منتديات التصفية و التربية السلفية  
     

Left Nav الرئيسية التعليمـــات قائمة الأعضاء التقويم البحث مشاركات اليوم اجعل كافة الأقسام مقروءة Right Nav

Left Container Right Container
 
  #1  
قديم 14 Feb 2014, 01:36 PM
عبد الحميد الهضابي عبد الحميد الهضابي غير متواجد حالياً
موقوف
 
تاريخ التسجيل: Dec 2013
المشاركات: 300
افتراضي الشهب السلفية في نقض الشبهات الحلبية .......... الحلقة السادسة.

" اشتراط الاقتناع لقبول كلام أهل العلم في تحذيرهم من أهل الأهواء والبدع".



الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد :
هذه الحلقة السادسة في دحر ونقض بعض الشبهات الحلبية التي يلبسون ويدلسون بها علي بعض الخيّرين الطيبين من الشباب السلفي وهي :" اشتراط الاقتناع لقبول كلام أهل العلم في تحذيرهم من أهل الأهواء والبدع".
سئل أحدهم عن حال عبد الملك رمضاني؟.
فأجابه بقوله : أنا سمعت كلام أهل العلم فيه ولم أقتنع بذلك.
وسئل عن تناقضه في دفاعه عن الحويني وعلي الحلبي ومحمد حسان وبأنهم من أهل العلم مع نفيه في "خطبته للجمعة"أنه يمدح أهل البدع مع أن أهل العلم الشيخ ربيع وغيره بدّعوهم ؟؟
فأجابه ـ هداه الله ـ بقوله : أنت راك مقتنع بكلام الشيخ ربيع؟ خلاص لك أن تأخذ به.1
و سئل عن حال الحويني ما نصه: ياشيخ اسمح لي أقاطعك ،يا شيخ المهم ملخّص القول ،هم يقولون الحويني ضال مبتدع لا يؤخذ عنه ،هل هذا الكلام نوافقهم عليه .
فقال له ـ أصلحه الله ـ:أنا لا أوافقهم ، هو من أهل العلم ومن أهل الحديث .
فقال له السائل : ليس مبتدع سني.
فقال له ـ أصلحه الله ـ:ليس مبتدعا ،بل هو يذبّ عن السنة والمنهج السلفي .
فقال له السائل :بارك الله فيك يا شيخ.2
قلت :لنا مع كلامه عدّة وقفات :
أولا:
قال شيخنا أحمد بازمول ـ حفظه الله ـ معلقا على كلامه :فهذا الرجل الذي ظهر لي من كلامه عدّة أمور:
الأمر الأول : أنه يقعد قواعد باطلة ومن هذه القواعد ماسار عليه الحلبي و المأربي في قولهم في ردّ الحقّ الظاهر والدفاع عن الباطل الظّاهر أنا لم أقتنع،هل اقتناعك في كل شيء شرط في قبولك للشيء أو ردّه هذا خطأ وهذا قول باطل تردّه العقول السليمة ويردّه المنهج السلف الصالح رضوان الله عليهم إذ ما وقع عليه الحلبي، وهو يدافع عن الحلبي ومحمد حسان وعن الحويني وعن عبد المالك الرّمضاني، هل ما وقع فيه هؤلاء هي أمور قابلة لأن يدخل فيها شبهة أو أن يدخل فيها احتمال الخطأ والصواب أنهم وقعوا في أخطاء ظاهرة جدا عند العلماء في أخطاء بدّع العلماء بأقلّ منها فكيف بها وكيف بعدّة أخطاء وقعوا فيها خاصّة وأنهم نصحوا وطلب منهم وصبر عليهم السّنوات الطويلة وهم في باطلهم يعني يخوضون وعن غيّهم لايرجعون.
ثانيا :
فعلى هذه القاعدة الفاسدة التي قرّرتها -شرط الاقتناع في التبديع- ،نلزمك أن كل أهل البدع سواء كانوا من المتقدمين أو من المتأخرين الذين لم يقتنعوا بالحق والحجج والبراهين التي هي عند أهل السنة هم معذورون في ذلك ، وأئمة الإسلام وحماته الذين بدّعوهم وحاربوهم ظالمون ومعتدون .
سئل الشيخ الألباني – رحمه الله – ما نصه :هل يلزم غير إقامة الحجة في الحكم على الكافر بأنه كافر والمبتدع بأنه مبتدع والفاسق بأنه فاسق في الاقتناع وإزالة الشبه؟.
فأجاب بقوله :
لا لا يلزم لكن الذي يلزم هو العلم, هو العلم الذي يقيم الحجة, أي هو وارث رسول الله صلى الله عليه وسلم وليس كل فرد من الأفراد.3
فهذا الشيخ الألباني ـ رحمه الله ـ يصرح بأن لا يلزم أي شيء في إقامة الحجة غير العلم, فمتى ظهر العلم زالت الشبة ووقع الحكم, ومن تتبع مواقفه ـ رحمه الله ـ مع المخالفين له سواء أكانوا ممن ينتسبون إلى السلفية أم ممن ليسوا كذلك, عرف موقفه ومنهجه في هذه المسألة.
فما هو الخلاف الذي بينه ـ رحمه الله ـ وبين محمد نسيب الرفاعي وما هو موقف الشيخ منه, وهل كان محمد نسيب الرفاعي مقتنعاً بقول الألباني حتى ينكر عليه ويهجره ويأمر الناس بهجره.
وكذلك خلافه ـ رحمه الله ـ مع عبد الرحمن عبد الخالق, وهل الشيخ توقف فيه حتى يقتنع بقوله ثم يتكلم فيه.
قال شيخنا ربيع بن هادي ـ حفظه الله :لا إلزام في المسائل الفقهية الشرعية ولا في الحكم على الأعيان، إلا بشرط الإقناع أو الإجماع وبهذا الأصل يردون الحق الواضح وأدلته ويحمون الباطل وأهله.
"لا يلزم قبول الجرح المفسَّر المعتبر"وهم بهذا الأصل يدافعون عن أهل الضلال وضلالهم ولو برهن السلفيون على ما يجرحون به بأقوى البراهين من كتب المجروحين ونصوصهم.
ثالثا :
هل أنت أورع وأكثر مراقبة لله عز وجل من أئمة الجرح والتعديل الذين يجرّحون ممن أنت تتورّع من قبول الجرح فيهم بحجة عدم الاقتناع؛ مع أنَّ الجرح مفسر ومبيّن وصدر من أعلم الناس بأسبابه. وتقييد قبول الحجة بشرط الإقناع من أبطل الباطل، وإنما الأصل والعبرة بوضوح الدليل وظهوره في المراد، فإذا ظهرت الحجة وجب على الجميع الانقياد لها وليس هذا من التقليد الذي ينادي به المميعون لمنهج السلف ،وإنما الحجة في جرح المبتدعة هي تفسير الجرح وبيانه.
قال شيخنا ربيع بن هادي المدخلي ـ حفظه الله ـ :واخترع هذا الحزب لهذا التحلل والتفلّت من الحق وأحكام الله العادلة الرادعة أصولاً أخرى، مثل أصل "لا يلزمني، ولا يلزمنا".
"ولا يقنعني ولا يقنعنا".
ولم يقفوا عند هذه الفواقر وما يترتب عليها من تضييع للحق ومحاربة لمنهج السلف وتفلت منه، بل أضافوا إلى ذلك التشمير عن ساعد الجدّ لحرب السلفية والسلفيين.
فوصفوا السلفيين الذابّين عن دين الله ومنهج السلف بأنهم غلاة وشواذ، والتزموا هذا في حروبهم الفاجرة، القائمة على الفجور والكذب. فلا يصفونهم إلا بالغلاة وأحياناً بالخوارج. وأحياناً غلاة التجريح، وأسرفوا في ذلك والتزموه، وأضاف الحلبي الطعون الظالمة التي سلفت. وحاربوا أصول السلف في الجرح والتعديل.
وبالغ الحلبي في حربه حتى وصل إلى القول بأن الجرح والتعديل ليس له أدلة في الكتاب والسنة.
لماذا هذه الحرب؛ لأن هذه الأصول الإسلامية تلزمهم وتفرض عليهم أن يحكموا على أنفسهم وعلى أهل الضلال بما يستحقون، وتفرض عليهم قول الحق والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وهم لا يريدون هذا ولا يلتزمونه.
ومن هنا يحاربون من يطلب منهم أن يقولوا الحق، ويدينوا الباطل والضلال.
ومن تعاليهم واستكبارهم وعنادهم يرون أن طلب قول الحق منهم إجباراً وإكراهاً، مع أن أهل الحق لا يملكون وسائل الإجبار.4
رابعا :
لم يأمر الله سبحانه وتعالى رسله إلا بالبلاغ والبيان الذي تقوم به الحجة على خلقه ولم يشترط الاقتناع بعد بيان الحجج والبراهين،كما قال جلّ وعلا : وقال: { فإن توليتم فاعلموا أنما على رسولنا البلاغ المبين } [ المائدة 92 ].وقال تعالى: { ما على الرسول إلا البلاغ }[ المائدة 99 ]. وقال تعالى:{ إن عليك إلا البلاغ } [الشّورى: 48 ] ، وقال تعالى: {وما أرسلنا من رسول إلا بلسان قومه ليبين لهم فيضل الله من يشاء ويهدي من يشاء وهو العزيز الحكيم}[إبراهيم:4]
فما هو الواجب على الرّسل تجاه أقوامهم هل الواجب عليهم إقناعهم أم البيان لهم؟, ومن لم يقتنع منهم هل يعذروا لعدم قناعتهم أم يعذبوا ويهلكوا بسبب تكبّرهم عن الحقّ ورفضهم له وعدم الانقياد والإذعان له.؟؟
خامسا :
لا يجوز لك أن تردّ كلام العالم إذا جرح شخصا جرحا مفسرا مبينا مدعّما بالحجج والبراهين بحجة عدم الاقتناع فهذا مسلك وخيم ومنعرج خطير ،سئل الشيخ عبيد الله الجابري ـ حفظه الله ـ ما نصه :هل يجوز لطالب العلم أن يخالف في تجريح عالم , لشخص ما , لأن هذا الطالب لا يرى هذا الجرح جرحا مفسرا مع العلم أن العالم يراه كذلك ؟
فأجاب بقوله :
هذا قدمت الجواب عنه فهو مكرر الجرح المفسر المبني على الدليل يجب قبوله ومن خالفه فهو ضالّ مضل أو جاهل، فتفطّن أنا لا أقول الأشخاص، أقول الدليل المسلّم له الدليل.
