منتديات التصفية و التربية السلفية  
     

Left Nav الرئيسية التعليمـــات قائمة الأعضاء التقويم البحث مشاركات اليوم اجعل كافة الأقسام مقروءة Right Nav

Left Container Right Container
 
  #1  
قديم 27 Nov 2015, 05:35 PM
أبو أنس محمد عيسى أبو أنس محمد عيسى غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Sep 2014
المشاركات: 415
افتراضي كلمة فيها الحث على لزوم السُّنّة وعدم الاغترار بالنّفس.

كلمة فيها الحث على لزوم السُّنّة وعدم الاغترار بالنّفس.
الحمد لله رب العالمين والعاقبة للمتّقين ولا عدوان إلّا على الظالمين وصلّى الله وسلم وبارك على نبيّنا محمد وعلى آله وصحبه وسلّم أمّا بعد:
فإنّه لممّا يَحُُزُّ في الأنفس أن نرى ونسمع عمّن كان معنا من إخواننا على السُّنَّة وعلى العقيدة الصحيحة والمنهج السليم، أنّه انتكس وحلق لحيته، ونزع قميصه، ولبس البنطال، وأسبل ثيابه، وتشبه بأعداء الإسلام من الكفرة الفجرة، ولرُبَّما فعل المعاصي الكثيرة ممّا لم يفعله قبل استقامته، ومعرفته طريق السُّنَّة، فهذا الأمر مُحزن للقلب جدّا، لكنّ الأمر المَهُول هو أن يكون هذا الذي كان معنا على طريق الحقّ سائرا، ولنهج رسول الله صلى الله عليه وسلم مُقتفيا نراه يخرج من الملّة بالكُلّية، ويرتدّ عن دين الإسلام ويدخل في دين النّصارى الضّالّين، نعم يترك دين الله ربّ العالمين، الدّينُ الحقّ الذي جاء به نبيّنا صلى الله عليه وسلم يرتدّ عن دين التوحيد وعبادة العزيز الحميد، يترك عبادة الرّحيم الرّحمن وينتقل إلى عبادة الصلبان، والله المستعان، نعم ربّما يقول القارئ قد وقع هذا في تاريخ الأمّة، لكن أقول هو نزر يسير وقع لمّا كانت الأمّة في قمّة عزّها ومجدها وسؤددها، أمّا أن يقع هذا والأمّة تعيش ما تعيشه من هنّات ونكبات، فذاك الذي يزيد القلب كمدا وحسرات، إذ الأمّة اليوم بحاجة إلى كلّ رجالتها، فكيف إذا كانوا من أهل السُّنّة، بل ويحفظون القرآن وأخذوا من العلم الشرعي نتفا، وكان يُؤَمَّل فيهم أن يكونوا قادة ورادة، يأخذون بيد هذه الأمّة إلى شاطئ السلامة وبرّ الأمان، أنا وإن كنت أكتب عن نموذج واحد عايشته وهوالمقصود بهذا الكلام، وهي نفثة مصدور لما سمعت من أنّه ارتدّ عن دين الإسلام، لذلك أريد أن أوجه رسالة إلى إخواني ممّن هم على منهاج النّبوّة ألّا يغتروا بما هم عليه من الخير والسُّنّة، بحيث قد يرى الواحد منّا أنّه قد وصل إلى درجة اليقين كما هو عند غلاة الصوفية، ويصبح لا يأمن على نفسه الفتنة ولم يكن سلفنا الصالحون على هذا، بل كانوا يخافون على أنفسهم الفتنة ويسألون الله حسن الخاتمة، ممتثلين في ذلك قول نبيّنا صلى الله عليه وسلم "إنّما الأعمال بالخواتيم" أخرجه البخاري من حديث سهل بن سعد [(6607) كتاب القدر]، وفي سنن ابن ماجة وصحّحه الألباني في صحيح الجامع و عن معاوية رضي الله عنه قال " سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول "إنّ الأعمال بخواتيمها كالوعاء إذا طاب أعلاه طاب أسفله، وإذا خَبُث أعلاه خَبُث أسفله"(1)، وفي صحيح مسلم عن أبي هريرة رضي الله عن النّبي صلى الله عليه وسلم قال:"إنّ الرّجل ليعمل الزمان الطويل بعمل أهل الجنّة، ثمّ يختم له عمله بعمل أهل النّار، وإنّ الرّجل ليعمل الزمان الطويل بعمل أهل النّار ثمّ يختم له عمله بعمل أهل الجنّة".(2)
