إِقْتِفَاءُ الأَثَـرِ .. دِفَاعًا عَنْ أَبِي حَفْصٍ عُمَرَ (رَضِيَ اللهُ عَنْهُ) قَصِيدَةٌ فِي الرَّدِّ عَلَى "خَاسِرٍ البَغِيضِ" وَإِخْوَانِهِ..
بسم الله الرّحمن الرّحيم
إِقْتِفَاءُ الأَثَـرِ .. دِفَاعًا عَنْ أَبِي حَفْصٍ عُمَرَ (رَضِيَ اللهُ عَنْهُ)
قَصِيدَةٌ فِي الرَّدِّ عَلَى "خَاسِرٍ البَغِيضِ" وَإِخْوَانِهِ مِنَ الرَّوَافِضِ المُجْرِمِينَ
أَرَاكَ لَزِمْتَ صَمْتًا قَالَ شِعْرِي *** -يُعَاتِبُنِي- كَحَالِ الأَكْثَرِينَا
أَتَصْمُتُ لَا تُبَالِي لَهْفَ نَفْسِي *** وَقَدْ سَبُّـوا أَمِيـرَ المُؤْمِنِينَا؟!
وَهَذَا "خَاسِرُ" المَفْتُونُ يَهْذِي *** وَيَطْعَـنُ جَهْرَةً عُمَرَ الأَمِينَا
وَيَزْعُمُ بُغْضَنَا الفَارُوقَ قِـدْمًا! *** وَأَنَّـا بِالجَـزَائِرِ شَانِئُـونَا!
فَإِنْ رُمْتَ السُّكُوتَ فَذَاكَ عَارٌ *** وَمِثْلِي لََنْ يَكُونَ لَكُمْ خَدِينَا
سَأَهْجُرُكُمْ وَإِنِّي اليَوْمَ قَـالٍ *** لَكُـمْ مِنْ مَعْشَـرٍ مُتَخَاذِلِينَا
أَجَبْتُهُ فَانْتَظِرْ يَا شِعْـرُ مَهْـلًا *** وَلَا تَرْحَلْ وَقَـرَّ إِذَنْ عُيُونَا
وَهَاكَ قَصِيدَةً عَصْمَـاءَ مِنِّـي *** أَرُدُّ بِهَـا الرَّوَافِضَ خَائِبِينَا
سَأَصْفَعُ "خَاسِرًا" صَفْعًا بِشِعْرِي *** فَلَا يَلْـوِي شِمَالًا أَوْ يَمِينَا
وَأَنْصُرُ بِالقَرِيـضِ بِـإِذْنِ رَبِّي *** أَبَا حَفْصٍ أَجَلْ نَصْرًا مُبِيـنَا
فَإِنَّ الصَّمْتَ لَا أَرْضَـاهُ خِدْنًا *** تَيَقَّـنْ أَنَّهُ لَا لَـنْ يَكُـونَا
وَلَيْسَ الشِّعْرُ عِنْدِي حُسْنَ نَظْمٍ *** وَلَكِنِّي أَرَى فِـي الشِّعْرِ دِينَا
جَعَلْتُ العِرْضَ مِنِّي دُونَ عِرْضٍ *** لِأَصْحَابٍ هُدَاةٍ مُهْتَـدِينَا
فَأَسْأَلُ رَبِيَّ الإِخْـلَاصَ فِيمَا *** نَظَمْتُ وَجَنَّـةً لِلْمُتَّـقِيـنَا
أَلَا يَا شِعْرُ مَاذَا سَوْفُ أَحْكِي *** وَأُخْبِرُ عَنْ أَمِيـرِ المُؤْمِنِـينَا؟
لَقَدْ عُقِدَ اللِّسَانُ وَلَمْ يُطَـاوِعْ! *** عَجَزْتُ اليَوْمَ وَيْحِي أَنْ أُبِينَا!
