منتديات التصفية و التربية السلفية  
     

Left Nav الرئيسية التعليمـــات قائمة الأعضاء التقويم البحث مشاركات اليوم اجعل كافة الأقسام مقروءة Right Nav

Left Container Right Container
 
  #1  
قديم 20 Mar 2018, 02:28 PM
أبو مصعب يوسف دقيش أبو مصعب يوسف دقيش غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
الدولة: سطيف
المشاركات: 7
افتراضي موقف أهل السنة من أهل البدع

موقف اهل السنة من أهل البدع
بسم الله الرحمن الرحيم
ذكر الامام الصابوني رحمه الله في العقيدة السلف معتقد أهل السنة وعقيدة السلف أصحاب الحديث ثم ذكر ما اتفقوا عليه جميعهم ، وأجمعوا عليه، من موقفهم من أهل الأهواء والبدع
قال رحمه الله {وهذه الجمل التي اثبتها في هذا الجزء كانت معتقد جميعهم لم يخالف فيها بعضهم بل اجمعوا عليها كلها واتفقوا مع ذلك على القول بقهر اهل البدع، و إذلالهم وإخزائهم وإبعادهم وإقصائهم والتباعد منهم ومن مصاحبتهم ومعاشرتهم والتقرب الى الله عز وجل بجانبتهم ومهاجرتهم} ‹1›
فذكر رحمه الله هذه الجملة الجامعة في بيان موقف اهل السنة من اهل البدع وذكر طرف آخر في معاملتهم، فقال رحمه الله في بيان بعضٍ من صفات اهل السنة: ‹‹و يبغضون أهل البدع الذين احدثوا في الدين ما ليس منه ولا يحبونهم ولا يصحبونهم، ولا يسمعون كلامهم ولا يجالسونهم، ولايجادلونهم في الدين ولا يناظرونهم، ويرون صون آذانهم عن سماع أباطيلهم التي إذا مرت بالآذان وقرّت في القلوب، وجرت من الوساوس والخطرات الفاسدة ماجرت، وفيه أنزل الله عزو وجل قوله: { وَإِذَا رَأَيْتَ الَّذِينَ يَخُوضُونَ فِي آيَاتِنَا فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ حَتَّىظ° يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ غڑ } [ سورة الأنعام : 68 ].
وهذا نص قراني كريم يحدد فيه ربنا سبحانه صراط الحق المستقيم في معاملة اهل الاهواء والبدع يقول الله تعالى : { وَإِذَا رَأَيْتَ الَّذِينَ يَخُوضُونَ فِي آيَاتِنَا فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ حَتَّىظ° يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ غڑ وَإِمَّا يُنسِيَنَّكَ الشَّيْطَانُ فَلَا تَقْعُدْ بَعْدَ الذِّكْرَىظ° مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ } [ سورة الأنعام : 68 ].
قال الشوكاني رحمه الله:‹‹ وفي هذه الآية موعظة عظيمة لمن يتمسح بمجالسة المبتدعة الذين يحرّفون كلام الله ويتلاعبون بكتابه وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ويردون ذلك إلى اهوائهم المضلة وبدعهم الفاسدة فانه إذا لم ينكِر عليهم ويغيرْ ما هم فيه، فاقل الأحوال أن يترك مجالستهم، وذلك يسير عليه غير عسير، وقد يجعلون حضوره معهم مع تنزهه عما يتلبسون به شبهة يشبهون بها على العامة، فيكون في حضوره مفسدة زائدة على مجرد سماع المنكر››،‹2›
وقال تعالى في موضع آخر: { وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ أَنْ إِذَا سَمِعْتُمْ آيَاتِ اللَّهِ يُكْفَرُ بِهَا وَيُسْتَهْزَأُ بِهَا فَلَا تَقْعُدُوا مَعَهُمْ حَتَّىظ° يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ غڑ إِنَّكُمْ إِذًا مِّثْلُهُمْ غ— إِنَّ اللَّهَ جَامِعُ الْمُنَافِقِينَ وَالْكَافِرِينَ فِي جَهَنَّمَ جَمِيعًا } [ سورة النساء : 140 ]
قال القرطبي رحمه الله {فدل بهذا على وجوب اجتناب أصحاب المعاصي إذا ظهر منهم منكر ؛ لأن من لم يجتنبهم فقد رضي فعلهم ، والرضا بالكفر كفر ؛ قال الله عز وجل : إنكم إذا مثلهم . فكل من جلس في مجلس معصية ولم ينكر عليهم يكون معهم في الوزر سواء ، وينبغي أن ينكر عليهم إذا تكلموا بالمعصية وعملوا بها ؛ فإن لم يقدر على النكير عليهم فينبغي أن يقوم عنهم حتى لا يكون من أهل هذه الآية .
