منتديات التصفية و التربية السلفية  
     

Left Nav الرئيسية التعليمـــات قائمة الأعضاء التقويم البحث مشاركات اليوم اجعل كافة الأقسام مقروءة Right Nav

Left Container Right Container
 
  #1  
قديم 06 Apr 2017, 12:04 AM
أبو صهيب منير الجزائري أبو صهيب منير الجزائري غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Jul 2014
المشاركات: 208
افتراضي فِرنسا تكذّب من قال: إنَّ ديغول منح الجزائريِّين الاستقلال والحريَّة

الحمد لله ربّ العالمين والصّلاة والسّلام على محمد أشرف الأنبياء والمرسلين وعلى آله وصحبه ومن تبعه بإحسان إلى يوم الدين وبعد:
قال الله تعالى في كتابه الكريم: {وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ قُلْ إِنَّ هُدَى اللَّهِ هُوَ الْهُدَى وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُمْ بَعْدَ الَّذِي جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ} سورة البقرة -210
وقال تعالى: {...وَلَا يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّى يَرُدُّوكُمْ عَنْ دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُوا وَمَنْ يَرْتَدِدْ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَيَمُتْ وَهُوَ كَافِرٌ فَأُولَئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ } سورة البقرة -217
قال الإمام السعدي رحمه الله:" ثم أخبر تعالى أنهم لن يزالوا يقاتلون المؤمنين، وليس غرضهم في أموالهم وقتلهم، وإنما غرضهم أن يرجعوهم عن دينهم، ويكونوا كفارا بعد إيمانهم حتى يكونوا من أصحاب السعير، فهم باذلون قدرتهم في ذلك، ساعون بما أمكنهم، {ويأبى الله إلا أن يتم نوره ولو كره الكافرون} .
وهذا الوصف عام لكل الكفار، لا يزالون يقاتلون غيرهم، حتى يردوهم عن دينهم، وخصوصا، أهل الكتاب، من اليهود والنصارى، الذين بذلوا الجمعيات، ونشروا الدعاة، وبثوا الأطباء، وبنوا المدارس، لجذب الأمم إلى دينهم، وتدخيلهم عليهم، كل ما يمكنهم من الشبه، التي تشككهم في دينهم." تفسير السّعدي ص97.


_ نعم إخوة الإيمان هذا هو حال كل مستدمر، وكل كافر ظالم معتدي، ملك أرض المسلمين يوما ما، سمعنا هذه الأيام مقالة لا يصدّقها العدو فكيف بالأخ القريب، خرجت من قائلها من غير مراجعة له للتّاريخ وأحداث الجزائر مع عدو الأمس واليوم فرنسا الصليبية العلمانية، هذه الدولة التّي أنفقت مالها وأرسلت أبناءها حتى تملك بلاد المغرب الإسلامي بملك مفاتيح الجزائر الحبيبة، ومن ينظر في أساليب المستدمر الفرنسي ومكره وقوانينه، علم يقينا أن الصليبي الكافر كان يريد القضاء على الضروريات الخمس، بالقتل والحرق وطمس معالم الإسلام ونشر ثقافة الكفر والإلحاد وإبعاد الجزائريين عن اللغة العربية من أجل إبعادهم عن الوحييّن، وأكل أموال الفقراء وحرق أرضهم.
سأذكّر نفسي وإخواني، ببعض أساليب فرنسا وقوانينها التّي استعملت حتى يستقر لها الأمر في الجزائر مع طمس الإسلام ونشر النصرانية في ربوعها، ولهذا دفعت لبلوغه، الغالي والنفيس لغاية نشر النصرانية والبقاء في الجزائر، وبعد القراءة والتّأمل المعمق هل يقال بأن ( ديغول أهدى الاستقلال لمسلمي الجزائر) ؟.



أولا: حملات التّنصير.
الحرب على دين الإسلام ومحاولة نشر الدين المحرف في مكانه كان تحت غطاء حملات مسعورة من القساوسة والأساقفة منذ بداية الاستدمار من أجل تثبيت جدور النصرانية في أرض الإسلام والعمل على البقاء أكثر في الجزائر، ومن أهم هذه الشخصيات (القس لافيجري) الذي اغتنم فرصة جوع الجزائريين وضعفهم.

