هذه محاولة متواضعة - على عُجَرِها وبُجَرِها- في نظم معاني القصيدة الحائية وهي أشهر من نار على علم ، أخذتُ من ألفاظها ومعانيها وصُغتها على روي وبحر مختلف لكن أين الثرى من الثريا وحسبي قول الشاعر :
سبيلُ الهُداةِ اجْتنابُ البِدعْ --- على نهجهمْ سِرْ ولا تبتدِعْ
ودِنْ بكتاب الإله وخُذْ --- بهدي الرسول به ترتفعْ
وقلْ ليس قول إلهي بخَلْقٍ --- بذا دَانَ أهلُ التُقى فاتَّبِعْ
ولا تك فيه أخي واقفًا --- كما قال أتباع جهم اللُّكَعْ
ولا يك خلقا إذا ما قرأنا --- فإنَّ الكلامَ بلفظٍ سُمِعْ
وقلْ يتجلَّى إله الورى --- كما البدر للخلق حين طلَعْ
وليس بإبنٍ وليس يَلِدْ --- ولا من شبيهٍ فذا مُمْتَنَعْ
وقد يُنكر الجهم هذا الهدى --- وإنَّ لفيه حديثا سَطَعْ
رواه جريرٌ عن المصطفى --- فقل مثل ما قال كي تنتفعْ
وقد يُنكر الْجهم أيضا يميـ --- ــن ربي وخير يديه نَبَعْ
وقل ينزل الله في ثُلثٍ --- من الليل يدنو أخيرَ الهُزَعْ
إلى طبقات سماء الدُّنَا --- فتُفرجُ أبوابها تَتَّسِعْ
فسبحان ربي وجلَّ العَلِي --- فلا تسألنَّ بِكَيْفَ ودَعْ
يقول ألا منكمُ مذنبٌ --- يَجِدْ غافرا رازقا يستمعْ
رواه ثقاتٌ عدولٌ فمنْ --- يردُّ حديثهمُ مبتدعْ
وقل بعد أحمد خير الورى --- رفيقاه حيًّا وفي المضطجعْ
وعثمان بعدهما راجحا --- ويتلو عَلِيٌّ تَقِيُّ وَرِعْ
ولا ريبَ أنَّهُمُ كلهمْ --- معَ الرَّهْطِ في جنَّةٍ يجتمعْ
سعيدٌ وسعدٌ وعامرُفهرٍ --- وطلحةُ خيرٍ بُدور الوَرَعْ
كذاك الزبيرُ حوارِي النَّبِي --- وإبنٌ لعوفٍ ونظمِي انْقطعْ
وحاولتُ جمعًا لأسمائهمْ --- ببيتٍ وحيدٍ فلَمْ أستطِعْ
فَشِعري تقاصرَ عن ذِكرهمْ --- فكيف لِفضلهمُ يَتَّسِعْ
وعَائِشُ صِدِّيقَةٌ وكذا --- معاويةٌ مُصْلِحٌ مُتَّبعْ
ومنْ هجروا ثمَّ من نصروا --- ونالوا نعيما فلا ينقطعْ
ومن قد حَذَا حَذْوهمْ بعدهمْ --- بقولٍ وفعلٍ بحُسْنٍ تَبِعْ
وفي الصَّحبِ قلْ خير قولٍ تَفُزْ --- ولا تَكُ تطعنُ فيهمْ تَقَعْ
ففي الوحي جاءتْ فضائلهمْ --- وفي الفتح آي الثناء تَشِعْ
وبِالْقَدَرِ الْحقِّ كُنْ مُوقنا --- وأَحْكِمْ به الدين لا يَتَّضِعْ
ولا تُنكرنَّ بجهلٍ نكيرا --- كذا منكرا صحَّ ذا فاستمعْ
وآمِنْ بحوضٍ أتى ذِكْرُهُ --- وميزان عدلٍ بحقٍّ وُضِعْ
وقل يُخرِجُ الله من ناره --- جُسوما كفحمٍ فَزِدْ في الطَّمَعْ
برحمته ثمَّ في جنَّةٍ --- بماءٍ فَتَحْيَا كَحَبٍّ زُرِعْ
عذاب القبور فكن مؤمنا --- بِهِ والنَّبِي خير مَنْ قد شَفَعْ
ولا تَرْمِ بالكفر عبدًا عَصَى --- فأهل الصلاة لهم مُتَّسَعْ
ولا تعتقد رأي من خَرَجُوا --- سيلقى الرَّدَى من به يقتنعْ
ودينك لا تلعبنَّ به --- كمُرْجي تَلَهَّى بما قد شُرِعْ
وتعريف إيماننا نِيَّةٌ --- معَ الْقولِ والْفعلِ إذ تجتمعْ
فقل إن أردت النجاةَ به --- فقول الرسول به قد صَدَعْ
وينقص بالذنب تهوي به --- يزيدُ على الخير إنْ تَصْطَنِعْ
ودَعْ ما يقول الرجال برأيٍ --- فقول الرسول كغيثٍ هَمَعْ
وأهل الحديث بهمْ فاقتدي --- فقد آثروه وباعوا الضِّيَعْ
إذا ما اعْتقدت أخي ما مضى --- فأبشر بخيرٍ لديكمْ جُمِعْ .