منتديات التصفية و التربية السلفية  
     

Left Nav الرئيسية التعليمـــات قائمة الأعضاء التقويم البحث مشاركات اليوم اجعل كافة الأقسام مقروءة Right Nav

Left Container Right Container
 
  #1  
قديم 09 Jul 2017, 09:42 AM
عز الدين بن سالم أبو زخار عز الدين بن سالم أبو زخار غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Nov 2015
الدولة: ليبيا
المشاركات: 548
افتراضي زجر المثبِّطين المتشبِّهين بالشَّياطين


الحمد لله ولي الصالحين، ولا عدوان إلا على الظالمين، والصلاة والسلام الصادق الأمين، وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد:
فالتثبيط خلق ذميم وخصلة من خصال المنافقين، وصفة من صفات الشياطين.
عرفه العلامة أبو جعفر النحاس رحمه الله في ((معاني القرآن الكريم)): ((التثبيط: رد الإنسان عما يريد أن يفعله)) اهـ.
وقال العلامة ابن عطية الأندلسي رحمه الله في ((المحرر الوجيز)): ((التثبيط: التكسيل وكسر العزم)) اهـ.
وقال العلامة النووي رحمه الله في ((شرح على مسلم)): ((التثبيط: وهو التعويق)) اهـ.
وقال العلامة ابن القيم رحمه الله في ((شفاء العليل)): ((التثبيط: رد الإنسان عن الشيء الذي يفعله)) اهـ.
فالشيطان قعد لابن آدم في طرق الخير، لا يبالي بأيها ظفر؛ والذين يشوشون ويقطعون طريق الدعوة على إخوانهم أصحاب التوحيد والمنهج السديد والرأي الرشيد، الذين يعلم الناس دينهم، ويصححون لهم اعتقاداتهم، وعباداتهم، ويحسنون لهم أخلاقهم، ويجملون لهم آدابهم، وينشرون العلم والسنة، ويقمعون البدعة ، فيكون هؤلاء المحبطين والمثبطين بذلك عائقا من عوائق الدعوة، مثلهم مثل ذلك الخسيس وشبههم شبه إبليس في التثبيط والتعويق.
قال الله تعالى: {الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ وَيَأْمُرُكُمْ بِالْفَحْشَاءِ وَاللَّهُ يَعِدُكُمْ مَغْفِرَةً مِنْهُ وَفَضْلًا وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ } [البقرة: 268].
قال العلامة القرطبي رحمه الله في ((أحكام القرآن)): ((الشيطان له مدخل في التثبيط للإنسان عن الإنفاق في سبيل الله، وهو مع ذلك يأمر بالفحشاء وهي المعاصي والإنفاق فيها. وقيل: أي بأن لا تتصدقوا فتعصوا وتتقاطعوا)) اهـ.
وعن سبرة بن أبي فاكه رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((إن الشيطان قعد لابن آدم بأطرقه فقعد له بطريق الإسلام، فقال: تسلم وتذر دينك ودين آبائك وآباء أبيك فعصاه فأسلم ثم قعد له بطريق الهجرة، فقال: تهاجر وتدع أرضك وسماءك وإنما مثل المهاجر كمثل الفرس في الطول فعصاه فهاجر ثم قعد له بطريق الجهاد، فقال: تجاهد فهو جهد النفس والمال فتقاتل فتقتل فتنكح المرأة ويقسم المال فعصاه فجاهد، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فمن فعل ذلك كان حقا على الله عز وجل أن يدخله الجنة ومن قتل كان حقا على الله عز وجل أن يدخله الجنة وإن غرق كان حقا على الله أن يدخله الجنة أو وقصته دابته كان حقا على الله أن يدخله الجنة)).
أخرجه النسائي في ((السنن الكبرى)) و ((الصغرى)) وأحمد في ((المسند)) وابن أبي شيبة في ((المصنف)) وابن حبان في ((صحيحه)) وصححه الإمام الألباني.
قال الإمام ابن القيم رحمه الله في ((بدائع الفوائد)): ((ومن شره أنه قعد لابن آدم بطرق الخير كلها فما من طريق من طرق الخير إلا والشيطان مرصد عليه يمنعه بجهده أن يسلكه فإن خالفه وسلكه ثبطه فيه وعوقه وشوش عليه بالمعارضات والقواطع فإن عمله وفرغ منه قيض له ما يبطل أثره ويرده على حافرته)) اهـ.
فإلى المحبطين والمثبطين المرجفين تدبروا في كلام إمام من أئمة المسلمين؛ يقول العلامة الإمام ابن باز رحمه الله في ((فتاوى نور على الدرب)): ((فإن توجيه الطالبات وإرشادهن إلى الخير أمر مطلوب، وفيه خير عظيم، ولا تخافي أنك قد تتأخرين عن شيء مما دعوت الطالبات إليه، فالشيطان يبذل جهوده الخبيثة في التثبيط عن الخير، وعن الدعوة إلى الخير، ويقول للإنسان: إنك قد تدعو إلى هذا ولا تفعل؛ ليثبطه، وليس كل داع أو كل داعية يكون كاملاً، ويفعل كل شيء، لكن عليه الاجتهاد وعليه الحرص بأن يكون من أسبق الناس إلى ما يدعو إليه، وأن يكون من أبعد الناس عما ينهى عنه، ولكن ليس معنى هذا أنه إذا كان عنده شيء من القصور يتأخر، بل عليه أن يتقدم ويدعو إلى الله، ويرشد، سواءً كان ذكرًا أو أنثى، على المؤمن وعلى المؤمنة الجد في هذا الأمر، بالنصيحة والتوجيه للطلاب والطالبات، ولغير الطالبات أيضًا من نساء البيت، ونساء الجيران، وعند الاجتماعات المناسبة في الأعراس وغيرها، تكون المؤمنة مرشدة معلمة، وهكذا المؤمن عند اجتماعه بإخوانه في أي مناسبة، أو في البيت، أو في المسجد، يكون مرشدًا على حسب ما عنده من العلم، ولا يغتر بالشيطان، ولا يخدعه الشيطان، فليحذر أن يخدعه الشيطان، بأن يقول له: اسكت؛ فإنك قد تدعو إلى شيء ولا تفعل، وتنهى عن شيء وتفعل، فإن هذا من تثبيط الشيطان، ولكن ليجتهد، وليحرص على أن يكون من السابقين لما يدعو إليه، وعلى أن يكون من المتباعدين عمَّا ينهى عنه، ويستعين بالله ويسأله التوفيق، وليستمر في عمله الصالح، ودعوته الراشدة، وهكذا المؤمنة، المرأة الطالبة والأستاذة عليهما أن تستمرا بالدعوة والتوجيه، وأن تستعينا بالله على العمل بما يرضيه سبحانه وتعالى، والله ولي التوفيق)) اهـ.
هذا والله أعلم، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى جميع الأنبياء والمرسلين، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
كتبه
عزالدين بن سالم بن الصادق أبوزخار
طرابلس الغرب: يوم السبت 7 شوال سنة 1438 هـ
الموافق لـ: 1 يونيو سنة 2017 ف

