منتديات التصفية و التربية السلفية  
     

Left Nav الرئيسية التعليمـــات قائمة الأعضاء التقويم مشاركات اليوم Right Nav

Left Container Right Container
 

العودة   منتديات التصفية و التربية السلفية » القــــــــسم العــــــــام » الــمــــنــــــــتـــــــدى الـــــــــعــــــــام

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 11 Mar 2015, 06:16 PM
مصطفى قالية
زائر
 
المشاركات: n/a
افتراضي نعمة الإسلام بين تقصير أهله وتكالب أعدائه



نعمة الإسلام بين تقصير أهله وتكالب أعدائه


الحمد لله ربِّ العلمين والصَّلاة والسَّلام على المبعوث رحمة للعالمين وعلى آله وصحبه ومن تبعه إلى يوم الدين.

أمَّا بعد:
فإنَّ الله ـ عزَّ وجل ـ قد بعث محمَّدا صلى الله عليه وسلم على حين فترة من الرُّسل، وفي وقتٍ كان النَّاسُ أحوجَ ما يكون إلى رسول،إذ كانوا حينها يعيشون في جاهلية جهلاء، وضلالة عمياء، وطموس من السُّبل، ودروس من الكتب حين حرِّف الكلِم، وبدِّلت الشَّرائع، واستند كلُّ قوم إلى أظلم آرائهم، وحكموا على الله وبين عباده بمقالاتهم الفاسدة وآرائهم الكاسدة.
حياتهم خوف وقلق، أحزان وآلام، فواحش ومنكرات، وغير ذلك من أنواع الضلالات،حتى أوجبت عليهم هذه الحال مقت الجبار المتعال، روى مسلم في صحيحه عن عياض بن حمار المجاشعي رضي الله عنه أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ذات يوم في خطبته: «ألا إنَّ ربِّي أمرني أن أعلِّمَكم ما جهلتم، ممَّا علَّمني يومي هذا، كلُّ مال نحلته عبدا حلال، وإنِّي خلقت عبادي حنفاء كلَّهم، وإنَّهم أتتهم الشَّياطين فاجتالتهم عن دينهم، وحرَّمت عليهم ما أحللت لهم، وأمرتهم أن يشركوا بي ما لم أنزل به سلطانا، وإنَّ الله نظر إلى أهل الأرض، فمقتَهم عربَهم وعجمَهم، إلَّا بقايا من أهل الكتاب...»([1]).
قال شيخ الإسلام رحمه الله : «فأخبر أنَّه مقتَهم إلَّا هؤلاء البقايا، و«المقت» هو البغض، بل أشدُّ البغض، ومع هذا فقد أخبر في القرآن أنَّه لم يكن ليعذِّبَهم حتَّى يبعث إليهم رسولا فقال: ﴿ وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولًا (15) ﴾ [الإسراء] وقال: ﴿ وَلَوْ أَنَّا أَهْلَكْنَاهُمْ بِعَذَابٍ مِنْ قَبْلِهِ لَقَالُوا رَبَّنَا لَوْلَا أَرْسَلْتَ إِلَيْنَا رَسُولًا فَنَتَّبِعَ آيَاتِكَ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَذِلَّ وَنَخْزَى (134) ﴾ [طه]، فدلَّ ذلك على أنَّ المقتضيَ لعذابهم قائم، ولكنَّ شرطَ العذاب هو بلوغ الرسالة، ولهذا قال: ﴿ لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ ﴾ [النساء: 165] وفي الصَّحيحين عن النَّبي صلى الله عليه وسلم أنَّه قال: «ما أحدٌ أحبّ إليه العذر من الله؛ من أجل ذلك أرسل الرُّسل وأنزل الكتب»»([2]).
ففي هذا الوقت بعث الله عبدَه محمَّدا صلى الله عليه وسلم ﴿شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا (45) وَدَاعِيًا إِلَى اللَّهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجًا مُنِيرًا (46)﴾[الأحزاب]، بعثه رحمةً للعالَمِين، ومَحجَّة للسَّالكين، وحُجَّة على الخلائق أجمعين.
ورفع الله ببعثته صلى الله عليه وسلم عن النَّاس هذا المقت، فختم به الرِّسالة؛ وهَدى به من الضَّلالة؛ وعلَّم به من الجَهالة، وفتح برسالَتِه أَعْيُنا عُميا، وآذانا صُمًّا، وقُلوبا غُلفا، فأشرقَت برسالَتِه الأرضُ بعد ظلماتها، وتألَّفت بها القلوب بعد شتاتها، فأقام بها الملَّة العَوجاء، وأوضح بها المَحجَّة البيضاء.
وشرح الله لنبيِّه الكريم صلى الله عليه وسلم صدرَه؛ ووضع عنه وزرَه؛ ورفع ذكرَه؛ وجعل الذِّلة والصَّغار على من خالف أمرَه، وأنزل معه القرآن حبل الله العظيم وصراطه القويم، وجعله سبيل الخلاص وشفاءً لما في الصدور.
يقول شيخ الإسلام رحمه الله : «فهدى اللهُ النَّاسَ ببركة نبوَّة محمَّدٍ صلى الله عليه وسلم، وبما جاء به من البيِّنات والهدى، هدايةً جلَّت عن وصف الواصفين، وفاقت معرفة العارفين، حتَّى حصل لأمَّته المؤمنين عمومًا، ولأولي العلم منهم خصوصًا، من العلم النَّافع، والعمل الصَّالح، والأخلاق العظيمة، والسُّنن المستقيمة، ما لو جُمعت حكمة سائرِ الأمم، علمًا وعملًا، الخالصة من كلِّ شَوب، إلى الحكمة الَّتي بُعث بها، لتفاوتا تفاوتًا يمنع معرفة قدر النِّسبة بينهما، فللَّه الحمد كما يحبُّ ربُّنا ويرضى»([3]).
