منتديات التصفية و التربية السلفية  
     

Left Nav الرئيسية التعليمـــات قائمة الأعضاء التقويم البحث مشاركات اليوم اجعل كافة الأقسام مقروءة Right Nav

Left Container Right Container
 
  #1  
قديم 20 Oct 2017, 08:45 AM
أبو الحسن نسيم أبو الحسن نسيم غير متواجد حالياً
موقوف
 
تاريخ التسجيل: Sep 2015
الدولة: الجزائر العاصمة
المشاركات: 390
افتراضي من المهمات معرفة أحوال الدعاة.

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين على آله وصحبه أجمعين،أما بعد:

فإن الدعوة إلى الله من أشرف الأعمال التي يتقرب بها العبد إلى ربه تعالى قال الله عز وجل:(ومن أحسن قولا ممن دعا إلى الله وعمل صالحا وقال إنني من المسلمين) وقال تعالى:(قل هذه سبيلي أدعو إلى الله على بصيرة أنا ومن اتبعني وسبحان الله وما أنا من المشركين)

والدعوة إلى الله التي شرف الله بها أمة الإسلام لا بد أن تكون على طريقة النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه الكرام، التابعين لهم بإحسان،وكثير ممن انتسب إلى الدعوة أخطأ الطريق وضل عن سواء السبيل، وصار من أئمة النار والعياذ بالله، بدعوته إلى الشرك والموبقات، وتزيين ذلك في قلوب الناس كما هو حال دعاة الصوفية والقبورية الذين يروجون للشرك بالله في صورة تعظيم الصالحين، ودعوتهم من دون الله، أو دعاة الرفض الذين يدعون لتأليه آل البيت، وسب الأصحاب، والتنقص منهم والطعن فيهم والإزدراء بالقرآن والسنة، أو دعاة العصرنة الذين يزينون للناس الديموقراطية والحكم بغير ما أنزل الله، وأن الحرية الدينية ووحدة الأديان هي الطريق للتعايش في هذا العالم وتحقيق السلام.

وصنف من الدعاة يدعون إلى المحدثات والبدع من البدع المتنوعة كبدعة التصوف (ما لم يصل الحد فيها إلى ما سبق ذكره من دعوة غير الله والشرك به) التي تمثلها جماعة التبليغ وغيرها،وبدعة التحزب وتفريق المسلمين وإحداث المناهج المختلفة والطرائق البدعية للوصول إلى الكراسي والحكم كما هو حال جماعة الإخوان المسلمين،وغالبا ما تجد هؤلاء يدعون إلى الميوعة والتهاون في شرائع الإسلام مقلدين الكفار في كثر من أحوالهم،وبدعة الخوارج الذين يستحلون دماء المسلمين بتكفيرهم وسفك دمائهم واستحلال أعراضهم(على خلاف بين أهل العلم في تكفير هذه الطائفة المارقة من الدين) مع كون هذه الطائفة اليوم تعرف بالفسق والفجور والكذب والجبن خلافا لما كان الخوارج الأوائل من الديانة والتعبد والصدق والشجاعة.
وصنف من الدعاة ينتسبون لهذه الدعوة المباركة فيجتمعون بحت مبدأ الكتاب والسنة على فهم سلف الأمة ويسمون أنفسهم بالسلفيين،ولا بد للمسلم أن يعتني بمعرفة هذا الصنف من الدعاة لأن الصراط المستقيم واحد،وكلما قربت السبل من هذا السبيل كلما كان الأمر أخفى وأغمض لما يختلط بهذا الصنف من الدعاة من الحق والباطل.

أ-من أقسام هذا الصنف من يتبنى مذهب السلف من حيث الأصل العام في أنواع الديانة والشرائع،لكن الخلل يدخل من جهة التأثر الواضح بالجماعات السياسية المعاصرة البدعية من الخوارج بمختلف طوائفها(كالقاعدة وداعش والإخوان ونحوهم) أو الجماعات الصوفية كجماعة التبليغ ونحوها،فتراه يقرر منهج أهل السنة والجماعة في كثير من النواحي ولكن إذا تمعنت في دعوته تجده بين أمرين:
-حمله أطروحات تلك الجماعات،فتراه يبيح التحزب والإعتصامات والمظاهرات ومقارعة الحكام والإنكار العلني عليهم بل والخروج عليهم،وإن اختلفت الوسائل ومثال هؤلاء عبد الرحمن عبد الخالق وسلمان العودة وسفر الحوالي وعائض القرني الذين يعرفون بالحركيين.

-السكوت عن رموز الجماعات والثناء عليهم واعتبار هذه الفرق والشيع من الأمور التي لا تنكر،ويرون أنه لا بأس من الاستفادة من هؤلاء والتعاون معهم كما وقع لكثير من هؤلاء من الثناء على المخالفين من أئمة الباطل كما فعله محمد حسان المصري حين أثني على سيد قطب وابن لادن وجماعة التبليغ،وتراهم بعد ذلك سيفا مسلولا على أهل السنة حين يرمونهم بالغلو والتجريح لأن أهل الحق قد كشفوا أهل الباطل وكشفوا من يدافع عنهم بالباطل،فلما افتضحوا حملوا على أهل السنة وتكتموا على أهل الباطل.
ب-صنف من الدعاة لمنهج السلف ممن صاروا يدافعون عن الصنف الأول فهم دروع وحماة للجماعات البدعية المعاصرة وأضرابهم، أسسوا القواعد لهدم منهج أهل السنة والجماعة في جرح الرجال والطوائف والدفاع عن أهل الباطل كما فعله عدنان عرعور والمأربي وعلي الحلبي،فأعلنوا المخالفة لطريقة أهل السنة في باب الولاء والبراء ومعاملة المبطلين فخالفوا السبيل وخرجوا عن جادة أهل السنة والجماعة السلفيين.

