منتديات التصفية و التربية السلفية  
     

Left Nav الرئيسية التعليمـــات قائمة الأعضاء التقويم البحث مشاركات اليوم اجعل كافة الأقسام مقروءة Right Nav

Left Container Right Container
 

العودة   منتديات التصفية و التربية السلفية » القــــــــسم العــــــــام » الــمــــنــــــــتـــــــدى الـــــــــعــــــــام

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 28 Apr 2018, 11:51 PM
عبد الحميد الهضابي عبد الحميد الهضابي غير متواجد حالياً
موقوف
 
تاريخ التسجيل: Dec 2013
المشاركات: 300
افتراضي بعض التنبيهات والتعليقات اليسيرات على ما كتبه عبد الصمد بن أحمد –وفقه الله- "الحلقة الأولى".




الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين ، أما بعد :
فقد اطلعت على مقال لأحد إخواننا الأفاضل عنونه بـ :" رَدُّ فَهمٍ منكوسٍ لأصحابِ " عقيدة التَّمكينِ " في قَضيّة الجهادِ مع وليّ الأمرِ"، وهكذا بقية مقالاته المتضمنة في ثناياها بعض الشطط المجانب للصواب.
فأحببت أن أذكر بعض التبيهات والتعليقات اليسيرات على ذلك ، حيث –عفا الله عنه- أنكر أشدّ النكير على أن صحة المعتقد شرط في التمكين في الأرض.
وهكذا أيضا في المقولة المشهورة : "أقيموا دولة الإسلام في قلوبكم تقم لكم في أرضكم".
و ينكر ويتنكّر للمقولة أيضا :" الإصلاح يبدأ من أسفل لا من أعلى ".
وأيضا :" من السياسة ترك السياسة".
فأقول وبالله التوفيق ، وبه نستعين :
قال عفا الله عنه في مقال معنون بـ :"الرد على العتيبي في كلامه على الدولة العثمانية":وبعضهم يعبر بقوله " العقيدة السلفية شرط للتمكين! "، وهذا باطل شرعا وقدرا، فما بعد الخلافة العباسية حتى السعودية لم توجد دولة أو خلافة قامت على العقيدة السلفية مع كثرة الممالك والدول. اهـ
وقال في مقال معنون بـ :" هل صحة العقيدة شرط للتمكين؟!كم قرأنا في كتب عبد المالك بن أحمد رمضاني وسليم الهلالي وعلي الحلبي وغيرهم من فلاسفة التمكين أن صحة العقيدة شرط للتمكين، وليس الموضع موضع نقل لأقوالهم؛ فقد سبق نقل الكثير منها في غير هذا التقرير.
وهذه في الحقيقة ردة فعل على منهج الإخوان البنائية التجميعي التكتيلي دون اعتبار لصحة العقيدة من عدمها!"
وقال في مقال عنونه بـــ:"رَدُّ فَهمٍ منكوسٍ لأصحابِ " عقيدة التَّمكينِ " في قَضيّة الجهادِ مع وليّ الأمرِ" : فقد اشتهر عند المميّعة من أتباع المنظّر عبد المالك رمضاني شُبْهَةٌ رخيصة ساقطة حول مشروعية الجهاد مع وليّ الأمر سببُها الرئيس : " عقيدة التمكين البدعية الإخوانية "، هاته الشبهة هي : أنّ الجهاد مع ولاة الأمور غير نافع الآن؛ لأنهم ورعيّتهم بعيدون عن الشرع!! وأنّ أيّ جهادٍ معهم نتيجتُهُ الحتميّة : الخسارة!! وهذا تَجدُهُ في كتاب " السبيل إلى العز والتمكين " للرمضاني.
والأصل العقدي لهذه الشبهة مأخوذ من قول الخوارج : ‹‹ أن الجهاد لا يكون إلا مع إمام عادل ››
يعترض آخر : لكنك نسيت ما ذكره الشيخ العلامة [ المميع ] عبد المالك رمضاني في رسالته " السبيل إلى العز والتمكين " من أن شيخ الإسلام ابن تيمية امتنع من الجهاد ضد التتار لكون المجاهدين كانوا يستغيثون بالقبور :
لوذوا بقبر أبي عمر...ينجيكم من الضرر
فهذه تُقَطّعُ دعواك تقطيعا...
والجواب عنها : هذه في أناس وقعوا في الشرك الأكبر، وليس في المعاصي والذنوب، وفرق بين المشرك والمسلم العاصي، مع أن شيخ الإسلام ابن تيمية ذكر في كتابه " الاستغاثة " أنّ مَنْ خرج معهم من الصالحين في تلك الغزوة مأجورٌ معذور، وهذا الكلام حَذَفَهُ إمامكم المميع عبد المالك رمضاني عمدًا لكيلا يُكتشف شيءٌ من تَلاعُبِهِ بالشرع.
ثمّ إنّ الحجّةَ في الآثار، وليس في فعل شيخ الإسلام ابن تيمية ولا غيره؛ فالرجال يُحتجُّ لهم، ولا يُحتجُّ بهم. اهـ
وقال أيضا :".. وقابلهم الرمضانية بموقف استبطائي ، فقالوا : نصلي ونزكي ونوحد الله ونقوم بسائر العبادات حتى تقوم الدولة الإسلامية".اهـ
وقال أيضا كما في مقاله المعنون بـــ"عبارات منتشرة في نظرية التمكين":" والمقصود بالعقيدة عند الإخواني إذا تكلم عنها هي : " عقيدة التمكين " الباطنية.
وكذلك هي عند عبد المالك رمضاني والحلبي والهلالي ومشهور وغيرهم".