فالحمد لله الَّذي أغنانا بشريعته الغرَّاء، الَّتي فيها الخبر الصَّادق للعيان، والأمر بالعدل والإحسان، والنَّهي عن الفحشاء والمنكر والعدوان، وغيرُ ذلك ممَّا يعجز عن وصفه اللِّسان، فللَّه ـ سبحانه وحده ـ المنَّة والفضل على ما أنعم به علينا وآثرنا به على سائر الأمم.
ورغم وضوح رسالة الإسلام وصفاء الدَّعوة المحمَّدية إلَّا أنَّها لم تسلم من الهجمات والطَّعنات على مرِّ العصور والأزمان، واختلاف الأمكنة والبلدان.
والذين طعنوا ويطعنون في هذا الدِّين على اختلافهم وتنوُّعهم لا يخرجون عن صنفين:
الأوَّل: هم الكفرة الحاسدين من اليهود والنَّصارى و سائر المشركين.
الثَّاني: هم المبتدعة وأهل الأهواء أشباه المغضوب عليهم أوالضالين.
وربُّنا سبحانه وتعالى الذي أكمل لنا الدِّين وأتمَّ علينا النِّعمة قد بيَّن لنا في هذين العدوَّين أمورًا وأوصافًا، وكذلك نبيُّنا صلى الله عليه وسلم الذي ما مات حتَّى تركنا على البيضاء ليلها كنهارها فَعَل، وممَّا بيَّنوه لنا في شأنهما:
1. مخالفتُهم لصحيح المنقول ولصريح المعقول عمدًا أو جهلًا:
قال شيخ الإسلام رحمه الله: «والذين يُخالفون الأنبياء؛ من أهل الكفر، وأهل البدع؛ كالسَّحرة، والكهَّان، وسائر أنواع الكفَّار؛ وكالمُبتدعين من أهل الملل؛ أهل العلم، وأهل العبادة: فهؤلاء مخالفون للأدلَّة السَّمعية والعقليَّة؛ للسماعيَّة والعيانيَّة، مخالفون لصريح المعقول، وصحيح المنقول؛ كما أخبر الله عنهم بقوله: ﴿كُلَّما أُلْقِيَ فيها فَوْجٌ سألهم خَزَنَتُها أَلَمْ يَأْتِكُمْ نَذِيرٌ﴾. فهؤلاء يُخالفون أقوال الأنبياء إمَّا بالتَّكذيب، وإمَّا بالتَّحريف من التَّأويل، وإمَّا بالإعراض عنها وكتمانها؛ فإمَّا لا يذكروها، أو يذكروا ألفاظها، ويقولون: ليس لها معنى يعرفه مخلوق؛ كما أخبر الله عن أهل الكتاب: أنَّ منهم من يكذبُ في اللَّفظ، ومنهم من يُحرِّف الكلم في المعنى، ومنهم جُهَّال لا يفقهون ما يقرؤون؛ قال تعالى: ﴿أَفَتَطْمَعُونَ أَنْ يُؤمِنُوا لَكُمْ﴾، إلى قوله: ﴿فَوَيْلٌ لَهُم مِمَّا كَتَبَتْ أيْدِيهم وويلٌ لَهُمْ مِمَّا يَكْسِبُون﴾. وكذلك هم مخالفون للأدلَّة العقليَّة...».
2. أن دافعَهم هو حسدُهم الكبير للنِّعمة العظمى الَّتي أُوتيَها المسلمون.
قال العليم الخبير: ﴿وَدَّ كَثِيرٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُمْ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّارًا حَسَدًا مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِهِمْ ﴾[البقرة: 109]
أي يتمنون ارتدادكم حسدا، فجعل الحسد هو الموجب لذلك الودِّ من بعد ما تبيَّن لهم الحقَّ؛ لأنَّهم لما رأوا أنَّكم قد حصل لكم من النَّعمة ما حصل؛ بل ما لم يحصل لهم مثله حسدوكم([4]).
وقال ـ عز وجل ـ: ﴿ مَا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَلَا الْمُشْرِكِينَ أَنْ يُنَزَّلَ عَلَيْكُمْ مِنْ خَيْرٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَاللَّهُ يَخْتَصُّ بِرَحْمَتِهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ (105) ﴾[البقرة].
وقال سبحانه: ﴿ أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَى مَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ فَقَدْ آتَيْنَا آلَ إِبْرَاهِيمَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَآتَيْنَاهُمْ مُلْكًا عَظِيمًا (54) ﴾[النساء].
وقال سبحانه: ﴿إِنْ تَمْسَسْكُمْ حَسَنَةٌ تَسُؤْهُمْ وَإِنْ تُصِبْكُمْ سَيِّئَةٌ يَفْرَحُوا بِهَا وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا لَا يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئًا إِنَّ اللَّهَ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ (120) ﴾ [آل عمران]
3. بغضُهم الكبير للمسلمين المتمسِّكين بهدي النِّبي الكريم صلى الله عليه وسلم، بل وإظهارُهم لذلك.
قال سبحانه: ﴿هَاأَنْتُمْ أُولَاءِ تُحِبُّونَهُمْ وَلَا يُحِبُّونَكُمْ وَتُؤْمِنُونَ بِالْكِتَابِ كُلِّهِ وَإِذَا لَقُوكُمْ قَالُوا آمَنَّا وَإِذَا خَلَوْا عَضُّوا عَلَيْكُمُ الْأَنَامِلَ مِنَ الْغَيْظِ قُلْ مُوتُوا بِغَيْظِكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ (119)﴾[آل عمران].