وإذا ثبت تجنب أصحاب المعاصي كما بينا فتجنب أهل البدع والأهواء أولى .
وقال عامة المفسرين : هي محكمة، وروى جويبر عن الضحاك قال: دخل في هذه الآية كل محدث في الدين إلى يوم القيامة}. ‹3›
والذي يتدبر الكتاب والسنة يجد ان الدين مبني على اصلين عظيمين وهما :
1-التاصيل
2-والتحذير
فهما اصل الدين، تأصيل الحق وبيانه، والتحذير من الباطل بكل اشكاله، قال تعالى مبينا هذا الاصل العظيم: { فَمَن يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِن بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَىظ° }
[ سورة البقرة : 256]. يكفر بالطاغوت: أي بكل مايعبد من دون الله، ويؤمن بالله، فجمع الله تبارك وتعالى الأصلين.
ووضح لنا سبحانه انه لا يكون المسلم على الطريقه المثلى والصراط المستقيم الا إذا جمع أصلين، وهما: الكفر بكل باطل، وبكل ما يعبد من دون الله، والايمان بالله وحده لا شريك له؛ لا شريك له في ربوبيته؛ و لا شريك له في ألوهيته؛ و لا شريك له في اسمائه وصفاته.
قال رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كما في صحيح مسلم : " مَنْ قَالَ : لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَكَفَرَ بِمَا يُعْبَدُ مِنْ دُونِ اللَّهِ*حَرُمَ مَالُهُ وَدَمُهُ،*وَحِسَابُهُ عَلَى اللَّهِ ".‹4›
قال شيخ الاسلام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله عند هذا الحديث { وهذا من اعظم ما يبين معنى "لا إله إلا الله" فانه لم يجعل التلفظ بها عاصما للدم والمال، بل ولا معرفه معناها مع التلفظ بها، بل ولا الإقرار بذلك، بل ولا كونه لا يدعوا إلا الله وحده لا شريك له، بل لا يحرم ماله ودمه حتى يضيف الى ذلك: الكفر بما يعبد من دون الله، فإن شك أو تردد لم يحرم ماله ودمه}‹5›.
ومجالسة أهل البدع فيها مفسدتان: مفسدة؛ وهي سماع المنكر بمجالسة أهل البدع، و مفسدة اخرى تزيد على هذه المفسدة: وهي انه تتخذ حاله هذه سبيلا لايقاع الشبهات في قلوب الأغرار الأغمار والعوام من المسلمين.
فيقال: إن فلانا يجالسنا، وهو معنا، ونحن جميعا على كلمه واحدة، فلماذا تجانبوننا؟! و لماذا تقاطعوننا؟!. فيقع زيغ كبير.
وقد حذر العلماء من مجالسة أهل البدع، ومخالطتهم، وأقوالهم في هذا الأصل من أصول منهاج النبوة كثيرة جدا :
فعن ثابت بن عجلان قال:
{ادركت أنس بن مالك، وابن المسيب، والحسن البصري، وسعيد بن جبير،و الشعبي، وابراهيم النخعي، و عطاء بن ابي رباح، وطاووس، ومجاهد، وعبد الله بن ابي مُلَيْكَة، والزهري، ومكحول، والقاسم ابا عبد الرحمان، و عطاء الخراساني، ثابت البناني، و الحكم ابن عيينة، وأيوب السختياني، ومحمد بن سيرين، وابا عامر- و كان قد ادرك ابا بكر الصديق-، و يزيد الرقاشي، وسليمان بن موسى، كلهم يأمروني بالجماعة، وينهوني عن أصحاب الأهواء}. ‹6›
وقال مفضل بن مهلهل{ لو كان صاحب البدعة إذا جلست إليه يحدثك ببدعته حذرته وفررت منه، ولكنه يحدثك بأحاديث السنة في بُدُوِّ مجلسه، ثم يدخل عليك بدعته، فلعلها تلزم قلبك، فمتى تخرج من قلبك} ‹7›
و قال الفضيل بن عياض رحمه الله:{ من جلس مع صاحب بدعه فاحذره، ومن جلس مع صاحب البدعة لم يعط الحكمة، وأحب أن يكون بيني وبين صاحب بدعة حصن من حديد، آكل مع اليهودي والنصراني أحب إلي من أن آكل عند صاحب بدعة}.‹8›

وقال حبيب بن ابي ابي الزبرقان رحمه الله:{ كان محمد بن سيرين اذا سمع كلمة من صاحب بدعة وضع اصبعيه في أذنيه، ثم قال لا يحل لي ان اكلمه حتى يقوم من مجلسه.}.‹9›

وقال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه:{ من احب ان يكرم مدينه فليعتزل فليعتزل مجالسه اصحاب الأهواء فان مجالستهم ألصق من الجرب}.‹10›
و قال ابن عباس رضي الله عنهما :{لا تجالس اصحاب الأهواء فإن مجالستهم ممرضة للقلوب}‹11›.