وسئل ـ حفظه الله ـ: بعد النظر في الجرح المفسر على من سبقت تزكيتهم من فضيلتكم يجد الطالب نفسه غير مقتنع بجرحكم هذا ولا سيّما بعد الرجوع إلى دفاع المجروح عن نفسه فماحكم الشرع في وجهة نظر هذا الطالب؟
فأجاب بقوله:
أولا نحن ليس لنا هدف في جرح أحد أو تعديله أو تزكيته فلا ننظر إلى قطرية ولا شعوبية ولا قبلية ولا جاه ولا منصب، بل ننظر إلى السنة هي ميزاننا فمن أحب السنة وأحب أهلها ووالاهم وذب عنهم وعادى في ذات الله من يعاديهم، فنحن نقربه ونؤازره ونحبه ونذب عنه حسب استطاعتنا ونسلك كل طريق يرفعه مادام أنه رفع السنة وأحسن ذكر أهلها، فإذا ظهر منه ما يخالف هذا، يوالي أعداء أهل السنة مثلا ويعبث في الأدلة فهذا هو من نرفع أيدينا عنه ونمقته ونشنع عليه لأنه خالف الطريق الذي سلكه حتى نال ما نال منا من تزكيات لشخصه والثناء عليه والذب عن عرضه.
فإذا تقرّر هذا فليعلم السائل ما يأتي:
أولا: أننا نحن لا نجرَح من سبقت عدالته سواء عندنا أو عند غيرنا إلا بدليل لا يقبل التأويل، لأنه ليس لنا هدف في الرجل نفسه في ذاته وإنما نتكلم تعديلا فيمن استقام لنا منهجه وصح معتقده في الظاهر، وجرحا فيمن ظهر لنا انحرافه كما تقدم.
وثانيا: يظهر من السؤال أن السائل قاصر في الفهم فلو كان فهمه ثاقبا وبصيرته نيّرة وعقله راجحا فإنه ينظر في الدليل الذي جرح به ذلك المجروح، ثم نحن لا نُلزم أحدا بقبول أقوالنا الدليل هو الذي يلزمه نحن لا نلزم أحدا بأن يقول ما قلنا ويقبل ما بيّنا نحن علينا البيان فقط، وهذا هو ما عرفناه عن أئمتنا، ومثل هذا يخشى عليه أن تحتويه الشبهات فتضله عن الهدى والسبيل المستقيم والمنهج القويم.5
وقال الشيخ سعد الزعتري -وفقه الله- في رسالته القيّمة "تنبيه الفطين إلي تهافت تأصيلات علي الحلبي المسكين والتي خالف بها نهج السلف الأولين"6 : "قد أحسنت يا شيخ علي الحلبي في تقرير هذه القاعدة العظيمة في علم الجرح والتعديل لكنك سرعان ما نقضت كلامك وأفسدته عندما قلت: "إن الجرح المفسر قد لا يكون مقنعاً بهذا الإطلاق من غير تقييد فما الفائدة إذاً من هذه القاعدة، والحق يقال: أنه لا بد أن يعرف الناظر في هذا الجرح: إما أن يكون صاحب عدل وإنصاف ومنهج صحيح فهذا يقتنع بالحجة ولا يتردد فيها ، وإما أن يكون صاحب هوي فهذا الصنف لا يقتنع بالحجج والبراهين الواضحة مهما كانت من القوة والوضوح بل والكثرة والوضوح. فقد قال تعالي في هذا الصنف: {ولو أننا نزلنا إليهم الملائكة وحشرنا عليهم كل شئ قبلاً ما كانوا ليؤمنوا إلا أن يشاء الله ولكن أكثرهم يجهلون} (الأنعام:111).
ولأهل الأهواء نصيب كبير من واقع هذا الصنف،فأنت ترى الروافض لا يقبلون الحجج الواضحة من الكتاب والسنة في فضائل الصحابة، ولاسيما أبي بكر وعمر مهما كثرت ووضحت.
إلى أن قال: "ثم من قال من العلماء إن الجرح المفسر قد لايكون مقنعاً؟ إنهم يقولون: إذا قام الدليل علي خلافه فإنه يتحقق منه، وإلا فالعلماء علي قبول هذه القاعدة من غير وجود هذه الفلسفة، وما أدري هل يطبق هذه القاعدة علي أهل البدع أو أنه وضعها ليحمي نفسه من دفاعه عن محمد حسان والحويني والمغراوي ؟!
يأتي العلماء أمثال الشيخ ربيع والشيخ مقبل والشيخ النجمي وغيرهم فيبدعون المغراوي؛ لأنه تكفيري يكفر المجتمعات، فيأتي أمثال علي الحلبي ويقول هذا الكلام أو هذا التفسير لهذا الجرح غير مقنع، ثم على هذه القاعدة يبدّع العلماء سيد قطب حيث يقول: إن القرآن مخلوق، فيأتي أمثال الحويني ويقول هذا الكلام غير مقنع وهكذا فلا يكون علي وجه الأرض مبتدع بناءً على هذه القاعدة الفاسدة الفاجرة، فلو بقيت تحشد له الأدلة على حقيقة ما تقول قيردّ كلامك بأنه غير مقنع.
سادسا :
مسألة القناعة أمر قلبي لا يمكن أن يتوصّل إليها فضلا عن أن تُجعل ضابطا للأحكام الشرعية الظاهرة, ذلك لأن القناعة معناها الرضى قال ابن فارس – رحمه الله- لما ذكر أن الأصل في ذلك هو الإقبال على الشيء ثم ذكر معانيه وكان منها:
ويقولون: قنع قناعة، إذا رضي، وسميت قناعة لأنه يقبل على الشيء الذي له راضيا، والإقناع: مد البعير رأسه إلى الماء للشرب. قال ابن السكيت: قنعت الإبل والغنم للمرتع، إذا مالت له. وفلان شاهد مقنع؛ وهذا من قنعت بالشيء، إذا رضيت به؛ وجمعه مقانع. تقول: إنه رضي يقنع به.7
وقال ابن منظور – رحمه الله :- قنع ـ قَنِعَ بنفسه قَنَعاً وقناعة رضي.8
وكيف تعرف يا مخلوف أن المخالف قد رضي بالعلم أو لم يرض مع أنها مسألة قلبية ،بمعنى أن الحجج مقنعة له أو غير مقنعة.
ومن الذي يرضى بالحجج الدامغة فيقتنع بها ثم يردّها ويخالفها غير المعاند والمكابر, ولذلك أخبر الله تعالى عن فرعون فقال تعالى {وجحدوا بها واستيقنتها أنفسهم ظلما وعلوا فانظر كيف كان عاقبة المفسدين} [النمل : 14]
قال ابن كثير – رحمه الله - في تفسير هذه الآية: في ظاهر أمرهم ، { واستيقنتها أنفسهم } أي: علموا في أنفسهم أنها حق من عند الله، ولكن جحدوها وعاندوها وكابروها، { ظلما وعلوا } أي: ظلما من أنفسهم، سجية ملعونة، { وعلوا } أي: استكبارا عن إتباع الحق؛ ولهذا قال: {فانظر كيف كان عاقبة المفسدين} أي: انظر يا محمد كيف كان عاقبة كفرهم ، في إهلاك الله إياهم، وإغراقهم عن آخرهم في صبيحة واحدة. 9
فلولا أن الله أعلمنا عن حال قلوبهم وما هي عليه من اليقين الذي لا ريب فيه بآيات الله لما عرف أحد حالها ونحن لنا الظاهر والله يتولى السرائر10 ، فمن علم منه أنه يتلاعب ويتعلق بخيوط العنكبوت بعد البيان وإقامة الحجة عليه فلاشك في انحرافه , وأنت أقررت أنك سمعت كلام أهل العلم فيه ولم تقتنع به.
سابعا :
من سبقك من أهل العلم الراسخين في اشتراط هذا الشرط وكل شرط ليس في كتاب الله فهو باطل وإن كان مائة شرط كما جاء في الحديث11 ،وعليك أن تتق الله ولا تقدم بين يدي الله ورسوله صلى الله عليه وسلم لا قولا ولا فعلا.
قال سفيان الثوري ـ رحمه الله ـ: إن استطعت ألا تحكّ رأسك إلا بأثر فافعل.12
وكما قال الإمام أحمد ـ رحمه الله ـ:إيّاك أن تتكلم في مسألة ليس لك فيها إمام.13
وكما قال شيخ الإسلام ابن تيمية ـ رحمه الله ـ: وكل قول ينفرد به المتأخر عن المتقدمين ، ولم يسبقه إليه أحد منهم ، فإنه يكون خطأ.14
ثامنا :
إن العلماء لم يجعلوا هذه القاعدة الفاسدة ضابطاً للحكم ،ولم يذكر أحد منهم أن القناعة شرط أو ضابط لقبول الحجة.