يقول الشيخ البشير الإبراهيمي حول هذا الموضوع: " وضع أساس التبشير في الجزائر الكردينال لافيجري وأسس مراكزه المهمة، ثم أتمت الجمعيات التبشيرية ما بدأ به، وهي جمعيات قوية يمدها الأغنياء من المسيحيين (المتسامحين) بالملايين من المال، ويمدها رجال الكهنوت ونساؤه بالأعمال، وتمدها الحكومات (اللادينية) بالمعونة والتأييد.
وقد راعت هذه الجمعيات في اختيار المراكز نفسية السكان وحالة المعيشة، ومن أهم المراكز مركز "ورقلة" في الجنوب الجزائري حيث يكثر طروق المجاعات، ومركز "بني إسماعيل" قرب بجاية ومركز "إيغيل علي" ومراكز زواوة." الأثار (1/196).


ولقد اغتنم هذا الخبيث المجاعة، قال أبو القاسم سعد الله رحمه الله: " اغتنم لافيجري فرصة المجاعة القاتلة التي حلت بالجزائر في الستينات وأطلق العنان لليسوعيين لنشر النصرانية بين الأطفال. فقد أخذ يجمع الأيتام الذين تركهم أولياؤهم، في ملاجئ بسانت أوجين والأبيار وابن عكنون. وكتب رسائل إلى أوروبا لتقرأ في الكنائس (فرنسا، بلجيكا، اسبانيا، بريطانيا، الخ). فأرسل إليه البابا حوالي (5000) فرنك. وجمع قساوسة لافيجري المال أيضا عندما جابوا المدن الجزائرية. وأنشأ لجانا لجمع التبرعات والتصرف فيها. وقيل إن هذه اللجان قد صرفت مبلغ 300 ألف فرنك." تاريخ الجزائر الثّقافي (6/124).

مع هذا الجهد الذي قام به القساوسة بمساعدة رجال المال والسياسة لم يصل إلى مبتغى الفرنسيين ولله الحمد، وبخاصة أنهم ركزوا كثيرا على بلاد القبائل وجبالها لتنصير شعبها، فوجدوا شعبا متعلقا بدينه وعقيدته، ومن الرسائل المؤثرة من جبال شلاطة ( بين تيزي وزو وبجاية)، لقد نقل أبو القاسم سعد الله رسالة لابن علي شريف باشاغا شلاطة حيث الزاوية الشهيرة، قال:" لقد قرأت رسالة الأسقف (لافيجري) التي عبر فيها عن نيته في إحلال الإنجيل محل القرآن لتمدين العرب. إن هذه الرسالة قد أساءت للمسلمين كثيرا. إنني رجل دين، وإن كل المسلمين من جيلي يشاطرونني نفس الشعور. إننا نفضل أن نرى أبناءنا أمواتا على أن نراهم قد تحولوا إلى النصرانية. إنه لا توجد مساومة على هذه النقطة. لقد وعدتمونا وعدا صريحا باحترام حرية الضمير (العقيدة)، فإذا تخليتم عن كلمتكم فلن يبقى لنا التزام معكم. (من كتاب سكالي مرسلي) (شمال افريقيا). 1984، ص 164." تاريخ الجزائر الثقافي (6/120).
وكذلك من بين الشخصيات الهدّامة القس كروزا الذي أراد استمالة (الأمازيغ) بحجج واهية، بأنهم جنس أوروبي وقد احتلهم العرب، وكذلك كان يستعطفهم بالمال والأكل، مع هذا وقف في وجهه سكان بني فراح ( جبال زواوة)، وعلى رأسهم الحاج لونيس نايت علي عمر حيث قام مخاطبا السكان بعد هذه الحملة فقال: " هل ترغبون إعتناق الديانة المسيحية؟ وهل تسمحون لهذا الأب البقاء بينكم؟" فسكت الحاضرون وبكت عيونهم كثيرا حتى أن أحدا منهم لم يستطع الإجابة وبعدئذ أجابوا بكلمة واحدة قاطعة أنا لن نترك ديننا أبدا وإن أجبرتنا السلطة على ذلك، فإننا نطلب منها أن ترشدنا إلى طريق لمغادرة البلاد، وإذا لم نجد لذلك سبيلا فضلنا الموت بدلا عن اعتناق المسيحية" الحكة التبشيرية الفرنسية في الجزائر (1830-1871) ص 144.
نعم هذا هو حال أجدادنا وكيف لا؟ وهم أحفاد الصحابة رضوان الله عليهم ، ويذكر الشيخ الإبراهيمي سبب ثبات الجزائريين على دينهم بعد تثبيت الله لهم[/COLOR] فيقول:" ولكن الواقع أن التبشير مع طول المدة واستكمال العدة لم يلق النجاح الذي يتناسب مع الجهود المبذولة فيه، والسبب الأكبر في ذلك يرجع إلى شيء واحد هو تصلب الجزائري في دينه مهما بلغت به العامية والأمية والفقر." الآثار (1/197).

