منتديات التصفية و التربية السلفية  
     

Left Nav الرئيسية التعليمـــات قائمة الأعضاء التقويم البحث مشاركات اليوم اجعل كافة الأقسام مقروءة Right Nav

Left Container Right Container
 
  #1  
قديم 28 Jan 2016, 08:55 AM
أبو مالك أبو بكر حشمان أبو مالك أبو بكر حشمان غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Sep 2012
الدولة: الجزائر
المشاركات: 225
إرسال رسالة عبر ICQ إلى أبو مالك أبو بكر حشمان
افتراضي فوائد عقديَّة ودرر أخلاقيَّة من الآيات المنزَلة في براءة أمِّنا رضي الله عنها

بسم الله الرحمان الرحيم

فوائد عقدية ودرر أخلاقية من الآيات المنزَلة
في براءة أمنا رضي الله عنها.

الحمد لله رب العالمين والعاقبة الحسنى للمتقين ولا عدوان إلا على الظالمين المعتدين وبعد:

فإن منزلة الصحابة عند أهل السنة عظيمة ودرجتهم في قلوب الأبرار رفيعة، فهم خيار الناس بعد الأنبياء عليهم السلام، والطعن فيهم طعن في دين الله عز وجل، قال الإمام أحمد رحمه الله: "إذا رأيت أحدا يذكر أصحاب الرسول صلى الله عليه وسلم بسوء فاتهمه على الإسلام" شرح أصول الاعتقاد للالكائي.


ولقد طالت أيدي المجرمين في زماننا وكثر خبثهم حتى أصبحوا يظهرون الطعن في أمنا الصديقة بنت الصديق رضي الله عنها وعن أبيها على قنواتنا الخاصة، وهم في ذلك يمهدون ويحجزون مكانا في السعير ببهتانهم وكذبهم، فهم على خطى وقدوتهم وسيدهم المنافق الأول والكافر الأكبر عبد الله بن أبي بن سلول لعنه الله.
قال هشام بن عمار سمعت مالكا يقول: من سب أبا بكر وعمر أدب ومن سب عائشة قتل، لأن الله يقول: (يعظكم الله أن تعودوا لمثله أبدا إن كنتم مؤمنين) فمن سب عائشة فقد خالف القرآن ومن خالف القرآن قتل"(1).

وسعيا مني في الالتحاق بقافلة أهل السنة في دفاعهم عن عائشة رضي الله عنها، والحملة التي بدأها الخيار في دفاعهم عن زوج النبي صلى الله عليه وسلم والرد على الشانئين المبغضين المكذبين لكلام رب العلامين حاولت أن أجمع بعض الفوائد التي ذكرها أهل التفسير في كتبهم عند شرحهم للآيات العشر من سورة النور التي نزلت في براءة أمنا رضي الله عنها، لعل الله ينفعني بها وإخواني.