وقال: ﴿ وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلَا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ ﴾[البقرة: 120]
وقال تعالى: ﴿ كَيْفَ وَإِنْ يَظْهَرُوا عَلَيْكُمْ لَا يَرْقُبُوا فِيكُمْ إِلًّا وَلَا ذِمَّةً يُرْضُونَكُمْ بِأَفْوَاهِهِمْ وَتَأْبَى قُلُوبُهُمْ وَأَكْثَرُهُمْ فَاسِقُونَ (8) اشْتَرَوْا بِآيَاتِ اللَّهِ ثَمَنًا قَلِيلًا فَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِهِ إِنَّهُمْ سَاءَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (9) لَا يَرْقُبُونَ فِي مُؤْمِنٍ إِلًّا وَلَا ذِمَّةً وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُعْتَدُونَ (10) ﴾ [التوبة].
وقال تعالى: ﴿ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاءَ تُلْقُونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ وَقَدْ كَفَرُوا بِمَا جَاءَكُمْ مِنَ الْحَقِّ يُخْرِجُونَ الرَّسُولَ وَإِيَّاكُمْ أَنْ تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ رَبِّكُمْ﴾ [الممتحنة: 1] .
قال الشَّيخ ابن باز رحمه الله بعدما ذكر جملة من الآيات السَّابقة: «ففي هذه الآيات الكريمات حثُّ المؤمنين على بُغض الكافرين، ومعاداتهم في الله سبحانه من وجوه كثيرة، والتَّحذير من اتخاذهم بطانة، والتَّصريح بأنَّهم لا يقصِّرون في إيصال الشَّرِّ إلينا، وهذا هو معنى قوله تعالى: ﴿لَا يَأْلُونَكُمْ خَبَالًا﴾، و«الخبال» هو: الفساد والتَّخريب؛ وصرَّح سبحانه أنَّهم يودُّون عنتنا، و«العنت»: المشقَّة؛ وأوضح سبحانه أنَّ البغضاء قد بدت من أفواههم، وذلك فيما ينطقون به من الكلام لمن تأمَّله وتعقَّله، وما تخفي صدورهم أكبر من الحقد والبغضاء ونيَّة السُّوء لنا أكبر ممَّا يظهرونه، ثم ذكر سبحانه وتعالى أنَّ هؤلاء الكفَّار قد يتظاهرون بالإسلام نفاقا ليدركوا مقاصدهم الخبيثة، وإذا خلوا إلى شياطينهم عضُّوا على المسلمين الأنامل من الغيظ، ثم ذكر عزَّ وجل أنَّ الحسنات الَّتي تحصل لنا من العزِّ والتَّمكين والنَّصر على الأعداء ونحو ذلك تسوؤهم، وأنَّ ما يحصل لنا من السُّوء كالهزيمة والأمراض ونحو ذلك يسرُّهم، وما ذلك إلَّا لشدة عداوتهم وبغضهم لنا ولديننا.
ومواقف اليهود من الإسلام ورسول الإسلام وأهل الإسلام كلُّها تشهد لما دلَّت عليه الآيات الكريمات من شدَّة عداوتهم للمسلمين، والواقع من اليهود في عصرنا هذا وفي عصر النُّبوة وفيما بينهما من أكبر الشَّواهد على ذلك، وهكذا ما وقع من النَّصارى وغيرهم من سائر الكفرة من الكيد للإسلام ومحاربة أهله، وبذل الجهود المتواصلة في التَّشكيك فيه، والتَّنفير منه، والتَّلبيس على متَّبعيه، وإنفاق الأموال الضَّخمة على المبشِّرين بالنَّصرانية والدُّعاة إليها، كلُّ ذلك يدلُّ على ما دلَّت عليه الآيات الكريمات من وجوب بغض الكفَّار جميعا، والحذر منهم ومن مكائدهم ومن اتِّخاذهم بطانة»([5]).
4. أنَّ الكفر ملَّة واحدة:
قال سبحانه: ﴿ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ﴾[المائدة: 51].
وقال سبحانه: ﴿وَالَّذِينَ كَفَرُوا بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ ﴾[الأنفال: 73].
