الحرص على الوحدة وذم الفرقة. الشيخ عايد الشمري
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد :
فيقول تعالى: { وتعاونوا على البر والتقوى ولاتعاونوا على الإثم والعدوان } .
وقال تعالى : { واعتصموا بحبل الله جميعا ولاتفرقوا واذكروا نعمة الله عليكم إذ كنتم أعداء فألف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته إخوانا } .
وقال النبي صلى الله عليه وسلم : "عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي عضوا عليها بالنواجذ وإياكم ومحدثات الأمور فإن كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار" .
على الإخوة الكرام الإبتعاد عن كل أسباب الفرقة والإختلاف والعمل على بذل كل الجهود لبقاء الوحدة والتراحم والتواصل بينهم .
وذلك بالإلتزام بالكتاب والسنة بفهم السلف الصالح في كل ماورد فيهما في أمور الدين والدنيا وانشراح الصدر بذلك والاستسلام الحقيقي لله رب العالمين والتصدي للشبهات والشهوات، وتحكيم الكتاب والسنة في الأمور كلها والحذر من اتباع الهوي وحظوظ النفس، والتواصل مع العلماء الربانيين من علماء الدعوة السلفية في داخل البلاد وخارجها واستفتائهم وطلب نصحهم وتوجيهاتهم فيما يشكل من المسائل
والحمد لله أن علماء الدعوة السلفية وطلبة العلم فيها دائما يدعمون نصحهم وأجوبتهم بالدليل من الكتاب والسنة بفهم السلف الصالح، فلا مكان لمتعالم مغرور متهور ولا محل لمتعصب مقلد يتترس خلف التعصب للرجال والتقليد عندما يضعف عن الحجة والبرهان والدليل، نعم لامكان لمريض قلب حاسد حقود لايهمه غير نصرة نفسه وهواها والطعن بكل من خالفه بكل ظلم وعدوان وفجور في الخصومة .
لامكان لمحدث قد ضل بعد استقامة ليحدث في الدعوة السلفية ويكون سببا للفرقة والاختلاف بين السلفيين، فالحكمة وضع الشيء في موضعه والعدل يقتضي عدم الدفاع عن من هذا شأنه بل نصحه فإن أبى فينكر عليه ويحذر منه ومن فتنته بحجة ظاهرة ودليل بين .
فكما أن الغلو والظلم مذموم في حال التعامل مع المخالف فكذلك التساهل والتراخي وعدم الحزم مذموم مع الساعي للإحداث في الدين والناشر للآراء الشاذة .
والمتابع للدعوة والدعاة ومايدور علي الساحة الدعوية فيما يخص دعوتنا العظيمة العزيزة علينا جميعا الدعوة السلفية يجد أن هناك من يسعي لحزبية وعصبية للرجال مذمومة فلا يزن الرجال وأقوالهم والموقف الواجب منهم بميزان الكتاب والسنة بفهم السلف الصالح، ولايراعي المصالح المعتبرة شرعا في ذلك .
فتجده يعقد الولاء والبراء مع الآخرين المخالفين له في مسألة أو شخص وفق موافقته وموافقة من يقلدهم فيما قالوه دون عرض ذلك على الكتاب والسنة وفهم السلف الصالح لهما، وقد وجدت هذا من طرفين مختلفين كل منهما طبق ذلك مع من يوافقه ومع من يخالفه .
فكم متهم للمخالف له بالتشدد بالجرح وهو لاينكر على من ارتكب الخطأ تلو الخطأ بل ويدافع عنه بحماسة تستغرب على من كان في منزلته وعلمه وفضله .
ويقابله من يتهم المخالف له بالتساهل والتميع ويسلك مسلكا غريبا ومخيفا وخطيرا في التعامل مع المخالف السلفي له فلا يبقي له من دعوة ولا خير ولا استقامة ولاسنة ولاعلم ولا أخلاق، ويتسلسل بالتحذير حتى يقوم بتقطيع جموع الدعاة السلفيين إلى أوصال متفرقة تضعف عن نشر علم أو دعوة او التصدي لخصوم الإسلام ودعوة التوحيد والسنة، وقد وجدت من يتسلق على الخلاف بين الطرفين منحازا لهذا الطرف او للمقابل له ليذكي نار الفتنة ويوسع من مساحة الخلاف ويسيء لكل طرف بحجة حبه ومعرفة فضله والدفاع عنه وعن الحق، وهو جاهل متعالم ظالم لاهم له غير حب التصدر والاقتيات في الفتن .
وهناك من الداخلين في الخلاف والنزاع لايهمه كل من الطرفين بل يسعده ضعفهما وفرقتهما والتنازع بينهما لكي يصب ذلك في صالح شخصه او حزبه ودعوته المحدثة او حظ نفسه المريضة فلقد ضاق صدره من كبر الدعوة السلفية وانتشارها والترابط بين علمائها وطلابهم وعموم المسلمين، فضاق صدره حسدا وحقدا لما يشاهده ويسمعه من مكانة عند الناس لدعاتها وما يقومون فيه من الحفاظ على الدعوة والدولة والتصدي لخصومهما على اختلاف خصوماتهم وعداواتهم .
ولذلك فالواجب على العقلاء والحكماء من أهل الفضل والعلم وهم كثر التواصل بينهم وعقد مجالس النقاش والمذاكرة وبسط المسائل أو الأشخاص المختلف فيها وعليهم، على بساط الشفافية والمصداقية وعرض ذلك على الكتاب والسنة بفهم السلف الصالح .
وحسن الظن بين الطرفين ببعضهم البعض والحرص على مصلحة الدعوة السلفية وعدم فتح المجال للمفسدين والجاهلين والحمقى وممن في قلوبهم مرض .
ولله الحمد لاتجد عالما ولاطالبا للعلم من المنتسبين للدعوة السلفية إلا وتجد فيه الحرص على الوحدة وذم الفرقة، والكل متفق على أن ذلك لايكون على حساب الدين والإحداث فيه بل الخطأ يبين وينبه عليه وخاصة إن كان منتشرا كتابة أو بصوت مسموع مسجل .
ولازلت أكرر وأنصح كما ينصح غيري من ضرورة التواصل واللقاء بين الأطراف المختلفة ليتم التوصل لحل لما يحدث على الساحة الدعوية من اختلاف ولكي يتضح طالب الحق والحريص على الاجتماع من غيره، ولله الحمد لدينا من العلماء وطلبة العلم الكثير ممن لاهم لهم غير الدعوة ومصلحتها وبقاء قوتها وانتشارها ليكون لهم المساهمة للقضاء على كل مامن شأنه تفريق الصف ونشر الفتنة بين اتباع الدعوة السلفية .
كتبه محبكم : عايد بن خليف السند الشمري.
الجمعة: 3 - 1 - 1437ه
التعديل الأخير تم بواسطة يوسف عمر ; 23 Jan 2018 الساعة 10:39 AM
|