قلت : نعم ، وألف نعم على أن صحة المعتقد شرط في التمكين في الأرض لعباده المؤمنين ،فلا يكون عزّهم ولا مجدهم ورفعتهم واستخلافهم في الأرض ، وما ينتج من جراء ذلك من الآثار العظيمة من انتشار الأمن ، وزوال الخوف ، وحلول العدل ، وزوال الظلم والجور، وسلامة المجتمع من الهلاك ، ونزول البلاء ، وحلّ الخيرات ونزول البركات ونحو ذلك.
وقد دلّ على ذلك كتاب الله ، وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وعليه فهم الأصحاب رضي الله عنهم أجمعين ، ومن سلفهم من أئمة الإسلام ، وفحول العلماء.
قال الله تعالى: { ولينصرن الله من ينصره إن الله لقوي عزيز الذين إن مكناهم في الأرض أقاموا الصلاة وآتوا الزكاة وأمروا بالمعروف ونهوا عن المنكر ولله عاقبة الأمور} [سورة الحج* 40- 41] .
وقال تعالى: {يا أيها الذين آمنوا إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم} [سورة محمد آية: 7] .
وقال تعالى : {وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الأرض كما استخلف الذين من قبلهم وليمكنن لهم دينهم الذي ارتضى لهم وليبدلنهم من بعد خوفهم أمنا يعبدونني لا يشركون بي شيئا ومن كفر بعد ذلك فأولئك هم الفاسقون } [سورة النور آية: 55]
وكما قال الفاروق رضي الله عنه : :"إنا كنا أذلَّ قوم،فأعزنا الله بالإسلام،فمهما نطلبُ العزةَ بغير ما أعزَّنا الله به أذَلَّنا الله".[1]
قال العلامة ابن القيم رحمه الله : والله سبحانه إنما ضمن نصر دينه وحزبه وأوليائه بدينه علما وعملا، لم يضمن نصر الباطل، ولو اعتقد صاحبه أنه محق، وكذلك العزة والعلو إنما هما لأهل الإيمان الذى بعث الله به رسله، وأنزل به كتبه، وهو علم وعمل وحال، قال تعالى: {وَأَنْتُمُ الأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ}.[2]
قال محمد البشير الإبراهيمي رحمه الله : إن أسلافنا قاموا بما شرط عليهم القرآن في قوله: {الذين إن مكناهم في الأرض أقاموا الصلاة وآتوا الزكاة وأمروا بالمعروف ونهوا عن المنكر}. فتحقق معهم وعد الله في القرآن: {وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الأرض كما استخلف الذين من قبلهم وليمكنن لهم دينهم الذي ارتضى لهم وليبدلنهم من بعد خوفهم أمنا}.[3]
وقال ابن باز رحمه الله : هو الناصر وهو الولي سبحانه وتعالى، وقد وعد أن ينصر من ينصره فقال: {يا أيها الذين آمنوا إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم} ، ويقول سبحانه: {وكان حقا علينا نصر المؤمنين} ، لكن بالشرط وهو التمسك بدين الله، والإيمان به، والإيمان برسوله صلى الله عليه وسلم، والاستقامة على دين الله.
هذا هو السبب، وهذا هو الشرط في نصر الله لنا، كما قال عز وجل: {ولينصرن الله من ينصره إن الله لقوي عزيز} ، {الذين إن مكناهم في الأرض أقاموا الصلاة وآتوا الزكاة وأمروا بالمعروف ونهوا عن المنكر}.[4]
قال ابن عثيمين رحمه الله : التمكين في الأرض لا يكون إلا بعد تحقيق عبادة الله وحده كما قال تعالى: {وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الأرض كما استخلف الذين من قبلهم وليمكنن لهم دينهم الذي ارتضى لهم وليبدلنهم من بعد خوفهم أمنا يعبدونني لا يشركون بي شيئا} [النور: 55].[5]
وسئلت علماء اللجنة الدائمة للافتاء مانصه :
السؤال: كيف تكون العزة للمؤمنين وهم الآن ضعفاء في العالم الذي فسد جوانبه وأوسطه، والنصارى واليهود هم الذين يسيطرون في العالم كيف يشاؤون، كيف تكون العزة للمؤمنين؟
فكان جوابهم ما يلي :
لا تحصل العزة للمؤمنين والنصر على الأعداء والتمكين في الأرض إلا بطاعة الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم، والعمل بالإسلام والإيمان ظاهرا وباطنا، وقد جاء في القرآن والسنة وعن السلف الصالح من الآثار ما فيه عظة وادكار، قال الله تعالى: (بشر المنافقين بأن لهم عذابا أليما الذين يتخذون الكافرين أولياء من دون المؤمنين أيبتغون عندهم العزة فإن العزة لله جميعا) النساء/138، 139 وقال سبحانه: (ولينصرن الله من ينصره إن الله لقوي عزيز الذين إن مكناهم في الأرض أقاموا الصلاة وآتوا الزكاة وأمروا بالمعروف ونهوا عن المنكر ولله عاقبة الأمور) الحج/40، 41، وقال جل وعلا: (وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الأرض كما استخلف الذين من قبلهم وليمكنن لهم دينهم الذي ارتضى لهم وليبدلنهم من بعد خوفهم أمنا يعبدونني لا يشركون بي شيئا) النور/55، وقال جل جلاله: (يا أيها الذين آمنوا إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم) محمد/7، إلى غيرها [6]من الآيات الكريمات التي بينت ووضحت: أن تمكين المؤمنين وعزهم في هذه الحياة مشروط بقيامهم بما أوجب الله عليهم، من توحيده وتعظيمه وإجلاله، والعمل بكتابه واتباع سنة نبيه محمد صلى الله عليه وسلم، وإقامة الصلاة، وإيتاء الزكاة، ومحبة أولياء الله المؤمنين، وبغض أعدائه من المنافقين والكافرين، ومجاهدتهم؛ لتكون كلمة الله هي العليا، وكلمة الذين كفروا هي السفلى، وغير ذلك من لوازم الإيمان. اهـ
قال الألباني رحمه الله : كلنا يعلم -إن شاء الله - أن قوله تبارك وتعالى {إن تنصروا الله} شرطٌ، جوابه {ينصرْكم} إن تأكل إن تشرب إن ..إن الجواب تحيا، إن لم تأكل إن لم تشرب، ماذا؟ تموت ؟. كذلك تماماً المعنى في الآية {إن تنصروا الله ينصركم} المفهوم - وكما يقول الأصوليون - : مفهوم المخالفة، إن لم تنصروا الله لم ينصركم؛ هذا هو واقع المسلمين اليوم. توضيح هذه الآية جاءت في السنة في عديد من النصوص الشرعية، وبخاصةٍ منها الأحاديث النبوية. {إن تنصروا الله} معلوم بداهة أن الله لا يعني أن ننصره على عدوه بجيوشنا وأساطيلنا وقواتنا المادية؛ لا ! إن الله عز وجل غالب على أمره، فهو ليس بحاجة إلى أن ينصره أحد نصراً مادياً - هذا أمر معروف بدهياً - لذلك كان معنى {إن تنصروا الله} أي إن تتبعوا أحكام الله، فذلك نصركم لله تبارك وتعالى.اهـ
ولنختم بكلام ماتع لشيخنا ربيع بن هادي حفظه الله حيث قال : فالخروج من الضياع والهوان ليس بالتغني بأمجاد الأسلاف، وإنما هو بالإقتداء بهم في الإيمان الصادق والعمل الصالح الذي نالوا به العز والتمكين الذي وعدهم الله به في قوله:{وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً يَعْبُدُونَنِي لا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ}
هذا هو طريق العزة والكرامة وهذه هي أسبابها.
أيها المسلمون علماء وحكاما ومحكومين، هذه هي طريق الخروج من مواطن الضعف والذل والخوف فإن فرطتم فيها فلن تنالوا عزاً ولا تمكيناً، ولن تخرجوا من مواطن الذل والخوف بل لن تزدادوا على مر الأيام و السنين إلا ضعفاً وذلاً وخوفاً ورهقاً)).[7]

