منتديات التصفية و التربية السلفية  
     

Left Nav الرئيسية التعليمـــات قائمة الأعضاء التقويم البحث مشاركات اليوم اجعل كافة الأقسام مقروءة Right Nav

Left Container Right Container
 
  #1  
قديم 25 Sep 2013, 09:07 PM
أبو معاذ محمد مرابط
زائر
 
المشاركات: n/a
افتراضي تنبيه على خطأ في مقال (خطأ في ترجمة ابن سريج)!!

بسم الله الرحمن الرحيم







كتب أخونا الفاضل خالد حمودة -حفظه الله- تنبيها حول ما رآه خطأ في ترجمة ابن سريج -رحمه الله- وهذا ما يستجلب له كثير الشكر، لأنّ تنبيه الطالبين وتذكير المنشغلين، من المطالب السامية التي أُهملت في هذه الأزمنة المتأخرة.
ولكن هل الفاضل حمودة وُفق في تنبيهه، وسُدّد في تذكيره؟ هذا ما سيجد القارئ جوابه في أثناء هذه الأسطر القليلة.
أولا: أنّه لا يليق بأحد أن يلوم صاحب كتاب (موقف ابن تيمية من الأشاعرة) على ما نقله عن الحافظ ابن كثير، -وهو ما لم يفعله الفاضل حمودة-، ولكن قد يفهمه بعض الواقفين على تنبيهه. وسيظهر في البحث أن مؤلف الكتاب لم يجد خطأ حتى نطالبه بتصحيحه، ونلومه على عدم توضيحه
ثانيا : قول خالد -حفظه الله- (فلمَّا رجعت إلى طبقات الشَّافعية لم أجد ترجمة للأشعري) يندفع بما وجدناه مثبتا ومحرّرا في الطبقات!!
قال الحافظ ابن كثير -رحمه الله- في (طبقات الفقهاء الشافعيين 1 / 208 ط. مكتبة الثقافة): (علي بن إسماعيل بن أبي بشر إسحاق بن سالم بن إسماعيل بن عبد الله بن موسى بن بلال بن أبي بردة بن أبي موسى عبد الله بن عبد الله بن قيس الأشعري أبو الحسن البصري، أحد أئمة المتكلمين صاحب التصانيف في الأصول، والملل والنحل كالموجز، ومقالات الإسلاميين.... )
إلى نهاية ترجمته

ومنه نخلص إلى أنّ الحافظ ابن كثير كان محقّا في قوله : (وقد ذكرنا ترجمته في طبقات الشَّافعية)

وهذا عند التأمّل في غاية الوضوح، فقريب من المستحيل أن يتوهم إمام حافظ مثل ابن كثير ويحيل إلى ترجمة كاملة –وليس كلمة أو فقرة- إلى كتاب صنّفه في (التراجم) ثم يخطئ في ذلك.

فما على الطالب إلا ّ التريّث وإطالة أيادي البحث، حتى يتحقق عنده صواب ما قد ينكره،
وهذا أصل يشدّ عليه في هذا الباب، فقول أي إمام، مقبول حتى يظهر خلافه، بعد الجهد الكبير، وبعد التدقيق والتحرير!
ثالثا: وهنا سؤال يتفرع عن إثبات الترجمة من (الطبقات): هل ذكر الحافظ ابن كثير ابن سريج في عداد من أخذ عنهم الأشعريّ، كما ذكر في البداية؟ فيكون مصيبا -رحمه الله- فيما ادّعاه هنالك؟!

وجواب ذلك في نصّ كلامه:
قال -رحمه الله-(طبقات الفقهاء الشافعيين 1 / 209) في ترجمة الأشعري:
(ودخل بغداد، وأخذ من زكريا الساجي أحد أئمة الحديث والفقه، وعن أبي خليفة الجمحي، وسهل بن سريج، ومحمد بن يعقوب، وعبد الرحمن بن خلف الضبي البصريين، وروى عنهم كثيرا في تفسيره)
رابعا: قد يحكم القارئ في أوّل وهلة أن (ابن سريج) المذكور في (البداية) هو (سهل ابن سريج) المذكور في (طبقات الشافعية)!

ولكن عند التدقيق يظهر أنّ ابن سريج المذكور في (البداية) هو أبو العباس أحمد بن عمر المشهور، وأما (سهل بن سريج ) فهو خطأ واضح، وسببه:

إمّا من الحافظ ابن كثير رحمه الله وهذا وارد جدا. فأدخل لفظ: (سهل بن سرح) في لفظ ( ابن سريج).
والطبيعة البشرية تقرّ هذا، فليس أحد يسلم منه.

وسهل بن سرح ممن أخذ عنهم الأشعري، قال الزبيدي في ترجمة الأشعري (إتحاف السادة المتقين 2/3 ط. التاريخ العربي): (وأخذ الحديث عن زكريا بن يحيى الساجي أحد أئمة الحديث والفقه وعن أبي خليفة الجمحي وسهل بن سرح)


وإمّا: أنه تصحيف من بعض النسّاخ

ولعل الفقرة كانت على هذا الشكل: سهل بن سرح وابن سريج

ويحتمل كذلك أن يكون الحافظ لم يذكر ابن سريج في الطبقات، لأنه لم يقل في (البداية) أن تتلمذ الأشعري على ابن سريج قد ذكرته في (طبقات الشافعية) وإنما ذكر أنه قد ترجم له في الطبقات.

