بلغ به الأمر أن يدينهم بما هم برآء منه براءة الذئب من دم يوسف؟!

والجواب واضح لا يحتاج إلى ذكاء كبير:
وهو أن أهالي هذا الجيل كان المطلوب منهم اتّجاه فركوس كما في موقعه: "أَنْ يتجاوزوا مرحلةَ الإعجاب بشخصيَّته الدِّينيَّة وآثاره العلمية إلى مرحلة الفخر والاعتزاز بكونهم أحَدَ أبناءِ هذا الوطنِ العزيز الغالي، الذي يتضمَّن ـ في جَنَباتِه ـ عَلَمًا هذه آثارُه"، فلمّا لم يحصل المطلوب، وحدث عكسه، خاب ظن المعني!؛ فحقد عليهم، وحمّلهم وزر من ماتوا قبلهم بقرون، ولله في خلقه شؤون!
وكما أنّ فركوسا انتقم من أهالي هذا الجيل بسبب تهميشهم له، وبسبب "كي ما اعطاولوش الوزن تاعو الحقيقي الذي يراه في نفسه!"، و"ماعتارفوش به كيما اعتارفوا بالقيادة العسكرية!" -كذلك فعل مع مشايخ الإصلاح، الذي قال عنهم أنهم "مااحتارموهش"- فألصق فيهم ما هم برآء منه براءة أهالي هذا الجيل من أوزار أهالي الأجيال السابقة! كالتأكل بالدعوة، والتميع وغيرها من التهم الباطلة التي ألصقها فيهم لا لسبب إلا لأنهم "مااحتارموهش" والله المستعان.

ثم نقول للدكتور:
إذا كانت الأجيال تدان ويحكم عليها على أساس من سبقها من أجيال، فلماذا تتعلّل في عدم كتابتك لهذا الجيل وخاصة في الفتن التي تعصف به، بأنك تريد أن تتفرغ لتترك شيئا للأجيال القادمة؟! وماذا يفعل جيل بعالم ميت يخاطبهم قبل ولادتهم وقد ترك جيله يتخبط في الفتن وادعى أنها أياما زاهية؟!

تصور معي يا دكتور: كيف ستحكم عليك الأجيال القادمة التي تكتب لها لمّا تعرف أنّك تركت جيلك يتخبط في فتنه، ولم تكتب له ولا كلمة توضح له شبهة من الشبهات؟! سينقلب عليك سحرك يا دكتور، وستحكم عليك الأجيال القادمة بما قدمته لجيلك، كما هي سنة الله في خلقه، وإن شئت أن تتأكد من ذلك، فانظر كيف تحكم الأجيال على أئمة الإسلام بعد موتهم، وانظر أيضا ما سبب ذلك، ولكي تفهم جيدا خذ مثالا وليكن الإمام أحمد، فقد قيل "بالأمثال تتبين الأشياء"، وصدق من قال: "وعلى الباغي تدور الدوائر".

إنّ المتأمل في شخصية الدكتور فركوس، يدرك أن المسكين ابتلي بشهوة الرياسة وحب الزعامة، بل أصيب بالهوس بها، ولهذا لا يقبل أي مخالفة من الذين يراهم -بزعمه طبعا- أدنى منه مرتبة،ولا يقبل منهم أي مناقشة أو طلب للأدلة، فكل ذلك يعتبر من المنازعة والتشكيك في وزنه الحقيقي!!
ومن هذا الباب ولج إليه المفتونان "جمعة ولزهر" فتلاعبا به واستعملاه في هذه الفتنة، واستغلا نقطة ضعفه، فأسمعا له ما يهوى سماعه، من أنه كبيرهم (رئيسهم) ومفتيهم وشيخهم؛ وأن له الكلمة الأولى والأخيرة في أي نزاع يحدث بين المشايخ، ولو كان هو طرفا فيه، وفي المقابل أوجسا له أن مشايخ الإصلاح يطعنون فيه، ولا يحترمونه، وعليه فإنهم لا يرونه كبيرهم (رئيسهم)، ولا يعني هذا أن فركوسا بريئ من تفريق المسلمين، فإنه سمع منهما ما أراد سماعه، وبهذا أتاحا له فرصة الانتقام، فنفث سمومه على المشايخ الذين في رأيه لا يحترمونه، وهذا بسبب مخالفتهم له في بعض المسائل.

وعودا إلى #فاجعة_فركوس16 وغضبه ممن "لم يعطوه الوزن تاعو الحقيقي" من أهالي هذا الجيل، أقول: كيف لمثلك يا دكتور وأنت مفتي إفريقيا تغضب ممّن همشك؟! مع أن المعروف -وهو مالا يخفى عليك- أن الله هو الخافض والرافع، قال تعالى: {يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ} وقال سبحانه {نَرْفَعُ دَرَجَاتٍ مَّن نَّشَاءُ}، قال مالك عن الآية السابقة: "بالعلم" أي يرفع الله الناس بالعلم.
وعليه: إن أحسست يا دكتور بعدم الرفعة! أمام الناس وعدم احترامهم لك؛ فعليك أن تفتش عن العلة في نفسك، وتبحث عن سبب ذلك في نفسك، لا أن تنتقم ممن لم يعترف بك، ولعلك أن تبدأ بخياناتك العلمية، لأنه لا يمكن أن يرفع الله أحدا كتاباته وفتاويه مسروقة من غيره، بل مسروقة من القطبيين. فما أحوجك يا دكتور إلى نصيحة سفيان الثوري إلى صاحبه عباد ابن عباد إذ قال له: "إياك وحب الرئاسة، فإن الرجل تكون الرياسة أحب إليه من الذهب والفضة وهو بابٌ غامضٌ لا يبصره إلا البصير من العلماء السماسرة فتفقد نفسك واعمل بنية".


هذا: ومهما تبرأ فركوس من حب الرياسة، ومهما برأه أتباعه، فقد أثبتتها إدارة الموقع في إحدى مقالاتها، وتحت أنظار فركوس، حيث قيل في إحدى المقالات بأن فركوس "يكفيه ـ فخرًا واعتزازًا ـ *إمامةٌ في الدِّين* ووراثةٌ لأنبياء الله المُرْسَلين" كذا قالوا والله، "إمامة في الدين"، فالرجل يرى نفسه في مرتبة الإمامة،يعني كالإمام أحمد مثلا، وإلا ما كان ليسمح لمثل هذا الكلام أن يقال في موقعه الذي يشرف عليه.
وأخيرا: أختم بما قاله سفيان الثوري عن حب الرياسة إذ قال-رحمه الله-: "ما رأيت زهداً في شيءٍ أقل منه في الرئاسة، ترى الرجل يزهد في المطعم والمشرب والمال والثياب فإن نوزع الرئاسة تحامى عليها وعادى" والحمد لله رب العالمين.

كتبه: منصور بوشايب
02 ربيع الأول 1442 هـ
رد مع اقتباس
 

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


Powered by vBulletin, Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd
Salafi Tasfia & Tarbia Forums 2007-2013