والذي يظهر أنك هداك الله أتيت بهذا القيد ليكون لك عذرا ومخرجا في اصطدامك مع السلفيين الصادقين في جرح المجرّحين من أهل العلم لأهل الأهواء أمثال الحويني و ينبوع الفتن علي الحلبي و من لفّ لفهم, إذا فيحق لكل مخالف أن يحتج بعدم قناعته لردّ الحق وإبطاله وهذا أمر خطير للغاية ولا يدرك ذلك إلا أهل العلم , أما الرّعاع فيرونه عين العدل و الإنصاف.
فالواجب عليك أن تعيد النظر في آثار تقعيدك لهذا الباطل وأن تتقيَ الله تعالى وترجع عن قولك وإلا والله وبالله وتالله إنك ستحمل أوزار من اتخذّه قيدا في قبول الحق ، و ستتحمل التّبعة في من أضللتهم بقواعدك ومواقفك السيّئة.
وأنصحك نصيحة مشفق أن لا تغترّ بالكثرة الكاثرة الذين معك ، فإنهم و الله لن ينفعوك بشيء يوم العرض على الله تعالى،ولن يغنوا عنك من الله شيئا ، فإنك ستُقبر وحدك ، وستُسأل وحدك ،وستُبعث وحدك ، وستُحشر وحدك ، و ستقف بين يدي الجبار جلّ جلاله وحدك و لا ينفعك شيء إلا ما قدّمت فتنبّه.
تاسعا :
الواجب عليك أن تكون تبعا لأهل العلم خاصة في هذه المسائل العظيمة وذلك ليقتدي بك الشباب في احترام أهل العلم ومعرفة مكانتهم وعدم التطاول عليهم كما هو مشاهد من بعض أتباعك ،وهذا إن دلّ على شيء فإنما يدلّ على جهلهم لما كان عليه السلف الصالح من احترام أهل العلم ، ولأن ولاءهم وبراءهم أصبح معلّقا بالأشخاص لا بالحقّ ،فبعضهم يدّعون الحب في الله ولكنهم لا يبغضون فيه ! ، وهذا من تلاعب الشيطان بهم لأن حقيقة الحبّ في الله لا تحصل إلا بحقيقة البغض فيه ، وهذا من آثار الحزبية المقيتة التي ربّوا عليها، تقول لأحدهم: العيد شريفي خذله الله يطعن في أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ،والحلبي يجيز الطعن فيهم ، ويمدح رسالة عمان وما فيها من الكفريات والضلالات،
وتشغيبه لبعض أصول أهل السنة وظهوره في قناة الرفض والكفر ويمتدح مندوبها بأنه رجل فاضل سنّي،ومحمد حسان يصف الصحابي الجليل عمرو بن الحمق الخزاعي ـ رضي الله عنه ـ بالمجرم والخبيث و الغبي والوقح والأحمق والكاذب وقوله في الصحابة أنه كان فيهم ظالم لنفسه ومقتصد وسابق بالخيرات كالصوفية ،وغير ذلك من ضلالاتهم.
ومع كلّ هذا تدلّل و تبرهن لهم بالمرئيات والمسموعات والمقروءات وبجرح الجارحين لهم من أهل العلم ،فلا يقتنعوا بذلك.
قال ابن تيمية ـ رحمه الله ـ: وكثير ممن يدعي المحبة هو أبعد من غيره عن اتباع السنة ، وعن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والجهاد في سبيل الله ، ويدعي مع هذا أن ذلك أكمل لطريق المحبة من غيره لزعمه أن طريق المحبة ليس فيه غيرة ولا غضب لله ، وهذا خلاف ما دل عليه الكتاب والسنة.15
و قال يوسف بن أسباط : سمعت سفيان الثوري يقول : إذا أحببت الرّجل في الله ، ثم أحدث حدثا في الإسلام ،فلم تبغضه عليه فإنك لم تحبه في الله !.16
قلت :فتأمل الميزان الذي كان عليه السلف، وانظر ما كان عليه نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ؛ فإن شيخ الإسلام ابن تيمية ـ رحمه الله ـ بعد ما ذكر حديث عائشة - رضي الله عنها - أنها قالت: ما ضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم بيده شيئا قط لاامرأة ولا خادما إلا أن يجاهد في سبيل الله ، وما نيل منه شيء قط فينتقم من صاحبه إلا أن ينتهك شيء من محارم الله فينتقم لله عز وجل.17
وقال ـ غفر الله له ـ : فقد تضمن خلقه العظيم أنه لا ينتقم لنفسه إذا نيل منه ، وإذا انتهكت محارم الله لم يقم لغضبه شيء حتى ينتقم لله.18
عاشرا:
الناس تختلف في مسألة" القناعة " بعض الناس لا يقتنع ولو أتيته بألف دليل ودليل وذلك بسبب اتباع هواه وما يملي عليه شيطانه.
قال الشيخ صالح بن عبدالعزيز آل الشيخ ـ حفظه الله ـ: الفهم فهمان: فهم لسان وهو من إقامة الحجة؛ أي يفهم المعنى، يفهم وجه الحجة ويفهم الدليل ووجه الدلالة، ويفهم الكلمات ويفهم ردّ الشبهة.
وأما القسم الثاني: فهو فهم القناعة؛ فهذا لا يشترط!!، وعليه يحمل قول الشيخ في إحدى رسائله: "لو قلنا أنه يشترط فهم الحجة لم يكفر إلا المعاند"، فالمقصود هنا: فهم القناعة!، فيقول: أنا ما اقتنعت!!!، وذلك لوجود عارض عنده من قوة التمسك بالشرك؛ أي إنهم علموا المعنى وعلموا اللسان والكلمات وفهموا رد الشبهة؛ لكنهم أبوا أن يقتنعوا. أما المعاند فيقول:أنا اقتنعت ولكنه مكابر، ويقول لن أؤمن، فهذا ليس هو المراد:{وجحدوا بها واستيقنتها أنفسهم ظلما وعلوا}.19
الحادية عشر:
الشيخ عبد الملك رمضاني ـ هداه الله ـ فوالله وبالله وتالله إنّنا كنا نحبّه في الله ونذبّ عنه لأنه على الحقّ يسير ،وكنا نَعدُّ المحبّ والمبغض له علامة على السنة وضدّها ، لكن لما جاءت الفتن وتغيّر حاله ولم يقف موقفا مشرّفا من أهل البدع كما عهدناه من قبل ،و ياليته سكت ، بل أصبح يدافع وينافح عنهم ويعتذر لهم ثم في آخر المطاف أصبح يؤصل ويقّعد لهم القواعد الباطلة ،فمن بين تلكم المؤاخذات الشرعية :" تنقّصه لأهل العلم" و" طعنه في السلفيين "20 ، و "دفاعه عن أهل البدع"21 ، ومن تلكم القواعد التي يقعّدها" اشتراط الإجماع في التبديع"22 ، و "اشتراط الاقتناع في مسائل الجرح والتعديل "23 ،و"أن الجرح والتعديل من مسائل الاجتهاد"24 و" التشكيك في أخبار الثقات والتثبت فيها25 " و " تفريقه بين خبر الثقة وحكم الثقة"26 ، و" موافقته لأهل التمييع في أصليهم "لا يلزمني "27 و "لا يقنعني"28 و" موافقة المميعة في أصل "نصحِّح ولا نجرِّح"29 و" النهي عن هجر المبتدعة في هذا الزمان"30 وقوله بــ" عدم إمكانية تطبيق منهج السلف الأوائل مع المخالفين في هذا العصر"31 وبـ" التهوين من الخلاف الواقع بين السلفيين وبين غيرهم من المنحرفين في هذا الزمان"32 و "وصفه للشيخ ربيع المدخلي ـ حفظه الله ـ بأنه يجعل من الحبّة قبّة!، وأنَّ الخلاف بينه وبين الحلبي خلاف بين الأقران33 الذي يجب أن يطوى ولا يروى "34 و"يعتذر لأهل الباطل بالمجادلة والالتماس المعاذير لرسالة عمان"35 و"أخيرا صرح بأنه متأثر بعلي الحلبي ويرفض كلام العلماء فيه"36 وغير ذلك من المخالفات37 ،وقد رد38 عليه أهل العلم وحذروا منه منهم :
ـ الشيخ ربيع بن هادي المدخلي.
ـ الشيخ عبيد الله الجابري .
ـ الشيخ محمد بن هادي المدخلي.
ـ الشيخ عبد الله البخاري.
ـ الشيخ أحمد بازمول.
وعلماء الجزائر وغيرهم.
وأخيرا وليس آخرا نذكّرك مرة أخرى بأثر إن صحّ التعبير يكتب بماء الذهب ،وهو ما ذكره يوسف بن أسباط أنه قال : سمعت سفيان الثوري يقول : إذا أحببت الرّجل في الله ، ثم أحدث حدثا في الإسلام ،فلم تبغضه عليه فإنك لم تحبّه في الله !.39
وهذا وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.


وكتبه :
عبد الحميد الهضابي
11 / 10 /1434
بمكة المكرمة




الحواشي :
1 ـ من مقطع صوتي.
2 ـ من مقطع صوتي .
3 ـ "سلسلة الهدى والنور" شريط رقم ( 666)
4 ـ من مقال عنونه بـ "الحلبي يُدَمِّر نفسَهُ بالجهل و الكذب " الحلقة الأولى "(12/04 /1433)
5 ـ من شريط مفرغ وهي عبارة عن " أسئلة وجهت لشيخنا يوم الثلاثاء 23 صفر 1433"
6 ـ ( ص : 57)
7 ـ " معجم مقاييس اللغة"(5/32ـ33)
8 ـ "لسان العرب"(8/297)
9 ـ (3/435)
10 ـ فعن عمر بن الخطاب ـ رضي الله عنه ـ قال : إن أناسا كانوا يؤخذون بالوحي في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وإن الوحي قد انقطع ، وإنما نأخذكم الآن بما ظهر لنا من أعمالكم ؛ فمن أظهر لنا خيرا أمناه وقربناه ، وليس إلينا من سريرته شيء ؛ الله يحاسبه في سريرته ، ومن أظهر لنا سوءا لم نأمنه ولم نصدقه ، وإن قال إن سريرته حسنة. أخرجه البخاري (2641) .