قال هداه الله : وبعضهم يعبر بقوله " العقيدة السلفية شرط للتمكين! "، وهذا باطل شرعا وقدرا، فما بعد الخلافة العباسية حتى السعودية لم توجد دولة أو خلافة قامت على العقيدة السلفية مع كثرة الممالك والدول. ا
أقول : أترك التعليق على كلامك هذا للقارئ العاقل ، وذلك في أن صحة العقيدة السلفية ليس شرطا في التمكين ، بل وصل بك الحال إلى أن جازفت وقلت : بأن هذا من الباطل شرعا وقدرا ، والله المستعان وعليه التكلان.

قال -هداه الله- : "فما بعد الخلافة العباسية حتى السعودية لم توجد دولة أو خلافة قامت على العقيدة السلفية مع كثرة الممالك والدول".
قلت : لعله خانه التقديم والتأخير في الألفاظ ، وإلا هذه الدولة المباركة المملكة العربية السعودية أعزّها الله بالسنة والتوحيد قامت على الدعوة السلفية المباركة ، ولا زالت كذلك ولله الحمد والمنّة ، والواقع اكبر شاهد على ذلك من قيامها بالتّوحيد ، ومحاربتها للشرك بكلّ أنواعه ،واشكاله وتطبيقها للحدود الشرعية ، وإقامتها لأركان الإسلام الخمسة حقّ قيام ، ونحو ذلك من أحكام الدين.

قال عفا الله عنه في مقال معنون بـ :" عبارات منتشرة في نظرية التمكين"، هذه عبارات منتشرة بسبب نظرية التمكين...
وربما تسربت لبعض الأفاضل الكرام من غير اطلاع على حقيقتها والمراد منها...
*[ الإصلاح يبدأ من أسفل لا من أعلى ]
والدليل الشرعي يبطل هذه العبارة أصلا؛ ففي الحديث : " النصيحة لله ورسوله وكتابه وأئمة المسلمين وعامتهم ".
فبدأ - صلى الله عليه وسلم - بالأعلى قبل الأسفل.
وقال بعض السلف : لو كانت لي دعوة مستجابة لجعلتها في السلطان؛ لأن صلاحهم صلاح للعامة.
ومقصود هذه العبارة هو أيضا : إنشاء قاعدة للمجتمع المسلم؛ *لأن الحكام كفار يجب التخطيط للقضاء عليهم! اهـ