وبكى بعض الصحابة عند موته فسئل عن ذلك فقال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "إنّ الله تعالى قبض خلقه قبضتين فقال: هؤلاء في الجنّة وهؤلاء في النّار" ولا أدري أيّ القبضتين كنت؟(3)، وكان سفيان يشتدّ قلقه من السوابق والخواتم فكان يبكي ويقول: أخاف أن أكون في أمّ الكتاب شقيّا، ويبكي ويقول: أخاف أن أسلب الإيمان عند الموت. وقال سهل التستري:المريد يخاف أن يبتلى بالمعاصي والعارف يخاف أن يبتلى بالكفر. فتأمّل يا رعاك الله: فإنّ السلف لم يكونوا يخافون على أنفسهم المعاصي كبيرها وصغيرها، وإنّما يخافون على أنفسهم الكفر والعياذ بالله، يقول ابن رجب رحمه الله: "ومن هنا كان الصحابة- ومن بعدهم من السلف الصالح – يخافون على أنفسهم النفاق، ويشتدّ قلقهم وجزعهم منه، فالمؤمن يخاف على نفسه النفاق الأصغر، ويخاف أن يغلب ذلك عليه عند الخاتمة فيخرجه إلى النفاق الأكبر... وقد كان النبيّ صلى الله عليه وسلم يكثر أن يقول في دعائه "يا مقلب القلوب ثبّت قلبي على دينك" فقيل له يا نبيّ الله آمنّا بك وبما جئت به، فهل تخاف علينا؟ فقال: نعم، إنّ القلوب بين إصبعين من أصابع الله عزّ وجلّ يقلّبها كيف شاء"(4)... وفي هذا المعنى أحاديث كثيرة."(5) ولعلّي أذكر في خاتمة هذه الكلمة بعض أسباب الثبات على الدّين والسُّنّة ممّا ذكره أهل العلم تذكيرا لنفسي ولإخواني، فمن أهم الأسباب:
1- الحذر من دسيسة السوء التي لا يطّلع عليها النّاس: إمّا من جهة عمل شيئ ونحو ذلك، فتلك الخصلة الخفيّة توجب سوء الخاتمة عند الموت، قال عبد العزيز بن أبي روّاد: "حضرت رجلا عند الموت يلقن شهادة لا إله إلّا الله فقال في آخر ما قال: هوكا فربّما تقول ومات على ذلك، قال: فسألت عنه فإذا هو مُدمِن خمر، وكان عبد العزيز يقول: اتّقوا الذنوب فإنّها هي التي أوقعته.(6)، وكان السلف يقولون: الخواتيم ميراث السوابق.
2- عدم الاغترار بالنّفس: وهو أن يظنّ الإنسان أنّه وصل وأنّه بعدما عرف السُّنّة يستحيل أن يتركها ويحيدَ عنها، وهذا أمن من مكر الله، يقول ابن مسعود رضي الله عنه: "أكبر الكبائر: الإشراك بالله، والأمن من مكر الله، والقنوط من رحمة الله، واليأس من روح الله"(7)، وكم رأينا من إخواننا الوقوع في هذا الأمر الخطير.
3- الإكثار من الدّعاء: والتّضرّع إلى الله عزّ وجلّ بأن يُثبّت قلبه على دينه وطاعته، والإكثار من ذكر الله تعالى.
سُئل شيخ الإسلام في هذا الزمان الشيخ عبد العزيز ابن باز رحمه الله فقيل له: بعض الأحيان يكون الإنسان مُتمسكا بدينه قائما بواجباته على أكمل وجه فيأتي عليه وقت ينقلب على كلّ شيئ بدون سبب فما توجيهكم جزاكم الله خيرا، وما هو السبب؟ فقال رحمه الله: "المشروع للمؤمن دائما أن يتضرّع إلى الله جلّ وعلا، ويدعوه سبحانه أن يُثبّته على الحق وأن يمنحه العلم النافع والعمل الصالح، والفقه في الدّين، هكذا ينبغي للمؤمن دائما يسأل ربّه الثبات على الحق فيقول: "يا مقلب القلوب ثبّت قلبي على دينك، اللّهمّ إنّي أسألك الثّبات على الحقّ،اللّهمّ وفقني للاستقامة على الحق، اللّهمّ أصلح قلبي وعملي، اللّهمّ أحسن خاتمتي، ويكثر من ذلك في ليله ونهاره، هذا من أسباب الثبات على الحق... فعليك أيّها السّائل أن تكثر من ذكر الله ومن الدّعوات الطّيّبة أن يُثبّتك الله على الحق وأن يهديك صراطه المستقيم، وعليك أن تُكثر من قراءة القرآن الكريم، وعليك أن تصحب الأخيار، فكلُّ هذا من أسباب الثّبات على الحقّ."(8)
هذه بعض الأمور التي تعين على الثّبات على الحق والدّين، اقتصرت عليها لأنّني رأيت كثيرا من إخواني يغفلونها والله أعلم، فهذه نفثة مصدور كتبت على إثرها هذه الكلمات لمّا سمعت أنّ أحدًا ممّن كان من إخواننا على الدّين والسُّنّة ارتدّ عن الإسلام وصار داعية إلى النّصرانيّة، نسأل الله السّلامة والعافية، كما نسأله سبحانه أن يُثبّتنا على دينه إنّه وليُّ ذلك والقادر عليه، وصلّى الله وسلّم على نبيّنا وعلى آله وصحبه.
وكتب: أبو إسحاق أحمد بن محمد عمامرة
بعد زوال الجمعة الموافق ل07 صفر 1437 هـ الموافق ل 22 نوفمبر 2015 م.


