منتديات التصفية و التربية السلفية  
     

Left Nav الرئيسية التعليمـــات قائمة الأعضاء التقويم مشاركات اليوم Right Nav

Left Container Right Container
 

العودة   منتديات التصفية و التربية السلفية » القــــــــسم العــــــــام » الــمــــنــــــــتـــــــدى الـــــــــعــــــــام

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 30 Dec 2015, 08:33 AM
عبد الصمد سليمان عبد الصمد سليمان غير متواجد حالياً
موقوف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2013
المشاركات: 139
افتراضي مروِيَّات الشِّيعة في ميزان الشَّريعة

مرويات الشيعة في ميزان الشريعة

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه وبعد:
مما نحمد الله عليه نحن أهل السنة والجماعة اعتقادنا في حفظ الله لكتابه، وصيانته سبحانه لمحكم تنزيله، وبسبب هذا الاعتقاد الطيب أقبلنا عليه واعتنينا به: حفظا لسوره وآياته، وفهما لمعانيه ومراميه، واستنباطا لأسراره ودرره، واعتقادا لأخباره وغيبياته، واستسلاما لتعاليمه وأحكامه، ففيه المسائل والدلائل؛ ولأجل ذلك فمنه ننهل وعليه نعول، وهذا على عكس الشيعة الذين تركوه وراءهم ظهريا، وصار بينهم نسيا منسيا، وأخذوا بمرويات واهيات، وأخبار مكذوبات؛ بنوا عليها دينهم وجعلوها معولهم؛ وكما تقدم في المقالة السابقة: أن من شقائهم باعتقادهم في كتاب ربهم: أنهم استبدلوا الذي هو أدنى بالذي هو خير؛ فاستبدلوا المرويات الكاذبات التي لا خطام لها ولا زمام بالقرآن الكريم المحفوظ من رب العالمين.
- ولقد طرحت في المقالة السابقة أسئلة على كل شيعي وددت أن أُجاب عليها ويطلعني ولو بعضهم على تصورهم لها، وهي:
- السؤال الأول: إذا كان كتاب ربنا لم يحفظ من التبديل والتغيير فهل يمكن أن تحفظ مروياتكم من الدس والتزوير؟
- السؤال الثاني:وإذا كان الرب على حسب زعمكم لا يقدر على حفظ كتابه من كيد أعدائه وهو يخبر فيه أنه تكفل بحفظه فهل يقدر علماؤكم وزعماؤكم أن يفعلوا ذلك بمروياتكم؟
- السؤال الثالث: ما هي الأمور التي تجعل الرافضة مطمئنين إلى صحة مروياتهم وثبوتها عمن نقلت عنهم؟ فهل لهم قواعد علمية يسيرون عليها وضوابط حديثية يطبقونها؟

