بارك الله فيكم، لكن قد يكون هذا من باب المقابلة والاقتران والتلازم، فمتى تعلم العلم النافع اقترن به من التقوى بحسب تحصيله، ومتى اتقى طالب العلم الله زاده من العلم وهكذا، وهذه من ألطف الدلالات.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية في "مجموع الفتاوى" (18/ 177 _ 178 ):
" وقد شاع في لسان العامة أن قوله: {واتقوا الله ويعلمكم الله} من الباب الأول؛ حيث يستدلون بذلك على أن التقوى سبب تعليم الله وأكثر الفضلاء يطعنون في هذه الدلالة لأنه لم يربط الفعل الثاني بالأول ربط الجزاء بالشرط فلم يقل؛ واتقوا الله ويعلمكم ولا قال فيعلمكم.
وإنما أتى بواو العطف وليس من العطف ما يقتضي أن الأول سبب الثاني.
وقد يقال العطف قد يتضمن معنى الاقتران والتلازم كما يقال: زرني وأزورك؛ وسلم علينا ونسلم عليك ونحو ذلك مما يقتضي اقتران الفعلين والتعاوض من الطرفين ...... فقوله: {واتقوا الله ويعلمكم الله} قد يكون من هذا الباب، فكل من تعليم الرب وتقوى العبد يقارب الآخر ويلازمه ويقتضيه فمتى علمه الله العلم النافع اقترن به التقوى بحسب ذلك ومتى اتقاه زاده من العلم وهلم جرا ". اهـ
|