فجاء أحد النساخ أو الطابعين فوجد، سهل بن سرح فلم يحسن قراءة اسمه لرداءة الخط، أو لخرم في ذلك الموضع، فاستعان بكلام ابن كثير في البداية فأثبتها (سهل بن سريج)

وهذا محتمل للتشابه بين الرسمين : سهل بن سرح وسهل بن سريج ، فليس بينهما إلا الياء، والتي يجوز في علم قراء المخطوط أن تسقط.


والذي يهمّنا : هل أخذ الأشعري عن ابن سريج؟




وجوابه: نعم تتلمذ، وأبين برهان على ذلك ما جاء في (سمط النجوم العوالي 2 / 368): (قال الشيخ أبو الحسن الأشعري: سمعت الإمام أبا العباس بن سريج يقول خلافة الصديق في القرآن في هذه الآية)

وهو نصّ لا يحتمل غير ظاهره.

ولعلّ رواية الأشعري لقول ابن سريج مصدرها (تفسير الأشعري) الذي لم يعثر عليه –في حدود ما علمت- وهو كبير الحجم

قال ابن العربي (العواصم 71 - 72 ط. الطالبي ): «وانتدب أبو الحسن الأشعري إلى كتاب الله فشرحه في خمسمائة مجلد)

وقيل أقل من ذلك، لكن المؤكّد أنّ من أهل العلم من وقف على أجزاء منه

قال السبكي (طبقات الشافعية 3/ 356 ط.الإحياء):(وقفت على الجزء الأوّل منه)

وقال اليافعي (مرآة الجنان 2 / 226 ط. العلمية): (ومما يدل على ذلك أيضاً خطبة كتابه الذي صنفه في تفسير القرآن والرد على من خالف البيان من أهل الإفك والبهتان. قال: أما بعد، فإن أهل الزيغ والبدع والتضليل تأولوا القرآن على رأيهم)

فما الذي يمنع أن يكون الحافظ ابن كثير قد وقف على ما وقف عليه غيره، فحمله ذلك إلى إثبات تتلمذ الأشعري على ابن سريج؟! وخصوصا أن (البداية والنهاية) ألّفه بعد (طبقات الشافعية)

خامسا: عدم ذكر ابن سريج في مشايخ الأشعري عند من ترجم له، لا يعني نفي التتلمذ، فابن سريج ولد سنة: 240 وتوفي سنة: 303 ، والأشعري ولد سنة: 260 وتوفي سنة: 331
وكلاهما كانا بالعراق! وماتا ببغداد، وهذا يبث اليقين في النفس
سادسا: قول أخي الفاضل حمودة : (فلهذا تبيَّن أن قول ابن كثير: "تفقَّه بابن سريج، وقد ذكرنا ترجمته في طبقات الشافعية" كلامٌ عائد على زكريا السَّاجي لا على الأشعري.)
لست أدري كيف فهم أن (تفقّه بابن سريج) تعود على الساجي؟!
مع أنّ الترجمة للأشعري، وسياق الكلام وسباقه يدلان على هذا
قال ابن كثير : (
قدم بغداد، وأخذ الحديث عن زكريا بن يحي السَّاجي، وتفقَّه بابن سريج، وقد ذكرنا ترجمته في طبقات الشَّافعية".)
فالذي قدم بغداد هو الأشعري
والذي أخد الحديث عن زكريا الساجي هو الأشعري
والذي تفقه بابن سريج هو كذلك الأشعري
والذي ذكر ترجمته في الطبقات هو الأشعري
ولا أظنّ خالدا سيخلد إلى هذا القول بعدما تأكدأن ابن كثير ترجم للأشعريّ في طبقاته.
فكيف يستقيم في الذهن أن يترجم ابن كثير للأشعري ثم يتحول لترجمة الساجي ويحيل أيضا لترجمته، ويغفل عن موضوعه الأصليّ؟!

هذا آخر ما أردت بيانه مباحثة مع أخي الفاضل وصاحبي العزيز خالد حمودة –حفظه الله-
ومن كان له مزيد علم وبيان، فأنا مرحّب بمداخلته، مرغّب في مناصحته


التعديل الأخير تم بواسطة أبو معاذ محمد مرابط ; 25 Sep 2013 الساعة 10:00 PM
  #2  
قديم 26 Sep 2013, 12:15 PM
فتحي إدريس
زائر
 
المشاركات: n/a
افتراضي

جزاك الله خيرا أخي الفاضل مرابط على التنبيه، وبارك فيك، وقد استفدت من موضوعك بارك الله فيك فائدتين إحداهما من منطوقه الصريح، والأخرى من إشارته، أما الأولى فمقالك كاف واف فلا تحتاج إلى زيادة وبيان؛ أما الأخرى فهي أن طالب العلم يبحث ويدقق ويحقق وينظر حتى يقف على الحقائق، فإن كان الأمر كما ذكر فهو من التكرار الذي يولد الاستقرار، وإن كان على خلاف ذلك فلن يعدم من فائدة وزيادة بيان واتضاح وتوسيع لما قد قرأ.

وأنا معك في ظنك أخي الفاضل أن الشيخ خالدا لن يخلد إلى ما قرره بعدما أكدتم الخبر، ونحسب أنه قد بذل جهده في إدراك الحق وإصابته كما ذكر -حفظه الله- في أصل مقاله: ((وأنا كنت قد عملت جردًا لمن أخذ عن ابن سريج من كتب الطَّبقات والتَّراجم العامَّة لمَّا رأيت المترجمين لم يعتنوا بذلك...))، لكن الكمال لله عز وجل وحده.