قلت : هذه العبارة كسابقتها من العبارات الصحيحة التي تسرّعت -عفا الله عنك- في إبطالها، وسببه عدم فهمك لها-والله أعلم- ، وإلا معناها صحيح لا غبار عليه ، وهو الذي مضى عليه نبينا صلى الله عليه وسلم الذي هو قدوتنا ونبراسنا في ذلك ، فقد كانت دعوته صلى الله عليه وسلم في أولّ الأمر في قرابته وأهل بيته ، ثم في أصحابه وأهل بلده ، ثم لما حصل له ماحصل من المضايقات من التهديد والأذية له ولأصحابه ، وتعسّر لهم أن يقسموا شرائع الإسلام أمره الله تعالى بالهجرة إلى المدينة على صاحبها أفضل الصلاة وأتم التسليم.
فإذا بدأنا بإصلاح أنفسنا ، ثم بأهل بيتنا وأسرتنا وهكذا قرابتنا ، وأهل حيّنا ومنطتنا ، محافظتنا ، وهكذا بمشيئة الله يعمّ الخير ، وينتشر الأمن في جميع البلد .
قال الله تعالى: {ياأيها الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم نارا وقودها الناس والحجارة عليها ملائكة غلاظ شداد لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون } [التحريم:6].
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قام رسول الله صلى الله عليه وسلم حين أنزل الله عز وجل: {وأنذر عشيرتك الأقربين} [الشعراء: 214]، قال: «يا معشر قريش - أو كلمة نحوها - اشتروا أنفسكم، لا أغني عنكم من الله شيئا، يا بني عبد مناف لا أغني عنكم من الله شيئا، يا عباس بن عبد المطلب لا أغني عنك من الله شيئا، ويا صفية عمة رسول الله لا أغني عنك من الله شيئا، ويا فاطمة بنت محمد سليني ما شئت من مالي لا أغني عنك من الله شيئا»[8]
قال الله تعالى: {إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم} [سورة الرعد آية: 11]، وقال تعالى : {ذلك بأن الله لم يك مغيرا نعمة أنعمها على قوم حتى يغيروا ما بأنفسهم وأن الله سميع عليم} [سورة الأنفال آية: 53]، وقال تعالى: {وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ويعفو عن كثير} [سورة الشورى آية: 30]
ونحوذلك من النصوص الشرعية في ذلك.
قال العلامة الألباني رحمه الله : فمن أين نبدأ ؟ هل يكون البدأ بمحاربة الحاكمين المسلمين ؟! أو يكون البدأ بمحاربة الكفار أجمعين من كل البلاد ؟! أم يكون البدأ بمحاربة النفس الأمارة بالسوء ؟ من هنا يجب البدأ، ذلك لأن النبي صلى الله عليه وعلى آله و سلم إنما بدأ بإصلاح نفوس أفراد المسلمين المدعوّين في أول دعوة الإسلام - كما ذكرنا في أول هذا الكلام- بدأت الدعوة في مكة ثم انتقلت إلى المدينة ثم بدأت المناوشة بين الكفار و المسلمين، ثم بين المسلمين و الروم، ثم بين المسلمين و فارس.. و هكذا - كما قلنا آنفاً - التاريخ يعيد نفسه فالآن المسلمون عليهم أن ينصروا الله لمعالجة هذا الواقع الأليم، وليس بأن يُعالجوا جانباً لا يثمر الثمرة المرجوة فيها، لو استطاعوا القيام بها ! ما هو هذا الجانب ؟ محاربة الحكام الذين يحكمون بغير ما أنزل الله ! هذا أولاً - كما قلت آنفاً لابد من وقفة قصيرة - غير مستطاع اليوم، أن يُحارب الحكام؛ وذلك لأن هؤلاء الحكام لو كانوا كفاراً كاليهود والنصارى؛ فهل المسلمون اليوم يستطيعون محاربة اليهود والنصارى ؟ الجواب: لا، الأمر تماماً كما كان المسلمون الأولون في العهد المكي، كانوا مستضعفين، أذلاء، محاربين، معذبين، مُقَتَّلِين لماذا ؟! لأنهم كانوا ضعفاء لا حول لهم ولا قوة، إلا إيمانهم الذي حلّ في صدورهم، بسبب إتباعهم لدعوة نبيهم صلى الله عليه وعلى آله وسلم؛ هذا الإتباع مع الصبر على الأذى هو الذي أثمر الثمرة المرجوة؛ التي نحن ننشدها اليوم، فما هو السبيل للوصول إلى هذه الثمرة ؟ نفس السبيل الذي سلكه الرسول عليه الصلاة والسلام مع أصحابه الكرام،
وقال شيخنا محمد بازمول حفظه الله ـ الإصلاح يبدأ من الفرد لا من المجتمع ولا من الحاكم ولا من غيره إنما كل إنسان يبدأ بنفسه فيصلحها و أدناه فأدناه
والله سبحانه يقول (ِإنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ وَإِذَا أَرَادَ اللّهُ بِقَوْمٍ سُوءًا فَلاَ مَرَدَّ لَهُ وَمَا لَهُم مِّن دُونِهِ مِن وَالٍ) الرعد 11
فالبدء بالنفس ثم الاقرب فا لاقرب ، قال تعالى (وَأَنذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ ) الشعراء214
عن ابى هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه واله وسلم: ((تصدقوا!)) فقال رجل: يا رسول الله عندى دينار قال: عندى آخر قال : (( تصدق به على نفسك)) قال عندى آخر قال (( تصدق به على زوجتك)) قال عندى آخر قال (( تصدق به على ولدك)) قال : عندى آخر قال تصدق بع على خادمك)) قال: عندى آخر قال ((انت أبصر))
فإذا كان هذا فى باب الصدقة فما بالك فى امر الاصلاح؟!
فطريق الاصلاح يبدأ بالفرد، وصلاح الفرد صلاح الاسرة، وصلاح الاسرة صلاح الحيّ، وصلاح الحيّ صلاح البلد
وصلاح البلد صلاح الدولة، وصلاح الدولة صلاح الامة، وصلاح الامة صلاح الارض جميعاً
فالبدء بالنفس هو الاساس:
فأبدأ بنفسك فإنها عن غيها فإن انتهت عنه فأنت حكيم.اهـ
وإذا استوعبت ،وفهمت وعقلت ،وتدبّرت كلام العلامة ابن قيم الجوزية رحمه الله فهمت ماهي الرسالة التي أودّ أن أوصلها إليك-وفقك الله لكلّ خير- حيث قال رحمه الله :وتأمل حكمته تعالى فى أن جعل ملوك العباد وأمرائهم وولاتهم من جنس أعمالهم،بل كأن أعمالهم ظهرت فى صور ولاتهم وملوكهم،فإن استقاموا استقامت ملوكهم،وإن عدلوا عدلت عليهم،وإن جاروا جارت ملوكهم وولاتهم،وإن ظهر فيهم المكر والخديعة فولاتهم كذلك،وإن منعوا حقوق الله لديهم وبخلوا بهامنعت ملوكهم وولاتهم ما لهم عندهم من الحق وبخلوا بها عليهم ،وإن أخذوا ممّن يستضعفونه ما لا يستحقونه فى معاملتهم أخذت منهم الملوك مالا يستحقونه وضربت عليهم المكوس والوظائف وكل ما يستخرجونه من الضعيف يستخرجه الملوك منهم بالقوة.
وليس فى الحكمة الإلهية أن يولى على الأشرار الفجار إلا من يكون من جنسهم،ولما كان الصدر الأول خيارالقرون وأبرها كانت ولاتهم كذلك،فلما شابوا شابت لهم الولاة،فحكمة الله تأبى أن يولى علينا فى مثل هذه الأزمان مثل معاوية وعمر بن عبد العزيز؛ فضلا عن مثل أبى بكروعمر،بل ولاتنا على قدرنا،وولاة من قبلنا على قدرهم».