ثانيا:هدم المساجد وتحويلها إلى كنائس وإلى اصطبلات:
عرف المستدمر قدر بيوت الله عزوجل في اجتماع المسلمين، ويعرف دور المساجد في تعليم المسلمين ثوابتهم وعقيدتهم وجهادهم، فعمل المستدمر على طمس معالمها وتحويلها إلى دور الشرك بالله تعالى
،" ومن أقوى المعنويات الدين، فبدأت بالاستيلاء على الأوقاف الإسلامية وأحالت كثيرًا من المساجد إلى كنائس" الآثار (5/79).
يقول بسام العسلي: " لقد بدأت عملية احتلال المساجد، مع البدايات الأولى لغزو الجزائر، ففي سنة 1832، صرح (روفيغو): (بأنه يلزمني أجمل مسجد في المدينة لنجعل منه معبد إله المسيحيين) وخاطب رجاله قائلا: (عجلوا بذلك، فجامع كتشاوه - كيجاوه - هو أجمل مسجد في المدينة خاصة وأنه يتاخم القصر، ويقع وسط الدوائر الحكومية والحي الأوروبي وتملّك الجزائريون الفزع، وتساءلوا جميعا: إلى بيوت الله توصل المستعمرون الفجرة؟ وهرع المسلمون إلى المسجد يحمونه بقلوبهم. ودخل أربعة آلاف منهم رحاب المسجد، وأقفلوا الباب عليهم، وقد عقدوا النية على الاستثهاد معه. وفي يوم 18 كانون الأول - ديسمبر -1832.." وبعدها جاءت القوات الفرنسية فقضت على الجزائريين الماكثين في المسجد، وتم تحويل المسجد إلى كنيسة عرفت باسم (كنيسة سان فيليب). سلسلة جهاد شعب الجزائر (7/31-32).
" ثم بدأ تحويل بعض المساجد إلى الكنائس التي سنذكرها وإلى إقامات للجمعيات الدينية الفرنسية، وفي أثناء ذلك كان المعول يستعمل لهدم المساجد الأخرى أو بيعها إلى الأوروبيين ليهدموها، ويبنوا عليها المنازل والحمامات والكوش. وقد استعمل بعض المساجد كمخازن للحبوب، وصيدليات ومسارح " تاريخ الجزائر الثقافي (5/10-11).


ثالثا: إجبار الجزائريين على تعلم الفرنسية ومنعهم من لغة القرآن والسنة:
علم أعداء الأمة دور اللغة العربية في ثبات المسلمين على هويتهم و دورها في فهم شرع ربهم والرجوع إليه فعملت على نشر التعليم الفرنسي النصراني ومحو كل تعليم قرآني عربي حتى قننت قانونا يمنع تعلم اللغة العربية ويعتبر المعلم والمتعلم من المجرمين وأصدر هذا القانون سنة 1938م، وأفسدت الأئمة بالدنيا والمال حتى يفسدوا دين الناس، ليضمنوا البقاء في الجزائر ( يا من تقول أن فرنسا أعطت الحرية للجزائريين).