فجزاكما الله خيرا وبارك فيكما.

التعديل الأخير تم بواسطة فتحي إدريس ; 26 Sep 2013 الساعة 12:30 PM
  #3  
قديم 13 Oct 2013, 12:08 PM
أبو البراء
زائر
 
المشاركات: n/a
افتراضي

قد تأملت ما ذكره أخي أبو معاذ - أعاذه الله من كل ما يسوءه - فسُررت به جدًّا، لكن بقيت عندي من المباحثة بقية أحببت إيرادها لينظر محلَّها مما كتب، إذ فرق بين تقرير مسألة من غير اعتراض فيكتفي الكاتب فيها بأصل الحجة وبشيء من الإيضاح، ولا يبلغ به الغاية، فإذا اعترض بحثه فلا بد من بسط وجه الحجَّة، وهذا بسطها.

غفلت عن أصل حجَّتي، وحمت حول المورد
فأصبتَ بعضًا وأخطأتَ بعضًا

بسم الله الرَّحمن الرَّحيم

إنَّ من سعادة المرء أن يرزقه الله أخًا ناصحًا يقرأ ما يكتب بعيني ناقد، لا يحجبه الإخاء عن البحث والاستيفاء، ولا يردُّه الوفاء عن إبداء الحجج، وتقويم العوَج، من غير مخاصمة ولا لجج.
تضمَّن مقال أخي أبي معاذ - وفَّقه الله - أربعة أمور، أذكرها على ترتيب مقاله وأذكر ما ظهر لي فيها، طلبًا للحقِّ، وبحثًا عن الصَّواب، وإحياءً لسنَّة من مضى من أعلام العصر.
فقد كانت الطَّبقة المتقدِّمة من أعيان النَّهضة في هذا العصر شديدة عنايتهم بالنَّقد فلا يصدر بحث ولا كتاب ولا تحقيق إلا تناولته المجلات والجرائد النَّقدية بمقالات التَّقويم والتَّقييم، فكان ذلك حاملًا للكاتبين على التَّحرير والتَّجويد، وخرجت البحوث والكتابات والتَّحقيقات في الغاية القصوى من التَّحقيق والإجادة، ولما تُرك ذاك ونُسي آل الحال إلى ينشر النَّاس الغُفل والعُطل، فلا رقيب ولا حسيب، والله المستعان.


ـ دار مقال الحرِّ الكريم أبي معاذٍ على:


1- كون ابن كثير ترجم للأشعريِّ في "الطَّبقات"، وهو صحيح بلا ريب، وقد فاتني، فجزاه الله خيرًا.
أمَّا قوله: "فقريب من المستحيل أن يتوهم إمام حافظ مثل ابن كثير ويحيل إلى ترجمة كاملة وليس كلمة أو فقرة- إلى كتاب صنّفه في (التراجم) ثم يخطئ في ذلك".
فلا أدري أيَّ موضع في كلامي أفهم هذا المعنى، فالذي قلته هو أنَّ ابن كثير قصد بقوله: "ترجمته في الطبقات" قصد به زكريا السَّاجي، وأن الترجمة موجودة هناك.
وكونه ترجم للأشعري في "الطَّبقات" لست أخلد إليه في تبديل نتيجة البحث، بل يبقى أنَّ قول ابن كثير: "تفقَّه بابن سريج" عائدٌ عندي على السَّاجي كما قدَّمته، وقوله: "وقد ترجمته في الطبقات" يصلح رجوعه إليهما، ورجوعه إلى الأشعري أقرب، وعلى هذا فتقدير الكلام أن الأشعري أخذ عن السَّاجي الذي تفقَّه بابن سريج، فكأنَّه ذكر نسَبَه الفقهي كما هو عادةٌ لبعض المترجمين، ولذلك لما ذكر السَّاجي في الطَّبقات (1/197) قال: "وروى عنه جماعة: الشيخ أبو الحسن الأشعري وأخذ عنه مذهب أهل السنة من المحدثين"، ولو كان مقصوده أن الأشعري هو الذي تفقَّه على ابن سريج لكان ذكر ذلك في ترجمة الأشعري من الطَّبقات أعني لذكر تفقهه على ابن سريج،، لأن المترجمين لا يغفلون مثل هذا أبدًا، وأنا أجزم أن لو تفقَّه الأشعري بابن سريج لصُدِّرت أكثر تراجمه بذكر ذلك والإشارة إليه، وقد سلف مني التَّنبيه إلى أن ابن عساكر مع استيعابه لم يذكره، ولا ذكره السبكي على مبالغته في تعظيم الأشعري واستجلاب كل شاردة وواردة من مناقبه ومزاياه.
واقرأ معي هذا النص بتعلم منزلة التفقه على ابن سريج، فهذا أبو سعيد الهروي صاحب الأإشراف على غوامض الحكومات الذي هو شرح كتاب القضاء لشيخه العبادي، أراد الهروي في صدر كتابه أن يبين منزلة شيخه من العلم الفقه فقال (1/93-95): "ولعمري لقد كان أرفع أبناء عصره في غزارة نكت الفقه والإحاطة بغرائبه عمادا وأعلاهم فيه إسنادا، فإنه كان تلميذ الإمام أبي طاهر محمد بن محمد بن محسن الزيادي، وأبو طاهر كان تلميذا لأبي الوليد حسان بن محمد القرشي، وأبو الوليد كان تلميذا لأبي العباس احمد بن عمر بن سريج رحمهم الله".
فهذا في طبقة هو بها تلميذلمن تتلمذ على تلميذ ابن سريج ومع ذلك ذكرها في سياق الدلالة على رفعة مقامه في العلم، فكيف يكون الأشعري تتلمذ لابن سريج وتفقه عليه ويغفل ذلك مترجموه!


