منتديات التصفية و التربية السلفية  
     

Left Nav الرئيسية التعليمـــات قائمة الأعضاء التقويم مشاركات اليوم Right Nav

Left Container Right Container
 

العودة   منتديات التصفية و التربية السلفية » القــــــــسم العــــــــام » الــمــــنــــــــتـــــــدى الـــــــــعــــــــام

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 23 Oct 2010, 08:19 PM
أبو هاجر عيساوي محمد أبو هاجر عيساوي محمد غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Oct 2010
الدولة: مشرية
المشاركات: 77
إرسال رسالة عبر Skype إلى أبو هاجر عيساوي محمد
افتراضي حكم التعلق بأصحاب القبور للشيخ صالح بن سعد السحيمي

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


حكم التعلق بأصحاب القبور للشيخ صالح بن سعد السحيمي

حمل واستمع مباشرة


http://www.alsoheemy.net/play.php?catsmktba=2726


التفريغ:
وقبل أن أختم الدرس، فإننا سُؤلنا سؤالاً بالأمس -وإن كان قد تكرر مثل هذا السُّؤال، تكرر كثيرًا، وكثيرًا ما تكلمنا عنه- السائل يسأل عن حكم التعلق بأصحاب القبور من نذرٍ أو ذبحٍ أو صلاةٍ أو تبركٍ أو تمسحٍ أو استغاثةٍ، وغير ذٰلك من البلاء الذي يوجد في كثيرٍ من بلاد المسلمين؟

قلَّ أن تجدَ -إذا خرجت من هٰذا البلد- قريةً أو مدينةً إلا وفيها وليٌّ يُعبدُ من دون الله، أشدُّ من عبادةِ قريش للات والعُزىٰ، قريش عند الشدائد تنسى اللاَّت والعُزىٰ، وترجع إلى الله؛ لٰكن المتعلقون بأصحاب الأضرحة يعبدونهم في الرخاء والشدة، فيجأرون إليهم، ويتضرعون إليهم، ويرفعون أكفَّ الضراعةِ إليهم، ويطلبون منهم الولد والمدد، وأقول: إن من يفعل ذٰلك ليس بمسلم، أقولها بكل صراحة وانقلوا هٰذه الفتوى إلىٰ جميع الآفاق: من يفعل ذٰلك خلع ربقة الإسلام من عنقه.

من يأتي إلىٰ ميتٍ أو حيٍّ فيدعوه أو يرجوه، ويسأله ويقول: مدد يا فلان! شي لله يا فلان! أعطني يا فلان! لا يتعب نفسه في صلاةٍ ولا صومٍ ولا زكاةٍ ولا حجٍ؛ لأنَّ ذٰلك كلَّهُ سيكون هباءً منثورًا، ﴿وَقَدِمْنَا إِلَى مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاءً مَنْثُورًا﴾[1].

كيف -يا عبد الله!- تنسىٰ ربك، الذي يراك حين تقوم، وتقلبك في الساجدين، والذي يعلم السر وأخفى، والذي أمرك أن تقول: إنَّ صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله ربِّ العالمين، لا شريك له وبذٰلك أمرتُ وأنا أول المسلمين، والذي يقول لك: ﴿أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ﴾[2]، والذي يقول لك: ﴿وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ﴾[3] .

والذي يقول: ﴿وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ﴾[4]، والذي يقول -جلَّ وعلا-: ﴿وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنْ يَدْعُو مِنْ دُونِ اللَّهِ مَنْ لَا يَسْتَجِيبُ لَهُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَهُمْ عَنْ دُعَائِهِمْ غَافِلُونَ * وَإِذَا حُشِرَ النَّاسُ كَانُوا لَهُمْ أَعْدَاءً وَكَانُوا بِعِبَادَتِهِمْ كَافِرِينَ﴾[5]، والذي يقول سبحانه وتعالىٰ: ﴿وَالَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ مَا يَمْلِكُونَ مِنْ قِطْمِيرٍ * إِنْ تَدْعُوهُمْ لَا يَسْمَعُوا دُعَاءَكُمْ وَلَوْ سَمِعُوا مَا اسْتَجَابُوا لَكُمْ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكْفُرُونَ بِشِرْكِكُمْ وَلَا يُنَبِّئُكَ مِثْلُ خَبِيرٍ﴾[6]، والذي يقول سبحانه: ﴿وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلَا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا﴾[7]، والذي يقول سبحانه: ﴿ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً﴾[8]، والذي يقول سبحانه: ﴿وَادْعُوهُ خَوْفًا وَطَمَعًا﴾[9]، ﴿وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا﴾[10]، والذي يقول سبحانه: ﴿إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجَابَ لَكُمْ﴾[11]؟!