11 ـ تمام الحديث :عن عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله غليه وسلم: ما بال رجال يشترطون شروطا ليست في كتاب الله ما كان من شرط ليس من كتاب الله فهو باطل وإن كان مائة شرط " أخرجه البخاري (2563) ، ومسلم (1504)
12 ـ" الجامع لأخلاق الراوي وآداب السامع"(1/142)
13 ـ "مناقب أحمد"( ص 231)
14 ـ "مجموع الفتاوى" (21/291)
15 ـ " مجموع الفتاوى" ( 10 / 83 ) .
16 ـ " حلية الأولياء"( 7 / 34 ) .
17 ـ أخرجه مسلم (2228).
18 ـ " مجموع الفتاوى" ( 15 / 169 ) .
19 ـ في محاضرة بعنوان "منهج أئمة الدعوة في الدعوة"
20 ـ قال ـ أصلحه الله ـ في جلسته مع التونسيين: ((يريدون السلفي أن يكون معصوماً وإلا فهو مبتدع عندهم!، ما عندهم درجات؛ معصوم أو مبتدع!، واحدة من اثنين!، هذا لسان حالهم في الحقيقة، وهؤلاء في الحقيقة الآن ينتهجون حزبية جديدة!.
فالحزبية تنقسم إلى قسمين: فيه حزبية تقوم على أصول غير أصول الإسلام، وتريد من الناس أن يكونوا معهم فيها، فإذا خالفهم أحد قالوا: هذا ليس من أهل السنة، أصول غير أصول الإسلام، كما يذكر شيخ الإسلام بن تيمية هذا كثيراً في أهل البدع، يؤصلون أشياء ثم يقيمون ولاءهم وبراءهم عليها، وهي أشياء ليست من أصول الإسلام، ليست من الإسلام.
وفيه حزبية ثانية: هي على معنى لكنها وصف آخر، وهو أنهم يأتون إلى أشياء من الدين، لكن يجعلونها مسلمات وهي مختلف فيها، ويريدون أن يُوافَقوا عليها، فإذا خولفوا فيها، لم يقولوا الخلاف قديم، لا، قالوا من خالفنا تركناه وأخرجناه من السنة!، يعني أشياء من فروع هذا الدين، هي من الدين لكن لم يقم الإجماع عليها، فأرادوا من الناس أن يتحزبوا حول هذه الأشياء!، إذا لم يتحزبوا حولها قالوا: ليس من أهل السنة.
هذه الحزبية الآن موجودة وللأسف، وهذا من سوء فهمهم للسنة، ومن سوء فهمهم لطريقة السلف في علاج البدعة، فهم فهموا أشياء وغابت عنهم أشياء أكثر مما فهموا.
وأكثر الأسباب هي: حظوظ النفس!، عدم إخلاص لله في الدفاع عن السنة والرد على المبتدعة!، نعم عدم الإخلاص!!، هذا أكبر دافع، يعني حبّ الظهور وحبّ الترؤس!، الرئاسة الدينية التي هي أشدُّ الفتنتين، فيه رئاسة مالية ورئاسة دينية، فالرئاسة الدينية التي يطمحون إليها، أن يرجع الناس إليهم فقط، هو الذي جعلهم يُبلبلون الأوضاع السلفية، ويفتنونها باسم الدفاع عن السنة، والله المستعان)).
وقال في أحد المجالس المسجَّلة بصوته وهو يبين مصيبة هذا الوقت!: ((الحقيقة هذه مصيبة هذا الوقت: تبديع علماء أهل الدعوة السلفية وطلبة العلم السلفيين والتسرع في ذلك!، والحكم على بعضهم حكماً جافاً جامداً من غير تبين!، هذه مصيبة هذه السنوات الخمس، وأكثر منها، الخمس الأخيرة...
أصبح الإنسان السلفي في بعض المجتمعات أو الاجتماعات السلفية يدخل وهو يزن خطاه!، لا يدري على ماذا يسقط؟! وعلى يد مَنْ يسقط؟!، يحاسب على كل نفس يتنفسه!، على كل نظرة!، على كل حركة!، الكتاب الذي في يده أي كتاب هذا؟!، حتى كادوا يدخلون في قلوب الناس!!.
...إن هؤلاء مرضى مع كل أسف بحب الظهور!، ولذاك أنا أنصحكم، أعرضوا عن هذا حتى مجرد الكلام، إذا دخل أدخلوا هذا الموضوع أسكتوا عنهم، لأنه سيأخذ منك، ثم يأخذ، يشوف من فوق لتحت!، كم طولك وعرضك!، حتى يقدم نعم يقدم تقريراً عنك إلى هناك لجنة!، شوفوا طول وعرض هذا الشخص، يعني هل يناسب يدخل الباب، أن يدخله، ولا ما يناسبه يطلعوك من السلفية، ويدخلوك كما شاءوا، نصف سلفي!، ربع سلفي!، نسأل الله العافية.
21 ـ كدفاعه عن أهل الشام والعيد شريفي وعن أسامة القوصي وأبي الحسن المأربي، انظر : شريط بعنوان [تنبيه ((أو براءة)) الفضلاء من منهج الإقصاء]!، ثم شريطاً آخر بعنوان [إسعاف النبيل بجواب أسئلة الجرح والتعديل]!، وكان ذلك في عام 1423هـ !، وقد صرَّح هو مراراً أنَّ خلافه مع السلفيين الذين يصفهم بـ"الإقصائيين"منذ عشر سنوات.
22 ـ قال– هداه الله - في أثناء دفاعه عن العيد الشريفي من خلال شريط مسجَّل بصوته-: ((أعطونا موازينكم في التبديع؟!، كم كيلو يأكل الإنسان من البدع حتى يصير مبتدعاً؟!!، أعطونا؟!، ها تعرفون هذا أو ما تعرفونه؟!، لا بد أن يعرفونه، ما عرفوا ليس لهم حق أن يدخلوا في هذا، أعطونا الموازين؟!.
نحن كما كنا نقول للتكفيريين: الحاكم فلان ترك هذه المسألة لم يحكم فيها بما أنزل الله، وترك اثنين، ثلاثة، أربعة، كم عدد المتروكات حتى يصبح كافراً خارجاً من الملة؟! ما عندهم شيء!؛ لأنهم حقيقة ألزموا أنفسهم ما لا يلزم، فحشروا حينئذ في هذا المضيق.
نفس الشيء نقول لهؤلاء!: أثبتوا لنا أنه مبتدع؟، واحدة.
ثانياً: ثم أثبتوا أنَّ العلماء قد أجمعوا على تبديعه؟!!!.
ـ وقال ـ أصلحه الله ـ: في شريط بعنوان [أجوبة عبدالمالك رمضاني الجزائري على أسئلة أعضاء منتديات المحجة السلفية، سُجِّلت في الشهر السادس من عام 2007]: ((لا بد من إجماع العلماء لتكليف الناس بالتبديع!!!،
23 ـ قال ـ أصلحه الله ـ في جلسته مع التونسيين: ((أنا أذكر شخصاً أرسل إليَّ رسالة مع أحدهم يقول: "تكلَّم في فلان كما تكلَّم العلماء فيه واحفظ سمعتك"، "أل" هكذا الـ ((علماء))!، كأنَّ كل العلماء تكلَّموا!، "تكلَّم في فلان كما تكلَّم العلماء فيه واحفظ سمعتك"، يعني ما شاء الله، أحفظ سمعتي في الدنيا وأخيب فيها يوم القيامة؟!، عِرضُ الشخصِ هذا تكلَّم فيه، أنا ما اقتنعت بكلامك!، أو لا أعرف هذا الشخص وأقلِّد فقط؟!، يقال لي: خبر الثقة!، هذه أعراض؛ تنجيني أنت يوم القيامة؟!، انجيب هذه القاعدة يوم القيامة تنجيني؟! مصيبة هذه)).
24 ـ قال ـ هداه الله ـ في جلسة مسجَّلة له مع التونسيين -: ((أجمع العلماء أنَّ مسائل الجرح والتعديل مسائل اجتهادية، أجمع العلماء كلهم!.
وقال ـ أصلحه الله ـ: المشكلة فقط في الجرح والتعديل، والجرح والتعديل يعرف القريب والبعيد أنها مسائل اجتهادية!.
25 ـ وقال ـ أصلحه الله ـ بعد كلامه السابق: ((والخبر نفسه؛ أين هو الثقة اليوم؟! قلَّ الثقات!؛ هذا ينبغي أن يُعرف)).
وفي جلسته ـ أصلحه الله ـ مع الليبيين وهي بتاريخ 26/6/1431هـ؛ سُئل عن مسألة خبر الثقة؟ فكان من ضمن جوابه: ((لأنَّ هذا الذين يسأل عنهم الأخ عندهم جماعة يقولون: خبر الثقة يقبل ولا يتثبَّت فيه!، أنا قلتُ:
أولاً: أين هو الثقة اليوم؟ عزَّ الثقات وقلَّوا!، ينبغي أن نعرف هذا.
ثم ثانياً: حتى لو كان ثقة وتثبت من خبره؛ ليس عليك في ذلك تبعه ولا تنتقد!!
قلت : نعم منهج السلف قائم على قبول خبر الثقة بالإجماع ولا يخالف في ذلك إلا أهل البدع من المعتزلة ومن تأثر بهم .
