منتديات التصفية و التربية السلفية  
     

Left Nav الرئيسية التعليمـــات قائمة الأعضاء التقويم مشاركات اليوم Right Nav

Left Container Right Container
 

العودة   منتديات التصفية و التربية السلفية » القــــــــسم العــــــــام » الــمــــنــــــــتـــــــدى الـــــــــعــــــــام

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 04 Jun 2010, 07:50 PM
رائد علي أبو الكاس رائد علي أبو الكاس غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Nov 2007
الدولة: فلسطين
المشاركات: 90
افتراضي بالعلم و الإيمان و عمل الرجال تتغير الأحوال.سمير المبحوح

بسم الله الرحمن الرحيم

بالعلم و الإيمان و عمل الرجال تتغير الأحوال

الحمد لله ربّ العالمين , و الصلاة و السلام على نبينا محمد , و على آله و صحبه أجمعين.
مما لا يَخفى على كلِّ مسلم , ما تعاني منه الأمة الإسلامية مِن الشرور و الفتن و المحن, و انتشار الكذب و الفجور و الخداع , و النفاق , إلى غير ذلك مِن الخصال السيئة التي حذَّر منها الإسلام, و بيَّن مخاطرها و مفاسدها , بالإضافة إلى ما يواجهه الإسلام مِن أعدائـه بالمكيدة و الخديـعة , و كلُّ هذا مِن تقصير أهله مِن بيـان محاسنه و فضائله و حِكَمِه و أسراره , و براءته مما لصق به مِن الأكاذيب و الأراجيف , و ضعف الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر , و كثر في الناس مجانبة الحق , و تباينت آراؤهم و مناهجهم , و عقائدهم , حتى ساد الجهل و كثر أهله في زمن أحوج ما نكون فيه مِن الآمرين بالمعروف و الناهين عن المنكر , لأنّ الله – عزّ و جلّ- جعل الخيرية في هذه الأمة , إذا قامت بواجبها التعليمي و الدعوي .
قال تعالى:" كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللّهِ "
(110 سورة آل عمران)
و قال تعالى :" وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ "
(71سورة التوبة)
و قال تعالى:" فَلَمَّا نَسُواْ مَا ذُكِّرُواْ بِهِ أَنجَيْنَا الَّذِينَ يَنْهَوْنَ عَنِ السُّوءِ وَأَخَذْنَا الَّذِينَ ظَلَمُواْ بِعَذَابٍ بَئِيسٍ بِمَا كَانُواْ يَفْسُقُونَ " (165 سورة الأعراف)
و هذا يدل على أنّ الناجي هو الذي ينهى عن السوء دون الواقع فيه و المداهن عليه .

و هذه الوظيفة العلمية و الدعوية , هي الأساس الأعظم للدين , الذي بعث الله لأجله الأنبياء و الرسل , و بإهمال الناس هذه الوظيفة , اضمحلت الديانة, و فشت الضلالة , و عم الفساد و هلك العباد , و تجرأ الفسّاق على إظهار الفسوق و الفجور بلا مبالاة و لا خجل , حتى استولت على القلوب مداهنة الخلق , و انمحت عنها مراقبة الخالق ,و استرسل الناس في اتباع الأهواء و الشهوات , و حل بنا ما حلّ باليهود .
قال تعالى :" لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِن بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُودَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذَلِكَ بِمَا عَصَوا وَّكَانُواْ يَعْتَدُونَ*كَانُواْ لاَ يَتَنَاهَوْنَ عَن مُّنكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ مَا كَانُواْ يَفْعَلُونَ"
(78- 79 سورة المائدة)
و في هذا غاية التشديد و نهاية التهديد ,قال ابن عباس – رضي الله عنهما- :" لُعنوا في التوراة و الإنجيل و في الزبور و في الفرقان ...ثم ذمهم على ذلك ليحذِّر أن يركب مثل الذي ارتكبوه "
( تفسير ابن كثير 2 / 132)
و الأمة الإسلامية في عهد استقامتها و قوتها و عزها بدينها و تمسكها بسنة نبيها – صلى الله عليه و سلم – لا تطيق أن ترى بين أظهرها عاصياً ولا معصية , فإذا رأت شيئا من ذلك لم يهدأ لها بال إلا إذا أذاقت المجرم ما يليق به و ما يستحقه على قدر جريمته , تفعل ذلك غَيرةً على دينها و طلباً لمرضاة ربها .
أما إذا قصّر أهلها, و ضعُفت غيرتهم , و انعدمت انعداماً كلياً في نفوسهم بدون خوف و لا خجل , رفع بذلك المجرمون رؤوسهم غير هيّـابين , و لا خجلين من أحد , مما جـعل العصاة يمرحون في مياديـن شهواتهم , و يفتخرون بعصيانهم , بدون حسيب و لا رقيب , و لا يعلم هؤلاء أنهم في غاية السقوط و الهمجية , وذلك لفساد عقولهم , و بعدهم عن معرفة أمر دينهم .