يقول الشيخ البشير الإبراهيمي رحمه الله:" فعمدت إلى وضع برنامج واسع طويل عريض لضمان بقائها في الجزائر يجمعه مع طوله وتشعّب فروعه قولك: "إفساد معنويات الشعب" ومن أقوى المعنويات الدين، فبدأت بالاستيلاء على الأوقاف الإسلامية وأحالت كثيرًا من المساجد إلى كنائس، ثم شرعت في تنفيذ برنامجها البطيء، فضيّقت على دروس الدين، ودروس العربية لأنهما حافظا المقوّمات الروحية حتى ينسى الناس دينهم ولغتهم بالتدريج وتسلّطت على بقية المساجد تتصرف فيها تصرفًا مطلقًا. فهي التي تعيّن المفتين والأئمة والمؤذّنين والقَوَمة وكل من له تعلّق بالمسجد، فتوصلت بذلك إلى إفساد هذه الطائفة الدينية بالرغبة في الوظيفة والتعلّق بها " الآثار (5/79).

ومن مكر فرنسا كانت تشجع التعليم بالعامية في المدارس حتى ينسى المسلمون لغة القرآن، ما أشبه اليوم بالبارحة للمعتبر فتنبه، " أما اللغة العربية فعاميتها قد تكفل بها (هوداس) منذ البداية 1880 ثم أخذ مكانه (باصيه)، كما سبق. وظلت العربية تدرس من خلال لهجاتها أيضا. وظهر الاهتمام بهذه اللهجات بشكل ملفت للنظر. فقد درسوا لهجة كل مدينة وكل جهة تقريبا، تلمسان، ندرومة، بسكرة، جيجل، والعاصمة، الخ. فكانت عبارة (لوبارلي أراب) أي الدارجة أو العامية، على كل قلم استشراقي عندئذ. وقد اتبعهم في ذلك بعض الجزائريين غفلة منهم ربما، فأخذوا يقدمون المادة لهؤلاء المستشرقين" تاريخ الجزائر الثقافي (6/56).

ويذكر لنا الواقع المؤلم أنذاك الشيخ السلفي أبو يعلى الزواوي: " فأسست المدارس الفرنسية، وألزمت الناس ببعث أولادهم إلى تلك المدارس إجبارا، وقررت لذلك عقوبات للمتخلف فتم الدست على العربية وخلفتها الفرنسية، وأقيمت مقامها، فالأولاد الذين كانوا يقرأون العربية تركوها فصاروا يقرأون الفرنسية منذ نحو ثلثي القرن. ثم من الطامة الكبرى أن قد صار المعلمون في تلك المدارس الفرنسية ينهون عن العربية بأنها تتعب الأولاد وتشوشهم وتكلفهم ما لا يطيقون، وأن لا بد من الاقتصار على الفرنسية، وأن من خالف ذلك أو قاوم أو نازع يعاقب بالأنديجينية، فانعدمت العربية" جماعة المسلمين ص50-51 نقلا عن كتاب تاريخ الجزائر الثقافي.
حتى وصل بهم الأمر إلى قتل معلمي اللغة العربية، كما حدث في قرية تيزي علوان بلدية أيت ارزين ببجاية، حيث قام الجيش الفرنسي بقتل معلميْن كانا يدرسان اللغة العربية رحمهما الله، وحدثني بهذه القصة خالي.

رابعا: فرض قوانين تعمل على طمس الهوية الجزائرية وتقوية العنصر اليهودي والغربي في الجزائر.

يظهر هذا في عدة قوانين جائرة فرضها الاستدمار الفرنسي ومن هذه القوانين:
_ قانون (كريميو): والذي يقرر التجنيس الجماعي لليهود وهذا من أجل تقوية العنصر الأجنبي على الجزائري وهذا من أهم عوامل بقاء فرنسا ودوام حكمها، بتسليط أعوانها من يهود وإيطاليين وإسبانيين وأكثرهم من المجرمين، على رقاب المسلمين وإذلالهم واستغلال ممتلكاتهم.