أين أنتم أيُّها المسلمون من هٰذه الآيات؟! أين أنتم يا من تتعلقون بالقبور وتدعون أصحاب القبور من دون الله، وتذبحون لهم وتنذرون لهم؟! أين عقولكم، عطلتموها؟! هل عطلتم عقولكم عندما تقفون أمام ميِّتٍ في قبره، وتقولون: أعطنا يا فلان! أغثنا يا فلان! شي لله يا فلان!؟ هل فقدت عقلك أم انك ذُهلت؟! ما الذي يشُدُّك إلىٰ هٰذا القبر وصاحب هٰذا القبر؟

والله وتالله وبالله رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي هو أفضل البشر، أفضل البشر ((أنَا سَيِّدُ وَلِدِ آدَمَ وَلاَ فَخْر)). أكثروا من الصلاة والسلام عليه، ولا تكونوا بخلاء. أسألكم بالله، هل يملك لكم المدد عندما تطلبون منه المدد، والله -عزَّ وجلَّ- يقول له:

﴿قُلْ لَا أَقُولُ لَكُمْ عِنْدِي خَزَائِنُ اللَّهِ وَلَا أَعْلَمُ الْغَيْبَ﴾[12]، ﴿قُلْ لَا أَمْلِكُ لِنَفْسِي نَفْعًا وَلَا ضَرًّا إِلَّا مَا شَاءَ اللَّهُ وَلَوْ كُنْتُ أَعْلَمُ الْغَيْبَ لَاسْتَكْثَرْتُ مِنَ الْخَيْرِ وَمَا مَسَّنِيَ السُّوءُ﴾[13]؟! أين أنتم عن هذه الآيات؟ أين عقول المسلمين؟

العجيب أنك تجد منهم جامعيًا، وربما تجد منهم من يحفظ القرآن، ويقرأ هٰذه الآيات ولا يفقهها أبدًا! يقرأ ﴿أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ﴾ فإذا فرغ من القراءة توجَّه إلىٰ قبر فلان وعلان، وقال: مدد يا فلان! أغثني يا فلان! اعطني يا فلان! لا حول ولا قوة إلا بالله!

هٰذه من المصائب العِظَام التي يقع فيها كثيرٌ من العوام والطُّغَام علىٰ مرأىٰ ومسمعٍ من العلماء الذين لم يقوموا بواجبهم تجاه هٰؤلاء.

فانتبه -يا عبد الله!- اخلص عبادتك لله وحده، ولا تتعلق بغير الله، لا بالنبي صلى الله عليه وسلم ولا بغيره، ولا تغرَنَّكُم فتاوىٰ الجاهلين؛ إنما عليكم بقال الله وقال رسوله، يقول النبي صلى الله عليه وسلم: ((لا تطروني كما أطرت النصارى ابن مريم؛ إنما أنا عبد فقولوا: عبد الله ورسوله)). ويقول: ((إياكم والغلو فإنما أهلك من كان قبلكم الغلو))، ويقول: ((هلك المتنطعون)).

انتبه -يا عبد الله!- أقبل على الله. نعم، اتبع النبي صلى الله عليه وسلم، تقرَّب إلى الله باتباعه، بحبه، بالسير علىٰ سنته، هٰذا هو الهدي الصحيح.
ولذٰلك فإنَّ بعض الأبيات التي تشتمل عليها قصيدة البوصيري شركٌ صراح، شركٌ شركٌ شركٌ
- «يا أكرم الخلق مالي من ألوذ به .. سواك» هٰذا شرك.

- «وإلا فقل يا ذلة القدم» هٰذا شرك.

- «وإن من جودك الدنيا وضرتها .. ومن علومك علم اللوح والقلم» هٰذا شركٌ أكبر.

- «دع ما دعته النصارى في نبيهم .. واحكم بما شئت مدحًا فيه واحتكم» هٰذا شرك.

يعني: لا تقول ابن الله، ولكن قل: يا رسول الله اغثني! هل هذا صحيح؟!

هو يقول: أنت لا تقول -فقط- هو ابن الله. نعم، طيب، هٰذا جميل؛ لٰكن قل بعد ذٰلك ما شئت، اطلب المدد، اطلب الولد، اطلب الغوث، اطلب العون، فهل هٰذا صحيح؟ لا، والله، هٰذا هو الشرك بعينه، الذي من أجله أرسل الله الرسل، ومن أجله أنزل الله الكتب.
فاتقِّ الله -يا عبد الله!- في التوحيد، ولا تتذمر -يا عبد الله!- من تكرر هٰذه الأمور، فإنها الداء العضال الذي فرَّق كلمة المسلمين، وجعلتهم شيعًا وأحزابًا.

أسأل الله الكريم ربَّ العرش العظيم بأسمائه الحسنىٰ وصفاته العلىٰ أن يجمع كلمة المسلمين على التوحيد، وأن يزيل من بينهم مظاهر الشرك، ولا سيِّما ما يتعلق بالقبور، إنه وليُّ ذلك والقادر عليه.
وصلى الله وسلم وبارك علىٰ نبينا محمد وعلى آله وصحبه.
-------------
[1] [الفرقان: 23].
[2] [النمل: 62].
[3] [البقرة: 186].
[4] [غافر: 60].
[5] [الأحقاف: 5-6].
[6] [فاطر: 13-14].
[7] [الجن: 18].
[8] [الأعراف: 55].
[9] [الأعراف: 56].
[10] [الأنبياء: 90].
[11] [الأنفال: 9].
[12] [الأنعام: 50].
[13] [الأعراف: 188].

رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


Powered by vBulletin, Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd
Salafi Tasfia & Tarbia Forums 2007-2013