منتديات التصفية و التربية السلفية  
     

Left Nav الرئيسية التعليمـــات قائمة الأعضاء التقويم البحث مشاركات اليوم اجعل كافة الأقسام مقروءة Right Nav

Left Container Right Container
 
  #1  
قديم 22 Nov 2015, 10:39 PM
أبو الحسن نسيم أبو الحسن نسيم غير متواجد حالياً
موقوف
 
تاريخ التسجيل: Sep 2015
الدولة: الجزائر العاصمة
المشاركات: 390
افتراضي تنبيه المعلم الكريم لاستعمال الوعظ والتذكير أثناء التعليم

تنبيه المعلم الكريم لاستعمال الوعظ والتذكير أثناء التعليم

الحمد لله رب العلمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وصحبه أجمعين أما بعد :
فهذه بعض الفوائد تتعلق بطريقة أهل العلم في عرض العلم ما أحوجنا لسلوكه في باب التعلم والتعليم، بحيث يجمع الطالب بين المعلومات ووعظ قلبه وأخذ العبرة من معلمه الذي ما يفوِّتُ فرصةً للتذكير والوعظ ولو كان في درس النحو او الصرف أو المصطلح أو غيرها من علوم الآلة التي ينوي بها الطالب أن يصل بها إلى فهم الكتاب والسنة والغوص في أسرارهما، لا أن يقصد الاستكثار والفخر والبغي على إخوانه كما هو حال بعض الطلبة الذين يُعجبون بأنفسهم وما تزيدهم هذه العلوم إلا بعدا، ومن تأمل حال علماءنا وجد مجالسهم ولو في هذه العلوم عامرة بالوعظ والتذكير، فأحببت أن أوقف إخواني على بعض طرائق القوم يسلكها المعلم في تعليمه،وينتبه لها الطالب في تعلمه كي يكون على سنن الأكابر من أهل العلم والله المعين لكل خير.
1 _ قال الشيخ ابن عثمين في شرح ألفية ابن مالك [دار ابن الجوزي، القاهرة، ط1، ص19] في شرحه لقول ابن مالك :
وأستعين الله في ألفية *** مقاصد النحو بها محويه
قال-رحمه الله- : "وما ذهب إليه المصنف –رحمه الله- من بدء العمل في هذه الألفية بالاستعانة بالله، مطابق تمام المطابقة لقول النبي صلى الله عليه وسلم : "احرص على ما ينفعك واستعن بالله ولا تعجز" فحرص المؤلف -بهمته العليا- على ما ينفعه لنظم الألفية...ومن استعان بالله، ملتجأ إليه، صادقا في قصده، فإن الله يعينه، وإذا كان الله عزوجل أمر بمعونة من استعانك وأنت مخلوق -فإعانته من استعان به من باب أولى، ولكن اصدق الله أنك تستعينه حقيقة".
فتأمل أخي بارك الله فيك كيف يعظ الشيخ في هذا المقام الذي يتعلق بمقدمة في النحو لكن الناظم والشارح رحمهما الله ينبهانك إلى ضرورة تعلق القلب بالله وسؤاله الإعانة في باب الطلب، وكم يغفل الطلاب عن هذا الأصل، مما قد يوقعهم في العجب.
2 _ و قال أيضا في شرح قول ابن مالك-رحمه الله- (ص41) :
من نون توكيد مباشر،ومن *** نون إناث كيَرُعْن من فُتن
قال الشيخ -رحمه الله- : "يرعن أي النسوة من فتن بهن...، وفعلا هذا هو الواقع -نسأل الله العافية- أن من فتن بالنساء أخذ قلبه، وصار يمشي كالبهيمة، ولهذا حذر النبي -عليه الصلاة والسلام- من فتنة النساء، فقال : "اتقوا النساء"، وأخبر أن عامة فتنة بني اسرائيل كانت في النساء، وابن مالك يقول : يَرُعْن من فٌتِن، احترازا وتحذيرا من الإفتتان بهن".
فتأمل أخي بارك الله فيك كيف ينفذ الناظم والشارح إلى قلبك لتحذيرك من فتنة عظيمة وأنت في درس النحو يذكر لك الشيخ حديثا نبويا ويسأل الله العافية من هذا الداء،حتى يبقى القلب حيا بهذه المعاني،ولا يكون المجلس مجرد سرد القواعد.
3 _ في شرح العلامة محمد بن علي بن آدم الإثيوبي على ألفية السيوطي، في أقسام التحمل في قول السيوطي -رحمه الله- :
والخُلف يجري حيثما تكلما *** أو أسرع القارئ أو هَيْنَمَا
أو بَعُد السامع لكن يُعْفى *** عن كَلْمة أو كَلْمتين تخفى
ويستحب أن يجيز المسمع *** جبرا لذا وكل نقص يقع
وحاصل معنى الأبيات كما قال الشيخ –حفظه الله-في شرحه للأبيات : "إسعاف ذوي الوطر بشرح نظم الدرر في علم الأثر، [ج1ص475، ط1، دار ابن الجوزي، المملكة العربية السعودية] : "وحاصل المعنى أن الخلاف المذكور في المسألة السابقة يجري فيما إذا تحدث الشيخ، أو السامع، أو أفرط القارئ في الإسراع بحيث يخفى السامع بعض الكلام، أو أخفى صوته، أو بَعُد السامع بحيث لا يفهم المقروء.
لكن الظاهر أنه يعفى عن القدر اليسير، الذي لا يخل عدم سماعه بفهم الباقي،نحو الكلمة والكلمتين".
فكان الشيخ- حفظه الله- يبين أن الطالب إذا فاته شيء يسير من السماع فإنه مغتفر في مجلس السماع، فرنّ هاتف أحد الطلاب فأعطى الشيخ به مثالا بما قد يشغل الطالب عن سماع الشيخ إذا سمع صوت الهاتف لكنه يسير ما دام أنه لا يشتغل به ويعود إلى درس الشيخ، ثم انتقل الشيخ- وهذا هو الشاهد في كلمتي- في وعظ طلابه بالمصيبة التي بلي بها المسلمون من اشتغالهم بالهواتف حتى في صلاتهم، وذكر الشيخ أنه يخشى زمان يجيب المصلي وهو في صلاته من يتصل عليه، فكانت موعظة نقلت الطلاب إلى الإنتباه والإشتغال بالعلم بدل الإشتغال بالهاتف.
4 _ في شرح الشيخ الفاضل عبد الرحمن كوني -حفظه الله- على المعلقات العشر في قول طرفة بن العبد :
أرى العيش كنزا ناقصا كل ليلة *** وما تنقُص الأيام والدهر ينفَدِ
قال الشيخ -حفظه الله- [رقم البيت67، د22.40 بعد شرحه للبيت]: "فالعيش عندهم يطلق على هذين أصالة، لكن الإمام الشافعي -رحمه الله- يقول:

حياة الفتى والله بالعلم والتقى *** إذا لم يكونا لا اعتبار لذاته
فقوله : حياة، هذه الحياة هي العيش، والعيش على هذا في الشرع كون العيش حقيقة هو أن يكون بالتقوى والعلم، لأن مجرد الحياة تشترك فيه الكافر والمسلم، لكن المسلم يفارق الكافر في تقواه وعلمه وعبادته، ولأجل هذا خلق، ليس فقط آكل انتهيت، لا ...ولهذا هؤلاء الجاهليون لما لم يكن عندهم إيمان وإسلام-يجب أن نعتبر ونقول الحمد لله- ما يرون الحياة إلا مجرد متع، يأكل ويشرب ويتمتع وينكح ويفعل ليس وراءه ورا..لذلك الإسلام رحمة من الله للمسلمين وما بقي إلا العمل".
فتأمل أيها المبارك في هذا التذكير بنعمة الإسلام من الشيخ وبيان حقيقة الحياة من خلال عرض لشعر جاهلي الذي يقوي علم الطالب بمتن اللغة لكن هكذا العلماء في وعظهم وتذكيرهم حتى في في هذه المواطن.
وقال الشيخ تعليقا على قول طرفة أيضا :
ذَرِيني أُرَوِي هامتي في حياتها *** مخافة شِرْب في الحياة مُصَرَّدِ
قال الشيخ في شرحه للبيت [رقم 62، د 18.36] : "هذا كافر جاهلي عربي قح، لكن كلامهم هذا واقعي، ماذا بعد الموت، الغيب فهم لا يؤمنون بالغيب، لكن نحمد الله على أن الله بعث لنا هذا الرسول وعرفنا أن بعد انقطاع ما نحن فيه هنا إن كان شربا كما يقوله هنا بعد انقطاعه هناك شيء آخر، تمتع ليس له مثيل من التمتع..فالعاقل ينبغي أن يسعى للجنة كما قال ابن حزم في كتابه الجيد مداواة النفوس وتهذيب الأخلاق وهو مأخوذ من الكتاب والسنة : العاقل هو الذي يسعى لطلب الجنة، والإمام أحمد كان يقول لا راحة إلا في الجنة".
فتأمل أخي المبارك إلى هذا الوعظ الذي ينقلك لمعاني عظيمة من الإيمان بالآخرة والجنة.
هذا تنبيه معاشر الإخوان إلى طريق التعليم الصحيح الذي يهدف لتقريب العباد من ربهم ولو كان الدرس في النحو أو البلاغة أو الصرف أو غير ذلك من علوم الآلة فضلا عن علم الكتاب والسنة والعقيدة وغيرها، فلا يكون العلم جافا بسرد المعلومات فقط بل يتدرب الطالب على التعبد لله وخشيته وتعظيمه في أي مجلس يجلسه، فما بال أقوام من المعلمين يجلسون مع الطلاب يعلمونهم، ويعمر المجلس بالفكاهة والإستهزاء والسخرية والضحك مما يفقد هيبة هذه المجالس التي قد تكون في تفسير كلام الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم والله المستعان.