ثم تحديت القوم بذكر عقيدتنا نحن أهل السنة في مروياتهم فقلت: إن الناظر في مرويات القوم والمطلع عليها في كتبهم ليعلم علم اليقين أن غالبها إن لم نقل كلها مكذوبة موضوعة ومخترعة مصنوعة؛ وما كان هذا حاله وهذه صفته كيف يُتخذ بدلا عن القرآن المجيد الذي "لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ (42)" سورة فصلت.
ولكن قد يقول قائل منهم: هذا كلامُ مخالف متحامل، ومحارب مجادل؛ لا يقوم قوله على أساس، وإذا وضع في المحك ناد على صاحبه بالإفلاس؛ فأقول مجيبا:
أولا: إذا كان الأمر كذلك فأجيبوا على الأسئلة المتقدمة، وبينوا لنا منهجكم العلمي الذي تتبعونه في إثبات مروياتكم والحكم على أخباركم؛ حتى نعلم صدق ادعاءاتكم وصواب أقوالكم.
ثانيا: اعلموا أن أهل السنة والجماعة - والحمد لله - من أكثر الناس إنصافا، وأندرهم تعسفا، ومن أعظمهم تحققا بالصدق والأمانة، وأبعدهم عن الغش والخيانة؛ فلا يقولون إلا بعلم، ولا يتكلمون إلا عن تحقيق ودراية وفهم؛ ولذلك يعدلون في أقوالهم ولا يجورون في أحكامهم، ومن أحكامهم العادلة التي لا غبار على عدالتهم فيها ما حكموا به على مروياتكم وقالوه في أخباركم؛ ذلك لأنهم إنما قالوه عن تمحيص لها وتدقيق فيها، وإليك المثال:
إن أهم مصنف عندكم، وأجل كتاب لديكم؛ والذي يُعتبر مفخرة من مفاخركم، وجوهرة ثمينة في مذهبكم هو: كتاب "الكافي" لمحمد بن يعقوب الكليني.
ومما يدلنا على علو مرتبته عندكم أقوال علمائكم فيه وثناؤهم عليه، ومن ذلك:
قال المجلسي في مقدمة كتابه "مرآة العقول" ج1 ص3[1]: وابتدأت بكتاب "الكافي" للشيخ الصدوق ثقة الإسلام، مقبول طوائف الأنام، ممدوح الخاص والعام: محمد بن يعقوب الكليني حشره الله مع الأئمة الكرام، لأنه كان أضبط الأصول وأجمعها، وأحسن مؤلفات الفرقة الناجية وأعظمها".
هذا الكتاب المعظم عندكم والمقدم على غيره لديكم كما تدل على ذلك أقوال أئمتكم لا قيمة له عندنا، ولا قدر له في حكم علمائنا، وليس هذا من قبيل التحامل وإنما هو عن دراسة وتأمل، وبيان ذلك من وجوه:
الوجه الأول: أن كمًّا هائلا من المرويات في كتابكم هذا قد حكم عليه بعض سادتكم وفقهاء ملتكم ممن تصفونه بالعلامة وشيخ الإسلام بالضعف، فهل يمكن أن يقدم ما جاء في مثل هذا الكتاب على كتاب رب الأرباب؟.
الوجه الثاني: أن هذا الكتاب الذي جعلتم مروياته حكما على كتاب الله سبحانه ومقدما عليه في أخذ ما تعتقدونه وتدينون لله به غالبه روايات عن غير النبي المعصوم فهي مقطوعة لا تقوم بها حجة ولا تفيد علم.
الوجه الثالث: أن الروايات التي فيه عن الرسول صلى الله عليه وسلم كلها ضعيفة لأن أسانيدكم لا تصل إليه بل بين رواتها ورسول الله صلى الله عليه وسلم رجال لم تذكر أسماؤهم، ولم تعين أشخاصهم؛ فهي مراسيل بل أكثرها معاضيل؛ وما كان من هذا القبيل لا قيمة له في علم المصطلح والجرح والتعديل.
الوجه الرابع: أن مروياتكم مضحكة مبكية؛ إذ فيها من التناقضات والاختلافات والتجاوزات والمخالفات ما يدل على ضعفها وبطلانها، وجهل كاتبها وواضعها، وقلة عقل المصدق بها والمتبع لها، كما أنها تدل على فقر الشيعة من علم يستندون إليه ويعتمدون عليه؛ يمكنهم من خلاله معرفة الصحيح من الضعيف، والمعلول من النظيف، وهي دالة أيضا على أن الشيعة لا يهتمون بتمحيص دينهم، والتحقق من صحة المنقول لهم، وأنهم يأخذون بكل ما يروى لهم عن أئمتهم ولو كان مكذوبا عليهم موضوعا على ألسنتهم.
وحتى أثبت هذا الذي قلت لكم سأذكر أنموذجا من كتابهم المعظم عندهم أقصد كتاب "الكافي" للكليني والذي يصرح بعضهم أنه كصحيح البخاري عندنا، وليكن الأنموذج الذي سأتكلم عليه أَوَّلُ كتاب في هذا الكتاب وهو كتاب "العقل والجهل" فأقول:
اعلموا أن كتاب "العقل والجهل" من كتاب "الكافي" للكليني قد اشتمل على ستة وثلاثين رواية، نذكر بعض الحقائق المتعلقة بها قبل أن نتكلم عليها:
الحقيقة الأولى: أن عدد الروايات المرفوعة إلى النبي صلى الله عليه وسلم ثلاثة وهو عدد قليل إن سلم سنده من الضعف ومتنه من الأباطيل.
الحقيقة الثانية: أن عدد الأحاديث الصحيحة منها في حكم المجلسي كما في "مرآة العقول" ستة فقط؛ وهذا عدد قليل، إن سُلِّمَ لهم تصحيحهم عند عرضه على علم الجرح والتعديل.
الحقيقة الثالثة: عدد الأحاديث المرسلة منها في حكم المجلسي كما في "مرآة العقول": ثمانية، والمرسل ضعيف كما هو معلوم في علم المصطلح.
الحقيقة الرابعة: عدد الأحاديث الضعيفة منها في حكم المجلسي كما في "مرآة العقول": ما بقي عن الثمانية المرسلة والستة الصحيحة فقد حكم عليها بالضعف جميعها، مع العلم أنه لم يعلق على الحديثين الأخيرين منها.
واعلموا أن هذه الحقائق يستغرب لها السني ولا يعرفها الشعي:
يستغرب لها السني لأن هذا الكتاب الذي هذا هو وصفه يُرد لأجل مروياته ما جاء في كتاب الله المعظم وصح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، ويستغرب لها أيضا لأن هذا الكتاب الذي هذا هو نعته يُشَبَّهُ عندهم بصحيح البخاري عندنا؛ فكيف يشبه كتاب أحاديثه الضعيفة أكثر من الصحيحة في حكم علمائهم بكتاب كله صحيح في حكم علمائنا وحتى في حكم كل منصف عرف القواعد العلمية والمنهج العلمي الذي يحكم به أهل السنة على أحاديثهم والأخبار التي جاءت في كتبهم؟.
قلت: ولا يعرفها الشيعي لأنه مغيب عن هذه الحقائق العلمية، ملبس عليه من قبل علمائه فهو لذلك يعيش في عماية، ولجهله يتبع الروايات التي لا يعرف صحتها من ضعفها، بل لا يعتقد أصلا أنه يجب عليه أن يتثبت منها قبل أن يعتقد مضمونها أو يعمل بأحكامها.
