منتديات التصفية و التربية السلفية  
     

Left Nav الرئيسية التعليمـــات قائمة الأعضاء التقويم مشاركات اليوم Right Nav

Left Container Right Container
 

العودة   منتديات التصفية و التربية السلفية » القــــــــسم العــــــــام » الــمــــنــــــــتـــــــدى الـــــــــعــــــــام

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 20 May 2014, 02:53 PM
أبو البراء
زائر
 
المشاركات: n/a
افتراضي طريقة ناجعةٌ في جواب من يسأل عن المعضلات تعجيزًا

بسم الله الرَّحمن الرَّحيم

طريقة ناجعةٌ في جواب من يسأل عن المعضلات تعجيزًا

هذه قصَّة وقعت للإمام الحافظ ابن قاضي الجبل رحمه الله مع بعض العوامِّ، ذكرها صاحب «القلائد الجوهريَّة» (2/494)، واستفدتها أنا من كتاب: «ابن قاضي الجبل وآراؤه الأصوليَّة» (صحيفة 46):


خلاصتها أنَّ أعجميًا قدم دمشق فجعل يمتحن العلماء بمسائل عقليَّة ويقول: «مات العلماء»، فذُكر أمره لابن قاضي الجبل فقال: «اجمعوا بيني وبينه»، فسأل الرَّجل ابنَ قاضي الجبل عن مسألة من المسائل العقيلة، فقال له ابن قاضي الجبل: «ومن أوصلك أنت إلى هذه المسألة؟ لننظر أوَّلا هل تحسن تتطَّهر، إذا كان رجل في بريَّة وليس عنده غير أحجار وأراد أن يستجمر، هل يأخذ ذكره بيمينه والأحجار بيساره أو العكس»؟ فسكت فلم يدر ما يقول، فجعل يوبِّخُه ويقول: «هذا الَّذي تقولون إنَّه يقول: مات العلماء! والله إنَّه مسكين ما يعرف يستجمر»!!
فلمَّا بلغ منه غايته من التوبيخ والتَّقريع قام فقال: «وأمَّا مسألتك فكذا وكذا» وهدر عليه فيها شيئًا كثيرًا، فذهب ذلك الأعجمي فلم يُرَ بعد ذلك في دمشق.


فقد أحسن حيث بيَّن له جهله وأنه قد تعدى طوره وقفز قنطرته، وزاد على الإحسان في المدى حين أجابه عن مسألته حتى لا يظنَّ به أنَّه حاد عن جواب المسألة لمَّا لم يعرف جوابها، وبمثل هذا ينبغي أن يُرفس المتطاولون على مقاعد الأكابر.


قريبٌ من هذا أنَّ الشَّيخ ابن عثيمين رحمه الله كان يقول في المتعالم: إذا أردتم محنته فاسألوه عن مسألة من مسائل الفرائض (المواريث)، أو عن إعراب جملة ما فإنَّه سينكشف.


رحم الله الشَّيخ فإنَّ هذين العلمين ثقيلين لا يصبر عليهما ويبلغ منهما غايته إلَّا جادٌّ حريص على الطَّلب مثابر على التَّحصيل، أمَّا المتعالم المنفوخ فماله ومقاماتِ أهل الرُّسوخ.


أمَّا مسألة ابن قاضي الجبل لذلك العاميِّ فقد تكلَّم العلماء في وجه العمل في ذلك ووضَّحوه، وممن ذكرها وذكر أجوبة الناس عليها الحافظ ابن حجر في «فتح الباري» وخلاصة المختار فيها أنَّه يمسك الحجر بيمينه وذكره بيساره ثمَّ يمسح بذكره على الحجر فيكون قد استنجى بيساره ولم يمسَّ ذكره بيمينه فخرج من عهدة النَّهيين.


ونظير هذه المسألة، المسألةُ ذكرها ابن الملقِّن في «شرح العمدة» (1/395) وهي: لو تعارض الانتعال باليمين مع الخروج من المسجد باليسار، فإنَّه إن أخرج اليسرى فلبس نعله يكون قد بدأ بلبس اليسار، والسنَّة البدء باليمين، وإن خرج باليمين ليبدأ بلبسها يكون قد ترك سنَّة الخروج باليسار، قال ابن الملقن في الخروج من الإشكال: يخرج من المسجد بيساره ويضع رجله على نعله من غير أن يلبسها، ثمَّ يخرج باليمنى ويلبسها، ثمَّ يلبس اليسرى.


ولهما مسألة شبيهة بهما وليست مثلهما، أُولع بعض الطَّلبة بالإلغاز بها، وهي ما لو دخل المسجد عطِشًا وأراد أن يشرب ماءً قبل أن يصلِّيَ تحيَّة المسجد، فعملُ النَّاس على أنَّه يقعد على عقبيه مستوفزًا من غير أن يضع ركبتيه على الأرض ويشرب، فيُعترض عليه بأنَّه إن كان هذا جلوسًا فقد جلست قبل أن تصلِّي، وإن لم يكن جلوسًا فقد وقعت في النَّهي عن الشُّرب قائمًا، والجواب أنَّه نُهي أن يشرب قائمًا وقد امتثل فلم يشرب قائمًا، ونُهي عن الجلوس قبل الصَّلاة وهو لم يجلس، فهو خارج من عهدة النَّهيين كليهما، والله أعلم.

التعديل الأخير تم بواسطة أبو البراء ; 20 May 2014 الساعة 02:56 PM
رد مع اقتباس
 


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


Powered by vBulletin, Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd
Salafi Tasfia & Tarbia Forums 2007-2013