التعديل الأخير تم بواسطة أبو الحسن نسيم ; 23 Nov 2015 الساعة 11:50 AM
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 23 Nov 2015, 01:32 AM
فتحي إدريس
زائر
 
المشاركات: n/a
افتراضي

أكرم به من تذكير وتنبيه وأنعم؛ لنعم ما جمعتَ أخي الكريم نسيم فجزاك الله خيرًا على هذه التحف البهيَّة؛ وبارك الله فيك فلا ينبغي للوسيلة أن تشغل عن الغاية والمقصود بلغنا الله.
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 23 Nov 2015, 07:32 AM
عبد القادر شكيمة عبد القادر شكيمة غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Feb 2015
الدولة: الجزائر ولاية الوادي دائرة المقرن
المشاركات: 315
افتراضي

جزاك الله خيرا أخي على هذا التنبيه المهم
رد مع اقتباس
  #4  
قديم 23 Nov 2015, 08:59 AM
أبو عبد السلام جابر البسكري أبو عبد السلام جابر البسكري غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Feb 2014
المشاركات: 1,229
إرسال رسالة عبر Skype إلى أبو عبد السلام جابر البسكري
افتراضي

أحسن الله إيك أخي نسيم
وجزاك خيرا على هذا التذكير.
رد مع اقتباس
  #5  
قديم 23 Nov 2015, 11:53 AM
يوسف صفصاف يوسف صفصاف غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Nov 2012
الدولة: اسطاوالي الجزائر العاصمة
المشاركات: 1,199
إرسال رسالة عبر MSN إلى يوسف صفصاف إرسال رسالة عبر Skype إلى يوسف صفصاف
افتراضي

بارك الله فيكم و جزاكم الله خيرا، كثيرا ما نبهتم عن هذا التبيه و كررتم ذلك، فجزاكم الله خيرا على النفع و الإفادة.
رد مع اقتباس
  #6  
قديم 23 Nov 2015, 04:10 PM
أبو الحسن نسيم أبو الحسن نسيم غير متواجد حالياً
موقوف
 
تاريخ التسجيل: Sep 2015
الدولة: الجزائر العاصمة
المشاركات: 390
افتراضي

بارك الله في الإخوة الفضلاء على مرورهم،ونسأل الله التوفيق والسداد لما يحبه ويرضى.
رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
مميز, العلم, تزكية, علم

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


Powered by vBulletin, Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd
Salafi Tasfia & Tarbia Forums 2007-2013