- والآن مع بعض ما جاء في كتاب "العقل والجهل" من الروايات، وما فيها من الضعف والتناقضات؛ ليتبين لكل منصف عدل أهل السنة في أحكامهم، وصدقهم في أقوالهم، وأنهم إنما يتكلمون بعلم، ولا ينطقون إلا عن دراسة وفهم، وسأجعل الكلام على مضمون هذا الكتاب أي كتاب "العقل والجهل" من كتاب "الكافي" للكليني في فصلين: الفصل الأول: في الكلام على أسانيد بعض رواياته. والفصل الثاني: في ذكر بعض التناقضات الموجودة في متون أحاديثه.
الفصل الأول: في الكلام على أسانيد بعض رواياته:
وسيكون الكلام على أسانيد بعض تلكم الروايات في نقاط:
1- النقطة الأولى: الكلام على أول حديث في كتاب "العقل والجهل" بل هو أول حديث في كتاب "الكافي" بأكمله:
- قال الكليني في كتابه "الكافي":أَخْبَرَنَا أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ قَالَ حَدَّثَنِي عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا مِنْهُمْ مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى الْعَطَّارُ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مَحْبُوبٍ عَنِ الْعَلَاءِ بْنِ رَزِينٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ ( عليه السلام )قَالَ لَمَّا خَلَقَ اللَّهُ الْعَقْلَ اسْتَنْطَقَهُ ثُمَّ قَالَ لَهُ أَقْبِلْ فَأَقْبَلَ ثُمَّ قَالَ لَهُ أَدْبِرْ فَأَدْبَرَ ثُمَّ قَالَ وَعِزَّتِي وَجَلَالِي مَا خَلَقْتُ خَلْقاً هُوَ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْكَ وَلَا أَكْمَلْتُكَ إِلَّا فِيمَنْ أُحِبُّ أَمَا إِنِّي إِيَّاكَ آمُرُ وَإِيَّاكَ أَنْهَى وَإِيَّاكَ أُعَاقِبُ وَإِيَّاكَ أُثِيبُ.
- حكم الرواية: قال المجلسي في "مرآة العقول" ج1 ص25[2]: الحديث الأول صحيح. والظاهر أن قائل أخبرنا أحد رواة الكافي من النعماني والصفواني وغيرهما، ويحتمل أن يكون القائل هو المصنف كما هو دأب القدماء.
- التعليق:
أول ما أبدأ به الكلام على هذه الرواية كلمة "أخبرنا" التي جاءت في أولها ولا نعلم قائلها لأنه لم يُعين لنا المتكلم بها، إن وضع هذه الكلمة عجيب وغريب وبيانه كالتالي:
أولا: المفروض أن المتكلم بمثل هذه الصيغة هو مصنف الكتاب فيقولها فيما يرويه عن أحد شيوخه، ولكن المدهش والعجيب أن المروي عنه هو صاحب الكتاب نفسه، والسؤال الذي يجب طرحه: كيف يروي مصنف كتاب عن نفسه كلامه؟
أجاب المجلسي محاولا الخروج من هذا المأزق الذي وضعهم فيه شيخهم وإمامهم وثقتهم فقال كما تقدم نقله: والظاهر أن قائل "أخبرنا" أحد رواة الكافي من النعماني والصفواني وغيرهما، ويحتمل أن يكون القائل هو المصنف كما هو دأب القدماء.
إذا فهي في تأويل المجلسي: إما لأحد رواة الكافي أو للمؤلف نفسه:
أما التأويل الأول وهي كونها لبعض رواة الكافي فإنه تأويل لا يكفي ولا يشفي؛ لأنه إذا كان كذلك فهلا نسبت الرواية إليه وعين في أول الكتاب باسمه، وإذا كان كذلك لماذا لم يستمر ذلك في الكتاب كله وإنما خص بذلك هذا الحديث وحده؟، ثم كون المجلسي ذكره احتمالا من الاحتمالات يشكك في صدقه وصحته.
وأما التأويل الثاني فهو المضحك المبكي؛ فكيف يقول عن نفسه "أخبرنا"؟ فهل يصح أن يخبر الإنسان عن نفسه ويحدث بما سمعه من فمه؟ إن القائل بمثل هذا لا يمكن أن يعد من العقلاء، بل يلحق حتما بالأغبياء والسفهاء.
ثانيا: أن إيراد الاحتمالات يدل على عدم القطع بالمقالات؛ فالمجلسي لم يقطع بأحد الاحتمالين، ولم يبرهن على واحد من الظنين؛ وهذا يدل على ضعفهما، وعدم تأكده من واحد منهما، وإذ الأمر كذلك فمن هو الذي أدخل كلمة "أخبرنا" في هذه الرواية من كتاب الكليني؟ فهل الكليني أدخلها بنفسه في كتابه يرويها عن غيره ممن أخذها عنه أم أدخلها غيره؟ فإذا كان الكليني أدخلها بنفسه فلماذا لم يسم لنا تلميذه الذي روى عنه عن نفسه؟ وإن كان أدخلها غيره من بعده فلا يوثق بالكتاب حينئذ لأننا لا نأمن من أن يكون هناك من دس فيه على مؤلفه ما لم يقله، ولعل الكتاب كله موضوع عليه وليس من تأليفه. وفي كل الأحوال فمضمون الكتاب لا يوثق به.
ثالثا: كيف يحكم المجلسي بالصحة على رواية لا يعلم راويها ولا يمكنه أن يخبر عن حقيقة المتكلم بها؟ اعلموا أن مثل هذه الأمور عند أهل السنة والجماعة تجعلهم يرتابون في الحديث ويحكمون بضعفه، ويرفضون الاحتجاج به وبناء العقائد والأحكام عليه.
رابعا: أن هذا الحديث موقوف على أبي جعفر رحمه الله فهو مقطوع ليس بموصول ولا علاقة له بالرسول صلى الله عليه وسلم فلا حجة فيه، ولا دلالة تأخذ منه؛ لأن الحجة كل الحجة في قول المبعوث رحمة للعالمين محمد عليه أفضل الصلاة وأزكى التسليم.
خامسا: قول المجلسي "كما هو دأب القدماء" إذا كان قدماء مذهبكم يروون عن أنفسهم فهذا يدعو لاتهامهم في عقولهم، أو أن يُعتقد جهلهم بالعلم الذي يأخذه علماؤكم وأنتم من خلفهم عنهم.
سادسا: قال البرقعي وهو من علماء الشيعة في كتابه "كسر الصنم" معلقا على هذه الرواية ص45: أولا: جاء في سنده (أخبرنا) ولا يعلم من الذي قال (أخبرنا). ثانيا: أحد رواته أحمد بن محمد وهو مجهول الحال.
قلت: ومع هذا حكم عليه المجلسي بالصحة وها هو أحد علمائهم يقرر جهالة أحد رواته فأنى له أن يكون صحيحا ويوجد مجهول في سنده؟.
