منتديات التصفية و التربية السلفية  
     

Left Nav الرئيسية التعليمـــات قائمة الأعضاء التقويم مشاركات اليوم Right Nav

Left Container Right Container
 

العودة   منتديات التصفية و التربية السلفية » القــــــــسم العــــــــام » الــمــــنــــــــتـــــــدى الـــــــــعــــــــام

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 29 Oct 2013, 08:03 PM
بلال بريغت بلال بريغت غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Apr 2013
الدولة: قسنطينة / الجزائر.
المشاركات: 436
إرسال رسالة عبر Skype إلى بلال بريغت
افتراضي عليكم بدين العجائز - لا أصل له -

الحمدُ لله ربِّ العالمين، والصلاةُ والسلامُ على مَنْ أرسله اللهُ رحمةً للعالمين، وعلى آله وصَحْبِهِ وإخوانِه إلى يوم الدِّين، أمّا بعد:
فمن الأدلة الباطلة التي لا عبرة بها و التي يُستدل بها لتبرير بعض المواقف السخيفة كعدم الرد على الفرق الضالة من أهل الزيغ و الضلال مقولتهم المشهورة : (عليكم بدين العجائز) ، و مما يزيد الطين بلة و الأمر بلية أن تُنسب هذه المقولة الباطلة للصحابي الجليل عمر بن الخطاب رضي الله عنه ، و كم نسب له أهل الإفك من أباطيل كأثر (قوموني و لو بحد السيف ) الذي ليس له سند يثبت و مع هذا قد روج له طائفة لا تخفى على ذي لب ،و عليه فكما بان بطلان تلك القصة سأحاول بحول الله تعالى أن أبين بطلان هذا الكلام المنسوب إليه لتعلم أخي القاريء مدى جهل هذه الطائفة التي تدعي العلم كذبا و زورا ، المزينة بالشهادات ، الذين يصدق فيهم قول أحمرة مبرذعة بشهادات ، فنسأل الله عزوجل أن يهدينا لما يحبه و يرضاه كما نسأله عزوجل أن يهدي هؤلاء الحيارى إنه وحده القادر على ذلك و آخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين

***

حَدِيث: (عَلَيْكُمْ بِدِينِ الْعَجَائِزِ )

درجة الحديث :لا أصل له .

قال السخاوي : ( لا أصل له بهذا اللفظ.
و عند الديلمي من حديث محمد بن عبد الرحمن بن البَيْلماني عن أبيه عن ابن عمر مرفوعا : '' إذا كان في آخر الزمان واختلفت الأهواء ، فعليكم بدين أهل البادية والنساء"
وابن البيلماني ضعيف جدا ، قال ابن حبان : حدث عن أبيه بنسخة شبيها بمائتي حديث ، كلها موضوعة ، لا يجوز الاحتجاج به ، ولا ذكره إلا على وجه التعجب
وعند زين في جامعه مما أضافه لعمر بن عبد العزيز ، وابن تيمية لعمر بن الخطاب رضي اللَّه عنه ، أنه قال : '' تركتم على الواضحة ، ليلها كنهارها ، كونوا على دين الأعراب والغلمان والكتاب''
قال ابن الأثير في جامع الأصول : '' أراد بقوله : دين الأعراب والغلمان الوقوف عند قبول ظاهر الشريعة ، و اتباعها من غير تفتيش عن الشبه ، وتنفير عن قول أهل الزيغ والأهواء ، ومثله قوله عليكم بدين العجائز'' انتهى . وأسند ابن وضاح في كتاب البدع عن عمار بن ياسر قال :'' يأتي على الناس زمان خير دينهم دين الأعراب ، قيل : ولما ذاك ، قال : تحدث أهواء وبدع).إ.هـ([1])