أَيَا رَبَّـاهُ يَسِّـرْ لِي مُرَادِي *** أَعِنِّـي كُنْتَ دَوْمًا لِي مُعِيـنَا
هُوَ الفَـارُوقُ فَرَّقَ بَيْنَ حَقٍّ *** سَمَـا عَالٍ وَلَيْـلِ المُبْطِلِيـنَا
وَزِيرُ نَبِيِّـنَا أَكْـرِمْ وَصِهْـرٌ *** لَهُ فِي حَفْصَةٍ تِلْـكَ المَصُونَا
أَأَذْكُرُ عِـزَّةَ الإِسْـلَامِ لَمَّا *** غَدَا الفَـارُوقُ بَيْـنَ المُسْلِمِينَا
فَمَا زَالُوا بِعِـزٍّ مُذْ أَتَـاهُمْ *** وَقَدْ كَانُوا مِـنَ المُسْتَضْعَفِـينَا
أَأَذْكُرُ بَذْلَهُ لِلْمَـالِ دَوْمًـا *** وَتِلْكَ سَجِيَّـةٌ لِلْأَجْـوَدِينَا
أَتَى بِالشَّطْرِ مِنْهُ بِطِيبِ نَفْسٍ *** فَلَمْ يَكُ بِالَّذِي يَفْنَـى ظَنِينَا
أَأَذْكُرُ حِينَ وَافَقَ حُكْمَ شَرْعٍ *** وَدِيـنَ اللهِ رَبِّ العَالَمِـينَا
ثَلَاثًا فِي كِتَابِ اللهِ وَحْـيًا *** فَإِنَّـهُ مُلْـهَمٌ حَقًّـا يَقِيـنَا
أَأَذْكُرُ إِمْـرَةً لَمَّـا أَتَـتْـهُ *** يُخَاطِبُ قَوْمَـهُ أَنَّـا ابْتُلِيـنَا
بِهَذَا الأَمْرِ وَيْلِـي ثُمَّ وَيْلِـي *** إِذَا لَمْ أَقْـفُ دَرْبَ المُقْسِطِينَا
يَقُولُ بَخٍ بَخٍ قَدْ صِرْتَ تَنْهَى *** وَتَأْمُرُ فِي جُمُوعِ المُسْلِمِينَـا
أَلَا لَا تَظْلِمَنَّ وَلَـوْ فَتِيـلًا *** فَإِنَّ النَّـارَ مَثْوَى الظَّالِمِـينَا
فَأَكْرِمْ بِالخِلَافَـةِ مِنْـهُ رُشْدًا *** قَوِيًّـا كَانَ فِي حُكْمٍ أَمِـينَا
تَلِيقُ بِهِ الخِلَافَـةُ دُونَ رَيْبٍ *** يَسُوسُ النَّاسَ بِالحُسْنَى سِنِينَا
يَرَى نَارَ العَجُوزِ تَلُـوحُ لَيْلًا *** فَلَمْ يَكُ حِينَهَا فِي النَّـائِمِينَا
يُسَائِلُهَا وَدَمْعُ العَيْنِ يَجْـرِي *** أَيَـا أُمَّـاهُ مَاذَا تَصْنَعِـينَا؟!
فَتُخْبِرُهُ بِقِصَّـتِهَا وَتَحْكِـي *** وَمَاءُ العَيْـنِ عَاجَلَهَا سَخِينَا
يُوَلِّي مُسْرِعًا يَا لَهْفَ نَفْسِي *** وَيَرْجِعُ حَامِلًا حِمْـلًا ثَـمِينَا
يُخَاطِبُـهُ غُـلَامُـهُ إِذْ رَآهُ *** أَلَا دَعْنِـي أَكُونُ بِذَا مُعِينَا
فَيَزْجُرُهُ أَبُو حَفْصٍ وَيَأْبَـى *** أَتَحْمِلُ عَنِـيَّ الإِثْـمَ المُبِيـنَا؟
فَيَنْفُخُ نَارَهَا الفَـارُوقُ لَيْلًا *** وَيُشْبِـعُ صِبْيَـةً يَتَضَوَّعُونَا
تَقُولُ لَهُ العَجُـوزُ لِمَا رَأَتْـهُ *** لَأَنْتَ أَحَـقُّ بِالتَّأْمِيـرِ فِينَا
هَدَاكِ اللهُ يَـا أُمَّاهُ قُـولِي *** بِخَيْـرِ القَـوْلِ لَا لَا تَظْلِمِينَا
فَيُكْرِمُهَا أَبُو حَفْصٍ وَيَمْضِي *** وَمَا عَرَفَتْ أَمِيـرَ المُؤْمِنِينَا
أَأَذْكُرُ ثَوْبَـهُ البَالِي وَزَيْتًـا *** مُمَلَّحَةً يَعِيـشُ بِـهَا سِنِينَا
فَلَيْسَ بِدَارِ دُنْيَانَا شَغُوفًا *** وَلَمْ يَكُ فِي زَخَارِفِـهَا سَجِينَا
يُدِيمُ الصَّوْمَ أَمَّا عِنْـدَ لَيْـلٍ *** إِذَا جَـنَّ الظَّلَامُ بَكَى حَزِينَا
بَكَى مِنْ خَشْيَـةِ الجَبَّارِ رَبِّي *** كَأَنَّـهُ مِرْجَلٌ يَغْلِـي خَنِيـنَا
يَفِـرُّ لِدِينِـهِ الشَّيْطَانُ مِنْـهُ *** وَحَيَّرَ فِـي تَنَسُّكِـهِ القَرِيـنَا
وَمَعْ هَذَا يُسَائِـلُ هَلْ تَرَانِي *** حُذَيْفَةُ بَيْنَ قَـوْمٍ نَاكِصِينَا؟
أَأَذْكُرُ حِينَ جَاءَ الشَّامَ حَافٍ! *** يَخُوضُ بِرِجْلِهِ مَـاءً وَطِـينَا!
