الأولُ : (( الإِصابة في تصحيح ما ضعفه وإبراز ما جهله الحجوري من مفاريدِ الصحابةِ )) .
والثانِي : (( الإصابةِ في استدراكِ ما فات الحجوري من الأحاديث في كتابه مفارِيد الصحابةِ )) .
كِلاَهُما لسماحة الوالد المحدث العلاَّمة الشيخ ربيع بن هادي عُمير المدخلِي - حفظه الله تعالى ورعاه -
ومن العجيب الغريب أن هذين الكتابينِ تم تأليفهما قبل سنةٍ تقريباً 1436 هجرية ، والمُصَنِّف وُلِد في سنةِ 1351 ، ويعنِي هذا أن الشيخَ ربِيعاً ألفهما وهو في سن ( خمسة وثمانين سنة ) .
وَيُذَكِّرُنِي هذا الصَّنِيع بما فعله الإمام الألبانِي - رحمه الله تعالى - فِي آخر حياتهِ وهو في فراشِ مرضِهِ الذي توفي فيه وهو في سِنِّ ( التاسعة والثمانين ) حينما ابتدأ بتأليف كتابٍ جديد بعنوان : (( - تهذيب - [ صحيح الجامع الصغير وزياداته ] والإستدراكِ عليه )) إلا أن الشيخ وافتهُ المنيةُ - طيب الله ثراه - قبل أن يُتمَّهُ .(1)
وقد تَعَقَّبَ الشيخ ربيع بن هادي - رد الله عنه كيد الأعادِي - في كِتَابيهِ المذكورين كتاب (( الرياض المُستطابة في صحيح وضعيف مفاريد الصحابة )) لسَلِيطِ اللسانِ ( يحيى الحجورِي ) فِي أكثر من ( مائتي ) موضعاً دِفاعاً عن أصحابِ رسول الله صلى الله عليه وسلم وذباً عنهم ، وبيانِ هضم الحجوري لحقهِم وقدرهم ، مع الإنتصارِ لهم على طريقةِ أصحاب الحديث والأثر ، فجزى الله الشيخ ربيعاً خير الجزاء على قيامه بواجب البيان والنصيحة في كشف تجاوزاتِ الحجوري وخروجه بهذا الكتاب السيئ عن منهج علماء الحديث في تعظيمِ الصحابةِ الكرام .
والمُطلِع عَلَى هذينِ الكتابينِ يُدرك منزلة الشيخ ربيع - ثبته الله - الحديثية الدقِيقةِ ، وتضلعهِ في معرفة الأسانيد والطرق والمتابعات ، وخبرتِهِ العالية في باب العلل والتتبع والإستقراء على طريقةِ أهل التحقيق والنظر ، فبارك الله في عمره وأمدهُ بالصحةِ والعافيةِ وجعل ما يكتُبُهُ في سبيل نُصرةِ الدِّينِ والسنةِ في ميزان حسناته .
فِإن قيلَ : لماذا يُتعبُ الشيخ ربيعاً نفسه بالرد على أمثال هؤلاء وهو كبير في السن مع مرضهِ الذي أَتعبهُ ونال مِنْهُ ، فالجواب أن يُقال :
روى الحافِظ الخطيب البغدادي - رحمه الله - في كتابه الجليل (( تاريخ بغداد )) ( 6 / 163 ) بسندهِ عن زكريا بن يحي قال : قلتُ لداوُد بن علي الأصبهانِي إن إبراهيم بن إسماعيل بن علية وعيسى بن أبان وضعا على الشافِعي كتاباً وردَا عليه فَلَو نقضته عليهم ، فقال : أما عيسى بن أبان هو من أهل العلم عندي وليس كتابه بشيئٍ وليس له معنى ، الصبيان ينقضونه ، إنما أعانه عليه ابن سختان ، ولكني قد وضعتُ على إبراهيم بن إسماعيل بن علية نَقْضَ كتابِهِ ، وأنا على إتمامِهِ ، وذهب إلى أنهُ كان أَحَجّ (2) )) اهـ (3) .
والحاصل أن الشيخ ربيعاً اهتم بالرد على تجاوزات الحجوري لعلمه أنه صاحب دعاوى عريضة وأن له أتباعاً يزعمون أنه محدث هذا الوقت بلا منازع وهو ليس كذلك ، وعليه اقتضى الحال الرد والنقضَ .
والحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه .
وكتبه : عبد اللطيف غاليب
28 صفر 1437 .
ـــــــــــــــــــــــ
(1) هذا الذي أعلمه ولا أدري هل ( مكتبة المعارف ) بالمدينةِ النبوية التي تملك حقوق طبع مخطوطات الشيخ الألباني - رحمه الله - طبعت شيئاً مما كتبه من (( التهذيبِ )) أم لا ؟
(2) أي كانت له حجج تحتاج إلى رد مفصل .
(3) وقد اعتنى بهذا الكتاب الجليل جمعاً وترتيباً على مُختلف الأبواب الدكتور محمد الهبدان في كتابه النافع : (( التصنيف الموضوعي لتاريخ بغداد )) وهو نافع جداً وقد طبعته دار ابن الجوزي في سنة 1430 في مجلد لطيف جيد .
التعديل الأخير تم بواسطة عبد اللطيف غاليب ; 10 Dec 2015 الساعة 07:43 PM