وقال العلامة الألباني رحمه الله تعالى : (و ذكره الصغاني في الأحاديث الموضوعة ( 7 ) و أورده الغزالي ( 3 / 67 ) مرفوعا إليه صلى الله عليه وسلم ! و قال مخرجه العراقي :
قال ابن طاهر في كتاب التذكرة رقم (511 ) : تداوله العامة ، و لم أقف له على أصل يرجع إليه من رواية صحيحة و لا سقيمة ، حتى رأيت حديثا لمحمد بن عبد الرحمن البيلماني عن أبيه عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم .
قلت : ثم ذكر الحديث الآتي :
(إذا كان في آخر الزمان ، و اختلفت الأهواء ، فعليكم بدين أهل البادية و النساء )([2]).
و هو حديث موضوع .
قال ابن طاهر : و ابن البيلماني ( يعني الذي في سنده ) له عن أبيه عن ابن عمر نسخة كان يتهم بوضعها .
قال الحافظ العراقي : و هذا اللفظ من هذا الوجه رواه ابن حبان في الضعفاء في ترجمة ابن البيلماني .
قلت : من طريق ابن حبان أورده ابن الجوزي في الموضوعات ( 1 / 271 ) و منه تبين أن فيه علة أخرى ، لأن راويه عن ابن عبد الرحمن البيلماني محمد بن الحارث الحارثي و هو ضعيف ، و في ترجمته أورد الحديث ابن عدي ( 297 / 2 ) و قال : و عامة ما يرويه غير محفوظ ، ثم قال ابن الجوزي : لا يصح ، محمد بن الحارث ليس بشيء ، و شيخه كذلك حدث عن أبيه بنسخة موضوعة ، و إنما يعرف هذا من قول عمر بن عبد العزيز .
و أقره السيوطي في اللآليء المصنوعة ( 1 / 131 ) و زاد عليه فقال : قلت : محمد بن الحارث من رجال ابن ماجه ، و قال في الميزان : هذا الحديث من عجائبه .
قلت : الحمل فيه على ابن البيلماني أولى من الحمل فيه على ابن الحارث ، فإن هذا قد وثقه بعضهم ، بخلاف ابن البيلماني فإنه متفق على توهينه ، و قد أشار إلى ما ذهبت إليه بعض الأئمة ، فقال الآجرى : سألت أبا داود عن ابن الحارث فقال : بلغني عن بندار قال : ما في قلبي منه شيء ، البلية من ابن البيلماني ، و قال البزار : مشهور ليس به بأس ، و إنما تأتي هذه الأحاديث من ابن البيلماني .
فثبت أن آفة الحديث من ابن البيلماني و به أعله الحافظ ابن طاهر كما تقدم ، و كذا السخاوي في المقاصد ، و قال الشيخ علي القاري : حديث موضوع .
ثم أليس من العجائب أن يورد السيوطي هذا الحديث في الجامع الصغير مع تعهده في مقدمته أن يصونه مما تفرد به كذاب أو وضاع مع أن الحديث فيه ذاك الكذاب ابن البيلماني ، و مع إقراره ابن الجوزي على حكمه عليه بالوضع ؟! و قد أقرهما على ذلك ابن عراق أيضا في تنزيه الشريعة ( 136 / 1 ) فإنه أورده في الفصل الأول الذي يورد فيه ما حكم ابن الجوزي بوضعه و لم يخالف فيه كما نص عليه في المقدمة)([3]).

