منتديات التصفية و التربية السلفية  
     

Left Nav الرئيسية التعليمـــات قائمة الأعضاء التقويم البحث مشاركات اليوم اجعل كافة الأقسام مقروءة Right Nav

Left Container Right Container
 

العودة   منتديات التصفية و التربية السلفية » القــــــــسم العــــــــام » الــمــــنــــــــتـــــــدى الـــــــــعــــــــام

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 05 Jul 2015, 04:46 PM
أبو عبد الرحمن أسامة أبو عبد الرحمن أسامة غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Oct 2011
المشاركات: 509
افتراضي [لأول مرة / صوتي ومفرغ] (العشر الأواخر من رمضان 3) للعلامة: صالح بن محمد اللحيدان من دروس الحرم المكي [20-9-1426هـ]

[لِأَوَّل مرَّة / صوتي ومُفرَّغ]

العَشْرُ الأَواخِر من رمضان -3-

لسماحة الشَّيخ العلاَّمة:
صالح بن مُحمَّد اللُّحَيْدَان

حفظه الله تعالى ورعاه، وثبته على الإسلام والسنة، وجزاه عنا خير الجزاء



كلمةٌ لسماحة الشَّيخ يوم 20-9-1426هـ بالحرم المكِّي
وبعدها تفضل بالإجابة على بعض أسئلة الحاضرين
أسأل الله سبحانه وتعالى أن ينفع بها الجميع



للتحميل:

الجُزء الأوَّل
الجُزء الثَّاني



تفريغ الكلمة:

.. أنّ النّبيّ –صلّى الله عليه وسلّم- كان في العشرين الأُوَل من رمضان يُصلِّي وينام، هو كان يُحافظ على الوتر –صلوات الله وسلامه عليه-، تقول فيه: (إذا دخل العشر الأواخر شدّ مئزره، وطوى فرائه، وأيقظ أهله، وأحيا ليله) أو كلمة نحوها، وقد أخبر –صلّى الله عليه وسلّم- عن ليلة القدر وقال: (من كان متحريها فليتحرها في العشر الأواخر من رمضان في تاسعة تبقى سابعة تبقى) وفي لفظ: (فتحروها في الوتر من العشر الأواخر)، وليلتنا هذه هي أول العشر الأواخر من رمضان، فلم يبق من اللّيالي سوى ليلتنا هذه وثمان ليال والتّاسعة موضع شكّ، والله يقول: ﴿لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة.

دخلت العشر التي كان يهتم فيها وبها أكثر، وكان –عليه الصّلاة والسّلام- يعتكف ليتفرَّغ للعبادة، وكان يُدارسه جبريل القرآن في كل سنة في رمضان، وفي السنة الأخيرة دارسه جبريل القرآن مرّتين، فاحرصوا على الاهتمام بهذه الليالي فإنه ما من أحد منَّا يتقيَّن أنه سوف يُوافي الشّهر عامًا آخر، كما لا يتقيَّن أن سيُدرك ليلةً أخرى، فليعمل الإنسان لآخرتِهِ كأنّه يموت غدًا، ولا حرج أن يعمل لدنياه كأنّه يعيش أبدًا.

لنعتنِ في هذه اللّيالي وَلْنُعطِها ما تستحقّ، ونتضرّع إلى ربنا –جل وعلا- أن يتقبَّل منا أعمالنا، أن يتجاوز عن سيئاتنا، فإنه جاء في الحديث الصَّحيح أنّ: (من قام رمضان إيمانًا واحتسابًا غُفر له ما تقدّم من ذنبه)، فلو أسرف على نفسه في العام كلِّه ثمّ ندم في شهر رمضان فأحسن صيامه وأحكَمَهُ وقام ليلَهُ يبتغي بذلك وجه الله –جلّ وعلا- غُفِرت له ذنوبه جميعها إلاّ ما كان بينه وما بين العباد، فإنّ ما بين العبد والعباد يحتاج إلى مُقاصَّة يحتاج إلى وفاء، ولهذا جاء عن سيِّد البشر: (من كانت بينه وبين أخيه مظلمةٌ من مالٍ أو عرض أو دم فليستحلّه مادام في الدّنيا قبل أن يأتي إلى يومٍ لا درهم فيه ولا دينار) وإنّما التّقاضي من الأعمال يُؤخذ للمظلوم من أعمال ظالمه، فإذا فنيت حسنات من عليه حقوق وقد بقيت من المظالم مظالم أُخذ من سيّئات المظلومين فطُرح على الظّالم ثُمَّ رُميَ في نار جهنم.

