هكذا ينبغي أن يكون الريحانة !
بسم الله الرحمن الرحيم
- فَائِدَة طَريق النجاح :
طَالب النّفُوذ إِلَى الله وَالدَّار الْآخِرَة بل وَ إِلَى كل علم وصناعة ، بِحَيْثُ يكون رَأْسا فِي ذَلِك مقتدى بِهِ فِيهِ ، يحْتَاج أَن يكون شجاعا مقداما ، حَاكما على وهمه غير مقهور تَحت سُلْطَان تخيّله ، زاهدا فِي كل مَا سوى مَطْلُوبه ، عَاشِقًا لما توجه إِلَيْهِ ، عَارِفًا بطرِيق الْوُصُول إِلَيْهِ والطرق القواطع عَنهُ ، مِقْدَام الهمة ثَابت الجأش ، لَا يثنيه عَن مَطْلُوبه لوم لائم وَلَا عذل عاذل ، كثير السّكُون دَائِم الْفِكر ، غير مائل مَعَ لَذَّة الْمَدْح وَلَا ألم الذَّم ، قَائِما بِمَا يحْتَاج إِلَيْهِ من أَسبَاب معونته ، لَا تستفزه المعارضات شعاره الصَّبْر وراحته التَّعَب ، محبا لمكارم الْأَخْلَاق ، حَافِظًا لوقته لَا يخالط النَّاس إِلَّا على حذر ، كالطائر الَّذِي يلتقط الْحبّ بَينهم قَائِما على نَفسه بالرغبة والرهبة ، طامعا فِي نتائج الِاخْتِصَاص على بني جنسه غير مُرْسل شَيْئا من حواسه عَبَثا وَلَا مسرحا ، خواطره فِي مَرَاتِب الْكَوْن وملاك ذَلِك هجر العوائد وَقطع العلائق الحائلة بَيْنك وَبَين الْمَطْلُوب ، وَعند الْعَوام أَن " لُزُوم الْأَدَب مَعَ الْحجاب خير من إطراح الْأَدَب مَعَ الْكَشْف " .
--------
المصدر :
كتاب الفوائد للامام ابن القيم رحمه الله ، طريق النجاح ص 246 .
|