هذا و لو سلمنا جدلا لهؤلاء على صحة الحديث لقلنا أن المراد بدين العجائز العقيدة الصحيحة ، عقيدة أهل السنة و الجماعة ، فعقيدتنا بسيطة لا تعقيد فيها ولا غموض ، فهي موافقة للفطرة فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال النَبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "كلُّ مولود يُولَد على الفطرة، فأبواه يُهوِّدانه أو يُنصِّرانه أو يُمجِّسانه. . . " الحديث.([46])
و من حديث عياض بن حمار المجاشعي رضي الله عنه: ". . . وإنِّي خلقتُ عبادي حنفاء كلّهم، وإنَّهم أتتهم الشياطينُ فاجتالتهم عن دينهم، وحرَّمت عليهم ما أحللتُ لهم، وأمرتهم أن يُشركوا بي ما لم أُنزل به سلطاناً"([5])
فالأحاديث التي مرت كما ترى تدل على أنَّ دينَ الإسلام هو دينُ الفطرة، وعقيدةَ أهل السُّنَّة والجماعة مطابقةٌ للفطرة، ولهذا جاء في حديث معاوية بن الحكم السلمي رضي الله عنه في القصة المعروفة مع جاريته، وفيه أنَّه قال: "أفلا أُعتقها؟ قال : ائتنِي بها، فأتيتُه بها، فقال لها: أين الله؟ قالت: في السماء، قال: مَن أنا؟ قالت: أنت رسول الله، قال: اعتقها فإنَّها مؤمنة".([6])
قال الجويني أبو محمد والد إمام الحرمين في نصيحته لشيوخه الأشاعرة : (فمن تكون الجارية الراعية أعلم بالله منه لكونه لا يعرف وجهة معبوده فإنه لا يزال مظلم القلب ، لا يستنير بأنوار المعرفة والإيمان)([7])

هذا هو المقصود و ليس كما تروجه تلك الطائفة الزائغة بأن يُكف عن الرد على الفرق الضالة لأن هذه متاهات على حد زعمهم ، و مما لا يعلمه هؤلاء أن الرد على المخالف نصيحة في دين الله ، فإن أُبطل علم الجرح و التعديل فمن سيبين المخطيء من المصيب ؟
روى الخطيب عن عبد الله بن أحمد بن حنبل قال: (جاء أبو تراب النخشبي إلى أبي، قال: فجعل أبي يقول: فلان ضعيف، فلان ثقة، فقال أبو تراب: يا شيخ! لا تَغْتب العلماء، فالتفت إليه أبي، فقال له: ويحك! هذه نصيحةٌ، ليس هذا غيبة".([8])
و روى الخلال بسند صحيح عن أبي بكر المروذي قال: (قيل لأبي عبد الله –يعني : الإمام أحمد بن حنبل-: الرجل يفرح بما ينزل بأصحاب ابن دؤاد ، عليه في ذلك إثم؟ قال: ومن لا يفرح بهذا؟!)([9])
وروى الخطيب أن بعض الصوفية قال لابن المبارك: (تغتاب ؟! قال: اسكت! إذا لم نبين كيف نعرف الحق من الباطل ؟!)([10]).
هذه بعض النقولات عن السلف كيف بينوا أن هذه نصيحة في دين الله و ليست كما تصورها تلك الطائفة.
و اعلموا رحمكم الله أن من خاض في علم الكلام من أشاعرة و معتزلة و غيرهم هم المطالبون بالرجوع إلى دين العجائز كما تزعمون و ليس من رد و بين و كشف عوار هذه الفرق بل بينوا و فضحوا تخبطات تلك الطائفة المميعة([11])
و إليك أخي القارئ بعض النقولات عمن تابوا من علم الكلام و أن مقولة عليكم بدين العجائز ثبتت من عند هؤلاء بعد أن عرفوا الحق ، ففي ترجمة الرازي ، وهو من كبار المتكلمين الذين رجعوا في آخر حياتهم إلى معتقد أهل السنة والجماعة قال: ''من إلتزم دين العجائز فهو الفائز''([12])
وروى ابن سعد في الطبقات عن جعفر بن بُرقان قال: "جاء رجلٌ إلى عمر بن عبد العزيز فسأله عن شيء من الأهواء، فقال: الزَم دينَ الصبِيِّ في الكُتَّاب والأعرابيِّ، والْهُ عمَّا سوى ذلك"([13])
وقد نقل شارحُ الطحاوية عن أبي المعالي الجوينِي كلاماً ذمَّ فيه علمَ الكلام، وقال فيه عند موته:(وهَا أنا ذا أموت على عقيدة أمِّي، أو قال : على عقيدة عجائز نيسابور ).
وقد ذكر الذهبي في ترجمة أبي المظفر السمعاني ما نصه: ( وقال أبو سعد : سمعت أبا الأسعد ابن القشيري يقول: سئل جدك بحضور والدي عن أحاديث الصفات فقال: عليكم بدين العجائز)([14]).