" وكان كريميو يهوديا ووزيرا للداخلية في حكومة بوردو سنة 1870، وطالما طالب سابقا، وهو خارج الحكومة، بتجنيس اليهود، وكذلك بادر كوزير إلى إنقاذ أهل دينه، في نظره، بمنحهم الجنسية والمواطنة الفرنسية التي تعطيهم كامل الحقوق السياسية والمدنية. وبينما كانت المستعمرات، ومنها الجزائر، تعاني من ويلات الاستعمار الذي انطلق منذئذ في قمع الشعوب بقسوة ونجا يهود الجزائر (الأندجين) سابقا من ذلك القمع، بل وارتفعوا إلى حالة المواطنة وأصبحوا فئة محظوظة وسط الأهالي الآخرين..." تاريخ الجزائر الثقافي (6/398).

_ إصدار (قانون الأهالي) سنة 1971م الذي يجعل المسلم الجزائري في أدنى طبقة من المجتمع، ويسمى ب: الأندجينا Code de L'indigènat: مجموعة القوانين الصادرة لقهر الإنسان الجزائري المسلم (الأندجين)، حالة كون الجزائري مستعمرا مقهورا. تاريخ الجزائر الثقافي(9/8).
وحالة الجزائريين بعد فرض هذا القانون: " أما القسم الثاني فهم أبناء الوطن الذين تسميهم الإدارة الاستعمارية بأسماء متعددة غير الاسم الصحيح. فهم أحياناً: الأهالي الذين يحكمهم قانون تعسفي يسمى قانون الأهالي الذي يكاد يحرمهم من حق التنفس، وهم العرب في نظر الكولون، والمسلمون في نظر المؤرخين أمثال روبرت آجرون، وهم يمثلون عشرة أضعاف الجالية الأوربية لكنهم لا يملكون شيئاً بالمقارنة مع ما هو في حوزة الكولون وليس لهم حقوق المواطنة ولا يتمتعون بأي نوع من أنواع الحرية." أبو القاسم سعد الله، تاريخ الجزائر المعاصر (1/24).


_ إنشاء محاكم، تحكّم فيها القوانين الوضعية الفرنسية وإبعاد المسلمين عن الشريعة:
جاء في بيان لشيوخ الجزائر أنذاك ما يلي:
" ورفع كبار الدين في ولاية - إيالة - وهران - عريضة للسلطات الفرنسية جاء فيها:" تتصل قضية التغيير في الشريعة الإسلامية وعوائد المسلمين بمرسوم التجنيس. الذي ينص - من بين ما ينص عليه - على استحداث محاكم الجنايات بالجزائر، وإسناد وظيفة القضاء للمحلفين الأوروبيين واليهود، والاستغناء بالتدريج عن المحاكم الإسلامية ... لقد علمنا بطلب تغيير أحكام شرعنا، فلم نقبل هذا الطلب، وعارضناه بالكلام والكتابة. ورفعنا شكايتنا إليكم نطالب بالإبقاء على شريعتنا وعلى أصلها، وأن لا يقع فيها تبديل ولا تغيير، وفاء بالعهد الصادر من الدولة يوم استيلائها على الإقليم الجزائري في 5 تموز - يوليو - 1830. وكذلك العهد الواقع بين كبراء مخزن وهران وبين الدولة يوم 6 حزيران - يونيو - 1835 .. ونحن معشر المسلمين لا عمدة عندنا سوى ديننا وهو رأس مالنا، ولا يخفى أن الشرع عندنا هو الدين، والدين هو الشرع، فلا فرق بينهما كما يتوهمه بعض الناس، وإذا وقع أقل القليل من التغيير في شرعنا فقد تغير ديننا لأنهما شيء واحد ..." سلسلة جهاد الشعب الجزائري (5/85-86).