_______________________________

(1) ابن ماجة (4199) كتاب الزهد، وصححه الألباني في صحيح الجامع (2320).
(2) صحيح مسلم (2651) كتاب القدر.
(3) مسند أحمد (17087) وصححه الألباني في السلسلة الصحيحة (50).
(4) الترميذي (2140) كتاب القدر، وحسّنه الألباني في الصحيحة (2091).
(5) جامع العلوم والحكم ص 92.
(6) جامع العلوم والحكم ص 91.
(7) مصنّف عبد الرزّاق (19701).
(8) فتاوى نور على الدّرب.


التعديل الأخير تم بواسطة أبو أنس محمد عيسى ; 27 Nov 2015 الساعة 05:38 PM
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 27 Nov 2015, 10:48 PM
أبو حذيفة فيصل أبو حذيفة فيصل غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Oct 2010
المشاركات: 66
افتراضي

جزاك الله خيرا
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 28 Nov 2015, 07:35 AM
لزهر سنيقرة لزهر سنيقرة غير متواجد حالياً
موقوف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2009
المشاركات: 343
افتراضي

بارك الله فيك أخي أحمد على هذه المقالة الطيبة وثبتني الله وإياك على الحق المبين
رد مع اقتباس
  #4  
قديم 28 Nov 2015, 12:03 PM
أبو أنس محمد عيسى أبو أنس محمد عيسى غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Sep 2014
المشاركات: 415
افتراضي

أحسن الله إليكم على مروركم الطيب الأخ فيصل،
وجزاكم الله خيرا وألبسكم لباس الصحة والعافية شيخنا الفاضل ووالدنا الكريم كم سررنا بمروركم والأخ أحمد يقول لك و فيك بارك الله شيخنا الفاضل و جعلك غصة في حلوق شانئيك.
رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
منهج, دعوة

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


Powered by vBulletin, Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd
Salafi Tasfia & Tarbia Forums 2007-2013