وقال عز وجل: ﴿ وَإِنَّ الظَّالِمِينَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ ﴾[الجاثية: 19].
وقال سبحانه: ﴿وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلَا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ﴾[البقرة: 120].
وقال عز وجل: ﴿قُلْ يَاأَيُّهَا الْكَافِرُونَ (1) لَا أَعْبُدُ مَا تَعْبُدُونَ (2) وَلَا أَنْتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ (3) وَلَا أَنَا عَابِدٌ مَا عَبَدْتُمْ (4) وَلَا أَنْتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ (5) لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ (6)﴾[الكافرون].
فجعل لهم دينًا واحدا كما جعل لليهود والنصارى ملَّةً واحدة.
فما دام أنَّ عدوَّهم مشترك ـ وهو الإسلام ـ ، فإنَّهم متَّفقون متوافقون؛ والله تعالى قسَّم خلقَه إلى كفَّار ومؤمنين، فهؤلاء سعداء وهؤلاء أشقياء، والكفرُ وإن اختلفت شعبُه فيجمعه خصلتان:
الأولى: تكذيب الرسول في خبره.
والثَّانية: عدم الانقياد لأمره([6]).
لذلك كان الكفر ملة واحدة.
5. اجتهادهم في محاربة الإسلام الحقّ:
والمقصود بالإسلام الحقِّ هو ما كان عليه النَّبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه رضي الله عنهم علما وعملا، وهم أهل السُّنة والجماعة، فعن معاويةَ بنِ أَبِي سُفيان رضي الله عنه قال: قام فينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: «أَلاَ إِنَّ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ مِنْ أَهْلِ الكِتَابِ افْتَرَقُوا عَلَى ثِنْتَيْنِ وَسَبْعِينَ مِلَّةً، وَإِنَّ هَذِهِ الأُمَّةَ سَتَفْتَرِقُ عَلَى ثَلاَثٍ وَسَبْعِينَ: ثِنْتَانِ وَسَبْعُونَ فِي النَّارِ وواحدةٌ فِي الْجَنَّة وَهِي الْجَمَاعَةُ، وَإِنَّهُ لَيَخْرُجُ فِي أُمَّتِي أَقْوَامٌ تَتَجَارَى بِهِمُ الأَهْوَاءُ كَمَا يَتَجَارَى الكَلَبُ بِصَاحِبِهِ لاَ يَبْقَى مِنْهُ عِرْقٌ وَلاَ مَفْصِلٌ إِلاَّ دَخَلَهُ»[7].
وفي حديث عبد الله بن عمرو رضي الله عنه: «...قالوا: يا رسول الله وما تلك الواحدة؟ قال: «هو ما أنا عليه اليوم وأصحابي»[8].
قال شيخ الإسلام رحمه الله : «لكن لمَّا أخبر صلى الله عليه وسلم: «أنَّ أمَّته ستفترق على ثلاث وسبعين فرقة؛ كلّها في النَّار إلَّا واحدة؛ وهي الجماعة»، وفي حديثٍ عنه أنَّه قال: «هم من كان على مثل ما أنا عليه وأصحابي»؛ صار المتمسِّكون بالإسلام المحض الخالص عن الشَّوب هم «أهل السُّنَّة والجماعة»... وهم الطَّائفة المنصورة، الذين قال فيهم النَّبي صلى الله عليه وسلم: «لا تزال طائفة من أمَّتي على الحقِّ ظاهرين؛ لا يضرُّهم من خالفهم ولا من خذلهم، حتَّى تقوم السَّاعة»، فنسأل الله العظيم أن يجعلنا منهم، وأن لا يزيغ قلوبنا بعد إذ هدانا...»[9].
فالكفَّار لا يتعبون ولا يملُّون ولا يدَّخرون جهدا في محاربة الإسلام الذي جاء به محمَّد صلى الله عليه وسلم، بل ويتَّحِدون لأجل ذلك، ومثلهم أهل الأهواء والبدع في محاربةِ أهلِ السُّنَّة والجماعة.
قال سبحانه: ﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا بِطَانَةً مِنْ دُونِكُمْ لَا يَأْلُونَكُمْ خَبَالًا وَدُّوا مَاعَنِتُّمْ قَدْ بَدَتِ الْبَغْضَاءُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الْآيَاتِ إِنْ كُنْتُمْ تَعْقِلُونَ (118) ﴾[آل عمران]