أولا: سبب نزول الآيات :
قال ابن كثير رحمه الله : وهذه العشر آيات كلها نزلت في شأن عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها، حيث رماها أهل الإفك والبهتان من المنافقين بما قالوه من الكذب والفرية، التي غار الله تعالى لها ولنبيه صلوات الله عليه، فأنزل براءتها صيانة لعرض الرسول صلى الله عليه وسلم.(2).
ثانيا: إذا أراد الله أمرا جعل له سببا :
فلولا مقالة أهل الإفك لم يحصل ذلك التنويه بذكر أم المؤمنين حتى تناول عموم المدح لسائر زوجات النبي صلى الله عليه وسلم وإذا أرد الله أمرا جعل له سببا ولذلك جعل الخطاب عام للمؤمنين كلهم وأخبر أن قدح بعضهم بعضا كقدح في أنفسهم (3).
ثالثا: من سب عائشة رضي الله عنها بما برأها الله قُتل.
قال هشام بن عمار: سمعت مالكا يقول: من سب أبا بكر وعمر أدب، ومن سب عائشة قتل؛ يقول الله تعالى:"يعظكم الله أن تعودوا لمثله أبدا إن كنتم مؤمنين" فمن سب عائشة فقد خالف القرآن ومن خالف القرآن قتل.
قال ابن العربي رحمه الله معلقا على كلام مالك رحمه الله:"إن أهل الإفك رموا عائشة المطهرة بالفاحشة فبرأها الله، فكل من سبها بما برأها الله منه فهو مكذب لله ومن كذب الله فهو كافر فهذا طريق قول مالك وهي سبيل لائحة (ظاهرة) لأهل البصائر ولو أن رجلا سبها بغير ما برأها الله لكان جزاؤه الأدب"(4).
رابعا: الويل لكم يا شيعة الشيطان من هذا الوعيد .
قال الزمخشري:"لم يقع في القرآن من التغليظ في معصية ما وقع في قصة الإفك، بأوجز عبارة وأشنعها، لاشتماله على الوعيد الشديد والعتاب البليغ والزجر العنيف، واستعظام القول فيه، واستشناعه بطرق مختلفة وأساليب متقنة كل واحد منها كاف في بابه "(5).
خامسا: حسن الظن بالمؤمن وتكذيب المفتري عليه.
قال الله عز وجل" لولا إذ سمعتموه ظن المؤمنين والمؤمنات بأنفسهم خيرا"
إن من الأخلاق التي دعا إليها الإسلام وهي سبب في المحافظة على الأخوة الإيمانية وتوطيدها ونبذ الخلافات والشقاق الواقع بين أهل الإسلام حسن الظن بأخيك المسلم وعدم إساءة الظن به وبناء الحكم على دليل وبرهان والابتعاد عن الشك والريبة.
قال ابن كثير رحمه الله:"إذا ذكر ما لا يليق بشأن الخيرة فالأولى ينبغي الظن بهم خيرا، وأن لا يشعر نفسه سوى ذلك ثم إن علق في نفسه شيئا من ذلك وسوسة أو خيالا فلا ينبغي أن يتكلم به "(6)
وقال ابن العربي رحمه الله:"هذا أصل في أن درجة الإيمان التي حازها الإنسان ومنزلة الصلاح التي حلها المرء و لبسة العفاف التي تستر بها المسلم لا يزيلها عنه خبر محتمل وإن شاع إذا كان أصله فاسدا أو مجهولا"(7).
وقال القرطبي رحمه الله:"فأوجب على المسلمين إذا سمعوا رجلا يقذف أحدا ويذكره بقبيح لا يعرفونه عنه أن ينكروا عليه ويكذبوه"(8).
سادسا: صيانة عرض المؤمن والوعيد الشديد لمن أحب شيوع الفاحشة.
قال الله تعالى:"إن الذين يحبون أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا لهم عذاب أليم في الدنيا والآخرة" .
قال العلامة السعدي رحمه الله:"فإذا كان هذا الوعيد لمجرد محبة أن تشيع الفاحشة واستحلال ذلك بالقلب، فكيف بما هو أعظم من ذلك، من إظهاره ونقله وسواء كانت الفاحشة صادرة أو غير صادرة وكل هذا من رحمة الله بعباده المؤمنين وصيانة أعراضهم كما صيانة أعراضهم كما صان دمائهم وأموالهم بما يقتضي المصافاة وأن يحب احدهم لأخيه ما يحب لنفسه" (9).
سابعا: فضل الله تعالى على خلقه :
يقول المولى تبارك وتعالى :" ولولا فضل الله عليكم ورحمته في الدنيا والآخرة لمسكم فيما أفضتم فيه عذاب عظيم"،قال العلامة السعدي رحمه الله:" لمسكم عذاب عظيم" لاستحقاقكم ذلك بما قلتم ولكن من فضل الله عليكم ورحمته أن شرع لكم التوبة وجعل العقوبة مطهرة لذنوب"(10).
ثامنا: البلاء النازل على أولياء الله من الخير الحاصل لهم.
قال الله تعالى"لا تحسبوه شرا لكم بل هو خير لكم"
قال ابن العربي رحمه الله:"ولهذا صار البلاء النازل على أولياء الله خيرا، لأنه ضرره من الألم قليل وخيره وهو الثواب الكثير في الآخرة"(11).
تاسعا: التهاون في الذنوب يضاعف العقوبة وسبب للوقع فيه مرة أخرى.
قال الله سبحانه وتعالى:"وتحسبونه هينا وهو عند الله عظيم"