2- كلامه عن "سهل" و"سرح"، أبدى فيه ثلاث احتمالات:
- أن يكون خطأ من ابن كثير.
- أن يكون تصحيفًا.
- أن يكون أحد النَّاسخين أو الطَّابعين أخذ ذلك من كتاب الطَّبقات وأدخله في "البداية والنهاية" بعد أن تصحَّف له "سهل" إلى "سرح".
وأقول: الثَّاني هو المتعيِّن، على أنَّه تصحَّف على الطَّابع، لا على النَّاسخين، وقد جاء ذكره على الصَّواب "سرح" في طبعة دار المدار الإسلامي بتحقيق عبد الحفيظ منصور (1/203).
أما الاحتمال الأوَّل والثَّالث فكلام فبعيد، ولا سيَّما الثَّالث منها فإنَّه احتمال وهمي، ولا سيَّما مع تعدد طبعات الكتاب واعتماد المحقِّقين على نسخ متتعددة مختلفة، وهذا واضح جلي.


3- إثبات تتلمذ الأشعري على ابن سريج بالنَّقل المذكور من "سمط النُّجوم" للعصامي المتوفي سنة (1111)، ولعلَّه –أعني العصامي - أخذه من "الصَّواعق المحرقة" للهيتمي، فهو موجود فيه (ص11- ط القديمة).
قال أبو معاذ: "وهو نصُّ لا يحتمل غير ظاهره"، أقول: نعم، لا يحتمل غير ظاهره، وظاهره أن الأشعري سمع تلك الكلمة من ابن سريج وأنا لا أنكر أن يكون الأشعري سمع من ابن سريج الكلمة والكلمتين، أو أنه رآه أو جلس إليه، فقد علمتُ أنَّه بلديُّه ومعاصرٌ له، كانا في بغداد، وبين وفاتيهما نحو من ثمانية عشر سنة.
ولكن الكلام في كونه تتلمذ عليه و تفَّقه به.
ولا يخفى على أحد معنى قولنا تفقّه عليه، وما يتضمَّنه من الملازمة وطول المجالسة، ولو لبضعة أشهر على الأقل.
فالنَّقل المذكور لا يثبت أنَّه تتلمذ عليه.


4- قال: "قول أخي الفاضل حمودة: (فلهذا تبيَّن أن قول ابن كثير: "تفقَّه بابن سريج، وقد ذكرنا ترجمته في طبقات الشافعية" كلامٌ عائد على زكريا السَّاجي لا على الأشعري).
لست أدري كيف فهم أن (تفقَّه بابن سريج) تعود على الساجي؟!
مع أنّ الترجمة للأشعري، وسياق الكلام وسباقه يدلان على هذا".