سابعا: هذا بالنسبة للسند أما بالنسبة للمتن فهو ساقط لسقوط السند؛ والتأويل فرع التصحيح كما يقول أهل العلم من أهل السنة.
ثامنا: إذا كان هذا هو حال الصحيح عندهم فما هو حال الضعيف من رواياتهم؟ أخبروني بالله عليكم.
2- النقطة الثانية: في الكلام على الروايات المرفوعة في كتاب "العقل والجهل" إلى النبي صلى الله عليه وسلم:
- وهي ثلاثة روايات أذكرها مرقمة على حسب ترتيبها في كتاب "الكافي" للكليني:
- الرواية المرفوعة الأولى:
9- عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ عَنْ أَبِيهِ عَنِ النَّوْفَلِيِّ عَنِ السَّكُونِيِّ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ( عليه السلام ) قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ( صلى الله عليه وآله ) إِذَا بَلَغَكُمْ عَنْ رَجُلٍ حُسْنُ حَالٍ فَانْظُرُوا فِي حُسْنِ عَقْلِهِ فَإِنَّمَا يُجَازَى بِعَقْلِهِ.
- حكم الرواية: قال المجلسي في "مرآة العقول" ج1 ص36: الحديث التاسع: ضعيف على المشهور.
التعليق:
أولا: هذه الرواية ضعفها المجلسي كما تقدم وإن كان لم يذكر سبب التضعيف وما أدري ماذا يريد بقوله على المشهور فقد تكرر ذلك منه.
ثانيا: قال البرقعي وهو من علماء الشيعة في كتابه "كسر الصنم" معلقا على هذه الرواية ص47: سنده: فيه علي بن إبراهيم القمي الذي كان يعد القرآن محرفا خلافا للآية 9 من سورة الحجر حيث قال الله تعالى:"إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ" وروى عن النوفلي الذي كان من الغلاة وعدَّه العلامة المجلسي من المذمومين والمجروحين وروى عن السكوني الذي كان قاضي الموصل ومن العامة.
ثالثا: لو فرضنا أن السند إلى أبي عبد الله صحيح فمن هم الرواة الذين بينه وبين رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم؟ لماذا لم يسمهم ولم يذكرهم بأعيانهم؟ فعند أهل السنة إن كان الساقط من السند واحدا سمي الحديث مرسلا، وإن كان الساقط اثنين متتاليين فصاعدا سمي معضلا؛ وكلاهما يحكم عليه أهل السنة بالضعف وكذلك حال هذا الحديث.
رابعا: اعلم أن أبا عبد الله رحمه الله كما هو في كتاب "الكافي" ولد سنة ثلاث وثمانين من الهجرة أي بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم بثلاث وسبعين سنة فقطعا لم يسمع منه؛ فكيف يحدث عنه وهو لم يباشر السماع منه؟ إذا فلا بد من واسطة بين الرسول صلى الله عليه وسلم وبينه حتى يكون الحديث متصلا به، والواسطة مجهولة فالحديث ضعيف ساقط لا تقوم الحجة به ولا يمكن الاعتماد في العقائد والأحكام عليه.
- ذكر بعض الاحتمالات في تعيين الواسطة:
خامسا: قد يكون أخذه عن والده وهو أبو جعفر محمد بن علي رحمه الله ولكن هذا بدوره ولد سنة سبع وخمسين من الهجرة أي بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم بسبع وأربعين سنة فقطعا لم يسمع هو بدوره من النبي صلى الله عليه وسلم فكيف يكون والده الواسطة بينه وبين الرسول صلى الله عليه وسلم وهو لم يسمع منه؟.
سادسا: قد يكون أخذه عن جده وهو علي بن الحسين رحمه الله والذي توفي سنة خمس وتسعين من الهجرة فمات جده وهو ابن اثنتي عشرة سنة فيمكن أن يكون أخذ الحديث عنه إلا أن جده هذا لم يسمع من النبي صلى الله عليه وسلم قطعا لأنه ولد سنة ثمان وثلاثين من الهجرة أي بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم بثمان وعشرين سنة فإذا لم يسمع جده من النبي صلى الله عليه وسلم فأنى له أن يكون هو الواسطة بينه وبين رسول الله صلى الله عليه وسلم؟.
سابعا: وقطعا لم يأخذ على والد جده وهو الحسين بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهما لأن الحسين رضي الله عنه توفي سنة إحدى وستين من الهجرة، فولد أبو عبد الله بعد وفاته باثنتين وعشرين سنة.
ثامنا: إذا كان هذا حال الاحتمالات التي يمكننا دراستها ومعرفة اتصال السند من عدمه بتمحيصها فما بالك بالاحتمالات الأخرى التي لا يمكن تمحيصها والتدقيق فيها لجهالة الواسطة بل الوسائط بين أبي عبد الله وبين رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وأخيرا: فالحديث معضل وهو على أقل أحواله ضعيف يُهمل.
- الرواية الثانية:
11- عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِهِ رَفَعَهُ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ( صلى الله عليه وآله ) مَا قَسَمَ اللَّهُ لِلْعِبَادِ شَيْئاً أَفْضَلَ مِنَ الْعَقْلِ فَنَوْمُ الْعَاقِلِ أَفْضَلُ مِنْ سَهَرِ الْجَاهِلِ وَإِقَامَةُ الْعَاقِلِ أَفْضَلُ مِنْ شُخُوصِ الْجَاهِلِ وَلَا بَعَثَ اللَّهُ نَبِيّاً وَلَا رَسُولًا حَتَّى يَسْتَكْمِلَ الْعَقْلَ وَيَكُونَ عَقْلُهُ أَفْضَلَ مِنْ جَمِيعِ عُقُولِ أُمَّتِهِ وَمَا يُضْمِرُ النَّبِيُّ ( صلى الله عليه وآله ) فِي نَفْسِهِ أَفْضَلُ مِنِ اجْتِهَادِ الْمُجْتَهِدِينَ وَمَا أَدَّى الْعَبْدُ فَرَائِضَ اللَّهِ حَتَّى عَقَلَ عَنْهُ وَ لَا بَلَغَ جَمِيعُ الْعَابِدِينَ فِي فَضْلِ عِبَادَتِهِمْ مَا بَلَغَ الْعَاقِلُ وَ الْعُقَلَاءُ هُمْ أُولُو الْأَلْبَابِ الَّذِينَ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى وَ مَا يَتَذَكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ.
- حكم الرواية: قال المجلسي في "مرآة العقول" ج1 ص36: الحديث الحادي عشر: مرسل.
التعليق:
أولا: قوله في أول السند "عدة من أصحابنا" من أصحابه هؤلاء؟ مجاهيل لا يمكننا الحكم عليهم ونحن لا نعرفهم، فحتى لو اعتمدنا على كتب الرجال عندهم كيف يمكننا الحكم على مجاهيل لا نعرف أسماءهم؟.