_ إصدار قوانين فيها قطع للأنساب واختلاطها وزرع الشقاق بين الجزائريين (بفرق تسد):
غير الاسم الجزائري من الاسم الثلاثي إلى الثنائي على الطريقة الغربية، وعمل الاستعمار على التفريق وإنشاء الصراعات بين العرب والأمازيغ
، "وفي الصفوف العربية ضربوا القادة ببعضهم أيضا سواء في شرق البلاد أو غربها. ففي الشرق شجعوا فرحات بن سعيد من عائلة وعكاز ضد شيخ العرب ابن قانة الذي كان صهرا للحاج أحمد. وفي الغرب فصلوا مصطفى بن إسماعيل ومحمد المزاري ثم سيدي العربي عن الأمير عبد القادر..... ودخلوا زواوة ووسعوا الخلاف بين العائلات الحاكمة هناك، عائلة أورابح ضد عائلة أوقاسي، وهذه ضد عائلة سيدي الجودي، وهذه ضد عائلة ابن زعموم الخ. واستمر الضرب على هذا الوتر طيلة عقود: ضرب العرب بالعرب والبربر بالبربر، دون تمييز. وكان بعض العرب والبربر من الغفلة والجهل بحيث مدوا رقابهم للذبح وأيديهم للقيد، دون تفكير في العواقب ودون إدراك للأهداف السياسية للفرنسيين. وإذا صدقنا الروايات الفرنسية فإن القادة الأهالي قد صفوا بعضهم ببعض، وكانت مهمة الفرنسيين هي فقط توفير السلاح." تاريخ الجزائر الثقافي (6/302-303).

وهذا فيض من غيض من قوانين فرنسا التّي استعملت من أجل القضاء على الإسلام والهوية الإسلامية في الجزائر، من أجل البقاء ونشر النصرانية والعلمانية فيها، و قد ذكر المؤرخ أبو القاسم سعد الله باختصار مرامي فرنسا من سن هذه القوانين على اختلافها فقال: " وكان تحطيم جهاز القضاء الإسلامي في نظر الفرنسيين يدخل في مخطط تحطيم المجتمع الجزائري الشامل، مثله مثل القضاء على اللغة بجعلها أجنبية، والقضاء على ملكية الأرض بمصادرتها وإعطائها للمستوطنين، والقضاء على وحدة المجتمع بتفتيت الأعراش والقبائل وإنشاء الدواوير ثم البلديات الفرنسية مكانها، والقضاء على الأنساب والأصول بإنشاء الحالة المدنية على الطريقة الفرنسية، والقضاء على الدين الصحيح بتشجيع الدروشة والخرافات والتدجيل، إنه مخطط شامل، كما قلنا، ولكنه سار على مراحل، حسب الحاجة الفرنسية إلى ذلك...." تاريخ الجزائر الثقافي ( 4/422).
يا من قلت بأن فرنسا أهدت الجزائر استقلالها، فإن فِرنسا قد كذبتك وقالت: " لم أعط الجزائر الحرية والدليل: ( القوانين الجائرة والأساليب الماكرة التّي استعملتها ولم أبق) "
الجزائر أخذت حريتها بفضل الله ثم بالجهاد الشرعي الذي سقط فيه رجال نحسبهم من الشهداء ونسأل الله أن يتقبلهم عنده ويجعلهم في جنته.
أخوكم: منير أبو صهيب الجزائري يوم : 08/رجب/1438 الموافق ل: 5/أفريل/2017م
[/COLOR]


التعديل الأخير تم بواسطة أبو صهيب منير الجزائري ; 06 Apr 2017 الساعة 08:38 PM
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 06 Apr 2017, 01:20 PM
خالد أبو أنس خالد أبو أنس غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Feb 2014
الدولة: الجزائر/بومرداس/أولادموسى
المشاركات: 468
افتراضي

جزاك الله خيرا مقال موفق
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 06 Apr 2017, 05:24 PM
أبو صهيب منير الجزائري أبو صهيب منير الجزائري غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Jul 2014
المشاركات: 208
افتراضي

وإياك أخي الحبيب، وبارك الله فيك على المرور والتعليق.
رد مع اقتباس
  #4  
قديم 06 Apr 2017, 05:34 PM
أبو عبد السلام جابر البسكري أبو عبد السلام جابر البسكري غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Feb 2014
المشاركات: 1,229
إرسال رسالة عبر Skype إلى أبو عبد السلام جابر البسكري
افتراضي

مقال موفق مسدد
جزاك الله خيرا أخي منير
رد مع اقتباس
  #5  
قديم 06 Apr 2017, 08:39 PM
أبو صهيب منير الجزائري أبو صهيب منير الجزائري غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Jul 2014
المشاركات: 208
افتراضي

و إياك أخي الحبيب.
رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
منهج, مميز, مسائل, الإستعمارالفرنسي

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


Powered by vBulletin, Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd
Salafi Tasfia & Tarbia Forums 2007-2013