فوظيفة الدعوة إلى الخير , و توجيه الناس و عظتهم و تذكيرهم إلى ما فيه صلاحهم و استقامة دينهم , هذه من مهام طائفة من الناس , تقوم بهذه الوظيفة , قال تعالى :" وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ"
(104سورة آل عمران)
و هذا يحتاج إلى جهد جهيد مِن تحصيل العلم الشرعي و الإخلاص , مع الورع و حسن الخلق , حتى يتسنّى لأهله القيام بالعمل المنوط بهم من التحذير و الإنذار و الأمر و النهي , و تبصير الناس بدينهم و غرس العقيـدة الحقة في قلوبهم , كلٌّ على قدر استطاعته و قدرته .
و ليعلم الجميع أنّه لا يقوم دين و لا يستقيم إلا بهما , و هما المقام الذي يُستجلب به النعم , و يُستدفع به النقم .
قال – صلى الله عليه و سلم - :" يا معشر المهاجرين , خصال خمس إذا ابتليتم بهن , و أعوذ بالله أن تدركوهن : لم تظهر الفاحشة في قوم قط حتى يعلنوا بها , إلا فشى فيهم الطاعون و الأوجاع التي لم تكن مضت في أسلافهم الذين مضوا , و لم ينقصوا المكيال و الميزان إلا أُخذوا بالسنين و شدة المؤنة و جور السلطان عليهم , و لم يمنعوا زكاة أموالهم إلا مُنعوا القطر من السماء و لولا البهائم لم يُمطروا , و لم ينقضوا عهد الله و عهد رسوله إلا سلط الله عليهم عدوهم مِن غيرهم , فأخذوا بعض ما كان في أيديهم , و ما لم تحكم أئمتهم بكتاب الله – عـزّ و جـلّ – و يتحروا فيما أنزل الله إلا جعل الله بأسهم شديد "
( رواه الحاكم و الحديث صحيح )
فالذين يعانون من نقص هذه النعم , و تسلّط الأعداء عليهم , و التباكي على ما يحصل بالمسلمين مِن الذلّ و الهوان مِن أعدائهم , عليهم بالرجوع إلى دينهم بالعلم و العمل الدعوي , و تغيير ما في القلوب من الأمراض , حتى نتخلص مِن ظلم العباد .
قال تعالى :" إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ وَإِذَا أَرَادَ اللّهُ بِقَوْمٍ سُوءًا فَلاَ مَرَدَّ لَهُ وَمَا لَهُم مِّن دُونِهِ مِن وَالٍ" (11 سورة الرعد)
فهناك كثير من المعاصي و المنكرات , أصبحت مألوفة عند أصحاب النفوس الضعيفة , و الخوف من أن تأنس القلوب بها , لأنّ الأشياء إذا توالت مباشرتها و رؤيتها , و تمكنت من القلوب, أنستها النفوس , و إذا أنست النفوس شيئا , قَلَّ أن تتأثر له , و لا يجد القلق منها إلا أهل العلم و التحقيق , العاملون بكتاب ربهم و سنة نبيهم – صلى الله عليه و سلم – الحافظون لحدود الله , القائمون بالأمر بالمعروف و النهي عن المنكر .
قال – صلى الله عليه سلم - :" ما مِن قوم عملوا بالمعاصي و فيهم مَن يقدر أن يُنكر عليهم فلم يفعل إلا يُوشك أن يعمهم الله تعالى بعذاب من عنده " ( رواه الترمذي و الحديث صحيح )
و قال :" ما مِن قوم يُعمل فيهم بالمعاصي هم أعزُّ و أكثر ممن يعمله ثم لم يغيروه إلا عمهم الله تعالى بعقاب "
( رواه البيهقي و الحديث صحيح )
فنحن في حاجة ماسة لرجال أكرمهم الله بالعلم و العمل لإنقاذ البشرية مما هم فيه من الفتن و المحن و الابتلاءات , و صرف الظلم و الإثم و العدوان و البغي عنهم , و هذا من أحسن الإحسان , و أي عمل خير من نفع عام؟ .
قال – صلى الله عليه و سلم -:" إن هذا الخير خزائن و لتلك الخزائن مفاتيح, فطوبى لعبد جعله الله مفتاحاً للخير مغلاقاً للشر , وويلٌ لعبدٍ جعله الله مفتاحاً للشر مغلاقاً للخير "
( رواه ابن ماجه و الحديث حسن )
فيا عبد الله : إذا أردت الفوز و الفلاح في الدارين , فكن مفتاحاً للخير مغلاقاً للشر , و كن كثير المعونة للناس على البر و التقوى , قال تعالى :" وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبرِّ وَالتَّقْوَى وَلاَ تَعَاوَنُواْ عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُواْ اللّهَ إِنَّ اللّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ" (2 سورة المائدة)
و إذا أردت الخلاص مما نعاني منه من المعاصي و المنكرات و انتشار الجهل و اتباع الهوى , فعليك بمحاسبة نفسك , و خاصتها , و دع عنك أمر العامة .
قال – صلى الله عليه و سلم - : " ثلاث مهلكات , و ثلاث منجيات , و ثلاث كفارات , و ثلاث درجات : فأما المهلكات : فشح مطاع , وهوى متبع , و إعجاب المرء بنفسه.
و أما المنجيات : فالعدل في الغضب و الرضا , و القصد في الفقر و الغنى , و خشية الله تعالى في السر و العلانية.
و أما الكفارات : فانتظار الصلاة بعد الصلاة , و إسباغ الوضوء في السَّبرات , و نقل الأقدام إلى الجماعات .
و أما الدرجات : فإطعام الطعام , و إفشاء السلام , و الصلاة بالليل و الناس نيام " .
( رواه الطبراني في الأوسط و الحديث حسن )
فيا عبد الله : الشقيّ مَن اتْبَع شهوتَه هواه , و السعيد مَن فوّض أمره إلى مولاه .
فتغيُّر الأحوال يتم بتغيُّر النفوس , و تغيُّر النفوس يتم بتغيُّر النوايا , و تغيُّر النوايا يتم بالإخلاص في القول و العمل , و حتى تجمع بين هذه المحاسن و الطاعات , عليك بالعلم و الإيمان و الدعوة بالإتباع و الإتقان .

و آخر دعوانا أن الحمد لله ربّ العالمين

كتبه
سمير المبحوح
20 / جمادى الآخر / 1431 هـ


رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


Powered by vBulletin, Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd
Salafi Tasfia & Tarbia Forums 2007-2013