وأقول:
فهمت ذلك منه لأنِّي لما اشتغلت بالتَّعليق على جواب ابن سريج في الصِّفات اعتنيت بتتبع ترجمة ابن سريج، وأقواله، وتلاميذه، وشيوخه، وكتبه، والمسائل المنقولة عنه، فعشت معه، وعرفته، وعرفت منزلته من أئمَّة الشَّافعية، وأنَّه ليس عندهم بعد الشَّافعي مثله، فلمَّا رأيت قول ابن كثير عن الأشعري (وتفقَّه بابن سريج) جزمت بأنه ليس المعنيّ به الأشعري، وبقي عندي احتمالان:
- أن يكون وهمًا من ابن كثير، وهذا استبعدته لمكان ابن كثير من التحرير والإتقان.
- أو أن أطلب لكلامه وجهًا يصحُّ به، فاخترت هذا الثَّاني، لما أعلمه من القرائن الَّتي تدلُّ على أنَّ الأشعري لم يتفقَّه على ابن سريج، ولست أخالف في كون المتبادر من كلام ابن كثير أن الأشعري هو الَّذي تتلمذ على ابن سريج.
بل ذهبت به إلى المعنى الآخر لئلا أخطئ ابن كثير بغير شيء قاطع.
وأضرب مثالًا مشابهًا لهذا حتَّى يتبيَّن أنَّه احتمال واردٌ معمول، به ليس ببدع من التَّوجيه.
قال أبو حاتم ابن حبان في كتاب الثِّقات له (5/233): "عكرمة بن عمار العجلي من أهل اليمامة...يروي عن الهرماس بن زياد، وله صحبة، روى عنه الثوري..."
فقوله: "وله صحبة" لا شكَّ أنَّه راجع على الهرماس رضي الله عنه، مع السِّياق والسِّباق كله في عكرمة.
ولا يقال: تعيَّن هنا حمله على الصَّحابي للقطع بأنَّ عكرمة ليس كذلك، وأن الهرماس كذلك، لأني أقول" إن الشَّاهد منه حمل الكلام على غير من يتبادر عوده إليه لقرينة، وهو عين ما صنعته أنا في كلام ابن كثير للقرائن التي قامت عندي.
وقريب منه أيضًا ما قال الإمام النَّسائي في تسمية شيوخه (رقم27): "محمد بن عزيز، أبلي، يروي عن سلامة، وسلامة ضعيف، ليس بثقة".
فعادة النَّسائي في كتابه أن يذكر شيخه، ويذكر درجته من العدالة والثِّقة، فلذلك فالمتبادر أنَّ قوله: "ليس بثقة" راجعٌ إلى شيخه محمد بن عزيز، ولهذا نقلها المصنِّفون في الجرح والتَّعديل كابن عساكر في "المعجم المشتمل" وابن حجر في "تهذيب التَّهذيب" عن النَّسائي في ترجمة محمد بن عزيز، وقد طُبع طبعتين بتحقيقين، ورجَّح كلٌّ منهما أنَّه عائد إلى "سلامة"، وأنَّ النَّسائي أخلا ترجمة شيخه هذا من الحكم عليه، وذلك بسبب القرائن الَّتي هي حكم النَّسائي وغيره من الأئمَّة على محمد بن عزيز بالعدالة، وحكمهم على سلامة بالضَّعف، فتعيَّن حمل كلام النَّسائي على أنَّه أراد سلامة، ليوافق حكمَه وحكمَ غيره من الأئمَّة على ابن عزير.
وأيضا هو نظير ما وقع لي في هذه المسألة.
والخلاصة أنَّ أدلَّتي على أنَّ الأشعري لم يتتلمذ على ابن سريج لم يُجب أخونا على شيء منها غير كون المترجمين لم يذكروا ذلك، فلم يسلِّم بكونه كافيًا.
وقد بقي عليه شيئان ممَّا استندت إليهما في الجزم بخطأ الكلام المذكور لم يعرِّج على الجواب عليهما، وهما:
أ- استيعاب ابن عساكر وابن السُّبكي لكلِّ ما يتعلَّق بالأشعري مع جلالة ابن سريج وشهرته بالفقه، ومن أبجديَّات التَّرجمة المبادرة إلى هذا لو كان.
وليس المقصود هنا أنَّهما ترجماه فقط، ولم يذكرا ذلك، فإنَّ هذا سهل، ولكن المقصود أنَّك لمَّا تعرف جلالة ابن سريج، وتلمس حرص ابن عساكر والسُّبكي على تفخيم شأن الأشعري، وجمعهما لكلِّ ما يدلُّ على ذلك من حكاية أو رواية أو منام أو غيرها ألقى ذلك في نفسك ما ألقاه في نفسي من أنَّه يمتنع أن يتفقَّه الأشعري على ابن سريج ثمَّ يغفلانه.
ب - كون أبي العباس ابن سريج ممَّن اشتهر بمنابذة المتكلِّمين والتَّحذير منهم، بل حذَّر من الأشعريَّة المنسوبة إلى الأشعري نفسه، كما أ شرت إليه في المقال الأصل، ونصُّ كلامه: "ولا نقول بتأويل المعتزلة والأشعرية والجهمية والملحدة والمجسمة..".


هذا ما ظهر لي، كتبتُه ليُتأمَّل مع ما ذكره أبو معاذ.
ولأنبَّه إلى أنَّ بعض البحث قد ينطلق صاحبه فيه من خلفيَّة ذوقيَّة في شيء عايشه وشاهده، فمن لم يشاهد مشاهدته لم يعرف معرفته، يستصعب ما استسهله، ويستبعد ما هو عند الآخر بمنزلة ما لا شكَّ فيه، فليُعتبر هذا عند النَّظر في كلام كلِّ متكلِّم فإنَّه مهمٌّ، ولا تكاد تجد من ينبِّه عليه، والله الموفِّق.
  #4  
قديم 13 Oct 2013, 03:24 PM
عبد العزيز بوفلجة عبد العزيز بوفلجة غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Dec 2011
المشاركات: 227
افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:

جزى الله الأخوين الكريمين: محمد مرابط وخالد حمودة على هذه الفوائد الفرائد, واستسمحهم عذرا بالمشاركة معهم, رجاء أن يعم النفع.

أولا: لا شك أن ترجمة الأشعري مما هي مثبتة في طبقات الشافعية للإمام ابن كثير, كما أن المثبت فيها هو أن الأشعري ممن تفقه على ابن سريج, فالكلام عائد على الأشعري وليس على الإمام زكريا الساجي, وهذا ظاهر لا خفاء فيه.

ثانيا: جاء في ترجمة الزبيدي التي نقلها الأخ الفاضل محمد مرابط رجل اسمه سهل بن سرح, ولا يدرى من هو هذا الرجل؟.

ومما هو معلوم أن الزبيدي رجل متأخر توفي سنة(1205هـ) فهو عالة على من تقدمه, فغالب تراجمه مأخوذة ممن تقدمه, ولم يأت فيها بجديد, اللهم إلا التراجم المستحدثة, فما ذكره من ترجمة الأشعري إنما أخذه ممن تقدمه, ويغلب على الظن أنه نقل كلام ابن كثير كما في الطبقات, لكن وقع في اسم سهل بن سرح اختلاف.

وقبل أن نتكلم في التصحيف أو نحوه, لابد أولا من التأكد من سهل هذا:
فينظر في سهل بن سرح من هو؟ فإن كان الرجل معروفا فتذكر ترجمته, وإن كان الرجلا موجودا لكنه مجهول العين فيذكر على أنه مجهول العين, وإن لم يكن للرجل وجود أصلا فينتقل بعد ذلك إلى دعوى التصحيف ونحوه.