فهذا فيه الزجر البليغ عن تعاطي بعض الذنوب على وجه التهاون بها فإن العبد لا يفيده حسبانه شيئا ولا يخفف من عقوبة الذنب .... بل يضاعف الذنب ويسهل موقعته مرة أخرى"(12).
عاشرا: العفو والصفح من موجبات الغفران.
قال الله تعالى :"ألا تحبون أن يغفر الله لكم" هذه الآية نزلت في خير الناس بعد الأنبياء الخليفة الأول والصديق الأكبر لما منع صدقته عن مسطح رضي الله عنه لأنه كان ممن خاض في الإفك، فأنزل الله الآية تأنيبا لأبي بكر وترغيبا له في الصدقة الصفح وأن ذلك من أسباب مغفرة الذنوب.
قال الإمام الشنقيطي رحمه الله:"دليل على أن العفو والصفح عن المسيء المسلم من موجبات غفران الذنوب والجزاء من جنس العمل ولذا لما نولت قال أبو بكر : بلى والله نحب أن يغفر لنا ربنا، ورجع للإنفاق على مسطح"(13).
الحادية عشر: كبائر الذنوب لا تحبط الأعمال :
إن قول الله عز وجل "ولا يأتل أولوا الفضل منكم والسعة أن يؤتوا أولي القربى والمساكين والمهاجرين في سبيل الله" دليل على أن كبائر الذنوب لا تحبط العمل الصالح، لأن هجرة مسطح من عمله الصالح وقذف عائشة من الكبائر ولم يبطل هجرته من بعد قذفه "والمهاجرين في سبيل الله" فدل أن الهجرة في سبيل الله لم يحبطها قذفه لعائشة رضي الله عنها.(14) وفي هذا إثبات لعقيدة أهل السنة في هذا الباب ورد على من خالف واتبع سبيل الشيطان.
الثانية عشر: علي رضي الله عنه ليس ممن تولى كبره .
روى البخاري في صحيح من طريق الزهري عن عروة عن عائشة رضي الله عنها "والذي تولى كبره" قالت: أبي بن سلول.
وروى أيضا أن عائشة قالت: كان عليا مسلٍما في شأنها" وفي لفظ "مسيئا".
قال الأصيلي رحمه الله:"إنما نسبته إلى الإساءة لأنه لم يقل كما قال أسامة (أهلك ولا يعلم إلا خيرا) بل ضيق على بريرة وقال: لم يضيق الله عليك والنساء سواءها كثير"(15).
قال ابن حجر رحمه الله:"هذا الكلام قاله علي، حمله عليه ترجيح جانب النبي صلى الله عليه وسلم لما رأى عنده من القلق بسببها إلى أن تتحقق براءتها فمكن رجعتها"(16)
ثم إن بعض من لا خير فيهم من الناصبة تقرب إلى بني أمية بهذه الكذبة : أن عليا ممن تولى كبره، حرفوا قول عائشة رضي الله عنها .
قال الزهري : كنت عند الوليد بن عبد الملك فتلا هذه الآية "والذي تولى كبره له عذاب عظيم" فقال نزلت في علي بن أب طالب، قال الزهري : أصلح الله الأمير ليس الأمر كذلك، أخبرني عروة عن عائشة، قال وكيف أخبرك؟ قلت: أخبرني عروة عن عائشة أنها قالت: عبد الله بن أبي بن سلول"(17).
هذا ما تيسر جمعه فأسأل الله التوفيق والسداد وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1)أحاكم القرآن لابن عربي، (3/ 309).
(2) تفسير ابن كثير،(3 /330).
(3) السعدي(535).
(4) أحكام القرآن، 13(/309).
(5) فتح الباري لابن حجر،(9/411).
(6) تفسير ابن كثير (3/338).
(7) أحكام القرآن (3/308).
(8) الجامع لأحكام القرآن (1/181).
(9) السعدي(535).
(10) المصدر السابق.
(11) أحكام القرآن (13/307).
(12) السعدي (535).
(13) أضواء البيان (6/106).
(14) المصدر السابق.
(15) فتح الباري لابن حجر(7/372).
(16) المصدر السابق (8/304).
(17) أنظر: المصدر السابق (8/371،372).

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 28 Jan 2016, 11:29 AM
أبو البراء
زائر
 
المشاركات: n/a
افتراضي

طال الفصل بين حلقات سلسلتك المتتابعة، لكن العَوْدَ جاء بخير شافعٍ.
بارك الله في جهدك وجمعك أبا مالك، ورضي الله عن أمِّنا أعائشة.
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 28 Jan 2016, 02:18 PM
أبو الحسن نسيم أبو الحسن نسيم غير متواجد حالياً
موقوف
 
تاريخ التسجيل: Sep 2015
الدولة: الجزائر العاصمة
المشاركات: 390
افتراضي

نقولات سديدة،وعناوين بديعة في الدفاع عن أمنا عائشة رضي الله عنها،ما شاء الله،زادك الله خيرا أخي الكريم،وكتبك في زمرة الذابين عن الصحابين الأخيار،المجاهدين للرافضة الأشرار،ورزقك الجنان.
رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
إيمان, صحابة, عقيدة

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


Powered by vBulletin, Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd
Salafi Tasfia & Tarbia Forums 2007-2013