قال عفا الله عنه في مقال معنون بـ :" عبارات منتشرة في نظرية التمكين"، هذه عبارات منتشرة بسبب نظرية التمكين...
وربما تسربت لبعض الأفاضل الكرام من غير اطلاع على حقيقتها والمراد منها.
ظ، - [ أقيموا دولة الإسلام في قلوبكم تقم لكم في أرضكم ].
وهذه عبارة في ظاهرها الرحمة وباطنها العذاب، بل لو تنبه قائلها لأدرك أنها عبارة تحتوي الزندقة؛ فهي من جنس عبارات الباطنية كالقرامطة والحشاشين.
هذه العبارة مضمونها نفي وجود الحاكم المسلم في عصرنا، وأن جميع الحكام كفار؛ ففكرة الدولة الإسلامية معتقد قلبي لا وجود له في الخارج؛ لذلك يجب أن نعتقدها باطنا حتى تصير واقعا مشاهدا.اهـ


أولا :
أبو قتادة الفلسطيني الخارجي المارق اتّهم العلامة الألباني – رحمه الله- في مقولته : أقيموا دولة الإسلام في قلوبكم تقم لكم على أرضكم. أن فيها الإرجاء
وأنت قابلته من جهة وكفّة أخرى وذكرت أنها تحتوي على الزندقة ، وهي من جنس أقوال الكفرة الفجرة من القرامطة الإسماعيلية الباطنية ، ومن كان على نمطهم ، ومضى على دربهم ، وغير ذلك مما نظّرته -عفا الله عنك-.
وحقيقة الأمر لم تصب الحقّ لا أنت ولا ذلكم الخارجي الفاجر ، لأن تلكم المقولة صحيحة لا غبار عليها من ناحية النصوص الشرعية ، حيث أن الدعوة إلى الله أصلها وأساسها ومنطلفها من العلم الشرعي ، ثم العمل بما علمته* ، ثم الدعوة إلى ماعلمته وعملت به وذلك على قدر استطاعتك ولا يكلّف الله نفسا إلا وسعها ، وهكذا في مسألة إنكار المنكر ، فعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «من رأى منكم منكرا فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه، وذلك أضعف الإيمان».[9]
فالذي أراده الله وأمرنا به هو الائتمار بأوامره، والانتهاء عن نواهيه ، وأن نحكّم ونطبّق شرع الله في أنفسها ومن كان تحتنا ممن استرعانا الله تعالى من الرعية من الأزواج والذرية، وكذا بالنسبة للحكام مع رعيتهم ، والعبد مع سيّده ، ونحو ذلك ممّن استرعاه الله من الرعية وحمّله من المسؤولية.

تنبيه مهم :
لا يفهم من كلامي أني لا أرى عدم وجوب الجهاد مع الحاكم الظالم الفاجر ، فحاشا وكلّا ولا لعلّ أني اقول بذلك واعتقده، وهذه المسألة مما تميّز بها أهل السنة والائتلاف ، وبين أهل البدع والاختلاف ، وإنما كلامي منصب في حيثيات أخرى ، وقد سبق بيانها وإيضاحها في أن صحة المعتقد شرط في التمكين في الأرض .
هذا وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
كتبه : عبد الحميد الهضابي.
13 / 08 /1439
مكة المكرمة

الحواشي :
[1] ـ أخرجه الحاكم في "المستدرك" (1/61، 62)، وابن أبي شيبة في "المصنف"(1/47)،وصححه الألباني قي "صحيح الترغيب والترهيب"( 2893).
[2] ـ "إغاثة اللهفان من مصايد الشيطان" (2/ 181-183)
[3] ـ " آثَارُ الإِمَام مُحَمَّد البَشِير الإِبْرَاهِيمِي "(1/325).
[4] ـ* (1/247)
[5] ـ " مجموع فتاوى ورسائل فضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين"(20/331).
[6] ـ" فتاوى اللجنة الدائمة"* (26/ 46-49)
[7] ـ "دعوة جادة إلى العالم الإسلامي لتطبيق ما صرح به الرئيس المصري حسني مبارك في المؤتمر الإسلامي"
[8] ـ أخرجه البخاري (2753)، ومسلم (204)
[9] ـ أخرجه مسلم (49)


التعديل الأخير تم بواسطة يوسف عمر ; 01 May 2018 الساعة 07:28 AM
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 29 Apr 2018, 06:56 AM
أبو همام عبد القادر حري أبو همام عبد القادر حري غير متواجد حالياً
موقوف
 
تاريخ التسجيل: Feb 2013
المشاركات: 102
افتراضي

أخي عبد الحميد ،ياحبذا لو ذكرت أين نشرت مقالات عبد الصمد التي أخذت منها العبارات المنتقدة عليه،فلم أقف عليها
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 29 Apr 2018, 08:44 AM
خالد أبو علي خالد أبو علي غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Nov 2011
الدولة: الجزائر
المشاركات: 473
افتراضي

وفقكم الله تعالى
رد مع اقتباس
  #4  
قديم 29 Apr 2018, 10:00 AM
عبد الحميد الهضابي عبد الحميد الهضابي غير متواجد حالياً
موقوف
 
تاريخ التسجيل: Dec 2013
المشاركات: 300
افتراضي

هي منشورة في موقع :"سحاب السلفية"، عقب مقاله الذي عنونه بــ:"جناية مذهب التمكين على عقيدة السلف الصالحين".