ثالثا: هنا إشكال يرد على دعوى تفقه الأشعري على ابن سريج؛ وهو أن المعلوم من حال الأشعري أنه كان معتزليا إلى سن الأربعين, أو بقي على الاعتزال أربعين سنة بعد بلوغه أو تمييزه, فإن كان الأول: فيكون رجوع الأشعري عن الاعتزال سنة(300هـ) على القول بأنه ولد سنة(260هـ), وكان رجوعه بالبصرة على ما نقل إلينا, ووفاة ابن سريج كانت سنة(303هـ)

فهل تفقه الأشعري على ابن سريج حال كونه معتزليا؟
فهذا مما يستبعد جدا؛ لأنه كيف يترك ابن سريج الأشعري وهو رأس من روؤس الاعتزال وداعيتها ومناظرها يتفقه عليه, ولا يطرده من مجلسه, كما هو المعروف من حال السلف مع أهل البدع الدعاة والرؤوس.
ومثله مثل من يقول أن ابن أبي دؤاد الجهمي كان يتفقه بالإمام أحمد.

ثم إن الأشعري كان بالبصرة لما كان معتزليا, ثم لما رجع عن الاعتزال وهو بالبصرة انتقل بعدها إلى بغداد, وفيها أخذ عن الساجي, وجماعة من حنبلية بغداد, كما ذكر ذلك ابن تيمية في غير ما موضع, ولم يذكر ابن تيمية في موضع واحد مما وقفت عليه أنه تفقه بابن سريج.

قد يقول قائل: إنما تفقه عليه بعد رجوعه عن الاعتزال في بغداد في السنوات الثلاث الأخيرة من حياة الإمام ابن سريج.
الجواب: أن الأشعري عندما رجع عن الاعتزال سلك الطريقة الكلابية, وكان من دعاتها أيضا, فكما قيل في الأول يقال هاهنا, ومعلوم منافرة أبي العباس لأهل الكلام من المعتزلة والكلابية والأشعرية.

هذا كله على القول بأنه بقي على الاعتزال إلى سن الأربعين, أما على القول أنه بقي على الاعتزال أربعين سنة وذلك بعد بلوغه أو تمييزه, فيكون إنما رجع عن الاعتزال بعد وفاة ابن سريج, ورجوعه كان بالبصرة, ولمَّا ينتقل بعدُ إلى بغداد حيث الفقيه ابن سريج.

فالذي يظهر والله أعلى وأعلم: أن أبا الحسن الأشعري لم يتفقه بأبي العباس بن سريج, وما ذكره الإمام الحافظ العلامة ابن كثير محل نظر؛ لأن الحافظ ابن عساكر المعتني بترجمة الأشعري كما في كتابه تبيين كذب المفتري لم يذكر ذلك لا من قريب ولا من بعيد, وهو متقدم على الإمام ابن كثير؛ حيث كانت وفاته سنة(571هـ), وكذلك السبكي, وغيرهم ممن اعتنى بترجمة الأشعري, ومعلوم أن التفقه على هذا الإمام يعتبر منقبة عظيمة, ودعوى ذلك لإمام المعتزلة والكلابية ورئيسها في زمان ابن سريج له الأثر البالغ في منقبته, أما بعد رجوعه عن ذلك, وانتسابه للسنة فيمكن القول به.

فهذا كله هو من باب ملح العلم, ولا يعدم القارئ فائدة مما ذكره الإخوان جميعا, فاللهم انفعنا بما علمتنا, وزدنا يا كريم.
والله أعلى وأعلم

التعديل الأخير تم بواسطة عبد العزيز بوفلجة ; 13 Oct 2013 الساعة 04:35 PM
  #5  
قديم 14 Oct 2013, 12:16 PM
أبو معاذ محمد مرابط
زائر
 
المشاركات: n/a
افتراضي



كيف أغفل أصلها وأنا لم أرها؟!



نعم أخي خالد لم أر حجة في مقالك، حتى أُغفل أصل احتجاجك!
واعترافك لأخيك بحومه حول المورد هو اعتراف ضمنيّ أنّه قاربه، وهذا فيه مقنع لمن عقل!
فقاربوا وسدّدوا
أمّا ما جاء في تقرير المبحث الثاني فهو شرح للخطأ الأولّ، وبيان لمعاني ما جاء فيه من الغلط واضح.
وعليه يليق بي في هذه العجالة الثانية أن أزيد من شرح (التخطئة الأولى) والتي تجنبت فيها الإطالة خشية الملالة
قال الفاضل حمودة – وفقه الله- : (إنّ من سعادة المرء أن يرزقه الله أخا ناصحا يقرأ ما يكتب بعيني ناقد)
وهذا بطبيعة الحال من أعظ النعم وأجمل الفضائل، لكن الحق والحق أقول: لم أقرأ مقالتك أُخيّ بتلك العيون التي لا أمتلكها!
وإنما قرأت ما كتبت بعينيّ مستفيد مسلّم لما جاء في تحريرك من تنبيه يليق بمقامكم، و تخطئة هي في صميم مجالكم
أما ما حملني على البحث والبيان، هو نفيك أن يكون ابن كثير ترجم للأشعريّ في (طبقاته) وهذا قول يهزّ انتباه من يدرك أنّ الطبقات هي للشافعيّة: (وهذا استبعدته لمكان ابن كثير من التحرير والإتقان) كما قلت في مقالك
هذا ما تعلّق بمقدّمة الفاضل، أمّا مضمون مقالته، فلي عليها ملاحظات عديدة
1-قال –وفقه الله-: (فلا أدري أيّ موضع في كلامي أفهم هذا)
فأقول للفاضل: ومن ذا الذي قال أنّ هذا موجود في كلامك؟! وأين هو موضع ذلك في مقالي؟! وغاية ما فعلته أنّي نبّهت إلى أمر ذي خطر، وهو الجزم في مواطن بقول يخالف قول من موضعه في ذاك الفن المجزوم فيه، موضع البدر في السماء!
وأذكّرك أيّها الفاضل أنّك ما بحثت في الطبقات عن ترجمة الأشعري إلاّ بعد توهمّ تبادر في ذهنك أنّ الكلام عائد على الأشعري، فقصدت باب (الطبقات) فلم تجد فاتحا، لأنّك لم تطرقه، وبقيت محبوس القدم، ثم قفلت راجعا!
وهو ما جعلك تجزم بأنّ قول الحافظ: (وقد ترجمته في الطبقات) يرجع إلى الساجي، وبقيت مصرّا على القول بأنّ ابن كثير، ترجم للأشعري، فقفز ذهنه عند ذكر الساجي فوجد نفسه يترجم له ويذكر شيخه وموطن ترجمته، ونسي من كان يترجم له أصالة! وهذا سرف من القول سيأتي مزيد إيضاح لموضع الاشتباه فيه.
2- قال الفاضل –وفقه الله-: (وكونه ترجم للأشعري في الطبقات لست أخلد إليه في تبديل نتيجة البحث بل يبقى أنّ قول ابن كثير : تفقه بابن سريج عائد عندي على الساجيّ كما قدّمته، وقوله : قد ترجمته في الطبقات يصلح رجوعه إليهما، ورجوعه إلى الأشعري أقرب)
قولك: (ورجوعه إلى الأشعري أقرب) هو نتيجة ما نبّهتك عليه من إثبات ترجمة الأشعري في الطبقات
ولعلّي أوفق في إقناعك بأنّ الكلام راجع على الأشعري فأبين بأجوبة مختصرة