ثانيا: قوله:"عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِهِ" الراوي الذي روى عنه المجاهيل يروي هو بدوره عن مجاهيل فما قيمة هذا السند عند علماء الحديث؟ الجواب: لا قيمة له فهو مما يجب طرحه وعدم اعتباره.
ثالثا: ثم المجهول في آخر السند يرفعه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فمن هذا المجهول الذي رفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم وكم عدد الرجال بينه وبين رسول الله عليه الصلاة والسلام ومن هم؟ فهو حديث تعددت علله وتكاثرت أسباب تضعيفه إن لم نقل وضعه.
رابعا: قال البرقعي وهو من علماء الشيعة في كتابه "كسر الصنم" معلقا على هذه الرواية ص48: سنده مرفوع ولم يذكر أسماء عدد من سلسلة إسناده، وأحد رواته أحمد بن محمد بن خالد البرقي الذي كان شاكا في الدين والمذهب.
- سبحان الله كتاب يروى فيه عمن كان شاكا في دينه كيف يعتمد في الدين عليه ويعد أصلا من الأصول التي يرجع مذهب الشيعة بأكمله إليه.
- الرواية الثالثة:
15- جَمَاعَةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ فَضَّالٍ عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِنَا عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ( عليه السلام ) قَالَ مَا كَلَّمَ رَسُولُ اللَّهِ ( صلى الله عليه وآله ) الْعِبَادَ بِكُنْهِ عَقْلِهِ قَطُّ وَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ( صلى الله عليه وآله ) إِنَّا مَعَاشِرَ الْأَنْبِيَاءِ أُمِرْنَا أَنْ نُكَلِّمَ النَّاسَ عَلَى قَدْرِ عُقُولِهِمْ.
- حكم الرواية: قال المجلسي في "مرآة العقول" ج1 ص76: الحديث الخامس عشر: مرسل.
التعليق:
يصلح فيه مجموع ما قيل في سابقيه.
- هذا إضافة إلى ما قاله البرقعي في كتابه "كسر الصنم" معلقا على هذه الرواية ص49: سنده: أحد رواته حسن بن الفضال الواقفي المذهب، وعده علماء الشيعة من الكلاب الممطورة[3].
أقول: فهذا هو حال الأحاديث المرفوعة إلى النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الكتاب فهي بين معضل ومرسل؛ فهل يرد ما جاء في كتاب الله المجيد بمثلها عند من كان له عقل أو ألقى السمع وهو شهيد؟.
3- النقطة الثالثة: في الكلام على الروايات الصحيحة في كتاب "العقل والجهل" من كتاب "الكافي" للكليني:
وهي ستة روايات صححها المجلسي في "مرآة العقول" ولقد تقدم الكلام على الرواية الأولى منها في النقطة الأولى وبينت ما فيها من العلل التي تدل على ضعفها ووهائها، وتجعل العالم بها يطرحها ولا يعتد بها، فضلا أن يقويها ويصححها.
الرواية الثانية:
4- مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى عَنِ ابْنِ فَضَّالٍ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ الْجَهْمِ قَالَ سَمِعْتُ الرِّضَا ( عليه السلام ) يَقُولُ صَدِيقُ كُلِّ امْرِئٍ عَقْلُهُ وَعَدُوُّهُ جَهْلُهُ.
- حكم الرواية: قال المجلسي في "مرآة العقول" ج1 ص33: الحديث الرابع: موثق ولا يقصر عن الصحيح.
التعليق:
أولا: التعبير الذي قاله المجلسي في الحكم على الرواية وهو "موثق" ليس بالتعبير العلمي الدقيق بل هو يدل على فقرهم في هذا الباب وأنهم إنما ولجوه مجاراة لأهل السنة الذين أنكروا عليهم اعتمادهم على روايات لا خطام لها ولا زمام فأرادوا أن يجاروهم ويلبسوا على أتباعهم فوضعوا أسانيد لبعض رواياتهم ثم خرج فيهم من يدعي الحكم عليها وبيان درجتها فتكلموا بكلام يدل على فقرهم في هذا العلم وجهلهم بفنونه واصطلاحاته، ونعود للكلمة التي هي محل البحث كلمة "موثق" ماذا يقصد المجلسي بهذه الكلمة؟ هل يقصد رجلا معينا في السند يريد أن يبين حكمه ودرجته فإذا كان كذلك فمن هو هذا الرجل وما هو حكم باقي رجال السند؟ وإن كان يقصد السند بأكمله بكل رجاله الذين ذكروا فيه فهو تعبير غير سليم وكلام ليس بالمستقيم فالسند لا يوصف بهذا وإنما يوصف به رجال السند، وإذا كان يقصد رجال السند بأكملهم فالتعبير السليم أن يقول رجاله ثقاة أو رجاله موثوقون.
ثانيا: الظاهر من كلام المجلسي أن كلمة "موثق" هذه هي أعلى عندهم من درجة الصحيح والذي يدل على ذلك قوله بعدها:" ولا يقصر عن الصحيح" وهذا التعبير معناه إن لم يكن الموثق أفضل من الصحيح فلا يقصر عنه في الحكم.
ثالثا: إذا كانت كلمة "موثق" تدل عندهم على الصحة فهي عندنا لا تعني الصحة لعدة أسباب: أولا: قولهم موثق أو وثقوه ليس كقولهم ثقة فإن الأولى تشعر بأنه ليس كذلك عند قائلها لأنه لو كان عنده ثقة لم يقل وثقوه. وثانيا: قد يكون رجال الإسناد كلهم ثقاة ولكن السند يكون فيه علة كالانقطاع أو الإعضال أو ما أشبه ذلك فيكون الحديث مع ثقة رجاله ضعيفا عند أهل العلم فتنبه.
رابعا: قال البرقعي في كتابه "كسر الصنم" معلقا على هذه الرواية ص46: سنده: أحد رواته ابن فضال وهو واقفي المذهب روى عن حسن بن الجهم ورواياته تعارض القرآن والعقل، كما بينا في كتابنا (خرافات وفور...) وهو الذي يقول: (إن الإوزَّ يعلم الغيب) ولكن القرآن يقول:" إِنَّمَا الْغَيْبُ لِلَّهِ" سورة يونس من الآية 20، و:" قُلْ لَا يَعْلَمُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللَّهُ" سورة النمل من الآية 65.
خامسا: هذه الرواية موقوفة على الرضا وحتى لو فرضنا صحتها وثبوتها فهي من قبيل الرأي الذي ليس فيه حجة وهو يحتج له ولا يحتج به.