والثقة اليوم كثير ولله الحمد منهم علماء أجلاء عبر المعمورة أخص بالذكر منهم الذين انتقدوك وأدانوك منهم الشيخ ربيع وعبيد الله الجابري ومحمد بن هادي وعبد الله البخاري وأحمد بازمول وعلماء الجزائروغيرهم وغيرهم.
وقد صنَّف الخطيب البغدادي رحمه الله تعالى كتاباً في بيان ذلك، وأفرد باباً في كتابه ((الكفاية في علم الرواية من ص66 - ص72))، بعنوان [باب: ذكر بعض الدلائل على صحة العمل بخبر الواحد ووجوبه]، وقد قال في آخره: ((وعلى العمل بخبر الواحد كان كافة التابعين ومن بعدهم من الفقهاء الخالفين في سائر أمصار المسلمين إلى وقتنا هذا، ولم يبلغنا عن أحد منهم إنكار لذلك!، ولا اعتراض عليه!، فثبت أنَّ من دين جميعهم وجوبه؛ إذ لو كان فيهم مَنْ كان لا يرى العمل به لنقل إلينا الخبر عنه بمذهبه فيه، والله اعلم)).
ودعوى التثبت في خبر الثقة دعوى باطلة تصادم الكتاب والسنة وفهم سلف هذه الأمة ،وهي من الأشياء التي تأثر بها بأبي حسن المأربي.
26 ـ قال ـ أصلحه الله -في جلسة مع بعض التونسيين- قال أحد الحاضرين: هم يقولون أنَّ الجرح والتعديل أخبار وليس اجتهاد، هم يخالفون في كونها أخبار، لا أحكام؛ إذا قال: فلان كذاب خلاص، أين الاجتهاد في هذا؟!
أضاف آخر في الجلسة: هم يخلطون بين الحكم والخبر!
فقال ـ أصلحه الله ـ: ((طيب؛ والحكم يُبنى على الخبر، صح - (وضحك هنا على وجه السخرية!) - إذا اختلفنا في الحكم بعد وجود الخبر، ايش يصير؟ يصير اجتهاد أم لا؟)).
فقال أحدهم: اجتهاد.
فقال ـ أصلحه الله ـ: ((هذا خبر نعم، وأنا أعطيكم الآن شيء من هذه الأخبار يُبين لكم، زيد ثقة، عَمرو ثقة، مرَّ زمناً غير طويل ظهر لزيد أنَّ عَمراً ليس ثقة، أنت جاءك زيد وقال: إنَّ عمراً ليس ثقة، وهذا خبر الثقة إذا لم تقبله فأنت تلحق به، (وضحك هنا أيضاً!)، ثم قال: وكلُّ مَنْ صفَّق لك ووقف في صفك يلحق بك!!، وهكذا!، كلهم في كيس واحد ويُسكَّر (أي: يغلق) عليهم، لماذا؟ حتى لا تخليه يتنفس!، لهذه القاعدة: خبر الثقة مقبول!!، يبهتك!، يأتيك بقاعدة صحيحة ثم ينزلها تنزيلاً سيئاً!.
عمرو كان ثقة في الأول، وأنت جئت بخبر أنه غير ثقة، ما الذي يجعلني أستوثق من خبرك ولا أستوثق من خبري فيه؟!، ما الذي يجعلني؟، وإذا جئتَ بشيء جرَّحته به هو عند أهل العلم غير معتبر، كيف يكون الأمر؟!، يختلف الحكم أم لا؟، هم الآن يخلطون - كما تفضَّل الأخ - بين الخبر وبين الحكم!، الحكم شيء والخبر شيء آخر)).
27 ـ في جلسة مع بعض التونسيين؛ قال أحد الحاضرين: الآن يا شيخ، يلزمون بالجرح يقولون: الجرح المفسَّر مقدَّم على التعديل المجمل؟!
فقال: ((إيه! الجرح المفسر بارك الله فيك، كيف تُلزمه؟!، نقول هذا هو الحق وهذا هو الراجح نعم، لكن لا تلزمه!، أنت عندك مفسر عند غيرك غير مفسر، أنت عندك هذا الجرح معتبر عند غيرك غير معتبر، هذا قيد؛ الجرح يجب أن يكون معتبراً، يأتي واحد فيقول: رأيته فلان يأكل في المطعم، وكان السلف يجرحون مَنْ يأكل في الشارع إلى آخره، يعني حتى هذا عند السلف غير معتبر، حتى مَنْ رأوه يأكل في الشارع قالوا هذا جرح غير معتبر، وأنت جريت الحبل بعيد حتى في المطعم، وبدأت تحكم على الناس، هذا مثال أن يكون الجرح مفسراً ومعتبراً، ثم مع ذلك يبقى أن تقول: له أخطأت)).
28 ـ قال ـ أصلحه الله ـ في جلسته المشار إليها: ((لا يُلزَم الإنسان في المسائل الاجتهادية، واحد اقتنع برأيٍ خالفني فيه، نقول: لك رأيك ولي رأيي، أما المناقشة والأخذ والعطاء فليس بها بأس؛ خلافاً للحزبيين الذين يمنعون المناقشة)).
29 ـ قال في جلسته مع التونسيين: ((مشكلتنا ليس أن تقول له: أخطأتَ أو أصبتَ، مشكلتنا أن تقول له: ابتدعتَ، وخرجتَ من السنة، وأنت رجل حزبي. والمسكين يبقى في الهواء معلَّقاً!، ما في حزب يقبله!، هذا الإشكال، ما في حزب يقبله!، قالوا: حزبي!، أي حزب يا جماعة؟!، حتى يقول دلوني لعل آوي إلى كهف، يبقى معلَّق، لا حزب يقبله، كيف يُقال حزبي؟!)).
30ـ قال ـ أصلحه الله ـ في [جلسته مع بعض الليبيين وهي بتاريخ 26/6/1431هـ]: ((وأنا على كل حال نصحتُ كثيراً من إخوانكم بنصيحة أخذناها من العلماء الذين عرفناهم: الشيخ ابن باز، الشيخ العثيمين، الشيخ الألباني رحمة الله عليهم، وغيرهم، قلنا لهم: حتى المبتدعة لا تهجروهم!!!. هذا يستغربها إخواننا في ليبيا، حتى الإخوان المسلمين لا تهجروهم!!، ويش الفائدة من هجرهم؟! لن يستفيدوا من هجركم، إذا هجرتموهم قالوا: ذلك ما كنا نبغي، يالله روح!، خلصنا منك!، كنا نستحيي منك ...، الآن نعبس شوية في وجهك، ومرتاحين منك...
فهذه خلاصة ما أذكر به إخواني في قضية الهجر؛ اتركوا الهجر الآن، إلا في حالات نادرة قليلة قد تنجح، لكن اتركوه الآن، حتى يكون أمر آخر إنْ شاء الله)).
وقال أيضاً ـ أصلحه الله ـ كما في شريط [أجوبة عبدالمالك رمضاني الجزائري على أسئلة أعضاء منتديات المحجة السلفية»، سُجِّلت في الشهر السادس من عام 2007م]: ((طبعاً تطبيقاً على واقع العصر اليوم؛ أنَّ هجر المبتدع اليوم ينبغي أن يضيَّق، ينبغي أن يضيق، وذلك لضعف أهل السنة ضعف شوكتهم في أكثر بقاع الأرض، فهجرهم المبتدعة في هذا العصر يساوي هجرهم لأنفسهم...."
قلت : وقد ذكرنا شيئا من أقوال السلف وإجماعهم في هجر أهل الأهواء و البدع فلتراجع ، والأئمة الثلاثة الذين نقل عنهم فإنه خلاف الواقع للأسف الشديد وإليك بعضا من أقوالهم واحكم بعدها بعدل وإنصاف:
سُئل سماحة الإمام الشيخ عبدالعزيز بن باز رحمه الله كما في [مجلة الفرقان، العدد/100 في ربيع الثاني 1419هـ]: هل يجوز مجالسة أهل البدع في دروسهم ومشاركتهم؟
فكان جوابه: ((لا يجوز مجالستهم، ولا اتخاذهم أصحاباً، ويجب الإنكار عليهم وتحذيرهم من البدع، نسأل الله العافية)).
وسُئل رحمه الله كما في [فتاوى نور على الدرب"السؤال السادس عشر من الشريط رقم 82"]: متى تجوز مقاطعة المبتدع؟ ومتى يجوز البغض في الله؟ وهل تؤثر المقاطعة في هذا العصر؟!
فكان جوابه: ((المؤمن ينظر في هذه المقامات بنظر الإيمان ونظر الشرع، ونظر التجرد من الهوى، فإذا كان هجره للمبتدع وبعده عنه لا يترتب عليه شر أعظم، فإنَّ هجره حق، وأقل أحواله أن يكون سنة، وهكذا من أعلن المعاصي وأظهرها، أقل أحواله أنَّ هجره سنة، فإنْ كان عدم الهجر أصلح، لأنه يرى أنَّ دعوة هؤلاء المبتدعين وإرشادهم إلى السنة، وتعليمهم ما أوجب الله عليهم، أنَّ ذلك يؤثر فيهم وأنه يفيدهم، فلا يعجِّل في الهجر، ومع ذلك يبغضهم في الله، كما يبغض الكافر في الله، ويبغض العصاة في الله، على قدر معاصيهم وعلى قدر البدعة، وبغض الكافر أشد، وبغض المبتدع على قدر بدعته، إذا كانت بدعته غير مكفرة، على قدرها، وبغض العاصي على قدر معصيته ويحبه في الله على قدر إسلامه، أما الهجر ففيه تفصيل يقول ابن عبد القوي رحمه الله، في قصيدته المشهورة:
وهجران من أبدى المعاصي سنة
وقيل على الإطلاق ما دام معلناً وقد قيل إن يردعه أوجب وآكد
ولاقه بوجــه مكفــر ملـــــبد

وقيل على الإطلاق؛ يعني يجب الهجر مطلقاً، فالحاصل: أنَّ الأرجح والأولى النظر في المصلحة، فالنبي صلى الله عليه وسلم هجر قوماً، وترك آخرين لم يهجرهم، مراعاة للمصلحة الشرعية الإسلامية، فهجر كعب بن مالك وصاحبيه رضي الله عنهم لما تخلفوا عن غزوة تبوك بغير عذر هجرهم خمسين ليلة فتابوا فتاب الله عليهم، ولم يهجر عبد الله بن أبي بن سلول وجماعة من المتهمين بالنفاق لأسباب شرعية اقتضت ذلك، فالمؤمن ينظر في الأصلح، وهذا لا ينافي بغض الكافر في الله، وبغض المبتدع في الله، وبغض العاصي في الله، ومحبة المسلم في الله، ومحبة العاصي على قدر إسلامه، ومحبة المبتدع الذي لم يعلن بدعته على قدر ما معه من الإسلام لا ينافي ذلك.