الجواب الأول:
وهو أن صنيع ابن كثير في طبقاته لا ينسجم مع ما ذكرته، وحتى يظهر صواب ذلك أنقل لك مثالا واحدا من أقواله التي قد تدفعك لتغيير رأيك
قال رحمه الله في ترجمة الشافعيّ : (أما الفقه فأخذه الشافعي، رضي الله عنه، أولا عن مسلم بن خالد الزنجي بمكة، والزنجي تفقه على ابن جريج، وابن جريج أخذ الفقه عن عطاء بن أبي رباح وتفقه عطاء على ابن عباس، وابن الزبير وغيرهما)
فعندما أراد الحافظ أن يبين أن الزنجي هو من تفقه بابن جريج، أعاد ذكر اسمه توضيحا منه حتى لا يقع الاشتباه ولا يقول قائل أن الكلام راجع على الشافعي فيكون هو من تفقه على ابن جريج
وهناك أمثلة كثيرة أقتصر على المشار إليه


الجواب الثاني:
قال الفاضل: (ولو كان مقصوده أن الأشعري هو الذي تفقَّه على ابن سريج لكان ذكر ذلك في ترجمة الأشعري من الطَّبقات أعني لذكر تفقهه على ابن سريج،، لأن المترجمين لا يغفلون مثل هذا أبدًا، وأنا أجزم أن لو تفقَّه الأشعري بابن سريج لصُدِّرت أكثر تراجمه بذكر ذلك والإشارة إليه)
فهذه فائدة من الفاضل تبرز تلمذة الساجي على ابن سريج و تفقهه عليه، فلازم قول الفاضل! أنّ المترجمين قد صدّروا ترجمة الساجي بخبر تفقهه بابن سريج! لأنها منقبة عظمى وفضيلة كبرى، لا يغفلها أئمة التاريخ والتراجم، وخصوصا الشافعية منهم!!
فهل واقع ذلك يؤيّده؟
الجواب: هو ما سيستغربه الفاضل، عندما نخبره بأن الساجي لم يتفقه بابن سريج –في حدود بحثي-، بل لم يذكر أصلا في عداد تلامذته!

ترجمة الساجي

1-قال السبكي (طبقات الشافعية 3/299) : ( كان من الثِّقَات الْأَئِمَّة، أَخذ عَن المزنى وَالربيع، وسمع من عبيد الله بن معَاذ العنبرى وَمُحَمّد بن بشار وهدبة بن خَالِد وأبى الرّبيع الزهرانى وطالوت بن عباد وأبى كَامِل الجحدرى وَغَيرهم..)
2- قال الخليلي في (الإرشاد2 / 527) : (زكريا بن يحيى الساجي فقيه حافظ سمع الحسن بن المثنى وأقرانه بالبصرة وسمع بالشام ومصر أصحاب ابن وهب والشافعي وله تصانيف في هذا الشأن أخذ عنه عبد الله بن عدي الجرجاني وإبراهيم بن يحيى بن منده الأصبهاني وأقرانهما وهو متفق عليه مجروح من جرحه موثق من وثقه)
3-قال الشيرازي (1/104) : (زكريا بن يحيى الساجي البصري: أخذ عن الربيع والمزني ومات بالبصرة سنة سبع وثلاثمائة وله كتاب اختلاف الفقهاء، وكتاب علل الحديث)
5- قال الذهبي (سير أعلام النبلاء 14 / 198): (سمع: طالوت بن عباد، وأبا الربيع الزهراني، وعبيد الله بن معاذ العنبري، وعبد الواحد بن غياث، وعبد الأعلى بن حماد النرسي، ومحمد بن أبي الشوارب، وأبا كامل الجحدري، وموسى بن عمر الجاري، وسليمان بن داود المهري، وهدبة بن خالد القيسي، ومحمد بن موسى الحرشي، ومحمد بن بشار، ووالده يحيى الساجي، وخلقا بالبصرة.
6- قال ابن كثير في ترجمة الساجي (طبقات الشافعيين 1/ 202): (زكريا بن يحيى بن عبد الرحمن بن بحر بن عدي بن عبد الرحمن بن أبيض ابن الديلم بن باسل بن ضبة الضبي أبو يحيى الساجي البصري الحافظ، أحد الأئمة الثقات، سمع الحديث من عبيد الله بن معاذ العنبري، ومحمد بن بشار، ومحمد بن موسى الحرشي، وهدبة بن خالد، وخلق)
فأين هو ذكر ابن سيرج في مشيخة الساجي حتى نقول بما قال الفاضل؟!
فأنا أنتظر منكم إثباتا لما ادعيتم، ولعله يكون!