و مراده النصح لهذا الشخص بأن يكون في عقيدته كإيمان العجائز من حيث عدم الخوض في أمور الأسماء و الصفات من تعطيل و نفي و تشبيه و تجسيم .
و لكن في هذا الزمان نرى أن من يتشدق بتلك المقولة لا يعرف لا توحيد و لا أسماء و لا صفات بل ربما لم يسمع بها أبدا.
قال ابن دقيق العيد :
تجاوزت حد الأكثرين إلى العلا *** وخضتُ بحاراً ليس يُدرك قعرها
ولججتُ في الأفكار ثم تراجع أخ *** وسـافرتُ واستبقتهم في المفاوز
وسـيرتُ نفسي في قسيم المفاوز *** تياري إلى استحسان دين العجائزِ([15])
وقال الشهرستاني صاحب الملل و النحل :
لعمري لقد طفتُ المعاهد كلها *** فلم أرَ إلا واضعاً كف حـائرٍ
وسيَّرتُ طرفي بين تلك المعالم *** على ذقنٍ أو قارعاً سن نادمِ([16])
فرد عليه الأمير الصنعاني :
لعلك أهملتَ الطواف بمعهد الر **** سول ومن والاه من كل عالمِ
فما حار من يهدي بهدي محمدٍ**** ولـستَ تراهُ قارعاً سن نادمِ
وقال الإمام عبد الله الرازي كما نقل عنه ابن خلكان في وفيات الأعيان :
نهـاية إقـدام العـقول عـِقال **** وأكـثرُ سعي العـالمين ضلال
وأرواحنا في وحشة من جسومنا **** وغـاية دنـيانـا أذى ووبال
ولم نستفد من بحثنا طول عـمرنا **** فكم قـد رأينا من رجالٍ ودولـة
سوى أن جمعنا فيه قيل وقالوا **** فبادوا جميـعاً مسرعين وزالوا
وكم من جبالٍ قد علمت شرفاتها **** رجال فزالـوا والجبال جبالُ([17])

و من هنا يبين أن مقولة دين العجائز حجة عليكم لا لكم ، لهذا نحن من ينصحكم بالرجوع إلى العقيدة الصحيحة ذلك بتلقيها من مصادرها الموثوقة التي اعتنت بهذه الأمور ككتب شيخ الإسلام و تلميذه ابن القيم الجوزية و غيرهم من أئمة الإسلام ، هذا و نسأل الله أن يردهم إلى دينه ردا جميلا كما نسأل عزوجل أن يهدينا جميعا و أن يوفقنا لما يحبه و يرضاه وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين ، وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه وإخوانه إلى يوم الدين وسلّم تسليما.


==========


[1] : المقاصد الحسنة ( ص :290) رقم (714)
[2] : السلسلة الضعيفة (1/130) برقم (54).
[3] : سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 130).
[4] : رواه البخاري في صحيحه (1385) ومسلم في صحيحه (2658) واللفظ للبخاري.
[5] : صحيح مسلم (2865).
[6] : صحيح مسلم (537).
[7] : مجموعة الرسائل المنيرية (1/185).
[8] : تاريخ بغداد (12/316).
[9] : السنة للخلال (1869).
[10] : (1/45).
[11] : أقصد الإخوان المفلسون.
[12] : لسان الميزان (4/ 427).
[13] : و إسناده صحيح على شرط مسلم (5/374) ، وعزاه إليه النووي في تهذيب الأسماء واللغات (2/22).
[14] : سير أعلام النبلاء (19 / 119)
[15] : يعني أن العجائز مؤمنات بالله على فطرة الإسلام.
[16] : شرح الطحاوية (1/244).
[17] : شرح حديث النزول لابن تيمية (ص76).

رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


Powered by vBulletin, Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd
Salafi Tasfia & Tarbia Forums 2007-2013