التعديل الأخير تم بواسطة عبد الحميد الهضابي ; 29 Apr 2018 الساعة 10:50 AM
رد مع اقتباس
  #5  
قديم 29 Apr 2018, 10:42 AM
أبو هريرة موسى بختي أبو هريرة موسى بختي غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Dec 2014
الدولة: بلدية سيدي عيسى ولاية (المسيلة) حرسها الله بالتوحيد و السنة
المشاركات: 1,318
افتراضي

جزاك الله خيرا ووفقك الله
رد مع اقتباس
  #6  
قديم 29 Apr 2018, 10:58 AM
خالد أبو علي خالد أبو علي غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Nov 2011
الدولة: الجزائر
المشاركات: 473
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو همام عبد القادر حري مشاهدة المشاركة
أخي عبد الحميد ،ياحبذا لو ذكرت أين نشرت مقالات عبد الصمد التي أخذت منها العبارات المنتقدة عليه،فلم أقف عليها
وفي هذا المنتدى كذلك
http://www.tasfiatarbia.org/vb/showthread.php?t=23418
رد مع اقتباس
  #7  
قديم 30 Apr 2018, 06:57 PM
أبو عبد الله يوسف بن الصدّيق أبو عبد الله يوسف بن الصدّيق غير متواجد حالياً
موقوف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2011
الدولة: مدينة تقرت، الجزائر
المشاركات: 320
إرسال رسالة عبر Skype إلى أبو عبد الله يوسف بن الصدّيق
افتراضي

جزاك الله خيرا أخي عبد الحميد
وكم من عائب قولا صحيحا . . . وآفته من الفهم السقيم
رد مع اقتباس
  #8  
قديم 02 May 2018, 10:50 AM
ابو اسحاق محمد كرينة ابو اسحاق محمد كرينة غير متواجد حالياً
موقوف
 
تاريخ التسجيل: May 2012
المشاركات: 176
افتراضي

إلى الأخ عبد الحميد الهضابي وفقه الله وسدده:
إن ما يسطره الأخ عبد الصمد بن أحمد السلمي وفقه الله وسدده يرمي إلى الفرق بين يقصده السلفي بهاته -الألباني ومقبل مثلا - العبارات وبين عقيدة التمكين و الفرق بين "التمكين الدنيوي و التمكين الأخروي" عند الإخوان ومناقشتهم في هاته العقيدة الباطنية - وتنزيل الأحكام على بعض الافراد - " الرمضاني الحلبي _مشهور _ سليم الهلالي " وما يراه هو من تنظيرهم لهاته الطريقة ينطبق عليهم هذا الوصف اذ يمتدحون المتظاهرين ورؤوس الإخوان و مرشحيهم وكونهم الأصلح .
فالذي ينبغي كما تفضل فضيلة شيخنا " أزهر " - وفقه الله - بالتوجيه، ( أن يعضد ما يذهب إليه بكلام الأئمة المعاصرين ) .
وزيادة أن يعرض ما يكتبه على علمائنا( فركوس ،ربيع الإمام فهو البصير بذلك و آيته ) قبل نشره حتى يطمئن القارئ ، وتبرأ ذمته فيما يوقعه .
والله أعلى وأعلم .

التعديل الأخير تم بواسطة ابو اسحاق محمد كرينة ; 02 May 2018 الساعة 11:18 AM
رد مع اقتباس
  #9  
قديم 03 May 2018, 05:21 AM
عبد الصمد بن أحمد السلمي عبد الصمد بن أحمد السلمي غير متواجد حالياً
موقوف
 
تاريخ التسجيل: Feb 2012
الدولة: في بلد ممتدة أرجاؤه...وطيب هواءه وماؤه
المشاركات: 351
افتراضي

بوركت، وأنا معك

نعم بلا شك:


-شرط التمكين الذي يرضاه الله سبحانه هو صحة العقيدة، وليس الذي على طريقة جمال الدين الأفغاني ومن تأثر به.


فالأول: هو منهج الإمام المجدد محمد ناصر الدين الالباني وغيره من الأئمة الكبار كابن باز والعثيمين والفوزان.


والثاني: هو منهج المتاجرين بالانتساب إليه.

ومع هذا إذا رأينا خطأ لأحد الأفاضل الكرام نردّه بأدب، ولا نستغلّ خطأه كما تفعل الحدادية أذناب حسن البنا.

والتمكين الشرعي الذي يرضاه الله قائم على التعاون بين الراعي والرعية، وليس على التنافر والتربص والانتظار لتغييره، ومن أهم- بل من أعظمها- الأسباب للتمكين الشرعي هو النصيحة.
لولي الأمر.


وإليك مثالا واحدا عن عظم النصيحة لولي الأمر:


نصيحة واحدة لولي الأمر لقت القبول فامتد خيرها ثلاثة قرون !

قال سماحة الإمام العلامة عبد العزيز بن عبد الله بن باز - رحمه الله - ذاكرا قصة رحلة الإمام المجدد شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب إلى الدرعية : ( فخرج الشيخ عند ذلك وتحول من العيينة إلى بلاد الدرعية، جاء إليها ماشياً فيما ذكروا، حتى وصل إليها في آخر النهار، وقد خرج من العيينة في أول النهار مشيا على الأقدام، لم يرحله عثمان، فدخل على شخص من خيارها في أعلى البلد يقال له محمد بن سويلم العريني، فنزل عليه ويقال إن هذا الرجل خاف من نزوله عليه، وضاقت به الأرض بما رحبت، وخاف من أمير الدرعية محمد بن سعود فطمأنه الشيخ وقال له: أبشر بخير وهذا الذي أدعو الناس إليه دين الله، وسوف يظهره الله. فبلغ محمد بن سعود خبر الشيخ محمد، ويقال إن الذي أخبره زوجته، جاء إليها بعض الصالحين، وقال لها: أخبري محمدا بهذا الرجل، وشجعيه على قبول دعوته، وحرضيه على مؤازرته ومساعدته، وكانت امرأة صالحة طيبة، فلما دخل عليها محمد بن سعود أمير الدرعية وملحقاتها، قالت له: أبشر بهذه الغنيمة العظيمة! هذه غنيمة ساقها الله إليك، رجل داعية يدعو إلى دين الله، يدعو إلى كتاب الله، يدعو إلى سنة رسول الله عليه الصلاة والسلام يا لها من غنيمة! بادر بقبوله وبادر بنصرته، ولا تقف في ذلك أبدا، فقبل الأمير مشورتها، ثم تردد هل يذهب إليه أم يدعوه إليه؟! فأشير عليه، ويقال إن المرأة أيضا هي التي أشارت عليه مع جماعة من الصالحين، وقالوا له: لا ينبغي أن تدعوه إليك، بل ينبغي أن تقصده في منزله وأن تقصده أنت، وأن تعظم العلم والداعي إلى الخير، فأجاب إلى ذلك لما كتب الله له من السعادة والخير رحمة الله عليه، وأكرم مثواه، فذهب إلى الشيخ في بيت محمد بن سويلم وقصده وسلم عليه وتحدث معه، وقال له يا شيخ محمد: أبشر بالنصرة وأبشر بالأمن وأبشر بالمساعدة فقال له الشيخ: وأنت أبشر بالنصرة أيضا والتمكين والعاقبة الحميدة، هذا دين الله من نصره نصره الله، ومن أيده أيده الله، وسوف تجد آثار ذلك سريعا، فقال: يا شيخ سأبايعك على دين الله ورسوله، وعلى الجهاد في سبيل الله، ولكنني أخشى إذا أيدناك ونصرناك وأظهرك الله على أعداء الإسلام أن تبتغي غير أرضنا، وأن تنتقل عنا إلى أرض أخرى، فقال: لا؛ أبايعك على هذا، أبايعك على أن الدم بالدم، والهدم بالهدم، لا أخرج عن بلادك أبداً، فبايعه على النصرة، وعلى البقاء في البلد، وأنه يبقى عند الأمير يساعده، ويجاهد معه في سبيل الله، حتى يظهر دين الله، وتمت البيعة على ذلك. وتوافد الناس إلى الدرعية من كل مكان، من العيينة، وعرقة، ومنفوحة والرياض وغير ذلك من البلدان المجاورة، ولم تزل الدرعية موضع هجرة يهاجر إليها الناس من كل مكان، وتسامع الناس بأخبار الشيخ، ودروسه في الدرعية ودعوته إلى الله وإرشاده إليه، فأتوا زرافات ووحدانا، فأقام الشيخ بالدرعية معظما مؤيدا محبوبا منصورا، ورتب الدروس في الدرعية في العقائد، وفي القرآن الكريم، وفي التفسير، وفي الفقه، والحديث، ومصطلحه، والعلوم العربية، والتاريخية، وغير ذلك من العلوم النافعة. ) المصدر : الموقع الرسمي للشيخ ابن باز .