أما هجرهم فينظر للمصلحة: فإذا كان هجرهم يرجى فيه خير لهم، ويرجى أن يتوبوا من البدعة ومن المعصية، فإنَّ السنة الهجر، وقد أوجب ذلك جمع من أهل العلم، قالوا: يجب، وإن كان هجرهم وتركه سواء، لا يترتب عليه لا شر ولا خير فهجرهم أولى أيضاً، إظهارا لأمر مشروع، وإبانة لما يجب من إظهار إنكار المنكر، هجره بأي حال أولى وأسلم، وحتى يعلم الناس خطأهم وغلطهم.
الحالة الثالثة: أن يكون هجرهم يترتب عليه مفسدة وشر أكبر، فإنه لا يهجرهم في هذه الحالة، إذا كان هذا المبتدع إذا هجر زاد شره على الناس وانطلق في الدعوة إلى البدعة، وزادت بدعه وشروره، واستغل الهجر في دعوة الناس إلى الباطل، فإنه لا يهجر بل يناقش ويحذر الناس منه، ولا يكون الناس عنه بعيدين، حتى يراقبوا عمله وحتى يمنعوه من التوسع في بدعته، وحتى يحذروا الناس منه، وحتى يكرروا عليه الدعوة، لعل الله يهديه حتى يسلم الناس من شره، وهكذا العاصي المعلن، إذا كان تركه وهجره قد يفضي إلى انتشار شره، وتوسع شره وتسلطه على الناس، فإنه لا يهجر بل يناقش دائماً وينكر عليه دائماً ويحذر الناس من شره دائماً، حتى يسلم الناس من شره، وحتى لا تقع الفتن بمعصيته.
وسُئل أيضاً [السؤال السابع عشر"من الشريط رقم 185"]: بم تنصحوننا في كيفية التعامل مع المبتدعة الذين نراهم ونتكلم معهم، ونتعامل معهم كل يوم؟
فأجاب رحمه الله بقوله: ((الواجب هجرهم على بدعتهم، إذا أظهروا البدعة فالواجب هجرهم بعد النصيحة والتوجيه، فإنَّ المسلم ينصح أخاه، ويحذرهم مما حرم الله عليهم من البدع والمعاصي الظاهرة؛ فإن تاب وإلا استحق أن يهجر ولا يعامل، لعله يتوب، لعله يندم، لعله يرجع إلى الصواب، إلا إذا كان الهجر يترتب عليه ما لا تحمد عقباه؛ فإنه يتركه، إذا كان تركه أصلح في الدين، وأكثر للخير وأقرب إلى النجاح، فإنه لا يهجره، بل يداوم على نصحه وتحذيره من الباطل، ولا يهجره، قد يهديه الله بسبب ذلك، فالمؤمن كالطبيب إذا رأى العلاج نافعاً فعله، وإذا رآه ليس بنافع تركه، فالهجر من باب العلاج، فإن كان الهجر يؤثر خيراً وينفع هجر، وكان ذلك من باب العلاج، لعله يتوب ولعله يرجع عن الخطأ، إذا رأى من إخوانه أنهم يهجرونه، أما إن كان الهجر يسبب مزيداً من الشر، وكثرة أهل الشر وتعاونهم، فإنه لا يهجر ولكن يديم النصح له، والتوجيه وإظهار الكراهة لما عمل، ويبين له عدم موافقته على باطله، ولكن يستمر في النصيحة والتوجيه)).
وأما الشيخ ابن عثيمين رحمه الله تعالى فقد قال في [شرح لمعة الاعتقاد ص159]: ((هجران أهل البدع: الهجران مصدر هجر وهو لغة: الترك. والمراد بهجران أهل البدع: الابتعاد عنهم، وترك محبتهم، وموالاتهم، والسلام عليهم، وزيارتهم، وعيادتهم، ونحو ذلك. وهجران أهل البدع واجب؛ لقوله تعالى: "لا تَجِدُ قَوْماً يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَه"، ولأنَّ النبي صلى الله عليه وسلم هجر كعب بن مالك وصاحبيه حين تخلفوا عن غزوة تبوك.
لكن إنْ كان في مجالستهم مصلحة لتبيين الحق لهم وتحذيرهم من البدعة فلا بأس بذلك، وربما يكون ذلك مطلوباً؛ لقوله تعالى: "ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ"، وهذا قد يكون بالمجالسة والمشافهة، وقد يكون بالمراسلة والمكاتبة، ومن هجر أهل البدع: ترك النظر في كتبهم خوفاً من الفتنة بها، أو ترويجها بين الناس، فالابتعاد عن مواطن الضلال واجب لقوله صلى الله عليه وسلم في الدجال: "من سمع به فلينأ عنه، فو الله إنَّ الرجل ليأتيه وهو يحسب أنه مؤمن فيتبعه مما يبعث به من الشبهات". رواه أبو داود، قال الألباني: وإسناده صحيح.
لكن إنْ كان الغرض من النظر في كتبهم معرفة بدعتهم للرد عليها فلا بأس بذلك لمن كان عنده من العقيدة الصحيحة ما يتحصن به، وكان قادراً على الرد عليهم، بل ربما كان واجباً؛ لأن رد البدعة واجب، وما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب)).
وأما العلامة الشيخ الألباني رحمه الله تعالى فقد تكلَّم في أحد مجالسه [سلسلة الهدى والنور"شريط 95"] عن الهجر وأنواعه، فبيِّن الهجر من أجل الدنيا، ثم تكلَّم عن هجر المخالفين للشرع المعلنين لهذه المخالفات، وأنه من باب الزجر والتأديب والتربية، وسرد قصة الثلاثة الذين خلفوا، ثم قال في [الدقيقة ((43:25))]: ((فالشاهد: هذه المقاطعة جائزة، وهي داخلة في مبدأ الحب في الله والبغض في الله؛ لكن هذا الشيء مع الأسف اليوم أصبح في خبر كان!، نادراً جداً جداً أن تجد أحداً يقاطع المسلم لأنه انحرف عن الطريق!، لكنه يقاطعه لسبب مادي من الأسباب التي سبق الإشارة إلى بعضها، هذا النوع من المهاجرة لله، فهو مأجور عليه صاحبه، وهو غير مأزور، وهذا الذي نحن الآن اليوم بحاجة إليه!!. وأما المهاجرة في الدنيا فهذا حرام لا يجوز إلا بمقدار ثلاثة أيام فقط، فإذا استمر في ذلك فهو حرام، والأمر كما قال عليه السلام في الحديث السابق: "وخيرهما الذي يبدأ بالسلام"، هذا هو جواب ما سألته إن شاء الله)).
وقد قال رحمه الله في [السلسلة الصحيحة 6/6 حديث ((2507))] حول مشكلة محمد نسيب الرفاعي بعد أن ناقشه في دعواه "عصمة نساء النبي صلى الله عليه وسلم وأهل بيته وذريته من الفاحشة كعصمة الأنبياء": ((فلما تيقنتُ إصراره على رأيه وتقوِّله عليه، وهو يعرف نزاهته وإخلاصه قرابة ثلاثين سنة، أعلنتُ مقاطعته حتى يعود إلى رشده، فكان كلما لقيني وهشَّ إليَّ وبشَّ أعرضتُ عنه، ويحكي للناس شاكياً إعراضي عنه، متجاهلاً فعلته، وأكثر الناس لا يعلمون بها، في الوقت الذي يتظاهر فيه بمدحي والثناء عليَّ وأنه تلميذي، إلى أن فوجئت به في منزل أحد السلفيين في عمان في دعوة غداء في منتصف جمادى الأولى لسنة (( 1396)) فسارع إلى استقبالي كعادته، فأعرضت عنه كعادتي، وعلى المائدة حاول أن يستدرجني إلى مكالمته بسؤاله إياي عن بعض الشخصيات العلمية التي لقيتُها في سفري إلى المغرب، وكنتُ حديثَ عهد بالرجوع منه، فقلتُ له: لا كلام بيني وبينك حتى تنهي مشكلتك!، قال: أي مشكلة؟ قلتُ: أنت أدرى بها، فلم يستطع أن يكمل طعامه)).
ومع هذا فلا زال البعض ينسب إليهم القول بعدم مشروعية الهجر في هذا الزمان!،
وللشيخ صالح آل الشيخ ـ حفظه الله ـ كلام ماتع أحببت أن أنقله لعلّ الله ينفع به حيث قال :وفقه الله تعالى في [شرح لمعة الاعتقاد ((154-157)) ط.مكتبة دار المنهاج]: ((قال: "من السنة هِجران أهل البدع ومباينتهم"؛ وهذا هو الذي كان أئمة أهل السنة يوصون به من عدم غشيان المبتدعة في مجالسهم ولا مخالطتهم، بل هجرانهم بالكلام، وهجران بالأبدان، حتى تُخمد بدعهم، وحتى لا ينتشر شرهم، فالدخول مع المبتدعة ومساكنتهم، سواء كانت البدع صغيرة أو كبيرة، والسكوت عن ذلك، وعدم هِجرانهم، والاستئناس لهم، وعدم رفع الرأس بحالهم مع بدعهم؛ هذا من حال أهل الضلال!.