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 09 Jul 2017, 10:14 AM
أبو إكرام وليد فتحون أبو إكرام وليد فتحون غير متواجد حالياً
موقوف
 
تاريخ التسجيل: Sep 2014
الدولة: الجزائر
المشاركات: 1,798
افتراضي

((فالواجب علينا جميعًا معشر الإخوة:
أن يقوم كلّ واحد منّا بما يجب لله عليه في هذا الباب، وذلك لأن العامة الآن منفتحون على هذه القنوات، هذا أمر حقيق لابد من ذكره، منفتحون على هذه القنوات، ويسمعون، ويبصرون ما يجري في العالم الإسلامي، من الأحداث، فلا تدعوهم للأحداث الصغار الذين لم يتلقوا العلم عن أهله، ولم يتأصَّلوا فيه على مذهب أهل السُّنة، فيُضلونهم، ولاسيما إذا كان هذا الحدَث له مكانة في النَّاس، كإمامة مسجد مثلًا، فقد يُضل النَّاس إذا كان على هذا الفكر،
فلا تَدَعوا النَّاس لهذا، وصححوا لهم وبينوا لهم.
مَن كان ممَّن رزقه الله العلم، فليقم بذلك، ومَن كان دون ذلك، فلينشر كلام أهل العلم، وعلماء أهل السُّنة المعتمدين، المعتبرين، المعروفين ببيان الحق في هذه الفتن التي نزلت بالخلق، وتحذير العلماء منها، وحثِّهم على ما يُصلح أمور دينهم، ودنياهم.
انشروا هذا بين النَّاس، ولأن النَّاس تَبَعٌ معشر الإخوة والأحبة، تَبَعٌ للإعلام، والإعلام الآن قد غطَّى هذه القنوات، هذه الأخبار، فعليكم أن تصحِّحوا للنَّاس، وتبينوا لهم المنهج الحقَّ في هذا .
الله الله معشر الأحبة، في القيام بهذا الشأن، وبيانه، وتجليته للعامة، غاية البيان وغاية التجلية، فإنكم بإذن الله -تبارك وتعالى -مأجورون، ما العلم الذي طلبناه وتعلمناه إلا لأجل هذه المواقف، ولهذه الأوقات، فثمرته الآن تبرز وتظهر، هذه الثَّمرة التي طالما انتظرها النَّاس منا.
أسأل الله سبحانه وتعالى بأسمائه الحسنى، وصفاته العلى، أن يَرُدَّنا إليه رداً جميلا، وأن ينزل الخير، والأمن، والأمان، والاستقرار، والرِّزق، والسَّعة في بلدان المسلمين، وأن يصرف عنا، وعن بلدنا، وعن جميع بلدان المسلمين، الشرور والفتن، ما ظهر منها، وما بطن، وأن يولِّي علينا، وعليهم الخِيار، وأن يصرف عنا الفُجار والأشرار، وأن يُمَكِنَ لهذا الدِّين، وأن يُعليَ شأنه، وأن يقمع البدعة وأهلها، وأذناب الغرب، وأحزابهم إنه جوادٌ كريم، وصلّى الله وسلَّم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمدٍ، وعلى آله وأصحابه وأتباعه بإحسان.))
المصدر:
كلمة ألقاها الشيخ محمد بن هادي المدخلي حفظه الله، ضمن محاضرة بعنوان: "دعاة الثورات والديموقراطية سبب الفتنة والبلية"
في المكتبة الوقفية لجامع التقوى بمدينة جازان يوم الاثنين 13 رمضان عام 1434هـ
المصدر : موقع ميراث الأنبياء