5- وَعَنْهُ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنِ ابْنِ فَضَّالٍ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ الْجَهْمِ قَالَ قُلْتُ لِأَبِي الْحَسَنِ ( عليه السلام ) إِنَّ عِنْدَنَا قَوْماً لَهُمْ مَحَبَّةٌ وَلَيْسَتْ لَهُمْ تِلْكَ الْعَزِيمَةُ يَقُولُونَ بِهَذَا الْقَوْلِ فَقَالَ لَيْسَ أُولَئِكَ مِمَّنْ عَاتَبَ اللَّهُ إِنَّمَا قَالَ اللَّهُ:" فَاعْتَبِرُوا يا أُولِي الْأَبْصارِ".
- حكم الرواية: قال المجلسي في "مرآة العقول" ج1 ص33: الحديث الخامس: مثل السابق سندا. ( قال فيه: موثق ولا يقصر عن الصحيح ).
التعليق:
يقال فيه ما قيل في سابقه.
- هذا إضافة إلى ما قاله البرقعي في كتابه "كسر الصنم" معلقا على هذه الرواية ص46: راويه الأول مشترك ومجهول، رواه عن ابن فضال الواقفي المذهب، وهو عن الحسن بن جهم، وقد مر ذكره في الحديث الرابع.
10- مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سِنَانٍ قَالَ ذَكَرْتُ لِأَبِي عَبْدِ اللَّهِ ( عليه السلام ) رَجُلًا مُبْتَلًى بِالْوُضُوءِ وَالصَّلَاةِ وَقُلْتُ هُوَ رَجُلٌ عَاقِلٌ فَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ وَأَيُّ عَقْلٍ لَهُ وَهُوَ يُطِيعُ الشَّيْطَانَ فَقُلْتُ لَهُ وَكَيْفَ يُطِيعُ الشَّيْطَانَ فَقَالَ سَلْهُ هَذَا الَّذِي يَأْتِيهِ مِنْ أَيِّ شَيْ‏ءٍ هُوَ فَإِنَّهُ يَقُولُ لَكَ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ.
- حكم الرواية: قال المجلسي في "مرآة العقول" ج1 ص36: الحديث العاشر: صحيح.
التعليق:
أولا: هذا الأثر موقوف على أبي عبد الله فهو من قبيل رأي الإنسان، المعرض للخطأ والذهول والنسيان، قد يقول قائل منهم: لكنه إمام معصوم وكلامه حجة كما هو معلوم. فالجواب: ما هي أدلتكم على عصمته؟ وما هو برهانكم على إمامته؟ أليست هذه الروايات هي حجتكم وهي برهانكم في إثبات عصمة أئمتكم؟ فإذا كان كذلك فاعلموا أنكم بنيتم بناءكم على غير أساس ولأجل ذلك يهوي منا بمجرد المساس دون اللجوء إلى ضربات المعول والفاس، لأن مروياتكم هذه التي هي عمدتكم ضعيفة واهية ومتهافتة هاوية.
ثانيا: قال البرقعي في كتابه "كسر الصنم" معلقا على هذه الرواية ص48: سنده: أحد رواته أحمد بن محمد وهو مجهول الحال، ومشترك، وروى عن ابن محبوب الذي رواه عنه عدد من الغلاة والضعفاء.
قلت: فهذا حال السند في حكم أحد علماء الشيعة ومع ذلك يحكم عليه المجلسي بالصحة ولا يبين سبب تصحيحه له ولا الداعي لحكمه بهذا الحكم عليه، وهذا هو العجب بعينه وبخاصة إذا استحضرنا أن هذا الكتاب هو أصل أصولهم الذي يحوي أصح الأحاديث عندهم.
18- عَلِيٌّ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي هَاشِمٍ الْجَعْفَرِيِّ قَالَ كُنَّا عِنْدَ الرِّضَا ( عليه السلام ) فَتَذَاكَرْنَا الْعَقْلَ وَالْأَدَبَ فَقَالَ يَا أَبَا هَاشِمٍ الْعَقْلُ حِبَاءٌ مِنَ اللَّهِ وَ الْأَدَبُ كُلْفَةٌ فَمَنْ تَكَلَّفَ الْأَدَبَ قَدَرَ عَلَيْهِ وَ مَنْ تَكَلَّفَ الْعَقْلَ لَمْ يَزْدَدْ بِذَلِكَ إِلَّا جَهْلًا.
- حكم الرواية: قال المجلسي في مرآة العقول ج1 ص77: الحديث الثامن عشر: صحيح.
التعليق:
أولا: يقال فيه ما قيل في الذي قبله، فهو موقوف لا تقوم به الحجة.
ثانيا: قال البرقعي في كتابه "كسر الصنم" معلقا على هذه الرواية ص48: سنده: أحد رواته علي بن إبراهيم وقد ذكر حاله (حيث قال كما تقدم: الذي يعد القرآن محرفا وكتابه مليء بالأخبار المخالفة للقرآن والعقل) والآخر هو أبو هاشم الجعفري ورواياته مليئة بالمتناقضات وتخالف القرآن كما ذكرنا في كتابنا (خرافات وفور...) .... إلخ كلامه.
قلت: فالعجب من المجلسي كيف يصحح هذه الرواية وفيها كل هذه البلايا.
32- أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْعَاصِمِيُّ عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحَسَنِ عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَسْبَاطٍ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ الْجَهْمِ عَنْ أَبِي الْحَسَنِ الرِّضَا ( عليه السلام ) قَالَ ذُكِرَ عِنْدَهُ أَصْحَابُنَا وَ ذُكِرَ الْعَقْلُ قَالَ فَقَالَ ( عليه السلام ) لَا يُعْبَأُ بِأَهْلِ الدِّينِ مِمَّنْ لَا عَقْلَ لَهُ قُلْتُ جُعِلْتُ فِدَاكَ إِنَّ مِمَّنْ يَصِفُ هَذَا الْأَمْرَ قَوْماً لَا بَأْسَ بِهِمْ عِنْدَنَا وَ لَيْسَتْ لَهُمْ تِلْكَ الْعُقُولُ فَقَالَ لَيْسَ هَؤُلَاءِ مِمَّنْ خَاطَبَ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ خَلَقَ الْعَقْلَ فَقَالَ لَهُ أَقْبِلْ فَأَقْبَلَ وَقَالَ لَهُ أَدْبِرْ فَأَدْبَرَ فَقَالَ وَعِزَّتِي وَجَلَالِي مَا خَلَقْتُ شَيْئاً أَحْسَنَ مِنْكَ أَوْ أَحَبَّ إِلَيَّ مِنْكَ بِكَ آخُذُ وَبِكَ أُعْطِي.
- حكم الرواية: قال المجلسي في مرآة العقول ج1 ص93: الحديث الثاني والثلاثون: موثق.
التعليق:
أولا: يقال في هذا ما قيل في سابقيه ولا يخرج عن طريق ما تقدمه.
ثانيا: قال البرقعي في كتابه "كسر الصنم" معلقا على هذه الرواية ص48: سنده فاسد، ونحن ندرس أحد رواته وهو الحسن بن الجهم الذي تخالف رواياته في الغالب القرآن.... إلخ.
أعود وأقول: إذا كان هذا هو حال الروايات الصحيحة عندهم فما هو حال الضعيفة من رواياتهم؟ أخبروني بالله عليكم.
الخلاصة:

خلاصة الكلام على أسانيد كتابهم من خلال هذا الأنموذج الذي تقدم:
أولا: الروايات الضعيفة في الأنموذج المختار أكثر من الصحيحة في حكم علمائهم، ومقدمي طائفتهم؛ حيث صحح المجلسي ستة من مجموع ستة وثلاثين، وهذا هو حال كتاب "الكافي" بأكمله؛ أن ضعيفه أكثر من صحيحه في حكم علماء الشيعة ومعمميهم.
ثانيا: أن الروايات المرفوعة إلى النبي صلى الله عليه وسلم قليلة جدا تكاد تكون نادرة، وهي مع قلتها معضلة، وأحسن ما فيها الرواية المرسلة؛ والمعضل والمرسل ضعيف لا يحتج به ولا يمكن الاعتماد عليه.
ثالثا: الغالب على روايات الكتاب أنها مقطوعة ينتهون بها إلى أحد أئمتهم المعظمين عندهم ومع أنها لا حجة فيها لأنها ليست عن النبي صلى الله عيه وسلم فهي ضعيفة مردودة بل الصحيح أنها موضوعة مرفوضة.
رابعا: أن علماءهم لا يذكرون أسباب تضعيف أو تصحيح الروايات التي يحكمون عليها بالضعف والصحة وذلك بسبب فقرهم من علم ينتهجونه في معرفة درجتها والحكم بعد ذلك عليها، وغاية ما فيه أنهم أرادوا مجاراة أهل السنة فيما حباهم الله به من العلم الذي شهد لهم بتميزهم به العدو قبل الصديق.
خامسا: أن الروايات التي يصححها علماؤهم ليست جديرة بالتصحيح لأنها تحتوي على الطوام العظام والعلل الضخام من إعضال وإرسال وانقطاع واختراع مع ما في رجالها من الطعون وهم عند علماء الشيعة متهمون. يوضحه:
سادسا: أن رجال أسانيد أصح كتاب عندهم لا يمكن الوثوق بمروياتهم لأنهم متهمون في دينهم مطعون فيهم من علماء الشيعة أنفسهم، حيث ذكر علماؤهم:
أن منهم من كان شاكا في دينه.
ومنهم من كان من كلاب الممطورة واقفي المذهب وهؤلاء مطعون فيهم وهم مطرودون ومنبوذون عند الشيعة من أجل مذهبهم وعقيدتهم.
ومنهم من هو مجهول الحال أو اسمه مشترك مع غيره لا يمكن تعينه بحال.
ومنهم من كان يعتقد أن القرآن المحرف.
ومنهم من كان يزعم أن الإوز يعلم الغيب.
ومنهم من هو من الغلاة والضعفاء.
ومنهم من هو من العامة أي من أهل السنة وهم لا يعتمدون عليهم ولا يثقون بكلامهم ومع ذلك يروي الكليني عن بعضهم في كتابه الذي هو أصح كتاب عندهم.
وأخيرا أقول:
أبمثل هذه الروايات الواهيات يعارض كتاب الله وترد سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم؟.
وهل تبنى على مثلها عقيدة وتؤخذ منها عبادة وهل يمكن أن تكون في المعاملات والأخلاق عمدة؟.
وهل يفرق بمثلها بين المسلمين ويطعن لأجلها في صحابة النبي الأمين ويقتل بسببها السني المتبع للنبي المبعوث رحمة للعالمين؟
وأبمثلها تستباح المحرمات وترتكب الذنوب الموبقات؟
هذا بالنسبة لما في أسانيد الكتاب من الغرائب والعجائب أما المتون ففيها من التناقضات والأعاجيب المستغربات ما يفوق الظنون ويدل على أن واضعي مذهب الشيعة متهمون وهم بين رجل مأفون وآخر مأبون، وسيأتي ذكر أمثلة عن ذلك في المقالة القادمة فترقبها فإنك ستندهش لأصول الرافضة التي يقوم دينهم عليها وينبني مذهبهم على رواياتها والأصح على ترهاتها، وإلى المقالة القادمة بإذن الله تعالى.
وسبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك.
وكتب: أبو عبد السلام عبد الصمد سليمان
مغنية: يوم الثلاثاء: 18 ربيع الأول 1437ه
29 / 12 / 2015م
............................................
[1]- طبعة دار الكتب الإسلامية بطهران.
[2]- طبعة دار الكتب الإسلامية بطهران.
[3]- الواقفة أو الكلاب الممطورة، من فرق الشيعة يسوقون الإمامة حتى ينتهوا بها إلى جعفر الصادق، ويزعمون أن جعفرا نص على إمامة ابنه موسى، وأن موسى حي لم يمت ويقفون عنده فسموا بالواقفة، ويقولون إنه لن يموت حتى يحكم الأرض، وسموا بالكلاب الممطورة ذلك أن رجلا منهم ناظر يونس بن عبد الرحمن ويونس من القطعية الذين قطعوا على موسى بن جعفر، فقال له يونس: أنتم أهون علي من الكلاب الممطورة فلزمهم هذا اللقب، والكلاب الممطورة لفظ يستخدمه أهل فارس في الرجل المطرود المنبوذ.