قال الحافظ ابن كثير رحمه الله: « يقول تبارك وتعالى ناهيًا عباده المؤمنين عن اتِّخاذ المنافقين بطانة، أي: يطلعونهم على سرائرهم وما يضمرونه لأعدائهم، والمنافقون بجهدهم وطاقتهم لا يألون المؤمنين خبالا أي: يسعون في مخالفتهم وما يضرُّهم بكلِّ ممكن، وبما يستطيعونه من المكر والخديعة، ويودُّون ما يعنت المؤمنين ويخرجهم ويشق عليهم.... [و] قد لاح على صفحات وجوههم، وفلتات ألسنتهم من العداوة، مع ما هم مشتملون عليه في صدورهم من البغضاء للإسلام وأهله، ما لا يخفى مثله على لبيب عاقل؛ ولهذا قال: ﴿ قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الْآيَاتِ إِنْ كُنْتُمْ تَعْقِلُونَ ﴾»([10]).
وقال سبحانه: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ لِيَصُدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ ﴾[الأنفال: 36].
وعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: خَطَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم خَطَّا بيده، ثم قال: «هذا سبيل الله مستقيماً»، قال: ثم خطّ عن يمينه وشماله، ثم قال: «هذه السُّبُل، وليَس منها سبيل إلَّا عليه شيطان يدعو إليه»، ثم قرأ ﴿وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ﴾[11].
قال الشَّاطبي رحمه الله: « فالصِّراط المستقيم هو سبيل الله الذي دعا إليه، وهو السُّنَّة، والسُّبل هي سبل أهل الاختلاف الحائدين عن الصراط المستقيم وهم أهل البدع.
وليس المراد سبل المعاصي، لأنَّ المعاصي من حيث هي معاص لم يضعها أحد طريقا تسلك دائما على مضاهاة التَّشريع، وإنَّما هذا الوصف خاصٌّ بالبدع المحدثات»[12].
هذه مقدِّمة يسيرة توقفنا على مقدار النِّعمة العظيمة الَّتي أنعم الله عز وجل بها علينا وفضَّلنا بها على النَّاس، وكذا تبيِّن لنا مقدار العداوة التي يكنُّها الكفَّار وأهل الأهواء للمسلمين وبالأخصِّ لأهل السُّنَّة والجماعة منهم.
والحرص على أن نكونَ مسلمين على ما كان عليه النَّبي صلى الله عليه وسلم وأصحابُه من الضَّرورة بمكان، لأنَّه من كان كافرا كان خالدا في النَّار، ومن كان من الفرق الضَّالة استحقَّ دخول النَّار، والفوز الحقيقي هو بالنَّجاة من النَّار، قال سبحانه: ﴿كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ (185)﴾[آل عمران].
وقال تعالى عن الكفار: ﴿إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا بَعِيدًا (116)﴾[النساء]
وقال سبحانه: ﴿وَنَادَى أَصْحَابُ النَّارِ أَصْحَابَ الْجَنَّةِ أَنْ أَفِيضُوا عَلَيْنَا مِنَ الْمَاءِ أَوْ مِمَّا رَزَقَكُمُ اللَّهُ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ حَرَّمَهُمَا عَلَى الْكَافِرِينَ (50)﴾[الأعراف].
وقد سبق قول نبيِّنا صلى الله عليه وسلم عن افتراق أمَّته إلى ثلاث وسبعين فرقة كلّها في النَّار إلَّا واحدة، وفي هذا يقول أبو نعيم الأصبهاني رحمه الله : «ولو كان في حديث عبد الله بن عمرو الذي قال: «كلّها في النَّار إلَّا واحدة» قال: «كلّها في الجنَّة إلا واحدة» لكان ينبغي أن يكون قد تبيَّن علينا في خشوعنا وهمومنا وجميع أمورنا خوفا أن نكون من تلك الواحدة فكيف وقد قال: «كلَّها في النَّار إلَّا واحدة» »([13]).