قال السلمي : انظر يا رحمك الله إلى هذه النصيحة التي لاقت القبول من ولي الأمر ، فامتد خيرها عبر ثلاثة قرون ، وكل خير بإذن الله سببه دعوة الإمام المجدد محمد بن عبد الوهاب ، فهو بإذن الله أجر يلحقه في قبره .

{ من دعا إلى هدى كان له من الأجر مثل أجور من تبعه إلى يوم القيامة لا ينقص ذلك من أجورهم شيئا } .

عبد الصمد بن أحمد السلمي
رد مع اقتباس
  #10  
قديم 03 May 2018, 05:44 AM
عبد الصمد بن أحمد السلمي عبد الصمد بن أحمد السلمي غير متواجد حالياً
موقوف
 
تاريخ التسجيل: Feb 2012
الدولة: في بلد ممتدة أرجاؤه...وطيب هواءه وماؤه
المشاركات: 351
افتراضي

هذا التعليق كنت سأكتبه في مقال : ( رَدُّ فَهمٍ منكوسٍ لأصحابِ " عقيدة التَّمكينِ " في قَضيّة الجهادِ مع وليّ الأمرِ ) وليس المقصود به هذا الموضوع.


التعليق على كلام شيخ الإسلام ابن تيمية


الخلاف الذي نقله شيخ الإسلام ابن تيمية في الجهاد مع وليّ الأمر ضد الخوارج والكفار منطلقه فقهي؛ لأن الإمام مالك ومن معه من العلماء موافق لعقيدة السلف، ومنطلقه هنا في تحقيق المصالح والمفاسد، ولذلك روي عنه الرجوع عن المنع من القتال مع ولي الأمر الجائر ضد الكفار؛ فهو له قولان؛ آخرهما الجواز؛ قال الإمام ابن أبي زمنين : ( روى سحنون عن ابن القاسم أنّه قال : وبلغني أنّ مالكا كان يكره جهاد الروم مع هؤلاء الولاة، فلما كان زمن مرعش وصنعت الروم ما صنعت رجع عن قوله، وقال : لا بأس بالجهاد معهم، وأنه لو ترك الجهاد معهم لكان ضررا على أهل الإسلام، قال محمد - يعني : ابن أبي زمنين : وهذا الذي رجع إليه مالك هو الذي عليه أئمة المسلمين وجماعتهم

قال ابن حبيب : سمعت أهل العلم يقولون : لا بأس بالجهاد مع الولاة وإن لم يضعوا الخمس موضعه، وإن لم يوفوا بعهد إن عاهدوا، وإن عملوا ما عملوا، ولو جاز للناس ترك الغزو معهم لسوء حالهم لاستذلّ الإسلام وتخرّمت أطرافه واستبيح حريمه ولعلا الشرك وأهله )

قدوة الغازي ( ص/ 223 - 224 ).

وروي عن الإمام مالك اشتراط أن يكون ولي الأمر عدلا في قتل الخوارج وكانوا يريدون قتاله؛ قال ابن القاسم : ( قال مالك في الحرورية وما أشبههم أنهم يقتلون إذا لم يتوبوا إذا لم كان الإمام عدلا، فهذا يدلك على أنهم إن خرجوا على إمام عدل وهم يريدون قتاله، ويدعون إلى هم إليه، دعوا إلى السنة والجماعة ، فإن أبوا قتلوا ) المدونة ( 2/ 48 ).

وفبما يظهر هنا أن التخصيص بولي الأمر العدل راجع إلى أن الفاجر مظنة التعدّي في قتاله للخوارج؛ وهذا لا شكّ أنّه مسلك من ناحية المصالح والمفاسد صحيح؛ لأن الشريعة حرّمت التعدّي.

وقد ظهر أن المصلحة - خاصة في عصرنا - في التبليغ عن الخوارج حتى مع ولي الأمر غير العدل لحدّ شرِّهم، ولو أدى ذلك إلى قتالهم وقتلهم، فضررهم ظاهر لا ينكره أحد، ويكفي ما فعلوه في ما يسمّى عندنا بـــ " العشرية السوداء "، وما نراه في البدان الأخرى؛ مما لا يستنكر التبليغ عنهم إلا من في قلبه غلٌّ وحقد على المسلمين ووليّ أمرهم .