التعديل الأخير تم بواسطة عبد الصمد سليمان ; 30 Dec 2015 الساعة 10:42 AM
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 31 Dec 2015, 10:32 AM
أبو البراء
زائر
 
المشاركات: n/a
افتراضي

بارك في أخي عبد الصَّمد وجزاه خيرًا على ما يبذله في بيانِ تهاوي دين الرَّافضة المخذولين.
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 31 Dec 2015, 02:05 PM
يوسف صفصاف يوسف صفصاف غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Nov 2012
الدولة: اسطاوالي الجزائر العاصمة
المشاركات: 1,199
إرسال رسالة عبر MSN إلى يوسف صفصاف إرسال رسالة عبر Skype إلى يوسف صفصاف
افتراضي

بارك الله فيكم يا فاضل، جزاكم الله خيرا و أعانكم و وفقكم.
رد مع اقتباس
  #4  
قديم 31 Dec 2015, 03:15 PM
شعبان معتوق شعبان معتوق غير متواجد حالياً
موقوف
 
تاريخ التسجيل: Aug 2015
الدولة: تيزي وزو / معاتقة.
المشاركات: 331
افتراضي

بارك الله فيكم، و جزاكم الله خيرًا أخي عبد الصمد على هذه السلسة المُباركة من المقالات العلمية التي تفضح عقائد هؤلاء الروافض الأنجاس. وفقكم الله و أعانكم على إتمام باقي المقالات.
رد مع اقتباس
  #5  
قديم 31 Dec 2015, 05:45 PM
إبراهيم بويران إبراهيم بويران غير متواجد حالياً
موقوف
 
تاريخ التسجيل: Apr 2013
المشاركات: 313
افتراضي

جهد مبارك، وبحث نفيس، جزيت خيرا أخي عبد الصمد، زادك الله علما وتوفيقا، واصل حفظك الله في كشف أباطيل القوم أيدك الله بنصره، قال شيخنا المفضال لزهر سنيقرة في أحد دروسه: الرفض والتشيع ليس بمذهب بل هو دين وملة كسائر ملل الكفر، وقد كان العلامة مقبل الوادعي رحمه الله شيخ مشايخنا يعدُّ دولة إيران من دول الكفر لما تعتنقه من مذاهب كفرية مخالفة لدين الإسلام حدثنا بهذا غير واحد من تلامذته، .
رد مع اقتباس
  #6  
قديم 31 Dec 2015, 09:58 PM
أبو أنس محمد لعناصري أبو أنس محمد لعناصري غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Jul 2012
المشاركات: 65
افتراضي

بارك الله فيك أخي ووفقك لبيان زيف أصول ومعتقدات الشيعة

تصميم للموضوع



التعديل الأخير تم بواسطة أبو أنس محمد لعناصري ; 31 Dec 2015 الساعة 10:22 PM
رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
منهج, مميز, دعوة


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


Powered by vBulletin, Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd
Salafi Tasfia & Tarbia Forums 2007-2013