وللأسف فإنَّ من أعظم أسباب تتابع هذه الطُّعونات، وقوَّة تأثير هذه الهجمات، هو تخاذل كثير من المسلمين عن نصرة دينهم قولا وعملا.
قال سبحانه: ﴿وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ﴾[الحج: 40].
قال سبحانه: ﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ (7)﴾[محمد].
قال سبحانه: ﴿وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ (30) ﴾[الشورى]
قال شيخ الإسلام رحمه الله : « وإذا كان في المسلمين ضعف وكان عدوهم مستظهرا عليهم كان ذلك بسبب ذنوبهم وخطاياهم؛ إمَّا لتفريطهم في أداء الواجبات باطنا وظاهرا، وإمَّا لعدوانهم بتعدِّي الحدود باطنا وظاهرا، قال الله تعالى: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ تَوَلَّوْا مِنْكُمْ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ إِنَّمَا اسْتَزَلَّهُمُ الشَّيْطَانُ بِبَعْضِ مَا كَسَبُوا﴾ وقال تعالى: ﴿ أَوَلَمَّا أَصَابَتْكُمْ مُصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُمْ مِثْلَيْهَا قُلْتُمْ أَنَّى هَذَا قُلْ هُوَ مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِكُمْ وقال تعالى: ﴿ وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ﴾ ﴿الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ».
والنِّعم لا بدَّ أن تُحفظ وتصان، وحفظ كلِّ نعمة بحسبه، ونعمة الإسلام تحفظ بتعلُّمه وتعليمه والعمل بما جاء فيه، ولذلك جعل الله نصرَ دينِه ونشرَه من أوجب الواجبات، وجعل الدَّعوة إلى الله وإلى دينه من أسمى المقامات، ورغَّب في ذلك أيَّما ترغيب، فقال سبحانه: ﴿وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ (33) ﴾[فصلت].
وقال سبحانه: ﴿ قُلْ إِنَّمَا أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ اللَّهَ وَلَا أُشْرِكَ بِهِ إِلَيْهِ أَدْعُو وَإِلَيْهِ مَآبِ (36) ﴾[الرعد].
وقال سبحانه: ﴿ قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ (108) ﴾[يوسف].
وممَّا ينبغي أن يستحضرَه الدَّاعي إلى الله ولا يغيب عنه أنَّه هو المحفوظ حقيقة بحفظه للإسلام ودعوته إليه، لأنَّ الإسلام محفوظ بنا أو بغيرنا، قال ربُّنا: ﴿يُرِيدُونَ لِيُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ (8) ﴾[الصف].
قال ابن القيِّم رحمه الله: « فالدَّعوة إلى الله تعالى هي وظيفة المرسلين وأتباعهم، وهم خلفاء الرُّسل في أممهم، والنَّاس تبع لهم، والله سبحانه قد أمر رسوله أن يبلِّغ ما أنزل إليه، وضمن له حفظه وعصمته من النَّاس، وهكذا المبلِّغون عنه من أمَّته لهم من حِفظ الله وعصمته إيَّاهم بحسب قيامِهم بدينِه وتبليغهم له، وقد أمر النَّبي صلى الله عليه وسلم بالتَّبليغ عنه ولو آية، ودعا لمن بلَّغ عنه ولو حديثا، وتبليغ سنَّته إلى الأمَّة أفضل من تبليغ السِّهام إلى نحور العدو، لأنَّ ذلك التَّبليغ يفعله كثير من النَّاس، وأمَّا تبليغ السُّنن فلا تقوم به إلَّا ورثة الأنبياء وخلفاؤهم في أممهم، جعلنا الله تعالى منهم بمنِّه وكرمه»([14]).