التعديل الأخير تم بواسطة أبو إكرام وليد فتحون ; 09 Jul 2017 الساعة 10:17 AM
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 09 Jul 2017, 02:50 PM
أبو عبد الباري أحمد صغير أبو عبد الباري أحمد صغير غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Jul 2014
المشاركات: 191
افتراضي

جزاك الله خيرا أخي عز الذين على هذه المقالة الطيّبة ، فكم قطعوا الطريق على إخوانهم و الله المستعان.
رد مع اقتباس
  #4  
قديم 10 Jul 2017, 04:51 AM
عز الدين بن سالم أبو زخار عز الدين بن سالم أبو زخار غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Nov 2015
الدولة: ليبيا
المشاركات: 548
افتراضي

جزاكما الله خيرا أخي وليد وأخي أحمد
رد مع اقتباس
  #5  
قديم 10 Jul 2017, 05:14 PM
أبو إكرام وليد فتحون أبو إكرام وليد فتحون غير متواجد حالياً
موقوف
 
تاريخ التسجيل: Sep 2014
الدولة: الجزائر
المشاركات: 1,798
افتراضي

فهل من تعليق لقطاع طرق الخير وللمثبطين لإخوانهم هداهم الله بعد هذا الكلام لأحد كبار علماءنا الشيخ ابن باز رحمه الله ، ويوقفوا سعيهم الحثيث بإرادتهم إلزام الجميع دون استثناء بالسكوت وبالصمت تماما و الله المستعان ، أم ان الشيخ إبن باز لا يؤخذ كلامه اليوم و يؤخذ من حدثاء الأسنان .

الدعوة إلى الله كل حسب قدرته وعلمه
لسماحة الشيخ ابن باز رحمه الله
السؤال
هل يمكن لكل مسلم أن يكون داعياً للخير ويقوم بتوجيه الناس، ذلكم أني أرى بعض الناس يعترض على من يفعل ذلك
ويقول: أنت لست عالماً فالتزم الصمت، فهل الذي يدعو إلى الله هم العلماء فقط؟!! جزاكم الله خيراً.

الجواب :
كل من عنده علم يدعو إليه إذا كان عنده علم وبصيرة في شيء يدعو إليه ولو كان ليس من العلماء، لكن في حدود علمه، مثلما يحذر من الزنا، الزنا معروف، يحذر من اللواط، يحذر من الخمر، يدعو من يشرب الخمر إلى التوبة إلى الله، هذا ما يحتاج علماء، هذا معروف عند العامة والخاصة، يحذر من الغيبة والنميمة، يحث الناس على الصلاة في الجماعة في المساجد، يحث الناس على بر الوالدين وصلة الرحم وعدم العقوق، هذه أمور معلومة عند الخاص والعام، لكن المسائل التي تخفى عليه وليس عنده فيها علم لا يتكلم فيها، ما يجوز له أن يتكلم في شيء لا يعلمه.
المصدر
موقع الشيخ رحمه الله
http://www.binbaz.org.sa/noor/9402
رد مع اقتباس
  #6  
قديم 10 Jul 2017, 07:15 PM
محمد ناصف الدرابلي محمد ناصف الدرابلي غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Dec 2015
المشاركات: 90
افتراضي

جزاكم الله خيراً
رد مع اقتباس
  #7  
قديم 10 Jul 2017, 11:47 PM
إسماعيل جابر إسماعيل جابر غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Mar 2017
الدولة: بومرداس
المشاركات: 142
افتراضي

بارك الله فيك ونفع بك
رد مع اقتباس
  #8  
قديم 11 Jul 2017, 11:13 AM
عز الدين بن سالم أبو زخار عز الدين بن سالم أبو زخار غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Nov 2015
الدولة: ليبيا
المشاركات: 548
افتراضي

جزاكم الله خيراً وبارك فيكم
أحسنت أخي أبا إكرام على الإضافة والفائدة
رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
منهج, مميز, مسائل, زجرالمثبطين

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


Powered by vBulletin, Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd
Salafi Tasfia & Tarbia Forums 2007-2013