تَزِينُ قَمِيصَهُ البَالِي رِقَـاعٌ! *** أَلَا يَـا حَبَّـذَا فِي الفَاتِـحِينَا
يَقُولُ أَعَزَّنَا الرَّحْمَـنُ عِـزًّا *** بِـهَذَا الدِّيـنِ بَيْنَ العَالَمِـينَا
وَلَوْ أَنَّـا أَرَدْنَا العِـزَّ فِيـمَا *** سِوَى الإِسْلَامِ كُنَّا مُخْطِئِيـنَا
أَأَذْكُرُ كَيْفَ هَدَّ الرُّومَ هَـدًّا *** وَمِنْهُ الفُرْسُ كَـانُوا يَفْرَقُـونَا
يُجَيِّشُ لِلْفُتُوحِ جُيُوشَ صِدْقٍ *** فَسَائِلْ رُسْتُمًا أَوْ أَرْطَبُـونَا
وَتَأْتِيـهِ الكُنُوزُ كُنُوزُ كِسْرَى *** وَهَذَا قَيْصَـرٌ أَمْسَى مَهِيـنَا
وَيُمْضِي الجُنْدَ فِي الآفَاقِ طُولًا *** وَعَرْضًا بَالِغًـا هِنْدًا وَصِينَا
عَلَى مِنْهَاجِ أَحْمَدَ سَارَ دَوْمًا *** يَلِي الصِّدِّيـقَ بَيْنَ الرَّاشِدِينَا
يَنَالُ شَهَـادَةً كَانَتْ خِتَـامًا *** لِيَرْفَعَـهُ الإِلَـهُ بِهَـا يَقِينَا
فَيُطْعَنُ فِي صَلَاةِ الفَجْرِ غَدْرًا *** وَكَانَ يَـؤُمُّ جَمْـعَ المُسْلِمِينَا
بِخِنْجَرِ حَاقِدٍ مِنْ آلِ كِسْرَى *** كَذَلِكَ سُنَّـةُ الجُبَنَاءِ فِيـنَا
أَلَا يَا "خَاسِرًا" هَذَا قَصِيدِي *** إِلَيْكَ مَعَ الرَّوَافِـضِ أَجْمَعِينَا
مِنَ البَلَدِ الَّذِي تَهْفُـو إِلَيْـهِ *** تَخَالُ رِجَالَـهُ صُمًّـا عَمِينَا
فَإِنَّا بِالجَزَائِـرِ أُسْـدُ غَـابٍ *** إِذَا مَا اسْتُغْضِبَتْ تَحْمِي العَرِينَا
إِذَا نَالَ الصَّحَابَـةَ قَوْلُ سُوءٍ *** فَإِنَّـا لَـنْ نُدَاهِنَ أَوْ نَلِيـنَا
نُعِيـدُ القَادِسِيَّـةَ لَا نُبَـالِي *** فَإِنْ تَنْسَـوْا فَإِنَّـا مَا نَسِينَا
كتبه أبو ميمونة منوّر عشيش
عفا الله عنه
التعديل الأخير تم بواسطة أبو ميمونة منور عشيش ; 14 Jul 2016 الساعة 10:52 PM
|