يتبع إن شاء الله...

18 جمادى الأولى 1436هـ
10/03/2015م





[1] أخرجه مسلم في صحيحه برقم (2865).
[2] الجواب الصحيح لمن بدل دين المسيح (2/306).
[3] اقتضاء الصراط المستقيم (1/75).
[4] مجموع الفتاوى (10/120).
[5] مجموع فتاوى ابن باز (2/180-181).
[6] أحكام أهل الذمة.
[7] أحمد(8396)، وأبو داود(5496)، والترمذي(2640)، وهو في الصحيحة(203).
[8]المروزي في السنة (ص 23)، والآجري في الشريعة (1/308).
[9]العقيدة الواسطية (ص 132-134).
[10]تفسير ابن كثير (2/106).
[11] أحمد في المسند (7/207-208)، والدارمي في المسند (1/285)، وابن ماجه برقم (11)، وابن أبي عاصم في السنة (1/13). والحديث صحيح بمجموع طرقه. انظر ظلال الجنة للألباني (1/13).
[12] الإعتصام (1/80).
[13] حلية الأولياء (9/238).
[14] جلاء الأفهام (ص 492).


التعديل الأخير تم بواسطة أبو معاذ محمد مرابط ; 11 Mar 2015 الساعة 09:29 PM
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 11 Mar 2015, 06:34 PM
لزهر سنيقرة لزهر سنيقرة غير متواجد حالياً
موقوف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2009
المشاركات: 343
افتراضي

حسن مقالك أخي مصطفى يكفر عنك غيابك الأخير، فبارك الله فيك ونفع بك
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 11 Mar 2015, 06:42 PM
خالد أبو علي خالد أبو علي غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Nov 2011
الدولة: الجزائر
المشاركات: 473
افتراضي

بارك الله فيكم وفي شيخنا لزهر .
رد مع اقتباس
  #4  
قديم 11 Mar 2015, 07:44 PM
ابومارية عباس البسكري ابومارية عباس البسكري غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Apr 2013
الدولة: الجزائر بسكرة
المشاركات: 703
إرسال رسالة عبر Yahoo إلى ابومارية عباس البسكري
افتراضي

بارك الله فيك شيخ مصطفى على هذه الدرر
رد مع اقتباس
  #5  
قديم 11 Mar 2015, 07:54 PM
أبو عبد السلام جابر البسكري أبو عبد السلام جابر البسكري غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Feb 2014
المشاركات: 1,229
إرسال رسالة عبر Skype إلى أبو عبد السلام جابر البسكري
افتراضي

بارك الله فيك وأحسن الله إليك شيخ مصطفى قالية.

موضوع مهم في وقته وفقك الله وسدد قلمك.
رد مع اقتباس
  #6  
قديم 11 Mar 2015, 07:59 PM
أسامة العابد أسامة العابد غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Mar 2014
الدولة: الجزائر
المشاركات: 159
افتراضي شكر

جزاك الله خيرا شيخ مصطفى
سررنا بطلعتك
رد مع اقتباس
  #7  
قديم 11 Mar 2015, 10:10 PM
أبو الحسين عبد الحميد الصفراوي أبو الحسين عبد الحميد الصفراوي غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Sep 2010
المشاركات: 196
افتراضي

شكر الله لك ونفع بك ورفع قدرك
رد مع اقتباس
  #8  
قديم 11 Mar 2015, 10:29 PM
أبو البراء
زائر
 
المشاركات: n/a
افتراضي

شكرًا لك شيخ مصطفى على هذا المقال المستوفى، فلكأنَّما هو العسل المصفَّي.
رد مع اقتباس
  #9  
قديم 11 Mar 2015, 10:49 PM
صديق جعيط صديق جعيط غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Jan 2014
المشاركات: 46
افتراضي

جزيت خيرا على ماكتبت، ووقيت شرا على ما اسديت لنا من النصح،ان المنتدى ليحنّ اليك والى كتاباتك النافعة،فلا تطل الغياب فنحن في انتظار المزيد.
رد مع اقتباس
  #10  
قديم 12 Mar 2015, 07:42 AM
أبو مالك أبو بكر حشمان أبو مالك أبو بكر حشمان غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Sep 2012
الدولة: الجزائر
المشاركات: 225
إرسال رسالة عبر ICQ إلى أبو مالك أبو بكر حشمان
افتراضي

يعلم الله كم فرحت لما رأيت مقالك في المنتدى، فجزاك الله خيرا وبارك في وقتك ويسر أمورك، ووفقك لمزيد نفع إخوانك في هذا الصرح العلمي.
رد مع اقتباس
  #11  
قديم 12 Mar 2015, 08:19 AM
مصطفى قالية
زائر
 
