هديتي للشيخ : محمد سعيد رسلان – حفظه الله –
بسم الله الرحمن الرحيم
هديتي للشيخ : محمد سعيد رسلان – حفظه الله –
بمناسبة رحلتي إليه ، لحضور الدورة العلمية الرابعة في المسجد الشرقي
*****
أمصر شراك الهوى والفؤاد *** وبعد الجزائر أنت البلادْ
بلاد بنت مجدها في الأعالي *** فكانت بصدق كأمّ العبادْ
ديار الهدى والفدى والمعالي *** وأرض الملاحم أرض الجهاد
فكم فارسا أرصدت للأعادي *** وكم عالما ألهمته الرّشاد
فيا داخلا مصر في ثوب كبر *** تواضع فما فيك خلق يشاد
ففي أرضها فوق ألف كمثل *** لزائرها لو طلبت السّداد
أتاني بقلبي كطيف ينادي *** فها قد أجبت الدّعا والمناد
وها قد حملت التحيّات تجري *** لنازلها حاضرا أو لباد
بلاد بها يستحي حبر كفّي *** إذا ما نظمت القوافي الجياد
فقد أنجبت حافظا بعد شوقي *** وعقّاد والمصطفى والفؤاد
فكانت ملاذا لأهل القوافي *** ودار الذي هام في كلّ واد
أتيناك لا نبتغي بحر شعر *** ولا للعروض ارتضينا البُعاد
ولكنّنا نبتغي بحر خير *** له العلم والفهم والإنقياد
أتينا لرسلان شيخ المعالي *** لننهل من فضل يمّ جواد
ونهر عرفناه بالحقّ يجري *** وبئر حوت هدي خير العباد
فذا خير رزق وذا خير صيد *** وذا خير كسب وذا خير زاد
وذا مجلس حفّ فيه الغوادي *** بأجننة للرّضا والوداد
وذا مجلس أمّه العبد راج *** فنال المنى وافيا والمراد
فلم يغل مهما ابتذلنا مبيعا *** متى كان عقبى المريد الوجاد
وأيّ المغانم خير وأبقى *** من العالمين الفحول الكُدَادْ
ينيرون دربي ويهدون أمري *** وما في الورى دونهم من عماد
فليلي متى زرتهم عاد صبحا *** وأشرق من نورهم كلّ واد
على دربهم سار قلبي وروحي *** وذا الجسم لم يرض بعد القعاد
هجرنا إلى مصر نحدوا بشوق *** ومركبنا طائر من جماد
نزلت وفي نزلها خير شيخ *** أناخت له كالبعير الجياد
فنلت الّذي لم أكن في حياتي *** لأطلب من غيره أن أزاد
فلله درّك من يمّ علم *** متى أقفرت سال منه المداد
ولله درّك من شيخ حقّ *** قضى عمره صابرا في الجهاد
يذكّرني قوله في ابن هادي *** إذا ماافترى خالد أو زياد
فيمحوا الضّلالات ينفي الفرايا *** ويوقظ من غطّ منه الرّقاد
فذا قدوتي إن تركت المخازي *** وذا مرشدي إن طلبت الرّشاد
فمذ أن عرفت الغوى من سدادي *** طلبت الهدايات من كلّ هاد
فلم ألتمس مثل عبد دعاني *** لتوحيد ربّ كريم جواد
وأن أتبع الرّسل في كلّ أمري *** وأن أقتفي سالفا عن وداد
فأحببت في الله عبدا هداني *** ولو حال دون الوصال البعاد
فكلّ امرئ ساوني في اعتقادي *** أحبّته نفسي كخير التّلاد
وكلّ الّذين ابتغوا غير نهجي *** سيصلون نار الجفا والحداد
ولو كان جاري أو ابنا لجاري *** فذاكم غريمي بيوم المعاد
فيا سائلي عن منى والأماني *** ويا لائمي في هدى أو سعاد
أما إنّي شبّبت دون الغواني *** ودون الصّبايا ارتضيت السّهاد
تذكّرت ذنبي وإسراف جرمي *** فحلّ النّحيب محلّ الرّقاد
وجهّزت نفسي لطول البلايا *** وشؤم الذّنوب بيوم السّداد
إلهي فلا تخزني في حياتي *** ولا بعد موتي أيا خير هاد
ويسّر أموري وذلّل دروبي *** وأبلغ إلهي لنا خير زاد
ولا تجزني غير عفو بجرم *** وأمّن لنا أجرنا والمراد
كتبه : أبو عبيد الله مراد قرازة
ليلة 10 / ربيع الثاني / 1436 ه
الموافق ل: 31/ يناير / 2015 م
التعديل الأخير تم بواسطة مراد قرازة ; 01 Feb 2015 الساعة 03:34 PM
|