الجواب الثالث:
لو صححنا القول الذي تردد فيه الفاضل وهو أن الحافظ كان يقصد بكلامه وقد (ترجمنا له في الطبقات) لتبادر في الأذهان أنّه قد أحال إلى ترجمة وافية، وهذا مال لم نجده
فترجمة الساجي كما في (الطبقات) من : 1 / 202 إلى 1 / 203 يعني صفحة واحدة
أما ترجمة الأشعري: من 1 / 208 إلى 1 / 214 فهي ستّ صفحات


الجواب الرابع:
وهو ترجمة الساجي في (البداية والنهاية) قال ابن كثير (14/ 813):
(زكريا بن يحيى الساجي.الفقيه المحدث شيخ أبي الحسن الأشعري في السنة والحديث).
فأنت ترى أن الحافظ في هذا الموضع لم يذكر تفقهه على ابن سريج ولم يُحل إلى ترجمته، لأنه لم يترجم له في الطبقات بترجمة يحتاج إلى الإحالة عليها
وهذا منهج معلوم مشهور عند الأئمة، وأفضل ما نمثل به قول الحافظ نفسه في ترجمة ابن سريج في (البداية و النهاية 14 / 808) حيث قال في آخرتها: (وقد ذكرنا ترجمته في طبقات الشافعية بما فيه مقنع)
وحتى نوسّع من مجال البحث فما علينا إلا النظر في تراجم ابن سريج و التأكد هل ذكر الأئمة الساجي في عداد تلامذته.
وهي النتيجة التي تلتقي مع النتيجة الأولى، فكما لم يذكر ابن سريج في ترجمة الساجي، فكذلك لم يذكر الساجي في ترجمة ابن سريج، ودليله في كل من:
1-(طبقات الفقهاء للشيرازي 1 /108) ط. الرائد
2-(تهذيب الأسماء واللغات 2/ 251) ط. العلمية
3-(طبقات الشافعية 3 /28) للسبكي
4-(طبقات الشافعيين 1/196) لابن كثير
5- (سير أعلام النبلاء 14 /201) ط.الرسالة
6- (طبقات الشافعية 1 / 89) لابن قاضي شهبة ط. عالم الكتب
7- (البداية و النهاية 14 / 808)
8- (المنتظم 13 / 182) لابن الجوزي ط.العلمية
10-(شذرات الذهب 4 / 29) و (5 / 471) لابن العماد
11-(تاريخ بغداد 5 /43) ط. العلمية
وغير هذه من المصادر التي آثرت عدم نقلها

الجواب الخامس:

وهو أن الساجي من الأئمة الأثبات وهو أكبر سنّا من ابن سريج، فلو قال قائل أن ابن سريج أخذ عنه لما أبعد
فالساجي أخذ عن المزني، وقد عدّ من تلامذة المزني من هو من أشياخ ابن سريج
قال ابن كثير في (الطبقات): (من أَصْحَاب الْمُزنِيّ وَالربيع وَهُوَ أستاذ ابْن سُرَيج، حدث عَن الْمُزنِيّ وَالربيع الْمرَادِي.)
فإذا ظهر هذا جليا علم بعده أن (تفقه بابن سريج) يقينا ترجع على الأشعري
وأما كيف نُخرج قول الحافظ هذا، فسيظهر لاحقا في المتبقي من المقالة
يتبع

التعديل الأخير تم بواسطة أبو معاذ محمد مرابط ; 14 Oct 2013 الساعة 09:07 PM
  #6  
قديم 31 Oct 2013, 07:56 AM
أبو البراء
زائر
 
المشاركات: n/a
افتراضي

اقتباس:
يتبع
أين بقيَّة المقال أبا معاذ؟
أنا أقرُّ أن تقريرك فيما يتعلَّق بمراد ابن كثير أقوى من تقريري وأولى بالصَّواب، لكن بقي أصل الموضوع، وهو تفقُّه الأشعري على ابن سريج، فلا زلت أميل إلى أنَّ ذلك ليس بصحيح.
ففي انتظار تتمَّتة عسى أن يكون فيها ما يزيل ما أشكل علينا من كلام ابن كثير رحمه الله.
  #7  
قديم 31 Oct 2013, 12:29 PM
أبو عبد الرحمن الحراشي
زائر
 
المشاركات: n/a
افتراضي

أنا كذلك من المتابعين
نأمل أن يخرج بقيت المقال إلى النور
وأشكر الأخوين الكريمين على ما قدماه من أخلاق حميدة وفوائد
موضوع مغلق

الكلمات الدلالية (Tags)
منهج, الأشعري, حمودةمرابط, ردود

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


Powered by vBulletin, Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd
Salafi Tasfia & Tarbia Forums 2007-2013