منتديات التصفية و التربية السلفية  
     

Left Nav الرئيسية التعليمـــات قائمة الأعضاء التقويم مشاركات اليوم Right Nav

Left Container Right Container
 

العودة   منتديات التصفية و التربية السلفية » القــــــــسم العــــــــام » الــمــــنــــــــتـــــــدى الـــــــــعــــــــام

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 21 May 2010, 03:50 PM
رائد علي أبو الكاس رائد علي أبو الكاس غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Nov 2007
الدولة: فلسطين
المشاركات: 90
افتراضي الـتـقـوى أقـوي

التقوى أقوى للشيخ سمير المبحوح

بسم الله الرحمن الرحيم
الـتـقـوى أقـوي

الحمد لله ربّ العالمين , و الصلاة و السلام على نبينا محمد , و على آله و صحبه أجمعين .
إنّ من أهم الصفات التي يتصف بها المسلم , و خاصة العلماء و طلابهم,هي تقوى الله – عزّ و جلّ – التي وصّى بها عباده مِن الأولين و الآخرين ,حيث قال :"وَلَقَدْ وَصَّيْنَا الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ مِن قَبْلِكُمْ وَإِيَّاكُمْ أَنِ اتَّقُواْ اللّهَ " (131سورة النساء)
و قال تعالى :"يِا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إَن تَتَّقُواْ اللّهَ يَجْعَل لَّكُمْ فُرْقَاناً وَيُكَفِّرْ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ" (29سورة الأنفال)
و قال تعالى:"ذَلِكَ أَمْرُ اللَّهِ أَنزَلَهُ إِلَيْكُمْ وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يُكَفِّرْ عَنْهُ سَيِّئَاتِهِ وَيُعْظِمْ لَهُ أَجْرًا"
(5 سورة الطلاق)

و هذه التقوى لا تتحقق للعبد إلا بإعانة الله و هدايته و تيسيره ,و أنْ يواصل المسير إلى الله تعالى , بإخلاص العمل له , مع متابعته للنبي – صلى الله عليه و يلم – و الجد و الاجتهاد و المثابرة في طاعة الله , و الحرص على طلب العلم الشريف على أيدي العلماء الربانيين ,الموصل بصاحبه إلى الدرجات العلا من الجنة , و أن يبدأ بأهم المهمات ( التوحيد ) قبل المهم , و هذا منهج الأنبياء و الرسل في دعوتهم إلى الله – عز و جل - .
و لهذا كان النبي – صلى الله عليه و سلم – يوصي بها , فقال في حجة الوداع :" اتقوا الله و صَلّوا خمسكم وصوموا شهركم , و أدّوا زكاة أموالكم , و أطيعوا أمراءكم , تدخلوا جنة ربكم "
( رواه الترمذي و الحديث حسن صحيح )
و قال – صلى الله عليه و سلم - :"مَنْ حلف على يمين ثم رأى أتقى لله منها فليأت التقوى "
( رواه مسلم )
و قال – صلى الله عليه و سلم - :" اتق الله حيثما كنت و أتبع السيئة الحسنة تمحها و خالق الناس بخلق حسن "
( رواه الترمذي و الحديث حسن )
و كان – صلى الله عليه و سلم – يكثر الدعاء بها , فكان يقول :" إني أسالك الهدى و التقى و العفاف و الغنى "
( رواه مسلم )

و الذي يزيد طالب العلم تقوى , دراسة كتب العقائد و التوحيد من مؤلفات علماء السنة الربانيين , المعروفين بالعلم و الديانة و التحقيق و الاستقصاء و التدقيق , و الكتب المفيدة التي يستعان بها على فهم الكتاب و السنة المطهرة , مع عرضها على ما تيسر من نُقاد العلماء , أهل المعرفة و البصيرة , مِمّن عُرفوا بالتقوى و السداد و إصابة الحق , مع كثرة الدعاء و التضرع إلى رب العباد بطهارة القلب , و طيب مطعم , و صدق عزيمة , و إيقان بإجابة الله له , وحسن ظن به , لأنّه قريب مجيب الدعوات , بأن يمنحه فهماً و ذكاءً و اعتقاداً , و عملاً , و أخلاقاً , و آداباً , و احتراماً , و توقيراً لأهل الفضل .
و التقوى تسمو بصاحبها إلى أعلى الصفات الحميدة: من النباهة و الفطنة, و اليقظة , و معرفة العواقب و إدراكها و ما تؤول إليه , و النظر بعين البصيرة إلى مَنْ يصلح و يرتضي للمصاحبة و المجالسة و المعاشرة , و المؤاكلة , و لهذا قال النبي – صلى الله عليه و سلم :" لا تصاحب إلا مؤمناً , و لا يأكل طعامك ألا تقي "
( رواه الإمام أحمد و الحديث حسن )
و العبد التقي أكرم الخلق على الله, قال تعالى :" إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ"
(13 سورة الحجرات)