ج-وصنف من الدعاة قد يكون متذبذبا فتراه تارة مع أهل السنة وتارة مع أهل الباطل، ومنهم من يتستر بذلك ولا يظهر ولاءه وميله لأهل الباطل لعلمه أن ذلك يسقطه عند أهل السنة،فهو يريد أن يحافظ على مكانته بإظهاره الموافقة لأهل السنة، وأنه يسير على طريقتهم،لكنه إذا خلا مع أصحابه لا ترى جليسه إلا من حمل تلك الأفكار الهدامة، ومن رفع عقيرته في الطعن واللمز في أهل السنة،فتراه في ولائه مع السلفيين،لكن في برائه تجده في ضعف شديد يوشك أن يميل مع القوم،وهذا الصنف المتستر يفضح عند أهل السنة لأن من أخفى بدعته لا يمكن أن يخفي ألفته فيحكم أهل السنة عليه بمجالسته لأهل الباطل،والنصيحة لمن كان كذلك أن يتوب إلى الله وأن يترك أهل الباطل وأن يجالس أهل السنة ويعرف ما عندهم من الحق فيلزمه وما عند الضلال من البدع فيتركه.

د-وصنف من الدعاة تراه متذبذبا لم يفقه طريقة أهل السنة السلفية في معاملة أهل الباطل والحكم عليهم ،فتراة يمدح وتارة يلمز،وتارة يوافق وتارة يخالف،وتدخل على المذبذب الشبهات التي قد تصيره على طريقة المبطلين،فهذا الصنف يحتاج إلى وقفة صادقة جادة بتعلم العلم الفرقاني الذي يفرق به بين أهل السنة والمخالفين لهم.

وأما أهل السنة السلفيين فيسيرون على طريقة السلف الصالحين مجانبين البدع والمحدثات سالكين طريق السلف الكرام،إلا أنه ينبغي أيضا التمييز بين هؤلاء ومعرفة أصناف الدعاة إلى الحق ففيهم:
أ-العالم الرباني الراسخ في علمه،فهذا يصدر عنه الناس من أقطار الدنيا يستفتونه ويرجعون إليه،لما عرف عنه من بصيرته في دين الله تعالى.

ب-المشايخ والدعاة إلى الله الكبار الذين عرفوا بالسير على طريقة الأكابر من أهل العلم في علومهم وفتاويهم وتقريراتهم ودروسهم،يصدر عنهم الناس ويرجعون إليهم،ويستفيدون منهم.

ج-قسم من تراه سلفيا من طلاب العلم أو من أئمة المساجد ممن ينفع الله بهم العباد والبلاد،فهؤلاء لا بد من التمييز بينهم من جهات:

-من جهة من تجده ذا أهلية في علمه على طريقة الصنفين الأوليين،متمكنا من علمه متبصرا في أقواله ودروسه يسير على جادة القوم،فهذا لا بأس أن يصدر عنه الناس في بلده إذا زكاه المشايخ ورأوه أهلا لذلك.

-من جهة من تجده ضعيفا في علمه مع كونه خطيبا،أو تجده يجيد في باب دون باب فتراه في الوعظ والخطب مفوها،لكنه ضعيف في تقرير العلوم وبيانها فتنقصه الأهلية للتصدر في المجالس،فهذا ينبغي أن يكون نشاطه مقتصرا على مسجده وأهل حيه،مستغلا ذلك في تطوير نفسه والإزدياد من العلم.

-من جهة من تجده يطلب علما سلفيا،لكنه ليس على جادة العلماء الأكابر ولا المشايخ الفضلاء،تراه على طريقة الوعاظ والقصاص في كثرة الحكايات والفكاهة في المجالس،فهذا أيضا لا يصلح إلا أن يبقى في مسجده مجاهدا نفسه على ترك هذه الأساليب الهزلية ،يجاهد نفسه على حضور دروس أهل السنة الأكابر حتى ينصبغ في نفسه بطريقتهم في التعليم والتدريس والشرح.

وهذان الصنفان الأخيران يضران بالدعوة إذا لم يعرفا قدرهما ومكانتهما ولهذا تجد المشايخ يشددون في هذين الصنفين في قضيىة التصدر وصدور الناس عنهم والتنقل عبر الأماكن لما لمسوا منهم من الضعف،الذي يضر بدعوتنا المباركة.
أسأل الله التوفيق والسداد والهدى والرشاد إنه سميع مجيب.

رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
منهج, مسائل, معرفةالدعاة

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


Powered by vBulletin, Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd
Salafi Tasfia & Tarbia Forums 2007-2013