إذْ أهل السنة تميزوا بأنهم لهم الموقف الأعظم الذي فيه القوة والشدة مع أهل البدع مهما كانت البدع، فيهجرون أهل البدع، هجر المبتدع من أصول الإسلام، بل من أصول أهل السنة، لأنَّ جنس البدع أعظم من الكبائر، فالبدعة أشد وأعظم من الكبائر، وذلك من خمس جهات، نذكر بعضاً منها: الأولى: أنَّ البدعة من باب الشبهات، والكبائر من باب الشهوات، وباب الشبهات يعسر التوبة منه، بخلاف أبواب الشهوات، ولهذا جاء في الأحاديث من حديث معاوية وغيره، أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم قال في وصف أهل البدع: "تتجارى بهم الأهواء كما يتجارى الكَلَبُ بصاحبه لا يبقَى منه عرق ولا مفصل إلا دخله"، وقد بيِّن عليه الصلاة والسلام إنْ صحّ الحديث، وقد صحّحه جمع من العلماء أنه قال: "أبى الله أن يقبل توبة صاحب بدعة حتى يدع بدعته"، وقد جاء في ذلك أيضا ًبعض الأحاديث التي منها ما يصح، ومنها ما لا يصح، ومنها ما رُوي أنه قال: من وقَّر صاحب بدعة فقد أعان على هدم الإسلام.
نلاحظ اليوم أنه في هذه المسألة فيه تَرْكٌ لهذا الأصل!!، فكثير من الناس يُخالط المبتدعة ولا يهجرهم بحجج شتى؛ إمَّا دنيوية، وإما تارة تكون دعوية أو دينية!، وهذا مما ينبغي التنبه له والتحذير منه؛ لأن هِجران أهل البدع متعين، فلا يجوز مخالطتهم بدعوى أنَّ ذلك للدعوة، ولا مخالطتهم بدعوى أنَّ ذلك للدنيا، ولا مخالطتهم وعدم الإنكار عليهم بدعوى أنَّ هذا فيه مصلحة كذا وكذا، إلا لمن أراد أن ينقلهم لما هو أفضل لما هم فيه، وأن ينكر عليهم ويغيّر عليهم.
الاهتمام بالسنة والرد على المبتدعة هذا كما تعلمون ظاهر في حال أئمة أهل الإسلام، فقد كانت حياتهم في الرد على المبتدعة، ولم يشغلوا أنفسهم بالرد على الكفار الأصليين من اليهود والنصارى!، فإذا رأيت كلام الإمام أحمد وسفيان وحمّاد بن زيد أو حمّاد بن سلمة ونعيم، وهم أئمة أهل السنة، والأوزاعي وإسحاق وعلي بن المديني؛ ونحوهم من أهل السنة والإسلام، وجدتَ أن جُلّ كلامهم وجهادهم إنما هو في الرد على المبتدعة وفي نقض أصول المبتدعة؛ وإن كانوا باقين على أصل الإسلام، ولم يشغلوا أنفسهم بالرد على اليهود والنصارى وسائر ملل أهل الكفر!، وذلك لأنَّ شر المبتدع لا يظهر على أهل الإسلام، ولا يؤمَن على أهل الإسلام، أما الكافر الأصلي من اليهود والنصارى فشرُّه وضرره بين وواضح لكل مسلم؛ لأنَّ الله جل وعلا بيّن ذلك في كتابه، وهم ظاهرون، أما أهل البدع فالشر منهم كثير.
ولهذا لا يحسن أن يُنسب لأهل السنة والجماعة أنهم مفرّطون في الرد على اليهود والنصارى ومنشغلون بالرد على أهل الإسلام؛ كما قاله بعض العقلانيين من المعتزلة وغيرهم: إنَّ أهل السنة انشغلوا بالرد على أهل الإسلام وتركوا الرد على الكفار من اليهود والنصارى وسائر أهل الملل الزائفة.
وهذا سببه هو ما بينته لك أنَّ شر البدع أعظم؛ لأنَّ هؤلاء يدخلون على المسلمين باسم الإسلام، وأما أولئك ففي القلب منهم نفرة من اليهود والنصارى، فهدي أئمة الإسلام كان ظاهراً في الرد على المبتدعة، والرد على أهل الأهواء، ولم يعرف عنهم كبير عمل في الرد على اليهود والنصارى، وليس معنى ذلك أنَّ المؤمنين من أهل السنة لا ينشغلوا بالرد على اليهود والنصارى، لا، ولكن نذكر ما تميز به أئمة أهل السنة وإلا فالرد على كل معادٍ للإسلام من الكفار الأصليين، ومن أهل البدع متعيِّن وفرض، لكن من انشغل بالرد على المبتدعة لا يقال له: لِمَ تركت اليهود والنصارى؟! لِمَ ترد عليهم وانشغلت بهؤلاء؟! نقول هذا هدي الأئمة الأولين، وكلٌّ يَرد في مجاله؛ منا من يرد على اليهود والنصارى، ومنا من يرد على المبتدعة، ونحن جميعاً نكون حامين لبيضة الإسلام من تلبيسات الملبِّسين، وبدع المبتدعين، وشرك المشركين، وضلالات الكفار من اليهود والنصارى وغيرهم)).
ولنختم بكلام ماتع لشيخنا ربيع بن هادي المدخلي ـ حفظه الله ـ حيث قال في [أحد أشرطة سلسلة جلسات رمضان 1423هـ]: ((مَنْ قال أنه لا هجر في هذا الزمان!؛ فقد قال: بأنَّ الإسلام غير صالح لكل مكان وزمان!، لأنَّ الهجر من الإسلام)).
31 ـ قال له أحد الحاضرين في جلسته مع التونسيين: شيخنا الإشكال الذي حاصل الآن الانفصال بين التنظير والتطبيق، إخواننا يوافقوننا في التنظير، لكن التطبيق ضعيف، وأنتم ذكرتم أمثلة لما زرتم الشيخ الألباني، مثلاً الآن ينزلون معاملة السلف للمبتدعة في هذا الزمان!!!، مثلاً صارت مشكلة أخ تونسي، وهناك شخص هو وقومه، أخرجوه هو وزوجته من المسجد بما أنهم منحرفون عن المنهج ونزلوا عليه أثر مالك، فأتى بقبيلة كاملة فصارت بالسيوف والعصا، هؤلاء سلفيون!، هذا التنظير يعني كيف يقاس على هذا الزمن؟ هل يُمكن أن تنزَّل هذه الآثار في المملكة قبل أن تنزل في تونس؟!
فأجاب أصلحه الله بقوله : ((لا في المملكة!!!، ولا في تونس!، وضع أهل السنة الآن الله المستعان، نسأل الله أن يعزهم من هذه الذلة وأن يقويهم من هذا الضعف والقلة. على كل حال هذا - كما أشرتَ في كلامك - غلط واضح!!. أما غيره في هذا الباب كثير من جماعات التكفير يأتي إلى بعض النصوص في تكفير بعض الأشخاص وفي معاملة بعض الأشخاص ويعمل على اغتيالهم وعلى قتلهم إلى آخره، ثم المسكين يشعر أنه زاد استضعافاً، فيهرب ويغير جنسيته ويغير اسمه وتزوير ويمكن يلبس حتى لباس المرأة، إلى آخره، فهذه مصيبة، إنسان غره الشيطان وغلا حتى ارتكب ما أراده ثم ما فكر بالعواقب، هذه كما تفضل الأخ بحسب المجتمع!!، المجتمع الذي السنة ظاهرة فيه ومنصورة والعلماء في ذلك الباب متكاثرون غير في وقت السنة أهلها ضعفاء!!، كما يُقال تمسكن قبل أن تتمكن)).
32 ـ : قال ـ أصلحه الله ـ في أول جلسته مع التونسيين: ((والله الحقيقة، ليس النصيحة أكثر مما قلتُه، سوى إنني أقول: أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم يقول: "إنَّ الشيطان قد أيس أن يعبد في أرضكم ولكن رضي بالتحريش بينكم"، فهذا التوجه من بعض إخواننا السلفيين من أهل السنة، إلى تجريح بعضهم بعضاً بالصغيرة؛ حتى لو فرضنا أنها بدعة، وتجريح بعضهم بعضاً بالظن وبقيل وقال وعدم تحقق وبالتسرع وما إلى ذلك، أو من جعل من الحبة قبة كما يقال، يريدون من الشخص أن يكون نسخة منهم، وإلا قال لسان حالهم: فإما أن تكون معنا، وإما أن تكون علينا!، وهذا غلط، ليس هو سبيل العدل، وليس هو سبيل أهل السنة، المسألة فيها تفصيل، لا تحتمل مثل هذه الطريقة العشوائية في تقييم الناس وجهودهم وأعمالهم وإدخالهم في السنة وإخراجهم منها)).
33 ـ قلت :قاعدة "كلام الأقران لا يقبل وأنه يطوى ولا يروى" ، فهي قاعدة صحيحة ، لكن بقيّد تجاهله الشيخ ـ هداه الله ـ "وهي كلمة حقّ أريد بها باطل" وهو إذا كان كلام الأقران بغير أدلّة وحجج وبراهين وكان سببه عداوة أو لمذهب أو لحسد أو... .