و قال الحسن البصري رحمه الله:{ لا تجالس صاحب هوى، فيقدف في قلبك ماتتبعه عليه فتهلك او تخالفه فتمرض ويمرض قلبك} ‹12›
قال سفيان الثوري رحمه الله { من جلس مع صاحب بدعة في طريق، فجز في طريق غيره} ‹13›.
قال بن القيم رحمه الله في بدائع الفوائد(2/275)، وقد ذكر أقسام الناس من حيث المخالطة:{ القسم الرابع: من مخالطه الهلاك كله، ومخالطته بمنزلة أكل السم فإن اتفق لصاحبه ترياق، وإلا فأحسن الله فيه العزاء، وما أكثر هذا الضرب في الناس، لاكثرهم الله، وهم أهل البدع والضلال، الصادون عن سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، الداعون الى خلافها الذين يصدون عن سبيل الله ويبغونها عوجا، فيجعلون السنة بدعة والبدعة سنة، والمعروف منكرا والمنكر معروفا....
فالحزم كل الحزم؛ التماس مرضاة الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم بإغضابهم، وأن لا تشتغل بإعتابهم ولا باستعتابهم، ولا تبالي بذمهم، ولا بغضبهم، فإنه عين كمالك}
وقال ابن أبي زمنين رحمه الله في أصول السنة(293) :{ولم يزل أهل السنة يعيبون اهل الأهواء المضلة، وينهون عن مجالستهم، ويخوفون فتنتهم، ويخبرون بأخلاقهم ولا يرون ذلك غيبه لهم ولا طعنا عليهم}.
قال بن القيم رحمه الله في الكافيه الشافية :
فوحق نعمتك التي اوليتني**و جعلت قلبي واعي القرآن
وكتبت في قلبي متابعه الهدى**فقرأت فيه أسطر الإيمان
ونشلتني من حب أصحاب الهوى**بحبائلٍ من محكم القرآن
وجعلت شِربي المَنهل العذب الذي** هو رأس ماء الوارد الظمآن
وعصمتني من شرب سفل الماء تحت** نجاسة الآراء والأذهان
وحفظتني مما ابتليت به الأولى**حكموا عليك بشرعة البهتان
نبذوا كتابك من وراء ظهورهم**وتمسكوا بزخارف الهذيان
وأريتني البدع المضلة كيف يلق**يها مزخرفة إلى الإنسان
شيطانُه فيظل ينقشها له**نقش المشبهه صورة بدِهَانِ
فيظنها المغرور حقا وهي في**التحقيق مثل الآل في القيعان.
عن ايوب قال قال ابو قلابه:{ لا تجالسوا اهل الاهواء و لا تجادلهم فاني لا امن ان يغمسوكم في ضلالتهم، أو يلبسوا عليكم ما كنتم تعرفون، قال ايوب :وكان والله من الفقهاء ذوي الألباب}.
هذا وصل اللهم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما.
والحمد لله رب العالمين
نقله :أبو مصعب يوسف من كتاب " دعائم منهاج النبوة"
(136،137،139-143،152،153،164)
________________
‹1›_ عقيدة السلف، للصابوني، 315
‹2›_فتح القدير للشوكاني، (2/160)
‹3›_الجامع لأحكام القرآن، للقرطبي، (5/415)
‹4›_أخرجه مسلم (23)من حديث طارق بن أشيم الأشجعي رضي الله عنه.
‹5›_القول المفيد، الشيخ ابن عثيمين (1/152).
‹6›_شرح السنة، للالكائي(1/133).
‹7›_الابانة،(2/444) قوله في بدوِّ مجلسه: أي في بداية جلوسه معك
‹8›_الحلية،(8/103)
‹9›_الابانة(495).
‹10›_البدع والنهي عنها لابن وضاح، (56).
‹11›_الابانة(371).
‹12›_البدع لابن وضاح (57).
‹13›_شرح السنة (127).


التعديل الأخير تم بواسطة أبو مصعب يوسف دقيش ; 20 Mar 2018 الساعة 07:45 PM
رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
منهج, مسائل, الموقف من أهل البدع

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


Powered by vBulletin, Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd
Salafi Tasfia & Tarbia Forums 2007-2013