أيّامنا هذه أيَّام اعتذارٍ وتوبةٍ، ورجاءٍ واستغفار، فاغتنموها يا عباد الله.

والنّبيّ –صلّى الله عليه وسلّم- كما في حديث أبي ذرّ في السُّنَن لمّا صلّى بأصحابه صلَّى لنفسه فتعالموا وصلّى وراءه قوم ثُمّ لم يُصلِّ في الليلة التالية وصلّى ليلة أخرى يقول أبو ذرّ: (فقلت يا رسول الله: لو نفّلتنا بقية ليلتنا)، قال عليه أفضل الصلاة والتسليم: (إن الرجل إذا صلّى مع إمامه حتى ينصرف كُتِبَ له كأنّما صلّى الليل كله) أبو ذر يقول: لو نفّلتنا ليلتنا هذه؛ لو صلّيت بنا إلى السّحر، فأخبره رسول الله –صلى الله عليه وسلم- أن من مع الإمام دخل معه في تهجّده واستمرّ إلى أن تنتهي صلاة التّهجّد يُكتب له كأنَّما صلّى الليل كله.

إنَّها لفُرَصٌ لمن أحبُّوا المسابقة إلى الجنّة التي أعدّها الله لأوليائه، الجنّة التي عرضها السّماوات والأرض أُعدّت للمتقين.

وهذه الأيَّام أيَّامُ المساهمة والأخذ بأوفر الأسهم، والتّعلّق بأقوى الأسباب لاسيَّما والمؤنسون كثيرون والمُتسابقون تحصل من الله ثم منهم الإعانة، فإن الإنسان إذا سار في طريقٍ وحده استوحش، وإذا سار في طريق مليئة بالرّاغبين بما يرغب به السائرين إلى الغاية التي يسير لها المتجارين مع الكريم الأكرم وجد من نفسه نشاطًا، الإنسان إذا صلّى وحده في تهجّده لم يكن عنده من النّشاط ما إذا صلّى مع الناس وراء هذا وهذا، يُغالِب نفسه ويتقرَّب إلى ربِّه فتُحدِّث من همَّ بالكسل نفسُه: ألست ترجو ممّا يرجون؟ ألا تخاف ممّا يخافون؟

إنّ هذه الأيَّام أيّام الإعانة من اللّطيف والخبير، وأيام متاجرة، وأيام يُرجى فيها أن يُوافق العبد ليلة القدر التي أثنى الله عليها في كتابه الكريم.

فيا عباد الله: صِلُوا رغباتكم بثواب ربكم وعطائه، وتضرّعوا إليه أن يُعينكم في صلواتكم، وأن يصون ألسنتكم وأبصاركم وأسماعكم، واحرصوا على التّقرّب إلى ربكم -جلّ وعلا- بما يُحب واجتنبوا ما يكره وتعاونوا فيما بينكم، فإن التعاون على البر والتقوى فلاحٌ، واحذروا الآثام فإن الذنوب تجرّ إلى بعضها، فإنّها كالشّرارة إذا علقت بشيءٍ أوشكت أن تُسعرها الريح حتى تكون حريقًا، الذنوب إذا توالت أوشكت أن تطمس القلب، فإذا انطمس القلب وطُبع عليه عميت البصيرة وكلَّت العزيمة أو فترت أو عجزت.