وأما إذا كان مبني على أدلة وبراهين فإن قبوله من أوجب الواجبات ،لأن الأقران هم أعرف الناس بعضهم ببعض ولأن القرين هو أعلم الناس بقرينه و من المرجحات التي يذكرها العلماء أن كلام المعاصر أولى من كلام المتأخر عن عصر الراوي لأن المعاصر أعرف بالراوي و"بلديّ الرجل أعرف به"."قال السبكي: " أول ما نقدمه أنه ينبغى لك أيها المسترشد أن تسلك سبيل الأدب مع الأئمة الماضين وأن لا تنظر إلى كلام بعضهم فى بعض إلا إذا أتى ببرهان واضح، "طبقات الشافعية الكبرى"(2/204)
وقال الشيخ مقبل بن هادي الوادعي ـ رحمه الله ـ: جرح الأقران أثبت من غيرهم، لأنّهم أعرف بقرنائهم، فهي مقبولة إلا إذا علم أن بينهما تنافسًا وعداوةً سواء لأجل دنيا، أو مناصب، أو خطأ في فهم، ويريد أن يلزم الآخر بخطأ فهمه.
فينبغي أن تعلم هذا ولا تصغ لقول المبتدعة والحزبيين والديمقراطيين: أن كلام الأقران ليس مقبولاً على الإطلاق.إهـ
قلت : ومن ردّ جرحك في أبي إسحاق الحويني وسلمان العودة وسفر الحوالي وعائض القرني وناصر العمر و علي بلحاج وعباس المدني و....،بل ردّ كتابك "مدارك النظر" كلّه وحذّر منه لأنه في الغالب فيه ردّ على الأقران الذي يجب أن يطوى ولا يروى -وهذا على مذهبك-، أتُرى أن هذا هو العدل والإنصاف والوسطية التي ينادي بها البعض ـ هداهم الله ـ.
ـ و يلزم من كلامك هذا أن أئمة الجرح والتعديل الذين حذّروا من أقرانهم بجرح مبيّن ومفسّر لا نقبل كلامهم لأنه يجب أن يطوى ولا يروى ، وكتب السلف طافحة بذلك ،ففي تراجم الضعفاء والمتروكين والمجروحين ومن ضعفه المحدثون من قِبِلِ أقرانهم يصعب حصرهم وذلك لكثرتهم، انظر: "الضعفاء الكبير" للعقيلي ، و "الكامل"لابن عدي ،و"المجروحون"لابن حبان ، و"الضعفاء الصغير"للبخاري ،و"الضعفاء والمتروكين"للنسائي وللذهبي و للدارقطني ولابن الجوزي،و "تهذيب الكمال"للمزي ، ،و"الميزان" و"السير"للذهبي ، و"تقريب التهذيب"لابن حجر،وغير ذلك من كتب المصنفة في هذا الباب.

34 ـ قال هداه الله -في أثناء جواب سائل كان مستغرباً من تبديع الشيخ ربيع لعلي الحلبي، ولا يعرف ما هو السبب؟ في مقطع صوتي مسجَّل- : ((الشيخ ربيع على كل حال شيخ فاضل، لكن شويه حار!، أحياناً يجعل من الحبة قبة!!، وهو ردَّ على الشيخ علي بأشياء مثل ما ردَّ على بعض مشايخ السنة!؛ لكنَّ الشيخ عبدالمحسن ما وافقه!، ورد على الشيخ ربيع....)) ثم تكلَّم عن مسألة رسالة عمان، وسيأتي الكلام عنها قريباً.
وفي آخر الاتصال قال له: ((لو كل واحد نتوقَّف فيه إذا تُكلِّم فيه ما يبقى أحد!، وفي كثير متكلمين بعضهم في بعض، وإحنا شوف: هذه مجرد ردود الأقران بعضهم في بعض!، ونحن نطويها وما نرويها!، نسكت عنها، والأشياء الطيبة ننشرها، وإذا كان حقيقة رجل تكلم فيه بحق، هذا الرجل إذا صار مبتدع تركناه، أما الشيخ علي فأنا أعرفه أكثر من عشرين سنة، رحت بيته، وسافرنا سوياً، ويدعو إلى السنة والحمد لله)).
وفي اتصال هاتفي مسجَّل معه جاء فيه مايلي: ((قال المتصل: السلام عليكم، عذراً يا شيخ انقطع الاتصال، أكمل لي، قلتَ أنَّ الشيخ عبدالمحسن ذم كتاب "صيانة السلفي"، ماذا قلت؟
فأجابه بقوله: إذا كنا الآن كلاً يحكي قول فلان وفلان، أنا قلتُ: أنَّ الشيخ عبدالمحسن ذم الكتاب!، أنا أقول: الشيخ ربيع سلفي، والشيخ عبدالمحسن سلفي، والشيخ علي حسن سلفي، والشيخ مشهور حسن سلفي، وإنما اختلفوا في بعض المسائل، وخلاص.
المتصل: يا شيخ أحسن الله إليك، نحن طلابكم، نود منكم التوضيح إنْ كنتم تودون، يا حبذا لو تبين لي ما لذي حمل الشيخ عبدالمحسن على ذم "صيانة السلفي"، يا شيخ؟
الشيخ: لأنَّ الكتاب يحمِّل الشيخ علي حسن ما لا يحتمل كلامه، يأخذ بلازم المذهب، ومعروف عند العلماء أنَّ لازم المذهب ليس بلازم لمذهب الشخص، وكيف يتهم الشخص بأنه يقول بوحدة الأديان؟!)).
35 ـ في اتصال هاتفي مسجَّل؛ طالب المتصلُ الشيخَ عبدالمالك رمضاني أن يبين له سبب تبديع الشيخ ربيع حفظه الله لعلي لحلبي؟
فأجابه: ((الشيخ علي ألقى خطبة بين يدي الملك الأردني، وتكلَّم عن رسالة فيها كلمات حمالة توحي بوحدة الأديان!، فالشيخ علي امتدح رسالة الملك من جهة أنه أراد أن يدعو غير المسلمين للإسلام من هذه الحيثية، الشيخ ربيع قال: كيف تمدح هذه الرسالة وفيها وحدة الأديان؟! هي كلمات حمالة الوجوه قد لا [كلمة غير واضحة]، فمسكها على الشيخ علي، ولماذا تقول بما يقوله الملك؟!، وما أدري ايش!، وطوّل المشوار!، وهذه هي المشكلة)).
وفي اتصاله مع الذي سأله عن كتاب "صيانة السلفي"؛ قال: ((وكيف يتهم الشخص بأنه يقول بوحدة الأديان؟، وِش الكلام هذا؟!، وحدة الأديان؟!، علي حسن يقرر أنَّ وحدة الأديان كفر وأي كفر، ثم يحاسبه على أنه يقول وحدة الأديان؟!، شيء غريب هذا الكلام، هو يقول وحدة الأديان كفر، وش تريد بهذا؟، حتى لو فرضنا أنه قال بوحدة الأديان!!!، هو ما قال بوحدة الأديان وإنما مدح شيء من رسالة الملك رسالة عمان، وهذا لا يستلزم أنه يمدح كل ما فيها!!، والرسالة نفسها غير واضحة في وحدة الأديان!!، أنا قرأتها مراراً!!!، والشيخ عبدالمحسن قرأها مراراً!!!!، قال غير واضحة في وحدة الأديان!، في كلام حمَّال!، الإنسان لا يدين صاحبه به!، فلذلك يُقال فقط: أنَّ الشيخ علي أخطأ في كونه استدل بالرسالة، وإنْ كان هو ذكرها في ظرف سياسي!، لكن مهما كان قلنا له: أخطأت!، وأما أن نقول: وحدة أديان، والله يا أخي هذا ظلم بيِّن)).
36 ـ جرى اتصال هاتفي مع الشيخ عبدالمالك رمضاني؛ وهو مسجل بصوته، جاء فيه: سأله السائل: يا شيخ، نود منكم نصيحة، كيف نتعامل مع إخواننا الذين ما زالوا متأثرين بعلي حسن الحلبي ومشهور حسن آل سلمان؟ كيف نتعامل معهم يا شيخ؟
الشيخ: متأثرون بمن؟
المتصل: بعلي حسن الحلبي ومشهور حسن آل سلمان.
الشيخ: أنا من المتأثرين بهم.
المتصل: يا شيخ نحن بلغنا كلام الشيخ ربيع وكلام الشيخ عبيد الجابري والشيخ أحمد بازمول
الشيخ: وهل هؤلاء أنبياء؟! هؤلاء المشايخ جزاهم الله خير علماء بارك الله فيهم، لكننا نحن لا نتخذ علماءنا كأحبار اليهود والنصارى.
المتصل: شيخ، كتاب [صيانة السلفي] للشيخ أحمد بازمول، قد أثنى عليه الشيخ ربيع، وقال أنه رد عليه بالحجة والبراهين، يا شيخ.
الشيخ: طيب؛ وإذا أثنى عليه الشيخ ربيع يعني أثنى عليه الرسول صلى الله عليه وسلم؟!
المتصل: لا يا شيخ، مع أنَّ الشيخ ربيع هو إمام الجرح والتعديل في هذا العصر، وصاحب علم.
الشيخ: أنت اتبع الدليل، الكتاب ذمه الشيخ العبَّاد...)).
37 ـ انظر الرد الذي كتبه الأخ رائد آل طاهر ـ وفقه الله ـ في كتابه " تحذير القاصي والداني من تأصيلات أهل التمييع في كلام الشيخ عبدالمالك رمضاني" وقد نقلت منه بعض هذه المخالفات وأعرضت عن بعضها خشية الإطالة .
38 ـ بل حكم عليه بعضهم بأنه مبتدع رجل سوء.
39 ـ " حلية الأولياء"( 7 / 34 ) .

رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
منهج, مميز, الحلبي, ردود

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


Powered by vBulletin, Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd
Salafi Tasfia & Tarbia Forums 2007-2013