منتديات التصفية و التربية السلفية  
     

Left Nav الرئيسية التعليمـــات قائمة الأعضاء التقويم البحث مشاركات اليوم اجعل كافة الأقسام مقروءة Right Nav

Left Container Right Container
 
  #1  
قديم 21 Mar 2012, 11:13 PM
فتحي إدريس
زائر
 
المشاركات: n/a
افتراضي مسألة انقسم فيها العــــالم إلى أقسام خمسة!!!

إنَّ الحمد لله نحمده، ونستعينه، ونستغفره؛ ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا؛ من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمَّدا عبده ورسوله.
أما بعد:
قال ابن القيم –رحمه الله- في كتابه
"روضة المحبين ونزهة المشتاقين"[(ص96)، طبعة: دار عالم الفوائد]:
فانقسم الخلق في هذا الابتلاء [–أي: امتحان الله عز وجل خلقه بين أمره وقدره-] فريقين:
فريقا داروا مع أوامره ومحابّه، ووقفوا حيث وقف بهم الأمر، وتحركوا حيث حرّكهم الأمر، واستعملوا الأمر في القدر، وركبوا سفينة الأمر في بحر القدر، وحكَّموا الأمر على القدر، ونازعوا القدر بالقدر امتثالا لأمره، واتباعا لمرضاته، فهؤلاء هم الناجون.
والفريق الثاني:عارضوا بين الأمر والقدر، وبين ما يحبه ويرضاه، وبين ما قدره وقضاه، ثم افترقوا أربع فرق:
1-فرقة كذبت بالقدر محافظة على الأمر، فأبطلت الأمر من حيث حافظت على القدر، فإن الإيمان بالقدر أصل الإيمان بالأمر، وهو نظام التوحيد، فمن كذب بالقدر نقض تكذيبه إيمانه.
2-وفرقة ردت الأمر بالقدر، وهؤلاء من أكفر الخلق، وهم الذين حكى الله قولهم في القرآن إذ قالوا: ﴿لَوْ شَاءَ اللهُ مَا أَشْرَكْنَا وَلَا ءَابَاؤُنَا وَلَا حَرَّمْنَا مِنْ شَيْءٍ﴾[الأنعام: 148]وقالوا: ﴿لَوْ شَاءَ اللهُ مَا عَبَدْنَا مِنْ دُونِهِ مِنْ شَيْءٍ نَحْنُ وَلَا ءَابَاؤُنَا وَلَا حَرَّمْنَا مِنْ دُونِهِ مِنْ شَيْءٍ﴾[النحل: 35] وقالوا أيضا: ﴿لَوْ شَاءَ الرَّحْمَنُ مَا عَبَدْنَاهُمْ﴾[الزخرف: 20]وقالوا أيضا: ﴿أَنُطْعِمُ مَنْ لَوْ يَشَاءُ اللهُ أَطْعَمَهُ﴾[يس: 47]فجعلهم الله سبحانه بذلك مكذبين خارصين، ليس لهم علم، وأخبر أنهم في ضلال مبين.
3-وفرقة دارت مع القدر، فسارت بسيره، ونزلت بنزوله، ودانت به، ولم تبال وافق الأمر أو خالفه، بل دينها القدر، فالحلال ما حل بيدها قدرا، والحرام ما حرمته قدرا، وهم مع من غلب قدرا من مسلم أو كافر، برا كان أو فاجرا، وخواص هؤلاء وعبادهم لما شهدوا الحقيقة الكونية القدرية صاروا مع الكفار المسلطين بالقدر، وهم خفراؤهم، فهؤلاء أيضا كفار.
4-وفرقة وقفت مع القدر مع اعترافهم بأنه خلاف الأمر، ولم تدن به، ولكنها استرسلت معه، ولم تكم عليه الأمر، وعجزت عن دفع القدر بالقدر اتباعا للأمر، فهؤلاء مفرطون، وهم بين عاجز وعاص لله.
وهؤلاء الفرق كلهم مؤتمون بشيخهم إبليس، فإنه أول من قدم القدر على الأمر وعارضه به، وقال: ﴿رَبِّ بِمَا أَغَوَيْتَنِي لَأُزَيِنَنَّ لَهُمْ فِي الأَرْضِ وَلَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ﴾[الحجر: 39] و: ﴿قَالَ فَبِمَا أَغَوَيْتَنِي لَأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ المُسْتَقِيمَ﴾[الأعراف: 16] فرد أمر الله بقدره، واحتج على ربه بالقدر.
وانقسم أتباعه أربع فرق كما رأيت، فإبليس وجنوده أرسلوا بالقدر إرسالا كونيا. فالقدر دينهم، قال الله تعالى: ﴿أَلَمْ تَرَ أَنَّا أَرْسَلْنَا الشَّيَاطِينَ عَلَى الكَافِرِينَ تَؤُزُّهُمْ أَزًّا﴾[مريم: 83] فدينهم القدر، ومصيرهم سقر.
فبعث الله الرسل بالأمر، وأمرهم أن يحاربوا به أهل القدر، وشرع لهم من أمره سفنا، وأمرهم أن يركبوا فيها هم وأتباعهم في بحر القدر، وخص بالنجاة من ركبها، كما خص بالنجاة أصحاب السفينة، وجعل ذلك آية للعالمين.
فأصحاب الأمر حرب لأصحاب القدر حتى يردوهم إلى الأمر، وأصحاب القدر يحاربون أصحاب الأمر حتى يخرجوهم منه، فالرسل دينهم الأمر مع إيمانهم بالقدر وتحكيم الأمر عليه، وإبليس وأتباعه دينهم القدر ودفع الأمر به، فتأمل هذه المسألة في القدر والأمر وانقسام العالم فيها إلى هذه الأقسام الخمسة، وبالله التوفيق.

وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على سيدنا ونبينا محمد، وعلى آله، وصحبه، أجمعين.

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 05 Jul 2013, 07:22 PM
معبدندير معبدندير غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Oct 2007
الدولة: الجزائر العاصمة الولاية
المشاركات: 2,034
إرسال رسالة عبر MSN إلى معبدندير إرسال رسالة عبر Skype إلى معبدندير
افتراضي

جزاكم الله خيرا
رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


Powered by vBulletin, Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd
Salafi Tasfia & Tarbia Forums 2007-2013