فلهذا كله يتعين على طالب العلم , و يتأكد في حقه أن يحرص غاية الحرص على كل ما يحقق التقوى من مصاحبة العلماء و المؤمنين الأتقياء الأذكياء , ممن عُرفوا بالعدالة و النزاهة و الإنصاف و حسن الأخلاق و الاتصاف بصفات الخير , و يجالسهم و يعاشرهم , و يأخذ العلم عنهم , و يتخلق بأخلاقهم,
و يعتقد عقيدتهم ,و يسير على منهجهم , مع الحذر كل الحذر من مصاحبة الأشرار الأنذال والكذابين و النمامين ,
و السفهاء الغلاة المتنطعين , من التكفيريين ,و غيرهم من المميعين , و أهل الترف و التنعم ,و المشتبه في حالهم , و مَنْ لا خلاق لهم مِن العُصاة و الفسّاق , لأنّ مصاحبتهم داء قاتل و وباء و بلاء و عمى و هوى ,فبهذه المصاحبة يصبح حاله كحالهم , و لا ميزة فيه عنهم .
فيا طالب العلم , يا مَنْ كان رأس مالك التقوى , عليك بفعل الخيرات , و اجتناب المنكرات ,حتى تكون قدوة صالحة لغيرك من الناس , مع دعوتك إلى سبيل ربك بالحكمة و الموعظة الحسنة و المجادلة بالتي هي أحسن , كما أمرنا ربنا – عز و جل بقوله :"ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ"
(125سورة النحل )
لعلّ الله يهـدي بك مَن شاء مِن خلقه , فيكون هذا في ميزان حسناتك يوم القيامة , و خير لك مِن حُمْر النعم , لقوله – صلى الله عليه و سلم- لعلي بن أبي طالب :" فوالله لإن يهدي الله بك رجلاً واحداً خير لك مِن أن يكون لك حُمْر النعم " ( رواه مسلم )

و اعلم يا طالب العلم : أنّ التقوى هي الوصية النافعة , و الثمرة اليانعة لأعمالك ,و أن مَن اتصف بها لا يختلج في خاطره هم أو حزن أو ضيق أو فزع أو كسل , قال تعالى :" وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا* وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ" (2 ,3 سورة الطلاق)

و التقوى تعصم صاحبها مِن ارتكاب المنكرات و المعاصي و الآثام و المكروهات , ففيها الخير الكثير .
قال ابن القيم – رحمه الله -:" التقوى ثلاث مراتب : أحدها : حمية القلب و الجوارح من الآثام و المحرمات , الثانية : حميتها عن المكروهات , الثالثة : الحمية عن الفضول و ما لا يعني "
فالأولى: تعطي العبد حياته , و الثانية: تفيده صحته و قوته ,و الثالثة :تكسبه سروره و فرحته و بهجته"
( الفوائد ص 31 – 32 )

فطوبى لك يا مَن اتصفت بالتقوى , أمّا أنت يا مَن حرمت نفسك منها, فوقعت في المعاصي و المنكرات , و قلة التوفيق , و فساد الرأي و خفاء الحق , و نفرة الناس منك , ووقعت في ظلم العـباد و البلاد , و حرمان العـلم , و محق البركة في الرزق و العمر, و الابتلاء بقرناء السوء الذين يفسدون القلوب و الأخلاق , و يضيّعون الأوقات , و الأعمار في معصية الله, مِن القال و القيل , و الغفلة عن ذكر الله .
و اعلم أنّ التقوى تقوى بقوتها ,و تضعف بضعفها , فلا تكن سبباً في ضعفها .

و كن يا طالب العلم ممن يتقون الله في السر و العلن , في الليل و النهار , تحت الأرض و فوق الأرض , حتى تنال كرم الله , و يحفظك بحفظه و يرعاك برعايته ,و يبارك لك في عمرك و علمك و دعوتك , و أهلك و مالك , و تذكّر أنّ حفظ اللسان مِن القال و القيل , و غيبة العلماء ,مِن التقوى , و التأني و عدم العجلة في إصدار الأحكام على الناس من التقوى .

فما علينا نحن طلبة العلم إلا أنْ نتعاون مع بعضنا البعض على تحقيق التقوى , حتى تظهر على جوارحنا و أخلاقنا , و بهذا نكون قد قمنا بواجب العلم و الدعوة إلى الله , على منهج الأنبياء و الرسل , فحينئذٍ يستجيب الناس لدعوتنا , و تتحقق غايتنا من رضا ربنا علينا .
و آخر دعوانا أن الحمد لله ربّ العالمين
كتبه

سمير المبحوح

6 / جمادى الآخر / 1431 هـ

رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


Powered by vBulletin, Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd
Salafi Tasfia & Tarbia Forums 2007-2013