أروا ربّكم –جلّ وعلا- صدق رغبتكم فيما عنده، واعتذروا مما يكون من التقصير ولا محالة، واحرصوا على إحياء ليلكم، لا يقولنَّ قائل: صلَّيتُ مع الإمام أوّل اللّيل فيُكتب لي آخره، ارغب فيما يرغب به الرّاغبون في الخير وشارك إخوانك في الصَّلوات، واعلم أنّ لربّ العزّة -جلّ وعلا- لحظات إجابة، وإنَّ أصحّ الأقوال وأصدقها التي جاء بها رسول الله –صلّى الله عليه وسلّم- أنّها في النِّصف الأخير من اللّيل، وجاء في الحديث الثَّابت أن الله إذا بقي ثلث اللّيل الأخير نزل –جلّ وعلا- للسّماء الدُّنيا ونادى عباده: هل من تائب؟ فأتوب عليه، هل من مستغفر؟ فأغفر له، هل من سائل؟ فأُعطيه سؤله، هل من داع؟ فأجيب دعوته، كُن أحد هؤلاء، وما منَّا إلاّ وعليه ذنوب، وما منَّا إلاّ وهو محتاج، وما منَّا إلاّ وهو لا حول له ولا قوَّة إلاّ بالله –جلّ وعلا-.

فأقبلوا على ربّكم بالرّغبات، وأكثروا عليه -جلّ وعلا- من الطَّلبات، فإنّه لا يملّ، يُعطي -جلّ وعلا-، خزائنه ملأى سحّاء الليل والنهار، ثمّ لا ينفد ما عنده كما جاء في كلامِهِ –جلّ وعلا- في الحديث القدسي الذي يقول فيه: (لو أنّ أوّلكم وآخركم وإنسكم وجنّكم قاموا في صعيد واحد فسألوني فأعطيت كلّ سائل مسألته ما نقص ذلك مما عندي إلا كما ينقص المخيط إذا أُدخل البحر).

تعرَّضوا لعطاء الكريم الأكرم، توسَّلوا إليه بأسمائه وصفاته، اعتذروا من التّقصير وسلوه الإعانة، انطرحوا بين يديهِ انطراح الفقير الذّليل الذي لا عزّ له إلاّ بإعزاز مولاه له، ولا غنى له إلاّ من مولاه، ولا مُفرِّج لكرباتِهِ إلاّ إن فرّجها الله، سلوه -جلّ وعلا-، توجَّهوا إليه فإنّه يُجيب دعوة الدَّاعي إذا دعاه ﴿وقال ربّكم ادعوني أستجب لكم.

ويقول جلّ من قائل: ﴿وإذا سألك عبادي عني فإنِّي قريب أجيب دعوة الدّاعي إذا دعان.

ويا أيُّها المُوفَّق: لا تغترّ بتوفيقك، بل أحسن التّوكّل على ربِّك، والتجئ إليه أن يُعيذَك من العُجب بنفسك، بل سَلْهُ أن يزيدك خيرًا، وأن يُعينك على سلوك طريق الأخيار، وأكثر من التّوبة والاستغفار، وكُن دائم الاعتذار من الله، فإنّ الواحد مهما تقرّب إلى الله بالأعمال وأكثر وزاد لن يبلغ حدّ شُكر الله –جلّ وعلا- ﴿وإن تعدّوا نعمة الله لا تحصوها.

تهيَّؤوا في آخر ليلكم لصلاتكم مع إمامكم، وتضرّعوا إلى ربِّكم أن يُعينكم ويشدّ أزركم، واستبشروا خيرًا.

ثُمّ لا تغفلوا في حال سجودكم أن تسألوا لأمَّة الإسلام، اسألوا مغفرة ذنوبكم، ومغفرة ذنوب أمواتكم وأحياكم، سلوا ربّكم صلاحكم وصلاح ذرّيّاتكم وأعوانكم، سلوا ربّكم أن يُفرِّج كربة المكروبين، سلوا الله –جلّ وعلا- أن يُذلّ الكُفر والكافرين، فرُبَّ دعوةٍ من ساجدٍ يظهر عليها أثر الجِدّ والافتقار والرّغبة الصَّادقة يستجيب الله لها؛ يكون فيها خيرٌ وفلاحٌ لأُمم كثيرة.

إنّ ربنا -جل وعلا- جوادٌ كريم، لا يمنع فضله إلاّ بسبب ذنوبنا، فلنعتذر إليهِ.