المشاركات: n/a
افتراضي

جزى الله جميع إخواني خيرا، وشكر لهم حسن ظنهم بأخيهم، ووفقني وإياهم لما يحبه ويرضاه، وجعل ما نكتب في ميزان حسناتنا يوم القيامة، وأخص بالذكر منهم: شيخنا أبا عبد الله وأخي خالد حمودة.
رد مع اقتباس
  #12  
قديم 12 Mar 2015, 10:37 AM
سليم حموني سليم حموني غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Dec 2014
المشاركات: 67
افتراضي

بارك الله فيك شيخ مصطفى على مقالك الماتع.
رد مع اقتباس
  #13  
قديم 12 Mar 2015, 10:39 AM
أبو ميمونة منور عشيش أبو ميمونة منور عشيش غير متواجد حالياً
موقوف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2015
الدولة: أم البواقي / الجزائر
المشاركات: 582
افتراضي شكر.

جزاك الله خيرا شيخ مصطفى ونفع بك، وبارك لك في أوقاتك.
رد مع اقتباس
  #14  
قديم 12 Mar 2015, 11:39 AM
مصطفى قالية
زائر
 
المشاركات: n/a
افتراضي

الشكر موصول لكما أخوي الكريمين سليم ومنور...جزاكما الله خيرا
رد مع اقتباس
  #15  
قديم 12 Mar 2015, 11:49 AM
عبد الرحمن رحال عبد الرحمن رحال غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Oct 2013
الدولة: الجزائر / بسكرة.
المشاركات: 347
افتراضي

جزاك الله خيرا شيخنا مصطفى على ما كتبتموه نصرة للدين و تذكيرا و نصحا للعباد وصلاحا للبلاد.

واستسمحكم شيخنا-حفظكم الله- برفع بعض ما قيدته من فوائدكم التي نورتم بها مقالكم ، جعلتها رؤوس أقلام مختصرة،أسأل الله تعالى أن ينفع بها.

1- بعث الله عزوجل محمدا صلى الله عليه وسلم على حين فترة من الرسل رحمة للعالمين، ومحجة للسالكين، وحجة على الخلائق أجمعين.
2- معيشة الناس قبل بعثة محمد صلى الله عليه وسلم جهل وضلال وخوف وقلق وأحزان وآلام، وفواحش ومنكرات وتحريم للكلم وتبديل للشرائع، مما أوجب غضب الجبار المتعال.
3- رفع الله عزوجل ببعثته صلى الله عليه وسلم هذا المقت، فختم به الرسالة، وهدى به الضلالة، وعلم به الجهالة.
4- رغم وضوح رسالة الإسلام، وصفاء الدعوة المحمدية إلا أنها لم تسلم من الهجمات والطعنات على مر العصور واختلاف الأمكنة والأزمنة.
5- الطاعنين في هذا الدين لا يخرجون عن صنفين:
* الكفرة الحاسدين من اليهود والنصارى وسائر المشركين.
* المبتدعة وأهل الأهواء وأشباه المغضوب عليهم أو الضالين.
6- بين الله جل وعلا ورسوله الكريم لنا في هذين العدوين أمورا وأوصافا، منها:
* مخالفتهم لصحيح المنقول، ولصريح المعقول عمدا أو جهلا.
* أن دافعهم هو حسدهم الكبير للنعمة العظمى التي أوتيها المسلمون.
* بغضهم الكبير للمسلمين المتمسكين بهدي النبي الكريم صلى الله عليه وسلم بل وإظهارهم لذلك.
* الكفر ملة واحدة.
* اجتهادهم في محاربة الإسلام الحق.
7- تبين لنا من هذه المقدمة مقدار نعم الله عزوجل العظيمة علينا دون غيرنا من الناس، وكذا مقدار العداوة التي يكنها الكفار وأهل الأهواء للمسلمين وبالأخص أهل السنة والجماعة منهم، مما استوجب علينا أن نكون مسلمين كما كان النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه.
8- يجب أن نخاف من أن نكون من الفرق الثنتين والسبعين التي دخلت النار.
9- من أعظم أسباب تتابع هذه الطعونات وقوة هذه الهجمات هو تخاذل كثير من المسلمين عن نصرة دينهم قولا عملا.
10- من أعظم النعم التي يجب أن تشكر لتحفظ نعمة الإسلام وحفظه يكون بتعلمه وتعليمه.
11- يجب أن يستحضر الداعي إلى الله عزوجل أنه هو المحفوظ حقيقة بحفظه للإسلام ودعوته إليه، لأن الإسلام محفوظ بنا أو بغيرنا.
رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


Powered by vBulletin, Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd
Salafi Tasfia & Tarbia Forums 2007-2013