خاصة أنّ قتال الخوارج أهم عند علماء الإسلام من قتال الكفار؛ قال ابن هبيرة الحنبلي : ( قتال الخوارج أولى من قتال المشركين ) فتح الباري ( 12/ 301 ).

وفي قتال الخوارج من الأجر العظيم مما يجعل من يزهد فيه إلا ظالم لنفسه؛ وفي الحديث [ طوبى لمن قتلهم وقتلوه ]، وفي آخر : [ لو يعلم الجيش الذين يصيبونهم ما لهم من الأجر لنكلوا عن العمل ].

ولعلّ مما يزيد الأمر حكمة هو أن الخوارج لما عدلوا عن قتال المشركين وقاتلوا المسلمين [ يقتلون أهل الإسلام ويدعون أهل الاوثان ] كان قتالهم أولى من قتال المشركين جزاءً وفاقا.



قيل للإمام ابن أبي زيد القيرواني - وقد اتخذ كلبا زمن العبيديين الرافضة -: ( تتخذ كلبا وقد منع الإمام مالك من ذلك؛ فقال : لو أدرك الإمام مالك زمننا لاتخذ أسدا ضاريا) ...معنى القصة.




الحاصل:

لكنّ الكلام هنا على من يرى أنّ جهاد الكفار وسائر من يجوز قتالهم لولي الأمر غير نافع من منطلق عقدي مبني على أنّ: جيوش المسلمين فيها معاصٍ، والله سبحانه لا ينصر العاصين، وهذا قول باطل مضمونه إلغاء شريعة الجهاد ؛ كما هي عقيدة الرافضة؛ لأنه يستحيل أن يكون هناك جيش في التاريخ ليس فيهم عاصٍ؛ بل عصاة.


فهناك فرقٌ بين من منطلقاته فقهية، ومن منطلقاته عقدية.


وللفائدة : ينظر كتاب " الجهاد ومن يدعو إليه " للشيخ عبد المحسن المنيف، ومنه أفدت، وكتاب " الجهاد في الإسلام " للشيخ عبد السلام السحيمي بقديم الشيخ صالح الفوزان، وغيرهما.
رد مع اقتباس
  #11  
قديم 03 May 2018, 06:23 AM
عبد الصمد بن أحمد السلمي عبد الصمد بن أحمد السلمي غير متواجد حالياً
موقوف
 
تاريخ التسجيل: Feb 2012
الدولة: في بلد ممتدة أرجاؤه...وطيب هواءه وماؤه
المشاركات: 351
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ابو اسحاق محمد كرينة مشاهدة المشاركة
إلى الأخ عبد الحميد الهضابي وفقه الله وسدده:
إن ما يسطره الأخ عبد الصمد بن أحمد السلمي وفقه الله وسدده يرمي إلى الفرق بين يقصده السلفي بهاته -الألباني ومقبل مثلا - العبارات وبين عقيدة التمكين و الفرق بين "التمكين الدنيوي و التمكين الأخروي" عند الإخوان ومناقشتهم في هاته العقيدة الباطنية - وتنزيل الأحكام على بعض الافراد - " الرمضاني الحلبي _مشهور _ سليم الهلالي " وما يراه هو من تنظيرهم لهاته الطريقة ينطبق عليهم هذا الوصف اذ يمتدحون المتظاهرين ورؤوس الإخوان و مرشحيهم وكونهم الأصلح .
فالذي ينبغي كما تفضل فضيلة شيخنا " أزهر " - وفقه الله - بالتوجيه، ( أن يعضد ما يذهب إليه بكلام الأئمة المعاصرين ) .
وزيادة أن يعرض ما يكتبه على علمائنا( فركوس ،ربيع الإمام فهو البصير بذلك و آيته ) قبل نشره حتى يطمئن القارئ ، وتبرأ ذمته فيما يوقعه .
والله أعلى وأعلم .
بوركت

وخذ مثلاً : قاعدة : « أقيموا دولة الإسلام في قلوبكم تقم لكم في أرضكم »؛ فهذه أوّل من لهج بها حسن الهضيبي المرشد السابق للإخوان المفلسين، وهو ماسوني باعتراف محمد الغزالي الإخواني؛ قال الغزالي : « ولقد سمعنا عن انتساب عدد من الماسون؛ بينهم الأستاذ حسن الهضيبي نفسه لجماعة الإخوان » من معالم الحقّ في كفاحنا ( ص/ 224 ).

وحقيقة باطن هذه الكلمة الشيطانية : « أقيموا دولة الماسون النوارنية اللوسيفرية القبالية الغنوصية في قلوبكم تقم لكم في أرضكم »؛ وظاهرها : أن الدول المسلمة حاليا دول كافرة، وأنّ فكرة الدولة الإسلامية فكرة باطنية لا وجود لها في الخارج.

ومن يريد صرف كلامي أنني أقصد أحد المشايخ الكرام سواء الألباني أو مقبل أو العثيمين أو غيرهم، فالله حسيبه.
رد مع اقتباس
  #12  
قديم 03 May 2018, 07:04 AM
عبد الصمد بن أحمد السلمي عبد الصمد بن أحمد السلمي غير متواجد حالياً
موقوف
 
تاريخ التسجيل: Feb 2012
الدولة: في بلد ممتدة أرجاؤه...وطيب هواءه وماؤه
المشاركات: 351
افتراضي

كلمة منهجية

للمتكلمين عن التمكين : إن كنتم تريدون الدنيوي؛ فحكامنا موجودون، وإن كنتم تريدون الديني فالنصيحة لولي الأمر هي الحلّ الشرعي.

انتهى.........

لذلك ( رجاء من الإخوة بحذف الموضوع ) .
رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
منهج, مميز, مسائل, تنبيهات

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


Powered by vBulletin, Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd
Salafi Tasfia & Tarbia Forums 2007-2013