الفسادُ كلّه إنّما سببه ذنوب العباد، ولو يُؤاخذ الله النّاس بما يرتكبون من السّيِّئات ما ترك على ظهر الأرض من دابَّة.

فيا أُمّة مُحمَّد: اغتنموا هذه السَّاعات من ليلتكم، واغتنموا بقيَّة اللّيالي، فما هيَ إلاّ عدد دون أصابع اليد، فلعلَّ الله أن يكتُبَ لنا فيها من صنوف البِرّ والإحسان وجزيل العطاء والإكرام ما تتحقَّق لنا به السَّعادة في الدّنيا والآخرة.

اللهم يا مُجيب الدعاء، اللهم يا فارج الكرب واللّأواء، اللهم يا مُجيب الداعي إذا دعاك، يا مُغيب المستغيثين، يا فارج كرب المكروبين، يا مُزيح هموم المهمومين، نسألك بأسمائك وصفاتك أن تُصلح قلوبنا، وتمنحنا البصائر النَّافذة، والرَّغبة فيما عندك، وحُسن التّوكّل عليك، وصدق الالتجاء إليك، يا مُجيب الدعاء.
اللهم آمن روعاتنا، واغفر زلاّتنا، وكفِّر خطايانا، وآمنَّا يوم الفزع الأكبر يوم لا ينفع مال ولا بنون إلاّ من أتى الله بقلب سليم.
اللهم يا إلهنا ومولانا نسألك بأنك أنت الغني الحميد أنت الجواد الكريم ونحن المحتاجون إليك، نحن الفقراء إليك، نسألك أن تُغنينا من فقرنا، وأن ترفع عنَّا ذلّنا، وأن تُبارك لنا فيما أعطيتنا، وأن تُصلح لنا الأعمال والأقوال والأهل والذّرّيّة وأن تُصلح بلدنا وسائر بلاد المسلمين.
اللهم أعز الإسلام والمسلمين، وأذلّ الشّرك والمشركين، ودمِّر أعداء الدين، واجعل هذا البلد آمنًا مُطمئنا سخاء رخاء وسائر بلاد المسلمين.
اللهم يا مُجيب الدعاء، نسألك أن تُفرِّج كرب المسلمين في كلِّ مكان، وأن تفكّ أسر مأسورهم، وأن تشفي مريضهم، وتُقيل عثراتهم، وتُيسّر لهم من أمرهم رشدًا، وتُصلح ولاة أمرهم، وتملأ قلوبهم من خوفك والتّوكّل عليك، وأن تُعينهم على ما ولّيتهم، وأن ترزقهم يا إلهنا حُسن مراعاة أحوال عبادك والنّصح لهم، والاهتمام بمصالحهم، وحملهم على طاعتك يا إله العالمين، وأن تُكافئ الولاة ومن تولَّوا عليهم بأجزل الأجر وعظيم النّصيب إنّك مُجيب الدعاء.
اللهم أعتق رقابنا من النار، وأعتق رقاب أمواتنا وأحيائنا من النار، وتُب علينا واغفر لن وارحمنا، وأنت خير الراحمين.
ربّنا هب لنا من ذرّيّاتنا قرّة أعين، واجعلنا من عبادك الذين يخافونك ويرجونك ويُحسنون العمل إنك مجيب الدعاء.
لا إله إلا أنت، ولا حول ولا قوة إلا بك، وآخرُ دعوانا أنِ الحمد لله ربّ العالمين.
وصلّى الله على نبيّنا محمّد وآله وصحبه وسلّم تسليمًا كثيرًا.

فرّغه:/ أبو عبد الرحمن أسامة
18 / رمضان / 1436هـ

وصلى الله وسلم على نبينا محمد والحمد لله رب العالمين

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 05 Jul 2015, 04:50 PM
أبو أنس محمد عيسى أبو أنس محمد عيسى غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Sep 2014
المشاركات: 415
افتراضي

بارك الله فيك وأثابك الفردوس الأعلى
حفظ الله ووفق الشيخ العلامة الإمام
الوالد الفقيه محمد صالح اللحيدان
رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
اللحيدان, صيام, فقه

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


Powered by vBulletin, Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd
Salafi Tasfia & Tarbia Forums 2007-2013